المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السياسة من واقع الإسلام


الراهب313
01-04-2009, 06:15 PM
سياسة العطاء للصديق والعدو

كان رسول الله صلی الله عليه و آله مضرب المثل في العطاء والكرم والجود، حتى قيل عنه:
إنّه يعطي عطاء من لا يخاف الفقر(1).
فكان يعطي للمهاجرين.
ويعطي للأنصار.
ويعطي لأهل المدينة.
ويعطي لأهل القرى والأرياف.
ويعطي للمسلمين.
ويعطي للمنافقين.
ويعطي للكفّار أيضاً، تأليفاً لقلوبهم وردعاً لهم عن المؤامرات ضد الإسلام والمسلمين.
وقد حفظ التاريخ للنبي صلی الله عليه و آله عطايا فريدة في بابها لأعدائه وأعداء الإسلام أمثال أبي سفيان وأولاده، ومن لفّ لفهم.
فقد ورد في الخبر: أنّه صلی الله عليه و آله أجزل العطاء من غنائم حنين حتى لأعداء الإسلام، أبي سفيان، وابنه معاوية، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، والحرث بن هشام، وسهيل بن عمرو، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، وهمام ـ أخي سهيل ـ ومالك بن عوف، وعلقمة بن علاثة، فكان صلی الله عليه و آله يعطي الواحد منهم مائة من الإبل ورعاتها، وأكثر من ذلك وأقل(2).
وجاء في (أعلام الورى) وفي (السيرة النبوية) لابن هشام:
«ثم رجع رسول الله صلی الله عليه و آله إلى الجعرانة بمن معه من الناس، وقسم بها ما أصاب من الغنائم يوم حنين في المؤلفة قلوبهم من قريش ومن سائر العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيئاً قليلاً ولا كثيراً.
قيل: إنه جعل للأنصار شيئاً يسيراً وأعطى الجمهور للمنافقين.
قال محمد بن إسحاق: وأعطى أبا سفيان بن حرب مائة بعير.
ومعاوية ابنه مائة بعير.
وحكيم بن حزام ـ من بني أسد بن عبد العزى ـ مائة بعير.
وأعطى النضر بن الحارث بن كلدة مائة بعير.
وأعطى العلاء بن حارثة الثقفي ـ حليف بني زهرة ـ مائة بعير.
وأعطى الحارث بن هشام ـ من بني مخزوم ـ مائة.
وجبير بن مطعم ـ من بني نوفل بن عبد مناف ـ مائة.
ومالك بن عوف النصرى مائة.
وأعطى علقمة بن علاثة مائة.
والأقرع بن حابس مائة.
وعيينة بن حصن مائة.
وأعطى سهيل بن عمرو مائة بعير.
وأعطى حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس مائة بعير.
وأعطى صفوان بن أمية مائة بعير.
وأعطى رسول الله صلی الله عليه و آله دون المائة رجالاً من قريش، منهم:
مخرمة بن نوفل الزهري.
وعمير بن وهب الجمحي.
وهشام بن عمرو ـ أخا بني عامر بن لؤي ـ .
وأعطى صلی الله عليه و آله سعيد بن يربوع بن عنكشة بن عامر بن مخزوم خمسين من الإبل، وأعطى السهمي خمسين من الإبل.
ثم ذكروا:
إنّ النبي صلی الله عليه و آله أعطى آخرين من المؤلفة قلوبهم ورؤوس الشرك ـ عند إسلامهم ـ تأليفاً لهم ولأقوامهم، ولسائر قريش من أهل مكّة، وهكذا أعطى آخرين من القبائل العربية، ذكر ابن هشام في سيرته منهم ما يلي:
طليق بن سفيان بن أمية.
وخالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية.
وشيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد الدار.
وأبو السنابل بن بعكك بن الحارث بن عميلة.
وعكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف.
وزهير بن أبي أمية بن المغيرة.
وخالد بن هشام بن المغيرة.
وهشام بن الوليد بن المغيرة.
وسفيان بن عبد الأسد.
والسائب بن أبي السائب بن عائذ.
ومطيع بن الأسود بن حارثة.
وأبو جهم بن حذيفة بن غانم.
وأحيحة بن أمية بن خلف.
وعمير بن وهب بن خلف.
وعدي بن قيس بن حذافة.
وهشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث.
ونوفل بن معاوية بن عروة بن صخر.
وعلقمة بن علاءة بن عوف.
ولبيد بن ربيعة بن كلاب.
وخالد بن هوذة بن ربيعة.
وعباس بن مرداس بن أبي عامر(3).
وهذا نموذج واحد من سياسة العطاء التي كان يمارسها رسول الله صلی الله عليه و آله في أيام تأسيس الحكومة الإسلامية الأولى على وجه الأرض.
ولعل هذا فريد من نوعه في تاريخ البشر عامة.
فإنّ البعير الواحد ذلك اليوم كان يعد ثروة للإنسان، تماماً مثل من يملك اليوم سيارة فخمة أو نحوها، بل وأكثر من ذلك.. فالبعير الواحد كان بمثابة سيارة، كما كان يؤكل لحمه، ويشرب لبنه، ويلبس وبره.
مثل ما لو أعطى شخص هذا اليوم لكل واحد من رؤساء المعارضة بعد خضوعهم وبعد قدرته عليهم خمسين سيارة أو نحو ذلك.
فهل يجد التاريخ لهذا نظيراً؟
هذه السياسة الإسلامية في تأليف الأعداء، وأقوام الأعداء، وأتباع الأعداء .. يجب أن يتبعها كل من يسير على خط رسول الله صلی الله عليه و آله ويريد تركيز الإسلام على وجه الأرض، بالحب والكلمة الطيبة، كما كان يفعل رسول الله صلی الله عليه و آله لابالعنف والسيف كما يفعله الاستعمار اليوم.
درعه مرهونة

ومن جزيل عطائه صلی الله عليه و آله ما حفظ التاريخ عنه، أنه صلی الله عليه و آله عند ما مات كانت درعه مرهونة على نفقة أهله.
فقد روي في (قرب الأسناد) عن أبي عبد الله الإمام الصادق عليه السلام ، عن أبيه أبي جعفرٍٍ الإمام الباقر عليه السلام أنه قال:
«إن رسول الله صلی الله عليه و آله لم يورث درهماً ولا ديناراً، ولا عبداً ولا وليدة، ولا شاة ولا بعيراً، ولقد قبض صلی الله عليه و آله وإن درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة