المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيهات ننسى الشهداء أيا رئيس الوزراء .. فيديو ذكرى السبت الاسود


ارض النجف
31-03-2009, 12:21 PM
http://clips.abusora.com/Clip.php?item_id=28356 (http://clips.abusora.com/Clip.php?item_id=28356) فيديو مسيرة السبت الاسود
الشهداء في الجنان ... والقاتل وسط النيران

فيديو للمسيرة الجماهيريه في بني جمرة في ذكرى السبت الاسود



مسيرة احياء ذكرى شهداء السبت الاسود في بني جمرة مسيرة احياء ذكرى شهداء السبت الاسود.السبت الذي ذهب في العديد من الشهداء و الجرحى في ايام انتفاضةالعام 1994 عدما تم محاصرة قرية بني جمرة بعد اعتقال الشيخ الجمرى

ارض النجف
31-03-2009, 12:22 PM
http://www.aljamri.org/Pictures/sabtaswad-2003/jamri.JPG

http://jamrah.org/aljamri/images/posts/1237718489.pngشهداء السبت الأسود ( محمد جعفر ومحمد علي)

ارض النجف
31-03-2009, 12:24 PM
شهود حضروا يوم السبت الأسود بكل وجدانهم




1
إخواني واخواتي اعضاء المنتدى،،،،،
هو حلم قد مر كلمح البصر
طيف لم استطيع ان امحوه من ذاكرتي
هو ذكرى اليمه نسـأل الله ان لايعيدها على البحرين
:
:
قد غادرت مكتبي بالمنامة في ساعة متأخرة تلك الليلة، مما اطرني ان اوصل الموظف الذي يعمل لدي ويسكن في الرفاع الشرقي، اي سيكون طريق عودتي للقرية الحبيبة عبر شارع ولي العهد مروراً بمعسكر قوة الدفاع.

لقد تفاجأت علي الطريق بالكثير من سيارات الجيش بدأً من دوار مدينة حمد وحتى قريب من كوبري الجنبية، لكنني لم اعر ذلك انتباهاً معتبراً انه يمكن ان تكون عملية نقل آليات او حركة لقوة الدفاع وهي معتادة على هذا الشارع.

تناولت عشـائي مع والدتي وزوجتي وكان اخي الاكبر موجوداً معنا، وحيث انني كنت اعاني من بوادر انفلونزا تلك الليلة وكحة، قمت بشـرب دواء البنلين وهو دواء للكحة كما هو معروف ويحتوي على مادة مخدرة مما جعلني اغط في سبات عميق.

من المعلوم ان اخواني علي ويوسف كانا قد اعتقلوا قبل 5 شهور في يوم العيد الوطني مع احمد عمران وغيرهم الكثير من ابناء القرية ذلك اليوم، اي انه في تلك الليلة انا ومنير فقط حرين طليقين.

على العموم استيقظت ذلك الصباح على صوت جارتنا ام فاضل زوجة عباس الغسرة وهي تصرخ وتقول قتلو منير وجعفر ومحمد ابناء طالب واعتقلوا الكثير، فقمت مفزوعاً مع عزيزتي وزوجتي ام منصور لأرى مالذي يجري وقد كانت الساعة وقتها التاسعة صباحاً، يعني جرى ماجرى وطارت لطيور برزاقها واحنا نايمين.

ابدلت ملابسي مسرعاً وركعتها لولا مادري ونزلت جرياً لأرى والدتي (الله يرحمها) مع اختي وبناتها وهم يبكون .... عندما رأتني زادت في البكاء وقامت باحتضاني والبكاء على كتفي لتقول لي انت باقي البقية ياحبيبي.. لاتخليني بروحي .. انت الحين نور العين اللي اشوف بها خلك وياي لاتروح وتتركني مثل اخوتك... مما حدى بأختي وبناتها وزوجتي بالبكاء ايضاً وانا واقف مسبه مادري ويش اللي يصير.

