كرار النجفي
24-03-2009, 05:09 PM
أهمية محاورة ذكر علي عليه السلام عبادة وتأريخها
أهمية محاورة ذكر علي عليه السلام عبادة :
إن الله سبحانه وتعالى وفقني لأن أطلب عبادته من خلال نصر الحق بنصر أولياءه الذين جعلهم هداة لصراطه المستقيم ونعيمه المقيم ، وذلك عندما جادلتُ بالتي هي أحسن لأداء اليسير من حق سيدي ومولاي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فكانت لي مشاركات في بعض المحاورات على ساحات الحوار في الإنترنت ، والتي كان منها محاورة تحت عنوان ذكر علي عليه السلام عبادة ، وقد وضعتها ضمن صفحة البحوث في موقعي الشخصي ( صحف الطيبين ) والذي أضع فيه كتاباتي وما ألفته على مرور الزمان من صحف أصول الدين وسيرت المعصومين عليهم السلام .
وهذه المحاورة قد كانت فاتحة خير لكتابة صحيفة الإمام علي عليه السلام في موقع صحف الطيبين باسم ذكر علي عليه السلام عبادة ، وصارت كتاباً له عدة أجزاء يبين كيفية الذكر والعبادة لله تعالى وحده لا شريك له عند ذكر كل أمر يعرفنا الولاية الحقيقية لنبينا الكريم وآله الطيبين الطاهرين ، ويعرفنا تعاليمهم التي خصهم الله بها وشرفهم بها ليعلموها لنا بكل وجودهم ، وبالخصوص ذكر المناقب الكريمة والخصائص الشريفة لإمام الهدى وخليفة الله على المسلمين بعد النبي الكريم علي بن أبي طالب صلى الله عليهم وعلى آلهم وسلم .
وطبعت هذه المحاورة مفردة وهي بين يديك ، كما وقد وضعت هذه المحاور في مقدمة صحيفة ذكر علي عبادة ليُعرف سبب تأليفها والأسس الداعية لإيجاد بحوثها والمعارف التي نذكرها فيها ، وكانت هذه المحاورة هي الباب الأول الذي يفتح منه ألف باب في معرفة دين الله وعبوديته وذكره ، ومن خلال معرفة الصراط المستقيم لهدى الله ونعيمه الذي يقود العباد فيه إمام الحق وولي الله الصادق المصدق علي بن أبي طالب وآله آل رسول الله صلى الله عليهم وسلم .
كما ولتطلع على أهم ما يشكل به المخالفون ومجال الخلط عندهم وكيف يحرفون الحق عن محله ، وذلك ليبرروا عبادة لله بدين أئمة الكفر معاوية وأمثاله وممن سلك سبيله ومهد له الحكم ، وكيف يهجرون دين علي وآله وسيده نبينا الكريم صلى الله عليهم وسلم ، والذي هو دين الله الحق وصراطه المستقيم لحقيقة معرفته والإيمان به ولعبادته والإخلاص له من غير شرك .
فيا طيب : فإن أحببت المزيد من معرفة أسس الدين والمعارف التي تنبع من حديث ذكر علي عليه السلام عبادة ، خالصة لله سبحانه وتعالى ، فعليك بمراجعة الكتاب المذكور بكل أجزاءه أو بعضها ، وإن كنت تطلب الاختصار وإجمال البحث وتكتفي بنص المحاورة لمعرفة الحق في أن ذكر الإمام علي عليه السلام بكل سيرته وسلوكه وتعاليمه ومعارفه ومعرفته يكون مقرب لله ومن أحسن العبادة الخالصة له تعالى ، فهذه المحاورة وحدها أضعها بين يديك ، وبها أيضاً تعرف ما جرى بيننا من الحوار في معارف الحديث الشريف ، وتعرفنا باختصار بأنها من أفضل المسائل العباديّة عندنا ، وأكثرها شركاً عندهم ، فهم لا يرضون بذكره عليه السلام بمفرده من بين الصحابة أو تفضيله عليهم ، ويحرمون زيارته بل كل زيارة للنبي وآله صلاة الله وسلامه عليهم ويعتبرونها شركاً .
