نسايم
30-03-2009, 01:40 AM
مع بزوغ الفجر.. وتغاريد العصافير.. وتلك السماء الزرقاء الصافية
من يخطر على باله بأن هناك من لا تكف عن البكاء,ليلا ولا نهارا. فتاة حياتها باتت كتاب أحزان
مسقاها كأس الحرمان.. قلبها بركان هموم ونيران..
تراقب الشمس من شروقها لمغربها, تدعوا الله ليلا ونهارا
على هذا الحال منذ ثلاثة أشهر تقريبا منذ ذاك الحادث
قبل ذلك.. كانت فتاة تشع بالحياة والنشاط
تصحو مع أول شعاع نور , تغسل وجهها ترتدي زيها المدرسي,تظفر شعرها
وتسرع كي تقبل يد أعظم انسانة في العالم أمها
ثم تحمل حقيبتها وتذهب إلى مدرستها
وحين تعود ترجع بكل الشوق لريحانة حياتها , وتقبلها بحب وحنان, وتقص عليها كل ماجرى في المدرسة
وعند الغروب تصعد إلى العلية وتراقب الشمس وهي تختفي وراء المباني والبيوت الصغيرة والكبيرة
تراقبها كما لو أنها تراها لأول مرة وفي كل يوم تقول :" ولله في خلقه شؤون..ما أعظم قدرة الله.. الشمس والقمر..الليل والنهار"
كانت عينيها دوما تلمعان..تشع بالنور.. إلى ذاك اليوم
لم يعكر صفو حياتها أي شيء
في ذلك اليوم عادت من مدرستها كعادتها بحافلة المدرسة. وفوجئت بأفواج من الناس ملتفين حول بيتهم..سيارات إسعاف.. المطافيء..والشرطة
دخان يتصاعد من أنحاء المنزل.. نيران تشتعل في أرجاء البيت.
صرخت بلا شعور أمي
آخر مانطقت به, فقدت والدتها نور حياتها ,منبع سعادتها ..فقدت الجوهرة التي كانت تفخر بها أمام العالم بأسره
ومعها فقدت صوتها
أصبحت خرساء.. لا تتكلم.. نسيت الكلام, وغرقت في بحور الصمت المظلمة
كلامها صار دموعا.. دموع لا تنتهي
والدها حاول المستحيل ليعيدها إلى حياتها السابقة دون جدوى
أخذها إلى أفضل الأطباء جميعهم أخبروه بالشيء ذاته
أنها لا تعاني من أي مرض عضوي
وبأنها صدمة لا أكثر
وفي أي وقت ستخرج من عالم الصمت الذي حجزت نفسها فيه
ربما يوم شهر سنة الله أعلم
ثلاثة أشهر لم تنطق بحرف واحد.. لم يغمض لها جفن
دموعها لا تتوقف
في كل يوم تتذكر والدتها وهي تداعب شعرها بحنان, وتخبرها عن حياتها وهي في مثل سنها
كان والدها يموت في اليوم ألف مرة حين يراها وهي تتأمل صورة والدتها بحزن صامت
ودموع بلا لمعان.. صمتها يمزقه.. دموعها تحرقه
وفجأة ....
مر طيف والدتها عليها.. لم تخف .. ظلت تنظر إليه دون أن يرمش لها جفن
وسمعته يقول لها:
"مهما ذرفت من الدموع ..مهما غرقتي في بحور الصمت.. مهما فعلت لن أعود للحياة
إنها مشيئة الله.. عودي لعالمك وحياتك, فمازال هناك والدك
لا تحزني ياصغيرتي تلك هي الحياة
يموت شخص ويولد شخص غيره.. عودي كما كنت
أنيري حياة والدك.. تذكري بذلك تسعدين والدتك
تذكري.. تذكري.. وداعا"
نهضت بلا وعي منها عن كرسيها ونادت والدها
وهرعت إليه في مكتبه"أبي .. أبي.."
جثت على ركبتيها , وهي تنظر إليه ودموعها تنهمر كسيل مطر
"فلتسامحني ياوالدي.. لقد فكرت بنفسي , وانعزلت في صمتي وعشت بعيدا عن واقعي.. لقد تركتك تعاني وحدك ولم أرحمك
بل زدت من آلامك وأحزانك.. لكني أعدك ياوالدي أن أنسيك حزنك وأعوضك فقدان والدتي"
بكى والدها ولاول مرة منذ وفاة زوجته الحبيبة
واحتضنها بقوة:" الحمد لله على عودتك إلى طبيعتك, وأنا كذلك أعدك بأن أبقى معك وحدك إلى أن تتزوجي
تشاركيني مشاكلي همومي,أشاركك مشاكلك وهمومك
بلا أسرار
هذا ماسيسعد والدتك رحمها الله"
من يخطر على باله بأن هناك من لا تكف عن البكاء,ليلا ولا نهارا. فتاة حياتها باتت كتاب أحزان
مسقاها كأس الحرمان.. قلبها بركان هموم ونيران..
