ولائي لعلي
12-03-2009, 12:22 AM
الموت والفناء في نظر الصادق (عليه السلام) :
يعتقد سائر الناس، ولو من الناحية السطحية، أن الموت حقيقة تدل على أن الحياة عبث، و
لا طائل من وراءها، وانه دليل على بطلان كل شيء، كما أن هناك من يعتقد أن الموت
عقوبة ظالمة للعباد.
ولكن الواقع أن الموت يؤدي وظيفة هامة بالنسبة للإنسان والحيوان والكائنات الحية، ولولاه
لأنقرض نسل الإنسان ولضاقت الأرض بسكانها، ولاعتدى القوي على الضعيف.
إلى هذا المح الإمام الصادق (عليه السلام) في الدروس التي كان يلقيها على بعض طلابه.
حديث الإمام الصادق سلام الله عليه الى المفضل عن الموت :
قال المفضل: فلما كان اليوم الرابع ، بكرت إلى مولاي، فستؤذن لي، فأمرني بالجلوس،
فجلست، فقال عليه السلام: من التحميد والتسبيح والتعظيم والتقديس، للاسم الأقدم والنور
الأعظم العلي العلام ذي الجلال والإكرام، ومنشئ الأنام، ومفني العوالم والدهور، وصاحب
السر المستور، والغيب المحظور، والاسم المخزون والعلم المكنون.
وصلواته وبركاته على مبلغ وحيه، مؤدي رسالته، الذي بعثه بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله
بإذنه وسراجاً منيراً، ليهلك من هلك عن بينه، ويحيى من حي عن بينة، فعليه وعلى آله من
بارئه الصلوات الطيبات، والتحيات الذاكيات الناميات، وعليه وعليهم السلام.
الموت والفناء وانتقاد الجهال وجواب ذلك:
(( وقد شرحت وقد شرحت لك يا مفضل من الأدلة على الخلق، والشواهد على صواب التدبير
والعمد في الإنسان والحيوان والنبات والشجر وغير ذلك، ما فيه عبرة لمن اعتبر. وأنا أشرح
لك الآن الآفات الحادثة في بعض الأزمان التي اتخذها أناس من الجهال ذريعة إلى جحود الخلق
والخالق، والعمد والتدبير، وما أنكرت المعطلة والمنافية من المكاره والمصائب، وما أنكروه
من الموت والفناء.
ومما ينتقده الجاحدون للعمد والتقدير للموت والفناء، فإنهم يذهبون إلى انه ينبغي ان يكون الناس
مخلدين في هذه الدنيا، مبرئين من هذه الآفات، فينبغي أن يساق هذا الأمر إلى غايته، فينظر
ما محصوله.
أفرأيت، لو كان كل من دخل العالم ويدخله يبقون، لا يموت أحد منه من ألم تكن الأرض تضيق
بهم، حتى تعوزهم المساكن والمزارع والمعائش، فإنهم والموت يفنيهم أولاً فأولاً، يتنافسون
في المساكن والمزارع، حتى تنشب بينهم في ذلك الحروب وتسفك فيهم الدماء، فكيف كانت
تكون حالهم لو كانوا يولدون ولا يموتون، وكان يغلب عليهم الحرص والشره وقساوة القلوب،
فلو وثقوا بأنهم يموتون لما قنع الواحد منهم بشيء يناله، ولا أفرج لأحد عن شيء من أمور
الدنيا، كما قد يمل الحياة من طال عمره، حتى يتمنى الموت والراحة من الدنيا...
فإن قالوا: إنه ينبغي أنه يرفع عنهم المكاره والأوصاب حتى لا يتمنوا الموت ولا يشتاقوا إليه،
فقد وصفنا ما كان يخرجهم إليه من العتو والأشر، الحامل لهم على ما فيه فساد الدنيا والدين.
وإن قالوا: إنه كان ينبغي ان لا يتوالدوا لكيلا تضيق عنهم المساكن والمعائش.
