حيــــــــــدرة
02-04-2009, 08:56 PM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
َللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ الًلهٌمً أَلعنًهُم جَمِيعَا
_____________________________________
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
شهرة الصالحين بالكذب فى الحديث
هل يمكن أن يكون الكذب مقياسا للصلاح فى أى دين ؟
الجواب ...: نعم
وبالطبع في حالة واحدة ؛ إذا كان دينا مؤسسا على الكذب.....!!!
ولا تتعجـــب أخي القارئ كـــثيرا هنا من قولي
فهذه هى الحالة هنا باعتراف الامام مسلم فى مقدمة صحيحه. لقد قال مسلم :
(وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عَفَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ لَمْ نَرَ الصَّالِحِينَ فِي شَىْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ )
فهل تعرف ما معنى قوله ( لم نَرَ الصَّالِحِينَ فِي شَىْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ )؟
يعنى أنهم يكذبون كذبا عاديا فى كل شىء ، ولكنهم يتفوقون فى الكذب عندما يتعلق الأمر بالحديث ، أى عندما تأتى سيرة النبى محمد عليه السلام ، عندها ينطلقون فى افتراء الأكاذيب و نسبتها اليه.
وقد أحس مسلم بخطورة هذا التصريح فحاول تخفيفه فقال بعدها :
(قَالَ ابْنُ أَبِي عَتَّابٍ فَلَقِيتُ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ عَنْ أَبِيهِ، لَمْ تَرَ أَهْلَ الْخَيْرِ فِي شَىْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ . قَالَ مُسْلِمٌ يَقُولُ يَجْرِي الْكَذِبُ عَلَى لِسَانِهِمْ وَلاَ يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ .)
والتحليل بالكلام العامي الشعبي لدينا هنا لمن لم يفهم القول أعـــلاه يعني :
فالتعليل الذى جاء به مسلم أو رواه مسلم غاية فى العجب ، إذ يقول انهم لا يتعمدون الكذب ولكن الكذب هو الذى يتعمد أن يأتى على ألسنتهم .!!
أو بمعنى آخــــر :
أى يفتحون أفواههم ليجرى الكذب بدون إرادة منهم ....!!
أو بمعنى آخــــر :
لا يكذب أحدهم مطلقا إلا عندما يتكلم .!!
الكذب هو الذى يجرى على لسانهم دون ان يسمحوا له بالجري، ونسى أن يخبرنا عن سرعة الكذب فى الجري (كم ميلا او كيلومترا او فرسخا فى الساعة ؟ )....!!!
تعليل عجيب ومضحك ، ولكنه نوع من الضحك المبكي في نفس الوقت الذى لا يستخف فقط بالعقل العادى ، بل يستخف أيضا بالعقل المسلم لأنه أعطى نفسه العلم بغيب سرائر أولئك (الصالحين ) حين قال انهم ( لا يتعمدون الكذب ) .
إن التعمد فى قلب الانسان لا يعلمه الا الله تعالى ، ولكن مسلم هنا ينسب لنفسه أنه يعلم خطرات القلوب ، أى إنه يزعم لنفسه صفة الألوهية والعياذ بالله بعلمه بما في ضمائر تلكم الصالحين ....، فالله وحده هوالذى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)(غافر19 )
على ان هذا التعليل الساذج لا يلبث مسلم نفسه أن ينفيه حين يذكر أن أحدهم كان (يتعمد) الكذب على النبى محمد عليه السلام، وليس مجرد أن يجرى على لسانه الكذب رغما عنه.
فيقول مسلم :
(حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ، أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيَّ الْمَدَنِيَّ، كَانَ يَضَعُ أَحَادِيثَ كَلاَمَ حَقٍّ وَلَيْسَتْ مِنْ أَحَادِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يَرْوِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم )
فهذا الرجل من بنى هاشم ومن المدينة كان يصنع أو يضع أحاديث ويرويها يسندها للنبى محمد عليه السلام .
