المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبه تحريف القران


حيدري وافتخر
27-11-2006, 10:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين من الان الى يوم الدين.
وبعد:
ان المتسالم عليه بين المحققين من علماء السنة والشيعة، ان هذا القران الذي هو بين ايديناهو نفسه الذي انزله الله على رسوله بلا زيادة ولا نقصان واستدلوا على عدم الزيادة والنقصان بقوله تعالى،( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)(1)، وقوله تعالى (لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)(2).
ولكن هناك من شغله وديدنه وهمه بث الفرقة بين صفوف المسلمين يدفعه الى هذا العمل غايات دنيئة، امثال الدكتور صابر طعيمة، واحسان الهي ظهير، وناصر بن عبدالله بن علي القفاري.
فهؤلاء ومن على شاكلتهم، اتهمواالشيعة بان لهم قرآنا آخر غير هذا القران، وان الشيعة يقولون بان هذا القران ناقص ودعموا اتهاماتهم هذه بروايات شاذة وروايات قابلة للتاويل وجدوها في الكتب المعتبرة للشيعة امثال الكافي للكليني(قدس سره)،
لكنهم غضوا الطرف عن رواياتهم المنتشرة في صحاحهم والتي تصرح بتحريف القران بالنقيصة.
وازدادت الهجمة ضراوة على الشيعة وانهم يقولون بتحريف القران بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران، مما كشف النقاب عن طبيعة هذه الهجمة بان كانت وراءها دوافع سياسية وليس بحجة الدفاع عن القران، حتى اصبحت هذه الفرية مضرب الامثال على لسان المخالفين لاهل البيت يتناولوها في مجالسهم العلمية، وفي الانترنت، وفي برامج المحادثة(البالتوك).
الامر الذي يتطلب من كل الغيارى على الدين ان يفندوا هذه الشبهات والمزاعم بالدليل من القران والسنة؛لان القران الكريم هو كلام الله ومعجزة الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم)الخالدة وهو الذي حفظ للاسلام عزته ومكانته.
من هذا المنطلق اخترت هذا البحث بعنوان(شبهة تحريف القران وردها).
يتكون البحث من خمسة فصول:
الفصل الاول: معنى تحريف القران.
الفصل الثاني: راي الشيعة في تحريف القران.
الفصل الثالث:استدلال الشيعة على عدم التحريف.
الفصل الرابع:شبهات القائلين بالتحريف والرد عليها.
الفصل الخامس:القول بنسخ التلاوة هو عين القول بتحريف القران.
واخيرا ارجو من الله ان اكون قد وفقت لكتابة هذا البحث؛ اذ انها المحاولة الاولى ،ولاشك ان المحاولة لاسيما اذا كانت لاول مرة لاتخلوا من اخطاء، ولكن المرء من خطئه يتعلم.

والحمد لله اولا وآخرا

الفصل الأول
معنى تحريف القرآن
التحريف مشترك لفظي يطلق ويراد منه عدة معان
منها ما هو متفق على وقوعه بين المسلمين ومنها ما هو متفق على عدم وقوعه بين المسلمين ومنها ما هو مختلف عليه بين مثبت له وبين ناف له.
فمن النوع الأول نقل الشئ عن موضعه وتحويله على غيره ، ومنه قوله تعالى : (من اللذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه))(1) ومثل هذا التحريف قد حصل بالفعل من قبل أصحاب الأعتقادات الباطلة حيث أولوا الآيات 1القرآنية بما ينسجم وأهواءهم.
يقول السيد الخوئي (قدس سره) : ((ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله ، فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرف وترى كثيرا من أهل البدع ، والمذاهب الفاسدة قد حرفوا القرآن بتأويلهم آياته على آراءهم وأهوائهم ))(2).
ومثل هذا التحريف قد ورد المنع عنه وذم فاعله في روايات أهل البيت منها : ((رواية الكافي بإسناده عن الباقر (ع) أنه كتب في رسالته إلى سعد الخير: (( وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده ، فهم يرونه ولا يرعونه ، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية ... ))(3).
ومن النوع الأول أيضا هو النقص أو الزيادة في الحروف والحركات وأوضح مثال على هذا التحريف هو القرآءات ، من حيث عدم تواترها.
يقول السيد الخوئي (قدس سره) : ((والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعا، فقد أثبتنا لك فيما تقدم عدم تواتر القرآءات ، ومعنى هذا أن القرآن المنزل إنما مطابق لإحدى القراءات ، وأما غيرها فهو إما زيادة في القرآن ، وإما نقيصة فيه)) (4).
ومن النوع الأول أيضا النقص أو الزيادة لكلمة أو كلمتين مع المحافظة على الصورة القرآنية.
((والتحريف بهذا المعنى قد وقع في صدر الإسلام وفي زمان الصحابة قطعا، ويدلنا على ذلك إجماع المسلمين على أن عثمان أحرق جملة من المصاحف وأمر ولاته بحرق كل مصحف غير ما جمعه، هذا يدل على أن هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه، وإلا لم يكن هنالك سبب موجب لاحراقها ، وقد ضبط جماعة

