مشاهدة النسخة كاملة : الشيعة في مصر
حسن الروح
02-04-2009, 02:33 AM
الشيعة في مصر
المستبصر : صالح الورداني
http://www.shiaweb.org/shia/Shia_in_Egypt/index.html
................................................
الشيعة في مصر
من الإمام علي(ع) حتى الإمام الخميني(رح)
تأليف
الكاتب المصري صالح الورداني
http://aqaed.info/shialib/images/read.gif (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6379)http://aqaed.info/shialib/images/download.gif (http://aqaed.info/zip/)
حسن الروح
03-04-2009, 05:33 PM
الشيعة في مصر
لجاسم عثمان مرغي
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb123202-83331&search=books
حسن الروح
17-04-2009, 06:34 PM
هذه صورة كتاب الشيعة في مصر
من الإمام علي(ع) حتى الإمام الخميني(رح)
تأليف
الكاتب المصري صالح الورداني
http://www.neelwafurat.com/images/eg/abookstore/covers/normal/1/1013.gif
وهذا فهرس الكتاب
تمهيد (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6363)
التاريخ يتكلم (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6363#msr01)
صلاح الدين (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6367#msr02)
بقايا التشيع (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6362#msr03)
أعيان الشيعة في مصر (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6369#msr04)
مشاهد الشيعة في مصر (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6360#msr05)
رحلات شيعية (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6360#msr06)
الغارة على الشيعة (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6361#msr07)
رد الفعل الشيعي (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6361#msr08)
النشاط الشيعي (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6361#msr09)
جمعية آل البيت (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6364#msr10)
البهرة (http://aqaed.info/?p=shialib&/books/03/shia_msr/index.html&n=266&u=6364#msr11)
حسن الروح
17-04-2009, 06:37 PM
تمهيد..
في منتصف الأربعينات بدأ النشاط الشيعي يبرز في مصر على يد جماعة التقريب وقد استمر هذا النشاط حتى فترة السبعينات..
وفي السبعينات ظهرت جمعية آل البيت وكانت الظروف مساعدة لها في البداية إلا أنه بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران انعكس موقف الحكومة المعادي لإيران عليها وصدر قرار بوقف نشاطها..
وفي الثمانينات انعكست الثورة الإسلامية على الواقع الإسلامي بمصر رغم كل المحاولات المستميتة التي بذلت للقضاء على تأثير هذه الثورة على مسلمي مصر ونتج رغم الحصار الإعلامي تيار شيعي أخذ مكانه وسط التيارات الإسلامية البارزة في ميدان الحركة الإسلامية.
وظهرت دار البداية أول دار نشر شيعية في مصر ثم ظهرت بعدها دار الهدف لتحقق تواجد إعلامي شيعي مستمر وسط عشرات من دور النشر السلفية الوهابية المتربصة..
ولم يكن الطريق أمام هذه النشاطات سهلا ميسورا فقد شنت عليها غارات وغارات من وقف جمعية آل البيت إلى التنظيمات الشيعية المزعومة إلى حملات الدعاية والطعن والتشويه المستمر بلا توقف من الحكومة والأزهر والسلفيين.
وكأن هذا هو قدر الشيعة الثابت. أن تطاردهم السياسة. وأن يكونوا ضحاياها أئمة وأتباعا..
ولقد أدت هذه الحملات إلى خلق رد فعل دعائي للشيعة فاق حجمها بكثير. كما أوجد قاعدة إعلامية استثمرتها حركة التشيع. ثم جاءت أزمة الخليج وما تابعها من هزات سياسية وعقائدية للدول النفطية والإسلام السلفي الذي تدعمه. تلك الهزات التي أدت إلى فتح ثغرات في جدار الوهابية المعاصرة العقيدة المتربصة بالشيعة المحرضة عليها والتي تمثل الإسلام النفطي الذي يقف في مواجهة الإسلام الشيعي..
وإذا كانت حركة التشيع في مصر قد أخذت دفعتها الكبرى بعد قيام الثورة الإسلامية. فقد أخذت امتدادها بعد أزمة الخليج التي فتحت أعين مثقفي مصر على الشيعة وأطروحتها الإسلامية التي برزت كبديل عن الأطروحة السلفية النفطية..
والقطاع الغالب من شيعة مصر اليوم هم الشباب الذين تفرخوا من خلال مرحلة الثمانينات. مرحلة الحرب على الشيعة في مصر وردود الأفعال الشيعية عليها..
وليست هناك إحصائية دقيقة بعدد الشيعة في مصر اليوم. فالشيعة منتشرون في بقاع كثيرة من مصر. وإن الذين يلتزمون بالتقية منهم ربما يكونوا أكثر من المعلنين.
وليس الهدف من دراستنا هذه هو رصد حركة التشيع جغرافيا وعدديا. بل الهدف من هذه الدراسة هو إلقاء الضوء على جانب مجهول من تاريخ مصر لا زال يلقى بظلاله على الواقع..
الهدف هو الإجابة على سؤال يدور في الأذهان: هل التشيع ظاهرة طارئة على المجتمع المصري...؟
أم لها جذورها العميقة فيه...؟
هل تفاعلت مصر مع التشيع وتعايشت معه أم تنافرت منه وتباعدت..؟
سوف نحاول في هذا الكتاب الإجابة على هذه التساؤلات..
وأخيرا ليس هذا الكتاب سوى محاولة للتعرف على حقيقة هامة وهي أن التشيع في مصر هو الأصل. والتسنن وافد..
ولله الحمد والشكر ومنه التوفيق والسداد..
صالح الورداني
غرة ربيع الأول عام 1414 هـ
ص. ب: 163 / 11794
رمسيس / القاهرة
حسن الروح
17-04-2009, 06:46 PM
الشيعة محاولة تعريف..
الشيعة
كلفظ ورد في القرآن في تسعة مواضع..
ورد لفظ: شيعة..
وورد لفظ: شيع..
وورد لفظ: أشياع..
أما لفظ " شيعة " ففي قوله تعالى: (وإن من شيعته لإبراهيم).. (1)
وفي قوله تعالى: (.. هذا من شيعته وهذا من عدوه).. (2)
وفي قوله تعالى: (ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا).. (3)
وأما لفظ " شيع " ففي قوله تعالى: (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين).. (4)
وفي قوله تعالى: (.. أو يلبسكم شيعا).. (5)
وفي قوله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا..) (6)
وفي قوله تعالى: (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا).. (7)
وجاء لفظ " أشياع " في قوله تعالى: (ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر).. (8)
وفي قوله تعالى: (وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل).. (9)
وفي الأحاديث وردت في عدة مواضع نذكر منها:
قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: [ إن هذا - يقصد عليا - وشيعته لهم الفائزون ].. (10)
وقوله: [ وسألت ربي ألا يلبسهم شيعا ].. (11)
وقول الإمام علي في وقعة الجمل: [ قتلوا شيعتي وعمالي ].. (12)
الشيعة في الأحاديث:
ومن هذه الإشارات يتبين لنا أن كلمة شيعة إنما هي قديمة وهي كمصطلح تخص فئة معينة من المسلمين هي الفئة التي اتبعت الإمام علي ووالته وناصرته وهناك إشارات قوية كالحديث السابق ذكره تفيد أن الشيعة كجماعة وكتيار كان لها وجودها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
تأمل قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:.. ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا كتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي.. (13)
فهذا الحديث يشير أيضا إلى أن هناك فئة أو تيار يريد أن ينحرف عن آل البيت. من أجل ذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا الكلام الذي هو بمثابة وصية لأمته في حجة الوداع..
وهناك أحاديث أخرى على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم تحدد أن الإمام على هو الفيصل بين الحق والباطل والمسلم والمنافق مثل قول حذيفة: كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيئين: صلاة العتمة وبغض الإمام علي.. (14)
يقول أبو حاتم الرازي: أن الشيعة لقب قوم كانوا قد ألفوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في حياة الرسول وعرفوا به مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وغيرهم. وكانوا يقال لهم: شيعة علي وأصحاب علي.. (15)
إن ما تذكره كتب السيرة وكتب التاريخ أن الإمام علي كانت له شيعة متميزة ومعروفة بالأسماء في عهد الرسول وهي الفئة التي تحالفت معه ورفضت بيعة أبي بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن هذه الأسماء غير ما ذكر أبو حاتم: ابن عباس والعباس بن عبد المطلب وعبد الرحمن بن بديل الذي قتل مع علي في صفين وعبادة بن الصامت وجابر بن عبد الله وإبراهيم وأبو رافع وحذيفة بن اليمان.
وهؤلاء وغيرهم كانوا من شيعة علي من بين الصحابة وجميعهم أصحاب فضل ومكانة ودور بارز في حركة الدعوة الإسلامية.
وما تشيع هؤلاء لعلي إلا لمكانته الخاصة التي وضعه فيها الرسول والتي تشير إليها الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنن والتي تفهم منها الشيعة أن للإمام علي دور خاص من بعد الرسول.. (16)
أما الطرف السني فيفهم النصوص الواردة في الإمام علي. على أساس أنها فضائل لا تجعل له ميزة خاصة حتى أنهم ساووه بمعاوية.. (17)
مصدر التلقي:
من هنا حصر الشيعة مصدر التلقي في دائرة آل البيت واعتبروهم قدوتهم وقادتهم وولايتهم واجبة باعتبارهم الفئة الموكل لها حفظ الدين من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.. (18)
أما أهل السنة فدائرة التلقي عندهم لا حدود لها فهم يتلقون دينهم من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين دون تمييز على أساس حديث [ خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه ] (19)
وأهل السنة يقرون بمكانة آل البيت ويعترفون بفضلهم وحبهم غير أن هذا الموقف لا يخرج عن كونه موقف تبريري في مواجهة النصوص الكثيرة الخاصة بآل البيت. ذلك الموقف الذي اضطرهم إلى تأويل هذه النصوص إلى معان أخرى ووجهوها وجهة عكس وجهة الشيعة.. (20)
ومن الملاحظ للباحثين أن فقه آل البيت وعلومهم لا وجود له في تراث أهل السنة كذلك الأمر بالنسبة للأحاديث التي رويت من طرقهم والتي لا وجود لها في البخاري وكتب السنن الأخرى.. (21)
وهذا الأمر إن دل على شئ فإنما يدل على تدخل السياسة في حركة تدوين التراث الإسلامي بحيث حكرته في طائفة محددة هي أهل السنة وحرمت الأمة من نتاجات المدارس الأخرى وفي مقدمتها مدرسة آل البيت.. (22)
يقول السيد مرتضى العسكري: أما كيف نشأ الخلاف في كل هذه المسائل؟
فلعل الباحث المتتبع يدرك بسهولة ويسر أنها نشأت على أثر تدخل الحكام فيها مدى القرون. فإن الحكام - على الأغلب - كانوا إذا اقتضت سياسة الحكم عندهم أمرا أقروه ثم أول المتزلفون إليهم القرآن بموجبه ورووا الحديث عن النبي في تأييدهم.. ثم أصبح ما تبناه الحكام قانونا يعمل به ومثل الإسلام الرسمي. وأهمل ما خالفه ونبذ المخالف وعوقب بقسوة إلى حد القتل تارة. وأخرى دون ذلك.
وأخيرا ارتأت السلطات أن تقسر الأمة على الأخذ بفتاوى أحد أئمة المذاهب الأربعة في الفقه وآراء الأشعري في العقائد..
وجمد طوائف من المسلمين على تقليد مؤلفي الصحاح في الحديث وخاصة البخاري ومسلم. فسدوا على أنفسهم باب العلم بسدهم باب البحث في الحديث كما سد عليهم باب الاجتهاد بقسرهم على تقليد أحد المذاهب الأربعة.
وإذا كانت غالبية الأمة تابعت حكامها في ما أقرت وتبنت. فقد كان في الأمة أئمة جاهدت في سبيل الحفاظ على التشريع الإسلامي من الضياع والتبديل وعلى سنة الرسول من التحريف والتصحيف. وأولئك هم أئمة أهل بيت الرسالة. وتابعهم من الأمة من سموا بشيعة أهل البيت حمل علماؤهم الحديث بعد النبي عن أئمة أهل البيت متمثلين بقول الشاعر:
ووال أناسا قولهم وحديثهم * روى جدنا عن جبرائيل عن الباري
ولما كان الناس على دين ملوكهم رأوا الإسلام متمثلا بحكامهم وما تبنوه من حكم وعقيدة وسنة منسوبة إلى النبي وسموا من تابع الحكام بأهل السنة والجماعة..
وسموا من خالف الحكام وتابع أئمة أهل البيت بالرفضة وطاردت الحكومات المتعاقبة أئمة آل البيت أولا. ثم طاردت شيعتهم من بعدهم ورمتهم بأنواع التهم.. (23)
أصول الشيعة:
يعتقد الشيعة أن أصول الدين أربعة هي:
- التوحيد..
- النبوة..
- الإمامة..
- المعاد..
أما التوحيد فيعني لا إله إلا الله وعدم وجود شريك له في الربوبية وإخلاص العبادة له فمن أشرك في عبادته أحدا من خلقه كفر. وكون الشيعة تبيح التبرك بأئمة آل البيت والتوسل إلى الله بمنزلتهم لا يتناقض هذا مع مفهوم إخلاص العبادة لله.. (24)
وفيما يتعلق بالأسماء والصفات يتبنى الشيعة موقفا يختلف مع أهل السنة ويلتقي مع المعتزلة في بعض جوانبه.. (25)
أما النبوة فتعني شهادة أن محمدا رسول الله. وتعني الإيمان بجميع الأنبياء والرسل.