قلت لها (الله يرحمها) دعيني استوضح الامر لأرى مايجري... مايصير اقعد في البيت والدنيا تحترق، لكنها اصرت على عدم خروجي، قائلة اذا بغيتني اموت اليوم اطلع من الباب... انا بعد ما في شدة انت ياخدونك، اخوانك وراحو من ايدي بعد انت باقيهم خلك وياي اشوفك واكحل عيوني بك، اولاد اخوتك منهو ليهم اذا انت بعد اخذوك خاف الله فينا انا وابوك وابقى في البيت... عندها تنبهت اين ابي ؟؟؟

قالت يابوي هدكهو قاعد في المجلس بروحه.... فجريت لأراه وقد اغرورقت عيناه بالدموع، وعندما رآني كفكف دموعه ونهض ليقول اخذو اخوك منير وانت الحين وحيدي اتحمل بروحك ياولدي ... طبعاً بكيت وسألته ويش صاير.

قال الله اطول عمره ويخليه لينا دخر ... قوات الجيش اقتحمت بني جمرة وحاصرتها واعتقلت الشيخ ومعاه مجموعه كبيرة منهم اخوك منير وعيسى وعبدالجبار الغسرة وكامل عبدالوهاب واستاذ عمران وقتلت محمد يوسف زوج بنت عمران وجعفرمحمد علي النجار مما ابقاني في وضعية الحائر الذي يسمع ولايستطيع عمل شيئ.

خرجت من عند والدي وتوجهت مرة اخرى لغرفتي لأنظر من خلف الستارة مالذي يجري في الشارع لأرى شيئ لاتصدقه العين، دبابات صغيرة حواجز واسلاك شائكة بالقرب من المنزل شباب موقوفين وعيونهم مصمدة وهات يا ضرب فيهم خسارة ماعرفت واحد منهم وقوات شغب تراكض وتطلق رصاص... حشى احنا في فلسطين مو بني جمرة، يعني اللي نشوفة في التلفزيون صار عندنا حقيقة، عندها رآني واحد من الشغب وصرخ يقول اقلب وجهك ياكلب ووجه مسدسة ناحيتي فقمت بإغلاق الستارة والخروج من الغرفة.

عند آذان الظهر تشجعت وغافلت المرحومة وزوجتي، حيث كانوا جالسين مع الوالد وخرجت من الباب لأرى مجموعة من الشباب وقد حملوا الاطارات والاحجار والخشب ليشعلوها في الطريق وذلك بعد ان غادر المكان قوات الشغب، في نفس الوقت كان الهندي ابو السمبوسة يحاول فتح دكانه ومن شافالشباب شال عليه هو ربعه والشباب يفلعونهم بالحجارة، حاول الشباب يفتحون صندوق السلندرات مال الدكان دون جدوى، يعني لو انفتح الصندوق جان فجرو السلندر وبيكون اول سلندر يفجرونه في البحرين الصبح.

واصلت طريقي وشفت حجي حسين بن يوسف الغانمي وحسن بن سماعيل وابراهيم السرح الله يعطيهم طولة العمر، امسكوني وقالوا انت باقي البقية ياولدي ارجع البيت ترى ان اعتقلوك انت بعد بتخسر امك وابوك، كفاية عليهم 3 معتقلين، فسمعت كلامهم ورجعت لأسمع كلام خلف المنزل واذا بجعفر بن علي وأولاده واستاذ يوسف وعلي وخليل الغانمي، يقولون لقد توفي جعفر محمد علي (اخو جعفر بن علي) ونريد نروح المستشفي نستلم جثته لكن واحد اروح داخل الديرة يخبر الاهل حتى يحفروا القبر، فتطوعت لهذا العمل.

