مشاهدة النسخة كاملة : رواية ( رجل غير حياتي )
نسايم
29-03-2009, 01:31 AM
((رجل غير حياتي ))
ـ هل تحبينه؟؟؟
ـ أحبه؟؟ كلمة الحب ضئيله تجاه ما أشعر به نحوه !
ابتسمت .
ـ هل سيوافق على عملك؟
ـ هذا ما جئت أخبرك به اليوم ..سألته فلم يوافق !
اعتلت نظرة الحزن عينيها ...أخفت دمعة كادت لوهله أن تسقط ..وقالت
ـ لايهم ..ما يهم أنك تتزوجين بمن تحبين !!
احتضنتها بقوة ..
ـ ليلى . أعدك بأني سأمر بك من فترة لفترة وأسأل عنك ..
ـ لاتنسي وعدك ..هذا كل ما أطلبه منك ..
ـ لن أنسى ..
حزنت ليلى ..كيف ستودع مربيتها ؟؟ من سيبقى لها؟؟
نظرت إلى شقيقها الصغير . ثامر ...لاتكبره بكثير .. خمس سنوات فقط بينها وبينه ..وقد احتفلت الاسبوع الماضي بيوم ميلاده الثامن ..
غادرت سمر ..المربية التي لازمتهما طوال الخمس سنوات الماضية . في انتقالهم المستمر ,التي كان يناديها ثامر بماما ..
ثامر ـ هل ستعود ماما؟؟
ليلى ـ لن تعود ..سنبقى أنا وأنت فقط ...
ثامر ـ وأبي ..
ليلى ـ وأبي ..
**
رمت بجسدها الضئيل على السرير ..
ـ رحلت سمر ..تقول أنها واقعة في الحب ولاتستطيع أن تبقى معنا ..
ـ ليلى .. غدا سنكبر .ونقع في الحب مثلها تماما ..
رمت فاطمة بجسدها قرب ليلى ..
ليلى ـ لن أدع رجلا يتحكم بحياتي .
فاطمة ـ ألا يتحكم والدك الآن بحياتك؟؟ أليس رجلا ؟
غضبت ليلى من صديقتها فاطمة .. والتي هي في الوقت ذاته ابنة جارتهم .. فرمتها بالوسادة وبدأت القتال بالوسائد بينهما ..
ليلى ـ لن .. أدع رجلا يتحكم بحياتي لست مجنونة ..
فاطمة ـ مازلت صغيرة أيتها الغبية ..لن يقترب منك أي رجل حتى وقت طويل ..
ليلى ـ ماذا تقصدين؟
فاطمة ـ مازلنا صغارا..لقد سمعت ابنة خالتي تقول أن الفتيات لايتزوجن حتى سن الواحد وعشرون سنة ..أي بعد ..ممم .14 15 16 17 18 19 20 21 ثمان سنوات ؟
ليلى ـ لابأس .. حتى ذلك الحين .. سأكون المسؤولة الأولى .. عن هذا المنزل .. عن ثامر .. عن أبي ..
فاطمة بإشمئزاز ـ ولماذا تريدين أن تكوني مسؤولة عن هذه الأشياء؟؟
ليلى ـ لكي ..أنهم ليسوا أشياء ..أنهم أبي وأخي . ومنزلنا !
فاطمة ـ سأذهب الآن ..أمي سترغمي مجددا على حفظ القصائد..كرهتها مكر مفر مقبل مدبر معا.. كجلمود صخر حطه السيل من عل .. عنترة خطيب عبلة . ..
فكرت ليلى ..ليت لي أم تفعل ماتفعله أمك ...
فاطمة ـ وداعا ..
قامت ليلى إلى كل دفاترها ورتبتها ووضعتها في حقيبتها ..فقد أنهت واجباتها مع فاطمة .. دخلت إلى غرفة ثامر .. ووجدتها في فوضى للمرة الرابعة على التوالي ..
أعادت ترتيبها .. وبحثت عن ثامر الذي كان يشاهد الرسوم المتحركة ..
ليلى ـ ألم أقل لك أن تحافظ على نظافة الغرفة ؟
ثامر ـ سمر لم تكن تدعني ألمس شيئا .. على عكسك .
ليلى ـ سمر رحلت ..بقيت أنا وأنت فقط ..
ثامر ـ وأبي ..
ليلى ـ أبي لايعود سوى آخر الليل .. ولانراه دائما . والخادمة .. تبقى طوال اليوم في المطبخ .. ولانريدها أن ترحل هي أيضا !
غضب ثامر ..
ـ أنا ولد والأولاد لايفعلون الأشياء التي تفعلها البنات ..
لم تكن ليلى قد سمعت ثامر يتكلم هكذا من قبل .. فغرت فاها وهي منصدمة ..
ـ أنت أيها الحشرة تتكلم هكذا ؟؟ غضب ثامر مرة أخرى ـ لست حشرة أيتها ..
كان يقف والدهما عند الباب عندما صمت ثامر ..
ليلى ــ أنا ماذا ؟؟ ها ؟
ثامر ــ لاشيء ..