وتعني الإيمان بعصمة الرسول عصمة كلية من الخطأ والخطيئة طوال حياته.. (26)
وتؤمن الشيعة أن الكتاب الذي أنزل على محمد لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة وهو ما عليه الإجماع. ومن اعتقد أو ادعى النبوة أو نزول وحي أو كتاب عليه بعد النبي فهو كافر.. (27)
والإمامة هي الأصل الذي تتميز به الشيعة على أهل السنة وسائر الفرق الأخرى وهي تعني أن النبي ينص على الإمام من بعده بوحي من الله وهو قد نص على علي. وعلي نص على الحسن. والحسن نص على الحسين. والحسين نص على علي زين العابدين. وعلي نص علي الباقر. والباقر نص علي جعفر الصادق. والصادق نص على موسى الكاظم. والكاظم نص على علي الرضا.
والرضا نص على محمد الجواد. والجواد نص على علي الهادي. والهادي نص على الحسن العسكري. والعسكري عين الإمام المهدي المنتظر.. (28)
وتعتقد الشيعة بعصمة الأئمة وهي نتيجة منطقية لاعتقادهم أن الإمامة منصب إلهي امتداد لمنصب الرسول لكن عصمة الإمام تعد أقل من عصمة الرسول على أساس أن مهمة الإمام هي مهمة تكميلية أقل من مهمة الرسول.
ونظرا لكون الشيعة تتعبد بالنصوص وهي التي تقوم عقائدها على أساسها فإن قضية عصمة الأئمة لها أدلتها من الكتاب والسنة.. (29)
أما المعاد فيقصد به البعث والحساب والجنة والنار والملائكة إلى كل ما يتعلق بالغيب وهم بهذا الاعتقاد يلتقون مع أهل السنة وسائر المسلمين..
لقد طاردت السياسة حركة التشيع وحاصرتها وألصقت بها شتى الأسماء والمسميات فتارة يسمونها السبئية نسبة لعبد الله بن سبأ اليهودي.. (30)
وتارة يسمونها الرافضة وتارة يسمونها الجعفرية وهي مسميات تفوح منها رائحة السياسة.. (31)
ولقد عمدت كتب الفرق إلى محاولة تصوير الشيعة وكأنها فرقة ممزقة متناقضة تتصارع تياراتها فيما بينها حول أفكار ساذجة سطحية مع تعمد تصوير أهل السنة. وكأنهم الحكم والمقياس في الخلافات التي وقعت بين الفرق.. (32)
ومع الأسف وقع كثير من المصنفين والباحثين على مستوى الماضي والحاضر في متاهة الفرق واعتمدوا هذه الكتب كمراجع معصومة.. عند الحكم على الشيعة أو أي فرقة مخالفة لنهج أهل السنة.. (33)
____________
(1) سورة الصافات..
(2) سورة القصص..
(3) سورة مريم..
(4) سورة الحجر..
(5) سورة الأنعام..
(6) سورة الأنعام..
(7) سورة القصص..
(8) سورة القمر..
(9) سورة سبأ..
(10) الدر المنثور في تفسير كتاب الله بالمأثور. تفسير قوله تعالى (أولئك خير البرية) قال المصنف السيوطي: أخرج بن عساكر عن جابر بن عبد الله قال:
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علي. فقال النبي: [ والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ]..
(11) مسند أحمد بن حنبل وسنن ابن ماجه كتاب الفتن..
(12) وقعة صفين لنصر بن مزاحم..
(13) رواه مسلم في باب فضائل الإمام علي. كما رواه أحمد والهيثمي في مجمع الزوائد. كذلك رواه الترمذي والحاكم. وانظر حديث الغدير الشهير الذي يقول فيه الرسول لعلي: [ اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ].. رواه أحمد بإسناد صحيح. ويذكر أن هذا الحديث جزء من خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع..
(14) رواه مسلم. وعن علي قال: [ عهد إلي النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبني إلا مؤمن. ولا يبغضني إلا منافق ].. راجع صحيح مسلم كتاب الإيمان. ومسند أحمد والترمذي وابن ماجه باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(15) كتاب الزينة وهو مخطوط. وأبو حاتم من أعيان القرن الرابع. توفي 322 هـ (16) من هذه الأحاديث حديث الثقلين المذكور. وحديث [ أنت مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبي بعدي ].. أخرجه الستة.. وحديث [ لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ].. وقد أعطاها الرسول عليا. رواه أحمد والترمذي ومسلم وحديث الكساء المشهور الذي جمع فيه الرسول أهل بيته وهم علي وفاطمة والحسن والحسين وأدخلهم تحت كساءه وقال: [ اللهم إن هؤلاء آل بيتي ] وغيرها كثير..
(17) يعتقد أهل السنة أن الصحابة جميعهم عدول وهنا يتساوى معاوية مع الإمام علي. كما يعتقدون أن جميع المخالفات والجنايات التي ارتكبها الصحابة هي من قبيل الاجتهاد المستحق صاحبه للثواب. راجع العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي وراجع لنا حركة آل البيت وعقائد السنة وعقائد الشيعة..
(18) هنا تبرز قضية الإمامة عند الشيعة وأهميتها ودورها في حفظ الدين بعد الرسول وإقامة الحجة والتعبير الحقيقي عن الإسلام في وسط ممزق واتجاهات تبرز للإسلام صورا مريبة ومنقوصة.
(19) رواه البخاري باب فضائل أصحاب النبي انظر العقيدة الطحاوية والعواصم من القواصم..
(20) يعرف أهل السنة آل البيت على أنهم بنو عبد المطلب. والبعض قال إنهم قريش كلهم. وقال البعض إنهم علي وفاطمة والحسن والحسين وأزواج النبي والعباس وولده. والمشهور أنهم الذين حرمت عليهم الصدقة. وهذا الخلاف في التعريف فيه رائحة السياسة إذ الهدف منه تمييع فكرة آل البيت في نفوس المسلمين حتى لا تتجه أبصارهم نحو علي وأولاده الذين قصدهم الرسول وعرفهم. أنظر العقيدة الواسطية لابن تيمية والعقيدة الطحاوية للطحاوي..
(21) لا يوجد من بين علماء السنة من يستشهد بكتب الفقه الشيعية أو يعترف بها. وهناك تحذيرات متوارثة عبر الأجيال المسلمة من كتب معينة لمجرد أن أصحابها متهمون بالتشيع مثل مروج الذهب للمسعودي وهو كتاب تاريخ. والإمامة والسياسة لابن قتيبة. وتاريخ الطبري..
(22) عاصر البخاري ومسلم وجامعي الأحاديث أئمة آل البيت في زمانهم ولم يرووا عنهم مع أنهم الأقرب للرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأسباب واضحة. ومن المعروف أن مدرسة آل البيت أسست معظم علوم الإسلام من فقه وحديث وتفسير ولغة وغيرها. أنظر تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام للسيد حسن الصدر..
(23) مقدمة كتاب أصل الشيعة وأصولها. وللتوسع في هذا الأمر أنظر تاريخ الشيعة للمظفر وأضواء على السنة لمحمود أبو رية والنص والاجتهاد لعبد الحسين شرف الدين - وتاريخ الحديث للسيد مرتضى العسكري. ومن المعروف أن الظاهر بيبرس أصدر مرسوما بغرض المذاهب الأربعة وتحريم ما عداها عام 665 هـ . أنظر الخطط للمقريزي ص 161.
(24) هذا ما تقول به المذاهب الأربعة وكثير من أهل العلم ولم يشذ عنه سوى بعض الحنابلة وفي مقدمتهم ابن تيمية الذي ارتكزت على موقفه الدعوة الوهابية في العصر الحديث..
(25) ترفض الشيعة كل الروايات التي وردت في السنن والتي تصور أن الله يضحك أو يضع قدمه في النار أو ينزل إلى السماء الدنيا أو يرى يوم القيامة. فكل هذه وأمثالها نصوص تؤدي إلى التشبيه والتجسيم. وهذه النصوص محل تسليم مطلق عند السنة. انظر العقيدة الطحاوية للطحاوي والعقيدة الواسطية لابن تيمية وكتب العقائد..
ويميل الشيعة إلى تأويل النصوص المتعلقة بأسماء الله وصفاته. فيؤولون اليد في الآيات بالقدرة والعرش بالاستيلاء والوجه بالذات ومجئ الله بمجيئ أمره إلى آخر الآيات التي تتعلق بالأسماء والصفات.. أنظر عقائد الإمامية. واليقين في معرفة أصول الدين ودراسات في العقيدة الإسلامية.
وانظر لنا عقائد الشيعة وعقائد السنة..
(26) العصمة عند أهل السنة جزئية. أي أن الرسول معصوم في جانب التبليغ فقط ويجوز عليه الخطأ والنسيان حتى أنه سحر وكان يقول القول ولا يدري ويأتي النساء ولا يأتيها. أنظر أحاديث السحر في البخاري وأنظر لنا فقه الهزيمة فصل شخصية الرسول..
(27) الأخبار الواردة عن تحريف القرآن من طرق الشيعة ضعيفة وشاذة. ويذكر أن هناك أخبار لدى السنة تفيد تحريف القرآن أيضا. أنظر كتب تاريخ القرآن مثل تاريخ القرآن للزنجاني وعبد الصبور شاهين وانظر حديث حذيفة بصحيح مسلم باب الزكاة الذي يفيد أنه كانت هناك سورا متداولة بين الصحابة غير سور القرآن. وانظر أكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة..
(28) هؤلاء هم الأئمة الاثني عشر الذين تحصر الشيعة مفهوم آل البيت في دائرتهم وقد بشرت بهم الأحاديث عند السنة والشيعة. غير أن السنة لا تذكر أسمائهم وتعتقد أن منهم الخلفاء الأربعة واختلفوا في الثمانية الباقين بين خلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس. راجع شرح الحديث في فتح الباري شرح صحيح البخاري آخر باب الأحكام وفي صحيح مسلم شرح النووي وفي العقيدة الطحاوية وتاريخ الخلفاء للسيوطي.. وفيما يتعلق بالإمام المهدي فالشيعة تعتقد في غيبته وأنه حي مستور منذ عام 255 هـ وهذا الاعتقاد له أدلته ومبرراته عندهم..
(29) في مقدمة أدلة الشيعة في قضية العصمة قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).. الأحزاب.. وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم [ إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ].. أنظر لنا الشيعة والسنة حوارات ومناقشات. وانظر عقائد الإمامية واليقين في أصول الدين. وتقابل فكرة العصمة عند الشيعة فكرة عدالة الصحابة عند السنة. والفرق بينهما أن الشيعة حصرتها في الأئمة اثنى عشر بينما السنة أشاعتها في جميع الصحابة. أنظر العقيدة الواسطية وتأمل كلام ابن تيمية عن الصحابة.. وكذلك العواصم من القواصم.
(30) إلصاق الشيعة بابن سبأ الهدف منه التشكيك في نشأة الشيعة وربطها باليهود انظر عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى للسيد مرتضى العسكري.
وعبد الله بن سبأ دراسة تاريخية. وهي كتب تبحث في حقيقة ابن سبأ وتخرج في النهاية بنتيجة مفادها أن ابن سبأ شخصية وهمية.
(31) ألصق اسم الرافضة بالشيعة لرفض الشيعة لزيد بن علي بن الحسين لأنه أقر بخلافة أبي بكر وعمر حسبما يقال. أما اسم الجعفرية فقد ألصق بالشيعة نتيجة لحالة البروز العلمي العلني في عهد الإمام السادس جعفر الصادق والتي كانت حالة البروز الأولى في تاريخ الشيعة..
(32) أنظر الفرق بين الفرق للبغدادي. والملل والنحل للشهرستاني ومقالات الإسلاميين للأشعري..
(33) أنظر لنا فقه الهزيمة فصل العقيدة.. وعقائد السنة وعقائد الشيعة..
حسن الروح
17-04-2009, 07:07 PM
التاريخ يتكلم
هل - التشيع في مصر بدأ مع الفاطميين . . ؟
يجيب المقريزي بقوله كان التشييع معروفا بأرض مصر قبل ذلك .
وينقل رواية الكندي في كتاب " الموالي " عن عبد الله بن لهيعة أنه قال قال يزيد بن أبي حبيب : نشأت بمصر وهي علوية فقلبتها عثمانية . . ( 1 )
ويذكر لنا التاريخ ثورة محمد بن أبي حذيفة في مصر عام 35 ه والتي خلع فيها والي عثمان عقبة بن عامر وجمع الناس وألبهم على عثمان ودخل في صدام مع أنصاره في مصر وحبس بعضهم بعد أن تمكن منهم وهم " بسر بن أرطأه " و " معاوية بن خديج " .
ثم بعث ابن أبي حذيفة بقوة إلى عثمان بالمدينة ساهمت في الثورة عليه وقتله . . ( 2 ) وحين عادت القوة إلى مصر بعد مصرع عثمان دخلت البلاد وهي ترتجل :
* خذها إليك واحذرن أبا الحسن *
* إنا نمر الحرب إمرار الوسن *
* بالسيف كي تخمد نيران الفتن . . *
فلما دخلوا المسجد صاحوا لسنا قتلة عثمان ولكن الله قتله . . ( 3 )
-
وكان من أمر شيعة عثمان أن جمعوا صفوفهم وانطلقوا إلى معاوية وبايعوه على الطلب بدم عثمان . فسار بهم معاوية إلى الصعيد وهزم أصحاب ابن أبي حذيفة . . وبعث ابن أبي حذيفة
بجيش آخر عليه قيس بن حرمل فاقتتلوا في ( خربتا ) أول شهر رمضان عام 36 ه فقتل قيس وسار معاوية إلى مصر فخرج إليه ابن أبي حذيفة في أهل مصر فمنعوه أن يدخلها ثم حدث
اتفاق بين الطرفين على أن يسلم قادة الشيعة الثلاثة أنفسهم لمعاوية كرهائن إلى حين يتم القبض على قتلة عثمان إلا أن معاوية غدر بالقادة الثلاثة واستولى على مصر . . ( 4 ) ولما
بلغ علي بن مصاب أبي حذيفة بعث قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري على مصر فدخلها سنة سبع وثلاثين واستمال الخارجين بأهل خربتا ومصر يومئذ من جيش علي إلا أهل خربتا
الخارجين بها . . ( 5 ) ثم أوقع معاوية بين قيس والإمام علي .
