ولائي لعلي
29-03-2009, 09:14 PM
ما هو اغلى امانه الله تعالى فى الوجود ؟
إن للإنسان ظاهراً وباطناً، وظاهر الإنسان رغم أنه ظاهر مادي، إلا أنه إلى الآن لم يكتشف الأطباء أسرار البدن، كما يعترفون هم بذلك.. فإذا كان البدن المادي بهذا التعقيد، فكيف بالباطن الذي لا يرى؟!.. ولهذا فإن الإنسان الذي يريد أن يصل بنفسه إلى درجة من درجات التكامل، عليه أن يكتشف الخارطة الباطنية.. فالذي يريد أن ينمي بدنه، لا بد وأن يكتشف أسرار البدن.. والذي يريد أن ينمي باطنه، فلا بد وأن يكتشف أسرار الباطن.. وهنالك مجموعة عوامل مؤثرة في النفس ولكنها لا ترى، لا سيما تأثير الشهوات غير المرئية: فالوساوس الشيطانية في جانب السلب، وفي جانب الإيجاب نداء الفطرة.
لنتلمس آثار العقل في حياة الإنسان.. إن كلمة العقل مأخوذة من كلمة العقال، وهو ما يمنع الدابة عن الشرود، وأصل العقال إنما وضع لهذه الخاصية ثم استعملها البشر.. والعقال في العقل عبارة عن ذلك الجهاز الذي يبطل مفعول الأجهزة السلبية الأخرى في الوجود: كالوساوس، والشهوات، وإغراءات الشيطان، ودواعي الشر، التي كلها بمثابة حيوان هائج.. فإذا لم يمكن القضاء على ذلك الحيوان، فعلى الأقل يقيد، ويربط بالسلاسل.. فالعقل عبارة عن ذلك الجهاز الذي لا يزيل قوى الشر تماماً، ولكنه على الاقل يبطل تأثير القوى في حياة الإنسان.. فالإمام علي عليه السلام - وهو إمام العقلاء، بل رأس العقلاء بعد أخيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم - لا يجرنا إلى أبحاث فلسفية عن ماهية العقل وآليته وتركيبته.. وإنما يذكر الآثار الخارجية له.
إن من آثار العقل في حياة الإنسان أن يترك الهذر واللغو من الحديث، فالإنسان العاقل له باطن مشغول، وله حديث نفسي.. وهذا الحديث النفسي من أكبر موجبات الأنس: فعندما يخلو الإنسان مع نفسه لا يضطر لأن يبحث عن صديق، أو عن جهاز تلفاز، أو حتى عن كتاب.. فإذا وجد الأنيس الموافق فأنعم به وأكرم!.. وإذا وجد ما يشغله جيد.. ولكن عندما يكون في سفرة وحيدا، أو في خلوة من خلوات الليل، فإنه ينبغي أن يكون له أنس مع نفسه، ومع عقله، وأفكاره، ومع المخزون الذي اختزنه طوال فترة حياته.
ويصف الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام المتقين وصفاً غريباً: (إن الله عز وجل كلمهم في ذات عقولهم).. نعم، إنها درجة من درجات الوحي الخفيفة والإلهام والإلقاء في الروع.. إن الله عز وجل يتكلم بنحو من الأنحاء مع عبده المؤمن، ولو على نحو التسديد العقلي أو الخارجي.. والعاقل إذا تكلم كلمة أتبعها حكمةً.. فالعاقل إذا سكت فكر، وإذا نطق ذكر، وإذا نظر اعتبر.
وهذه أيضا علامة من علامات الإنسان العاقل: فإذا رأيتم الإنسان صموتاُ متفكراً، ولم يكن ذلك من عقدة أو كآبة أو ما شابه ذلك.. فاعلم أن هذا الإنسان يلقن الحكمة، وهنيئاً لمن منحه الله عز وجل ذلك!.. والقرآن تعمد ذكر لقمان، وهو ليس بنبي، وجعله في قائمة الحكماء.. فالأنبياء والأئمة عليهم السلام نقلوا فقرات من حكمه.. بل هناك في القرآن الكريم أيضاً سورة بعنوان سورة لقمان، تتناول هذا الإنسان الذي أكمل الله عقله.. وورد في الخبر: (إني لا أكملك إلا فيمن أحب).. أيها العقل!.. لا تكمل إلا في النفوس التي وصلت إلى درجات القرب من المولى عز وجل.
