ربيبة الزهـراء
24-02-2009, 04:06 AM
لماذا حين ينعدم الحوار بيننا وتسوء الأمور، نصر على إن تطفو أفكارنا فوق السطح، نغرق ما عداها وندفعها عنا بعيداً.. ليصبح الفراغ الذي تقف عليه أقدامنا نتيجة حتمية تشرح أسباب الاستفاضة في التهميش وعدم التقاطع مع الآخر.
نزداد عنادا ونتصلب في بعض الآراء معتقدين أننا على حق، نلغي الحرية والرأي وأصوات كنا ننادي بها من اجل الاتفاق والسلام، بل حتى ذاكرتنا التي ظلت تعرف أصوات كانت تناديها بعمق تلمس يقينها بالسلام، نجدها تتلاشى تغادرنا وترتحل عنا وتتركنا في فراغ.. لتصبح المشكلة فقط أننا نشاهد وجوهنا في المرايا والباقي كله يبدو مشوش لا معالم واضحة ترسمه.
إن حدث هذا فلمن نرتحل لو انحنى الطريق وتعرج أمامنا ولم يعد مستقيما لخطواتنا، ولمن سيكون مشوارنا إن أضعنا جسور السلام وأعلنا الحرب واكتفينا بداخلنا مهما كان هذا الداخل هش ومشوش وضعيف وعاجز عن خلق الاكتمال بذاته.
ليس بالضرورة أن تكون صاحب تجربة قوية ومهمة ووحيدة لتهميش الناس من حولك، فتجربتك مهما كانت لا تختزل العالم كله بك.. لا يمكنك أن تصنع هذا ولا نحن أيضا يمكننا أن نختصر تجارب الآخرين، نتخطاها نتلاشاها بتجربتنا وكأن الدنيا كلها خلقت لنا وحدنا.
حين تعرف قدراتك وتفهم مدى ما تمتلكه من خبرة ستبدو متأكدا من أنك أصبحت تعرف نصف طريقك للنجاح لأنك ستفهم أن عليك الاستفادة من خبرات الناس حولك، وهذه الخبرات تشمل الفهم المعرفة العاطفة العلم السياسة المنطق وكل شي يسعه العالم وستحاول الاستفادة من الآخرين.
إذ لا وجود لحالة تحضر بين إعلان التقبل وبين التقبل نفسه، هو إطار عام أو عنوان عريض نحمله لكنه مبرم من الحقيقة التي هي مختلفة تماما. فليس العلم وليست المعرفة وليست كمية الخبرة والتجربة هي من تصبغ هوياتنا وحدها، ثمة أمر مختلف يعطي بعدا آخر واتساع أعمق يستوعب مدركات العالم من حولنا.. حتى وان كنا نتحدث للعالم بأوردة متسعة ونملأ الحياة بالخطب الرنانة والمؤتمرات المنعقدة ونتشدق بتنوع الفكرة والنداء بالحريات، انه أمر احتواء الآخر وحقيقة فقرنا في قبوله !
قد لا نقبل الآخر لأنه ند لنا ومنافس.. وربما مريض، خاطئ، إنسان معاند.. لا نقبل الآخر لأنه مختلف عنا ولا يوافقنا، لأنه ضعيف، وأيضا يحمل أفكار مختلفة.. كذلك لأنه من جنس أو هوية أخرى.. لأننا نرى أن لنا حقوق وصلاحيات مميزة عنه، لا نقبله لأنه من جيل وفكر مختلف، أو لأنه يعارضنا ويسبب لنا الأذى ويهدد مكانتنا.
للأسف أحياناً ننفتح على دوائر وأصعدة عدة ومن داخلنا يوجد انغلاق تام وفقر وضياع وميل للتهميش وتفكير نخشى الإعلان عنه خوفا من اللوم، وتبقى شعاراتنا مجرد فلسفات وأحجيات نتمنطق بها، ونلوكها أمام العلن لنخبر الآخرين عن مدى اتساع معارفنا وشمولها، بينما نحن نسيء للآخر الذي يخصنا ويلمس معنا تفاصيل الحياة اليومية التي نعيشها نفتقر للتحاور معه فنحجمه، نهمشه، نتجاهله، وقد نحجر عليه ونحطمه إن عارضنا أو قدم حجة ودليل على خطأنا !