فكيف بدعوى أنّ ذكره عليه السلام عبادة ؟ وهل تراهم يقرون لها ويسلمون بصدقها ، وهم يفرون من معرفة الحق الصريح فيها وفيما شابهها من المسائل المرتبطة بحب النبي وآله الكرام وذكرهم ؟ فكيف يعتبرون ذكر سيد آل البيت بعد النبي عبادة والقرب منه عليه السلام طاعة لله يعبد بها سبحانه ويتقرب بها إليه بكل إخلاص ، وهم يصعب عليهم حتى سماع الكلام بمدحهم ، أو الترنم بذكر يفضلهم على الصحابة ؟ !! .
وهذا الجدال في هذه المحاورة بين طرفي النقيض بين شيخ شيعي وشيخ وهابي : تطلع فيه بعين الإنصاف وبضمير حر ووجدان صافٍ وعقل سليم لتعرف أنَّ الحق مع نبينا محمد وآله صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، وتتيقن أن ذكر علي وآل علي وسيدهم النبي صلاة الله وسلامه عليهم وفق الشرع والعقل والعرف والوجدان عبادة ، وأن في ذكره وذكرهم كلهم عليهم السلام القربة الخالصة المرضية لله تعالى ، والتي لها أعلى ثواب وأجزل عطاء من الله تعالى ، وفيها المقام الرفيع والكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
وأسأل الله أن تكون هذه المعرفة لهذه المسألة عوناً لنا ولكل مؤمن في معرفة معنى العبادة والذكر وحقيقتهما ، وكيفية التعبد لله بالولاية لأوليائه ونصرهم ومعاداة أعداء دينه والبراءة منهم وكشف سرهم ، ولتطمئن أنفسنا ويذعن عقلنا ووجداننا وكل وجودنا بأنها من الدين ، بل من خالص العبودية لله تعالى وامتثال أوامر رب العالمين وإطاعتها بما يحب ويرضى .
تأريخ محاورة ذكر علي عليه السلام عبادة وترتيبها :
كانت هذه المحاورة المباركة المسماة بـ ( ذكر علي عليه السلام عبادة ) ـ على ساحة حوار ( شبكة الموسوعة الشيعية ) وبمناسبة ميلاد الإمام علي عليه السلام في رجب من سنة 1420 ـ وقد بدأت في يوم 22-10-1999 ، الساعة 12:05 بعد الظهر ، وانتهت بما كتبه في يوم : 30-10-1999 الساعة : 11:45 مساءً .
وكان المحرر الأول للمحاورة الأخ أبو أحمد ثم توالت التهاني بين المؤمنين ، وبعدها أستقر النقاش بيني حيث كتبت باسمي حسن بالإنكليزية والتوقيع كان بعنوان خادم علوم آل محمد عليهم السلام .
وبين المدعو محمد إبراهيم وهو أول أربعة أو خمسة شخصيات من الوهابية الذين يعتنون بمحاوراتهم ويشيدون بها ، ويزجون بهم في معضل حوارهم مع الشيعة وأنصار نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم .
كما وسترى هنا كل حوار مع عنوان مناسب له ومنتزع من المواضيع التي فيه ومع المحافظة على الأمانة في المحتوى والنص ، وإن أحببت أن ترى المحاورة بنصها من غير كتاب أو من غير تنظيم فعليك بصفحة البحوث من موقع صحف الطيبين قسم الحوار ، وقد رقمت كل محاورة دارت بيني وبينه بالإضافة للمحاورة التي فيها بيان حُسن سند حديث ذكر علي عليه السلام عبادة ، وهي كتاب الإبادة لحكم الوضع على حديث ذكر علي عبادة للسيد الجليل حسن الحسيني آل المجدد الشيرازي حفظه الله ، وقد أضافها الأخ أبو أحمد لدعم المحاورة وإقامة الحجة فجزاه الله خيراً .
