الطاهره 999
31-03-2009, 04:42 AM
زين العابدين
رضي الله تعالى عنه
كتب "الفرزدق يمدح علياً زين العابدين ابن الحسين
..
حجَّ هشام بن عبد الملك, فطافَ بالبيتِ وأرادَ استلامَ الحَجَر فلم يقدر ,فنُصِب له مِنبَرٌ فجلس عليه؛
فبينا هو كذلك إذْ أَقْبَلَ عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب في إزار وردَاء,وكان أحسنَ الناس وَجْها,وأعطرهم رائحة, وأكثرَهم خشوعاً ,وبين عينيه سَجَّادة ,كأنها رُكبة عنز, وطاف بالبيت ,وأتى ليَسْتَلم الحجرَ,فتنحّى له الناسُ هيبةً وإجلالا,
فغاظ ذلك هشاما؛
فقال رجلٌ من أهل الشام:
مَن الَّذي أكرمه الناسُ هذا الإكرام,وأعظموه هذا الإعظامَ؟
فقال هشام: لا أعْرفه,لئلا يَعْظُمَ في صدور أهل الشام؛
فقال الفرزدق وكان حاضراً:
هذا ابنُ خير عبـــــادِ الله كلِّـــهم هذا النقِيُّ التقيُّ الطـاهرُ العَلَمُ
هذا الذي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وطأتهُ والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ
إذا رأتْه قريـــشٌ قال قائلُــها إلى مكــارم هذا ينتهي الكرَمُ
يكادُ يُمْسِِِـكـُهُ عِرْفـــانَ راحــتهِ رُكنُ الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
في كفّهِ خــــيزران رِيحهُ عَبِقُ في كفِّ أروَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ
يُغْضِي حَياءً و يُغْضَى من مهَابَتِه فما يُكلَّمُ إلا حــــــــين َيبْتَسِم
مُشتقَّةٌ من رســــــــــول الله نَبْعَتُهُ طابت عناصِرُه و الخِيمُ و الشِّيَمُ
يُنْمَى إلى ذِرْوة العزّ التي قصُرت عن نَيْلها عَرَبُ الإسلامِ والعجَمُ
يَنْجَابُ نورُالهدى عن نور غُرَّتِهِ كالشمس يَنْجَاب عن إشراقِهاالقَتم
حمَّالُ أثقال أقوام إذا اقترحــــوا حُلْو الشــمائل تَحــْلُو عنــــده نَعَمُ
هذا ابنُ فاطمة إن كنت جــَاهِلَهُ بجـــــــــــــدّه أنبياءُ الله قد خُتِموا
الله ُ فضّــــــــله ُ قِدما ً وشرّفَه ُ جرى بذاك َ له في لَوْحِهِ القَـلَم ُ
مَنْ جدّ ُه ُ دانَ فَضْلُ الأنبياء له ُ وفَضْلُ أمتــــه دانَتْ له الأمَم ُ
عم َّ البرية َ بالإحسان فانقشعت ْ عنها الغيـابة ُ و الإملاق ُ والظُّــلم ُ
كِلْتا يديه ِ غياث ٌ عـَمّ َ نفعـُهـُمَا تَسْـتَو كـفـان ولا يَعْرُوهما العــُدُم
سَهْل ُ الخليقة لا تُخْشَى بوادِرُه ُ تزينه الاثنتان الحِلْم ُ و الكَرَم ُ
لا يُخْلِفُ الوَعْد َ ميمون ٌ بغُرَّتِه ِ رَحبُ الفناء أَرِيب ٌحين يعتزم
ما قال "لا" قَط ٌّ إلا في تَشَهُّدُه لولا التشهّد كـانت لَاءَهُ نَعَم ُ
مِنْ مَعْشَر حبُّهم دِين ٌ, وبغضُهم كُفْرٌ, وقُرْبُهُم مَنْجًى و مُعْتَصَمُ
يُسْتَدْفَعُ السوء ُ و البَلْوَى بحبهم ُ ويسترَب ُّ به الإحسان ُ والنِّعَم ُ
مقدَّمُ بعد ذِكْرِ الله ذكرهُم ُ في كل بَدْء ٍ و مختوم ٌ به الْكَلِم ُ
إن عُد َّ أهل التُّقَي كانوا أئِمَّتَهُمْ و قيل مَنْ خيرُ أهْل ِ الأرض قيل هُم ُ
لا يستطيع ُ جَوَاد ٌ بُعْدَ غايتهم ولا يُدانيهم ُ قوم ُ وإن ْ كرُموا
هم ُ الغُيوث ُ إذاما أَزْمَة ٌ أزَمَت ْ الأ ُسْد أسُد الشَّرَى و البأ ْسُ مُحْتَدِم
يَأ ْبَى لهم أَنْ يَحلّ الذ َّم ُّ ساحَتَهم خِيمٌ كريم ٌوأيد ٍ بالنَّدى هُضُم ُ
لا يَنْقُص ُ العسر ُبَسْطا ً من أكفِّهم ُ سِيّان ذلك إن أَثْرَوْا وإن عدموا
أي ّ الخلائق لَيْسَتْ في رِقَابهــــم ُ لأوليَّة هـــــــــذا أوْ لَهُ نِعم
مَنْ يعــــرف الله يَعْرِف أوليَّته فالدين ُمن بيت هذا ناله الأُمم
وليس قولك من هـــذا بضائِرِهِ الـــعُــرْب ُتعــرف من أنكرت والعَجم
__________________
رضي الله تعالى عنه
كتب "الفرزدق يمدح علياً زين العابدين ابن الحسين
..
