ali jaber
01-03-2009, 09:52 PM
اسئلة سنية واجوبة شيعية :
نقاش بين أخ شيعي وباحث سني اسبصر بفضل الله ، وهذا نموذج من ابحاثه الذي قام بها قدمها للقراء:
س : اذا كنتم تعتقدون ان الاولوية لعلي (رض) ولكن لماذاادعى عمر وابو بكر الخلافة فما الوجه في تقديمهم وادعائهم الامامة ؟
ج :الادلة القرآنية : وهي قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل ما إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) يأمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وآله في واقعة غدير خم في تبليغ هذه الآية الكريمة وقد أجمع المفسرون من السنة والشيعة على أنها نزلت في غدير خم في شأن علي عليه السلام في تحقيق أمر الخلافة والإمامة وأنها نص من الله سبحانه وتعالى .
س : ولكن لماذا اجمع اكثر الصحابة على خلافة ابو بكر ؟
ج : ألاكثرية ليس دليل مقنع على انه على الحق فمن ذلك قوله تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) وقال تعالى : ( وقليل من عبادي الشكور ). ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ). ( بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ).
وكل هذه الآيات تدل على أن الحق لا يكون دائما بجانب الكثرة وإنما يكون غالبا بجانب القلة .
س : لماذا علي لم يقاتلهم ولم يعلن ضدهم ؟
ج : حسبك في جوابه قوله عليه السلام فيما تضافر عنه نقله وحكاه ابن أبي الحديد في شرح النهج وغيره من مؤرخيكم حيث يقول :( لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله تعالى على أولياء الأمر ، أن لا يقاروا على كظة ظالم ، أو سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها . . ) . وأنت ترى يا أخي أن قول علي عليه السلام هذا صريح كل الصراحة في أنه عليه السلام إنما ترك جهاد وقتال الخلفاء الثلاثة لعدم وجود الناصر ، وجاهد الناكثين أيام حرب الجمل ، والقاسطين أيام معاوية والمارقين أي ( الخوارج ) لوجود الأنصار .
ويقول علي كذلك : إن لي بسبعة من الأنبياء أسوة : الأول : نوح عليه السلام قال الله تعالى مخبرا عنه في سورة القمر : ( رب أني مغلوب فانتصر ) فإن قلت لي لم يكن مغلوبا فقد كذبت القرآن وإن قلت لي كذلك فعلي عليه السلام أعذر . الثاني : إبراهيم الخليل عليه السلام حيث حكى الله تعالى عنه قوله في سورة مريم ( واعتزلكم وما تدعون من دون الله ) فإن قلت لي اعتزلهم من غير مكروه فقد كفرت ، وإن قلت لي رأى المكروه فاعتزلهم فعلي عليه السلام أعذر .
الثالث : ابن خالة إبراهيم نبي الله تعالى لوط عليه السلام ، إذ قال لقومه على ما حكاه الله تعالى في سورة هود عليه السلام ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ). فإن قلت لي كان له بهم قوة فقد كذبت القرآن ، وإن قلت لي إنه ما كان له بهم قوة فعلي عليه السلام أعذر .
الرابع : نبي الله يوسف عليه السلام : فقد أخبرنا الله تعالى عنه في قوله في سورة يوسف ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) فإن قلت لي إنه دعي إلى غير مكروه يسخط الله تعالى فقد كفرت ، وإن قلت لي إنه دعي إلى ما يسخط الله فاختار السجن فعلي عليه السلام أعذر .
الخامس : نبي الله هارون بن عمران عليه السلام إذ يقول على ما أخبرنا الله تعالى عنه في قوله ( يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ). فإن قلت لي : إنهم ما استضعفوه فقد كذبت القرآن ، وإن قلت لي إنهم استضعفوه ، وأشرفوا على قتله فعلي أعذر .
السادس : كليم الله موسى بن عمران عليه السلام إذ يقول على ما ذكره الله تعالى عنه ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي رب حكما وجعلني من المرسلين ). فإن قلت لي : إنه فر منهم من غير خوف فقد كذبت القرآن ، وإن قلت لي : فر منهم خوفا فعلي عليه السلام أعذر .
السابع : سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث هرب إلى الغار فإن قلت لي : إنه صلى الله عليه وآله هرب من غير خوف فقد كفرت وإن قلت لي إنهم أخافوه وطلبوا دمه . وحاولوا قتله فلم يسعه غير الهرب فعلي عليه السلام أعذر .
س : إن المعلوم لدى جميع الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية أن عليا أشجع الناس وتدعون أنتم الشيعة أن عليا معصوم فلو لم تكن خلافة أبي بكر ( رض ) حقه لنازعه في ذلك ، وترك المنازعة مخل بالعصمة وأنتم الشيعة توجبونها في الإمام وتعتبرونها شرطا في الصحة ؟
ج : اولا : كان في توقف الإمام علي عليه السلام عن حربهم وقتالهم منافع عظيمة وفوائد جليلة حصرت المدارك والأفهام عن الوصول إليها منها : إنه لو قاتلهم لتولد الشك من النائين عن المدينة وغيرها من البلدان الإسلامية بنبوة النبي محمد صلى الله
عليه وآله وذلك لعلمهم بأن القتل والقتال لا يقع إلا على طلب الملك والزعامة الدنيوية ، لا على النبوة والإمامة والخلافة فيوجب ذلك وقوع الشك في صحة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله لا سيما وهم جديدو عهد بالإسلام خاصة إذا لاحظت
وجود من يتربص الدوائر بالإسلام من المنافقين ، ويريد الوقيعة فيه فهل تجد حينئذ فسادا أعظم من أن يخرج عن الإسلام من دخل فيه بفعل المنافقين وتلبيسهم ذلك الأمر على البله المغفلين ؟ ! ! ومنها : إن ترك قتالهم يومئذ كان سببا لأن يكثر فيهم التشيع وفي التابعين
إلى يومنا هذا . والدليل على ذلك يا أخي . انظر إلى ( ميزان الذهبي ) عند ترجمته لأبان بن تغلب من جزئه الأول فإنكم ترونه يقول ( ولقد كثر التشيع في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ، فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة من الآثار النبوية وهذه معه بينة ) .
ومنها : ذهاب السنن الدالة على إمامة الإمام علي عليه السلام إن هو قاتلهم وقتلهم يختفي الحق ملتبسا لا يعرف أين هو ، ولذلك ترونه قد رضي عليه السلام بالهدنة عندما رفع أهل الشام المصاحف في صفين فانخدع بذلك جم غفير من أهل العراق
فكان عليه السلام بإمكانه أن يقلب الصف على الصف لكنه عليه السلام آثر ذلك لأنه أهون الضررين لعلمه عليه السلام برجوع الكثير منهم إلى الحق بعد خروجهم عليه فمثل هذه النتائج القيمة والغايات الحسنة أوجب ترك قتالهم وأوجب مهادنتهم .
ومنها : إن ترك علي عليه السلام قتال القوم لا يوجب الرضا بتقدمهم عليه ولا يقتضي سقوط حقه في الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وإلا لزم أن يكون النبي صلى الله عليه وآله بتركه قتال المشركين عام الحديبية ، ومحو اسمه من النبوة معزولا
عن النبوة ، وراضيا بما ارتكبه المشركون ، وكان يومئذ أربعمائة وألف رجل على ما أخرجه البخاري في صحيحه في غزوة الحديبية على قتالهم ، فإذا صح لديكم هذا وقلتم بسقوط حق النبوة من رسول الله صلى الله عليه وآله صح لكم ذاك وهذا معلوم البطلان ، وذاك منه باطل
نعم إنما قبل صلى الله عليه وآله ورضي به صلى الله عليه وآله لحكم غايات جليلة غابت عن ذهن الكثيرين ، ولم يهتدوا لها .
ومنها : كراهته صلى الله عليه وآله للقتل والقتال وحرصه على صون الدماء ما استطاع إليه سبيلا وليس في محو لاسمه الشريف من الرسالة ما يوجب الوهن فيها لثبوتها بآياتها البينات ومعجزاتها النيرات . مقارنات بين محمد صلى الله عليه وآله
وبين ما اتبعه علي عليه السلام علم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله بأن أكثر هؤلاء سوف يسلمون بعد فتح مكة . محافظة على حياة أصحابه ولو رجل منهم من غير ضرورة تدعو إلى قتالهم لعلمه صلى الله عليه وآله بأنه سيدخل مكة المكرمة مع
أصحابه في العام القادم من غير سلاح وقتال . إنه لو قاتلهم في عام الحديبية لم يتيسر له فتحها بتلك السهولة ، بل تنكر منه القوم ، ولجعل دعاتهم العيون في الطريق خوفا من صولته صلى الله عليه وآله عليهم بغتة وهم لا يشعرون . إنه صلى الله
عليه وآله سن بذلك دستورا جميلا ومنهاجا عاليا لن يأتي بعده ليسير عليه كل من عرض له قل ما عرض له صلى الله عليه وآله . ولهذا وأضعاف أمثاله جنح للسلم والمصالحة ويقول القرآن في سورة الأنفال ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) لذا ترون عليا عليه السلام ترك قتلهم وقتالهم مقتديا بالنبي صلى الله عليه وآله ومتبعا له في شرعه ومنهاجه فلم يقاتل دافعيه عن حقه لمقاصد
سامية أعظمها كما ذكرت حفظ الدين بأصوله وفروعه وقوانينه وآثاره ، الأمر الذي كان يدعوه كثيرا إلى أن يقدم نفسه الزكية قربانا في سبيل حفظه وبقائه واستمراره وانتشاره فضلا عن حقه وتراثه .
وجملة القول كانت رعايته عليه السلام لصيانة الدين وحفظه أكثر من رعايته لحقه . وكان ضياع حقه عنده أهون عليه من ذهاب الدين وزواله ، وما فعله عليه السلام هو الواجب عقلا وشرعا إذ أن مراعاة الأهم وهو احتفاظه بالأمة ، وحياطته على
الملة وتقديمه على المهم وهو احتفاظه بحقه ( عند التعارض من الواجب الضروري في الدين الإسلامي وميله للسلم والموادعة كان هو الأفضل في الصواب .
ألم تسمع بكتاب نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام إذ قال في خطبته المشهورة بالشقشقية : ( أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة
وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ، ويشيب منها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده . . . ) . ونقل ابن أبي الحديد أيضا في نهج البلاغة في 308 تحت عنوان خطبته عند مسيره للبصرة ، قال وروى الكلبي
أنه لما أراد علي عليه السلام المسير إلى البصرة قام فخطب الناس ، فقال بعد أن حمد الله وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله : ( إن الله لما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة فرأيت أن الصبر على
ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم والناس حديثو عهد بالإسلام ، والدين يمخض مخض الوطب يفسده أدنى وهن ويعكسه أقل خلف . . . ) . ولعلي عليه السلام في نهج البلاغة كتاب إلى أهل مصر ، بعثه مع مالك الأشتر رحمه الله
تعالى جاء فيه : ( أما بعد ، فإن الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وآله نذيرا للعالمين ومهيمنا على المرسلين ، فلما مضى صلى الله عليه وآله تنازع المسلمون الأمر من بعده ، فوالله ما كان يلقى في روعي ، ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا
الأمر من بعده صلى الله عليه وآله عن أهل بيته ، ولا أنه نحوه عني من بعده صلى الله عليه وآله فما راعني إلا إنثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت بيدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد صلى الله
عليه وآله فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما وهدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان ، كما يزول السراب وكما ينسطع السحاب ، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين وتنهنه )
ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة تحت عنوان : خطبة الإمام علي عليه السلام بعد قتل محمد بن أبي بكر ، قال : وروى إبراهيم - صاحب كتاب الغارات - عن رجاله عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال : خطب علي عليه السلام بعد
فتح مصر ، وقتل محمد بن أبي بكر ، فنقل خطبة بليغة ذكر فيها وقائع أليمة وقعت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وذكر بعض ما كتبه لأهل مصر وأشار في خطبته إلى الشورى التي أمر بها عمر بن الخطاب وخرج بالنتيجة قائلا : فصرفوا
الولاية إلى عثمان وأخرجوني منها ، ثم قالوا : هلم فبايع وإلا جاهدناك فبايعت مستكرها وصبرت محتسبا ، فقال قائلهم : يا بن أبي طالب ، إنك على هذا الأمر لحريص ، فقلت : أنتم أحرص مني وأبعد أني أحرص ؟ أنا الذي طلبت ميراثي وحقي الذي
جعلني الله ورسوله أولى به ، أم أنتم إذ تضربون وجهي دونه وتحولون بيني وبينه ! فبهتوا ، والله لا يهدي القوم الظالمين .
س : هل الخطبة الشقشقية للإمام علي ( رض ) أم من إنشاء وأقوال الشريف الرضي الذي جمع نهج البلاغة وقد ثبت في التاريخ أنه لم يكن ناقما على خلافة الخلفاء الراشدين قبله بل كان راضيا منهم ومن آمن لهم سماحة السيد أعطني دليلا على أن نهج البلاغة من أقوال الإمام علي ( رض ) وكرم الله وجهه وإلا هذه الأقوال والخطب مردودة ؟
ج : نعم اخي ، الشارحون لنهج البلاغة من علمائكم يا أستاذ ابن أبي الحديد المعتزلي لم يكن شيعيا هذا أولا ، ثانيا : الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية له شرح على نهج البلاغة ويثبت أنه من أقوال الإمام علي عليه السلام .
ثالثا : الشيخ محمد الخضري من أعلام السنة وله كتاب بعنوان محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية صفحة 27 وقد صرح أن الخطبة الشقشقية من بيان الإمام علي عليه السلام وهناك أكثر من أربعين عالما من الفريقين السني والشيعي قد صرحوا بأن
الخطبة الشقشقية من كلام الإمام علي عليه السلام لأنها على نسق خطبه الأخرى في النهج . وقد نقل لنا ابن أبي الحديد في آخر شرحه للخطبة الشقشقية من كلام الرضي ( رحمه الله تعالى ) فقال : أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور .
الخطبة الشقشقية موجودة قبل ولادة الرضي ما المقايسات التي أشار إليها ابن الخشاب وغيره إنهم وجدوا هذه الخطبة في الكتب منتشرة قبل أن يولد الشريف الرضي وقبل أن يولد أبوه أبو أحمد النقيب - نقيب الطالبيين ، فقد نقل ابن أبي الحديد في
آخر شرحه للخطبة ، عن الشيخ عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشاب أنه قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها ، أعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي . ثم قال ابن أبي الحديد : وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إما البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة .
ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبة - أحد متكلمي الإمامية - المشهور المعروف بكتاب ( الإنصاف ) وكان أبو جعفر هذا من تلاميذ الشيخ أبي القاسم البلخي ( رحمه الله ) ومات في ذلك العصر قبل أن يولد الشريف الرضي .
ووجدتها أيضا بخط الوزير ابن فرات ، كان قد كتبها قبل ميلاد الرضي بستين سنة . وقال كمال الدين ابن ميثم البحراني الحكيم المحقق في كتابه شرح نهج البلاغة في الخطبة : إني وجدت هذه الخطبة في كتاب الإنصاف لابن قبة ، وهو متوفى قبل أن يولد الشريف الرضي .
يتبع ...
نقاش بين أخ شيعي وباحث سني اسبصر بفضل الله ، وهذا نموذج من ابحاثه الذي قام بها قدمها للقراء:
س : اذا كنتم تعتقدون ان الاولوية لعلي (رض) ولكن لماذاادعى عمر وابو بكر الخلافة فما الوجه في تقديمهم وادعائهم الامامة ؟
ج :الادلة القرآنية : وهي قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل ما إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) يأمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وآله في واقعة غدير خم في تبليغ هذه الآية الكريمة وقد أجمع المفسرون من السنة والشيعة على أنها نزلت في غدير خم في شأن علي عليه السلام في تحقيق أمر الخلافة والإمامة وأنها نص من الله سبحانه وتعالى .
س : ولكن لماذا اجمع اكثر الصحابة على خلافة ابو بكر ؟
ج : ألاكثرية ليس دليل مقنع على انه على الحق فمن ذلك قوله تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) وقال تعالى : ( وقليل من عبادي الشكور ). ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ). ( بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ).
وكل هذه الآيات تدل على أن الحق لا يكون دائما بجانب الكثرة وإنما يكون غالبا بجانب القلة .
س : لماذا علي لم يقاتلهم ولم يعلن ضدهم ؟
ج : حسبك في جوابه قوله عليه السلام فيما تضافر عنه نقله وحكاه ابن أبي الحديد في شرح النهج وغيره من مؤرخيكم حيث يقول :( لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله تعالى على أولياء الأمر ، أن لا يقاروا على كظة ظالم ، أو سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها . . ) . وأنت ترى يا أخي أن قول علي عليه السلام هذا صريح كل الصراحة في أنه عليه السلام إنما ترك جهاد وقتال الخلفاء الثلاثة لعدم وجود الناصر ، وجاهد الناكثين أيام حرب الجمل ، والقاسطين أيام معاوية والمارقين أي ( الخوارج ) لوجود الأنصار .
ويقول علي كذلك : إن لي بسبعة من الأنبياء أسوة : الأول : نوح عليه السلام قال الله تعالى مخبرا عنه في سورة القمر : ( رب أني مغلوب فانتصر ) فإن قلت لي لم يكن مغلوبا فقد كذبت القرآن وإن قلت لي كذلك فعلي عليه السلام أعذر . الثاني : إبراهيم الخليل عليه السلام حيث حكى الله تعالى عنه قوله في سورة مريم ( واعتزلكم وما تدعون من دون الله ) فإن قلت لي اعتزلهم من غير مكروه فقد كفرت ، وإن قلت لي رأى المكروه فاعتزلهم فعلي عليه السلام أعذر .
الثالث : ابن خالة إبراهيم نبي الله تعالى لوط عليه السلام ، إذ قال لقومه على ما حكاه الله تعالى في سورة هود عليه السلام ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ). فإن قلت لي كان له بهم قوة فقد كذبت القرآن ، وإن قلت لي إنه ما كان له بهم قوة فعلي عليه السلام أعذر .
الرابع : نبي الله يوسف عليه السلام : فقد أخبرنا الله تعالى عنه في قوله في سورة يوسف ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) فإن قلت لي إنه دعي إلى غير مكروه يسخط الله تعالى فقد كفرت ، وإن قلت لي إنه دعي إلى ما يسخط الله فاختار السجن فعلي عليه السلام أعذر .
الخامس : نبي الله هارون بن عمران عليه السلام إذ يقول على ما أخبرنا الله تعالى عنه في قوله ( يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ). فإن قلت لي : إنهم ما استضعفوه فقد كذبت القرآن ، وإن قلت لي إنهم استضعفوه ، وأشرفوا على قتله فعلي أعذر .