نمارس بانعقاد ندواتنا ومؤتمراتنا طقوس معتادة ليست بأكثر من بلبلة وضجيج نتغنى به أمام الملأ، ونظن أننا نصلح العالم بمنطق أوجدناه لنلهو عن ضآلة دواخلنا وانعدام التصالح مع النفس.
وقد يعود سبب تأخرنا لكوننا لا نحتوي الآخرين بصدق ولا نعترف بوقعهم على وتر الحياة معنا، من العبث أن نصنع بهم ذلك ومن الحمق أن نفعل بأنفسنا، فالآخر صاحب رأي وإن كان مختلف عنا، وهو صاحب تجربة وهوية وان كانت اقل منا، هو كذلك صاحب ضمير، صاحب رؤية مستقلة وصانع مجد وتاريخ وربما له بعد ورؤية وقدرة لوصول الأهداف التي لم نصلها، فلماذا لا نستفيد منه، لماذا لا نندمج معه.. ونساوي أمره بداخلنا لننهل منه فربما نقفز معه من سلبيات أنفسنا وربما معه نحقق أهداف تقترب من مرحلة النضج والاكتمال الذي نطمح له.. لماذا نخشاه طالما أساسنا سليم وأرضنا صلبة و نتسلح بالفكر واليقين ونخول العقل ليحكمنا خطواتنا حتى لا نضيع الطريق !.
نتحدث ونخوض غمار المؤتمرات والندوات ونتكلم عن الفهم للآخرين في محافل عامة ومؤتمرات حوارية عريضة ونحن نفتقر لأبسط سبل الحوار مع الآخر في داخلنا، قد نشترك في أنشطة هامة وقد نسعى لنكون أعضاء في منظمات إنسانية حقوقية ضخمة ولكننا من الداخل اعجز الخلق عن احترام هذا الإنسان وبلورة حقوقه فعلياً في حياتنا العادية.. للأسف نحن فقراء في قبول الآخرين واحتواءهم.. نرتاب بأمرهم نتجاهلهم.. نستهجن ونهمش وجودهم وربما نلفق حولهم الأكاذيب والقصص لننجو من الاتهام واللوم.
نحن بالفعل فقراء في قبول الآخر رغم كثرة معارفنا وثقافتنا وخبرتنا التي نظنها طويلة بينما الحقيقة تصدمنا بواقع آخر. نحن فقراء، وفقرنا هو ما يدفعنا للتعصب حين نصطدم بالآخر في حياتنا القريبة بعيدا عن الأضواء والمجاملات حتى بالحوار الذي نجد صعوبة في مواصلته بدون تعصب أو التفاف حول الكلمات لا معانيها.. نعم لازلنا فقراء وفقرنا دفعنا للاعتقاد بكوننا الأفضل على الإطلاق فضاعت منا فرص الاستفادة من طاقاتنا ومعارفنا - عفوا ما تبقى منها - وهي قليلة.
هذه هي الحقيقة للأسف، نحن فقراء وليست لدينا قدرة على التحليل والوقوف طويلاً للنقاش وتقصي الحقائق.. نخلط المفاهيم ونتبنى نظريات ومبادئ ومثل وأفكار فضفاضة تنتهج العمومية على اعتبار البحث عن الحقائق بينما هي مجرد أكذوبة نخفي بها أجزاء من حقيقتنا المخجلة.
نعم فقراء، نفتقد للوسطية والاعتدال في التعامل مع الآخرين وننتهج معهم سياسة الانبهار والانفتاح المطلق، أو سياسة النفور والعداء الشديد لدرجة التشويه والتجريح في ذواتهم، وحتى الحوار الذي كنا نراهن عليه ونحسب أننا نعقد له مؤتمرات وندوات في كل موسم لسنا نحسنه على المستوى الخاص للأسف.. ونتسابق للخلط بين المفاهيم والمصطلحات على اعتبار الترابط فيما بينها، بينما تغيب عنا الحقائق بتداخل شبه غامض نخرج منه بلا هدف، فنكون الأعجز عن الاحتواء والأقدر على توسيع جسور المسافات وربما الأضعف في خلق أرضية حوار هادف مشترك يخلو من الارتجال ويفتقر لروح الصبر ويمتلئ بالضجيج الكثيف مما يبعث على الغثاء الدائم.
