عقيل الحمداني
30-03-2009, 12:26 AM
ماذا وجدوا على ضريح معاويه
من عبر الأيام الخالدة ، أن مر ذات يوم الأديب السوري المعروف الأستاذ محمد المجذوب ، المقيم حاليا في السعودية ، بقبر معاوية فرآه كومة من التراب المهين ، يغطيه الذباب فصدم لمرآه ، وقارن ذهنه بينه وبين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام في النجف الأشرف . ثم لم يتمالك نفسه فقال مخاطبا معاوية بهذه القصيدة.
على ضريح معاوية
أين قصور أبا زيد ، ولهوها * والصافنات وزهوها والسؤدد
أين الدهاء . . ؟ نحرت عزته على * أعتاب دنيا سحرها لا ينفد آثرت فانيها على الحق الذي * هو لو علمت على الزمان مخلد تلك البهارج قد مضت لسبيلها * وبقيت وحدك عبرة تتجدد
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه * لأسال مدمعك المصير الأسود كتل من الترب المهين بخربة * سكر الذباب بها فراح يعربد خفيت معالمها على زوارها * فكأنها في مجهل لا يقصد
ومشى بها ركب البلى فجدارها * عار يكاد من الضراعة يسجد والقبة الشماء نكس طرفها * فبكل جزء للفناء بها يد
تهمي السحائب من خلال شقوقها * والريح في جنباتها تتردد حتى المصلى مظلم فكأنه * مذ كان لم يجتز به متعبد
أأبا يزيد : لتلك حكمة خالق * تجلى على القلب الحكيم فيرشد أرأيت عاقبة الجموح ونزوة * أودى بلبك غيها المترصد
أغرتك بالدنيا فرحت تشنها * حربا على الحق الصراح وتوقد تعدو بها ظلما على من حبه * دين وبغضته الشقاء السرمد
علم الهدى وإمام كل مطهر * ومثابة العلم الذي لا يجحد
ورثت شمائله براءة " أحمد " * فيكاد من برديه يشرق " أحمد " وغلوت حتى قد جعلت زمامها * إرثا لكل مذمم لا يحمد
هتك المحارم واستباح خدورها * ومضى بغير هواه لا يتقيد فأعادها - بعد الهدى - عصبية * جهلاء تلتهم النفوس وتفسد فكأنما الإسلام سلعة تاجر * وكأن أمته لآلك أعبد
فاسأل مرابض كربلاء ويثرب * عن تلك النار التي لا تخمد أرسلت مارجها فماج بحره * أمس الجدود ولن يجنبها غد
عبثا يعالج ذو الصباح فسادها * ويطب معضلها الحكيم المرشد أين الذي يسلو مواجع أحمد * وجراح فاطمة التي لا تضمد ؟ والزاكيات من الدماء يريقها * باغ على حرم النبوة مفسد والطاهرات ، فديتهن ثواكلا * تنثال في عبراتهن الأكبد والطيبين من الصغار كأنهم * بيض الزنابق قد عداها المورد تشكو الظماء لظالمين أصمهم * حقد أناخ على الجوانح موقد والذائدين تبعثرت أشلاؤهم * بددا فثمة معصم وهنايد
تطأ السنابك بالطغاة أديمها * مثل الكتاب مشى عليه الملحد فعلى الرمال من الأباة مضرج * وعلى الجياد من الهداة مصفد وعلى الرماح بقية من عابد * كالشمس ضاء به الصفا والمسجد قد طالما حن الدجى لحنينه * وحنا على زفراته المتهجد
إن يجهل الإثماء موضع قدره * فلقد دراه الراكعون السجد . . تلك الفواجع ما تزال طيوفها * في كل جارحة تحس وتشهد
ما كان ضرك لو كففت شواظها * فسلكت نهج الحق وهو معبد ولزمت ظل " أبي تراب " وهو منفي ظله يرجى السداد وينشد ولو أن فعلت لصنت شرع محمد وحميت مجدا قد بناه محمد " ولعاد دين الله يغمر نوره الدنيا * فلا عبد ولا مستعبد
أأبا يزيد : وساء ذلك عترة * ماذا أقول وباب سمعك موصد
قم وارمق النجف الشريف بنظرة * يرتد طرفك وهو باك أرمد تلك العظام أعز ربك قدرها * فتكاد لولا خوف ربك تعبد
أبدا تباكرها الوفود يحثها * من كل صوب شوقها المتوقد
نازعتها الدنيا ففزت بوردها * ثم انطوى كالحلم ذاك المورد وسعت إلى الأخرى فأصبح ذكرها في الخالدين وعطف ربك أخلد أأبا يزيد : وتلك آهة موجع * إليك بها فؤاد مقصد
هي مهجة حرى أذاب شغافها * حزن على الإسلام لم يك يهمد أذكرتها الماضي فهاج دفينها * شمل لشعب المصطفى متبدد فبعثته عتبا وإن يك قاسيا * هو من ضلوعي زفرة تتردد
لم أستطع جلدا على غلوائها ! أي القلوب على اللظى يتجلد
قلنا : تجاهل الأستاذ محمد المجذوب هذه القصيدة فيما بعد . فلم ينشرها في ديوانه ( نار ونور ) المطبوع سنة 1947 ، ولا في ديوانه الثاني ( همسات القلب ) المطبوع سنة 1970 فكأنه ندم على قولها سامحه الله مع أنها أصدق قصيدة قالها
المصدر مشاهد ومزارات آل البيت (ع) في الشام - هاشم عثمان ص 8.