كما إن المحاورة التي أجراها الأخ أبو أحمد والتي كانت أساساً لهذه المحاورات لم أعطها رقماً ، وقد اعتبرتها تهنئة في ذلك اليوم المبارك ولتتميز بما فيها من الأحاديث الشريفة التي تبين مقام الإمام علي عليه السلام ، وهكذا لم أرقم ما شابهها من كلمات التهاني التي تبارك للمؤمنين ذلك اليوم الشريف للذكرى السنوية بمناسبة ميلاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في رجب من سنة 1420 هجري ، والذي تبادله الأخوة الكرام الطيبون في تلك الأيام المباركة والتي كانت حافلة بالتهاني بينهم ، وبدأت بالرقم من محاورة المخالف .
وذكرت محاوراتنا بعد رقمها باسم الشيعي ، وأما ما ذكره المحاور الآخر المعترض باسم الوهابي حسب مذهبة الذي كان المؤسس له في الزمن الأخير محمد بن عبد الوهاب ، ثم بعد ذكر رقم المحاورة وطرف الحوار ، أذكر عنواناً مناسباً يتضمن موضوع المحاورة ويشير لأهم مطالبها ، وبعد العنوان نضع زمان تحريرها وكتابتها في ساحة الحوار للموسوعة الشيعية .
أثر المحاورة في تكوين صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة لله :
ولما كان قد أنقطع الحوار على حين غرة ولم يستوف البحث حقه أُعلق على المحاورة ببعض التعليقات البسيطة ، وتمام البحث تجده ضمن موسوعة صحف الطيبين قسم صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة بكل أجزاءها ، وجعلناه بإذن الله في أجزاء متعددة تبدأ بأجزاء ما نذكر به الإمام علي عليه السلام ، وبعدها في معنى العبادة لله تعالى وما يرتبط بها من ضرورة الإيمان والحضور عند الله مخلصين له الدين ، وأول ما يترتب على الإيمان به من ذكره تعالى وحده لا شريك له ، وكيف التعبد له بذكر فضله على أولياءه وهداه لهم ، وبذكر كل ما خصهم الله به وكرمهم وأنعم به عليهم حتى كانوا بكل وجودهم أولياءه المعرفين له ولدينه الصادق ، وإن من أول تعاليم الدين هو نصر أولياء دين الله وأئمة الحق وضرورة أخذ أحكام الدين وتعاليمه منهم والتعبد لله بذكرهم .
وهكذا يكون البحث في الأجزاء بعدها في الذكر ومعناه ثم تتوالى البحوث إن شاء الله ، حتى نتيقن بكل وجداننا وديننا وعقلنا وفطرتنا إن ذكر علي عليه السلام عبادة خالصة لله تعالى لا شرك فيها أبدأ ، بل ذكره عليه السلام في أي دين وهدى وصفة له وخصال الكرامة التي منَّ الله بها عليه هي من أول المعارف والذكر الحق الذي يدعوا للإخلاص لله وحده لا شريك ، ويصفيه من كل باطل وظلام لأولياء الشيطان وأئمة الفكر ، وأن الشرك والضلال في ذكر أعداءه وموالاتهم ودعوة الناس لدينهم ، فإذا أردت المزيد في معرفة الحق وأهله فعليك بصحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة بكل أجزاءها التي نعدها للطبع أو تجدها في موقع صحف الطيبين ، واسأل الله أن يوفقني لكي أؤدي البحث حقه ويقبل مني نصر دينه أنه ولي حميد .
كما لا يسعني إلا أن أشكر الأخ الفاضل المؤلف لبحث " الإِبـادة لحكم الوضـع على حديث ذِكْرُ عَليٍّ عليه السلام عبـادة " السـيّد حسن بن صادق الحسيني آل المجـدّد الشيرازي حفظه الله ورعاه ، والذي عرضنا عليه المحاورة قبل أن نعدها للطبع ووضعها على الانترنيت ، فراجعها مشكوراً وأقترح أن يوضع الأصل من متن بحث الإبادة الماثل بين يديك في المحاورة العاشرة ، لأن ترتيبه أفضل وبحوثه أتم وأكمل ، فجزاه الله خيراً وبارك جهوده ويراعه المبارك الذي كتب هذا الكتاب وغيره من الكتب والبحوث في بيان حسن أحاديث الولاية وصحتها ، ككتاب حُسْن الرِّفادة بتلخيص الإفادة بطرق حديث النظر إلى علي عبادة ، وحديث إتمام النعمة بتصحيح حديث عليٌّ باب دار الحكمة ، وغيرها الكثيرة والمنشورة في أعداد من مجلة تراثنا ومجلة الحديث .
