الكوفي
22-02-2009, 10:59 PM
نَاحَتْ حَمَائِمُهُ عَلَى أَغْصَانِهِ
فَهَمَتْ سَحَائِبُهُ عَلَى كُثْـبَانِهِ
يَبْتَزُّهُ لَيْلُ السُّكُوْنِ فَيَنْطَوِي
سِفْرٌ مِنَ الكَلِمَاتِ فَوْقَ لِسَانِهِ
يَمْشِي عَلَى وَجَعٍ وَلَيْسَ أَمَامَهُ
إِلاَّ ظَلامٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِهِ
يَشْكُو وَلِلشَّكْوَى الـمَرِيْرَةِ خِنْجَرٌ
يَهْفُو إِلَى الدَّفَّاقِ مِنْ شِرْيَانِهِ
أَيُلامُ؟ كَلاَّ... مَنْ يَلُوْمُ مُكَبَّلاً
وَالنَّارُ رَاقِصَةٌ عَلَى أَرْدَانِهِ؟!
يَغْشَاهُ عَجْزٌ لَمْ يَزَلْ يَشْقَى بِهِ
وَأَشَدُّ مَا يُشْقِيْهِ عَجْزُ بَيَانِهِ
لَوْلا يَدُ الأَمَلِ الَّتِي تَحْنُو عَلَيْـ
ـهِ لَكَانَ شِلْواً فِي دُجَى أَكْفَانِهِ
اللهَ يَا زَمَنَ العَجَائِبِ فِيْكَ مَا
يُوْرِي هَشِيْمَ الـهَمِّ فِي وِجْدَانِهِ
كَالشَّمْسِ لَكِنْ غَامِضٌ كَاللَّيْلِ لَـ
ـكِنْ وَاضِحٌ... أَعْيَاهُ طَبْعُ زَمَانِهِ
فِي فِيْهِ مَاءٌ مَا يَقُوْلُ؟ كَفَاهُ مَا
نَقَشَتْهُ أَدْمُعُهُ عَلَى أَجْفَانِهِ
الدَّرْبُ مُمْتَدٌّ وَأَشْبَاحُ الدُّجَى
مَسْعُوْرَةٌ سَلَبَتْهُ نَجْمَ أَمَانِهِ
يَرْنُو وَلَيْسَ يَرَى.. خُطَاهُ حَبِيْسَةٌ
وَفُؤَادُهُ كَمْ تَاهَ عَنْ خَفَقَانِهِ!
يُصْغِي وَصَوْتُ النَّايِ مَبْحُوْحٌ... يَكَـ
ـادُ يَغَصُّ بِالـمَوَّارِ مِنْ أَشْجَانِهِ
فِي قَبْضَةِ الصَّمْتِ الرَّهِيْبِ كَأَنَّهُ
سِجْنٌ... وَمَا أَدْرَاكَ عَنْ سَجَّانِهِ؟
يَجْتَاحُهُ جَدْبٌ أَرَاقَ رُوَاءَهُ
وَأَطَاحَ بِالـمُخْضَلِّ مِنْ أَغْصَانِهِ
قَالُوا لَهُ: تَاللهِ إِنَّكَ شَاعِرٌ
فَمَضَى يُخَضِّبُ لَحْنَهُ بِجَنَانِهِ
لَمْ يَلْتَفِتْ... حَتَّى غَدَا شَدْوُ البَلا
بِلِ وَالـجَدَاوِلِ مِنْ صَدَى أَلـحَانِهِ
لَكِنَّهُ أَمْسَى وَحِيْداً... هَلْ تُرَى
خَدَعُوْهُ مُذْ تَرَكُوْهُ فِي حِرْمَانِهِ؟
جُرْحٌ تَغَلْغَلَ فِي حَشَاهُ فَمَنْ يُضَمِّـ
ـدُ جُرْحَهُ؟ مَا كَفَّ عَنْ جَرَيَانِهِ
لَمْ يَلْتَفِتْ رَغْمَ الأَسَى... إِلْهَامُهُ
وَحْيٌ بِهِ يَسْمُو عَلَى أَقْرَانِهِ
سَيَظَلُّ يَرْسُمُ لَوْحَةَ الإِحْسَاسِ مِنْ
أَفْرَاحِهِ طَوْراً وَمِنْ أَحْزَانِهِ
هُوَ شَاعِرٌ... وَالشِّعْرُ لا يُصْغِي لَهُ
مَنْ لا يَعِي وَالوَقْرُ فِي آذَانِهِ
فَهَمَتْ سَحَائِبُهُ عَلَى كُثْـبَانِهِ
يَبْتَزُّهُ لَيْلُ السُّكُوْنِ فَيَنْطَوِي
سِفْرٌ مِنَ الكَلِمَاتِ فَوْقَ لِسَانِهِ
يَمْشِي عَلَى وَجَعٍ وَلَيْسَ أَمَامَهُ
إِلاَّ ظَلامٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِهِ
يَشْكُو وَلِلشَّكْوَى الـمَرِيْرَةِ خِنْجَرٌ
يَهْفُو إِلَى الدَّفَّاقِ مِنْ شِرْيَانِهِ
أَيُلامُ؟ كَلاَّ... مَنْ يَلُوْمُ مُكَبَّلاً
وَالنَّارُ رَاقِصَةٌ عَلَى أَرْدَانِهِ؟!
