المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التاريخ يعيد نفسه


الودق
29-03-2009, 06:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهّــم صَــلِ عَلــى مُحَمَّــدٍ وآل مُحَمّــد
وعَجِّل فَرجَهُم وأهْلِک أعْدَائَهم

أبدأ مقالي بسؤالٍ، وهو: كيف كان حال أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم بعد رحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله إلى الرفيق الأعلى..؟؟ فمن أراد الإختصار لمعرفة الجواب، فلينظر موقع أهل البيت صلوات الله عليهم في الأمة في وقتنا الراهن، هل لهم ذكرٌ..؟؟ أم هل لهم من موضع قدمٍ على أساس الواقع الإسلامي..؟؟ ومن خلال الإجابة، نسأل هل من يدعو لهم يُلاقى بالترحاب والتكريم والتبجيل..؟؟ وهل لمواليهم من حقوق..؟؟

بدأت أنياب المنافقين والذين في قلوبهم مرض بتمزيق الجسد الإسلام وكانت تلك الصرخة الفاجرة "إن الرسول ليهجر"1 هي الجرأة والعنوان المقبل للإنقلاب الذي صرَّح به القرآن الكريم فقال وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ.. الآية 144 من سورة آل عمران.

ولا أريد إستعراض التاريخ الإسلامي في هذه العجالة لكشف ظلامة أهل البيت صلوات الله عليهم في الأمة على الرغم من وصاية القرآن الكريم بهم فقال: قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى.. الآية 23 من سورة الشورى، حتى أن أخر حياته كان يقول صلى الله عليه وآله: أذكركم الله في أهل بيتي2، يكررها ثلاثاً، فأكتفي بقول قطبٍ من أقطاب المخالفين لأهل البيت صلوات الله عليهم وهو محمد بن أحمد القرطبي (ت671هـ) صاحب التفسير حيث يقول كما قال عبدالرؤوف المناوي في فيض القدير ج: 3 ص: 14: قال القرطبي:
وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها هذا مع ما علم من خصوصيتهم بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبأنهم جزء منه فإنهم أصوله التي نشأ عنها وفروعه التي نشأوا عنه كما قال فاطمة بضعة مني ومع ذلك فقابل بنو أمية عظيم هذه الحقوق بالمخالفة والعقوق فسفكوا من أهل البيت دماءهم وسبوا نساءهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا شرفهم وفضلهم واستباحوا سبهم ولعنهم صلى الله عليه وآله وسلم وقابلوه بنقيض مقصوده وأمنيته فواخجلهم إذا وقفوا بين يديه ويا فضيحتهم يوم يعرضون عليه....!!

جاء في الكافي الشريف ج : 1 ص : 445: ح19- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام قَالَ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله بَاتَ آلُ مُحَمَّدٍ عليهم السلام بِأَطْوَلِ لَيْلَةٍ حَتَّى ظَنُّوا أَنْ لَا سَمَاءَ تُظِلُّهُمْ وَ لَا أَرْضَ تُقِلُّهُمْ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَتَرَ الْأَقْرَبِينَ وَ الْأَبْعَدِينَ فِي اللَّهِ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَتَرَ الْأَقْرَبِينَ وَ الْأَبْعَدِينَ فِي اللَّهِ..!!

أقول : الأمر لم يتوقف عند بني أمية، كان القوم قبل وبعد بني أمية وإلى اليوم وهم على هذا النهج الإجرامي..!!!

وبعد هذا نسأل: هذه هي معاملتهم مع أهل بيت النبوة، فكيف تريد معاملتهم مع من يتبع أهل بيت النبوة..؟؟

لا أظن بأن الحال يحتاج إلى بيان، جاء في شرح‏نهج‏البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج : 11 ص : 43 في ذكر بعض ما مني به آل البيت من الأذى و الاضطهاد، عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه: و كان عظم ذلك و كبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام فقتلت شيعتنا بكل بلدة و قطعت الأيدي و الأرجل على الظنة و كان من يذكر بحبنا و الانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره ثم لم يزل البلاء يشتد و يزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة و أخذهم بكل ظنة و تهمة حتى أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة علي..!!