تراقب الشمس من شروقها لمغربها, تدعوا الله ليلا ونهارا
على هذا الحال منذ ثلاثة أشهر تقريبا منذ ذاك الحادث
قبل ذلك.. كانت فتاة تشع بالحياة والنشاط
تصحو مع أول شعاع نور , تغسل وجهها ترتدي زيها المدرسي,تظفر شعرها
وتسرع كي تقبل يد أعظم انسانة في العالم أمها
ثم تحمل حقيبتها وتذهب إلى مدرستها
وحين تعود ترجع بكل الشوق لريحانة حياتها , وتقبلها بحب وحنان, وتقص عليها كل ماجرى في المدرسة
وعند الغروب تصعد إلى العلية وتراقب الشمس وهي تختفي وراء المباني والبيوت الصغيرة والكبيرة
تراقبها كما لو أنها تراها لأول مرة وفي كل يوم تقول :" ولله في خلقه شؤون..ما أعظم قدرة الله.. الشمس والقمر..الليل والنهار"
كانت عينيها دوما تلمعان..تشع بالنور.. إلى ذاك اليوم
لم يعكر صفو حياتها أي شيء
في ذلك اليوم عادت من مدرستها كعادتها بحافلة المدرسة. وفوجئت بأفواج من الناس ملتفين حول بيتهم..سيارات إسعاف.. المطافيء..والشرطة
دخان يتصاعد من أنحاء المنزل.. نيران تشتعل في أرجاء البيت.
صرخت بلا شعور أمي
آخر مانطقت به, فقدت والدتها نور حياتها ,منبع سعادتها ..فقدت الجوهرة التي كانت تفخر بها أمام العالم بأسره
ومعها فقدت صوتها
أصبحت خرساء.. لا تتكلم.. نسيت الكلام, وغرقت في بحور الصمت المظلمة
كلامها صار دموعا.. دموع لا تنتهي
والدها حاول المستحيل ليعيدها إلى حياتها السابقة دون جدوى
أخذها إلى أفضل الأطباء جميعهم أخبروه بالشيء ذاته
أنها لا تعاني من أي مرض عضوي
وبأنها صدمة لا أكثر
وفي أي وقت ستخرج من عالم الصمت الذي حجزت نفسها فيه
ربما يوم شهر سنة الله أعلم
ثلاثة أشهر لم تنطق بحرف واحد.. لم يغمض لها جفن
دموعها لا تتوقف
في كل يوم تتذكر والدتها وهي تداعب شعرها بحنان, وتخبرها عن حياتها وهي في مثل سنها
كان والدها يموت في اليوم ألف مرة حين يراها وهي تتأمل صورة والدتها بحزن صامت
ودموع بلا لمعان.. صمتها يمزقه.. دموعها تحرقه
وفجأة ....
مر طيف والدتها عليها.. لم تخف .. ظلت تنظر إليه دون أن يرمش لها جفن
وسمعته يقول لها:
"مهما ذرفت من الدموع ..مهما غرقتي في بحور الصمت.. مهما فعلت لن أعود للحياة
إنها مشيئة الله.. عودي لعالمك وحياتك, فمازال هناك والدك
لا تحزني ياصغيرتي تلك هي الحياة
يموت شخص ويولد شخص غيره.. عودي كما كنت
أنيري حياة والدك.. تذكري بذلك تسعدين والدتك
تذكري.. تذكري.. وداعا"
نهضت بلا وعي منها عن كرسيها ونادت والدها
وهرعت إليه في مكتبه"أبي .. أبي.."
جثت على ركبتيها , وهي تنظر إليه ودموعها تنهمر كسيل مطر
"فلتسامحني ياوالدي.. لقد فكرت بنفسي , وانعزلت في صمتي وعشت بعيدا عن واقعي.. لقد تركتك تعاني وحدك ولم أرحمك
بل زدت من آلامك وأحزانك.. لكني أعدك ياوالدي أن أنسيك حزنك وأعوضك فقدان والدتي"
بكى والدها ولاول مرة منذ وفاة زوجته الحبيبة
واحتضنها بقوة:" الحمد لله على عودتك إلى طبيعتك, وأنا كذلك أعدك بأن أبقى معك وحدك إلى أن تتزوجي
تشاركيني مشاكلي همومي,أشاركك مشاكلك وهمومك
بلا أسرار
هذا ماسيسعد والدتك رحمها الله"