استغربت ليلى صمت ثامر .. ورأت نظراته تتركز في اتجاه واحد .. إلتفت إليه . وكان والدها هناك عاقدا ذراعيه .. بزي الشرطة حيث قيد رتبات عالية ..
محمد ـ ليلى؟؟ ثامر ؟
شعرت ليلى بخجل شديد ..
ــ مساء الخير يا أبي .إنه مجرد شجار بسيط ..
محمد ــ عن ماذا؟
ثامر ـ أبي .تريدني أن أنظف غرفتي ...لست فتاة ..
ليلى ـ غير صحيح ..
ثامر ــ أنا لا أكذب ..
ليلى ـ لم أتهمك بالكذب طلبت منك فقط الحفاظ عليها مرتبة ..
ثامر ـ ومالفرق ؟
ليلى ـ الفرق شاسع ..أن تنظفها شي وأن تحافظ عليها كما هي شيء آخر ..
ابتسم محمد ..ابتسامة لم ترها ليلى منذ مدة طويلة .. ..
ـ ثامر ..عندما تطلب ليلى منك شيئا نفذ ما تطلبه فهي شقيقتك الكبرى ..
ثامر ـ حاضر ..
محمد ـ ماذا للعشاء؟؟
ليلى ـ أعدت سيرينا فطائر بالجبن ..
محمد ــ يبدو شهيا .. فلتحضر المائده ..
ليلى ـ عدت باكرا يا أبي ..
محمد ـ ألايحق لي بيوم أراكما فيه؟؟
ليلى ـ بلى ..
فرحت ليلى ..نادرا مايبقى والدها معهما للعشاء ..وحتى في أيام اجازته يأخذهما للسوق أو لبيت عمتها .. ويبقيان هناك حتى يضجران حيث أطفال عمتها صغار جدا ..
أمضوا أمسية رائعة .. تحدثت فيها ليلى عن المدرسة وثامر عن مباريات كرة القدم التي سيحضرها والتي سيلعب ضمنها ..
ثامر ـ سأصبح لاعب كرة قدم ..هذا شيء أكيد ..
ليلى ــ أضجرتنا بخططك المستقبلية .. لن تبقى طوال حياتك تجري خلف كرة ؟؟ أليس كذلك؟؟
ثامر ـ أجل ...ومالضير من ذلك ؟؟
ليلى ـ مضجر !! ممل ..
محمد ـ وأنتي يا ليلى ؟؟
ليلى ـ أود أن أكون أستاذه في الجامعة ..
محمد ـ جميل ..
ثامر ـ هل تودين أن تبقي طوال عمرك في الجامعة ؟ وتهزئين من لعبة كرة القدم ؟؟ هذا ممل أكثر ..
ضحك محمد .. ولم يعلق .. اتسم دائما بالشخصية الهادئة الغير ثرثارة .اكملوا عشاءهم بصخب وكانت ليلى تهزأ ثامر كثيرا ..وكان يهزأ بها أكثر .
عائلة بسيطة .. اختفت من سماءها أحد أركانها .. ولكنها أكملت طريقها ..
أصبحت ليلى مسؤولة عن المنزل .. فقد كبرت لم تعد صغيرة .دخلت عالم المراهقات ..
*******************
يتبع ....
نسايم
29-03-2009, 01:33 AM
المدرسة ..هي العالم المثالي لليلى .. المكان الذي تشعر به بالإنتماء إلى بنات جنسها ..جلست إلى مقعدها بعد التحيات الصباحية ..
فاطمة ـ كما قلت لك .. أرغمتني أمي على حفظ القصيدة كلها ..رغم أن المدرسة لم تطلب مني سوى خمسة أشطر ..
ليلى ـ ارتحت ..فلن تعودي لحفظها كاملة لاحقا .
فاطمة ـ أمي تريدني أصبح طبيبة ..لكن مستحيل ..لن أصبح طبيبة ..
ليلى ــ لماذا ؟؟
فاطمة ـ لست آينشتاين .. ليس هناك في عقلي مساحة كبيرة .. انها محدوده .
ليلى ـ آينشتاين؟
فاطمة ـ عالم ألماني كانت زوجته تحل له مساءل الرياضيات ..وقرأت أنها هي من اخترعت نظرية النسبية ..
ليلى ـ أعرف آينشتاين من .. وقرأت تلك الإشاعات عن زوجته ...
ريم ـ عم تتكلمان ؟؟
ليلى ـ آينشتاين
فاطمة ـ عن أمي ..
ريم ـ هل أمك هي آينشتاين ؟؟
فاطمة ـ ذلك موضوع آخر . أسعى إلى حله قريبا ..
ريم ــ آه فهمت .. كلاكما تتحدث في موضوع مختلف .. لكن لماذا تواجهان بعض؟؟ تتكلمان مع بعض؟؟
ابتسمت ليلى ــ كفي عن هذا .. تبدين حمقاء ..
ضحكت ريم وهي كعادتها .. تحب المزاح ..
ريم ـ خمنوا ماذا ..
فاطمة ـ ماذا ؟
ريم ـ غدا هو لجتماع لوالدات الطالبات ..
فاطمة ــ اوههه لا ... لا ..
ريم ـ ماذا بك ؟؟
فاطمة ـ حدثت بيني وبين مدرسة الرياضيات مشادة كلامية حول الواجب .. ستقول لأمي ..
ريم ـ أنت أفضل مني .. ستأتي والدتي للسؤال عني لدى كل المدرسات .. آآه ..أنا متأكده بأني سأعاقب .لا محالة .
فاطمة ـ افعلي ما فعلته مريم العام الماضي .. جعلت شقيقتها الصغيرة تأخذ والدتها لصف آخر به فتاة اسمها مريم مجتهده .. وقد مدحتها كل المدرسات .
ريم ــ لكنها في نهاية العام عوقبت بشده لانها رسبت بجميع المواد ..
لم تنتبها الفتاتين لليلى التي صمتت ..
دخلت المدرسة للحصة .. وبدأت بشرح الدرس الجديد ..
**************
كانت قد لفت جسدها جيدا بالغطاء ..
محمد ــ لن تذهبي اذا؟
ليلى ـ لا أستطيع .. أنا أشعر بصداع ..
ترك محمد ليلى التي لم تتحرك من سريرها .. وغادر المنزل .. بكت ليلى .. تكره هذا اليوم ..21 مارس.. فيه يحصل تكريم للأم .. واجتماع سنوي لوالدات الطالبات ..
في الساعة العاشرة نهضت من السرير .. وأصبحت تتجول في المنزل ..سيرينا كالعاده تخرج لتلقى خادمات الجيران.. يجتمعن ويتكلمن .. كانت سمر تحضر هذه الإجتماعات مع ثامر .. تجول في المنزل وبيدها كأس حليب.. حاوت تقليب قنوات التلفاز .. لم تجد شيئا ..
رن جرس الباب .. أكيد هذه سيرينا لم تأخذ معها المفتاح ..
فتحت الباب ..
ـ أيتها الجميلة .. أين والدك؟
ارتعشت ليلى ..فضيقت فتحة الباب قليلا ..
ــ ليس هنا ..
ــ وأمك ..
ـ ليست هنا .
ـ ألا يوجد أي أحد في المنزل ؟؟
ليلى ـ ماذا تريد ؟؟
خافت ليلى كثيرا ..فهي لوحدها في المنزل .. وهذا الشخص يبتسم لها بطريقة لم تعجبها .. حاولت اقفال الباب ..
لكن ...
خلال ثواني دفع الباب راميا بجسدها الضئيل إلى الحائط .. فتح الباب لم تتمالك ليلى نفسها فصرخت لكنه لطمها على وجهها بقسوة .. فصرخت بقوة حاول تكميمها .. وكتم صوتها . شعرت بخوف شديد ورغبة إلى الصراخ أكثر.. حاول كبح حركة يديها لكنها لم تتعب .. رغم أنه آلمها كثيرا , اندفعت الدموع إلى عينيها بدأ بالتمكن من كبح حركتها وكادت أن تهدأ لدقيقة لكنها انتبهت إلى وجهه اللئيم فزادها ذلك سخطا وغضبا وصراخا.. دافعت بضراوة وحاولت أن تفلت من بينم يديه وأشبعته خدوشا ولكما . بقبضتها الضئيلة وأسنانها وأظافرها..آلمته .. وتأكدت هي من هذا الشيء فقد تأوه بقوة . جراء عضتها له الشديده في ذراعه ... غضب منها رماها بقوة على الأرض ..واصطدم رأسها بشيء قوي . ففقدت الوعي ...
****************
فتحت عينيها بصعوبة . لم تستطع التنفس للوهلة الأولى .. شعرت بأنها تكاد أن تموت فصرخت وتأوهت من فظاعت الألم الحاد الذي مر كالسيف خلال رأسها .. ماكانت تراه لم يكن سوى اللون لأبيض.. وعندما دققت النظر وركزته .. كان رداء الممرضة التي تقف عند رأسها ,,
ــ أبي ..
أمسكت الممرضة بيدها وابتسمت لها ..
ـ لقد أفقت أخيرا؟؟ صباح الخير ..
سعلت ليلى بقوة .. وشعرت بألم فظيع .. وصرخت من الألم ..وبدأت بالبكاء ..
ركضت الممرضة إلى اطبيب الذي أسرع بحقنها ببعض المسكنات ..
ليلى ــ أين أبي ؟
الممرضة ـ سيحضر حالا .
بعد ساعة كان واقف إلى جوارها ..أمسكت بيده ..
ــ أبي لقد ضربني بالأمس ,,
محمد ـ ششششش... لاتتحدثي .. لقد وقعتي على زاوية السلم ... منذ أسبوعين تقريبا ..
ليلى ــ أسبوعان؟
محمد ـ أجل . أسبوعان ..لم نصدق أنك أفقت ..
ليلى ـ وذلك الشخص ؟
محمد ـ لا تقلقي أنه في السجن ..
ليلى ـ لا أذكر ماذا حدث ..
محمد ـ عندما وقعت كانت جارتنا ام فاطمة قد سمعت الصراخ فركضت مهرولة للمنزل .. وكذلك سيرينا ... فأنقذاك في اللحظة المناسبة ..