ونتوقف هنا مع قول مسلم (كَانَ يَضَعُ أَحَادِيثَ كَلاَمَ حَقٍّ ) أى يروى كلاما يراه حقا من وجهة نظره ، أى يعجبه بعض الكلام ويراه حقا فيسارع بنسبته للنبى محمد عليه السلام. أى إنه (حق) من وجهة نظر صاحبنا الذى يستسهل الكذب على النبى محمد ، بل يتعمده مع سبق الاصرار و الترصد. وشخصية من هذا النوع الجرىء فى الكذب كيف نثق فى حكمها على ما يكون (حقا ) من الكلام ؟
تفاخر الصالحين بالكذب فى الأحاديث
وطالما أن الكذب على النبى فى الرواية والاسناد هو مقياس الصلاح فى الدين السنى فالمنتظر أن يتنافس (الصالحون ) فى الكذب على النبى ليزدادوا شهرة بالصلاح بين الناس ، وليضمنوا مجىء الناس اليهم لأخذ الحديث عنهم حيث راجت سوق الأحاديث وقتها.
وليس هذا مجرد استنتاج عقلى مقبول من قبلنا وتحليلنا نحن أبدا ، بل هو ما يحكيه مسلم فى أحاديثه ، يقول :
( وَحَدَّثَنَا حَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، وَأَخُوهُ، أَنَّهُمَا سَمِعَا الْجَرَّاحَ بْنَ مَلِيحٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ عِنْدِي سَبْعُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُلُّهَا )
فهذا الشخص (جابر بن يزيد بن الحارث أبوعبدالله الجعفى الكوفى ت 127 ) يزعم أنه يروى 70 ألف حديث عن النبى .
فهل هذه هى الرواية الوحيدة التى تتطلب التصديق أم هناك روايات أخرى مختلفة ؟
هناك رواية أخرى لمسلم أن لدي جابر هذا 50 ألف حديث و ليس 70 ألفا :
(وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ، يَقُولُ سَمِعْتُ سَلاَّمَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ جَابِرًا الْجُعْفِيَّ، يَقُولُ عِنْدِي خَمْسُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ).
ويأتى مسلم برواية تقول إنه كان يحتفظ بهذه الأحاديث كلها لنفسه عدا واحدا (وَحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ سَمِعْتُ زُهَيْرًا، يَقُولُ قَالَ جَابِرٌ - أَوْ سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ - إِنَّ عِنْدِي لَخَمْسِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِشَىْءٍ . قَالَ ثُمَّ حَدَّثَ يَوْمًا بِحَدِيثٍ فَقَالَ هَذَا مِنَ الْخَمْسِينَ أَلْفًا )
ثم يتناقض مسلم مع نفسه فيروى حديثا يقول ان جابرا هذا كان يحدث الناس بثلاثين الف حديث ، كلها أكاذيب :
(وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ سَمِعْتُ جَابِرًا، يُحَدِّثُ بِنَحْوٍ مِنْ ثَلاَثِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ مَا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَذْكُرَ مِنْهَا شَيْئًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا ).
على أن هذه المبالغات الكاذبة عادة معهودة فى وصف علماء الحديث ، فيتكرر أن فلان كان يحفظ عدد كذا ألفا من الاحاديث ، ويؤخذ هذا الكلام مأخذ التصديق و يتناقلونه فى سيرته كأنه من (المعلوم من الدين (الأرضى ) بالضرورة ) وهو ما يتنافى مع الطبيعة البشرية .
اتهام الصالحين بالكذب فى الحديث بسبب تفاخرهم بكثرة رواية الحديث
على أن هذه الكثرة الكاثرة من آلاف الصالحين وآلاف الآلاف من أكاذيبهم الكذب جعلت بعض محققى الدين السنى يجرؤ على اتهام بعض رفاقه بالكذب مع الحرص على تزكيته لهم بالصفات الطيبة ، من ذلك ما يقوله مسلم :
(حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ مِائَةً كُلُّهُمْ مَأْمُونٌ . مَا يُؤْخَذُ عَنْهُمُ الْحَدِيثُ يُقَالُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ )
أى فقد كان هناك فى المدينة مائة شخص كل منهم ( مأمون ) فى كل شىء عدا شىء آخر ـ غير مهم ـ هو الكذب على النبى ، لذلك كانوا ينصحون بعدم الرواية عنهم...!!!
