علي حسين
10-03-2009, 10:44 AM
شرعية اللعن وموارده
س: جاء في بعض الروايات ومنها الرواية التي تشير إلى أن الإمام عليّاً سلام الله عليه يرفض اللعن: «قد رَوَى نَصْرٌ بن مزاحم: عن عمر بن سعد «الأسدي»، عن عبد الرحمن، عن الحارث بن حصيرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي إنَكُمَا.. فَأَتَيَاهُ فَقَالا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ؟!
قَالَ: بَلَى.
قالا: أو ليسوا مبطلين؟. قال: بلى. قَالا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟!.
قَالَ: كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا: لَعَّانِينَ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ، وَتَتَبْرَءُونَ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ ِسيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَ«لَوْ» قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ، وَدِمَاءَنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَبَيْنِنَا، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَخَيْراً لَكُمْ.
فَقَالا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك»، هل هذا يعني أن هناك تناقضاً بين مواقف الأئمة سلام الله عليه في موضوع اللعن؟
الجواب من بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بقم المقدسة: ورد في زيارة الجامعة: «كلامكم نور وأمركم رشد ووصيّتكم التقوى وفعلكم الخير... وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم...» فالنتيجة لم نجد أيّ تناقض في أقوال وآراء ومواقف الأئمة سلام الله عليهم وإنّ هكذا روايات تشير إلى أن الموقف هناك كان يقتضي إتمام الحجّة على أهل الشام، وإتمام الحجّة لا يكون باللعن والسب، وإنما يكون بعرض أفعالهم وأعمالهم وإيكال الحكم والقضاوة فيها إليهم، وهذا غير الموقف الآخر الذي هو موقف التولّي لأولياء الله والتبرّي من أعداء الله، فإن في ذلك الموقف قد لعن الله تعالى في كتابه الحكيم من آذاه في نبيّه وآذى نبيّه في أهل بيته بقوله سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا» سورة الأحزاب: الآية57، والأئمة سلام الله عليهم اتبعوا القرآن في ذلك، مضافاً إلى أن الأزمنة والأمكنة تختلف، وإلاّ فالقرآن الحكيم على ما هو عليه من الشأن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قد ورد اللعن فيه أكثر من مورد ومن ذلك قوله تعالى: «عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ» سورة القلم: الآية13.
المصدر: http://www.s-alshirazi.com/masael/subject/aghaed/letter59.htm (http://www.s-alshirazi.com/masael/subject/aghaed/letter59.htm)
س: جاء في بعض الروايات ومنها الرواية التي تشير إلى أن الإمام عليّاً سلام الله عليه يرفض اللعن: «قد رَوَى نَصْرٌ بن مزاحم: عن عمر بن سعد «الأسدي»، عن عبد الرحمن، عن الحارث بن حصيرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي إنَكُمَا.. فَأَتَيَاهُ فَقَالا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ؟!
قَالَ: بَلَى.
قالا: أو ليسوا مبطلين؟. قال: بلى. قَالا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟!.
قَالَ: كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا: لَعَّانِينَ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ، وَتَتَبْرَءُونَ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ ِسيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَ«لَوْ» قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ، وَدِمَاءَنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَبَيْنِنَا، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ، وَخَيْراً لَكُمْ.
فَقَالا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك»، هل هذا يعني أن هناك تناقضاً بين مواقف الأئمة سلام الله عليه في موضوع اللعن؟
الجواب من بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بقم المقدسة: ورد في زيارة الجامعة: «كلامكم نور وأمركم رشد ووصيّتكم التقوى وفعلكم الخير... وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم...» فالنتيجة لم نجد أيّ تناقض في أقوال وآراء ومواقف الأئمة سلام الله عليهم وإنّ هكذا روايات تشير إلى أن الموقف هناك كان يقتضي إتمام الحجّة على أهل الشام، وإتمام الحجّة لا يكون باللعن والسب، وإنما يكون بعرض أفعالهم وأعمالهم وإيكال الحكم والقضاوة فيها إليهم، وهذا غير الموقف الآخر الذي هو موقف التولّي لأولياء الله والتبرّي من أعداء الله، فإن في ذلك الموقف قد لعن الله تعالى في كتابه الحكيم من آذاه في نبيّه وآذى نبيّه في أهل بيته بقوله سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا» سورة الأحزاب: الآية57، والأئمة سلام الله عليهم اتبعوا القرآن في ذلك، مضافاً إلى أن الأزمنة والأمكنة تختلف، وإلاّ فالقرآن الحكيم على ما هو عليه من الشأن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قد ورد اللعن فيه أكثر من مورد ومن ذلك قوله تعالى: «عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ» سورة القلم: الآية13.
المصدر: http://www.s-alshirazi.com/masael/subject/aghaed/letter59.htm (http://www.s-alshirazi.com/masael/subject/aghaed/letter59.htm)