(1) 4 : 46 .
(2) البيان في تفسير القرآن ، ص197.
(3) الحوئي : البيان في تفسير القرآن ، ص198 (نقلا عن) : الوافي آخر كتاب الصلاة ص274.
(4) الخوئي : البيان في تفسير القرآن ، ص198.

من العلماء موارد الاختلاف بين المصاحف ، منهم عبدالله بن أبي داود السجستاني ، وقد سمى كتابه هذا بكتاب المصاحف.
وعلى ذلك فالتحريف واقع لا محالة ، إما من عثمان أو كتاب تلك المصاحف))
ولكن لا مجال للارتياب بــ ((أن ما جمعه عثمان ، كان هو القرآن المعروف بين المسلمين ، الذي تداولوه عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يدا بيد. فالتحريف بالزيادة والنقصية إنما وقع في تلك المصاحف التي إنقطعت بعد عهد عثمان ، وأما القرآن الموجود فليس فيه زيادة ولا نقيصة.
ومنه أيضا ((التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل ، والمتسالم على قراءة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إياها)).
وهذا النوع من التحريف واقع بالفعل فالبسملة مما تسالم المسلمون على قراءتها من قبل الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل سورة عدا سورة التوبة: عن أم سلمة قالت: (( إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين . إياك نعبد وإياك نستعين . إهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ).
وفي رواية ، سئلت أم سلمة عن قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت : كان يقطع قراءته آية آية : (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين...).
وعن ابن عباس قال: ((كان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يفتتح صلاته بـ (بسم الله الرحمن الرحيم).
وعن جابر ، قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة ؟ قلت : أقرأ ، الحمد لله رب العالمين ، قال : قل (بسم الله الرحمن الرحيم).
وعن نافع أن ابن عمر كان إذا افتتح الصلاة يقرأ لي( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أم القرآن وفي بالسورة التي تليهاِ.
ويذكر أنه سمع ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح بــ (بسم الله الرحمن الرحيم).
قال أبو هريرة : هي آية من كتاب الله ، أقرؤا إن شئتم فاتحة الكتاب فإنها الآية السابقة.
وعن قتادة ، قال : سأل أنس بن مالك ، كيف كانت قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : كانت مدا ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد : (بسم الله)