ومن اتهام مائة شخص الى التركيز على شخص واحد : يقول مسلم :
(وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُهْزَاذَ، - مِنْ أَهْلِ مَرْوَ - قَالَ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ إِنَّ عَبَّادَ بْنَ كَثِيرٍ مَنْ تَعْرِفُ حَالَهُ . وَإِذَا حَدَّثَ جَاءَ، بِأَمْرٍ عَظِيمٍ فَتَرَى أَنْ أَقُولَ، لِلنَّاسِ لاَ تَأْخُذُوا عَنْهُ قَالَ سُفْيَانُ بَلَى . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَكُنْتُ إِذَا كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ ذُكِرَ فِيهِ عَبَّادٌ أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ فِي دِينِهِ وَأَقُولُ لاَ تَأْخُذُوا عَنْهُ ).
اى لا تناقض هنا ، فهو رجل صالح و لكن لا تأخذوا عنه الحديث لأنه يكذب على النبى ..!!!
وقد يأتى تعليل ظريف ومنقذ نوعا ما :
(حَدَّثَنِي ابْنُ قُهْزَاذَ، قَالَ سَمِعْتُ وَهْبًا، يَقُولُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ بَقِيَّةُ صَدُوقُ اللِّسَانِ وَلَكِنَّهُ يَأْخُذُ عَمَّنْ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ )
أي هو شخص من بقية الصالحين وثقة ولكن يجمع الحديث من كل انسان ، لا يهتم إن كان صادقا أو كاذبا وينسب كلامهم للنبى !!.
ويأتى مسلم بنكتة يضحك منها المكتئب حين يقول :
(حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ قَالَ أَيُّوبُ إِنَّ لِي جَارًا - ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ - وَلَوْ شَهِدَ عِنْدِي عَلَى تَمْرَتَيْنِ مَا رَأَيْتُ شَهَادَتَهُ جَائِزَةً .)
والمعنى فهذا الجار رجل فاضل ولكنه كذاب أشر .. بحيث يكذب حتى لو شهد على تمرتين .!!.
وهذا هو مقياس العدالة والصدق والثقة والصلاح عند مخترعى الدين السنى الأرضى.
إذا ما النتائج المترتبة على الكذب فى الأحاديث :
إن لهذا الكذب آثار كثيرة فى مسيرة الحديث و أصحابه ـ ونقتطف من مقدمة صحيح مسلم بعض هذه النتائج ، وهى وقوعهم فى صنع أحاديث متناقضة واختلافهم فى تقييم الرواة أو الجرح و التعديل .
التناقض
التناقض سمة أساس فى الأحاديث، تراه لدى المؤلف الواحد من البخارى وغيره ، بل ربما تجده فى الصفحة الواحدة ، بل والحديث الواحد. وهذا موضوع شرحه يطول به المقام هنا وليس محله فيراد له مجلدات وعقول واعية ، ونقتصر منه هنا على ما جاء فى مقدمة صحيح مسلم ...:
يقول :
( و وَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ قَالَ لِي شُعْبَةُ ايتِ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ فَقُلْ لَهُ لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَرْوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ فَإِنَّهُ يَكْذِبُ . قَالَ أَبُو دَاوُدَ قُلْتُ لِشُعْبَةَ وَكَيْفَ ذَاكَ فَقَالَ حَدَّثَنَا عَنِ الْحَكَمِ بِأَشْيَاءَ لَمْ أَجِدْ لَهَا أَصْلاً . قَالَ قُلْتُ لَهُ بِأَىِّ شَىْءٍ قَالَ قُلْتُ لِلْحَكَمِ أَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ فَقَالَ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ . فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَيْهِمْ وَدَفَنَهُمْ . قُلْتُ لِلْحَكَمِ مَا تَقُولُ فِي أَوْلاَدِ الزِّنَا قَالَ يُصَلَّى عَلَيْهِمْ . قُلْتُ مِنْ حَدِيثِ مَنْ يُرْوَى قَالَ يُرْوَى عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ . فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ عَنْ عَلِيٍّ .)
فهنا حديثان متناقضان أحدهما يقول ان النبى لم يصلّ على قتلى أحد ، والآخر يقول انه صلى عليهم ودفنهم . ....!!!
بل يأتى التناقض فى رواية منسوبة ليست للنبى وأنما لأحد التابعين القريبين زمنا من الرواة ، يقول مسلم :
(وَحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ، - يَعْنِي حَمَّادًا - قَالَ قِيلَ لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ رَوَى عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لاَ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ . فَقَالَ كَذَبَ أَنَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ . )
الحسن هنا هو الحسن البصرى من أشهر التابعين فى البصرة فى العهد الأموى ، وقد نسبوا له قولين متناقضين فى جلد السكران ، أحدهما يثبته والاخر ينفيه.
على أن أكبر التناقض والاختلاف ياتى فى الميزان الذى وضعوه بأنفسهم فى بحث حال الرواة والحكم عليهم بالثقة من عدمها ، وهو ما يعرف بالجرح و التعديل .
ونلتقى مع تناقضهم فى الجرح و التعديل فى الحلقة القادمة بعونه جل وعلا..
فهنيئا للقوم كذب الصالحين واكثر الكذب منه
فماذا أبقى الصالحين بكذبهم على رسول الله لغير الصالحين ....!!!!
___ أنتهى البحث ___
والسلام على من أتبع الهدى وآله
_( حيـــــــــــــــدرة )_
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
َللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ الًلهٌمً أَلعنًهُم جَمِيعَا
_____________________________________
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
شهرة الصالحين بالكذب فى الحديث
هل يمكن أن يكون الكذب مقياسا للصلاح فى أى دين ؟
الجواب ...: نعم
وبالطبع في حالة واحدة ؛ إذا كان دينا مؤسسا على الكذب.....!!!
ولا تتعجـــب أخي القارئ كـــثيرا هنا من قولي
فهذه هى الحالة هنا باعتراف الامام مسلم فى مقدمة صحيحه. لقد قال مسلم :
(وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عَفَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ لَمْ نَرَ الصَّالِحِينَ فِي شَىْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ )
فهل تعرف ما معنى قوله ( لم نَرَ الصَّالِحِينَ فِي شَىْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ )؟
يعنى أنهم يكذبون كذبا عاديا فى كل شىء ، ولكنهم يتفوقون فى الكذب عندما يتعلق الأمر بالحديث ، أى عندما تأتى سيرة النبى محمد عليه السلام ، عندها ينطلقون فى افتراء الأكاذيب و نسبتها اليه.
وقد أحس مسلم بخطورة هذا التصريح فحاول تخفيفه فقال بعدها :
(قَالَ ابْنُ أَبِي عَتَّابٍ فَلَقِيتُ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ عَنْ أَبِيهِ، لَمْ تَرَ أَهْلَ الْخَيْرِ فِي شَىْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ . قَالَ مُسْلِمٌ يَقُولُ يَجْرِي الْكَذِبُ عَلَى لِسَانِهِمْ وَلاَ يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ .)
والتحليل بالكلام العامي الشعبي لدينا هنا لمن لم يفهم القول أعـــلاه يعني :
فالتعليل الذى جاء به مسلم أو رواه مسلم غاية فى العجب ، إذ يقول انهم لا يتعمدون الكذب ولكن الكذب هو الذى يتعمد أن يأتى على ألسنتهم .!!
أو بمعنى آخــــر :
أى يفتحون أفواههم ليجرى الكذب بدون إرادة منهم ....!!
أو بمعنى آخــــر :
لا يكذب أحدهم مطلقا إلا عندما يتكلم .!!
الكذب هو الذى يجرى على لسانهم دون ان يسمحوا له بالجري، ونسى أن يخبرنا عن سرعة الكذب فى الجري (كم ميلا او كيلومترا او فرسخا فى الساعة ؟ )....!!!
تعليل عجيب ومضحك ، ولكنه نوع من الضحك المبكي في نفس الوقت الذى لا يستخف فقط بالعقل العادى ، بل يستخف أيضا بالعقل المسلم لأنه أعطى نفسه العلم بغيب سرائر أولئك (الصالحين ) حين قال انهم ( لا يتعمدون الكذب ) .