نزداد عنادا ونتصلب في بعض الآراء معتقدين أننا على حق، نلغي الحرية والرأي وأصوات كنا ننادي بها من اجل الاتفاق والسلام، بل حتى ذاكرتنا التي ظلت تعرف أصوات كانت تناديها بعمق تلمس يقينها بالسلام، نجدها تتلاشى تغادرنا وترتحل عنا وتتركنا في فراغ.. لتصبح المشكلة فقط أننا نشاهد وجوهنا في المرايا والباقي كله يبدو مشوش لا معالم واضحة ترسمه.
إن حدث هذا فلمن نرتحل لو انحنى الطريق وتعرج أمامنا ولم يعد مستقيما لخطواتنا، ولمن سيكون مشوارنا إن أضعنا جسور السلام وأعلنا الحرب واكتفينا بداخلنا مهما كان هذا الداخل هش ومشوش وضعيف وعاجز عن خلق الاكتمال بذاته.
ليس بالضرورة أن تكون صاحب تجربة قوية ومهمة ووحيدة لتهميش الناس من حولك، فتجربتك مهما كانت لا تختزل العالم كله بك.. لا يمكنك أن تصنع هذا ولا نحن أيضا يمكننا أن نختصر تجارب الآخرين، نتخطاها نتلاشاها بتجربتنا وكأن الدنيا كلها خلقت لنا وحدنا.
حين تعرف قدراتك وتفهم مدى ما تمتلكه من خبرة ستبدو متأكدا من أنك أصبحت تعرف نصف طريقك للنجاح لأنك ستفهم أن عليك الاستفادة من خبرات الناس حولك، وهذه الخبرات تشمل الفهم المعرفة العاطفة العلم السياسة المنطق وكل شي يسعه العالم وستحاول الاستفادة من الآخرين.
إذ لا وجود لحالة تحضر بين إعلان التقبل وبين التقبل نفسه، هو إطار عام أو عنوان عريض نحمله لكنه مبرم من الحقيقة التي هي مختلفة تماما. فليس العلم وليست المعرفة وليست كمية الخبرة والتجربة هي من تصبغ هوياتنا وحدها، ثمة أمر مختلف يعطي بعدا آخر واتساع أعمق يستوعب مدركات العالم من حولنا.. حتى وان كنا نتحدث للعالم بأوردة متسعة ونملأ الحياة بالخطب الرنانة والمؤتمرات المنعقدة ونتشدق بتنوع الفكرة والنداء بالحريات، انه أمر احتواء الآخر وحقيقة فقرنا في قبوله !
قد لا نقبل الآخر لأنه ند لنا ومنافس.. وربما مريض، خاطئ، إنسان معاند.. لا نقبل الآخر لأنه مختلف عنا ولا يوافقنا، لأنه ضعيف، وأيضا يحمل أفكار مختلفة.. كذلك لأنه من جنس أو هوية أخرى.. لأننا نرى أن لنا حقوق وصلاحيات مميزة عنه، لا نقبله لأنه من جيل وفكر مختلف، أو لأنه يعارضنا ويسبب لنا الأذى ويهدد مكانتنا.
للأسف أحياناً ننفتح على دوائر وأصعدة عدة ومن داخلنا يوجد انغلاق تام وفقر وضياع وميل للتهميش وتفكير نخشى الإعلان عنه خوفا من اللوم، وتبقى شعاراتنا مجرد فلسفات وأحجيات نتمنطق بها، ونلوكها أمام العلن لنخبر الآخرين عن مدى اتساع معارفنا وشمولها، بينما نحن نسيء للآخر الذي يخصنا ويلمس معنا تفاصيل الحياة اليومية التي نعيشها نفتقر للتحاور معه فنحجمه، نهمشه، نتجاهله، وقد نحجر عليه ونحطمه إن عارضنا أو قدم حجة ودليل على خطأنا !
