أحمد إبراهيم الربيعي
26-02-2009, 12:00 PM
هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة ، إذا حدث بحديث تبسم في حديثه، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه (جوانب الفم، والمراد أنه لا يفتح فاه كله) ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضولاً ولا قصيراً فيه، دمثاً (سهولة الخلق) ليس بالجافي ولا بالمهين، يُعظم النعمة وإن دقت ولا يذم منها شيئاً، ولا يذم ذواقاً ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا وما كان لها إذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أشار بها، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض من طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام، إذا مشى تكفأ تكفئا كأنما يتقلع من صبب، لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله معه فإن أبى قال: (تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد) وكان يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويركب الحمار، ويجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة ويحلب عنز أهله، ويجيب دعوة المملوك إلى خبز الشعير، وما أكل خبز بر قط ولا شبع من خبز شعير قط، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا، وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل، إذا مر على صبيان سلم عليهم وهو مغذ ، وكذلك إذا مر بنسوة سلم عليهن ، إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل ، وإذا جلس جلس القرفصاء ، وكان يجثوا على ركبتيه ويثني رجلاً واحداً ويبسط عليها الأخرى، ولم ير متربعا قط وكان يجثوا على ركبتيه ولا يتكئ، وأكثر ما يجلس تجاه القبلة وكان يقول : أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد، كان يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، وكان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول بيده ناولها إياه فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع وما أخرج ركبتيه بين يدي جليس له قط وما قعد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل قط فقام حتى يقوم، وكان حيياً لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، أشد حياءً من العذراء في خدرها ، وإذا كره شيئاً عرف في وجهه ، وكان أجود الناس كفاً وأكرمهم عشرة ، وأجرأ الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وأوفاهم ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة ، أو يسميه ، فيأخذه فيضعه في حجره تكرمه لأهله ، فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (لا تزرموا بالصبي) - يعني لا تقطعوا بوله - فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سرور أهله فيه ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده ، إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له، وإن شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده. وكان إذا حدث الحديث أو سئل عن الأمر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه. وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر.
وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده، ولم يكن يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا قط فيقول: لا
لم ير قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وآله وسلم).(*)
ـــــــــــــــــــــ
(*) جملة من أقول الإمام أمير المؤمنين (ع) والإمام الحسن (ع) والإمام الصادق (ع) وبعض الصحابة المنتجبين (رض) .
هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة ، إذا حدث بحديث تبسم في حديثه، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه (جوانب الفم، والمراد أنه لا يفتح فاه كله) ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضولاً ولا قصيراً فيه، دمثاً (سهولة الخلق) ليس بالجافي ولا بالمهين، يُعظم النعمة وإن دقت ولا يذم منها شيئاً، ولا يذم ذواقاً ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا وما كان لها إذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أشار بها، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض من طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام، إذا مشى تكفأ تكفئا كأنما يتقلع من صبب، لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله معه فإن أبى قال: (تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد) وكان يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويركب الحمار، ويجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة ويحلب عنز أهله، ويجيب دعوة المملوك إلى خبز الشعير، وما أكل خبز بر قط ولا شبع من خبز شعير قط، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا، وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل، إذا مر على صبيان سلم عليهم وهو مغذ ، وكذلك إذا مر بنسوة سلم عليهن ، إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل ، وإذا جلس جلس القرفصاء ، وكان يجثوا على ركبتيه ويثني رجلاً واحداً ويبسط عليها الأخرى، ولم ير متربعا قط وكان يجثوا على ركبتيه ولا يتكئ، وأكثر ما يجلس تجاه القبلة وكان يقول : أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد، كان يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، وكان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول بيده ناولها إياه فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع وما أخرج ركبتيه بين يدي جليس له قط وما قعد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل قط فقام حتى يقوم، وكان حيياً لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، أشد حياءً من العذراء في خدرها ، وإذا كره شيئاً عرف في وجهه ، وكان أجود الناس كفاً وأكرمهم عشرة ، وأجرأ الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وأوفاهم ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة ، أو يسميه ، فيأخذه فيضعه في حجره تكرمه لأهله ، فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (لا تزرموا بالصبي) - يعني لا تقطعوا بوله - فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سرور أهله فيه ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده ، إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له، وإن شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده. وكان إذا حدث الحديث أو سئل عن الأمر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه. وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر.
وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده، ولم يكن يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا قط فيقول: لا
لم ير قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وآله وسلم).(*)
ـــــــــــــــــــــ
(*) جملة من أقول الإمام أمير المؤمنين (ع) والإمام الحسن (ع) والإمام الصادق (ع) وبعض الصحابة المنتجبين (رض) .