ليلى ـ أشعر بصداع .. رأسي يؤلمني ..
محمد ــ سيزول .. خلال لحظات .. لاتخافي .. انتهى الأسوأ .. وبقي القليل ..
كانت أيام سيئة بالنسبة لليلى التي لازمها صداعها شديد .. وكان محمد يتكلم عن كل شيء.. على غير عادته فقط لينسيها ما جرى لها .
لم تر ثامر خلال الأسبوع الأول من افاقتها .. وذلك لانه منع زيارة الأطفال لها .
كانت الضمادات تلتف بكثرة حول رأسها ..وبالكاد تحرك أي جزء من جسدها ..كانت ترى حزنا كبير في عيني والدها..تشعر به عندما يصمت قليلا ليتذكر شيئا يقوله .. والدها تعرفه أكثر من نفسها .. ليس من محبي الكلام الكثير ..في تلك اللحظات عندما يصمت قليلا .. تكاد تبكي .. ترى حزنا عميقا في عينيه حركة يديه .. حركات وجهه بحثا عن قصة ليرويها لها أو نكته طريفة ليقولها لها ..فقط لينسيها ما هي فيه ..
ـ لم تغيبت ذلك اليوم عن المدرسة ؟؟
سألها جادا .. وقد اضطرب نفسه ..
ليلى ـ كان يوم الأم .. وجميع الطالبات دعون والداتهن ..فلم أشأ الذهاب ..
لم يعلق محمد ..
ليلى ـ ليتني مت ..
محمد ـ كفى .. خسرت أروع أمرأتين في حياتي .. ولا أريد خسارتك أيضا ..
خرج غاضبا .. أغمضت عينيها .. تود العودة للمنزل .. والمدرسة .. لأول مرة اشتاقت لطعام سيرينا.. فبعد طعام المستشفى الخالي من أي نكهه وأي طعم .فأي طعام غيره هو لذيذ..حتى ولو كان طبخ سيرينا ..
لكن الطبيب أوضح لوالدها أنها لن تخرج حتى أسبوعين ..
**********************
يتبع ...
خاتم عقيق&
21-04-2009, 08:27 AM
نسايم حبيبتي
كملي باقي القصة
لاتتاخري
يعطيج العافية
نسايم
10-05-2009, 01:21 AM
فاطمة ـ هل فقدت الذاكرة؟؟
ليلى ـ لا ,..
فاطمة ـ هل تستطعين تحريك قدمك ؟؟ أم سيضعونك في كرسي متحرك ؟
ليلى ـ أستطيع تحريكها ..لكني سأشعر بألم ..
فاطمة ـ هل أصبحت ترين أشياء في المستقبل؟؟؟
ليلى ــ لا .. فاطمة .. لم يحصل لي شيء غريب ..سأبقى في المستشفى للأسبوعين القادمين ..
فاطمة ـ رائع ...لن تحضري الحصص ؟
ليلى ـ لن أفعل ..لكنه ممل ..سأبقى في سريري طوال اليوم لا أحرك سوى لساني ..
فاطمة ـ ستفوتين حفلة عيد ميلادي ..
ليلى ـ أعتقد هذا ..
فاطمة ـ خذي ..
ليلى ـ ماهذه ؟؟
فاطمة ـ كتب ..قصص .. وكتب علمية .. وفلسفة ..
ليلى ـ أنا لا أقرأ هذه الكتب ..
فاطمة ـ لم أشأ احضار المجلات .. لكن خذي . ما استطعت جمعه من الفتيات .. ..لكن يجب أن تستفيدي من وقتك .. واقرأي ما يفيد ..
فاطمة ذكية جدا ..تقرأ كتبا لايقرأها سوى الكبار .. رغم سنواتها الثلاثة عشر .. لكنها تحمل بين كتفيها دماغا عبقري ..
تحسنت بمرور الوقت حالة ليلى .. مر الأسبوعان بكاملهما .. ولولا المجلات والكتب التي حاولت ليلى قراءتها . لماتت من الضجر ..
عادت للمنزل .. وأخيرا عادت لسريرها .. لغرفتها .. ولم يتحدثوا أبدا عن تلك الحادثة ..
*************
ـ كل عام وأنت بخير ...
ليلى ـ شكرا .. يا ثامر .. لم أتوقع أنك ستهديني هذه الهدية الجميلة ..
كانت علبة موسيقية رائعة .
ثامر ـ كنت في هذا المعرض الصيني .. وتذكرت أن عيد ميلادك قريب .
ليلى ـ انها رائعة .. رائعة .
أهداها والدها مجموعة من العطور الرائعة .. ابتسمت بفرح شديد.. كانت رائعة الجمال ..
ليلى ـ رائعة ..
كان الزمن قد تمكن من والدها .. واخترقت شعيرات بيض شعره الأسود الفاحم .
أطفأت الشمعات الثمانية عشرة .. كبرت ليلى طالت عدة سنتيمترات .. أصبحت أكثر جمالا من ذي قبل .. رغم ملامحها البسيطة .. الخالية من أي فتنة..
