melika
26-11-2006, 08:25 AM
عاشت البشرية وما زالت تعيش صراع الفصل ما بين العلم والايمان، ونحن نجد المجتمع البشري اليوم يتقدم خطوات واسعة في طريق التكنلوجيا اما في طريق الايمان فهو يتراجع كثيرا.http://www.almwkb.com/forum/image/assay245.jpg
ولعل البعض يعتقد ان السعادة سوف تتحقق بهذه التكنلوجيا المتطورة في جميع المجالات، في حين ان هذه ليست سعادة لان البشر بحاجة الى الوحي في الغايات والاهداف والاخلاق والمثل، لان العلم لا يمكن ان يقوم من دون الايمان.
وهنا لابد ان تاتي رسالات الله عز وجل لتنتقد البشرية من هذه المحن، فالانسان اليوم يستغل التكنلوجيا المتطورة التي توصل اليها لضرب الاطفال وقتل النساء وتدمير المدن وفي مجال اخر استطاع ان يتطور ويحصل على نتائج مدهشة في مضمار الاقتصاد والزراعة، فهو اليوم بمستطاعه ان يزرع في فدان واحد عشر مرات أكثر مما كان يزرعه سابقا وتلك مخازن القمح والذرة في امريكا ممتلئة ولكننا نجد في نفس الوقت ملايين البشر يعانون الجوع.
هل تنفع التكنلوجيا والتطور العلمي الانسان وتصل به الى السعادة في هذه الدنيا؟ بالطبع لا، اذ يجب ان نرجع الى ذخيرة حضارية نستطيع ان نستفيد منها لانها تعطينا روحا وهدفا وقيما تتجسد في السلوك والانتاج، ذلك هو الدين الحقيقي وأن ننتظر صاحب الامر (عج) لنشر الدين واظهاره ولو كره المشركون.
ولكن يجب ان نحذر هنا فان حقيقة الانتظار قد تختلف عن المعنى الدارج عند بعض الناس من انه مجرد طقوس وشعائر واذكار.
انه يعتمد التسليم المطلق في الفكر والنفس والسلوك للحقيقة، لله، للحق، ولكل ما امر الله به حقا ولكل حق للرسالات السماوية للحياة، للموت وللحياة ما بعد الموت وللقدر والقضاء وللحساب والجزاء وبالتالي الى كل ما جاءت به رسالات السماء وايضا يعني الانتظار امتلاك بعد العمق الذي يفتقده الذي لم يفهم الانتظار على حقيقته، فهو يظل يعيش على القشور فهو يرى العبادات من صوم وصلاة وحج وغيرها لا ارتباط لها بواقعه العملي وانما هي مجرد طقوس يؤديها لانه مسلم، بينما الطقوس الدينية تهدف ـ فيها تهدف ـ الى تعميق روح الايمان وتوسيعها حتى تاتي في السلوك على شكل هدف اسمى وانتاج افضل فيصبح مؤشرا على نفسه ومجتمعه، وخلاصة القول ان بعد العمق هو روح الدين وهي التي تعطينا ـ بالتاكيد ـ هدفا اسمى نسعى الى تحقيقه لنواكب ركب الحضارة وهي اهم قضية مصيرية تعيشها أمتنا اليوم ولايمكن معها الاستمرار مع وجود أمل محدد، فالانسان بدون الأمل يعيش في زنزانة ذاته.
وحين بدأ الانسان سيرته لم يكن يملك شيئا، انما كان يملك املاً، فبهذا الامل بحث عن الصيد وبهذا الامل عمر وصنع واخترع، ولولاه لظل الناس يعيشون الحياة البدائية في الكهوف.
ولكن حدا بهم رجاء المستقبل فتحركت فيهم نوازع الطموح حتى وصلوا اليها وبين الطموح والامل صلة وثيقة، فلو ـ لا الطموح ما تحقق الامل ولولا الامل لمات الطموح.
هل تطمح ان تعيش الف عام؟ كلا لانك تعرف سلفا ان لا امل في ذلك والانسان طموح فطريا، فهو بعقله وارادته الحاسمة لا يرضى بحدود ولا افاق ولكن الامة التي لا امل لها لا طموح لها.
والانتظار بذاته نوع من الامل المستمر لانه يرتبط بين الانسان مباشرة وبين الله القدير الذي ليس لقدرته حد محدود،
ولكن لا يقف الانتظار الى هذا الحد بل يتعداه الى وضع قيمة امل و واقع أمل و وضعها امام الامة الاسلامية لكي تتطلع اليهما في سيرتها الحضارية وتحقق شيئا فشيئا أهدافها.