وتم عزل قيس وتولية محمد بن أبي بكر الذي لم يتمكن من الصمود أمام جيش معاوية بقيادة عمرو بن العاص وسقط قتيلا في عام 38 ه ولم يمكث في الحكم سوى خمسة أشهر . . ( 6 )
ويبدو أن محمد بن أبي بكر استفز القوم في مصر كما لم يتمكن من التصدي لهذا التحدي الخارجي القادم من الشام بالإضافة إلى مواجهة الفتن في الداخل . . وبعد سقوط بني أمية
وقيام دولة بني العباس ظهرت دعوة بني حسن بن علي بمصر وتكلم الناس بها . وبايع كثير منهم لعلي بن محمد بن عبد الله . وكان أول علوي قدم مصر . وقام بأمر دعوته خالد بن
سعيد بن حبيش الصوفي من خاصة الإمام علي وشيعته وحضر الدار في قتل عثمان . . ( 7 ) وما زالت شيعة علي بمصر إلى أن ورد كتاب المتوكل على الله إلى مصر يأمر فيه بإخراج
آل أبي طالب من مصر إلى العراق فأخرجوا في رجب عام 236 ه . . واستتر من كان بمصر على رأس العلوية .
وقام يزيد بن عبد الله أمير مصر يومئذ بتتبع الروافض وحملهم إلى العراق . .
ومات المتوكل وجاء المستنصر فورد كتابه إلى مصر بألا يقبل علوي ضيعه . ولا يركب فرسا . ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها .
وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا العبد الواحد .
ومن كان بينه وبين أحد من الطالبيين خصومة قبل قول خصمه فيه ولم يطالب ببينة . . ( 8 ) وجاء المستعين واستمرت سياسة التهجير لشيعة مصر من الطالبيين . .
وهذه السياسة التي مارستها حكومات بني العباس ضد أبناء آل البيت في مصر إنما كان الهدف منها القضاء على الوجود الشيعي في مصر بنفي قيادات الشيعة والعناصر الفاعلة في
دائرتها ليتم عزل جماهير الشيعة تمهيدا لاحتوائها وتصفيتها . . وفي عام 252 ه قامت ثورة شيعية بالإسكندرية بقيادة جابر بن الوليد المدلجي واجتمع إليه خلق كثير من بني مدلج وهزم
جيش العباسيين وقوي أمره وأتاه الناس وتمكن من السيطرة على الوجه البحري . إلا أن هذه الثورة لم تنجح . . ( 9 ) ثم حدثت ثورة أخرى صغيرة قادها بغا الأكبر - يمتد نسبه إلى الحسين - في الصعيد .
وقامت بعدها ثورة أخرى قادها بغا الأصغر فيما بين الإسكندرية وبرقة في عام 255 ه . في عهد ابن طولون وسار في جمع إلى الصعيد لكنه قتل . .
وثار ابن الصوفي العلوي في الصعيد واستولى على إسنا وهزم جيش ابن طولون لكنه هزم في إخميم وفر إلى مكه وقبض عليه ابن طولون بعد ذلك . .
وفي عهد خمارويه بن أحمد بن طولون ظهر رجل ينكر أن أحدا خيرا من أهل البيت فوثب عليه العامة وضرب بالسياط في عام 285 ه . . ( 10 ) وحدث صدام بين جمع من الأهالي
والجند أمام الجامع العتيق - جامع عمرو - بسبب لوحة على باب الجامع ذكر فيها الصحابة والقرآن . وأراد الأهالي خلعها فتصدى لهم الجند ووقعت إصابات في الجانبين . . ( 11 )
يقول المقريزي : وما زال أمر الشيعة يقوى في مصر إلى أن دخلت سنة 350 ه ففي يوم عاشوراء وقعت منازعة بين الجند وبين جماعة من الرعية عند قبر كلثوم
العلوية بسبب ذكر السلف والنوح وقتل فيها جماعة من الطرفين . . وتعصب السودان - الجنود - على الرعية فكانوا إذا لقوا أحدا قالوا : من خالك . . ؟ فإن لم يقل معاوية بطشوا به وشلحوه
. ثم كثر القول : معاوية خال علي . . ( 12 ) وكان على باب الجامع العتيق شيخان من العامة يناديان في كل يوم جمعة في رجوة الناس من الخاص والعام : معاوية خالي وخال المؤمنين .
وكاتب الوحي ورديف رسول الله - وهذا أحسن ما يقولونه - وإلا فقد كانوا يقولون : معاوية خال علي من ها هنا - ويشيرون إلى أصل الأذن - ويلقون أبا جعفر الحسيني فيقولون له ذلك في وجهه .
وكان بمصر أسود يصيح دائما : معاوية خال علي فقتل بتنيس أيام القائد جوهر . . ( 13 ) وقد قام خصوم الشيعة في مصر بمظاهرة في عهد كافور الأخشيدي يطالبونه فيها بنصرة إخوانهم الذين ثار عليهم الطالبيين بمكة . . ( 14 )
واستمرت مطاردة الشيعة وضربهم كلما ظهرت لهم شعيرة أو ارتفع لهم صوت وضرب رجل شيعي بالسياط وجعل في عنقه غل وحبس حتى مات وأراد العامة نبش قبره إلا أن جند كافور منعوهم . .
وفي عام 356 ه كتب على المساجد ذكر الصحابة والتفضيل أي تفضيل أبي بكر على علي . لكن كافور أمر بإزالته . .
ومثل هذا السرد التاريخي إن دل على شئ فإنما يدل على أن الشيعة كان لها وجودها البارز والفعال على الساحة المصرية وفي قلب القاعدة الشعبية .
وهذه الوقائع تشهد على هذا فهي رد فعل سني تجاه هذا التواجد المستفز لهم . .
_______________
( 1 ) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية ج 2
( 2 ) المرجع السابق ج 1 وانظر أيضا النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة . .
( 3 ) المرجع السابق ج 1 انظر النجوم الزاهرة . .
( 4 ) أنظر تفاصيل هذا الاتفاق في الخطط . ج 3 ص 265 . .
( 5 ) المرجع السابق والنجوم الزاهرة . يروي ابن تغري : وأقامت شيعة عثمان بخربتا إلى أن جاء معاوية من الشام إلى مصر فخرج إليه ابن أبي حذيفة بأصحابه فمنعوه من الدخول إلى الفسطاط ثم اتفقا على أن يجعلا رهنا ويتركا الحرب .
فاستخلف محمد بن أبي حذيفة على مصر الحكم بن الصلت وخرج في الرهن وعدة من قتلة عثمان فلما وصلوا إلى معاوية قبض عليهم وحبسهم وسار إلى دمشق . فهربوا من السجن فتتبعهم أمير فلسطين حتى ظفر بهم وقتلهم في ذي الحجة عام 36 ه . .
( 6 ) أنظر الخطط والنجوم . . يروي ابن تغري : لما اختل أمر مصر على محمد ابن أبي بكر وبلغ علي قال : ما لمصر إلا أحد الرجلين صاحبنا الذي عزلناه قيس بن سعد - ومالك بن الحارث الأشتر . وكتب عيون معاوية إليه بولاية الأشتر على مصر فشق عليه وعظم ذلك لديه . فكان أن دبر قتله بالسم ومات بالقرب من عين شمس . .
( 7 ) أنظر الخطط ج 3 ص 270 / 271 . .
( 8 ) المرجع السابق . .
( 9 ) المرجع السابق . .
( 10 ) المرجع السابق . .
( 11 ) المرجع السابق . .
( 12 ) المرجع السابق . .
( 13 ) المرجع السابق . .
( 14 ) المرجع السابق . .
حسن الروح
17-04-2009, 07:21 PM
بين العباسيين والفاطميين :
وبعد سقوط الأخشيديين ودخول الفاطميين مصر ظهر مذهب التشيع وأذن في مساجد مصر الجامعة وغيرها : حي على خير العمل .
وبدأت الشعارات الشيعية تبرز على ساحة الواقع ومنها الجهر بأفضلية علي والصلاة عليه وعلى الحسن
والحسين وفاطمة .
ودارت الدائرة وهم جوهر الصقلي بإحراق رحبة الصيارفة بسبب تظاهرهم ضد الحكومة رافعين شعار : معاوية خال علي . . ( 15 ) وصدر الأمر بالجهر بالبسملة وكتب على سائر
الأماكن في مصر : خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي . وأمر بالصوم والفطر على مذهب الشيعة . وقطعت صلاة التراويح من جميع البلاد المصرية . . ( 16 )
وفي ربيع 385 ه جلس القاضي محمد بن النعمان على كرسي بالقصر في القاهرة لقراءة علوم أهل البيت .
وتسارع الناس إلى الدخول في الدعوة فقدموا من سائر النواحي والضياع فكان للرجال يوم الأحد والنساء يوم الأربعاء . للأشراف وذوي الحاجة يوم الثلاثاء .
وتزاحم الناس على الدخول في الدعوة فمات عدة من الرجال والنساء . . ( 17 ) ولم تواجه جماهير السنة في مصر أية ضغوط من قبل الدولة الفاطمية لإجبارها على التخلي عن مذهبها كما أشاع خصوم الفاطميين .
وإنما الجماهير هي التي زحفت طواعية نحو دعوة آل البيت حتى تحول أنصار مذهب السنة إلى أقلية .
وقد كانت الحرب الدعائية على أشدها ضد الفاطميين من قبل العباسيين في بغداد .
ومن صور هذه الحرب إعلان العباسيين وثيقة وقع عليها وجهاء من السنة . والشيعة تدعي بطلان دعوى الفاطميين في الانتساب إلى آل البيت . . ( 18 ) وقد تأثرت الكتابات التاريخية
التي رصدت تلك الفترة بهذه الحرب وانحازت إلى صف العباسيين السنة . وبرز هذا الأمر بوضوح بعد سقوط الدولة الفاطمية على أيدي الأيوبيين . . ( 19 )
ويدافع المقريزي عن حملات التشكيك التي وجهت للفاطميين في مسألة نسبهم لآل البيت ومحاولة نسبتهم لليهود والمجوس . .
يقول المقريزي : وهذه أقوال إن أنصفت يتبين لك أنها موضوعة . فإن بني علي قد كانوا إذ ذاك على غاية من وفور العدد وجلالة القدر عند الشيعة . فما الحامل لشيعتهم على الإعراض
عنهم والدعاء لابن مجوس أو لابن يهودي . فهذا مما لا يفعله أحد ولو بلغ الغاية في الجهل والسخف . . وإنما جاء ذلك من قبيل ضعفة خلفاء بني العباس عندما غضوا بمكان الفاطميين.
وأسجل القضاء بنفيهم من نسب العلويين وشهد بذلك من أعلام الناس جماعة منهم الشريفان الرضي والمرتضى وأبو حامد الإسفراييني في عدة وافرة عندما جمعوا لذلك في سنة 402 ه
أيام القادر . . وكانت شهادة القوم في ذلك على السماع لما اشتهر وعرف بين الناس ببغداد وأهلها إنما هم شيعة بني العباس الطاعنون في هذا النسب والمتطيرون من بني علي الفاعلون
فيهم منذ ابتداء دولتهم الأفاعيل القبيحة . فنقل الأخباريون وأهل التاريخ . ذلك كما سمعوه ورووه حسبما تلقوه من غير تدبر . .
( 20 )
* الفاطميون ومصر :
لم تستفد مصر من ولاتها الذين حكموها منذ الفتح الإسلامي قدر ما استفادت وانتفعت من الفاطميين على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية وأن بناء القاهرة
والجامع الأزهر لهما خير دليل على ذلك . . والتاريخ يحدثنا عن نهضة واسعة في الحياة الفكرية والأدبية في العصر الفاطمي كما يحدثنا عن ازدهار العلوم الفلسفية والرياضيات والفلك والتنجيم والطب .
ويقول الدكتور محمد كامل حسين : . . في العصر الفاطمي نرى تطورا جارفا في الحياة الفكرية ولا سيما في العلوم الفلسفية على اختلاف ألوانها وفنونها . إذ ازدهرت هذه العلوم ورعاها الخلفاء الفاطميون .
بل كان هؤلاء الخلفاء من العلماء المبرزين في بعض هذه العلوم . وخاصة في الإلهيات والفلك . . وقد اهتم الفاطميون برصد النجوم واهتموا بعلماء الرياضيات اهتماما خاصا . . كما اهتموا بالشعر واتخذوه وسيلة من وسائل دعوتهم السياسية .
وكان الفاطميون أساتذة فن الدعاية واتخذوا لها كل الوسائل الممكنة في عصرهم وجندوا للدعاية كل من يفيدهم في هذا
المضمار . . ولا أكاد أعرف دولة من الدول الإسلامية أقامت للشعراء هذا التمجيد . أو اهتمت بهم هذا الاهتمام فلا غرو إذا إن ازدهر الشعر المصري ازدهارا لم يعرف من قبل . .