ولا حقوق لشيعة أهل البيت صلوات الله عليهم، كما جاء في شرح‏ نهج ‏البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي في ج : 11 ص : 45 : ثم كتب -أي معاوية لعنه الله- إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا و أهل بيته فامحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه و شفع ذلك بنسخة أخرى من اتهمتموه بمولاه هؤلاء القوم فنكلوا به و أهدموا داره فلم يكن البلاء أشد و لا أكثر منه بالعراق و لا سيما بالكوفة حتى أن الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره و يخاف من خادمه و مملوكه و لا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه..!!
فهذا هو التأريخ يعيد نفسه على أيدي أولئك الحكام الظلمة، كهذه الحكومة الظالمة، حكومة الجور والفسوق ، حكومة آل سعود، لعنهم الله، ومن يوطن لهم الأمر من الخونة المجرمين، ومن دعاة الثقافة، بل السفاهة في مجتمعنا وللآسف الشديد..!!

فلله صبركم يا شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، لله صبركم،،،

أقسم بالله صادقاً، لو لم يكن الشيعة على حقٍ ، لما بقية لهم باقية إلى يومنا هذا، فتلك معجزة، وتلك نعمة تستحق الشكر لله سبحانه وتعالى، ونعلم يقيناً بأن الصادقين من الشيعة، هم أنصار القائم والعدل المنتظر أرواحنا وأرواح العالمين لتراب حافر جواده الفداء، بلى والله، وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ.

عَنْ أبِي عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلام قَالَ لَهُ -يعني الإمام صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وعجَّل فرجه الشريف- كَنْزٌ بِالطَالَقَانِ مَا هُوَ بِذَهَبٍ وَ لا فِضْةٍ وَ رَايَةٍ لَمْ تًنْشَر مُنْذُ طُوِيَتْ وَ رِجَالٌ كَانَ قُلُوبُهُمْ زُبُر الحُدِيد لا يَشُوبُهَا شَكٌ فِي ذَاتِ الله أشَدُّ مِنْ الحَجَر لَوْ حَمَلُوا عَلَى الجِبَالِ لأزَالُوهَا لا يَقْصُدُون بِرَايَاتِهم بَلْدَةٍ إلا خَرَّبُوهَا كَانَ عَلَى خُيُولِهِم العُقْبَان يَتَمَسَّحُون بِسَرْجِ الإمَام عَلَيْهِ السَّلام يَطْلِبُونَ بِذَلِكَ البَرَكَة وَ يَحْفُّونَ بِهِ يَقُونَهُ بَأنْفُسِهِم فِي الحُرُوبِ وَ يَكْفُونَهُ مَا يُرِيدُ فِيهِم رِجَالُ لا يَنَامُون اللَّيْل لَهُمُ دَوِيُّ فِي صَلاتِهِم كَدَوِيِّ النَّحْلِ يَبِيتُونَ قِيَامَاً عَلَى أطْرَافِهِم وَ يُصْبِحُون عَلَى خِيُولِهم رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ لِيُوثٌ بِالنَّهَارِ هُمْ أطْوَعُ لَهُ مِنْ الأمَةِ لِسَيِّدِهَا كَالمَصَابِيحِ كَأنَّ قُلُوبُهُم القَنَادِيل وَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ الله مُشْفِقُونَ يَدْعُونَ بِالشَّهَادِةِ وَ يَتَمَنَّونَ أن يُقْتَلُوا فِي سَبِيلِ الله شِعَارُهُم يَا لِثَارَاتِ الحُـسَيْن إذَا سَارُوا يَسِيرُ الرُّعْبُ أمَامَهُمُ مَسِيرَةَ شَهْرٍ يَمْشُونَ إلى المَوْلَى إرْسَالاً بِهِم يَنْصُرُ الله إمَامَ الحَقِ.

جعلنا الله وإياكم من أنصاره وأعوانه والذابين عنه والمستشهدين بين يديه وتحت لوائه،، 27-3-2009م