إن التعمد فى قلب الانسان لا يعلمه الا الله تعالى ، ولكن مسلم هنا ينسب لنفسه أنه يعلم خطرات القلوب ، أى إنه يزعم لنفسه صفة الألوهية والعياذ بالله بعلمه بما في ضمائر تلكم الصالحين ....، فالله وحده هوالذى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)(غافر19 )
على ان هذا التعليل الساذج لا يلبث مسلم نفسه أن ينفيه حين يذكر أن أحدهم كان (يتعمد) الكذب على النبى محمد عليه السلام، وليس مجرد أن يجرى على لسانه الكذب رغما عنه.
فيقول مسلم :
(حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ، أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيَّ الْمَدَنِيَّ، كَانَ يَضَعُ أَحَادِيثَ كَلاَمَ حَقٍّ وَلَيْسَتْ مِنْ أَحَادِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يَرْوِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم )
فهذا الرجل من بنى هاشم ومن المدينة كان يصنع أو يضع أحاديث ويرويها يسندها للنبى محمد عليه السلام .
ونتوقف هنا مع قول مسلم (كَانَ يَضَعُ أَحَادِيثَ كَلاَمَ حَقٍّ ) أى يروى كلاما يراه حقا من وجهة نظره ، أى يعجبه بعض الكلام ويراه حقا فيسارع بنسبته للنبى محمد عليه السلام. أى إنه (حق) من وجهة نظر صاحبنا الذى يستسهل الكذب على النبى محمد ، بل يتعمده مع سبق الاصرار و الترصد. وشخصية من هذا النوع الجرىء فى الكذب كيف نثق فى حكمها على ما يكون (حقا ) من الكلام ؟
تفاخر الصالحين بالكذب فى الأحاديث
وطالما أن الكذب على النبى فى الرواية والاسناد هو مقياس الصلاح فى الدين السنى فالمنتظر أن يتنافس (الصالحون ) فى الكذب على النبى ليزدادوا شهرة بالصلاح بين الناس ، وليضمنوا مجىء الناس اليهم لأخذ الحديث عنهم حيث راجت سوق الأحاديث وقتها.
وليس هذا مجرد استنتاج عقلى مقبول من قبلنا وتحليلنا نحن أبدا ، بل هو ما يحكيه مسلم فى أحاديثه ، يقول :
( وَحَدَّثَنَا حَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، وَأَخُوهُ، أَنَّهُمَا سَمِعَا الْجَرَّاحَ بْنَ مَلِيحٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ عِنْدِي سَبْعُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُلُّهَا )
فهذا الشخص (جابر بن يزيد بن الحارث أبوعبدالله الجعفى الكوفى ت 127 ) يزعم أنه يروى 70 ألف حديث عن النبى .
فهل هذه هى الرواية الوحيدة التى تتطلب التصديق أم هناك روايات أخرى مختلفة ؟
هناك رواية أخرى لمسلم أن لدي جابر هذا 50 ألف حديث و ليس 70 ألفا :
(وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ، يَقُولُ سَمِعْتُ سَلاَّمَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ جَابِرًا الْجُعْفِيَّ، يَقُولُ عِنْدِي خَمْسُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ).
ويأتى مسلم برواية تقول إنه كان يحتفظ بهذه الأحاديث كلها لنفسه عدا واحدا (وَحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ سَمِعْتُ زُهَيْرًا، يَقُولُ قَالَ جَابِرٌ - أَوْ سَمِعْتُ جَابِرًا، يَقُولُ - إِنَّ عِنْدِي لَخَمْسِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِشَىْءٍ . قَالَ ثُمَّ حَدَّثَ يَوْمًا بِحَدِيثٍ فَقَالَ هَذَا مِنَ الْخَمْسِينَ أَلْفًا )
ثم يتناقض مسلم مع نفسه فيروى حديثا يقول ان جابرا هذا كان يحدث الناس بثلاثين الف حديث ، كلها أكاذيب :
(وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ سَمِعْتُ جَابِرًا، يُحَدِّثُ بِنَحْوٍ مِنْ ثَلاَثِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ مَا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَذْكُرَ مِنْهَا شَيْئًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا ).
