najaf_star
01-03-2009, 04:17 AM
الأشعث بن قيس ودولة القانون
بقلم : علي الملا
كان الأشعث بن قيس واحدا من وجوه أهل الكوفة ومن شيوخ عشائرها البارزين , وكان يظهر بمظهر الموالين لأمير المؤمنين (ع) فقاد عشرين الف مقاتل من عشيرته ومن معهم في معركة صفين ضمن جيش علي بن أبي طالب عليه السلام . ولما وقعت المعركة المعروفة واوشك جيش الأمام أمير المؤمنين (ع) أن يحقق النصر النهائي ولم يعد يفصله عن خيمة معاوية الا أمتار قليلة إستطاع عمرو بن العاص أن يبتكر حيلة غاية في المكر حيث أمر جنوده برفع المصاحب على رؤوس الرماح وطلبوا أن يحتكموا الى كتاب الله عز وجل , ولا أدري أين كان معاوية وعمرو بن العاص عن كتاب الله قبل ذلك .
وفي هذه اللحظات الحاسمة التي لم يعد يفصل إنتصار الحق على الباطل سوى دقائق معدودة وصولة واحدة من (صولات الفرسان ) وقف ( الأشعث بن قيس ) وإلتفت الى علي (ع) مطالبا إياه بقبول التحكيم والتوقف عن القتال في اللحظة الحاسمة وقد أغمد سيفه ومن ثم عشرون الف مقاتل من أتباعه فعلوا ذات الشيء , فأصبح التحكيم أمرا واقعا لتبدأ مرحلة إنتعاش جديدة لمعاوية بن أبي سفيان أعاد فيها تنظيم جيشه وإستعاد قوته وراح يصول ويجول في بلاد المسلمين حتى وصل الأمر الى أن يستولي حتى على الكوفة معقل أمير المؤمنين (ع) ومركز سلطته .
وبعد ما يقارب الأربعة عشر قرنا من تلك الواقعة جاءت (دولة القانون) لتحارب المجرمين والقتلة والعصابات المنظمة التي عاثت في الأرض فسادا وتخوض صراعا من أجل الحق والعدل ونصرة المظلوم . وما أن كاد النصر أن يكون مؤزرا وحتميا ولم تبق إلا خطوات قليلة لبلوغ الهدف بادر ( الأشعث بن قيس ) الى إغماد سيفه وأغمد السائرون خلفه من أتباعه سيوفهم ومد يد المصافحة لمن لم يرعوا حرمة لبلدهم واستباحوا كل شيء فيه ليجلس معهم على طاولة واحدة وبشروط مذلة كان من أهمها :
1ـ وقف الملاحقات القانونية والجزائية بحقهم .
2ـ إطلاق سراح المعتقلين منهم .
3ـ إشراكهم في السلطة !!!!!!! .
والسؤال المحير هو : مالذي جاء بـ ( الأشعث ) من ذلك الزمن الى هذا الزمن وكيف نقل موقفه في معركة صفين الى معركة ( دولة القانون ) ؟!
انا شخصيا لا أستطيع أن أجيب بأكثر مما قاله الشاعر اللبناني الراحل إيليا أبو ماضي في قصيدته الشهيرة الطلاسم ( لست أدري ولماذا لست أدري لست أدري ) ؟ .
عن
وكالة انباء براثا
بقلم : علي الملا
كان الأشعث بن قيس واحدا من وجوه أهل الكوفة ومن شيوخ عشائرها البارزين , وكان يظهر بمظهر الموالين لأمير المؤمنين (ع) فقاد عشرين الف مقاتل من عشيرته ومن معهم في معركة صفين ضمن جيش علي بن أبي طالب عليه السلام . ولما وقعت المعركة المعروفة واوشك جيش الأمام أمير المؤمنين (ع) أن يحقق النصر النهائي ولم يعد يفصله عن خيمة معاوية الا أمتار قليلة إستطاع عمرو بن العاص أن يبتكر حيلة غاية في المكر حيث أمر جنوده برفع المصاحب على رؤوس الرماح وطلبوا أن يحتكموا الى كتاب الله عز وجل , ولا أدري أين كان معاوية وعمرو بن العاص عن كتاب الله قبل ذلك .
وفي هذه اللحظات الحاسمة التي لم يعد يفصل إنتصار الحق على الباطل سوى دقائق معدودة وصولة واحدة من (صولات الفرسان ) وقف ( الأشعث بن قيس ) وإلتفت الى علي (ع) مطالبا إياه بقبول التحكيم والتوقف عن القتال في اللحظة الحاسمة وقد أغمد سيفه ومن ثم عشرون الف مقاتل من أتباعه فعلوا ذات الشيء , فأصبح التحكيم أمرا واقعا لتبدأ مرحلة إنتعاش جديدة لمعاوية بن أبي سفيان أعاد فيها تنظيم جيشه وإستعاد قوته وراح يصول ويجول في بلاد المسلمين حتى وصل الأمر الى أن يستولي حتى على الكوفة معقل أمير المؤمنين (ع) ومركز سلطته .
وبعد ما يقارب الأربعة عشر قرنا من تلك الواقعة جاءت (دولة القانون) لتحارب المجرمين والقتلة والعصابات المنظمة التي عاثت في الأرض فسادا وتخوض صراعا من أجل الحق والعدل ونصرة المظلوم . وما أن كاد النصر أن يكون مؤزرا وحتميا ولم تبق إلا خطوات قليلة لبلوغ الهدف بادر ( الأشعث بن قيس ) الى إغماد سيفه وأغمد السائرون خلفه من أتباعه سيوفهم ومد يد المصافحة لمن لم يرعوا حرمة لبلدهم واستباحوا كل شيء فيه ليجلس معهم على طاولة واحدة وبشروط مذلة كان من أهمها :
1ـ وقف الملاحقات القانونية والجزائية بحقهم .
2ـ إطلاق سراح المعتقلين منهم .
3ـ إشراكهم في السلطة !!!!!!! .
والسؤال المحير هو : مالذي جاء بـ ( الأشعث ) من ذلك الزمن الى هذا الزمن وكيف نقل موقفه في معركة صفين الى معركة ( دولة القانون ) ؟!
انا شخصيا لا أستطيع أن أجيب بأكثر مما قاله الشاعر اللبناني الراحل إيليا أبو ماضي في قصيدته الشهيرة الطلاسم ( لست أدري ولماذا لست أدري لست أدري ) ؟ .
عن
وكالة انباء براثا