( 21 )
ويقول الدكتور عبد المنعم الماجد : . . ويرجع الفضل إلى الفاطميين في خلق أهمية مركز مصر الدولي للتجارة . إذ أنهم عرفوا مزايا الموقع الجغرافي لمصر في مفترق القارات لتربط
بين عالمين ولكي يسهل الفاطميون نقل التجارة بين الشرق والغرب فتحوا القنال بين النيل والبحر الأحمر وهو ما عرف في عهد المستنصر بالخليج الحاكمي نسبة إلى الحاكم بأمر الله . . ( 22 )
وقد ذكر الرحالة ناصر خسرو عندما مر بمصر في تلك الفترة : أن المصريين كانوا في حالة حسنة جدا . وأنه رأى أموالا يملكها بعض المصريين لو ذكرها أو وصفها لما صدقه أحد . فهي لا تقع تحت تحديد أو حصر . وهي للنصارى والمسلمين على السواء . . ( 23 )
وذكر أيضا : وقد رأيت الأمن والعدل فيما رأيت من بلاد العرب والعجم في أربعة مواضع : الأول بالدشت أيام نشكر خان . والثاني بالديلم أيام أمير الأمراء جستان بن إبراهيم والثالث
بمصر أيام المستنصر بالله أمير المؤمنين . والرابع بطبس أيام الأمير أبي الحسن بن محمد . فلم أسمع على كثرة ما سافرت بهذه الجهات عن الأمن ولم أره . . ( 24 )
لقد أصحبت مصر لأول مرة في التاريخ مركز الحكم والتوجيه وتحولت القاهرة إلى عاصمة للعالم الإسلامي كما أصحبت منارة العلم وقبلة المتعلمين وذلك بفضل الفاطميين الشيعة .
وكانت الدولة الفاطمية تمتد من أقصى المحيط الأطلسي إلى الفرات وبلغت دعوتها إلى أقصى انتشارها ووصل غناها إلى الذروة . وهكذا كان حال الدولة الفاطمية حين تسلمها المستنصر بالله الخليفة الثامن من خلفاء الفاطميين . . ( 25 )
وكانت الدولة الفاطمية في خلافة الظاهر والد المستنصر في غاية الاستقرار والرفاهية ولأجل ذلك مال الظاهر إلى الدعة والراحة ولما جاء المستنصر ركن إلى
هذا الحال . . ( 26 )
وقد ازدهرت الحركة العمرانية في عهد الفاطميين كما ازدهرت صناعة النسيج واشتهرت مصر بصناعة أنواع خاصة من النسيج .
وكانت الحكومة تقوم بكسوة موظفيها في الصيف والشتاء وكسوة العامة من الفقراء والمحتاجين . . ( 27 ) ولم تكن المواكب المترفة غاية الترف التي كانت تخرج في شوارع القاهرة في
المناسبات الدينية كعيد الفطر والأضحى وبداية رمضان وكذلك في عيد ميلاد الخليفة - هذه المواكب تشير في دلالة واضحة إلى حالة الرخاء والسعة التي كانت تعيشها في تلك الفترة . .
وجميع أفراد الشعب كانوا يتأنقون لهذه المواكب فيلبسون أغلى الملابس وأروعها والتي كانت تصنع في دور الطرز المصرية . وهي أماكن لصناعة الملابس أغلبها مذهبة . يشملها زي مصري عام ذو أكمام واسعة . . وقد بلغت الناس غاية التأنق في عهد الظاهر . . ( 28 )
وكان الخليفة العزيز يقول : أحب أن أرى النعم عند كل الناس ظاهرة . وأرى عليهم الذهب والفضة والجوهر. ولهم الخيل واللباس والضياع والعقار. وأن يكون ذلك كله من عندي.. ( 29 )
ويروي المؤرخون الكثير عن عدل المستنصر ورحمته بالناس فقد كان يعطي الدواء لمن يطلبه المجان ويخالط الناس ويسمع شكواهم وقد أحبته الرعية حبا شديدا . . ( 30 )
كما يروى أن النفقة على قافلة الحج في عهد المستنصر بلغت مائتي ألف دينار ولم تبلغ هذه النفقة مثل ذلك في دولة من الدول حيث كانت تشمل ثمن الطيب والشمع والحماية والصدقة
وأجرة الجمال ومعونة خدم القافلة ومن يسير معها من العسكر الذين بلغت نفقاتهم في عهد المستنصر ستين ألف دينار زيادة على مرتباتهم أو ألف دينار في اليوم . . ( 31 )
وقد أنشأ الحاكم بأمر الله دار الحكمة أو دار العلم في عام 395 ه وزودها
بالكتب من كل نوع في العلوم والآداب والعقائد وكان الطلاب يفدون إليها من شتى الأقطار . فكانت أشبه بجامعة تتكون من عدة كليات .. وكانت خزانة الكتب في زمن المستنصر لا نظير
لها في جميع بلاد الإسلام وهي تتكون من أربعين خزانة فيها أكثر من مائتي ألف كتاب وعدد كبير من الكتاب والنساخ . . ( 32 ) وبلغ عدد المساجد في مصر آنذاك ستة وثلاثون ألف
مسجد في جميع المدن والقرى ولكل مسجد يقع في حدود الدولة من الشام إلى القيروان نفقات يقدمها الخليفة المستنصر من زيت وحصير وسجاجيد للصلاة ورواتب للقوام والفراشين والمؤذنين وغيرهم . . ( 33 )
واعتاد خلفاء الفاطميين أن يقيموا في قصورهم الولائم الفاخرة في الأعياد لعامة الناس حيث تقدم لهم الفطرة وهي حلوى من دقيق وفستق ولوز وبندق وتمر وزبيب وعسل وهي تنشر كالجبل الشاهق على مائدة طويلة بالإيوان الكبير . . ( 34 )
وفي عيد الأضحى كان الخليفة ينحر بنفسه الأضاحي إيذانا منه ببدء النحر . وكانت تنحر في فترة العيد ما يزيد على الألف رأس توزع لحومها على الموظفين وطلبة العلم والقائمين بشئون الجوامع . . ( 35 )
إن الدولة الفاطمية التي استقرت بمصر فكانت أوفرها بين الدول بهاء وأبقاها أثرا وما زال الجامع الأزهر غرس الدولة الفاطمية اليانع يقوم منذ ألف عام أثرا خالدا ورمزا باهرا لهذا العصر الزاهر وهذه الدولة المستنيرة العادلة .
وربما كان العصر الفاطمي بين عصور مصر الإسلامية الغابرة أجودها من هذه الناحية بالدرس والتمحيص وأحفلها بالمواقف الشائقة وأكثرها سحرا وفتنة وأبعثها إلى التأمل والعطف
لأن الخلافة الفاطمية بالرغم مما كان يحيق بأصولها وأمامها من الريب فقد كانت بنظمها الطريفة ورسومها الفخمة وخلالها الباهرة تنثر من حولها فيض من العظمة والبهاء وتطبع
العصر بطابع عميق من روحها الباذخ كما يحدثنا التاريخ . . ( 36 )
وفي أيام هذه الدولة أخذت أنوار الحضارة الإسلامية تنبثق من هذه المدينة الزاهية على أرجاء الأرض . وأخذ الفن المصري الإسلامي يتألق في جميع
نواحيه .
وفي رعاية هذه الدولة وثبت العمارة الإسلامية وثبة قوية حتى قاربت الكمال لأن خلفاءها تباروا في إنشاء وتأسيس المساجد الكبرى والحصون والقصور والمناظر والحدائق والبساتين .
وفي هذا العصر الزاهي انتشر الزخرف في واجهات المساجد وانتعش التصوير ونبغ المصورون وترقت ودقت صناعة الجص والأخشاب . . وكانت أيامهم كلها أعيادا بما ابتكروه من حفلات جمعت بين جلالة الملك وطرب الشعب وبهجته . . ( 37 )
_____________
( 15 ) المرجع السابق . .
( 16 ) المرجع السابق . .
( 17 ) المرجع السابق . .
( 18 ) أنظر نص الوثيقة في ملاحق الكتاب . .
( 19 ) أنظر المراجع التاريخية المعتمدة . وقد اتفق جميع المؤرخين على تشويه الفاطميين لكونهم شيعة . ويبدو ذلك بوضوح عند مؤرخي فترة ما قبل سقوط الدولة الفاطمية الذين كانت تحرضهم بغداد . كما يبدو عند مؤرخي فترة الأيوبيين وما بعدهم . انظر تأريخ الخلفاء للسيوطي والذي أرخ فيه لجميع الخلفاء المسلمين عدا الفاطميين الذين استثناهم عن عمد في كتابه . وانظر النجوم الزاهرة . والكامل لابن الأثير والبداية والنهاية لابن كثير وبدائع الزهور في وقائع الدهور . والروضتين في أخبار الدولتين . .
( 20 ) الخطط ج 2 ص 21 وما بعدها . . فصل ذكر ما قيل في نسب الخلفاء الفاطميين بناة القاهرة . .
( 21 ) الحياة الفكرية والأدبية بمصر من الفتح العربي حتى آخر الدولة الفاطمية . ط القاهرة . .
( 22 ) الإمام المستنصر بالله الفاطمي . ط القاهرة عام 61
( 23 ) سفر نامه . نقلا عن المرجع السابق . .
( 24 ) المرجع السابق . .
( 25 ) المرجع السابق . .
( 26 ) المرجع السابق . .
( 27 ) المرجع السابق . .
( 28 ) المرجع السابق وانظر خطط المقريزي . . ويقول الدكتور حسن إبراهيم حسن : يعتبر عهد العزيز بالله الفاطمي عهد يسر ورخاء وتسامح ديني وثقافة لا غرو . . وقد أنشئ في عهد الحاكم دار الحكمة التي كان يشتغل بها كثير من القراء والفقهاء والمنجمين والنحاة واللغويين وألحق بها مكتبة أطلق عليها دار العلم حوت كثيرا من أمهات الكتب مما ألف في مصر وغيرها من البلاد الإسلامية / تاريخ الإسلام السياسي والثقافي والاجتماعي .
( 29 ) المرجع السابق . .
( 30 ) المرجع السابق وانظر خطط المقريزي وبدائع الزهور والنجوم الزاهرة . .
( 31 ) الإمام المستنصر بالله الفاطمي . .
( 32 ) المرجع السابق . .
( 33 ) المرجع السابق . .
( 34 ) أنظر خطط المقريزي . وأنشأت دار الفطرة في عهد العزيز بالله وقرر فيها ما يعمل مما يحمل إلى الناس في العيد . وكانت قريبة من المشهد الحسيني . .
( 35 ) أنظر الخطط . .
( 36 ) الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية . .
( 37 ) عيد الغدير في عهد الفاطميين . الأستاذ محمد هادي الأميني . ط النجف عام 62 . .
حسن الروح
17-04-2009, 07:30 PM
مواسم الفاطميين :
اشتهر العصر الفاطمي بكثرة المواسم والاحتفالات والإنفاق ببذخ عليها .
وقد تفاعل المصريون مع هذه الإحتفالات والمناسبات وأحبوها لما كانت تمثله بالنسبة لهم من أهمية معنوية وترفيهية بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية حيث كانت توزع فيها العطايا من أموال وكسوة وطعام . .
وأهم هذه المناسبات التي كان يحتفل بها الفاطميون . مناسبة رأس السنة الهجرية ومناسبة عاشوراء . ومولد النبي ( ص ) . وعيد الفطر . وعيد النحر ( الأضحى ) . وليلة النصف من
شعبان . ومولد الإمام علي . ومولد الحسن . ومولد الحسين . ومولد فاطمة . وأول رمضان . وعيد الغدير . وموسم فتح الخليج . وكسوة الشتاء . وكسوة الصيف. ويوم النيروز. وليلة أول
رجب ونصفه . وذلك غير المناسبات الأخرى الخاصة بخلفاء الفاطميين . . ( 38 ) وقد توقفت معظم هذه الإحتفالات بعد سقوط الفاطميين ولم يبق إلا القليل منها مما تبنته الدول التي قامت
بعدهم . وتبنته الطرق الصوفية . توقف الاحتفال بمولد أئمة آل البيت عدا مولد الحسين . كما توقف الاحتفال بعيد الغدير وكسوة الشتاء والصيف وعاشوراء وشهر رجب . وبقي الاحتفال
بليلة النصف من شعبان ورمضان اختصت به الطرق الصوفية . أما الاحتفال برأس السنة الهجرية ومولد النبي وعيد الفطر والأضحى فقد تبنته الدول الأيوبية والمملوكية والعثمانية
واستثمرته إعلاميا ودعائيا لصالحها غير أنها قامت بتغيير تواريخ الاحتفال بهذه
المناسبات والتي كانت من وضع الفاطميين . . ( 39 ) ولا تزال هذه النظم الفاطمية سائدة في مصر حتى اليوم بالنسبة للاحتفالات الخاصة بالمناسبات التي لا زالت باقية . مثل الموالد وليلة
النصف من شعبان ورأس السنة الهجرية وعاشوراء التي غير جوهر الاحتفال بها من الحزن إلى الفرح نكاية بالفاطميين الشيعة الذين كانوا يتخذون من يوم عاشوراء يوم حزن بسبب
المذبحة التي وقعت لأبناء الرسول بكربلاء في يوم العاشر من محرم . . وكان الاحتفال بعاشوراء زمن الفاطميين تتعطل فيه الأسواق ويعمل فيه السماط العظيم المسمى بسماط الحزن . وكان يصل إلى الناس منه شئ كثير . . ( 40 )
يروي المسبحي : وفي يوم عاشوراء ( بداية من عام 396 ه ) جرى الأمر فيه على ما يجري كل سنة من تعطيل الأسواق وخروج المنشدين إلى جامع القاهرة ( الأزهر ) ونزولهم
مجتمعين بالنوح والنشيد . . ( 41 ) وكان إذا جاء يوم العاشر من محرم يحتجب الخليفة عن الناس فإذا علا النهار ركب قاضي القضاة والشهود وقد غيروا زيهم . ثم صاروا إلى المشهد
الحسيني وكان قبل ذلك يعمل في الجامع الأزهر . فإذا جلسوا فيه ومن معهم من القراء والمتصدرين في الجوامع . جاء الوزير فجلس صدرا والقاضي والداعي من جانبيه .
والقراء يقرأون نوبة نوبة . وينشد قوم من الشعراء غير شعراء الخليفة شعرا يرثون به أهل البيت ( ع ) فإن كان الوزير رافضيا - هكذا يقول المقريزي - تغالوا وإن كان سنيا اقتصدوا .
ثم يستدعون بعد ذلك إلى القصر حيث يجلسون ويقرأ القراء وينشد المنشدون أيضا . ويفرش سماط الحزن مقدار ألف زبدية من العدس والملوحات والمخللات والأجبان والألبان والأعسال
والفطير والخبز المغير لونه - إلى السواد - بالقصد - أي عمدا - ويأكل الجميع من الناس على اختلاف طبقاتهم . فإذا فرغ القوم انفصلوا إلى أماكنهم ركبانا بذلك الزي الذي ظهروا فيه .
وطاف النواح بالقاهرة ذلك اليوم . وأغلق البياعون حوانيتهم إلى جواز العصر . فيفتح الناس بعد ذلك ويتصرفون . . ( 42 )
ولما زال حكم الفاطميين اتخذ ملوك بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور يوسعون
فيه على عيالهم ويتبسطون في المطاعم ويصنعون الحلاوات ويتخذون الأواني الجديدة ويكتحلون ويدخلون الحمام جريا على عادة أهل الشام التي سنها لهم الحجاج في أيام
عبد الملك بن مروان ليرغموا بذلك آناف شيعة علي بن أبي طالب الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم حزن على الحسين . . ( 43 )
أما يوم الغدير فيوافق الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم وقف الرسول (ص) بغدير خم في حجة الوداع وخطب في الصحابة وأوصى بالإمامة لعلي . . ( 44 ) وفي هذه المناسبة كانت تزوج الأيامى وتوزع فيه الكسوة وتفرق الهبات . وفيه تنحر الماشية وتعتق الرقاب . . ( 45 )
وفي عيد الفطر يركب الخليفة لصلاة العيد وتفرق الكسوة ويعمل السماط وكذلك في عيد الأضحى الذي تفرق فيه الأضاحي بالإضافة إلى الكسوة والأموال على أرباب السيف والقلم . . ( 46 )
وكان الفاطميون بالإضافة إلى ذلك يحتفلون بعيد النيروز ويوزعون فيه أصناف الحلوى..( 47 )
وفي الاحتفال برأس السنة الهجرية كان الخلفاء يقيمون الولائم ويوزعون الحلوى ويحضر الاحتفال رجال الدولة وأصحاب الرتب وجميع أرباب السيوف والأقلام . . ( 48 )
وفي فصل الشتاء كانت توزع كسوة الشتاء . وفي فصل الصيف كانت توزع كسوة الصيف على أهل الدولة وعلى أولادهم ونسائهم . . ( 49 )
إن هذه الإحتفالات إنما كانت تعكس الحالة الاقتصادية السائدة في العصر الفاطمي . وهي حالة على ما يبدو من هذه الإحتفالات تدل على رغد العيش واتساع الأرزاق . .
_______________________________
( 38 ) أنظر خطط المقريزي والنجوم الزاهرة . .
( 39 ) تواريخ الاحتفال بمولد الحسين والسيدة زينب ومولد الرسول ( ص ) المعروفة في مصر اليوم . غير التواريخ المعترف بها عند الشيعة المعمول بها لديهم . .
( 40 ) أنظر الخطط . .
( 41 ) نقلا عن الخطط . والمسبحي من أعيان الشيعة في مصر وله والكثير من المصنفات في مختلف العلوم . انظر فصل أعيان الشيعة . .
( 42 ) أنظر الخطط . .
( 43 ) المرجع السابق . .
( 44 ) حديث الغدير من الأحاديث المستفيضة . وهو من بين الأسانيد التي يعتمد عليها الشيعة في إثبات وصية الرسول للإمام علي . ونص الحديث كما رواه أحمد بإسناد صحيح : عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثبع قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله ( ص ) يقول يوم غدير خم . إلا قام . قال : فقام من قبل سعيد ستة . ومن قبل زيد ستة . فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ( ص ) يقول لعلي يوم غدير خم : " أليس الله أولى بالمؤمنين ؟ قالوا : بلى . قال : " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . وقال فيه الرسول ( ص ) أيضا : أذكركم الله في أهل بيتي . .
( 45 ) الخطط
( 46 ) المرجع السابق . .
( 47 ) المرجع السابق . وعيد النيروز
( 48 ) المرجع السابق . .
( 49 ) المرجع السابق . .
حسن الروح
17-04-2009, 08:48 PM
الفاطميون والصليبيون :
من بين المطاعن التي وجهت للفاطميين إقامة علاقة مع الصليبيين أعداء
المسلمين وقد استغل هذا المطعن في تشويه الفاطميين وإثارة الشبهات من حولهم .
خاصة أن هذا المطعن قد استخدم كوسيلة لتأكيد عداء الفاطميين للمسلمين وميلهم للصليبيين على أساس عقيدتهم الباطنية المعادية للإسلام . .
وبات هذا الأمر حقيقة مسلم بها عند الجميع بحيث غطى على كل مآثر الدولة الفاطمية وإنجازاتها . . من هنا استبيحت الدولة الفاطمية وحكامها من قبل المؤرخين الذين رصدوا تاريخها ووقائعها بمنظار الشك . وأعلنوا براءتهم منها وكفرهم بها .
حتى إن بعض المؤرخين رفض التأريخ لدولتهم في كتاب له حوى تاريخ الخلفاء . . ( 50 ) والحق أن اتهام الفاطميين بالعمالة للصليبيين كاتهامهم بالزندقة والباطنية . والتشكيك في انتسابهم لشجرة آل البيت واتهامهم بتزوير نسبهم هذا .
كل هذه تهم ابتدعت لأغراض سياسية الهدف منها الحط من الفاطميين والقضاء على دعوتهم ونفوذهم بين المسلمين بسبب تبنيهم الخط الشيعي . . إن القضية في الحقيقة هي أكبر من مجرد الاتهام بالتعاون مع الصليبيين .
إنها قضية الصراع بين السنة والشيعة . . السنة ممثلة في الدولة العباسية آنذاك . . والشيعة ممثلة في الدولة الفاطمية المواجهة لها . . ومحاولة حصر القضية في دائرة العمالة للصليبيين
يعد سطحيا لحركة التاريخ وتعتيما على أحداثه . . لقد قاد العباسيون حملة التشويه والطعن في الفاطميين الذين سلبوهم مركز الريادة والقيادة في العالم الإسلامي بل وكادوا أن يسقطوا دولتهم ويوحدوا المسلمين تحت روايتهم لولا ظهور القرامطة والسلاجقة . . ( 51 )
إن العباسيين هم الذين شهروا سلاح السنة في مواجهة الفاطميين وزجوا بالفقهاء في المواجهة حتى يضفوا طابع الشرعية على حربهم السياسية ضد
الفاطميين .
ويبدو هذا بوضوح من خلال المنشور الذي أصدره العباسيون ينفون فيه نسب الفاطميين ووقع عليه كثير من الفقهاء والرموز الإسلامية السنية البارزة آنذاك . . ( 52 ) ومسألة التعاون مع
الصليبيين أو الإفرنج حين ظهروا في بلاد المسلمين لا تقتصر على الفاطميين إن صح نسبتها لهم . وإنما هناك صور كثيرة لهذا التعامل برزت في بلاد الشام في وجود الفاطميين وفي عهد الأيوبيين .
فلماذا أثيرت هذه التهمة حول الفاطميين وحدهم وأغفل الباقون . . ؟
والجواب واضح . لقد جعلت حالة العداء الكامنة في نفوس المؤرخين السنة تجاه الشيعة جعلتهم يتصيدون الأخطاء وينسبون المواقف ويثيرون الشبهات حول الفاطميين .
وقد أعماهم الحقد على الشيعة عن معرفة الحقيقة ووضع الأمور في نصابها والفحص والتحقق في الروايات التي تنسب للفاطميين ما لا يعقل وما يخرج عن حدود الخلق العلمي . .( 53 ) ولا
يزال البعض إلى اليوم يتناقل الفرية التاريخية التي تقول إن الشيعة يقدمون عليا على محمد . ويقولون إن جبريل أخطأ في الرسالة وبدلا من أن يهبط على علي هبط على محمد . . ( 54 )
إن التاريخ يقص علينا مواقف خالدة ومشرفة للفاطميين في مواجهة الصليبيين من قبل ظهور آل زنكي وصلاح الدين . .
يروي ابن الأثير عن أحداث عام 387 ه . أنه قد وقعت فيها معركة كبيرة بين جيش برجوان الفاطمي قائد جيوش الحاكم بأمر الله وجيش الدوقس الرومي وانهزم فيها الدوقس ودخل جيش الفاطميين أنطاكية . . ( 55 )
وفي هذا العام يروي ابن الأثير أن الخليفة الفاطمي العزيز بالله برز لغزو الروم إلا أنه توفي في الطريق بمدينة بلبيس . . ( 56 )
وفي عام 491 ه استولى الفرنج على بيت المقدس في عهد الخليفة المستعلي بالله وسير الأفضل بن بدر الجمالي وزير الآمر بأحكام الله ابن المستعلي الجيوش إلى الفرنج عام 498 ه
فقهرهم وأخذ الرملة ودارت بينهم معارك طاحنة لكنه لم ينجح في إخراجهم من القدس وعكا ويافا وعاد إلى عسقلان .
وكان مع الفرنج جماعة من المسلمين منهم بكتاش بن تتش . . ( 57 ) وفي عام 503 ه ملك الفرنجة طرابلس وانطلق الأسطول المصري محملا بالرجال والغلال والمال وغيره ما يكفي لسنة وفرقت المؤن هذه والذخائر في الجهات المنفذة إليها صور وصيدا وبيروت . . ( 58 )
وفي عام 504 ه قام والي عسقلان من قبل الفاطميين بمراسلة الفرنج وهادنهم وتحصن بهم في مواجهة دولته . وجهز الأفضل جيشا وسيره نحو عسقلان . ووثب أهل عسقلان على الوالي وقتلوه وبذلك انتهت الفتنة وأنقذت عسقلان . . ( 59 )
وفي عام 508 ه حاصر الفرنج صور فجهز الأفضل أسطولا وسيره إلى صور فاستقام أحوال أهلها وصمدوا في مواجهة الفرنجة . . ( 60 )
هذا هو حال الفاطميين مع الصليبيين حتى ظهر آل زنكي وتصدوا لهم وملكوا الشام وبدأت الدولة الفاطمية تضعف في مصر حتى سقطت في قبضة الأيوبيين عام 568 ه . .
وسوف نعرض هنا لقصة التعاون المزعوم بين الفاطميين والصليبيين كما وردت في كتب التاريخ المعتمدة . . في عام 558 ه وبعد مصرع الصالح طلائع الرجل القوي في جهاز الحكم
الفاطمي في عهد الخليفة العاضد آخر خلفاء الفاطميين . تولى الوزارة من بعده ولده زريك الذي لقب بالعادل وسار على نفس سيرة والده الحازمة في مواجهة الانحرافات والفساد داخل
جهاز الدولة . وكان أن تصدى العادل لنفوذ شاور الذي كان واليا على الصعيد وأراد عزله فسار شاور بجيشه نحو القاهرة وفر العادل من أمامه وظفر به شاور وقتله وأصبح مكانه في الوزارة ولقب نفسه بأمير الجيوش وكان سافكا للدماء مكروها .
إلا أن الجو لم يصفو لشاور فقد ظهر في مواجهته رجل قوي وهو الأمير ضرغام من أتباع زريك ونازع شاور ودارت بينهما معارك انهزم فيها شاور وفر إلى الشام . وهناك أطمع نور الدين محمود في غزو مصر فجهز معه شيركوه وصلاح الدين والعساكر عام 558 ه .
ودارت معارك بينهم وبين ضرغام انتهت بهزيمته ومقتله . ودخل شاور القاهرة ثانية تحت راية الأيوبيين آل زنكي .
ثم حدث خلاف وصدام بين شاور وشيركوه قام شاور على أثره بالاتصال بالإفرنج التي قدمت وحاصرت القاهرة وفر منها أسد الدين شيركوه وصلاح الدين وعاد شاور إلى القاهرة للمرة الثالثة تحت راية الصليبيين .
وأقام بها على عادته بظلم الناس وقتلهم ومصادرة أموالهم ولم يبق للعاضد معه أمر ولا نهي .
وهنا لجأ العاضد إلى نور الدين محمود وأرسل إليه يستنجده فعاد شيركوه إلى مصر وانهزم الفرنج وقتل شاور بعد أن أحرق الفسطاط ونقض العهد مع شيركوه . . ( 61 )
هذه هي قصة تعاون الفاطميين مع الصليبيين التي ضخمها المؤرخون واعتمدوا عليها في تشويه الفاطميين . وهي على ما تبدو مسألة صراع سياسي لا صلة له بالعقيدة تزعمها مارق
لا دين له هو شاور الذي كان يتحرك من خلال مصلحته الخاصة وليس من خلال الشيعة أو الدولة الفاطمية . . وها هو الخليفة العاضد ممثل الدولة يستنجد بنور الدين السني لينقذ بلاده من شاور والإفرنج الصليبيين .
ثم إنه بعد أن تم له التخلص من خطر الإفرنج وشاور خلع على شيركوه الوزارة مع أنه سني وتوفي شيركوه بعد فترة قصيرة فنصب الخليفة من بعده صلاح الدين وزيرا .
إلا أن صلاح الدين تآمر على العاضد حتى قضى عليه وعلى عائلته وبذلك انتهى حكم الفاطميين في مصر .
مما دفع ببقايا الفاطميين إلى التآمر عليه ومحاولة الاتصال بالإفرنج لدفعه إلى الخروج من القاهرة بجنده والاستيلاء على المدينة إلا أن هذه المؤامرة تم كشفها . . ( 62 )
وهذه الحادثة الثانية ليست إلا رد فعل لمؤامرة صلاح الدين على الفاطميين وبطشه بالشيعة في مصر على ما سوف نبين . .
ومثل هذه المواقف وغيرها مما ينسب للفاطميين إنما هي مواقف سياسية بحتة لا صلة لها بالمذهب الشيعي ولا يجوز تحميلها على أساس عقائدي .
فإن السياسة كثيرا ما تتمرد على الدين وإذا ما حاولنا ضبط مواقف الخلفاء - سنة وشيعة - بضوابط الإسلام فسوف نجد تناقضا كبيرا . خاصة خلفاء بني أمية وبني العباس . . ( 63 )
والفاطميين على الرغم من نجاحهم في تحويل المصريين من السنة إلى الشيعة ليتحول الشيعة إلى أغلبية في مصر . رغم ذلك لم يضطهدوا المذهب السني . بل كان له وجوده ونشاطه .
حتى إن بعض فقهاء المالكية والشافعية تولوا مناصب في الدولة مثل القاضي أبي عبد الله القضاعي الشافعي . . ( 64 )
ولعل هذا ما دفع بالقلقشندي أن يقول : إن مذهبي مالك والشافعي ظاهري الشعار في زمن الفاطميين . . ( 65 )
ولو كان الفاطميون باطنية وزنادقة ويضمرون العداء للإسلام والمسلمين كما يدعون فلماذا تسامحوا مع المذاهب الأخرى وهي واقعة في دائرة نفوذهم . . ؟
يقول الدكتور عبد المنعم الماجد : لا بد لنا أن نقر أن الدعوة - الشيعية - أيام المستنصر نجحت إلى حد لم يسبق لها . وأن المسلمين من غير الشيعة والقبط . كانوا يتمتعون بحريتهم المذهبية والعقيدية إلى حد كبير . . ( 66 )
___________________________________
( 50 ) أنظر فصل صلاح الدين والشيعة . والمؤرخ هو جلال الدين السيوطي . .
( 51 ) أنظر الصراع بين الفاطميين والقرامطة والسلوجقيين في كتب التاريخ .
( 52 ) وقع على هذا المنشور عدد من فقهاء السنة البارزين آنذاك . انظر الملاحق .
( 53 ) أنظر ما ينسب للحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي الثالث من حكايات جنونية . ومحاولة الطعن في نسبهم للرسول ( ص ) ونسبتهم لليهود . ومحاولة ربطهم بالصليبيين وإشاعة حكايات حول خلفائهم تفيد ادعائهم الألوهية وانظر الحاكم بأمر الله . الخليفة المفترى عليه للدكتور عبد المنعم الماجد . .
( 54 ) كان عليا حين بعث الرسول عمره لا يتجاوز ثمانية سنوات . فهل يعقل أن جبريل يهبط على طفل . . ؟ ثم إن الحكم بخطأ جبريل يعني أن مرسله أخطأ أيضا . سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا . وهذا كفر صريح . فكيف تقوم دعوة على أساس فكرة واهية كهذه تخطئ الله بطريق غير مباشر . هل من الممكن أن يقبلها أحد من المسلمين . . ؟ ثم إن الشيعة يعتقدون في قدسية آل البيت وعلى رأسهم الإمام علي . وهذه القدسية إنما هي مستمدة من الرسول الذي ينسب إليه هذا البيت . فكيف يمكن أن يقدم علي على الرسول وهو يستمد قدسيته منه . . ؟
( 55 ) الكامل في التاريخ ج 7
( 56 ) المرجع السابق ج 7 ص 176 .
( 57 ) المرجع السابق . ج 8 . لماذا سكت المؤرخون عن بكتاش وغيره ممن تعاونوا مع الصليبيين . ربما لأنهم من السنة . . ؟ ولما ذا سكتوا عن السلطان الأيوبي الملك الكامل الذي سلم القدس إلى الصليبيين عام 626 ه . .
( 58 ) المرجع السابق ج 8 ص 259 . .
( 59 ) المرجع السابق ج 8 ص 260 . .
( 60 ) المرجع السابق ج 8 ص 315 . .
( 61 ) المرجع السابق ج 9 ص 91 وما بعدها . وراجع أحداث عام 562 ه في خطط المقريزي وبدائع الزهور والنجوم الزاهرة لتعرف تفاصيل قصة شاور مع صلاح الدين .
( 62 ) المرجع السابق ج 9 أحداث عام 564 ه . انظر الخطط والنجوم وبدائع الزهور .
( 63 ) إذا صح هذا القياس فيجب محاسبة خلفاء بني أمية وبني العباس وغيرهم على كثير من المواقف والانحرافات الخطيرة على المستوى السياسي والاقتصادي والعقائدي مما تذخر به كتب التاريخ . وهو ليس موضوعنا هنا .
( 64 ) أنظر المستنصر بالله الفاطمي . وخطط المقريزي .
( 65 ) أنظر صبح الأعشى . ج 3 ص 524 .
( 66 ) المستنصر بالله الفاطمي . .
حسن الروح
17-04-2009, 08:52 PM
شهادة المؤرخين للفاطميين :
إن القارئ المتتبع لتاريخ الفاطميين يظهر له التناقض الواضح في مواقف المؤرخين من خلفائهم . . ففي الوقت الذي يتهمهم فيه المؤرخون بالزيغ والضلال وفساد العقيدة وينفون نسبهم لآل البيت وينعتونهم بالعبيديين نسبة إلى عبيد الله المهدي مؤسس الدولة في بلاد المغرب .
هذا الموقف العدائي نجد أمامه موقف آخر يحمل المدح والثناء على لسان نفس المؤرخين لخلفاء الفاطميين . .
يقول ابن الأثير : وكان المعز عالما فاضلا جوادا شجاعا جاريا على منهاج أبيه من حسن السيرة وإنصاف الرعية . وستر ما يدعون إليه إلا عن الخاصة . ثم أظهره وأمر الدعاة بإظهاره إلا أنه لم يخرج فيه إلى حد يذم به . . ( 67 )
ويقول ابن إياس : وكان المعز رجلا عادلا عاقلا حازما لبيبا فصيحا شاعرا وله شعر جيد . فمن ذلك قوله :
* ما با من عذري فيك حتى عذرا * * وبدا البنفسج فوق ورد أحمرا *
* همت بقبلته عقارب صدغه * * فاستل ناظره عليها خنجرا *
ويقول ابن الأثير عن العزيز بالله : كان يحب العفو ويستعمله . وكان حليما كريما شجاعا وفيه رفق بالرعية . . ( 68 )
ويقول ابن إياس : وكان العزيز يحب العدل في الرعية . وينصف المظلوم من الظالم . وكان كريما جوادا ممدوحا . فأحبته الرعية وصفا له الوقت بالديار المصرية . وكان خيار بني عبيد
قاطبة . . ( 69 ) أما الحاكم بأمر الله الخليفة الثالث فقد قال عنه ابن إياس : فلما تولى الخلافة أظهر العدل بين الرعية وسار في الناس سيرة حسنة . . ( 70 )
ويقول ابن الأثير عن الخليفة الظاهر لدين الله : وكان جميل السيرة حسن السياسة منصفا للرعية . . ( 71 ) وتولى من بعد الظاهر المستنصر بالله وكان الحاكم في دولته بدر بن عبد الله الجمالي الملقب بالأفضل أمير الجيوش وكان عادلا حسن السيرة . . ( 72 )
ويقول ابن إياس عن الخليفة الثامن الحافظ لدين الله : وكان الحافظ لدين الله رجلا حليما لين الجانب . قليل الأذى . . ( 73 )
ويقول ابن كثير عن آخر الخلفاء الفاطميين العاضد : وكان العاضد كريما جوادا سامحه الله . .
( 74 )
ويقول ابن إياس عنه : وبه انقرضت دولتهم . ولم يكن لها من المساوئ سوى أنهم كانوا رافضة يسبون الصحابة كل يوم جمعة على المنابر . . ( 75 )
وكان لموت العاضد بمصر يوم عظيم إلى الغاية وعظم مصابه على المصريين إلى الغاية ووجدوا عليها وجدانا عظيما لا سيما الرافضة فإن نفوسهم كادت تزهق حزنا لانقضاء دولتهم من ديار مصر وأعمالها . . ( 76 )
وكما أن المؤرخين أثنوا على الخلفاء الفاطميين . أثنوا أيضا على وزرائهم وقادة جيوشهم .
يقول ابن الأثير عن جوهر الصقلي فاتح مصر وباني القاهرة وكان يظهر الإحسان إلى الناس ويجلس بنفسه في كل يوم سبت للمظالم بحضرة الوزير والقاضي وجماعة من أكابر الفقهاء .
ولم يبق بمصر شاعر إلا رثاه وذكر مآثره حين موته . . ( 77 )
ويقول أيضا عن الأفضل بن أمير الجيوش كان حسن السيرة عادلا .
وقد قتل في عام 515 ه من قبل الإسماعيلية لتبنيه المذهب الشيعي الإمامي وتضييقه على الخليفة الآمر بأحكام الله وتوسعته على أهل السنة والنهي عن معارضتهم وإذنه للناس في إظهار معتقداتهم والمناظرة عليها . . ( 78 )
ويقول ابن تغري بردي عن طلائع بن زريك وزير الفائز : وساس الأمور وتلقب بالملك الصالح وسار في الناس أحسن سيرة وفخم أمره وكان أديبا مائلا للإمامية . . ( 79 )
ويقول المقريزي عنه : كان شجاعا كريما جوادا فاضلا محبا لأهل الأدب جيد الشعر رجل وقته فضلا وعلما وسياسة وعقلا وتدبيرا . كان مهابا في شكله عظيما في سطوته وكان محافظا على الصلوات فرائضها ونوافلها شديد المغالاة في التشيع . . ( 80 )
ويقول ابن إياس عنه أيضا : وكانت له حرمة وافرة في القاهرة وهو الذي بنى الجامع المنسوب إليه المشهور بجامع الصالح الذي هو خارج باب زويلة . . ( 81 )
ويبدو لنا من خلال تتبع مواقف المؤرخين تجاه الفاطميين أنها مواقف تشوبها الحيرة بسبب موقفهم المعادي للشيعة عقيدة الفاطميين .
وتيقنهم من عده فساد الأحوال في زمانهم . فهم لا يريدون إخفاء عدائهم للشيعة ولا يسطيعون إخفاء منجزات الفاطميين .
__________________________________________________ _______
( 67 ) الكامل ج 8 ص 74 . وبدائع الزهور . .
( 68 ) الكامل ج 8 ص 176 / 177 .
( 69 ) بدائع الزهور ج 1 . ق 1 . ويقول الدكتور حسن إبراهيم حسن في كتابه تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي : وكان كريما محبا للعفو واشتهر بالتسامح الديني وكان يعطف على اليهود والنصارى .
( 70 ) بدائع الزهور . غير أنه هاجم الحاكم بعد ذلك وقال فيه ما قاله أقرانه من المؤرخين .
( 71 ) الكامل ج 8 ص 10 / 11 .
( 72 ) المرجع السابق . .
( 73 ) بدائع الزهور ج 1 ق 1
( 74 ) البداية والنهاية ج 12 ص 265 .
( 75 ) بدائع الزهور ج 1 ق 1
( 76 ) النجوم الزاهرة ج 5 ص 357 .
( 77 ) الكامل ج 7 ص 155 .
( 78 ) المرجع السابق ج 8 ص 303 .
( 79 ) النجوم الزاهرة ج 5 ص 311 .
( 80 ) الخطط
( 81 ) بدائع الزهور ج 1 ق 1 . وانظر وفيات الأعيان لابن خلكان وهو يترجم للأئمة الفاطميين . ويقول عن الظاهر . وتوفي آخر ليلة الأحد منتصف شعبان سنة سبع وعشرين وأربعمائة . رحمه الله . ج 3 / 85 : 86 رقم الترجمة 455 . كما يترجم على المستنصر أيضا . انظر ج 4 / 318 رقم الترجمة 699 . . كذلك أثنى على الصالح طلائع . انظر ج 2 ص 208 رقم الترجمة 288 . .
حسن الروح
22-04-2009, 10:41 PM
صلاح الدين تسامح مع الصليبيين وبطش بالمسلمين . .
إن التاريخ بحاجة إلى كتابة جديدة . وأحداثه في حاجة إلى أن يتم تجريدها من السياسة التي علقت بها . . وفي حاجة إلى أن يتم تجريدها من أهواء المؤرخين ونزعاتهم .
وشخصية صلاح الدين في حاجة إلى قراءة جديدة . كما أن هناك شخصيات تاريخية كثيرة في حاجة إلى إعادة قراءة . .
شخصيات غطت السياسة على مساوئها . وشخصيات غطى التعصب على منجزاتها . . وشخصيات غطت السيوف على انحرافاتها . .
وصلاح الدين هو واحد من أولئك الذين غطت السيوف على انحرافاتهم وحجبت عن أعيننا مساوئهم وغمرت بالدماء التي أسالتها جسد الحقيقة . . إن السيوف لم تشهر في كل حين
ابتغاء مرضاة الله . . وإن أكثر السيوف التي شهرت في الإسلام كانت في سبيل السياسة . والقليل منها شهر في سبيل الله . . والتاريخ يحدثنا عن قادة كبار بل وصحابة شهروا سيوفهم
وأبلوا بلاء حسنا من أجل الحصول على مغنم أو حكم ولاية كثيرة الخراج . . إننا في حاجة ماسة إلى التحرر من أوهام كثيرة حولها التاريخ إلى حقائق . في
حاجة إلى الوعي بأحداث عومتها السياسة وظللتها السيوف . . لقد قامت دول بالحق على حساب دول قامت بالباطل .