قيل لهم: إذا كان يحرم أكثر هذا الخلق دخول العالم والاستمتاع بنعم الله تعالى ومواهبه في الدارين
جميعاً، إذن لم يدخل العالم إلا قرن واحد، لا يتوالدون ولا يتناسلون...
فإن قالوا: إنه كان ينبغي أن يخلق في ذلك القرن الواحد من الناس مثل ما خلق ويخلق إلى
انقضاء العالم.
يقال لهم: رجع الأمر إلى ما ذكرنا من ضيق المساكن والمعائش عنهم، ثم لو كانوا لا يتوالدون
ولا يتناسلون، لذهب بالقرابات وذوي الأرحام والانتصار بهم عند الشدائد، وموضع تربية الأولاد والسرور بهم، نفي هذا دليل على أن كل ما تذهب إليه الأوهام ـ وما جرى به التدبير ـ خطأ وسفه
من الرأي والقول.
ولعل طاعناً يطعن على التدبير من جهة أخرى فيقول: كيف يكون ها هنا تدبير، ونحن نرى الناس
في هذه الدنيا أن القوي يظلم ويغضب، والضعيف يظلم ويسام الخسف، والصالح فقير مبتلى، و
الفاسق معافى موسع عليه، ومن ركب فاحشة أو انتهك محرماً لم يعالج بالعقوبة.
فلو كان في العالم تدبير، لجرت الأمور على القياس القائم، فكان الصالح هو المرزوق، والطالح هو المحروم، وكان القوي يمنع من ظلم الضعيف، والمنتهك للمحارم يعالج بالعقوبة.
فيقال في جواب ذلك: إن هذا لو كان هكذا لذهب موضع الإحسان الذي فضل الله به الإنسان على
غيره من الخلق، وحمل النفس لى البر والعمل الصالح احتساباً للثواب وثقة بما وعد الله عنه، و
لصار الناس بمنزلة الدواب التي تساس بالعصا والعلف ويلمح لها بكل واحدٍ منهما ساعة فساعة
فتستقيم على ذلك ولم يكن أحد يعمل على يقين بثواب أو عقاب، حتى كان هذا يخرجهم عن حد
الإنسية إلى حد البهائم، ثم لا يعرف ما غاب، ولا يعمل غلا على الحاضر من نعيم الدنيا، وكان
يحدث من هذا أيضاً أن يكون الصالح إنما يعمل للرزق والسعة في هذه الدنيا ويكون الممتنع من
الظلم والفواحش إنما يكف عن ذلك لترقب عقوبة تنزل به من ساعته، حتى تكون أفعال الناس كلها
تجري على الحاضر، لا يشوبه شيء من اليقين بما عند الله، ولا يستحقون ثواب الآخرة والنعيم
الدائم فيها، مع إن هذه الأمور التي ذكرها الطاعن من الغنى والفقر والعافية والبلاء ليست بجارية
على خلاف قياسه، بل قد تجري على ذلك أحياناَ.
فقد ترى كثير من الصالحين يرزقون المال لضروب من التدبير، ولكيلا يسبق إلى قلوب الناس
أن الكفار هم المرزقون، والأبرار هم المحرومون، فيؤثرون الفسق على الصلاح، وترى كثيراً
من الفساق يعالجون بالعقوبة إذا تفاقم طغيانهم وعظم ضررهم على الناس وعلى أنفسهم، كما
عولج فرعون بالغرق وبختنصر (نبوخذنصر) بالتيه وبلبيس بالقتل.