ثامر ـ أين ملابسي ؟؟
ليلى ـ لقد رتبتها في الدرج .
محمد ـ أين ملابسي أنا ؟؟
ليلى ـ أرسلتها للمصبغة ..
قامت ليلى بتنظيف الأطباق ومخلفات الكيك ..
ثامر ـ اتركيها لليلة .. واذهبي للنوم ..
ليلى ـ أنظفها الآن أسهل من الغد ..
بعد انتهاءها دخلت لغرفتها .. وأمسكت بجدولها الجامعي الجديد .. غدا ستبدأ أول يوم جامعي لها ..
خلال السنوات الخمس الماضية .. تغيرت حياة ليلى ..أصبحت المسؤولة الأولى عن والدها وثامر.. لم يتحدث أحد عن تلك الحادثة .. لكن لم يمر عيد الأم في كل سنة دون أن تنهار عصبيا وتدخل المستشفى لثلاثة أيام .. رفعت السماعة لتطلب فاطمة ..
فاطمة ـ ليلى .. أخيرا .
ليلى ـ لم أتلقى هديتي بعد ..
فاطمة ـ عيد ميلاد سعيد .. أرسلتها بالبريد ... ستصلك خلال أيام ..
ليلى ـ كيف هي القاهرة؟
فاطمة ـ الجو حار .. لكنه محتمل ..
ليلى ـ لم ترفقي معلومة مجانا كعادتك .
فاطمة ـ سأكتفي بما قلته لك خلال الأعوام الصارمة ..
ليلى ـ اجتهدي .. خلال سبع سنوات يجب أن تسبقك سمعتك إلى هنا ..
فاطمة ـ سأتصل بك ليلة الخميس ..
ليلى ــ ممتاز .. لكي أخبرك عن أسبوعي الأول ..
فاطمة ـ رائع .. وداعا اذا ..
ليلى ـ إلى يوم الخميس ..
سافرت فاطمة .. عكس جميع ما كانت تريد فقد سافرت لتصبح طبيبة .. فاطمة ذكية .. محبة للقراءة . لكنها لا تريد تخيب أمل والدتها فيها .
رن الهاتف ..رفعت السماعة ..
ـ عيد ميلاد سعيد ..
ليلى ـ سمر .. انتظرت اتصالك طوال الصباح .. ككل عيد ميلاد مر علي ..
سمر ـ كنت مشغولة مع سارة ..
ليلى ـ سارة ؟؟
سمر ـ أجل .. طفلتي الصغيرة ..
ليلى ــ حقا؟؟ أنجبت طفلة ؟ اووه ... هذا رائع ..
**********************************
ـ أنا مها ..
ليلى ـ مرحبا مها .. تقريبا لدينا ذات المحاضرات .. الخاصة بالهندسة ..
مها ـ لاحظت ذلك .. طوال الأسبوع الماضي وأنا وأنتي في ذات المجموعة ..
ليلى ـ ما أحب المحاضرات لديك؟
مها ـ كلها بالنسبة لأول أسبوع ..
ليلى ـ مازلنا تأسيسي .. لم نبدأ بعد بالصعب .
مها ـ أرى جدولك ..
أخرجت ليلى أجندة صغيرة من حقيبتها .. فوقع أحمر شفاة منها وتدحرج على الأرض ..
ليلى ـ خذي ..
مها ـ تقريبا ذات المحاضرات .. سوى واحده ..
ليلى ـ أجل ..
مر مجموعة من الأساتذه بقربهم ..
مها ـ لديهم اجتماع على ما يبدو .
بعد خمس دقائق كانت ليلى تتكلم فيها عن المحاضرات مع مها ..
مر أستاذ يعجل من خطواته .. و.. سقط أمام ليلى ومها بطريقة محرجة .. مؤلمة !!
مها ـ أنت بخير ؟
ـ أجل . لابأس .. أذيت ركبتي قليلا ..
وقف وهو يستند إلى الحائط ويرى ما سبب سقوطه .
ـ الفتيات الغبيات .. ألا يفكرن بأن هذه الأشياء قد تتسبب بإصابة أحدهم ؟؟
كان يشير إلى أصبع أحمر الشفاه الدائري الذي سحق ..
لم تعلق ليلى.. وكانت تنظر إلى الأمر بتعالي .. ولم تهتم لشيء . انتبهت لنظرات الأستاذ كأنه استنكر وقوفها هناك وعدم سؤالها عن حاله أو حتى عرض المساعدة ..
أكمل طريقه .. وهو يعرج قليلا ..
ليلى ـ ياللغرور ..والوحشية ..
مها ـ ماذا؟
ليلى ـ انظر ماذا فعل بأحمر الشفاه خاصتي . لقد سحقه !!
مها ـ أهو لك؟
ليلى ـ أجل .. أرسلته لي صديقتي كهدية عيد ميلاد مع مجموعة رائعة من أدوات المكياج ..
كانت هدية فاطمة مجموعة من المكياج من أرقى البيوت العالمية للأزياء ويبدو أنه كلفها ثروة ..
نظرت إليها مها وضحكت ..