يَغْشَاهُ عَجْزٌ لَمْ يَزَلْ يَشْقَى بِهِ
وَأَشَدُّ مَا يُشْقِيْهِ عَجْزُ بَيَانِهِ
لَوْلا يَدُ الأَمَلِ الَّتِي تَحْنُو عَلَيْـ
ـهِ لَكَانَ شِلْواً فِي دُجَى أَكْفَانِهِ
اللهَ يَا زَمَنَ العَجَائِبِ فِيْكَ مَا
يُوْرِي هَشِيْمَ الـهَمِّ فِي وِجْدَانِهِ
كَالشَّمْسِ لَكِنْ غَامِضٌ كَاللَّيْلِ لَـ
ـكِنْ وَاضِحٌ... أَعْيَاهُ طَبْعُ زَمَانِهِ
فِي فِيْهِ مَاءٌ مَا يَقُوْلُ؟ كَفَاهُ مَا
نَقَشَتْهُ أَدْمُعُهُ عَلَى أَجْفَانِهِ
الدَّرْبُ مُمْتَدٌّ وَأَشْبَاحُ الدُّجَى
مَسْعُوْرَةٌ سَلَبَتْهُ نَجْمَ أَمَانِهِ
يَرْنُو وَلَيْسَ يَرَى.. خُطَاهُ حَبِيْسَةٌ
وَفُؤَادُهُ كَمْ تَاهَ عَنْ خَفَقَانِهِ!
يُصْغِي وَصَوْتُ النَّايِ مَبْحُوْحٌ... يَكَـ
ـادُ يَغَصُّ بِالـمَوَّارِ مِنْ أَشْجَانِهِ
فِي قَبْضَةِ الصَّمْتِ الرَّهِيْبِ كَأَنَّهُ
سِجْنٌ... وَمَا أَدْرَاكَ عَنْ سَجَّانِهِ؟
يَجْتَاحُهُ جَدْبٌ أَرَاقَ رُوَاءَهُ
وَأَطَاحَ بِالـمُخْضَلِّ مِنْ أَغْصَانِهِ
قَالُوا لَهُ: تَاللهِ إِنَّكَ شَاعِرٌ
فَمَضَى يُخَضِّبُ لَحْنَهُ بِجَنَانِهِ
لَمْ يَلْتَفِتْ... حَتَّى غَدَا شَدْوُ البَلا
بِلِ وَالـجَدَاوِلِ مِنْ صَدَى أَلـحَانِهِ
لَكِنَّهُ أَمْسَى وَحِيْداً... هَلْ تُرَى
خَدَعُوْهُ مُذْ تَرَكُوْهُ فِي حِرْمَانِهِ؟
جُرْحٌ تَغَلْغَلَ فِي حَشَاهُ فَمَنْ يُضَمِّـ
ـدُ جُرْحَهُ؟ مَا كَفَّ عَنْ جَرَيَانِهِ
لَمْ يَلْتَفِتْ رَغْمَ الأَسَى... إِلْهَامُهُ
وَحْيٌ بِهِ يَسْمُو عَلَى أَقْرَانِهِ
سَيَظَلُّ يَرْسُمُ لَوْحَةَ الإِحْسَاسِ مِنْ
أَفْرَاحِهِ طَوْراً وَمِنْ أَحْزَانِهِ
هُوَ شَاعِرٌ... وَالشِّعْرُ لا يُصْغِي لَهُ
مَنْ لا يَعِي وَالوَقْرُ فِي آذَانِهِ