وإن أمهل بعض الأشرار بالعقوبة وأخر بعض الأخيار بالثواب إلى الدار الآخرة لأسباب تخفى
على العباد، لم يكن هذا مما يبطل التدبير، فإن مثل هذا يكون من ملوك الأرض ولا يبطل
تدبيرهم، بل يكون تأخيرهم ما أخروه وتعجيلهم ما عجلوه داخلاً في صواب الرأي والتدبير،
وإذا كانت الشواهد تشهد وقياسهم يوجب أن للأشياء خالقاً حكيماً قادراً، فما يمنعه أن يدبر خلقه،
فإنه لا يصلح في قياسهم أن يكون الصانع يهمل صنعته إلا بإحدى ثلاث خلال، إما عجز وإما
جهل وإما شرارة، وكل هذا محال في صنعته عز وجل وتعالى ذكره. وذكر أن العاجز لا يستطيع
أن يأتي بهذه الخلائق الجليلة العجيبة، والجاهل لا يهتدي لما فيها من الصواب والحكمة، والشرير
لا يتطاول لخلقها وإنشائها. وإذا كان هذا هكذا، وجب أن يكون الخالق لهذه الخلائق يدبرها لا
محالة، وإن كان لا يدرك كنه ذلك التدبير ومخارجه، فإن كثيراً من تدبير الملوك لا تفهمه العامة
ولا تعرف أسبابه، لأنها لا تعرف دخيلة الملوك وأسرارهم، فإذا عرف سببه وجد قائماً على
الصواب والشاهد المحنة )) .
تلك كانت نظرية الصادق (عليه السلام) بشأن الموت وحكمته، وكانت له نظريات أخرى في
الحركة والوجود أوردناها في ما سبق، وكلها تشهد له بنفاذ النظرة، وصفاء المذهب، وسلامة
المنطق، وجلاء البصر والبصيرة، والقدرة على استكناه حقائق الأشياء، والاستعداد التلقائي
لاستيعاب فلسفة الحياة والكون واستنباط ما استتر من خفاياها وما غفلت عنه كبار العقول المفكرة.
حقاً، لقد كان الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) واحد عصره، وقمة القمم في علوم الدين والدنيا
في عصور كثرة ممتدة.
فسلام الله عليك يا إمـامي مابقيت وبقي الليل والنهار ..
يعتقد سائر الناس، ولو من الناحية السطحية، أن الموت حقيقة تدل على أن الحياة عبث، و
لا طائل من وراءها، وانه دليل على بطلان كل شيء، كما أن هناك من يعتقد أن الموت
عقوبة ظالمة للعباد.
ولكن الواقع أن الموت يؤدي وظيفة هامة بالنسبة للإنسان والحيوان والكائنات الحية، ولولاه
لأنقرض نسل الإنسان ولضاقت الأرض بسكانها، ولاعتدى القوي على الضعيف.
إلى هذا المح الإمام الصادق (عليه السلام) في الدروس التي كان يلقيها على بعض طلابه.
حديث الإمام الصادق سلام الله عليه الى المفضل عن الموت :
قال المفضل: فلما كان اليوم الرابع ، بكرت إلى مولاي، فستؤذن لي، فأمرني بالجلوس،
فجلست، فقال عليه السلام: من التحميد والتسبيح والتعظيم والتقديس، للاسم الأقدم والنور
الأعظم العلي العلام ذي الجلال والإكرام، ومنشئ الأنام، ومفني العوالم والدهور، وصاحب
السر المستور، والغيب المحظور، والاسم المخزون والعلم المكنون.
وصلواته وبركاته على مبلغ وحيه، مؤدي رسالته، الذي بعثه بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله
بإذنه وسراجاً منيراً، ليهلك من هلك عن بينه، ويحيى من حي عن بينة، فعليه وعلى آله من
بارئه الصلوات الطيبات، والتحيات الذاكيات الناميات، وعليه وعليهم السلام.
الموت والفناء وانتقاد الجهال وجواب ذلك:
(( وقد شرحت وقد شرحت لك يا مفضل من الأدلة على الخلق، والشواهد على صواب التدبير
والعمد في الإنسان والحيوان والنبات والشجر وغير ذلك، ما فيه عبرة لمن اعتبر. وأنا أشرح
لك الآن الآفات الحادثة في بعض الأزمان التي اتخذها أناس من الجهال ذريعة إلى جحود الخلق
والخالق، والعمد والتدبير، وما أنكرت المعطلة والمنافية من المكاره والمصائب، وما أنكروه
من الموت والفناء.
ومما ينتقده الجاحدون للعمد والتقدير للموت والفناء، فإنهم يذهبون إلى انه ينبغي ان يكون الناس
مخلدين في هذه الدنيا، مبرئين من هذه الآفات، فينبغي أن يساق هذا الأمر إلى غايته، فينظر
ما محصوله.
أفرأيت، لو كان كل من دخل العالم ويدخله يبقون، لا يموت أحد منه من ألم تكن الأرض تضيق
بهم، حتى تعوزهم المساكن والمزارع والمعائش، فإنهم والموت يفنيهم أولاً فأولاً، يتنافسون
في المساكن والمزارع، حتى تنشب بينهم في ذلك الحروب وتسفك فيهم الدماء، فكيف كانت
تكون حالهم لو كانوا يولدون ولا يموتون، وكان يغلب عليهم الحرص والشره وقساوة القلوب،
فلو وثقوا بأنهم يموتون لما قنع الواحد منهم بشيء يناله، ولا أفرج لأحد عن شيء من أمور
الدنيا، كما قد يمل الحياة من طال عمره، حتى يتمنى الموت والراحة من الدنيا...
فإن قالوا: إنه ينبغي أنه يرفع عنهم المكاره والأوصاب حتى لا يتمنوا الموت ولا يشتاقوا إليه،
فقد وصفنا ما كان يخرجهم إليه من العتو والأشر، الحامل لهم على ما فيه فساد الدنيا والدين.
وإن قالوا: إنه كان ينبغي ان لا يتوالدوا لكيلا تضيق عنهم المساكن والمعائش.
قيل لهم: إذا كان يحرم أكثر هذا الخلق دخول العالم والاستمتاع بنعم الله تعالى ومواهبه في الدارين
جميعاً، إذن لم يدخل العالم إلا قرن واحد، لا يتوالدون ولا يتناسلون...
فإن قالوا: إنه كان ينبغي أن يخلق في ذلك القرن الواحد من الناس مثل ما خلق ويخلق إلى
انقضاء العالم.
يقال لهم: رجع الأمر إلى ما ذكرنا من ضيق المساكن والمعائش عنهم، ثم لو كانوا لا يتوالدون
ولا يتناسلون، لذهب بالقرابات وذوي الأرحام والانتصار بهم عند الشدائد، وموضع تربية الأولاد والسرور بهم، نفي هذا دليل على أن كل ما تذهب إليه الأوهام ـ وما جرى به التدبير ـ خطأ وسفه
من الرأي والقول.
ولعل طاعناً يطعن على التدبير من جهة أخرى فيقول: كيف يكون ها هنا تدبير، ونحن نرى الناس
في هذه الدنيا أن القوي يظلم ويغضب، والضعيف يظلم ويسام الخسف، والصالح فقير مبتلى، و
الفاسق معافى موسع عليه، ومن ركب فاحشة أو انتهك محرماً لم يعالج بالعقوبة.
فلو كان في العالم تدبير، لجرت الأمور على القياس القائم، فكان الصالح هو المرزوق، والطالح هو المحروم، وكان القوي يمنع من ظلم الضعيف، والمنتهك للمحارم يعالج بالعقوبة.