ـ كدت تكسرين قدمه !! إن لم يكن عنقه؟
ليلى ـ رائع .. لم يحدث له شيء ..
مها ـ هيا بنا لتناول شيئا قبل أن أفقد عقلي ..
ابتسمت ليلى ... يبدو أن ليلى مناقض لشخصيتها . وما أجمل الأضداد عندما تجتمع .
مالذي حدث لليلى ؟؟ أكرهت الرجال؟؟ لا .. لم تكره أحدا .. لكنها نظرت إلى الحياة بطريقة أخرى .. أصبحت لامبالية بنفسها .. ومهتمة بكل من حولها .. عندما تخرج للسوق تشتري لثامر ووالدها ..حتى سيرينا تشتري لها شيئا .. وتجلب بعض لأشياء الأساسية لها .. لم ترفهه نفسها يوما ..الفتاة الضئيلة ما زالت كما هي .. الشحوب أصبح ما يميزها ..
ذات مرة على المائدة كانت قد أعدت لازانيا لذيذة لكنها لم تذق منها شيئا واكتفت بكوب ماء . صرخ بها والدها ..وغضب منها بشدة وأراد ارغامها على تناول شيء لكنها رفضت بعناد ودخلت لغرفتها .. ولم تخرج منها لمدة يومين ..
***********
نسايم
10-05-2009, 01:24 AM
مرت الأيام سريعة .. وتفوقت ليلى في جميع امتحانات الكورس الأول بامتياز..
ثامر ـ كفي عن الإهتمام بنا .. اذهبي ..
ليلى ـ أذهب ؟؟ لا أستطيع .. من سيعد لكما العشاء ؟؟ من من سيبقى معكما حتى المساء ؟؟
محمد ـ ليلى .. اذهبي يا ابنتي ..انها صديقتك.. سنوصلك ثم نذهب لأحد المقاهي .
عادت فاطمة بعد غياب أربعة أشهر .. لم تتكلم فيها مع ليلى سوى أربع مرات فقط .
رفعت شعرها إلى الأعلى .. وارتدت عبائتها .. وحجابها .. وخرجت لبيت فاطمة .... لم تعد فاطمة جارتها .. فبعد ذلك الحادث المشؤوم انتقل محمد إلى منزل بعيد .. حتى لاتسترجع ليلى أي ذكريات .. لكنه لم يغير المدرسة ..
طوال الطريق غرقت في صمت عميق .. وكان محمد يتكلم مع ثامر عن مباراة سيلعبها قريبا ..
محمد ـ وصلنا ..
نزلت ليلى بسرعة وشكرت والدها الذي انطلق مسرعا .لم تستطع منع نفسها من النظر إلى منزلهم القديم.. وقفت لمدة ثانية أمامه ..ثم دخلت إلى منزل فاطمة حيث تركت لها فاطمة الباب مفتوحا ..
وأخيرا انفردت بها في غرفتها ..
فاطمة ـ رائع أنك أتيتي اليوم .. لأنك لو لم تأتي .. لجننت ..
شعرت ليلى بحماسة فاطمة الغير طبيعية ..
ليلى ـ ماذا بك ؟؟
ابتسمت فاطمة ..
ليلى ـ أتعشقين؟؟
ضحكت فاطمة ـ كيف عرفتي ؟
ليلى بدهشة ـ فعلا؟؟ من ؟ وكيف ؟
فاطمة ـ إنه معنا .. في نفس الكلية التي أنا بها .. يسبقني بسنتان .
ليلى ـ كيف تعرفتي عليه ؟
فاطمة ـ في المكتبة .. في الأسبوع الرابع من دخولي للكلية ..أنه من هنا ..
ليلى ـ ماذا حدث بينكم ؟
فاطمة ـ أمسكت بذات الكتاب الذي أمسك به .. وعندما رآني قال لي أنت الفتاة الخليجية من البعثة الجديدة ؟؟ حركت رأسي بنعم ابتسم.. وقال لي أنه طلال ..وأنه يسبقني بسنتين وان أحتجت أية مساعدة.. وهكذا.. سؤال يجر سؤال . و خمني ماذا ..
ليلى ـ ماذا ؟؟
فاطمة ـ يحب برناد شو وشعر امرؤ القيس ويملك ديوان للمتنبي و نزار قباني .. ويقتبس كلامه من نيتشه وأرسطو ..
ليلى ـ لدي سؤال بسيط .. إذا اهتماماتكم انحصرت بالشعر والفلسفة ماذا تفعلون في كلية الطب ؟؟
فاطمة ـ انه مثلي .. لايريد الطب .. لكن الظروف أقحمته فيها .. آآه .. طلال .. اشتقت إليه ..
ليلى ـ للتو وصلتي ..
فاطمة ـ نحن لانتقابل كثيرا . فلذلك نرسل لبعضنا الرسائل .. آآخ .. أحتفظ بكل رسائله ..
ليلى ـ أين هي ؟
فاطمة ـ ماذا؟
ليلى ـ الرسائل..
فاطمة ـ انها على كمبيوتري المحمول .. لا أقصد الرسائل البريدية .. أقصد الإلكترونية .. أسرع .. ويومية بعض الأحيان تكون ساعية ..