ويمد (الرحمن) ويمد (الرحيم)(1)
ومع وجود هذه الروايات وغيرها لم أنقلها خوفا من الاطالة نجد أن الخلاف قد وقع بين علماء السنة في ((كونها من القرآن فاختار جمع منهم أنها ليست من القرآن ، بل ذهبت المالكية إلى كراهة الإتيان بها قبل قراءة الفاتحة في الصلاة المفروضة إلا ذا نوى بها المصلي الخروج من الخلاف ، وذهبت جماعة أخرى إلى أن البسملة من ا لقرآن.
وأما الشيعة فهم متسالمون على جزئية البسملة من كل سورة غير سورة التوبة واختار هذا القول جماعة من علماء السنة ايضا.اذن
القرآن المنزل من السماء قد وقع فيه تحريف يقينا بالزياة أو بالنقيصة)) (2).
كل ما مر من الكلام ، كان يتعلق بالتحريف الذي اتفق المسلمون على وقوعه.
وأما التحريف الذي اتفق المسلمون على عدم وقوعه هو التحريف بالزيادة بمعنى أن هذا المصحف الذي بأيدينا يحتوي على زيادات ليست من الكلام المنزل .
((في الاتقان عن ابن الضريس بسنده : عن عبدالله بن عبد الرحمن عن ابيه (قال : في مصحف بن عباس قراءة أبي وأبي موسى : ] بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك[.
وفيه : ]اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكفار ملحق[))(3).
وفي الاتقان عن الطبراني ما ملخصه قال : ((إنه روي عن عبدالله بن زرير ، قال : لقد علمني علي بن أبي طالب سورتين علمهما إياه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ] ... اللهم إنا نستعينك ... [الحديث))(4) .
إلى غيرها من الروايات ـــ نعرض عنها روما للاختصارـــ بحيث بلغت من الكثرة جعلت السيوطي يدون سورة الحفد والخلع في تفسيره الدر المنثور.
يقول السيد مرتضى العسكري ((أن كثرة الاحاديث المروية في شأن السورتين المزعومتين أدت بالسيوطي إلى أن يدونهما في تفسيره الدر المنثور بعد سورة الناس 6/420 ـــ 422 )) (5)

(1) مرتضى العسكري : القرآن الكريم وروايات مدرسة الخلفاء ، الكتاب الثاني ، ص40 ــ 42.
(2) الخوئي : البيان في تفسير القرآن ، ص199.
(3) السيوطي ، ص 206 .
(4) المرجع نفسه ، ص250
(5) مرتضى العسكري : القرآن الكريم وروايات مدرسة الخلفاء ، الكتاب الثاني ، ص101.

والتحريف بالزيادة مما علم بطلانه باجماع المسلمين وبالضرورة من الدين ((والتحريف بهذا المعنى باطل باجماع المسلمين ، بل هو مما علم بطلانه بالضرورة))(1).
ويقول الشيخ الطوسي ((وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به أيضا ، لأن الزيادة مجمع على بطلانها ... )) (2).
ويقول الشيخ جعفر الكبير ((لا زيادة فيه من سورة ولا آية من بسملة وغيرها ولا كلمة ولا حرف وجميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين وإجماع المسلمين واخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة الطاهرين (عليهم السلام) وان خالف بعض ما لا يعتد به ))(3).
وأما التحريف الذي اثبته قوم ونفاه آخرون هو التحريف بالنقيصة ، بمعنى أن الكتاب الذي بأيدينا لا يحتوي على جميع القرآن المنزل من قبل الله ، بل ضاع قسم منه ، ويعتبر هذا النوع من التحريف هو محل النزاع.
يقول السيد حسين بحر العلوم ((التحريف بالنقصان ، بمعنى أن القرآن الواقعي أكثر مما متداول اليوم في ايدينا ،كنقصان بعض السور أوجملة من الآيات ، أو نقصان بعض الجمل والكلمات والحروف.
والتحريف بهذا المعنى هو محل الخلاف بين المسلمين في وقوعه في القرآن وعدم وقوعه فيه)) (4)

(1) الخوئي : البيان في تفسير القرآن ، ص200
(2) . محمد تقي الحكيم : الاصول العامة للفقه المقارن، ص110.
(3) علاء الدين القزويني : شبة القول بتحريف القرآن عند أهل السنة ، ص126
(4) حسين بحر العلوم : القرآن والتحريف ص5

النجف الاشرف
27-11-2006, 07:11 PM
السلام عليكم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

احسنتم مولاي الجليل وحفظكم الله على هذا البحث المهم
(انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) صدق رب العزه
يا اخي الايه واضحه لا لبس فيها
لكن ماذا تقول لمعاندين والمنافقين

لك الحمد ولك الشكر يا الله

اجركم واجورنا على داحي الباب

حيدري وافتخر
27-11-2006, 08:54 PM
اشكرك اخي العزيز النجف الاشرف على مرورك المعطر بالمسك

نسالكم الدعاء