كما وأشكر كل المؤمنين الذين ساعدوا على نشره وترويجه وبأي جهد بذلوه في سبيل إعلاء كلمة الحق وجزاهم الله خير الجزاء ، وأيد الله جهودهم المبذولة لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام بما يفرح كل طيب ، ويسر كل مؤمن يرى في كتب أهل مذهبه كل الواقع الذي يطابق هدى الله الصادق ، وبدليل محكم البيان وأسلوب جميل المنهل سهل المرقى يشفي غليل كل مسلم منصف يحب دين الله وحده لا شريك له ، ويبحث بجد واجتهاد عن مذهبٍ ناطق بما يرضي الله ورسوله ، ويوصله بصراط مستقيم لكل ما فيه الإيمان الخالص لله وحده لا شريك له ، ويصفيه من كل باطل ومكر وخداع لأولياء الشيطان من أئمة الكفر والضلال وأتباعهم .
فيعتنق مذهب النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، ويدين به لله تعالى مطمئن مسرور بهداه ، وبعد أن أيقن بأدلته المحكمة وبراهينه الصادقة والتي توصله لرضا الله سبحانه ، لأنه دينه الحق الذي أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وحافظ عليه بآل النبي الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، وعلى رغم المعاندين والمحاربين لهم في كل زمان ومكان ، وسواء كانوا مقاتلين لهم بالقلم واللسان أو بالحربة والسنان ، لأنهم كانوا عنهم ضالين وبهداهم الذي هو هدى الله غير مقتدين .
هذا ونسأل الله أن يتقبله منا وممن يقرأه ويؤمن به علماً وعملاً خالصاً لوجهه الكريم ، ويأجرنا بأحسن أجر حتى يجعلنا في الدنيا والآخرة مع مَن نتولاه وندين له بهداهم ، أئمتنا الأخيار المصطفين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، أنه ولي حميد وهو ارحم الراحمين ورحم الله من قال آمين .
أهمية محاورة ذكر علي عليه السلام عبادة :
إن الله سبحانه وتعالى وفقني لأن أطلب عبادته من خلال نصر الحق بنصر أولياءه الذين جعلهم هداة لصراطه المستقيم ونعيمه المقيم ، وذلك عندما جادلتُ بالتي هي أحسن لأداء اليسير من حق سيدي ومولاي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فكانت لي مشاركات في بعض المحاورات على ساحات الحوار في الإنترنت ، والتي كان منها محاورة تحت عنوان ذكر علي عليه السلام عبادة ، وقد وضعتها ضمن صفحة البحوث في موقعي الشخصي ( صحف الطيبين ) والذي أضع فيه كتاباتي وما ألفته على مرور الزمان من صحف أصول الدين وسيرت المعصومين عليهم السلام .
وهذه المحاورة قد كانت فاتحة خير لكتابة صحيفة الإمام علي عليه السلام في موقع صحف الطيبين باسم ذكر علي عليه السلام عبادة ، وصارت كتاباً له عدة أجزاء يبين كيفية الذكر والعبادة لله تعالى وحده لا شريك له عند ذكر كل أمر يعرفنا الولاية الحقيقية لنبينا الكريم وآله الطيبين الطاهرين ، ويعرفنا تعاليمهم التي خصهم الله بها وشرفهم بها ليعلموها لنا بكل وجودهم ، وبالخصوص ذكر المناقب الكريمة والخصائص الشريفة لإمام الهدى وخليفة الله على المسلمين بعد النبي الكريم علي بن أبي طالب صلى الله عليهم وعلى آلهم وسلم .
وطبعت هذه المحاورة مفردة وهي بين يديك ، كما وقد وضعت هذه المحاور في مقدمة صحيفة ذكر علي عبادة ليُعرف سبب تأليفها والأسس الداعية لإيجاد بحوثها والمعارف التي نذكرها فيها ، وكانت هذه المحاورة هي الباب الأول الذي يفتح منه ألف باب في معرفة دين الله وعبوديته وذكره ، ومن خلال معرفة الصراط المستقيم لهدى الله ونعيمه الذي يقود العباد فيه إمام الحق وولي الله الصادق المصدق علي بن أبي طالب وآله آل رسول الله صلى الله عليهم وسلم .