ليلى ـ عن ماذا تتكلمان؟؟ الحب ؟
فاطمة ـ لا .. انها مثل الصداقة .. عن الواجبات الحوادث الطريفة التي نمر بها .. شيء قرأناه وأعجبنا .. أغنية أو قصيده .. لكن كل رسالة تصل .. تجعلني أشعر بسعادة رائعة ..
ليلى ـ قد لا يحبك ؟؟ ويعتبرك صديقة إلكترونية ..
فاطمة ـ هذا إن كنا لم نر بعضنا تكون صداقة الكترونية .. .. لكننا نتقابل بين فترة وأخرى .. ونتكلم عن أسبوعنا .. وعن الأشياء التي ضايقتنا ..
ليلى ـ يبدو منطقيا ..ما اسمه مجددا ؟؟
فاطمة ـ طلال ..
ليلى ـ قد يكون التوأم الروحي لك .. الشريك المثالي .
أخفضت فاطمة عينيها بحزن ..
ـ أنه ..مرتبط .
كأن أحدا قد قرصها فجأة .. وقفت بسرعة ـ ماذا؟
فاطمة ـ ابنة عمه ..
ليلى ـ ماذا يجعلك متمسكة به ؟؟ مالذي يجعلك تحلمين بحبه؟؟ لم لم تخرجيه من رأسك ؟
فاطمة ـ ببساطة عندما يأتي الحب .. لانستطيع اقفال الباب في وجهه !!
ليلى ـ ماذا؟
فاطمة ـ ليلى هدئي من روعك . طلال .. هو الشخص الوحيد الذي شعرت بأنه يفهمني كما أنا.. نفس اهتماماتي وأفكاري .. عندما نجلس معا .. ننسى الوقت في الحديث فقط .. وليس الحديث عن الماضي والأحلام.. عن أتفهه الأشياء ,, حتى عن الأشخاص الذين يمرون أمامنا .. هناك دائما شيء نتكلم عنه . وهذا ما أحبه فيه ..تمضي ساعات .. ونشعر بأن الوقت لايكفينا .. نريد أن نتحدث أكثر .. هناك الكثير للتكلم عنه ..
ليلى ـ فاطمة .. هل تفهمين ما ورطت نفسك به؟؟
فاطمة ـ أفهم .. لكني لن أحظى بفرصة أخرى .. سأتمسك به حتى آخر لحظة .. كصديقة .. لن أبوح له بمشاعري قط .. لكنه سيبقى الأثير .. نصفي الذي لن أحظى به كزوج أبدا .
ليلى ـ لم تعذبين نفسك؟
فاطمة ـ لا أعذب نفسي .. سأحتاجه في غربتي هناك .. في الدراسة .. أحتاجة كصديق أكثر من حبيب.. أمامي خمس سنوات معه .. سينهي دراسته قبلي .. وفي السنوات التي ستتبقى لي.. سأحاول نسيانه .. لن يكون سهلا .. ولكن الأيام ستمر سريعة دون سؤال .. أو تمهل .
ليلى ـ فاطمة .. أنت آخر من توقعتها ستقع في الحب ..
فاطمة ـ فعلا .. وأنا كذلك .. لأني لم أتخيل يوما أني سأقابل من يكملني .. لكني قابلته .. وأنتي ؟
ليلى ـ أنا؟ لا أفكر في الحب ولا أفكر في الزواج .. سأمضي حياتي في العيش بعيدا عن المشاكل .
فاطمة ـ وكلية الهندسة معك؟؟
ليلى ـ لابأس .. تعرفت على فتاة جديدة أصبحت زميلة رائعة لي .. اسمها مها . توجد فتيات أخريات .. لكني أحاول أن أكون رسمية معهن ... فهن حيويات زيادة عن اللزوم . وأنتي تعرفينني أصاب بالصداع بسرعة ..
فاطمة ـ صديقة واحدة خلال أربعة أشهر؟؟ رائع .. تقدم ممتاز منك ..توقعتك تنتظرين سنة .. قبل أن تتعرفي إلى فتاة جديدة ..
ليلى ـ أفكر بأني لست موجودة على هذه الكرة الأرضية .. فلا شيء فيها يستميلني ..
فاطمة ـ ألم تسمعي ما قاله ديكارت؟؟ ((أنا أفكر ..إذن أنا موجود .. ((
ليلى ـ فاطمة .. حياتي فارغة ..
فاطمة ـ سهل جدا .. اهتمي بنفسك كأي فتاة .. بشعرك بالموضة بالمكياج والملابس والحفلات والصداقات والنزهات..وتتمتلئ حياتك في أقل من أسبوع إنظري إلى وجهك في المرآه؟؟ أين عدة الميكياج التي أرسلتها لك؟
ليلى ـ في المنزل ..
فاطمة ـ لم لاتحملينها معك في حقيبتك؟؟
ليلى ـ لقد حملت معي إصبع أحمر شفاة إلى الجامعة .. فسقط مني . تعثر به أحد الأساتذه أمامي وسقط ..
فاطمة ـ وماذا حدث له ؟؟
ليلى ـ تكسر كليا استحال إلى حطام ..
