المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاّمة المهتدي يستقيل


حسين عبد الامير
12-03-2009, 05:32 AM
العلاّمة المهتدي يستقيل



في خطوة ليست لها سابقة أعلن سماحة الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني في برقية إلى ملك البحرين إستقالته من المجلس الأعلى للشئون الاسلامية.. قائلاً:



إثر تدهور الوضع السياسي في البلد وعدم الإستجابة لأيّ من نداءاتنا وحتى طلبات اللقاء بكم منذ ثلاثة أعوام، مضافاً إلى قضية التجنيس التي تؤرّق شعبنا في الوقت الذي يتجمّد طلبنا لتجنيس نفر قليل من البدون وفي طليعتهم أسرة (فاضل الأنصاري – أبو شبير) التي أعطيت بيدكم رسالة استغاثة بشأنها، ثم جاءت ظاهرة تكفير المواطنين الشيعة بقيادة السعيدي من غير تأنيب رسميّ له لتكون سبباً آخر لتقديمي طلب الاستقالة من عضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

لذا نرجو إعادة النظر فيما لحق بمشروعكم الإصلاحي من آفات سوف تُحيل الوطن والمواطنين إلى أزمات أشدّ مما كان عليه سابقاً.

هذا ما لزم ودمتم موفقين لكلّ خير...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع تحيات الفقير إلى الله الغني: عبدالعظيم المهتدي البحراني
19/2/2009م

---------------------------------------------------------------------



هذا وكان العلامة المهتدي قد صرّح بتاريخ (28/1/2009) لصحيفة الوقت البحرينية في عددها (1073) عن موقفه الرافض من التجنيس السياسي والتمييز الطائفي والتصعيد التكفيري الذي تشهده الساحة البحرينية. مطالباً السلطة بإطلاق سراح السجناء السياسيين وفي مقدّمتهم الأستاذ حسن المشيمع والشيخ المقداد.. وأن تعيد السلطة والمعارضة حساباتهما لمنع تدهور الوضع الأمني في البحرين.

سماحة الشيخ عبدالعظيم المهتدي، ولد عام (1960) من أسرة متدينة في مدينة المحرّق، وهاجر لدراسة العلوم الدينية إلى حوزة النجف الأشرف عام (1974م) التحق بالمعارضة السياسية عام (1977م) واعتقل في أحداث (1980م) ثم أبعد في نفس العام إلى إيران، وكان من رموز العمل السياسي المعارض للنظام حتى عام (2001م) حمل ملفّ المبعدين وأرغم النظام على عودتهم للبحرين، وتابع الشيخ المهتدي قضيتهم على مختلف الأصعدة وضمّ إليهم ملف البدون حتى حقّق آمال خمسين أسرة منهم تقريباً، وذلك من خلال قبوله لعضوية المجلس الأعلى بمرسوم ملكي وتحرّكه من داخل الأروقة الرسمية. يتميّز الشيخ المهتدي بين علماء البحرين بكثرة مؤلفاته البالغة سبعين كتاباً في متنوّع الحقول، يطرقها بشجاعة وموضوعية وصدق وإخلاص.. يتحدّث في أكثر الأمور بسلاسة ولا يتردّد في قول الحق إذا آن أوانه.

لا هو معارض سياسي كالمعارضة رغم مطالبته بحقوق الناس وبطريقته الهادئة والناصحة والكاتمة أحياناً، ولا هو حكومي إنبطاحي كالذين دخلوا ونسوا المحرومين من شعبهم فصاروا ذواتاً دون رسالة!!

إنه نمط جديد من عالم الدين، قد يكون نواة طيّبة لتجربة فريدة من نوعها في عالم التأسيس لحركة سياسية وسطية، يكثر المهتدي فيها الحديث عن ثوابته العقائدية وهو يحترم عقائد الآخر ويأبى أن يساوم حتى على شعيرة التطبير في الوقت الذي تتصل به الفضائيات الايرانية لتأخذ رأيه في قضايا استراتيجية حول أمن المنطقة والصراع النووي وقضية العراق والمشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، فلا هو مع المعارضة كما تريده ولا هو مع الحكومة كما تشتهي، شخصية قد يصح القول أنها مستقلّة، لذا قد حار فيه البعض وأحبّه البعض وأبغضه البعض ولم يعرفه البعض الآخر حتى بعض أصدقائه الذين آمنوا بنتاجه الواسع وسعيه المؤسساتي الدؤوب وهم لم يشكّوا في إخلاصه ونزاهته!!

المهتدي سهل التواصل.. متواضع حتى مع الأطفال.. يزور المراجع بلا تفريق ويحمل وكالاتهم البالغة عشرين وكالة بلا تصنيف، يلتقي الحاكم بلا خوف ويقف مع المعارضة في مطاليبها دون أن يخفي نقده على رموزها.. بشوش في كل حال، إلا حينما يقرأ الخطيب الحسيني مصيبة من مصائب أهل بيت النبي (ص) فتجده من البكّائين.. إنه شمولي بمعنى الكلمة ولكن في حدود الشريعة والدين والأخلاق وقيم الآخرة...

لهذه الخصال ولتاريخه النضالي الطويل يحظى العلامة المهتدي إحتراماً لدى كبار علماء البحرين الذين لم يسلموا من نقده أيضاً!!




ما هو برنامجه ما بعد الاستقالة؟
تجيبنا عليها الأيام القادمة.