مشيت في الزرانيق لأن كل الشوارع مسدده حتى وصلت عند الخباز وشفت ناس قاعدة بالقرب من دكان الصندقة وناس جنب بيت ادريس فقلت الى غانم ابراهيم عن الموضوع فقال انا بتصرف، وعدد من كبار السن واقفين عند الخباز يشترون الخبز منهم عبدالله بن حسن لله يرحمه وعلي بن حبيب واستاذ حسن وجعفر محمد علي وادريس، وبس شوي واذا بالهيلوكبتر نازلة ومن شافت الجماعة فتح باب الطائرة وطلع واحد واخذ يرمي بمسيلات الدموع علينا، ففتحنا باب الخباز ودخل كبار السن لكن احنا وين نروح، (انا وابراهيم الغسرة ومحمد ابو رائد) شلنا عليه ناحية بيت محسن بن عيسى والهوليكبتر ورانا دخلنا مسجد العيد قاموا يرمون فيه مسيلات الدموع، طلعنا من المسجد وهم ورانا، مالينا الا طبيلة بيت محسن واندسينا تحت سيارة عقيل البيك اب كانت واقفة ... راحت الهوليكبتر فخرجنا واذا بها ترجع مرة ثانية فوقفنا بالقرب من زاوية بيت محمد أمين العرب ولما ارتفعت الطائرة ركضنا ناحية النادي الحين، وكل واحد منا توجه لبيته، بس شوي واذا سيارات الشغب ملأت المكان من وين جو ماندري.

راح اليوم .... وجاء اليوم التالي لنسمع ان بني جمرة مطوقة من جميع النواحي ممنوع الدخول او الخروج منها لا احد يستطيع الذهاب الى عمله ومن كان خارج القرية بقى خارجها ومن في الداخل صكو عليه.

الله لايعوده من يوم ... ذكريات ارويها للجيل الجديد حتى لاينسى،

على فكرة اننا خلال المحنة صرت مدلل عدل كل من شافني قال اتحمل بروحك ويدلعوني لأن اخوتي كلهم مسجونين.

وبعد لدي الكثير من الطرائف التي حصلت بعد هذا اليوم اثناء فترة الحصار، اذا تحبون ارويها بحاول في حلقة قادمة.

ارض النجف
31-03-2009, 12:26 PM
2


لم يكسر هدوء ذلك الفجر الأسود إلا أصوات التكبير والتهليل ..!! هكذا سمعنا تلك الأصوات في أزقة القرية .. الله اكبر .. النصر للإسلام .. الموت لآل خليفة .. سحقا سحقا للعملاء .. بالروح بدم نفديك يا جمري ..

خرجت من منزلي دونما شعور .. وكأنني لا أقود نفسي ، فلقد انجذبت تلقائيا نحو تلك المسيرة لأدخل معهم فيها ، فلم أسئل نفسي ولا لحظه واحدة عن سبب خروج المسيرة ، ولكني تيقنت بأن مسيرة في هذا الوقت لابد وان تكون لسبب عظيم ..

نظرت إلى وجوه المشاركين وهم يرددون الشعارات ، فوجدتها وجوه مستعدة للموت من اجل نصرة الحق ، فانا شاركت في مسيرات عديدة وكثيرة ، ولكن مثل تلك المسيرة لم أرى وبقيت عالقة في ذهني الى يومي هذا .

ظلت المسيرة تجوب شوارع وأزقة القرية وهي تردد شعاراتها ، وكلما مشت أكثر ازداد عدد الأفراد ، فكان الرجال يخرجون من منازلهم مذعورين مندهشين لينضموا إلى هذه المسيرة ، عندها وصلت المسيرة إلى مسجد الشيخ فرج .. دخل بعض الشباب إلى داخل المسجد ليصرخوا بالتكبير والشعارات في سماعات المسجد ، ولن أنسى قدوم الشهيد السعيد محمد علي عبد الرزاق إلى المسجد وهو يكلم المتجمهرين بأن الطريق في المقبرة وبجانب منزلهم ممتلأ بسيارات الشغب والكمندوز !!

بعدها توجهت المسيرة إلى مسجد الخضر بحذر شديد وبأصوات عالية تهز الأرض والجدران بـ الله اكبر .. الله اكبر .. ، وعندما وصلنا إلى مسجد الخضر دخل الشباب ليرفعوا أصوات التكبير داخل سماعات المسجد ، عندها بدأت المطاردة ...

بعدما دخل الشباب إلى مسجد الخضر ورفعوا أصواتهم بالتكبير في سماعات المسجد ، ارتعدت قوات الشغب المتجمعة بالقرب من المسجد ، فصوت " اللـــه أكبــر" يرعب كل ظالم مهما علا جبروته وطغيانه ..