السادس : كليم الله موسى بن عمران عليه السلام إذ يقول على ما ذكره الله تعالى عنه ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي رب حكما وجعلني من المرسلين ). فإن قلت لي : إنه فر منهم من غير خوف فقد كذبت القرآن ، وإن قلت لي : فر منهم خوفا فعلي عليه السلام أعذر .
السابع : سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث هرب إلى الغار فإن قلت لي : إنه صلى الله عليه وآله هرب من غير خوف فقد كفرت وإن قلت لي إنهم أخافوه وطلبوا دمه . وحاولوا قتله فلم يسعه غير الهرب فعلي عليه السلام أعذر .
س : إن المعلوم لدى جميع الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية أن عليا أشجع الناس وتدعون أنتم الشيعة أن عليا معصوم فلو لم تكن خلافة أبي بكر ( رض ) حقه لنازعه في ذلك ، وترك المنازعة مخل بالعصمة وأنتم الشيعة توجبونها في الإمام وتعتبرونها شرطا في الصحة ؟
ج : اولا : كان في توقف الإمام علي عليه السلام عن حربهم وقتالهم منافع عظيمة وفوائد جليلة حصرت المدارك والأفهام عن الوصول إليها منها : إنه لو قاتلهم لتولد الشك من النائين عن المدينة وغيرها من البلدان الإسلامية بنبوة النبي محمد صلى الله
عليه وآله وذلك لعلمهم بأن القتل والقتال لا يقع إلا على طلب الملك والزعامة الدنيوية ، لا على النبوة والإمامة والخلافة فيوجب ذلك وقوع الشك في صحة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله لا سيما وهم جديدو عهد بالإسلام خاصة إذا لاحظت
وجود من يتربص الدوائر بالإسلام من المنافقين ، ويريد الوقيعة فيه فهل تجد حينئذ فسادا أعظم من أن يخرج عن الإسلام من دخل فيه بفعل المنافقين وتلبيسهم ذلك الأمر على البله المغفلين ؟ ! ! ومنها : إن ترك قتالهم يومئذ كان سببا لأن يكثر فيهم التشيع وفي التابعين
إلى يومنا هذا . والدليل على ذلك يا أخي . انظر إلى ( ميزان الذهبي ) عند ترجمته لأبان بن تغلب من جزئه الأول فإنكم ترونه يقول ( ولقد كثر التشيع في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ، فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة من الآثار النبوية وهذه معه بينة ) .
ومنها : ذهاب السنن الدالة على إمامة الإمام علي عليه السلام إن هو قاتلهم وقتلهم يختفي الحق ملتبسا لا يعرف أين هو ، ولذلك ترونه قد رضي عليه السلام بالهدنة عندما رفع أهل الشام المصاحف في صفين فانخدع بذلك جم غفير من أهل العراق
فكان عليه السلام بإمكانه أن يقلب الصف على الصف لكنه عليه السلام آثر ذلك لأنه أهون الضررين لعلمه عليه السلام برجوع الكثير منهم إلى الحق بعد خروجهم عليه فمثل هذه النتائج القيمة والغايات الحسنة أوجب ترك قتالهم وأوجب مهادنتهم .
ومنها : إن ترك علي عليه السلام قتال القوم لا يوجب الرضا بتقدمهم عليه ولا يقتضي سقوط حقه في الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وإلا لزم أن يكون النبي صلى الله عليه وآله بتركه قتال المشركين عام الحديبية ، ومحو اسمه من النبوة معزولا
عن النبوة ، وراضيا بما ارتكبه المشركون ، وكان يومئذ أربعمائة وألف رجل على ما أخرجه البخاري في صحيحه في غزوة الحديبية على قتالهم ، فإذا صح لديكم هذا وقلتم بسقوط حق النبوة من رسول الله صلى الله عليه وآله صح لكم ذاك وهذا معلوم البطلان ، وذاك منه باطل
نعم إنما قبل صلى الله عليه وآله ورضي به صلى الله عليه وآله لحكم غايات جليلة غابت عن ذهن الكثيرين ، ولم يهتدوا لها .