فيقال في جواب ذلك: إن هذا لو كان هكذا لذهب موضع الإحسان الذي فضل الله به الإنسان على
غيره من الخلق، وحمل النفس لى البر والعمل الصالح احتساباً للثواب وثقة بما وعد الله عنه، و
لصار الناس بمنزلة الدواب التي تساس بالعصا والعلف ويلمح لها بكل واحدٍ منهما ساعة فساعة
فتستقيم على ذلك ولم يكن أحد يعمل على يقين بثواب أو عقاب، حتى كان هذا يخرجهم عن حد
الإنسية إلى حد البهائم، ثم لا يعرف ما غاب، ولا يعمل غلا على الحاضر من نعيم الدنيا، وكان
يحدث من هذا أيضاً أن يكون الصالح إنما يعمل للرزق والسعة في هذه الدنيا ويكون الممتنع من
الظلم والفواحش إنما يكف عن ذلك لترقب عقوبة تنزل به من ساعته، حتى تكون أفعال الناس كلها
تجري على الحاضر، لا يشوبه شيء من اليقين بما عند الله، ولا يستحقون ثواب الآخرة والنعيم
الدائم فيها، مع إن هذه الأمور التي ذكرها الطاعن من الغنى والفقر والعافية والبلاء ليست بجارية
على خلاف قياسه، بل قد تجري على ذلك أحياناَ.
فقد ترى كثير من الصالحين يرزقون المال لضروب من التدبير، ولكيلا يسبق إلى قلوب الناس
أن الكفار هم المرزقون، والأبرار هم المحرومون، فيؤثرون الفسق على الصلاح، وترى كثيراً
من الفساق يعالجون بالعقوبة إذا تفاقم طغيانهم وعظم ضررهم على الناس وعلى أنفسهم، كما
عولج فرعون بالغرق وبختنصر (نبوخذنصر) بالتيه وبلبيس بالقتل.
وإن أمهل بعض الأشرار بالعقوبة وأخر بعض الأخيار بالثواب إلى الدار الآخرة لأسباب تخفى
على العباد، لم يكن هذا مما يبطل التدبير، فإن مثل هذا يكون من ملوك الأرض ولا يبطل
تدبيرهم، بل يكون تأخيرهم ما أخروه وتعجيلهم ما عجلوه داخلاً في صواب الرأي والتدبير،
وإذا كانت الشواهد تشهد وقياسهم يوجب أن للأشياء خالقاً حكيماً قادراً، فما يمنعه أن يدبر خلقه،
فإنه لا يصلح في قياسهم أن يكون الصانع يهمل صنعته إلا بإحدى ثلاث خلال، إما عجز وإما
جهل وإما شرارة، وكل هذا محال في صنعته عز وجل وتعالى ذكره. وذكر أن العاجز لا يستطيع
أن يأتي بهذه الخلائق الجليلة العجيبة، والجاهل لا يهتدي لما فيها من الصواب والحكمة، والشرير
لا يتطاول لخلقها وإنشائها. وإذا كان هذا هكذا، وجب أن يكون الخالق لهذه الخلائق يدبرها لا
محالة، وإن كان لا يدرك كنه ذلك التدبير ومخارجه، فإن كثيراً من تدبير الملوك لا تفهمه العامة
ولا تعرف أسبابه، لأنها لا تعرف دخيلة الملوك وأسرارهم، فإذا عرف سببه وجد قائماً على
الصواب والشاهد المحنة )) .
تلك كانت نظرية الصادق (عليه السلام) بشأن الموت وحكمته، وكانت له نظريات أخرى في
الحركة والوجود أوردناها في ما سبق، وكلها تشهد له بنفاذ النظرة، وصفاء المذهب، وسلامة
المنطق، وجلاء البصر والبصيرة، والقدرة على استكناه حقائق الأشياء، والاستعداد التلقائي
لاستيعاب فلسفة الحياة والكون واستنباط ما استتر من خفاياها وما غفلت عنه كبار العقول المفكرة.
حقاً، لقد كان الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) واحد عصره، وقمة القمم في علوم الدين والدنيا
في عصور كثرة ممتدة.
فسلام الله عليك يا إمـامي مابقيت وبقي الليل والنهار ..