الامل هي الفكرة الاسلامية التي تبشر بتحقق مجتمع الفضيلة والرفاهية في يوم آت لا ريب فيه قال تعالى: (ونريد ان نمّن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين).
هذه القيمة منحدردة في الثقافة الاسلامية وتعطي شحنات كبيرة من الامل للأمة التي تستوعب هذه الثقافة اما واقع الامل فهو ظهور الامام المهدي المنتظر (عليه السلام) الذي يتطلع اليه المؤمنون ابدا باعتباره املا يضيء المستقبل المجهول.
والايمان بهذا الظهور راسخ في وعي الامة ومنذ ابتداء سيرتها بحيث لا نكاد نجد حركة اصلاحية داخل الامة عبر تاريخها الطويل الا وقد استلهمت في هذه العقيدة العزم والاصرار.
ان المصلح العربي الكبير الذي بشرت به رسالات السماء كان مثلا للاصلاح الجزئي الذي تقوم به مجموعة من الامة عبر التاريخ واذا كان ذلك المصلح مؤيدا بنصرة الله فان الله ينصر من ينصره ايضا.
ولقد بشر النبي (ص) بهذا المصلح الذي يجدد معالم الاسلام في يوم آت لا ريب فيه ليجعل فاتحة الدنيا سلاما وصلاحا ان القيمة الاساسية التي يستهدفها الاسلام في الارض هي اشاعة العدل في حقل الحياة جميعا والواقع الذي لابد ان تنتهي اليه الدنيا هو العدل الشامل ايضا.
ولم يفت النبي (ص) ان يربط بين ظهور الامام المهدي (عليه السلام) وبين الظروف المعاكسة التي تعيشها الامة منا ـ للظلم والجور ـ حتى اذا شاعت هذه الظروف بالذات لا يستبد اليأس بهم وانما يزدادون أملا بالمستقبل وايمانا بامكانيات تغيير الواقع.
ان حياة العدل والرفاهية ليست ممكنة على الارض فقط وإنما هي واقعة في يوم وعلى الانسان ان لا ييأس فيها، بل ويسعى جاهدا لتحقيقها حتى ولو اتسع الظلم وساد الفساد فيجب على الانسان ان يعمل جاهدا في تغيير الواقع من الواقع الفاسد الى الواقع الذي يرضى عنه الله ورسوله والامام المنتظر (عج).
* السيد مؤيد البدران
ولعل البعض يعتقد ان السعادة سوف تتحقق بهذه التكنلوجيا المتطورة في جميع المجالات، في حين ان هذه ليست سعادة لان البشر بحاجة الى الوحي في الغايات والاهداف والاخلاق والمثل، لان العلم لا يمكن ان يقوم من دون الايمان.
وهنا لابد ان تاتي رسالات الله عز وجل لتنتقد البشرية من هذه المحن، فالانسان اليوم يستغل التكنلوجيا المتطورة التي توصل اليها لضرب الاطفال وقتل النساء وتدمير المدن وفي مجال اخر استطاع ان يتطور ويحصل على نتائج مدهشة في مضمار الاقتصاد والزراعة، فهو اليوم بمستطاعه ان يزرع في فدان واحد عشر مرات أكثر مما كان يزرعه سابقا وتلك مخازن القمح والذرة في امريكا ممتلئة ولكننا نجد في نفس الوقت ملايين البشر يعانون الجوع.
هل تنفع التكنلوجيا والتطور العلمي الانسان وتصل به الى السعادة في هذه الدنيا؟ بالطبع لا، اذ يجب ان نرجع الى ذخيرة حضارية نستطيع ان نستفيد منها لانها تعطينا روحا وهدفا وقيما تتجسد في السلوك والانتاج، ذلك هو الدين الحقيقي وأن ننتظر صاحب الامر (عج) لنشر الدين واظهاره ولو كره المشركون.
ولكن يجب ان نحذر هنا فان حقيقة الانتظار قد تختلف عن المعنى الدارج عند بعض الناس من انه مجرد طقوس وشعائر واذكار.