إن للإنسان ظاهراً وباطناً، وظاهر الإنسان رغم أنه ظاهر مادي، إلا أنه إلى الآن لم يكتشف الأطباء أسرار البدن، كما يعترفون هم بذلك.. فإذا كان البدن المادي بهذا التعقيد، فكيف بالباطن الذي لا يرى؟!.. ولهذا فإن الإنسان الذي يريد أن يصل بنفسه إلى درجة من درجات التكامل، عليه أن يكتشف الخارطة الباطنية.. فالذي يريد أن ينمي بدنه، لا بد وأن يكتشف أسرار البدن.. والذي يريد أن ينمي باطنه، فلا بد وأن يكتشف أسرار الباطن.. وهنالك مجموعة عوامل مؤثرة في النفس ولكنها لا ترى، لا سيما تأثير الشهوات غير المرئية: فالوساوس الشيطانية في جانب السلب، وفي جانب الإيجاب نداء الفطرة.
لنتلمس آثار العقل في حياة الإنسان.. إن كلمة العقل مأخوذة من كلمة العقال، وهو ما يمنع الدابة عن الشرود، وأصل العقال إنما وضع لهذه الخاصية ثم استعملها البشر.. والعقال في العقل عبارة عن ذلك الجهاز الذي يبطل مفعول الأجهزة السلبية الأخرى في الوجود: كالوساوس، والشهوات، وإغراءات الشيطان، ودواعي الشر، التي كلها بمثابة حيوان هائج.. فإذا لم يمكن القضاء على ذلك الحيوان، فعلى الأقل يقيد، ويربط بالسلاسل.. فالعقل عبارة عن ذلك الجهاز الذي لا يزيل قوى الشر تماماً، ولكنه على الاقل يبطل تأثير القوى في حياة الإنسان.. فالإمام علي عليه السلام - وهو إمام العقلاء، بل رأس العقلاء بعد أخيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم - لا يجرنا إلى أبحاث فلسفية عن ماهية العقل وآليته وتركيبته.. وإنما يذكر الآثار الخارجية له.
إن من آثار العقل في حياة الإنسان أن يترك الهذر واللغو من الحديث، فالإنسان العاقل له باطن مشغول، وله حديث نفسي.. وهذا الحديث النفسي من أكبر موجبات الأنس: فعندما يخلو الإنسان مع نفسه لا يضطر لأن يبحث عن صديق، أو عن جهاز تلفاز، أو حتى عن كتاب.. فإذا وجد الأنيس الموافق فأنعم به وأكرم!.. وإذا وجد ما يشغله جيد.. ولكن عندما يكون في سفرة وحيدا، أو في خلوة من خلوات الليل، فإنه ينبغي أن يكون له أنس مع نفسه، ومع عقله، وأفكاره، ومع المخزون الذي اختزنه طوال فترة حياته.
ويصف الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام المتقين وصفاً غريباً: (إن الله عز وجل كلمهم في ذات عقولهم).. نعم، إنها درجة من درجات الوحي الخفيفة والإلهام والإلقاء في الروع.. إن الله عز وجل يتكلم بنحو من الأنحاء مع عبده المؤمن، ولو على نحو التسديد العقلي أو الخارجي.. والعاقل إذا تكلم كلمة أتبعها حكمةً.. فالعاقل إذا سكت فكر، وإذا نطق ذكر، وإذا نظر اعتبر.
وهذه أيضا علامة من علامات الإنسان العاقل: فإذا رأيتم الإنسان صموتاُ متفكراً، ولم يكن ذلك من عقدة أو كآبة أو ما شابه ذلك.. فاعلم أن هذا الإنسان يلقن الحكمة، وهنيئاً لمن منحه الله عز وجل ذلك!.. والقرآن تعمد ذكر لقمان، وهو ليس بنبي، وجعله في قائمة الحكماء.. فالأنبياء والأئمة عليهم السلام نقلوا فقرات من حكمه.. بل هناك في القرآن الكريم أيضاً سورة بعنوان سورة لقمان، تتناول هذا الإنسان الذي أكمل الله عقله.. وورد في الخبر: (إني لا أكملك إلا فيمن أحب).. أيها العقل!.. لا تكمل إلا في النفوس التي وصلت إلى درجات القرب من المولى عز وجل.