ونحن واقفين داخل الممر الضيق في خارج المسجد فجأة وإذا بالعشرات العشرات من المرتزقة يقبلون علينا من جهة منزل تقي البدر وهم يفرغون رشاشاتهم في أجساد العشرات من الرجال والأطفال العزل الذين لا يحملون شيئا أبدا في ذلك الممر بدون رحمة ورأفة ، حتى الحيوانات لا يعاملون هكذا أبدا أبدا .

بدأ هيجان الناس وبدأ الركض والهروب من تلك الطلقات الموجهة توجيها كي تقتل كل من يصيبها ، ونزل الجميع ركضا من على الدرج باتجاه ماتم الخضر ، وأذكر هناك كم رأيت من الاشخاص تسقط وتصرخ " الله اكبر" .. " النصر للاسلام" .. "الموت لآل خليفة" …

افترق الجمع بعد تلك الغارة الجبانة في أزقة القرية ليجدوا لهم مكان يختبئون فيه ليعيدوا تنظيم أنفسهم مرة أخرى ، فاتجهنا نحن راكضين بأسرع سرعة ممكنة ولم نتوقف الا عند صالة ماتم الاثنيعشرية ، وقفنا هناك نلتقط انفاسنا .. وقفنا هناك نداوي جروحنا ، فكم من الذين كانوا معنا نراهم والدماء تسيل من أجسادهم .. ولكن لم يمهلنا هؤلاء المرتزقة وقتا كي نستريح .. واذا بهم يهجمون مرة أخرى من جهة منزل المرحوم السيد محمود وهم يركضون باتجاهنا موجهين أسلحتهم نحونا والرصاص كالمطر ينزل علينا .. لانهم استخدموا في ذلك الفجر رصاص (الصجم) وهو يكون في علبة كبيرة تحتوي على اكثر من 100 صجمة ، وعندما يطلقون هذه العلبة تنفجر لتتوزع هذه الصجمات في كل مكان !!!

هكذا كان حالنا .. نرى تلك الطلقات تحاضرنا في كل مكان ، فركض الجميع هربا منها وتوجهنا بعدها الى ناحية ( السدرة ) التي استشهد بجانبها الشهيد محمد جعفر ، وصلنا هناك ونحن هالكين من التعب ، فأرجلنا تملأها الاشواك من الركض حافيين القدمين ,, والاجساد مخرقة بتلك الطلقات الخبيثة .. وصلنا للسدرة فنزل معظم الجمع بالقرب من حوطة ابراهيم عبد الحميد .. فوقف الكل متحيرا الى اين يذهب! وأذكر تماما اني رأيت الشهيد محمد علي عبد الرزاق وهو يمسك يد أحد أبناءه ليعالجها لأن الدماء كانت تسيل منها …

كنا واقفين نسمع أصوات الطلقات في كل مكان بوضوح .. وتارة نسمع اصوات التكبيرات والصياح تعلوا .. وتارة نسمع اصوات كلابهم تنبح لتلاحق المجاهدين اينما ذهبوا .. إذن أين نذهب ؟؟ هل الطريق إلى الفريق الجديد آمن ؟ هل نرجع مرة ثانية الى داخل القرية ؟؟

اتفق الجميع على دخول الممر المؤدي الى مسجد الشمبرية .. لان هذه الممر وهذا المسجد لا يعرفه إلا أبناء القرية .. فمن غير المعقول ان تعرف هذه المرتزقة الطريق لهذا المسجد ، وما أن دخلنا بداية الممر حتى سمعنا اصوات احذيتهم في ذلك الممر تعدوا باتجاهنا ! رجعنا الى الوراء واذا بهم قد أتوا أيضا من ناحية السدرة !! لقد حوصرنا !!