وقامت دول بالباطل على حساب دول قامت بالحق . . وبين قيام الدول وسقوطها تضيع حقائق وتبرز أباطيل وتموت عقائد وتحيا مذاهب ويذهب فقهاء ويأتي أدعياء . . ومع سقوط
الفاطميين وقيام الأيوبيين غابت حقائق وضاعت عقائد وارتفعت رايات وطويت رايات . . مع قيام الأيوبيين دخلت مصر مرحلة جديدة في ظل عقيدة جديدة ونظام حكم جديد فرض عليها
فرضا . . ومنذ ذلك الحين استبدلت عقيدة الشيعة بعقيدة السنة . . واستبدلت الأسرة الفاطمية بالأسرة الأيوبية . . واستبدل الجامع الأزهر بالمدارس الشافعية والمالكية والأشعرية . .
* إنقلاب صلاح الدين في مصر :
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل تم ذلك في هدوء دون أي صعوبات . . ؟
لقد دخل صلاح الدين مصر في عام 564 ه واستولى على الحكم فيها بعد وفاة العاضد عام 567 ه وبين هاتين الفترتين كانت هناك مآس ودماء . .
يروي المقريزي : أرسل العاضد يستصرخ نور الدين محمود زنكي ويطالبه إنقاذ المسلمين من الفرنجة - بعد أن تحالف معهم شاور - فجهز أسد الدين شيركوه ومعه صلاح الدين عسكرا كثيرا وسيرهم إلى مصر .
ونزل شيركوه القاهرة - بعد قتل شاور - فخلع عليه العاضد وأكرمه وتقلد شيركوه وزارة العاضد وقام بالدولة شهرين وخمسة أيام ومات . . وفوض العاضد الوزارة لصلاح الدين يوسف بن أيوب فساس الأمور ودبر
لنفسه فبذل الأموال وأضعف العاضد باستنفاد ما عنده من المال . فلم يزل أمره في ازدياد وأمر العاضد في نقصان . وأقطع أصحابه البلاد . وأبعد أهل مصر وأضعفهم . واستبد بالأمور
ومنع العاضد من التصرف . حتى تبين للناس ما يريده من إزالة الدولة . وتتبع جند العاضد وأخذ دور الأمراء وإقصاعاتهم فوهبها لأصحابه . وبعث إلى أبيه وإخوته . وأهله فقدموا من
الشام عليه . . فلما كان في سنة ست وستين أبطل المكوس من ديار مصر . وهدم دار المعونة بمصر وعمرها مدرسة للشافعية . وأنشأ مدرسة أخرى للمالكية . وعزل قضاة مصر الشيعة
وقلد القضاء صدر الدين عبد الملك بن درباس الشافعي . وجعل إليه الحكم في إقليم مصر كله . وعزل سائر القضاة - في الأقاليم - واستناب قضاة شافعية . فتظاهر الناس من تلك السنة
بمذهب مالك والشافعي . واختفى مذهب الشيعة إلى أن نسي من مصر . ثم قبض على سائر من بقي من أمراء الدولة وأنزل أصحابه في دورهم في ليلة واحدة . فأصبح البلد من العويل
والبكاء ما يذهل . . وتحكم أصحابه في البلد بأيديهم وأخرج أقطاعات سائر المصريين لأصحابه . وقبض على القصور وسلمها إلى الطواش بهاء الدين قراقوش الأسدي وجعله
زمامها . وصار العاضد معتقلا تحت يده . وأبطل من الآذان حي على خير العمل . وأزال شعار الدولة وخطب لخليفة بغداد . .
( 1 )
هذه هي ملامح الإنقلاب الأيوبي في مصر . ذلك الإنقلاب الذي باركه الفقهاء والمؤرخون . لكونه أرحامهم من خصومهم الشيعة .
وإن كان لم يحقق شيئا للإسلام وإنما حقق النفوذ والتمكن لآل أيوب . . وهو من وجهة نظر هؤلاء الفقهاء والمؤرخون يعتبر هذا الإنقلاب نصرا للإسلام باعتبار أن مذهب أهل السنة
الذي يمثله صلاح الدين هو الإسلام الحق . أما مذهب الشيعة فهو مذهب الزنادقة الباطنية . . وقد عبر كثير من الفقهاء المؤرخين عن فرحتهم بسقوط دولة الفاطميين
وشاركوا العباسيين هذه الفرحة التاريخية بانهيار صرح الشيعة الذي أسهموا جميعا في هدمه ..
يروي ابن الأثير : كتب نور الدين إلى صلاح الدين يأمره بقطع الخطبة للعاضد وإقامة الخطبة للمستضئ العباسي . فامتنع صلاح الدين واعتذر بالخوف من قيام الديار المصرية عليهم
لميلهم إلى العلويين . وكان صلاح الدين يكره قطع الخطبة ويريد بقاءهم ( بني فاطمة ) خوفا من نور الدين فإنه كان يخاف أن يدخل إلى الديار المصرية يأخذها منه فكان يريد أن يكون
العاضد معه . حتى إن قصده نور الدين امتنع به وبأهل مصر عليه . فلما اعتذر لنور الدين بذلك لم يقبل عذره وألح عليه بقطع خطبته وألزمه إلزاما لا فسحة له في مخالفته . واتفق أن
مرض العاضد مرضا شديدا واستشار صلاح الدين أمراءه فاختلفوا وكان أن قام أحد الفقهاء ويلقب بالأمير العالم وصعد المنبر في يوم الجمعة الأولى من محرم قبل الخطيب ودعا
للمستضئ . فلم ينتطح فيه عنزان وكتب بذلك إلى سائر بلاد مصر ففعلوا . ولما مات العاضد جلس صلاح الدين للعزاء واستولى على القصر وما فيه . ووصلت البشارة إلى بغداد بذلك
فضربت البشائر بها عدة أيام وزينت بغداد وظهر من الفرح والجذل ما لا حد له . وسيرت الخلع من بغداد إلى نور الدين وصلاح الدين وللخطباء بالديار المصرية وأرسلت معها الرايات السود رايات العباسيين . .
( 2 )
ويروي ابن إياس عن أسباب موت العاضد قوله : فلما قطع الخطبة عن اسمه حصل له قهر عظيم وصار مع صلاح الدين كالمحجور عليه . ولا يتصرف في الأمور إلا بعد مشورة صلاح الدين . فما أطاق العاضد ذلك . فقيل إنه ابتلع فص ألماس فمات من يومه . . ( 3 )
والعجيب أن صلاح الدين وهو المتسبب الأول في موت العاضد - جلس للعزاء فيه ومشى في جنازته . . ( 4 )
_________________________
( 1 ) خطط المقريزي ج 2 ص 39 . وانظر النجوم الزاهرة ج 5 ترجمة العاضد ص 334 . . وفيه أن صلاح الدين أفرد أهل العاضد ناجية عن القصر وأجرى عليهم جميع ما يحتاجون إليه . وسلمهم إلى الخادم قراقوش فعزل الرجال عن النساء واحتاط عليهم . .
( 2 ) الكامل في التاريخ ج 9 ص 111 : 112 . . ويبدو أن فرح العباسيين بموت العاضد ونهاية الفاطميين كان أشد من فرحة الأيوبيين . مع العلم أن الأيوبيين يشكلون نفس التحدي والخطورة على العباسيين . لكن هناك فرق . واعتبر ابن إياس أن استيلاء صلاح الدين على مصر من قبيل الفتوحات . انظر بدائع الزهور ج 1 ق 1 ص 148 . .
( 3 ) بدائع الزهور . وفي النجوم الزاهرة : توفي العاضد الخليفة الرابع عشر من خلفاء الفاطميين ( ثلاثة في المغرب وإحدى عشر في مصر ) عن ثلاث وعشرين سنة . واختلفوا في أسباب وفاته : أحدها أنه تفكر في أموره فرآها في إدبار فأصابه ذرب عظيم فمات فيه . والثاني أنه لما خطب لبني العباس وبلغه ذلك اغتم ومات . والثالث أنه لما أيقن بزوال دولته كان في يده خاتم له فص مسموم فمصه فمات منه . . ج 5 ص 356 . .
( 4 ) هناك الكثير من الإشارات التي تؤكد أن صلاح الدين دبر لقتل العاضد . انظر خطط المقريزي وبدائع الزهور والنجوم الزاهرة والكامل وحسن المحاضرة . .
حسن الروح
22-04-2009, 10:47 PM
استئصال الشيعة :
بعد أن أسقط صلاح الدين حكم الفاطميين وأمسك بزمام الأمور في مصر استدار نحو جماهير الشيعة والمجتمع المصري ليمحو الشيعة من ساحته . . لقد كان من الممكن لصلاح الدين أن يترك الجماهير على عقيدتها ما دام قد سيطر على البلاد واعتقل العائلة الفاطمية .
إلا أنه أبي وأصر على أن يستأصل الشيعة والتشيع من مصر . . فهل كان موقفه المتشدد هذا تجاه الشيعة نابعا من عقيدته السنية . أم كانت له دوافعه السياسية . . ؟
يحدثنا التاريخ أن صلاح الدين كان شافعيا . وهنا تبرز صفته المذهبية بصورة تدعونا إلى تفسير موقفه تجاه الشيعة . على أساس أنه حماية للعقيدة كما يحلو للبعض من المؤرخين
والفقهاء أن يصور الأمر على أنه صراع بين الحق والباطل . . الحق الذي مثله صلاح الدين وأقامه . . والباطل الذي مثله الفاطميين وسقطوا . . والحق أن القضية كما هي واضحة من
رواية ابن الأثير السابقة لا صلة لها بالدين وإنما هي قضية سياسية في المقام الأول الهدف منها تثبيت حكم صلاح الدين . . في مواجهة خطر داهم يتهدده وهو خطر الجماهير الشيعية المتربصة به .
من هنا أخذ صلاح الدين الشيعة بجريرة الفاطميين ولو كان منصفا لاكتفى بتصفية الفاطميين كحكم وسلطة . لكنه تجاوز هذا الحد إلى مطاردة المذهب ذاته وتصفية أتباعه والبطش بهم
بكل الوسائل والسبل مما دفع بالشيعة الذين استفزتهم هذه الممارسات العدوانية إلى الثورة في وجهه والتربص به لقتله . . ولو كان الشيعة وقتئذ أقلية لما تطلب الأمر من صلاح الدين أن
يتطرف في مواجهتهم إلى هذا الحد . . ولو كان الشيعة لا وزن لهم ولا فاعلية لما كان هناك مبرر لاستئصالهم . .
ولو كان الوجود الإعلامي للشيعة ضعيفا لما تطلب الأمر منه أن يقوم بدعم المدارس الشافعية والمالكية ويغدق عليها العطاء ويفرضها فرضا على المصريين . . ( 5 )
ومما يثير التساؤل والتعجب أن هذا البطش وهذه القسوة التي واجه بها صلاح الدين شعب مصر - ولا أقول شيعة مصر - وقد ترك عليها تابعة قراقوش الذي يضرب به المثل إلى اليوم
في مصر - هذا البطش وهذه القسوة يقابلها تسامح وتساهل مع أعداء الإسلام والمسلمين من الصليبيين يكاد يخرج عن حدود الإسلام . . وسبحان الله رغم ما فعل صلاح الدين في مصر
لا تجد له ذكر فيها بينما الفاطميون الذين قضى عليهم لا زال ذكرهم على الألسن إلى اليوم .
لا زال الناس يذكرون المعز لدين الله الفاطمي وجوهر الصقلي والحاكم بأمر الله وهناك شارع باسم المعز في قلب القاهرة القديمة وكذلك هناك شارع باسم جوهر الصقلي .
ولا زال جامع الأنور على باب الفتوح الذي بناه الحاكم قائما .
ولا زال مسجد الصالح طلائع خارج باب زويلة موجودا ويطلق عليه العامة مسجد طلائع . كذلك مسجد الأقمر الذي بناه الوزير أبو عبد الله الأقمر وزير الآمر بأحكام الله . . حتى القلعة
التي بناها وأكملها أولاده استولى عليها محمد علي وبنى عليها مسجده الضخم الذي غطى عليها وسميت القلعة باسمه . وأصبح العامة يطلقون عليها قلعة محمد علي .
وتروي لنا كتب التاريخ أن الصليبيين كانوا يخرجون من بيت المقدس بعربات محملة بالنفائس والجواهر والذهب ومعهم أطفالهم ونسائهم ومتعلقاتهم وكذلك اليهود . وهم حين دخلوا بيت
المقدس جعلوا الدماء تجري فيها كالأنهار ولم يرحموا طفلا ولا شيخا ولا امرأة . فعل هذا صلاح الدين مع الصليبيين واليهود لكنه لم يفعله مع المسلمين من الشيعة . فقد بطش بهم البطشة الكبرى وفعل بهم ما تقشعر له الأبدان . . ( 6 ) كيف يبرر مثل هذا السلوك . . ؟
نه ليس هناك من تبرير لهذا السلوك سوى أن الشعية هؤلاء كفار زنادقة إبادتهم قربى إلى الله . لكن الصليبيين واليهود كفار وزنادقة أيضا . فلما ذا التسامح هنا والبطش هناك . . ؟
لقد كانت لصلاح الدين بطانة حاقدة من الفقهاء والمنافقين الذين كانوا يزينون له مثل هذا السلوك العدواني ويبررونه بدافع حماية عقيدة المسلمين والحفاظ عليها . . ومع ذلك يذكر
القاضي بن شداد في سيرته أن صلاح الدين كان حسن العقيدة كثير الذكر لله تعالى . وهو يصفه هذه الصفة وقد كتب كتابا كاملا في صلاح الدين . .
( 7 )
يقول المقريزي : . . واستمر الحال حتى قدمت عساكر شيركوه ووصول صلاح الدين إلى مصر عام 564 ه فصرف قضاة مصر الشيعة كلهم وفرض المذهب الشافعي واختفى مذهب
الشيعة الإسماعيلية والإمامية حتى فقد من أرض مصر كلها . كما حمل صلاح الدين الكافة على عقيدة الأشعري في مصر وبلاد الشام ومنها إلى أرض الحجاز واليمن وبلاد المغرب حتى أصبح الاعتقاد السائد بسائر هذه البلاد بحيث أن من خالفه ضرب عنقه . . ( 8 )
ويقول ابن تغري بردي في أحداث عام 565 ه في ولاية العاضد الفاطمي : وقد وزر له - أي العاضد - الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب . لم يكن له مع صلاح الدين إلا مجرد الاسم فقط .