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة ، إذا حدث بحديث تبسم في حديثه، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه (جوانب الفم، والمراد أنه لا يفتح فاه كله) ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضولاً ولا قصيراً فيه، دمثاً (سهولة الخلق) ليس بالجافي ولا بالمهين، يُعظم النعمة وإن دقت ولا يذم منها شيئاً، ولا يذم ذواقاً ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا وما كان لها إذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أشار بها، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض من طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام، إذا مشى تكفأ تكفئا كأنما يتقلع من صبب، لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله معه فإن أبى قال: (تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد) وكان يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويركب الحمار، ويجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة ويحلب عنز أهله، ويجيب دعوة المملوك إلى خبز الشعير، وما أكل خبز بر قط ولا شبع من خبز شعير قط، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا، وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل، إذا مر على صبيان سلم عليهم وهو مغذ ، وكذلك إذا مر بنسوة سلم عليهن ، إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل ، وإذا جلس جلس القرفصاء ، وكان يجثوا على ركبتيه ويثني رجلاً واحداً ويبسط عليها الأخرى، ولم ير متربعا قط وكان يجثوا على ركبتيه ولا يتكئ، وأكثر ما يجلس تجاه القبلة وكان يقول : أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد، كان يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، وكان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول بيده ناولها إياه فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع وما أخرج ركبتيه بين يدي جليس له قط وما قعد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل قط فقام حتى يقوم، وكان حيياً لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، أشد حياءً من العذراء في خدرها ، وإذا كره شيئاً عرف في وجهه ، وكان أجود الناس كفاً وأكرمهم عشرة ، وأجرأ الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وأوفاهم ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة ، أو يسميه ، فيأخذه فيضعه في حجره تكرمه لأهله ، فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (لا تزرموا بالصبي) - يعني لا تقطعوا بوله - فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سرور أهله فيه ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده ، إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له، وإن شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده. وكان إذا حدث الحديث أو سئل عن الأمر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه. وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر.
وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده، ولم يكن يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا قط فيقول: لا
لم ير قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وآله وسلم).(*)
ـــــــــــــــــــــ
(*) جملة من أقول الإمام أمير المؤمنين (ع) والإمام الحسن (ع) والإمام الصادق (ع) وبعض الصحابة المنتجبين (رض) .
هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة ، إذا حدث بحديث تبسم في حديثه، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه (جوانب الفم، والمراد أنه لا يفتح فاه كله) ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضولاً ولا قصيراً فيه، دمثاً (سهولة الخلق) ليس بالجافي ولا بالمهين، يُعظم النعمة وإن دقت ولا يذم منها شيئاً، ولا يذم ذواقاً ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا وما كان لها إذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أشار بها، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض من طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام، إذا مشى تكفأ تكفئا كأنما يتقلع من صبب، لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله معه فإن أبى قال: (تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد) وكان يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويركب الحمار، ويجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة ويحلب عنز أهله، ويجيب دعوة المملوك إلى خبز الشعير، وما أكل خبز بر قط ولا شبع من خبز شعير قط، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا، وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل، إذا مر على صبيان سلم عليهم وهو مغذ ، وكذلك إذا مر بنسوة سلم عليهن ، إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل ، وإذا جلس جلس القرفصاء ، وكان يجثوا على ركبتيه ويثني رجلاً واحداً ويبسط عليها الأخرى، ولم ير متربعا قط وكان يجثوا على ركبتيه ولا يتكئ، وأكثر ما يجلس تجاه القبلة وكان يقول : أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد، كان يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، وكان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول بيده ناولها إياه فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع وما أخرج ركبتيه بين يدي جليس له قط وما قعد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل قط فقام حتى يقوم، وكان حيياً لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، أشد حياءً من العذراء في خدرها ، وإذا كره شيئاً عرف في وجهه ، وكان أجود الناس كفاً وأكرمهم عشرة ، وأجرأ الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وأوفاهم ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة ، أو يسميه ، فيأخذه فيضعه في حجره تكرمه لأهله ، فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (لا تزرموا بالصبي) - يعني لا تقطعوا بوله - فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سرور أهله فيه ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده ، إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له، وإن شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده. وكان إذا حدث الحديث أو سئل عن الأمر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه. وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر.
وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده، ولم يكن يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا قط فيقول: لا
لم ير قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وآله وسلم).(*)
ـــــــــــــــــــــ
(*) جملة من أقول الإمام أمير المؤمنين (ع) والإمام الحسن (ع) والإمام الصادق (ع) وبعض الصحابة المنتجبين (رض) .