كما ولتطلع على أهم ما يشكل به المخالفون ومجال الخلط عندهم وكيف يحرفون الحق عن محله ، وذلك ليبرروا عبادة لله بدين أئمة الكفر معاوية وأمثاله وممن سلك سبيله ومهد له الحكم ، وكيف يهجرون دين علي وآله وسيده نبينا الكريم صلى الله عليهم وسلم ، والذي هو دين الله الحق وصراطه المستقيم لحقيقة معرفته والإيمان به ولعبادته والإخلاص له من غير شرك .
فيا طيب : فإن أحببت المزيد من معرفة أسس الدين والمعارف التي تنبع من حديث ذكر علي عليه السلام عبادة ، خالصة لله سبحانه وتعالى ، فعليك بمراجعة الكتاب المذكور بكل أجزاءه أو بعضها ، وإن كنت تطلب الاختصار وإجمال البحث وتكتفي بنص المحاورة لمعرفة الحق في أن ذكر الإمام علي عليه السلام بكل سيرته وسلوكه وتعاليمه ومعارفه ومعرفته يكون مقرب لله ومن أحسن العبادة الخالصة له تعالى ، فهذه المحاورة وحدها أضعها بين يديك ، وبها أيضاً تعرف ما جرى بيننا من الحوار في معارف الحديث الشريف ، وتعرفنا باختصار بأنها من أفضل المسائل العباديّة عندنا ، وأكثرها شركاً عندهم ، فهم لا يرضون بذكره عليه السلام بمفرده من بين الصحابة أو تفضيله عليهم ، ويحرمون زيارته بل كل زيارة للنبي وآله صلاة الله وسلامه عليهم ويعتبرونها شركاً .
فكيف بدعوى أنّ ذكره عليه السلام عبادة ؟ وهل تراهم يقرون لها ويسلمون بصدقها ، وهم يفرون من معرفة الحق الصريح فيها وفيما شابهها من المسائل المرتبطة بحب النبي وآله الكرام وذكرهم ؟ فكيف يعتبرون ذكر سيد آل البيت بعد النبي عبادة والقرب منه عليه السلام طاعة لله يعبد بها سبحانه ويتقرب بها إليه بكل إخلاص ، وهم يصعب عليهم حتى سماع الكلام بمدحهم ، أو الترنم بذكر يفضلهم على الصحابة ؟ !! .
وهذا الجدال في هذه المحاورة بين طرفي النقيض بين شيخ شيعي وشيخ وهابي : تطلع فيه بعين الإنصاف وبضمير حر ووجدان صافٍ وعقل سليم لتعرف أنَّ الحق مع نبينا محمد وآله صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، وتتيقن أن ذكر علي وآل علي وسيدهم النبي صلاة الله وسلامه عليهم وفق الشرع والعقل والعرف والوجدان عبادة ، وأن في ذكره وذكرهم كلهم عليهم السلام القربة الخالصة المرضية لله تعالى ، والتي لها أعلى ثواب وأجزل عطاء من الله تعالى ، وفيها المقام الرفيع والكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
وأسأل الله أن تكون هذه المعرفة لهذه المسألة عوناً لنا ولكل مؤمن في معرفة معنى العبادة والذكر وحقيقتهما ، وكيفية التعبد لله بالولاية لأوليائه ونصرهم ومعاداة أعداء دينه والبراءة منهم وكشف سرهم ، ولتطمئن أنفسنا ويذعن عقلنا ووجداننا وكل وجودنا بأنها من الدين ، بل من خالص العبودية لله تعالى وامتثال أوامر رب العالمين وإطاعتها بما يحب ويرضى .
