ابن شعب الاوصياء
28-02-2009, 08:59 PM
مقتطفات من حياة الأمام الرضا عليه السلام
ولد الامام علي الرضا بن موسى الكاظم(ع) في المدينة المنورة سنة(148) هـ * فنشأ في ظل أبيه وتلقى عليه معارفه وعلومه وأخلاقه وأدبه الذي ورثه عن آبائه، فكان حريا به أن يكون الامام والعالم والمرشد، يتولى ويغذي مدرسة أهل البيت (ع) بالعلم والمعرفة، ويحتل موقع القيادة والزعامة في نفوس المسلمين. عاصر الامام من خلفاء بني العباس المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون. وقد كانت هذه الفترة من أكثر فترات الفكر والثقافة الاسلامية توسعا ونموا، وفيها عاش مؤسسو المذاهب الفقهية. وكان مفزع العلماء وملجأ أهل الفكر والمعرفة، يناظر علماء التفسير ويحاور أهل الفلسفة والكلام، ويرد على الزنادقة والغلاة، ويوجه أهل الفقه والتشريع ويثبت قواعد الشريعة وأصول التوحيد. وقد شهد العلماء والفقهاء والحكماء بسعة علمه واحاطته بمحتوى الكتاب المجيد وأسراره ومعارفه، وشهدوا بغزارة علمه وقوة حجته وتفوق بيانه على خصوم الاسلام في مجالس المناظرة والافتاء ومجالس الحوار والمحاججة، وكان المأمون يعقد مجالس المناظرة، ويدعو العلماء المسلمين والمتكلمين وأصحاب الرأي وعلماء الأديان والدعوات المختلفة ويدعو الامام (ع) للمحاججة والحوار والمناظرة. وقد حاز الامام، كل هذه الصفات، فاستحق أن يكون الامام وولي الأمر والمرجع لعلماء الأمة وقادة الفكر. ولم يكن الامام ليحيا بعيدا عن الصراع العلوي مع العباسيين دون أن يصيبه الأذى وتحل به الكروب والمحن. ان تردي الاوضاع السياسية، قد انعكس على طبقات الأمة كافة، لذا كان الراي العام قد اتجه بشكل قوي نحو أهل البيت (ع)، فقد كانوا هم المفزع للأمة، ومحور التجمع والمعارضة، وكانت القلوب تفيض بحبهم والولاء لهم وتثق بما ترى منهم من ورع وعلم وتقوى وصدق في القول والعمل. كما ان الثورات العلوية كانت متواصلة ضد الدولة العباسية، التي كانت قد مرت بمرحلة صراع حاد بين الأمين والمأمون. فاخترع المأمون مشروعا سياسيا لتطويق الامام علي بن موسى الرضا (ع)، وهو المبايعة له بالخلافة وولاية العهد من بعده. ليضم اليه قوى المعارضة ويجمع جناحي القوة العلوية والعباسية بيده كما تصور.
وكان الامام الرضا (ع) يدرك الخطة السياسية للمأمون ولم يكن مطمئنا اليها وقد اضطر تحت التهديد لقبول البيعة ولكي لا يتحمل شيئا من تبعات الحكم، اشترط القبول الرمزي دون التدخل في شيء، أو تحمل أية مسؤولية في الدولة. وتمت البيعة في رمضان سنة احدى ومائتين للهجرة. على أن موقعه الذي لم يتجاوب معه كان يؤهله لصد بعض المظالم وتحقيق بعض المصالح.
فهو موقع سياسي مناسب لممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة تحقق قدرا من المصلحة لابناء الأمة. كان المأمون يريد بذلك تهدئة الأوضاع المحيطة به لحين استتباب الأمن له وتثبيت أركان ملكه. ولقد كان الامام يدرك ذلك بوضوح، فالمأمون ليس ذاك الشخص الذي كان زاهدا في الملك والسلطة، فقد قتل أخاه الأمين من أجلها، وقتل من خدموه وخدموا سلطة أبيه الرشيد، وآخرين ممن ساهموا في تنفيذ خططه وتثبيت سلطته هو.
لذلك فان التاريخ يحدثنا أن المأمون قد دس السم في بعض طعام الامام الرضا (ع) فاغتاله.
وهكذا رحل الامام أبو الحسن الرضا (ع) وكانت شهادته في اليوم الأخير من صفر سنة 203 هـ * بمدينة طوس التي دفن فيها، وتعرف اليوم بمدينة مشهد ..