عندها ركض الجمع باتجاه الفريق الجديد .. والمرتزقة يطلقون النار على ظهورنا وكانهم يصطادون الحيوانات بقلوب باردة !! كم رأيت امامي من الشباب يسقطون ! وكم رأيت أمام من الشباب يصرخون من الالم … وانا أركض واذا أحس بجسدي يطير لأنقلب على وجهي بقوة ، كانت تلك قوة الطلقات التي أصابت ظهري ، ولكني والحمد لله استطعت النهوض مرة ثانية لأواصل الركض …

لم نكن نسمع سوى أصوات الطلقات .. كنا في سباق مع الموت .. هل يسبقنا الموت ؟ ام نسبقه ؟

واصلنا الركض دونما تركيز ، ولم ألتقط أنفاسي وأسترجع وعيي إلا عندما ابتعدنا عن تلك المنطقة المشئومة .. وقفت انا مع اثنين من ابناء القرية مدهوشين .. هل ما حصل قبل قليل حقيقة ! ألم يكن حلماً ؟ هل يوجد بشر مثل هؤلاء ليس عندهم قلوب أبداً ؟

وصلنا ثلاثتنا الى الفريق الجديد ، وما ان دخلنا على الشارع الطويل الذي يصل الى الشارع العمومي حتى تراجعنا مرة ثانية بسرعة قبل ان يلتفت إلينا أحد .. لماذا ؟

لم تصدق أعيننا ما شاهدته ... فكان ذلك الشارع الطويل ممتلأ بالسيارات والمدرعات وقوات الشغب بأعداد لا يتصورها أحد .. عندها سلمنا امرنا لله وعبرنا ذلك الشارع واحد تلو الآخر ونحن ملتصقين بالجدار قلقين ان يرانا احد فتكون نهايتنا ...

بعدها مشينا قليلا .. ووصلنا الى داخل الفريق ، ونحن نتمشى واذا بسيارة ( رنج روفر ) نتفاجأ بها وهم يتفاجأون بنا ! فبدأت المطاردة حول ذلك المنزل معهم ، فكنا ندور حول البيت وهم يدورون ورائنا .. الى ان قررنا الجري عند نقطة معينه .. ولا انسى ذلك الجري الذي جريته .. فلا اظن انني ركضت بهذه السرعة من قبل .. فانطلقنا كالصواريخ ونحن نقول يا علي .. وعند اول باب من الشقق الموجودة دخلنا فيها ولم نتوقف الا في الطابق الاخير .. ونحن نسمع صوت صديقنا الثالث وهو يركض ويصرخ ( نعلكم الله يا شغب ) ! فخفنا انهم مسكوا به ولكن الحمد لله لم يمسكو به ...

جلسنا فوق في الطابق الاخير ، اذ كان باب السطح مقفلا ,, وكان صديقي ينزف دما من رأسه ويده .. وكان قميصه ملطخ بالدماء بشكل واضح .. جلسنا هناك نفكر فيما سنفعل ونحن مرتبكين .. اذ نسمع أصوات الطلقات وسيارات الشغب تجوب المكان .. كنا نتوقع الهجوم علينا في أي لحظه .. وبعد قليل سمعنا صوت الطائرة تحوم حول المكان ...

جلسنا هناك حوالي الساعة ان لم تخني الذاكرة .. وبعد ان سكن الوضع ، قررنا النزول وامرنا الى الله .. فما ان نزلنا على الدرج حتى شاهدتنا امرأة واندهشت عندما شاهدت الدماء على قميص صديقي ! وقالت تعال لأبدل لك القميص .. ولكنه شكرها وواصلنا المسير الى ان استطعنا اللجوء الى أحد المنازل المجاورة ..

فكان ذلك المنزل وكأنه اسعاف .. فكانت هناك تجري عمليات اخرج ( الصجم ) من اجساد الموجودين .. وبعد قليل سمعنا صوت درس القرآن .. فقلقنا .. فتارة يقولون انه درس المدرسة ! وتارة يقال انه درس المقبرة ... وبعد فترة وصلنا خبر استشهاد الشهيد محمد جعفر .. فكان الخبر صدمة كبيرة بالنسبة لي .. اذ انني شاهدته قبل اشتهاده بقليل ..

في الظهر اوصلوني الى منزلي الذين كانوا قلقين علي ، وظنوا ان الشرطة ألقت القبض علي ، ثم اخبروني باستشهاد الشهيد الثاني محمد علي ! فصدمت الصدمة الثاني ولم أصدق !!

هذه نهاية حكايتي في ذلك اليوم المشئوم .. ولكنها بالطبع ليست نهاية الحادثة .. فنهاية هذه الحادثة سوف تسجلها الاجيال القادمة ان شاء الله عندما تثأر لدماء الشهداء وتأخذ القصاص ممن قتلهم .. وتحصل على حقوقها التي ناضلت وقدمت الدماء من اجلها .. عندما يتحقق ذلك .. يكون ختام هذه الحادثة .

(( إن أمة لا تحي ذكرى شهدائها .. أمة لا تستحق الحياة ))

رحم الله من قرأ سورة الفاتحة للشهداء جميعاً .. ولا تنسوا شيخنا الكبير أبو جميل من الدعاء ..

والسلام عليكم ..

http://www.alresali.org/images/shader/shade_up.gifhttp://www.alresali.org/media/lib/pics/1222126860.jpg

ارض النجف
31-03-2009, 12:28 PM
3


عندما خرج الشرفاء من أبناء القرية يهتفون بالمطلبة بالحقوق المسلوبة ونددون بالقهر الخليفي ويريدون أن تكون هناك حرية عصماء لا يشوبها خلل ,,, أبت الحكومة إلا أن تقول كلمتها و هي نشر الرعب في البلاد حتى وصلت بهم الخسة إلى قتل وجرح العشرات من أبناء قريتنا الغالية وأسر العشرات ونهب الممتلكات وهتك الأعراض والحرمات هذا كله من أجل إسكات من أرادوا أن يقولوا +(إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)+ ولكن أبت حكومة
الإرهاب والتسلط إلا أن تقيم الحد على هؤلاء المتمثلين بالحق و السراط المستقيم .


][®][^][®][بداية الرعب][®][^][®][


كنا في الساعة 3:30 صباحاً عندما سمعنا دق الباب وكنت حينها نائماً في غرفتي مع أخي ميثم وحينها فزعت من نومي أنا وأخي وقلنا لقد أتت ساعة إعتقال الوالد الأستاذ عمران حسين؛ وبالفعل خرج الوالد لابساً ثوب العزة وهو أعطى أختي أم عبد الجليل بعض الدنانير وقال لها أبلغي أخاك عندما يستيقض أن أباه يبلغه السلام وأعطيه الدنانير لكي يذهب للسوق المركزي (مكان عمل الوالد السابق) حينها خرج وإذا بالمجرمين قد إحتلوا ما يقارب الربع من البيت أي البوابة الأمامية وقال لهم الوالد : ماذا تريدون ؟؟
قالوا له : نأمركم أن تخلوا البيت وخذوا معكم أغراضكم من أكل وثياب وما شاكل !!!
قالت أمي : وإلى أين نذهب في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟؟!!!!!
قالوا : إذهبوا إلى أي مكان ... مدينة حمد ، المنامة ،إذهبوا إلى الجحيم .
قال أبي: ومتى نأتي إلى البيت ؟؟؟؟
قالوا : حتى إشعارٍ آخر .
قالت أمي : آخر الشهر ؟؟؟ كيف ونحن في أول يومٍ من الشهر ؟؟
قال الأرجاس الذين أشبعوهم وأحشوهم بالكلام البديئ : حتى إشعارٍ آخر وليس آخر الشهر .
عندها بدأنا بتحميل أغراضنا ؛ وخرجنا رأينا بأم عيننا ما قد حصل للقلعة الحصينة الجامع الكبير الذي يؤسف على ما قد حل به من الدمار والخراب هنا كتب تتطاير والتحف الحسينية في الأرض حتى القرآن لم يسلم من بطش الأحقاد الجاهلية . فتذكرت على الفور أعداء الإسلام ك( هولاكو ؛ وجنكيز خان وتيمور لنك ) الذين عاثوا الفساد في البلاد والعباد .


][®][^][®][عيون البراءة تكشف الإرهاب بعين الحقيقة][®][^][®][


تقدمت سيارة الوالد وكنا في سيارة من نوع (البيك أب) للمرحوم الخال جميل عبد الوهاب (ره) ورأينا ما قد رأينا من الإرهابيين بين كل مترين يقف أحد أفراد قوات الشغب بيده سلاح لا أدري لماذا !!!! ربما لقمع العزل وإرهابهم . حتى دخلنا إلى وسط القرية (الديرة) وكنا صغاراً لا نعلم أن هذا اليوم سيكون يوم شؤمِ علينا وعلى هذه القرية الحبيبة .
توجهت الوالدة إلى بيت جدنا (عبد الوهاب الجمري ) وطلبت من الجدة (ره) أن تضيفنا ورحبت رحمها الله بنا وجلسنا نرتب أغراضنا من حاجيات وملابس ومستلزمات أكل. وكانت لأختي أم وائل قد وضعت إبنها وائلاً حديثاً وقد كانت مرهقة جداً ذلك اليوم ؛ وإذا بالوالدة تستفز الوالد وتطلق الولاويل وإذا بالوالد يتحرك من مكانه إلى مسجد أبي ذر الغفاري (الوسطة).


][®][^][®][شحد الأهالي للإستنكار][®][^][®][


ذهب الوالد ومعه الخال عبد الأمير للمسجد وهتفوا بالمكبرات الصوتية بالتكبير والنداءات الإلاهية وقد كان العد في ازدياد من رجال ونساء كنت حينها قد منعت من الذهاب لمكان الحـدث واكتفيت بأن أصعد على بيت جدتي وأرى الحدث عن كثب وإذا بأصوت الرصاص تهز بدني ؛ وكأن الرصاص قد وقع في صدري هرعت أنا وأخي إلى أسفل الدار لتقصي الخبر وإذا بميثم يفتعل ويمثل بأن الرصاص قد خرق جسمه فأخذت أختي أم وائل وفي كفها إبنها الذي لم يتجاوز العشرة أيام تصرخ بهستيريا وتقول : ماذا حدث لك ؟؟؟ خاف أخي من هستيرية أختي وقال لها لم يحدث شيئ إنما أنأمثل عليك . أخذت أختي تبكي ,,, في هذه الأثناء خرج خالي جميل عبد الوهاب (ره) من الغرفة التي كان يقيم فيها صلاته ويريد ضرب أخي ميثم ففر أخي وأخذا يجولان في القرية وقد كانت هذه من الألطاف الإلاهية حيث أنهما فلتا بجلديهما من الأسر . بقيت أنا مذهولا ..... من الذي أصابه هذا الرصاص ؟؟؟؟ وإذا بالصوت قد أتا ،،،،،، أم سيد محمود وأم عبد الجليل قد أتيا من مكان الحادث وجسميهما يشخبان بالدماء السائلات على بدنيهما وهما تصرخان من الألم ويقولان اللهم أشهد اللهم أشهد. رفعت على الفور سماعة الهاتف وهرعت بالإتصال بالعم محمد حسين عمران وأخبرته بما جرى فأتى مسرعاً ونقلهما على الفور إلى المستشفى الدولي .



][®][^][®][أخبار الموت والفزع][®][^][®][


أقبلت الأخبار السيئة تترى علينا من كل حدب وصوب وإذا بأفرادٍ من أبناء قريتنا العزيزة يطلبون منا أن نستضيفهم في بيتنا وقد خبئناهم في المجلس وفي هذه الأثناء أيضاً أتى زوج خالتي منير محمدعلي الغسرة (أبو عبد العزيز) والخال الملا كامل عبد الوهاب الغسرة (أبو عبد الوهاب) لتقصي الأخبار ولكن لسوء طالعهما قد أتى أبناء الزنا والخنا المرتزقة اليهود ,,, أتوا إلى دارنا وشاهدوهم وتوالت الضربات عليهم حدب وصوب وهم يصرخون الله أكبر الموت للمرتزقة النصر للإسلام . في هذه الأثناء صرخت الجدة العزيزة عليهم بأعلى صوتها دعوهم فجعلوا فوهة البندقية على مقدمة رأسها فقالت : الله في الوجود والله ينظر لأفعالم ...

بعد سويعات أتت الوالدة وفي يديها بناتها وهي تقول البنت شفيت والباقي هو زوجها !!!!!! فزع الجميع من هذا الكلام وسألناها عن السبب فقالت إن محمد جعفر زوج أم سيد محمود قد أصيب وإخوانه على سبيل الجهاد ونصرة الحق برصاص أنصار وأعوان اليهود بالرصاص وإنه الآن يرقد في المشفى الدولي ؛ بعدها بدقائق أتانا الإتصال من سلمانية وإذا بــ محمد عبد الجليل السباع (أبو وائل) زوج أختي يقول إن الشهيد السعيد قد نقل إلى السلمانية وإن حالته تستدعي عملية مستعجلة ولربما يلاقي حتفه . قلت للوالدة : دعينا نقرأ دعاء كميل في هذه الساعة قالت لي : إقرأ وسوف نتابع معك وأقبلت النساء من كل مكان وإذا بالهاتف يصيح والكل ينظر إليه وكأن الصوت قد تغير أو كأنه نعيق غراب أو قل كأنه الموت وذهبت له الوالدة وهي لا تريد أن ترفعه وإذا بأبوا وائل يقول : عظم الله لكم الأجر في فقد الشهيد السعيد ..... غلقت أمي الهاتف على الفور وذهبت لتصفع الناس بالخبر السيئ وقالت ((( قومي يزينب للحسن بانأدي حقوق ,,, زيني الخيمة ونشفي دمعج المدفوق ))) وأخذن النساء يتصايحن ويقولون الله أكبر ألله أكبر وإذا بأم محمد خالتي زوجة الحاج عبد الله حبيب قد أقبلت وأشعلت المكان بالبكاء والنحيب .


][®][^][®][خبر وفاة الشهيد السعيد محمد علي عبد الرزاق][®][^][®][


في هذه الساعات أردنا ان نتقصى أخبار الديرة والكل يقول بأن الديرة قد خرجت على بكرة أبيها مطالبين بالإفراج عن الشيخ الجمري والكل حامل روحه على الأكف وقامت الطائرات تقصف القرية من كل مكان والكل لا يخاف من أي شيء حتى النساء أخذن يقدفن قوات الشغب المنتشرة في أزقة القرية . وافق المسؤل على حصار الشيخ الجمري على أن يدفن الشهيد محمد جعفر 18 شخصاً فقط وقد نزلوا لذلك المكان وأراد الوالد أن يدخل على المغتسل ليرى النظرات الأخيرة لزوج ابنته ولكن يقول بأن الذي منعه كأن قلبه كان يتقطع أو أن من يعصر قلبه . دفن الشهيد السعيد محمد جعفر وفي المكان نفسه أتانا خبر الصاعقة عن الشهيد محمد علي عبد الرزاق إذ أنه قد أصيب ومن شدة الوجع استشهد رحمه الله برحمته وأسكنه الفسيح من جنته.


][®][^][®][لم تهدأ العاصفة في ذلك اليوم][®][^][®][


أقيمت الفاتحة على روحيهما الطاهرتين وإذا بقوات الشغب تعلن بأن لا هدوء لأبناء القرية في ذلك اليوم فقتحموا الصرح الحسيني مأتم الغرب وقدفوه بالأسلحة الممنوعة دولياً وأخذت الأطفال والشيوخ تهرع من شدة الذهول لما قد وصلنا إليه في بلد الإسلام والكل يستنكر الحدث وكأننا لا نعيش الإسلام.

إلى هذا اليوم نتذكر هذه الوقائع ونحن نقول أين حقوقنا وأين محاكمة من تسببوا في ذلك اليوم بالرعب والدمار لقريتنا الحبيبة بني جمرة.


http://www.alresali.org/images/shader/shade_up.gifhttp://www.alresali.org/media/lib/pics/1222126860.jpg


http://www.aljamri.org/Pictures/sabtaswad-2003/photo12.jpg

http://www.aljamri.org/Pictures/sabtaswad-2003/photo13.jpg

((محبة الحسن))
02-04-2009, 10:45 PM
شكرا على الموضوع

القلب الصبور
03-04-2009, 01:00 AM
شكرا على الموضوع

اللهم انصر شيعة محمد ال محمد