تأريخ محاورة ذكر علي عليه السلام عبادة وترتيبها :
كانت هذه المحاورة المباركة المسماة بـ ( ذكر علي عليه السلام عبادة ) ـ على ساحة حوار ( شبكة الموسوعة الشيعية ) وبمناسبة ميلاد الإمام علي عليه السلام في رجب من سنة 1420 ـ وقد بدأت في يوم 22-10-1999 ، الساعة 12:05 بعد الظهر ، وانتهت بما كتبه في يوم : 30-10-1999 الساعة : 11:45 مساءً .
وكان المحرر الأول للمحاورة الأخ أبو أحمد ثم توالت التهاني بين المؤمنين ، وبعدها أستقر النقاش بيني حيث كتبت باسمي حسن بالإنكليزية والتوقيع كان بعنوان خادم علوم آل محمد عليهم السلام .
وبين المدعو محمد إبراهيم وهو أول أربعة أو خمسة شخصيات من الوهابية الذين يعتنون بمحاوراتهم ويشيدون بها ، ويزجون بهم في معضل حوارهم مع الشيعة وأنصار نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم .
كما وسترى هنا كل حوار مع عنوان مناسب له ومنتزع من المواضيع التي فيه ومع المحافظة على الأمانة في المحتوى والنص ، وإن أحببت أن ترى المحاورة بنصها من غير كتاب أو من غير تنظيم فعليك بصفحة البحوث من موقع صحف الطيبين قسم الحوار ، وقد رقمت كل محاورة دارت بيني وبينه بالإضافة للمحاورة التي فيها بيان حُسن سند حديث ذكر علي عليه السلام عبادة ، وهي كتاب الإبادة لحكم الوضع على حديث ذكر علي عبادة للسيد الجليل حسن الحسيني آل المجدد الشيرازي حفظه الله ، وقد أضافها الأخ أبو أحمد لدعم المحاورة وإقامة الحجة فجزاه الله خيراً .
كما إن المحاورة التي أجراها الأخ أبو أحمد والتي كانت أساساً لهذه المحاورات لم أعطها رقماً ، وقد اعتبرتها تهنئة في ذلك اليوم المبارك ولتتميز بما فيها من الأحاديث الشريفة التي تبين مقام الإمام علي عليه السلام ، وهكذا لم أرقم ما شابهها من كلمات التهاني التي تبارك للمؤمنين ذلك اليوم الشريف للذكرى السنوية بمناسبة ميلاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في رجب من سنة 1420 هجري ، والذي تبادله الأخوة الكرام الطيبون في تلك الأيام المباركة والتي كانت حافلة بالتهاني بينهم ، وبدأت بالرقم من محاورة المخالف .
وذكرت محاوراتنا بعد رقمها باسم الشيعي ، وأما ما ذكره المحاور الآخر المعترض باسم الوهابي حسب مذهبة الذي كان المؤسس له في الزمن الأخير محمد بن عبد الوهاب ، ثم بعد ذكر رقم المحاورة وطرف الحوار ، أذكر عنواناً مناسباً يتضمن موضوع المحاورة ويشير لأهم مطالبها ، وبعد العنوان نضع زمان تحريرها وكتابتها في ساحة الحوار للموسوعة الشيعية .
أثر المحاورة في تكوين صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة لله :
ولما كان قد أنقطع الحوار على حين غرة ولم يستوف البحث حقه أُعلق على المحاورة ببعض التعليقات البسيطة ، وتمام البحث تجده ضمن موسوعة صحف الطيبين قسم صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة بكل أجزاءها ، وجعلناه بإذن الله في أجزاء متعددة تبدأ بأجزاء ما نذكر به الإمام علي عليه السلام ، وبعدها في معنى العبادة لله تعالى وما يرتبط بها من ضرورة الإيمان والحضور عند الله مخلصين له الدين ، وأول ما يترتب على الإيمان به من ذكره تعالى وحده لا شريك له ، وكيف التعبد له بذكر فضله على أولياءه وهداه لهم ، وبذكر كل ما خصهم الله به وكرمهم وأنعم به عليهم حتى كانوا بكل وجودهم أولياءه المعرفين له ولدينه الصادق ، وإن من أول تعاليم الدين هو نصر أولياء دين الله وأئمة الحق وضرورة أخذ أحكام الدين وتعاليمه منهم والتعبد لله بذكرهم .