السلام عليك يا شمس الشموس، وأنيس النفوس، المدفون بأرض طوس، السلطان أبي الحسن، الإمام علي بن موسى الرضا، الراضي بالقدر والقضاء
اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضي
الإمام التقي النقي وحجتك على من فوق الأرض ومن تحت الثرى الصديق الشهيد صلاة كثيرة تامة
زاكية، متواصلة، متواترة، مترادفة
كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك
ولد الامام علي الرضا بن موسى الكاظم(ع) في المدينة المنورة سنة(148) هـ * فنشأ في ظل أبيه وتلقى عليه معارفه وعلومه وأخلاقه وأدبه الذي ورثه عن آبائه، فكان حريا به أن يكون الامام والعالم والمرشد، يتولى ويغذي مدرسة أهل البيت (ع) بالعلم والمعرفة، ويحتل موقع القيادة والزعامة في نفوس المسلمين. عاصر الامام من خلفاء بني العباس المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون. وقد كانت هذه الفترة من أكثر فترات الفكر والثقافة الاسلامية توسعا ونموا، وفيها عاش مؤسسو المذاهب الفقهية. وكان مفزع العلماء وملجأ أهل الفكر والمعرفة، يناظر علماء التفسير ويحاور أهل الفلسفة والكلام، ويرد على الزنادقة والغلاة، ويوجه أهل الفقه والتشريع ويثبت قواعد الشريعة وأصول التوحيد. وقد شهد العلماء والفقهاء والحكماء بسعة علمه واحاطته بمحتوى الكتاب المجيد وأسراره ومعارفه، وشهدوا بغزارة علمه وقوة حجته وتفوق بيانه على خصوم الاسلام في مجالس المناظرة والافتاء ومجالس الحوار والمحاججة، وكان المأمون يعقد مجالس المناظرة، ويدعو العلماء المسلمين والمتكلمين وأصحاب الرأي وعلماء الأديان والدعوات المختلفة ويدعو الامام (ع) للمحاججة والحوار والمناظرة. وقد حاز الامام، كل هذه الصفات، فاستحق أن يكون الامام وولي الأمر والمرجع لعلماء الأمة وقادة الفكر. ولم يكن الامام ليحيا بعيدا عن الصراع العلوي مع العباسيين دون أن يصيبه الأذى وتحل به الكروب والمحن. ان تردي الاوضاع السياسية، قد انعكس على طبقات الأمة كافة، لذا كان الراي العام قد اتجه بشكل قوي نحو أهل البيت (ع)، فقد كانوا هم المفزع للأمة، ومحور التجمع والمعارضة، وكانت القلوب تفيض بحبهم والولاء لهم وتثق بما ترى منهم من ورع وعلم وتقوى وصدق في القول والعمل. كما ان الثورات العلوية كانت متواصلة ضد الدولة العباسية، التي كانت قد مرت بمرحلة صراع حاد بين الأمين والمأمون. فاخترع المأمون مشروعا سياسيا لتطويق الامام علي بن موسى الرضا (ع)، وهو المبايعة له بالخلافة وولاية العهد من بعده. ليضم اليه قوى المعارضة ويجمع جناحي القوة العلوية والعباسية بيده كما تصور.
وكان الامام الرضا (ع) يدرك الخطة السياسية للمأمون ولم يكن مطمئنا اليها وقد اضطر تحت التهديد لقبول البيعة ولكي لا يتحمل شيئا من تبعات الحكم، اشترط القبول الرمزي دون التدخل في شيء، أو تحمل أية مسؤولية في الدولة. وتمت البيعة في رمضان سنة احدى ومائتين للهجرة. على أن موقعه الذي لم يتجاوب معه كان يؤهله لصد بعض المظالم وتحقيق بعض المصالح.
فهو موقع سياسي مناسب لممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة تحقق قدرا من المصلحة لابناء الأمة. كان المأمون يريد بذلك تهدئة الأوضاع المحيطة به لحين استتباب الأمن له وتثبيت أركان ملكه. ولقد كان الامام يدرك ذلك بوضوح، فالمأمون ليس ذاك الشخص الذي كان زاهدا في الملك والسلطة، فقد قتل أخاه الأمين من أجلها، وقتل من خدموه وخدموا سلطة أبيه الرشيد، وآخرين ممن ساهموا في تنفيذ خططه وتثبيت سلطته هو.
لذلك فان التاريخ يحدثنا أن المأمون قد دس السم في بعض طعام الامام الرضا (ع) فاغتاله.
وهكذا رحل الامام أبو الحسن الرضا (ع) وكانت شهادته في اليوم الأخير من صفر سنة 203 هـ * بمدينة طوس التي دفن فيها، وتعرف اليوم بمدينة مشهد ..
السلام عليك يا شمس الشموس، وأنيس النفوس، المدفون بأرض طوس، السلطان أبي الحسن، الإمام علي بن موسى الرضا، الراضي بالقدر والقضاء
اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضي
الإمام التقي النقي وحجتك على من فوق الأرض ومن تحت الثرى الصديق الشهيد صلاة كثيرة تامة
زاكية، متواصلة، متواترة، مترادفة
كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك