السلامي
14-03-2009, 12:54 AM
يمكننا أن نقول: إن المظلوم الذي لا يسعى إلى حفظ حقه يظلم نفسه مرتين ، في ترك حقه، وفي إعانة الظالم على نفسه ، والقوة لا تعني الاعتداء على المخالف ، لكنها تحفظ من اعتداء الظالم الجائر، وليس القوي من يأخذ ما ليس له ، وإنما القوي الذي يقدر على حفظ ما هو له ، نعم يجب علينا أن ندافع عن إيماننا وعقيدتنا بالرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن من الواجب أيضا أن تكون منافع الدفاع أكثر من الأضرار، ومن الواجب الشرعي أن تكون لذلك الدفاع حصانته الفكرية والعقلية ، لا أن تكون خطواته عمياء عشوائية غير مشروعة تغلب فيها العاطفة على عقل الملتزم بالدين والمذهب..ونحن اليوم يلزمنا أن ندافع عن الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وننتصف له ممن اعتدى على مكانته , أو يحاول أن يشكك في نبوته, ويطعن في سيرته ، أو يثير البدع والشبهات حول رسالته , لكن دون أن نمس شخصيته العظيمة بسوء ونكون سببا وذريعة ًفي توسيع رقعة الهجمات البربرية التي تعصف بنبي الإسلام حينا ًبعد حين , ودون أن ننسب إلى دعوته السمحة ما هي منه براء . إننا بحاجة إلى الرد الأخلاقي العلمي الشرعي ، كما أننا بحاجة ماسة اليوم إلى معرفة أسباب اليقين ودلائل التصديق في نبوة سيد الأنبياء والمرسلين الذي تجتمع في شخصيته المقدسة الإنسانية الأولى وجميع حضاراتها الفكرية والعلمية ، وخصوصا ً إننا نعيش هذه الاعتداءات المتكررة المتواصلة التي تقودها الصهونية القذرة ومتعصبو اليهودية والنصرانية تحت شعار الديمقراطية والحضارة المدنية الحديثة , وثمة أمر آخر مما يؤسفنا ويستدعي إلى تعجبنا واستغرابنا !!!! هو إن أغلب المسلمين يعجز عن إثبات مقام نبوة الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)بالدليل والبرهان متحيرا في الإجابة عن ذلك , والأشد من هذا تجد أن أغلب طلبة العلم الذين يناقشون في الأدلة العلمية الخاصة بعلمائهم ومرجعياتهم ويتنافسون في إثبات أعلميتهم ومرجعيتهم بالدليل والبرهان,لا يعرف كيف يثبت الدليل العلمي لإثبات مقام النبوة لرسوله العظيم إلا القليل منهم , ممن يعدد لك معجزاته ومنها معجزته الكبرى (القرآن المجيد) وان كان البعض منهم لا يعي أسباب أعجازها , بل نجد بعضهم يتهرب عنها حرصا ًعلى ما بين يديه , في حين إن من مقدمات أسباب الأعجاز فيه هو عدم الرد عليه , وهذا ما يمنع العديد من طلبة العلم عن أن يذكرها خوفا على من يعتقد بمرجعيته وأرجحية أعلميته وهو لا يمتلك الدليل على ذلك أو ليس له الملكة في الرد, وبالتالي تسمع منه ما يهدم عقيدتنا في مقام النبوة ويعتبر عدم الرد ليس بحجة , في حين إن القرآن نفسه قد أشار بذلك كقوله تعالى(قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن,لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) الإسراء/آية88, وهذه آية من آيات كثيرة تثبت لنا مقام النبوة ليس فقط لنبي الإسلام بل لجميع الأنبياء والمرسلين , وهي من أعظم وأكبر الأدلة التي تدحض جميع المشككين والمغرضين والمتآمرين على نبي الإسلام محمد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم),ويكفينا أن نتصور إن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة الكبرى التي أتى بها نبي الإسلام العظيم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يمكن لأي نبي من الأنبياء أو وصي من الأوصياء أو أي كان لا من الأولين ولا من الآخرين, أن يأتي بمثل هذا القرآن العظيم الذي جاء به سيدنا ونبينا محمد(صلوات الله وسلامه عليه) والذي قهر به المستوى الفكري والبياني البشري منذ صدوره والى يوم يقوم الناس لرب العالمين وهذا هو سر الإعجاز في قرآن نبينا الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)والذي نعتبره الدليل الأقوى في إثبات نبوته والرد به على دعاوى أعداء الإسلام والمسلمين من الملحدين والكافرين والمتصهينين الفجرة وعملائهم الخونة, الذين يعدون العدة والعدد ويجندون عصاباتهم من أصحاب البدع والمشككين المغرضين استعدادا ًلمواجهة الإمام المهدي(عليه السلام) الذي سيقهر عقولهم ويفند آرائهم ويهدم أفكارهم , بما لديه من مستوى علمي شرعي سيثبت من خلاله دليله الأخلاقي والعلمي الشرعي على ميدان الدين والسياسة والمجتمع, بحيث لا يستطيع أي فرد من الأفراد الرد عليه مهما كان مستواه العلمي والفكري البياني, كما انه (سلام الله عليه) سيبين للعالم أن جده النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) هو رسول الإنسانية , والرحمة الإلهية التي تتفيأ بظلالها جميع الأمم والشعوب , وسيبين لهم أنه زعيم العلوم الربانية التي تستهدف العدل والمساواة بين البشر,كما إن إمامنا المهدي (عليه السلام)سيدعم الفكر الإنساني بما يعمر به العقول والنفوس , حتى تتمكن من تسخير ما هيئه الله لها من متاع الدنيا وشرف الآخرة.