من عبر الأيام الخالدة ، أن مر ذات يوم الأديب السوري المعروف الأستاذ محمد المجذوب ، المقيم حاليا في السعودية ، بقبر معاوية فرآه كومة من التراب المهين ، يغطيه الذباب فصدم لمرآه ، وقارن ذهنه بينه وبين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام في النجف الأشرف . ثم لم يتمالك نفسه فقال مخاطبا معاوية بهذه القصيدة.
على ضريح معاوية
أين قصور أبا زيد ، ولهوها * والصافنات وزهوها والسؤدد
أين الدهاء . . ؟ نحرت عزته على * أعتاب دنيا سحرها لا ينفد آثرت فانيها على الحق الذي * هو لو علمت على الزمان مخلد تلك البهارج قد مضت لسبيلها * وبقيت وحدك عبرة تتجدد
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه * لأسال مدمعك المصير الأسود كتل من الترب المهين بخربة * سكر الذباب بها فراح يعربد خفيت معالمها على زوارها * فكأنها في مجهل لا يقصد
ومشى بها ركب البلى فجدارها * عار يكاد من الضراعة يسجد والقبة الشماء نكس طرفها * فبكل جزء للفناء بها يد
تهمي السحائب من خلال شقوقها * والريح في جنباتها تتردد حتى المصلى مظلم فكأنه * مذ كان لم يجتز به متعبد
أأبا يزيد : لتلك حكمة خالق * تجلى على القلب الحكيم فيرشد أرأيت عاقبة الجموح ونزوة * أودى بلبك غيها المترصد
أغرتك بالدنيا فرحت تشنها * حربا على الحق الصراح وتوقد تعدو بها ظلما على من حبه * دين وبغضته الشقاء السرمد
علم الهدى وإمام كل مطهر * ومثابة العلم الذي لا يجحد
ورثت شمائله براءة " أحمد " * فيكاد من برديه يشرق " أحمد " وغلوت حتى قد جعلت زمامها * إرثا لكل مذمم لا يحمد
هتك المحارم واستباح خدورها * ومضى بغير هواه لا يتقيد فأعادها - بعد الهدى - عصبية * جهلاء تلتهم النفوس وتفسد فكأنما الإسلام سلعة تاجر * وكأن أمته لآلك أعبد
فاسأل مرابض كربلاء ويثرب * عن تلك النار التي لا تخمد أرسلت مارجها فماج بحره * أمس الجدود ولن يجنبها غد
عبثا يعالج ذو الصباح فسادها * ويطب معضلها الحكيم المرشد أين الذي يسلو مواجع أحمد * وجراح فاطمة التي لا تضمد ؟ والزاكيات من الدماء يريقها * باغ على حرم النبوة مفسد والطاهرات ، فديتهن ثواكلا * تنثال في عبراتهن الأكبد والطيبين من الصغار كأنهم * بيض الزنابق قد عداها المورد تشكو الظماء لظالمين أصمهم * حقد أناخ على الجوانح موقد والذائدين تبعثرت أشلاؤهم * بددا فثمة معصم وهنايد
تطأ السنابك بالطغاة أديمها * مثل الكتاب مشى عليه الملحد فعلى الرمال من الأباة مضرج * وعلى الجياد من الهداة مصفد وعلى الرماح بقية من عابد * كالشمس ضاء به الصفا والمسجد قد طالما حن الدجى لحنينه * وحنا على زفراته المتهجد
إن يجهل الإثماء موضع قدره * فلقد دراه الراكعون السجد . . تلك الفواجع ما تزال طيوفها * في كل جارحة تحس وتشهد
ما كان ضرك لو كففت شواظها * فسلكت نهج الحق وهو معبد ولزمت ظل " أبي تراب " وهو منفي ظله يرجى السداد وينشد ولو أن فعلت لصنت شرع محمد وحميت مجدا قد بناه محمد " ولعاد دين الله يغمر نوره الدنيا * فلا عبد ولا مستعبد
أأبا يزيد : وساء ذلك عترة * ماذا أقول وباب سمعك موصد
قم وارمق النجف الشريف بنظرة * يرتد طرفك وهو باك أرمد تلك العظام أعز ربك قدرها * فتكاد لولا خوف ربك تعبد
أبدا تباكرها الوفود يحثها * من كل صوب شوقها المتوقد
نازعتها الدنيا ففزت بوردها * ثم انطوى كالحلم ذاك المورد وسعت إلى الأخرى فأصبح ذكرها في الخالدين وعطف ربك أخلد أأبا يزيد : وتلك آهة موجع * إليك بها فؤاد مقصد
هي مهجة حرى أذاب شغافها * حزن على الإسلام لم يك يهمد أذكرتها الماضي فهاج دفينها * شمل لشعب المصطفى متبدد فبعثته عتبا وإن يك قاسيا * هو من ضلوعي زفرة تتردد
لم أستطع جلدا على غلوائها ! أي القلوب على اللظى يتجلد
قلنا : تجاهل الأستاذ محمد المجذوب هذه القصيدة فيما بعد . فلم ينشرها في ديوانه ( نار ونور ) المطبوع سنة 1947 ، ولا في ديوانه الثاني ( همسات القلب ) المطبوع سنة 1970 فكأنه ندم على قولها سامحه الله مع أنها أصدق قصيدة قالها
المصدر مشاهد ومزارات آل البيت (ع) في الشام - هاشم عثمان ص 8.