وهكذا يكون البحث في الأجزاء بعدها في الذكر ومعناه ثم تتوالى البحوث إن شاء الله ، حتى نتيقن بكل وجداننا وديننا وعقلنا وفطرتنا إن ذكر علي عليه السلام عبادة خالصة لله تعالى لا شرك فيها أبدأ ، بل ذكره عليه السلام في أي دين وهدى وصفة له وخصال الكرامة التي منَّ الله بها عليه هي من أول المعارف والذكر الحق الذي يدعوا للإخلاص لله وحده لا شريك ، ويصفيه من كل باطل وظلام لأولياء الشيطان وأئمة الفكر ، وأن الشرك والضلال في ذكر أعداءه وموالاتهم ودعوة الناس لدينهم ، فإذا أردت المزيد في معرفة الحق وأهله فعليك بصحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة بكل أجزاءها التي نعدها للطبع أو تجدها في موقع صحف الطيبين ، واسأل الله أن يوفقني لكي أؤدي البحث حقه ويقبل مني نصر دينه أنه ولي حميد .
كما لا يسعني إلا أن أشكر الأخ الفاضل المؤلف لبحث " الإِبـادة لحكم الوضـع على حديث ذِكْرُ عَليٍّ عليه السلام عبـادة " السـيّد حسن بن صادق الحسيني آل المجـدّد الشيرازي حفظه الله ورعاه ، والذي عرضنا عليه المحاورة قبل أن نعدها للطبع ووضعها على الانترنيت ، فراجعها مشكوراً وأقترح أن يوضع الأصل من متن بحث الإبادة الماثل بين يديك في المحاورة العاشرة ، لأن ترتيبه أفضل وبحوثه أتم وأكمل ، فجزاه الله خيراً وبارك جهوده ويراعه المبارك الذي كتب هذا الكتاب وغيره من الكتب والبحوث في بيان حسن أحاديث الولاية وصحتها ، ككتاب حُسْن الرِّفادة بتلخيص الإفادة بطرق حديث النظر إلى علي عبادة ، وحديث إتمام النعمة بتصحيح حديث عليٌّ باب دار الحكمة ، وغيرها الكثيرة والمنشورة في أعداد من مجلة تراثنا ومجلة الحديث .
كما وأشكر كل المؤمنين الذين ساعدوا على نشره وترويجه وبأي جهد بذلوه في سبيل إعلاء كلمة الحق وجزاهم الله خير الجزاء ، وأيد الله جهودهم المبذولة لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام بما يفرح كل طيب ، ويسر كل مؤمن يرى في كتب أهل مذهبه كل الواقع الذي يطابق هدى الله الصادق ، وبدليل محكم البيان وأسلوب جميل المنهل سهل المرقى يشفي غليل كل مسلم منصف يحب دين الله وحده لا شريك له ، ويبحث بجد واجتهاد عن مذهبٍ ناطق بما يرضي الله ورسوله ، ويوصله بصراط مستقيم لكل ما فيه الإيمان الخالص لله وحده لا شريك له ، ويصفيه من كل باطل ومكر وخداع لأولياء الشيطان من أئمة الكفر والضلال وأتباعهم .
فيعتنق مذهب النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، ويدين به لله تعالى مطمئن مسرور بهداه ، وبعد أن أيقن بأدلته المحكمة وبراهينه الصادقة والتي توصله لرضا الله سبحانه ، لأنه دينه الحق الذي أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وحافظ عليه بآل النبي الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، وعلى رغم المعاندين والمحاربين لهم في كل زمان ومكان ، وسواء كانوا مقاتلين لهم بالقلم واللسان أو بالحربة والسنان ، لأنهم كانوا عنهم ضالين وبهداهم الذي هو هدى الله غير مقتدين .
هذا ونسأل الله أن يتقبله منا وممن يقرأه ويؤمن به علماً وعملاً خالصاً لوجهه الكريم ، ويأجرنا بأحسن أجر حتى يجعلنا في الدنيا والآخرة مع مَن نتولاه وندين له بهداهم ، أئمتنا الأخيار المصطفين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، أنه ولي حميد وهو ارحم الراحمين ورحم الله من قال آمين .