حجَّ هشام بن عبد الملك, فطافَ بالبيتِ وأرادَ استلامَ الحَجَر فلم يقدر ,فنُصِب له مِنبَرٌ فجلس عليه؛
فبينا هو كذلك إذْ أَقْبَلَ عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب في إزار وردَاء,وكان أحسنَ الناس وَجْها,وأعطرهم رائحة, وأكثرَهم خشوعاً ,وبين عينيه سَجَّادة ,كأنها رُكبة عنز, وطاف بالبيت ,وأتى ليَسْتَلم الحجرَ,فتنحّى له الناسُ هيبةً وإجلالا,
فغاظ ذلك هشاما؛
فقال رجلٌ من أهل الشام:
مَن الَّذي أكرمه الناسُ هذا الإكرام,وأعظموه هذا الإعظامَ؟
فقال هشام: لا أعْرفه,لئلا يَعْظُمَ في صدور أهل الشام؛
فقال الفرزدق وكان حاضراً:
هذا ابنُ خير عبـــــادِ الله كلِّـــهم هذا النقِيُّ التقيُّ الطـاهرُ العَلَمُ
هذا الذي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وطأتهُ والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ
إذا رأتْه قريـــشٌ قال قائلُــها إلى مكــارم هذا ينتهي الكرَمُ
يكادُ يُمْسِِِـكـُهُ عِرْفـــانَ راحــتهِ رُكنُ الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
في كفّهِ خــــيزران رِيحهُ عَبِقُ في كفِّ أروَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ
يُغْضِي حَياءً و يُغْضَى من مهَابَتِه فما يُكلَّمُ إلا حــــــــين َيبْتَسِم
مُشتقَّةٌ من رســــــــــول الله نَبْعَتُهُ طابت عناصِرُه و الخِيمُ و الشِّيَمُ
يُنْمَى إلى ذِرْوة العزّ التي قصُرت عن نَيْلها عَرَبُ الإسلامِ والعجَمُ
يَنْجَابُ نورُالهدى عن نور غُرَّتِهِ كالشمس يَنْجَاب عن إشراقِهاالقَتم
حمَّالُ أثقال أقوام إذا اقترحــــوا حُلْو الشــمائل تَحــْلُو عنــــده نَعَمُ
هذا ابنُ فاطمة إن كنت جــَاهِلَهُ بجـــــــــــــدّه أنبياءُ الله قد خُتِموا
الله ُ فضّــــــــله ُ قِدما ً وشرّفَه ُ جرى بذاك َ له في لَوْحِهِ القَـلَم ُ
مَنْ جدّ ُه ُ دانَ فَضْلُ الأنبياء له ُ وفَضْلُ أمتــــه دانَتْ له الأمَم ُ
عم َّ البرية َ بالإحسان فانقشعت ْ عنها الغيـابة ُ و الإملاق ُ والظُّــلم ُ
كِلْتا يديه ِ غياث ٌ عـَمّ َ نفعـُهـُمَا تَسْـتَو كـفـان ولا يَعْرُوهما العــُدُم
سَهْل ُ الخليقة لا تُخْشَى بوادِرُه ُ تزينه الاثنتان الحِلْم ُ و الكَرَم ُ
لا يُخْلِفُ الوَعْد َ ميمون ٌ بغُرَّتِه ِ رَحبُ الفناء أَرِيب ٌحين يعتزم
ما قال "لا" قَط ٌّ إلا في تَشَهُّدُه لولا التشهّد كـانت لَاءَهُ نَعَم ُ
مِنْ مَعْشَر حبُّهم دِين ٌ, وبغضُهم كُفْرٌ, وقُرْبُهُم مَنْجًى و مُعْتَصَمُ
يُسْتَدْفَعُ السوء ُ و البَلْوَى بحبهم ُ ويسترَب ُّ به الإحسان ُ والنِّعَم ُ
مقدَّمُ بعد ذِكْرِ الله ذكرهُم ُ في كل بَدْء ٍ و مختوم ٌ به الْكَلِم ُ
إن عُد َّ أهل التُّقَي كانوا أئِمَّتَهُمْ و قيل مَنْ خيرُ أهْل ِ الأرض قيل هُم ُ
لا يستطيع ُ جَوَاد ٌ بُعْدَ غايتهم ولا يُدانيهم ُ قوم ُ وإن ْ كرُموا
هم ُ الغُيوث ُ إذاما أَزْمَة ٌ أزَمَت ْ الأ ُسْد أسُد الشَّرَى و البأ ْسُ مُحْتَدِم
يَأ ْبَى لهم أَنْ يَحلّ الذ َّم ُّ ساحَتَهم خِيمٌ كريم ٌوأيد ٍ بالنَّدى هُضُم ُ
لا يَنْقُص ُ العسر ُبَسْطا ً من أكفِّهم ُ سِيّان ذلك إن أَثْرَوْا وإن عدموا
أي ّ الخلائق لَيْسَتْ في رِقَابهــــم ُ لأوليَّة هـــــــــذا أوْ لَهُ نِعم
مَنْ يعــــرف الله يَعْرِف أوليَّته فالدين ُمن بيت هذا ناله الأُمم
وليس قولك من هـــذا بضائِرِهِ الـــعُــرْب ُتعــرف من أنكرت والعَجم
__________________