وفي عام 566 ه يقول : وفيها بني صلاح الدين مدرسة للشافعية وكان موضعها حبس المعونة . . وبنى أيضا مدرسة للمالكية تعرف بدار العزل وولى صدر الدين عبد الملك بن درباس الكردي قضاء القاهرة . .
وفي عام 567 ه مات العاضد وانقطعت دولة الفاطميين من مصر بموته وأقام صلاح الدين الدعوة العباسية بمصر - أي الدعوة للخليفة العباسي - وأفرد صلاح الدين أهل العاضد ناحية
عن القصر . وأجرى عليهم جميع ما يحتاجون إليه. وسلمهم لخادمه قراقوش فعزل الرجال عن النساء واحتاط عليهم وفرق صلاح الدين الأموال التي أخذها من القصر في العساكر . . ( 9 )
ويقول ابن خلكان : وتسلم صلاح الدين قصر الخلافة واستولى على ما كان به
من الأموال والذخائر وكانت عظيمة الوصف . وقبض على أولاد العاضد وحبسهم في مكان واحد بالقصر وأجرى عليهم ما يمونهم وعفى آثارهم وقمع مواليهم وسائر نسائهم وفرق بين
الرجال والنساء ليكون ذلك أسرع إلى انقراضهم . . وكانت هذه الفعلة من أشرف أفعاله فلنعم ما فعل . فإن هؤلاء كانوا باطنيين زنادقة دعوا إلى مذهب التناسخ واعتقادهم حلول الجزء الإلهي في أشباحهم . . ( 10 )
وكان صلاح الدين كما يقول ابن خلكان قد عزم على القبض على العاضد قبل وفاته هو وأشياعه واستفتى الفقهاء فأفتوه بجواز ذلك لما كان عليه من انحلال العقيدة وفساد الاعتقاد
وكثرة الوقوع في الصحابة والاشتهار بذلك فكان أكثرهم مبالغة في الفتيا الشيخ نجم الدين الخبوشاني الشافعي . . ( 11 )
ويعرب ابن خلكان عن فرحه وسعادته البالغة بمنجزات صلاح الدين بقوله : وأضحى الدين واحدا بعد أن كان أديانا . والبدعة خاشعة . والجمعة جامعة . والمذلة في شيع الضلالة شائعة.
وذلك بأنهم اتخذوا عباد الله من دونه أولياء . سموا أعداء الله أصفياء . وتقطعوا أمرهم بينهم شيعا وفرقوا أمر الأمة وكان مجتمعا . وكذبوا بالنار فجعلت لهم نار الحتوف ومزقوا كل ممزق وقطع دابرهم وحقت عليهم الكلمة تشريدا وقتلا ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) . . ( 12 )
_________________________
( 5 ) أحرق صلاح الدين نفائس الكتب التي كانت بدار الحكمة ودار العلم كما أغلق الجامع الأزهر .
يروي المقريزي : وأبطل صلاح الدين الخطبة فيه . فلم يزل الجامع الأزهر معطلا عن إقامة الجمعة فيه مائة عام منذ صلاح الدين إلى بيبرس . . ج 3 / 150 . . ( 6 ) أنظر المراجع التاريخية . .
( 7 ) هو القاضي بهاء الدين الشافعي ت 632 ه . والكتاب هو : النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية . وانظر ترجمة نجم الدين الخبوشاني الفقيه الشافعي نديم صلاح الدين والذي كان يحرضه على الشيعة ويطعن في عقائدها ويكفرها . . ولما
مات وجد لديه ألوف الدنانير قد جمعها بغير الحق ولم يصرفها في وجوهها المشروعة . وأسف عليه صلاح الدين وخاب ظنه فيه . . انظر النجوم الزاهرة ج 6 / 116 . .
( 8 ) خطط المقريزي
( 9 ) النجوم الزاهرة ج 5 . .
( 10 ) وفيات الأعيان ج 5 ص 341 . نقلا من تاريخ الذهبي . وتأمل قول الذهبي وهو مؤرخ شامي متعصب : أن هذه الفعلة من أشرف أفعاله . ومن أين أتى بهذا الاتهام التناسخ والحلولية . وهل تقول الشيعة بهذا . . ؟ إن الذهبي نهج نهج
مؤرخي السنة مثل ابن كثير وابن الأثير وابن تغري بردي والسيوطي وغيرهم الذين أعماهم الحقد على الشيعة فتصيدوا لها الأخطاء وألقوا عليهم التهم جزافا . والذهبي هذا يعد من تلامذة ابن تيمية وهو الذي قام بتلخيص كتابه منهاج الكرامة .
وقد سمى هذا الملخص منهاج الاعتدال وقد انقلب على ابن تيمية بعد ذلك . انظر سير أعلام النبلاء . وانظر لنا عقائد السنة وعقائد الشيعة .
( 11 ) المرجع السابق ص 344 . .
( 12 ) المرجع السابق نفس الصفحة . . وتأمل التهم الجزافية غير المعقولة . ومثل اتخاذ عباد الله من دونه أولياء وتسمية أعداء الله بالأصفياء والتكذيب بالنار . إن مثل هذه التهم لم تسرد على لسان أحد من المؤرخين . فضلا عن كونها تنم عن
قلة وعي بالعقائد والأديان . فلم توجد فرقة ولا دين أنكر الآخرة أو كذب بالنار . ثم إنه هل توحدت الأمة بقيام الأيوبيين . وهل كان أمرها مجتمعا قبل قيام الفاطميين . . ؟ وتأمل شماتة مؤرخ آخر هو السيوطي
حيث يقول : وأخذ صلاح الدين في نصر السنة وإشاعة الحق وإهانة المبتدعة والانتقام من الروافض وكانوا بمصر كثيرين . . حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ج 2 ص 25 . .
وقد انبرى السيوطي في كتاب أصدره بهذه المناسبة أسماه : كشف ما كان عليه بنو عبيد من الكفر والكذب والمكر والكيد..
وألف ابن الجوزي كتابا أسماه : النصر على مصر . .
وألف أبو بكر الباقلاني كتابا أسماه : كشف الأسرار وهتك الأستار . .
وألف الغزالي كتابا أسماه : فضائح الباطنية . .
وألف غير ذلك كثير من الكتب بأوامر وتوجيهات الحكام والسلاطين . . أي جناية تلك التي ارتكبها هؤلاء الفقهاء والمؤرخين في حق الأمة وفي حق تاريخها . وفي حق الأجيال القادمة . . ؟
ولم يكن أمر الشماتة ينحصر في الفقهاء والمؤرخين بل امتد ليشمل الشعراء الذين يأكلون على كل الموائد الذين أورد شعرهم السيوطي في حسن المحاضرة . . أنشد العماد يقول :
قد خطبنا للمستضئ بمصر * نائب المصطفى إمام العصر
ألستم مزيلي دولة الكفر * من بني عبيد بمصر هذا هو الفضل
زنادقة شيعية باطنية * مجوس وما في الصالحين لهم أصل
حسن الروح
22-04-2009, 10:53 PM
ثورات الشيعة :
وكان من نتائج السياسة الإرهابية الدموية التي اتبعها صلاح الدين في مواجهة الشيعة أن فر الشيعة إلى الشام وجنوب مصر حيث لا تزل دعوة التشيع لها أعوانا في مأمن من بطش صلاح الدين . وقد أخذت التجمعات الشيعية هناك في تجميع صفوفها من أجل التصدي له . .
ويروي ابن الأثير أنه في عام 569 ه وفي شهر رمضان كشفت محاولة للانقلاب على صلاح الدين وقتله من قبل مجموعة من العلويين . وقبض عليهم صلاح الدين وصلبهم وكان على
رأسهم عمارة بن أبي الحسن اليمني الشاعر . وله ديوان شعر مشهور في غاية الحسن والرقة والملاحة . . ( 13 )
ولقد حاول العاضد أن يتخلص من صلاح الدين وحرض عليه خادمه المؤتمن . إلا أن المحاولة كشفت وقتل المؤتمن على أيدي رجال صلاح الدين . .
يروي ابن الأثير حول هذه الحادثة : فغضب السودان لقتل المؤتمن فحشدوا وجمعوا فزادت عدتهم على خمسين ألفا وقصدوا حرب الأجناد الصلاحية فاجتمع العسكر وقاتلوهم بين القصرين . وكثر القتل بين الفريقين .
فأرسل صلاح الدين إلى محلتهم بالمنصورة فأحرقها على أموالهم وأولادهم . فلما أتاهم الخبر بذلك ولوا منهزمين فركبهم السيف وأخذت عليهم أفواه السكك فطلبوا الأمان بعد أن كثر فيهم
القتل فأجيبوا إلى ذلك فخرجوا من مصر إلى الجيزة . فعبر إليهم شمس الدولة أخو صلاح الدين الأكبر في طائفة من العسكر فأبادهم بالسيف ولم يبق منهم إلا القليل الشريد . .
( 14 )
وفي عام 570 ه تجمع السودان حول رجل يدعو لإقامة الحكم الفاطمي في أسوان وقد جمع من حوله خلقا كثيرا . .
يقول ابن تغري يروي عن أحداث هذا العام : وكان أهل مصر يؤثرون عودهم - أي عودة الفاطميين - فسير صلاح الدين جيشا كثيفا وجعل مقدمه أخاه الملك العادل فساروا والتقوا به - أي بزعيم الثورة - وكسروه . ثم بعد ذلك استقرت له قواعد الملك . . ( 15 )
وفي عام 572 ه يقول ابن تغري : وفيها كان مقدم السودان من صعيد مصر . ساروا من الصعيد إلى مصر في مائة ألف أسود ليعيدوا الدولة الفاطمية . فخرج إليهم أخو صلاح الدين
الملك العادل بكر وبمن معه من عساكر مصر والتقوا مع السودان فكانت بينهم وقعة هائلة وقتل كبير السودان ومن معه . . ( 16 )
وهذه هي الثورة الثالثة التي قام بها الشيعة ضد صلاح الدين وكانت في السنة السادسة من حكمه . . وفي نفس العام أيضا وقعت ثورة أخرى في مدينة قفط بصعيد مصر أخمدها صلاح الدين وأرسل لها أخاه العادل على جيش فقتل من أهلها ثلاثة آلاف
وصلبهم على شجرها ظاهر قفط بعمائهم وطيالسينهم . .
( 17 )
وقد تعرض صلاح الدين لعدة محاولات لاغتياله في مصر والشام من قبل عناصر شيعية سعت للانتقام منه بسبب جرائمه في حق الشيعة . . ( 18 )
والمتأمل في هذا الصراع الذي دار بين صلاح الدين والشيعة في مصر يتبين له أن صلاح الدين استخدم وسائل غير مشروعة في قمع معارضيه تتنافى مع الإسلام . . وإن لجوء صلاح
الدين إلى مثل هذه الوسائل اللاإنسانية التي مارسها على الفاطميين - مثل عزل الرجال عن النساء وإحراق بيوت السودان على أولادهم وأموالهم - هذه الوسائل إنما تكشف عجزه عن استئصال التشيع وحب آل البيت من قلوب المصريين . .
_______________________________
(13 ) الكامل ج 9 ص 123 / 124 . . ويروي شهاب الدين المقدس في كتابه الروضتين في أخبار الدولتين ص 219 تحت عنوان صلب عمارة اليمني : اجتمع جماعة من دعاة الدولة المصرية المتعصبة المتشددة المتصلبة وتزاوروا فيما
بينهم خيفة وخفية وأحكموا الرأي والتدبير وتبيتوا أمرهم بليل . . وبعد أن أوشى بهم زين الدين علي ( واحد منهم ) أمر السلطان
بإحضار مقدميهم واعتقالهم لإقامة السياسة فيهم . وصلب يوم السبت ثاني شهر رمضان جماعة منهم بين القصرين منهم عمارة . وأفنى بعد ذلك من بقي منهم . .
( 14 ) الكامل ج 9 ص 103 . .
( 15 ) النجوم الزاهرة ج 6 ص 24 وانظر أحداث سنة 584 ه ومحاولة التحريض على الثورة بالقاهرة .
( 16 ) المرجع السابق أحداث عام 572 ه . السنة السادسة من حكم صلاح الدين . .
( 17 ) خطط المقريزي ج 1 ص 436 . والطيالسين نوع من الملابس .
( 18 ) يروي ابن تغري عن أحداث عام 571 ه : وفيها وثب الإسماعيلية على السلطان وهو على إعزاز - مكان بالشام - جاءه ثلاثة في زي الأجناد فضربه واحد بسكين في رأسه فلم يجرحه وخدشت السكين خده وقتل الثلاثة .
وفي حصار صلاح الدين لحلب هاجمت مجموعة فدائيي الإسماعيلية خيمة صلاح الدين واصطدموا بحراسه ودار قتال سقط فيه عدد من القتلى والجرحى من الجانبين . وحدثت غارة إسماعيلية أخرى سقط فيها عدد من الجرحى .
مما دفع بصلاح الدين إلى محاصرة قلاع الإسماعيلية بالشام وقتل وأسر الكثيرين . النجوم ج 6 / 10 . .
عاشق ارض النجف
16-05-2009, 03:36 PM
بارك الله بك عل الموضوع
●Ḏṝęąм Ġîṟl●
16-05-2009, 04:06 PM
تسلميين ع الموضوووع الكووله ..^^"
ماقصرتي لك مني أحلى تقييمـ..~
تيب يلآ أخليكي ..^_^
سيــأآآآآآ ,,,
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024