الممهد 4
24-03-2009, 05:32 PM
قبل انتخابات مجالس المحافظات فتح رئيس الحكومة السيد نوري المالكي جميع الابواب المغلقة بوجه الصدريين.. وبدأ مع ممثليهم في مجلس النواب مفاوضات ماراثونية ، وقدم لهم الكثير من الوعود بأنصافهم واطلاق سجنائهم وايقاف التعقيبات ضد من لم يعتقل من عناصرهم ، ووعد بتسوية قضايا المحكومين بالاعدام منهم.. وكاد الامر ان يعد عدوة إلى حالة الانسجام والوفاق التي سبقت احداث البصرة ومدينتي الصدر والشعلة . ووعود المالكي تلك وضعت موضع التطبيق اذ امر بتشكيل لجنة تحقيقية يرأسها قيادي صدري ، مهمتها التحقيق في حالات المعتقلين وادعاءات التعذيب.
كان هذا كله قد جرى قبل انتخابات مجالس المحافظات . وحسب ما كان يتداول في الاوساط السياسية فأن السيد المالكي حث الصدريين على خوض الانتخابات وخيرهم بين الائتلاف في قائمته او خوض الانتخابات على انفراد.. لكن الصدريين رفضوا المقترح هذا بشقيه واصروا على دعم القوائم المستقلة من دون ان تكون ممثلا رسميا لهم.
وبهذا ربح حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي في اكثر من مجال ، فهو استطاع اقناعهم بأن لا يكونوا خصوما لقائمته ، أي لا يعملوا ضدها . فأمن جانبهم.. ثم انهم في نهاية الامر سيوجهون انصارهم بالتصويت لقوائم مستقلة ، وفي هذا ربحا غير منظور لقائمة (ائتلاف دولة القانون) اذ ان اصوات الصدريين ستدعم قوائم جديدة مما يشتتت الاصوات ويحرم منها المجلس الاعلى المنافس الصعب للدعوة الاسلامية منها . أي ان تلك الاصوات ستأكل من شاطئ المجلس الاعلى تحديدا. وفي حال خسارة مثل هذا الكم الكبير من الاصوات سيكون موقف المجلس الاعلى ضعيفا وهذا ما يطمح اليه حزب الدعوة وزعيمه.
اذا ، المالكي اصاب اكثر من عصفور بحجر واحدة ويبدو ان الصدريين كانت لهم حساباتهم ايضا وهي لا تقل مكرا عن حسابات حزب الدعوة ، فأضعاف الخصم السياسي القوي بفائدة على التيار والدعوة معا . المهم هو ان يخرج المجلس الاعلى اقل قوة مما عليه.
كان المراقبون السياسيون يتوقعون ، استنادا على ما ظهر عليه الصدريون والدعوة من تقارب ، ان يتحالف الطرفان بعد فرز الاصوات ويتألفان في كتلة سياسية لادارة المحافظات مشاركة.. لكن هذا التوقع ربما لا ينسجم وما تخطط له الدعوة ، فالدعوة تفضل تجميع القوى الفائزة الصغيرة على التحالف مع قوى كبرى كالصدريين او قائمة شهيد المحراب. فالقوى الصغيرة وان تعددت لكنها في حصيلة جمع الاصوات تشكل مع قائمة (ائتلاف دولة القانون) كتلة كبيرة يمكنها الانفراد بالمراكز الادارية والتشريعية المهمة من دون الحاجة إلى اصوات الصدريين او شهيد المحراب . وهذا هو المهم بالنسبة للدعوة التي تطمح إلى حرمان الكتلتين من أي موقع مؤثر في المحافظات قد يعطيها فرصة لتقديم خدمات للمواطنين وبالتالي يساعدها في حملتها الانتخابية النيابية المقبلة.
وعلى كل هذا ، يمكن القول بأن مرحلة التقارب بين الصدريين والدعوة قد انقضت ، واي منهما لا يرى مصلحة له في استمرارها بعد انتفاء الحاجة اليها. ويتوقع المراقبون ان لا يتم أي تعاون انتخابي بين الجانبين ، وسيذهب كل منهما للبحث عن حلفاء جدد ، بعيدا عن الائتلاف مع قائمة نيابية كبيرة.
عن موقع كتابات
نشر بتاريخ 20-03-2009
كان هذا كله قد جرى قبل انتخابات مجالس المحافظات . وحسب ما كان يتداول في الاوساط السياسية فأن السيد المالكي حث الصدريين على خوض الانتخابات وخيرهم بين الائتلاف في قائمته او خوض الانتخابات على انفراد.. لكن الصدريين رفضوا المقترح هذا بشقيه واصروا على دعم القوائم المستقلة من دون ان تكون ممثلا رسميا لهم.
وبهذا ربح حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه المالكي في اكثر من مجال ، فهو استطاع اقناعهم بأن لا يكونوا خصوما لقائمته ، أي لا يعملوا ضدها . فأمن جانبهم.. ثم انهم في نهاية الامر سيوجهون انصارهم بالتصويت لقوائم مستقلة ، وفي هذا ربحا غير منظور لقائمة (ائتلاف دولة القانون) اذ ان اصوات الصدريين ستدعم قوائم جديدة مما يشتتت الاصوات ويحرم منها المجلس الاعلى المنافس الصعب للدعوة الاسلامية منها . أي ان تلك الاصوات ستأكل من شاطئ المجلس الاعلى تحديدا. وفي حال خسارة مثل هذا الكم الكبير من الاصوات سيكون موقف المجلس الاعلى ضعيفا وهذا ما يطمح اليه حزب الدعوة وزعيمه.
اذا ، المالكي اصاب اكثر من عصفور بحجر واحدة ويبدو ان الصدريين كانت لهم حساباتهم ايضا وهي لا تقل مكرا عن حسابات حزب الدعوة ، فأضعاف الخصم السياسي القوي بفائدة على التيار والدعوة معا . المهم هو ان يخرج المجلس الاعلى اقل قوة مما عليه.
كان المراقبون السياسيون يتوقعون ، استنادا على ما ظهر عليه الصدريون والدعوة من تقارب ، ان يتحالف الطرفان بعد فرز الاصوات ويتألفان في كتلة سياسية لادارة المحافظات مشاركة.. لكن هذا التوقع ربما لا ينسجم وما تخطط له الدعوة ، فالدعوة تفضل تجميع القوى الفائزة الصغيرة على التحالف مع قوى كبرى كالصدريين او قائمة شهيد المحراب. فالقوى الصغيرة وان تعددت لكنها في حصيلة جمع الاصوات تشكل مع قائمة (ائتلاف دولة القانون) كتلة كبيرة يمكنها الانفراد بالمراكز الادارية والتشريعية المهمة من دون الحاجة إلى اصوات الصدريين او شهيد المحراب . وهذا هو المهم بالنسبة للدعوة التي تطمح إلى حرمان الكتلتين من أي موقع مؤثر في المحافظات قد يعطيها فرصة لتقديم خدمات للمواطنين وبالتالي يساعدها في حملتها الانتخابية النيابية المقبلة.
وعلى كل هذا ، يمكن القول بأن مرحلة التقارب بين الصدريين والدعوة قد انقضت ، واي منهما لا يرى مصلحة له في استمرارها بعد انتفاء الحاجة اليها. ويتوقع المراقبون ان لا يتم أي تعاون انتخابي بين الجانبين ، وسيذهب كل منهما للبحث عن حلفاء جدد ، بعيدا عن الائتلاف مع قائمة نيابية كبيرة.
عن موقع كتابات
نشر بتاريخ 20-03-2009