melika
30-11-2006, 11:43 PM
http://www.alalam.ir/site/assay/image/9.9.jpg
إن الجميع ينشدون السعادة و يكدون للوصول إليها والبحث عن سبلها و كثيراً ما يصابون بخيبة واقعية تحطم آمالهم ظناً منهم أن السعادة تكون فيما رسموه و خططوا له ، فيكون الواقع شيئاً آخر ، و من هنا لا يمكننا تحديد السعادة بزيادة الدخل المالي .
و عليه يتجدد التساؤل القديم : هل يمكن للفقراء أن يكونوا راضين عن ذاتهم أكثر من الأغنياء ؟ النتيجة مفاجئة : مسح إحصائي لقيم العالم شمل أناساً في (65) بلداً ، أُجري أخيراً من قبل مجموعة دولية من علماء الاجتماع و أفيد عنه في أول الأمر في مجلة نيوساينتيست البريطانية ، توصل إلى أن أكثر الناس سعادة في العالم يعيشون في نيجيريا ، و أولئك الذين حلّوا في المركز الثاني إلى الخامس في مسح السعادة الإحصائي كانوا شعوب المكسيك و فنزويلا والسلفادور و برتوريكو . و خالفت النتائج الحكمة التقليدية . فالنيجيريون يعيشون في بلد يسوده التوتر و يعصف به الفقر ، هل يمكن لهم أن يكونوا بالفعل راضين أكثر من الأمريكيين الأثرياء على سبيل المثال ، الذين حلت بلادهم في موقع (16) على القائمة ؟
حسب الإحصاء نعم ، لأن السعادة خصلة ذاتية لها صلات بالوراثة والصحة والشخصية ، و مستوى الدخل والتوقعات ، و كلمة (سعيد) ليست كلمة سهلة يسهل تعريفها و تعني أشياء مختلفة بالنسبة إلى الأشخاص المختلفين ، والأمريكيون يساوون السعادة باحترام الذات والنجاح الشخصي . في حين أن البهجة بالنسبة إلى اليابانيين تتأتى أكثر من الانضباط الذاتي و تحقيق واجبات المرء تجاه العائلة والشركة والمجتمع .
والعلاقة بين المال والسعادة يمكن أن تكون مخادعة . فدانييل كاهنمان و هو أستاذ في الاقتصاد في جامعة برينستون يقول : إن الفكرة القائلة بأن الفقراء أكثر سعادة من الأثرياء هي خرافة .
و هو يقول : الناس أكثر شعوراً بالرضا عن حياتهم إذا ما كان دخلهم أعلى . فهم يعتبرون أنفسهم محظوظين أكثر و ناجحين أكثر . و لكنه هو و غيره من الخبراء يوافقون على أن مستوى سعادة المرء لا يتوقف ببساطة على حسابه البنكي ، فقانون العائدات المتناقصة ينطبق ، وبالفعل تظهر الأبحاث أن مستويات الرضا في الدول المتطورة قد أصبحت مستوية خلال السنوات الـ40 الماضية حتى في الوقت الذي نمت فيه معدلات دخل الفرد بشكل ثابت .
كيف تم ذلك ؟ الجواب : كما يتبين ، هو أن السعادة يمكنها أن تكون هدفاً يدغدغ المشاعر و لكنه متملص ، الطموحات ترتفع مع الدخل يلاحظ كاهنمان ـ والأشخاص الناجحون يمكن أن لا يكونوا سعداء إذا ما تصوروا أن الآخرين من أقرانهم قد يكونوا أكثر نجاحاً منهم حتى .
و قبل قرن من الزمن جادل المؤسس الفرنسي لعلم الاجتماع الحديث ، اميل دوركهايم ، بأن الكوارث الطبيعية والتي من صنع البشر كليهما أمر جيد بالنسبة إلى السعادة المجتمعية ، لأنه يعطي الناس فرصة لكي يستفيدوا من العلاقات المحتملة أو يقيموا صداقات جديدة ، و يمكن لهذه الفكرة أن توضح السبب الذي يجعل النيجيريين الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية يشعرون مع ذلك بالبهجة في الحياة .
و يقول (ريتشارد إرنسبرغر الإبن) و في الوقت الراهن ، حاول أن تعمل أقل و أن تتواصل اجتماعياً أكثر ، من دون التضحية بدخلك . فحتمك أن تشعر شعوراً جيداً للغاية .
و نضيف بأن البحث عن الحقيقة الكبرى في الكون هو أيضاً مبعث للسعادة المطلقة و لا يحصل ذلك إلا بالدين الإلهي والإيمان بوحدانيته تعالى .
ففيه كل الشعور بالاطمئنان والقوة والكمال والغنى و عدم الحاجة إلى شيء .