ومنها : كراهته صلى الله عليه وآله للقتل والقتال وحرصه على صون الدماء ما استطاع إليه سبيلا وليس في محو لاسمه الشريف من الرسالة ما يوجب الوهن فيها لثبوتها بآياتها البينات ومعجزاتها النيرات . مقارنات بين محمد صلى الله عليه وآله
وبين ما اتبعه علي عليه السلام علم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله بأن أكثر هؤلاء سوف يسلمون بعد فتح مكة . محافظة على حياة أصحابه ولو رجل منهم من غير ضرورة تدعو إلى قتالهم لعلمه صلى الله عليه وآله بأنه سيدخل مكة المكرمة مع
أصحابه في العام القادم من غير سلاح وقتال . إنه لو قاتلهم في عام الحديبية لم يتيسر له فتحها بتلك السهولة ، بل تنكر منه القوم ، ولجعل دعاتهم العيون في الطريق خوفا من صولته صلى الله عليه وآله عليهم بغتة وهم لا يشعرون . إنه صلى الله
عليه وآله سن بذلك دستورا جميلا ومنهاجا عاليا لن يأتي بعده ليسير عليه كل من عرض له قل ما عرض له صلى الله عليه وآله . ولهذا وأضعاف أمثاله جنح للسلم والمصالحة ويقول القرآن في سورة الأنفال ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) لذا ترون عليا عليه السلام ترك قتلهم وقتالهم مقتديا بالنبي صلى الله عليه وآله ومتبعا له في شرعه ومنهاجه فلم يقاتل دافعيه عن حقه لمقاصد
سامية أعظمها كما ذكرت حفظ الدين بأصوله وفروعه وقوانينه وآثاره ، الأمر الذي كان يدعوه كثيرا إلى أن يقدم نفسه الزكية قربانا في سبيل حفظه وبقائه واستمراره وانتشاره فضلا عن حقه وتراثه .
وجملة القول كانت رعايته عليه السلام لصيانة الدين وحفظه أكثر من رعايته لحقه . وكان ضياع حقه عنده أهون عليه من ذهاب الدين وزواله ، وما فعله عليه السلام هو الواجب عقلا وشرعا إذ أن مراعاة الأهم وهو احتفاظه بالأمة ، وحياطته على
الملة وتقديمه على المهم وهو احتفاظه بحقه ( عند التعارض من الواجب الضروري في الدين الإسلامي وميله للسلم والموادعة كان هو الأفضل في الصواب .
ألم تسمع بكتاب نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام إذ قال في خطبته المشهورة بالشقشقية : ( أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة
وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ، ويشيب منها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده . . . ) . ونقل ابن أبي الحديد أيضا في نهج البلاغة في 308 تحت عنوان خطبته عند مسيره للبصرة ، قال وروى الكلبي
أنه لما أراد علي عليه السلام المسير إلى البصرة قام فخطب الناس ، فقال بعد أن حمد الله وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله : ( إن الله لما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة فرأيت أن الصبر على
ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم والناس حديثو عهد بالإسلام ، والدين يمخض مخض الوطب يفسده أدنى وهن ويعكسه أقل خلف . . . ) . ولعلي عليه السلام في نهج البلاغة كتاب إلى أهل مصر ، بعثه مع مالك الأشتر رحمه الله
تعالى جاء فيه : ( أما بعد ، فإن الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وآله نذيرا للعالمين ومهيمنا على المرسلين ، فلما مضى صلى الله عليه وآله تنازع المسلمون الأمر من بعده ، فوالله ما كان يلقى في روعي ، ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا
الأمر من بعده صلى الله عليه وآله عن أهل بيته ، ولا أنه نحوه عني من بعده صلى الله عليه وآله فما راعني إلا إنثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت بيدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد صلى الله
عليه وآله فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما وهدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان ، كما يزول السراب وكما ينسطع السحاب ، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين وتنهنه )
ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة تحت عنوان : خطبة الإمام علي عليه السلام بعد قتل محمد بن أبي بكر ، قال : وروى إبراهيم - صاحب كتاب الغارات - عن رجاله عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال : خطب علي عليه السلام بعد
فتح مصر ، وقتل محمد بن أبي بكر ، فنقل خطبة بليغة ذكر فيها وقائع أليمة وقعت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وذكر بعض ما كتبه لأهل مصر وأشار في خطبته إلى الشورى التي أمر بها عمر بن الخطاب وخرج بالنتيجة قائلا : فصرفوا
الولاية إلى عثمان وأخرجوني منها ، ثم قالوا : هلم فبايع وإلا جاهدناك فبايعت مستكرها وصبرت محتسبا ، فقال قائلهم : يا بن أبي طالب ، إنك على هذا الأمر لحريص ، فقلت : أنتم أحرص مني وأبعد أني أحرص ؟ أنا الذي طلبت ميراثي وحقي الذي
جعلني الله ورسوله أولى به ، أم أنتم إذ تضربون وجهي دونه وتحولون بيني وبينه ! فبهتوا ، والله لا يهدي القوم الظالمين .
س : هل الخطبة الشقشقية للإمام علي ( رض ) أم من إنشاء وأقوال الشريف الرضي الذي جمع نهج البلاغة وقد ثبت في التاريخ أنه لم يكن ناقما على خلافة الخلفاء الراشدين قبله بل كان راضيا منهم ومن آمن لهم سماحة السيد أعطني دليلا على أن نهج البلاغة من أقوال الإمام علي ( رض ) وكرم الله وجهه وإلا هذه الأقوال والخطب مردودة ؟
ج : نعم اخي ، الشارحون لنهج البلاغة من علمائكم يا أستاذ ابن أبي الحديد المعتزلي لم يكن شيعيا هذا أولا ، ثانيا : الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية له شرح على نهج البلاغة ويثبت أنه من أقوال الإمام علي عليه السلام .
ثالثا : الشيخ محمد الخضري من أعلام السنة وله كتاب بعنوان محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية صفحة 27 وقد صرح أن الخطبة الشقشقية من بيان الإمام علي عليه السلام وهناك أكثر من أربعين عالما من الفريقين السني والشيعي قد صرحوا بأن
الخطبة الشقشقية من كلام الإمام علي عليه السلام لأنها على نسق خطبه الأخرى في النهج . وقد نقل لنا ابن أبي الحديد في آخر شرحه للخطبة الشقشقية من كلام الرضي ( رحمه الله تعالى ) فقال : أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور .
الخطبة الشقشقية موجودة قبل ولادة الرضي ما المقايسات التي أشار إليها ابن الخشاب وغيره إنهم وجدوا هذه الخطبة في الكتب منتشرة قبل أن يولد الشريف الرضي وقبل أن يولد أبوه أبو أحمد النقيب - نقيب الطالبيين ، فقد نقل ابن أبي الحديد في
آخر شرحه للخطبة ، عن الشيخ عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشاب أنه قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها ، أعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي . ثم قال ابن أبي الحديد : وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إما البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة .
ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبة - أحد متكلمي الإمامية - المشهور المعروف بكتاب ( الإنصاف ) وكان أبو جعفر هذا من تلاميذ الشيخ أبي القاسم البلخي ( رحمه الله ) ومات في ذلك العصر قبل أن يولد الشريف الرضي .
ووجدتها أيضا بخط الوزير ابن فرات ، كان قد كتبها قبل ميلاد الرضي بستين سنة . وقال كمال الدين ابن ميثم البحراني الحكيم المحقق في كتابه شرح نهج البلاغة في الخطبة : إني وجدت هذه الخطبة في كتاب الإنصاف لابن قبة ، وهو متوفى قبل أن يولد الشريف الرضي .
يتبع ...