انه يعتمد التسليم المطلق في الفكر والنفس والسلوك للحقيقة، لله، للحق، ولكل ما امر الله به حقا ولكل حق للرسالات السماوية للحياة، للموت وللحياة ما بعد الموت وللقدر والقضاء وللحساب والجزاء وبالتالي الى كل ما جاءت به رسالات السماء وايضا يعني الانتظار امتلاك بعد العمق الذي يفتقده الذي لم يفهم الانتظار على حقيقته، فهو يظل يعيش على القشور فهو يرى العبادات من صوم وصلاة وحج وغيرها لا ارتباط لها بواقعه العملي وانما هي مجرد طقوس يؤديها لانه مسلم، بينما الطقوس الدينية تهدف ـ فيها تهدف ـ الى تعميق روح الايمان وتوسيعها حتى تاتي في السلوك على شكل هدف اسمى وانتاج افضل فيصبح مؤشرا على نفسه ومجتمعه، وخلاصة القول ان بعد العمق هو روح الدين وهي التي تعطينا ـ بالتاكيد ـ هدفا اسمى نسعى الى تحقيقه لنواكب ركب الحضارة وهي اهم قضية مصيرية تعيشها أمتنا اليوم ولايمكن معها الاستمرار مع وجود أمل محدد، فالانسان بدون الأمل يعيش في زنزانة ذاته.
وحين بدأ الانسان سيرته لم يكن يملك شيئا، انما كان يملك املاً، فبهذا الامل بحث عن الصيد وبهذا الامل عمر وصنع واخترع، ولولاه لظل الناس يعيشون الحياة البدائية في الكهوف.
ولكن حدا بهم رجاء المستقبل فتحركت فيهم نوازع الطموح حتى وصلوا اليها وبين الطموح والامل صلة وثيقة، فلو ـ لا الطموح ما تحقق الامل ولولا الامل لمات الطموح.
هل تطمح ان تعيش الف عام؟ كلا لانك تعرف سلفا ان لا امل في ذلك والانسان طموح فطريا، فهو بعقله وارادته الحاسمة لا يرضى بحدود ولا افاق ولكن الامة التي لا امل لها لا طموح لها.
والانتظار بذاته نوع من الامل المستمر لانه يرتبط بين الانسان مباشرة وبين الله القدير الذي ليس لقدرته حد محدود،
ولكن لا يقف الانتظار الى هذا الحد بل يتعداه الى وضع قيمة امل و واقع أمل و وضعها امام الامة الاسلامية لكي تتطلع اليهما في سيرتها الحضارية وتحقق شيئا فشيئا أهدافها.
الامل هي الفكرة الاسلامية التي تبشر بتحقق مجتمع الفضيلة والرفاهية في يوم آت لا ريب فيه قال تعالى: (ونريد ان نمّن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين).
هذه القيمة منحدردة في الثقافة الاسلامية وتعطي شحنات كبيرة من الامل للأمة التي تستوعب هذه الثقافة اما واقع الامل فهو ظهور الامام المهدي المنتظر (عليه السلام) الذي يتطلع اليه المؤمنون ابدا باعتباره املا يضيء المستقبل المجهول.
والايمان بهذا الظهور راسخ في وعي الامة ومنذ ابتداء سيرتها بحيث لا نكاد نجد حركة اصلاحية داخل الامة عبر تاريخها الطويل الا وقد استلهمت في هذه العقيدة العزم والاصرار.
ان المصلح العربي الكبير الذي بشرت به رسالات السماء كان مثلا للاصلاح الجزئي الذي تقوم به مجموعة من الامة عبر التاريخ واذا كان ذلك المصلح مؤيدا بنصرة الله فان الله ينصر من ينصره ايضا.
ولقد بشر النبي (ص) بهذا المصلح الذي يجدد معالم الاسلام في يوم آت لا ريب فيه ليجعل فاتحة الدنيا سلاما وصلاحا ان القيمة الاساسية التي يستهدفها الاسلام في الارض هي اشاعة العدل في حقل الحياة جميعا والواقع الذي لابد ان تنتهي اليه الدنيا هو العدل الشامل ايضا.
ولم يفت النبي (ص) ان يربط بين ظهور الامام المهدي (عليه السلام) وبين الظروف المعاكسة التي تعيشها الامة منا ـ للظلم والجور ـ حتى اذا شاعت هذه الظروف بالذات لا يستبد اليأس بهم وانما يزدادون أملا بالمستقبل وايمانا بامكانيات تغيير الواقع.
ان حياة العدل والرفاهية ليست ممكنة على الارض فقط وإنما هي واقعة في يوم وعلى الانسان ان لا ييأس فيها، بل ويسعى جاهدا لتحقيقها حتى ولو اتسع الظلم وساد الفساد فيجب على الانسان ان يعمل جاهدا في تغيير الواقع من الواقع الفاسد الى الواقع الذي يرضى عنه الله ورسوله والامام المنتظر (عج).
* السيد مؤيد البدران