نمارس بانعقاد ندواتنا ومؤتمراتنا طقوس معتادة ليست بأكثر من بلبلة وضجيج نتغنى به أمام الملأ، ونظن أننا نصلح العالم بمنطق أوجدناه لنلهو عن ضآلة دواخلنا وانعدام التصالح مع النفس.
وقد يعود سبب تأخرنا لكوننا لا نحتوي الآخرين بصدق ولا نعترف بوقعهم على وتر الحياة معنا، من العبث أن نصنع بهم ذلك ومن الحمق أن نفعل بأنفسنا، فالآخر صاحب رأي وإن كان مختلف عنا، وهو صاحب تجربة وهوية وان كانت اقل منا، هو كذلك صاحب ضمير، صاحب رؤية مستقلة وصانع مجد وتاريخ وربما له بعد ورؤية وقدرة لوصول الأهداف التي لم نصلها، فلماذا لا نستفيد منه، لماذا لا نندمج معه.. ونساوي أمره بداخلنا لننهل منه فربما نقفز معه من سلبيات أنفسنا وربما معه نحقق أهداف تقترب من مرحلة النضج والاكتمال الذي نطمح له.. لماذا نخشاه طالما أساسنا سليم وأرضنا صلبة و نتسلح بالفكر واليقين ونخول العقل ليحكمنا خطواتنا حتى لا نضيع الطريق !.
نتحدث ونخوض غمار المؤتمرات والندوات ونتكلم عن الفهم للآخرين في محافل عامة ومؤتمرات حوارية عريضة ونحن نفتقر لأبسط سبل الحوار مع الآخر في داخلنا، قد نشترك في أنشطة هامة وقد نسعى لنكون أعضاء في منظمات إنسانية حقوقية ضخمة ولكننا من الداخل اعجز الخلق عن احترام هذا الإنسان وبلورة حقوقه فعلياً في حياتنا العادية.. للأسف نحن فقراء في قبول الآخرين واحتواءهم.. نرتاب بأمرهم نتجاهلهم.. نستهجن ونهمش وجودهم وربما نلفق حولهم الأكاذيب والقصص لننجو من الاتهام واللوم.
نحن بالفعل فقراء في قبول الآخر رغم كثرة معارفنا وثقافتنا وخبرتنا التي نظنها طويلة بينما الحقيقة تصدمنا بواقع آخر. نحن فقراء، وفقرنا هو ما يدفعنا للتعصب حين نصطدم بالآخر في حياتنا القريبة بعيدا عن الأضواء والمجاملات حتى بالحوار الذي نجد صعوبة في مواصلته بدون تعصب أو التفاف حول الكلمات لا معانيها.. نعم لازلنا فقراء وفقرنا دفعنا للاعتقاد بكوننا الأفضل على الإطلاق فضاعت منا فرص الاستفادة من طاقاتنا ومعارفنا - عفوا ما تبقى منها - وهي قليلة.
هذه هي الحقيقة للأسف، نحن فقراء وليست لدينا قدرة على التحليل والوقوف طويلاً للنقاش وتقصي الحقائق.. نخلط المفاهيم ونتبنى نظريات ومبادئ ومثل وأفكار فضفاضة تنتهج العمومية على اعتبار البحث عن الحقائق بينما هي مجرد أكذوبة نخفي بها أجزاء من حقيقتنا المخجلة.
نعم فقراء، نفتقد للوسطية والاعتدال في التعامل مع الآخرين وننتهج معهم سياسة الانبهار والانفتاح المطلق، أو سياسة النفور والعداء الشديد لدرجة التشويه والتجريح في ذواتهم، وحتى الحوار الذي كنا نراهن عليه ونحسب أننا نعقد له مؤتمرات وندوات في كل موسم لسنا نحسنه على المستوى الخاص للأسف.. ونتسابق للخلط بين المفاهيم والمصطلحات على اعتبار الترابط فيما بينها، بينما تغيب عنا الحقائق بتداخل شبه غامض نخرج منه بلا هدف، فنكون الأعجز عن الاحتواء والأقدر على توسيع جسور المسافات وربما الأضعف في خلق أرضية حوار هادف مشترك يخلو من الارتجال ويفتقر لروح الصبر ويمتلئ بالضجيج الكثيف مما يبعث على الغثاء الدائم.