* المصدر : البلاغ
إن الجميع ينشدون السعادة و يكدون للوصول إليها والبحث عن سبلها و كثيراً ما يصابون بخيبة واقعية تحطم آمالهم ظناً منهم أن السعادة تكون فيما رسموه و خططوا له ، فيكون الواقع شيئاً آخر ، و من هنا لا يمكننا تحديد السعادة بزيادة الدخل المالي .
و عليه يتجدد التساؤل القديم : هل يمكن للفقراء أن يكونوا راضين عن ذاتهم أكثر من الأغنياء ؟ النتيجة مفاجئة : مسح إحصائي لقيم العالم شمل أناساً في (65) بلداً ، أُجري أخيراً من قبل مجموعة دولية من علماء الاجتماع و أفيد عنه في أول الأمر في مجلة نيوساينتيست البريطانية ، توصل إلى أن أكثر الناس سعادة في العالم يعيشون في نيجيريا ، و أولئك الذين حلّوا في المركز الثاني إلى الخامس في مسح السعادة الإحصائي كانوا شعوب المكسيك و فنزويلا والسلفادور و برتوريكو . و خالفت النتائج الحكمة التقليدية . فالنيجيريون يعيشون في بلد يسوده التوتر و يعصف به الفقر ، هل يمكن لهم أن يكونوا بالفعل راضين أكثر من الأمريكيين الأثرياء على سبيل المثال ، الذين حلت بلادهم في موقع (16) على القائمة ؟
حسب الإحصاء نعم ، لأن السعادة خصلة ذاتية لها صلات بالوراثة والصحة والشخصية ، و مستوى الدخل والتوقعات ، و كلمة (سعيد) ليست كلمة سهلة يسهل تعريفها و تعني أشياء مختلفة بالنسبة إلى الأشخاص المختلفين ، والأمريكيون يساوون السعادة باحترام الذات والنجاح الشخصي . في حين أن البهجة بالنسبة إلى اليابانيين تتأتى أكثر من الانضباط الذاتي و تحقيق واجبات المرء تجاه العائلة والشركة والمجتمع .
والعلاقة بين المال والسعادة يمكن أن تكون مخادعة . فدانييل كاهنمان و هو أستاذ في الاقتصاد في جامعة برينستون يقول : إن الفكرة القائلة بأن الفقراء أكثر سعادة من الأثرياء هي خرافة .
و هو يقول : الناس أكثر شعوراً بالرضا عن حياتهم إذا ما كان دخلهم أعلى . فهم يعتبرون أنفسهم محظوظين أكثر و ناجحين أكثر . و لكنه هو و غيره من الخبراء يوافقون على أن مستوى سعادة المرء لا يتوقف ببساطة على حسابه البنكي ، فقانون العائدات المتناقصة ينطبق ، وبالفعل تظهر الأبحاث أن مستويات الرضا في الدول المتطورة قد أصبحت مستوية خلال السنوات الـ40 الماضية حتى في الوقت الذي نمت فيه معدلات دخل الفرد بشكل ثابت .
كيف تم ذلك ؟ الجواب : كما يتبين ، هو أن السعادة يمكنها أن تكون هدفاً يدغدغ المشاعر و لكنه متملص ، الطموحات ترتفع مع الدخل يلاحظ كاهنمان ـ والأشخاص الناجحون يمكن أن لا يكونوا سعداء إذا ما تصوروا أن الآخرين من أقرانهم قد يكونوا أكثر نجاحاً منهم حتى .
و قبل قرن من الزمن جادل المؤسس الفرنسي لعلم الاجتماع الحديث ، اميل دوركهايم ، بأن الكوارث الطبيعية والتي من صنع البشر كليهما أمر جيد بالنسبة إلى السعادة المجتمعية ، لأنه يعطي الناس فرصة لكي يستفيدوا من العلاقات المحتملة أو يقيموا صداقات جديدة ، و يمكن لهذه الفكرة أن توضح السبب الذي يجعل النيجيريين الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية يشعرون مع ذلك بالبهجة في الحياة .
و يقول (ريتشارد إرنسبرغر الإبن) و في الوقت الراهن ، حاول أن تعمل أقل و أن تتواصل اجتماعياً أكثر ، من دون التضحية بدخلك . فحتمك أن تشعر شعوراً جيداً للغاية .
و نضيف بأن البحث عن الحقيقة الكبرى في الكون هو أيضاً مبعث للسعادة المطلقة و لا يحصل ذلك إلا بالدين الإلهي والإيمان بوحدانيته تعالى .
ففيه كل الشعور بالاطمئنان والقوة والكمال والغنى و عدم الحاجة إلى شيء .
* المصدر : البلاغ