وضعت فاطمة يدها على فمها بدهشة
فاطمة ـ اووه .. يا إلهي .. هل تشعرين بالذنب ؟
ليلى ـ أجل .. لقد .. أحببته !
فاطمة ـ اووه .. هل أحببته ؟؟ يا إلهي .. كيف ومتى ؟
ليلى ـ منذ أول مرة ..لحظة .. لم وجهك بهذا الشحوب وهذه الدهشة؟ لاتغضبي مني ..
فاطمة ـ لا أغضب منك.. كيف أحببته؟؟ قلي لي قصتكما .
ليلى ـ عم ماذا تتكلمين؟
فاطمة ـ عن الأستاذ الجامعي .. الذي أحببته ..
ليلى ـ ـ أنا لا أتكلم عنه ..أنا أتكلم عن أصبع أحمر الشفاه !! فقد تعثر به وحطمه كليا ..
ضحكت ليلى للخيبة التي ارتسمت على ملامح فاطمة .
فاطمة ـ ليلى .. لقد أخفتني .. ماذا حدث للأستاذ؟
ليلى ـ ومن يأبه؟؟ أعتقد تأذت ركبته أو شيء كهذا .. لم أره منذ ذلك الحين ..
فاطمة ـ يا إلهي .. لقد خفت كثيرا . يالبرود أعصابك ... كيف هو ثامر؟
ليلى ـ أنه من اللاعبين الأساسين في الفريق . لايستغنون عنه أبدا ..
فاطمة ـ ووالدك؟
ليلى ـ في عمله .. كعادته .. يأتي متأخرا معظم أيام الأسبوع ..لكنه يحاول أن يعوض وجوده ,,
*********************
تكره هذه الزيارات .. تحب عمتها .. لكنها تكره وجودها لوحدها طوال الوقت .. فعمتها تنفرد بوالدها وتتكلم معه عن أشياء كثيرة خاصة بالكبار فقط!
العنود ـ تعالي معي لغرفتي ..
كانت العنود في االسادسة من عمرها .. ابتسمت ليلى وذهبت معها أشفقت عليها ليلى .. وحاولت التكلم معها ببساطة ..كانت ذكية .. كجميع فتيات هذا الجيل ..تتكلم كثيرا عن مافعلته في المدرسة .. وعن ماذا تقول لها المدرسات ..
أرتها الكثير من رسوماتها وألعابها ..
العنود ـ أبي يقول أنك وزياد ستتزوجان !
ليلى ـ ماذا؟
العنود ـ أجل .. زياد ابن عمتي ..
ليلى ـ زياد ابن خالتي ؟
العنود ـ أجل .. تقول أمي أنه سيتزوجك رسميا السنة القادمة ..
أهذه هي مواضيع الكبار؟؟ فكرت ليلى .. ألهذا كانت عمتا تتكلم مع والدها بعيدا عنها . لا .. زياد ؟؟ لا .. ليس هذا.. عادت لذاكرتها ضحكاته الاستفزازية عندما خرجت من المستشفى .عندما كان يسخر منها ومن ذلك الجرح الذي في رأسها ..
لم تجد نفسها سوى قد فتحت الباب الذي أغلق بيننها وبين والدها وعمتها ..
محمد ـ ليلى .. ماذا تتفعلين ؟
عمتها نوره ـ ألم تتعلمي الإستئذان وطرق الباب في المدرسة ؟؟
ليلى ـ لن أتزوج زياد !!!!
محمد ـ ها؟؟
نوره ـ .....................
ليلى ـ لن أتزوجه أبي ..
نوره ـ كفى يا ليلى .. هذا الأمر قد فرغنا منه ..
ليلى ـ سأقتل نفسي إن زوجتوني بذلك المنحرف!
نورة ـ احترمي ألفاظك ..
ليلى ـ لا أهتم.. لا أهتم.. انسوا موضوع زواجي بزياد .. وإن أرغمتموني سأرمي بنفسى من على السلالم أو أقطع شرياني لأنزف حتى الموت ..
خرجت من المنزل ووقفت في الشارع .. ركض محمد إليها ..
ــ اركبي السيارة .
وبعد أن ركبت وتحركا إلى منطقة بعيده ..
محمد ـ ماذا به زياد؟
ليلى ـ لا أريده
محمد ـ لماذا ؟؟
ليلى ـ أكرهه!
محمد ـ ماذا ؟؟ لماذا ؟؟
لم تعلق ليلى .. تنفس محمد بهدوء ـ ليلى .. أنه أول من خطبك مني .. ليلى .ابنتي ..
ليلى ـ أبي .. أتزوج بحارس عمارة ولا أتزوج هذا الشخص !!
ارتاح محمد أن ليلى لم تكن ضد فكرة الزواج .. بل ضد الشخص بحد ذاته ..
محمد ـ كما تشائين ..
عادت للمنزل وانطوت في غرفتها .. لا تشعر لماذا شعرت بالحر هكذا ؟؟ لم ؟ انتهى كل شيء . وافق والدها على رفض زياد .. وهذا هو أهم شيء ..
********
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024