على أن هذه المبالغات الكاذبة عادة معهودة فى وصف علماء الحديث ، فيتكرر أن فلان كان يحفظ عدد كذا ألفا من الاحاديث ، ويؤخذ هذا الكلام مأخذ التصديق و يتناقلونه فى سيرته كأنه من (المعلوم من الدين (الأرضى ) بالضرورة ) وهو ما يتنافى مع الطبيعة البشرية .
اتهام الصالحين بالكذب فى الحديث بسبب تفاخرهم بكثرة رواية الحديث
على أن هذه الكثرة الكاثرة من آلاف الصالحين وآلاف الآلاف من أكاذيبهم الكذب جعلت بعض محققى الدين السنى يجرؤ على اتهام بعض رفاقه بالكذب مع الحرص على تزكيته لهم بالصفات الطيبة ، من ذلك ما يقوله مسلم :
(حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ مِائَةً كُلُّهُمْ مَأْمُونٌ . مَا يُؤْخَذُ عَنْهُمُ الْحَدِيثُ يُقَالُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ )
أى فقد كان هناك فى المدينة مائة شخص كل منهم ( مأمون ) فى كل شىء عدا شىء آخر ـ غير مهم ـ هو الكذب على النبى ، لذلك كانوا ينصحون بعدم الرواية عنهم...!!!
ومن اتهام مائة شخص الى التركيز على شخص واحد : يقول مسلم :
(وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُهْزَاذَ، - مِنْ أَهْلِ مَرْوَ - قَالَ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ إِنَّ عَبَّادَ بْنَ كَثِيرٍ مَنْ تَعْرِفُ حَالَهُ . وَإِذَا حَدَّثَ جَاءَ، بِأَمْرٍ عَظِيمٍ فَتَرَى أَنْ أَقُولَ، لِلنَّاسِ لاَ تَأْخُذُوا عَنْهُ قَالَ سُفْيَانُ بَلَى . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَكُنْتُ إِذَا كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ ذُكِرَ فِيهِ عَبَّادٌ أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ فِي دِينِهِ وَأَقُولُ لاَ تَأْخُذُوا عَنْهُ ).
اى لا تناقض هنا ، فهو رجل صالح و لكن لا تأخذوا عنه الحديث لأنه يكذب على النبى ..!!!
وقد يأتى تعليل ظريف ومنقذ نوعا ما :
(حَدَّثَنِي ابْنُ قُهْزَاذَ، قَالَ سَمِعْتُ وَهْبًا، يَقُولُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ بَقِيَّةُ صَدُوقُ اللِّسَانِ وَلَكِنَّهُ يَأْخُذُ عَمَّنْ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ )
أي هو شخص من بقية الصالحين وثقة ولكن يجمع الحديث من كل انسان ، لا يهتم إن كان صادقا أو كاذبا وينسب كلامهم للنبى !!.
ويأتى مسلم بنكتة يضحك منها المكتئب حين يقول :
(حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ قَالَ أَيُّوبُ إِنَّ لِي جَارًا - ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ - وَلَوْ شَهِدَ عِنْدِي عَلَى تَمْرَتَيْنِ مَا رَأَيْتُ شَهَادَتَهُ جَائِزَةً .)
والمعنى فهذا الجار رجل فاضل ولكنه كذاب أشر .. بحيث يكذب حتى لو شهد على تمرتين .!!.
وهذا هو مقياس العدالة والصدق والثقة والصلاح عند مخترعى الدين السنى الأرضى.
إذا ما النتائج المترتبة على الكذب فى الأحاديث :
إن لهذا الكذب آثار كثيرة فى مسيرة الحديث و أصحابه ـ ونقتطف من مقدمة صحيح مسلم بعض هذه النتائج ، وهى وقوعهم فى صنع أحاديث متناقضة واختلافهم فى تقييم الرواة أو الجرح و التعديل .
التناقض
التناقض سمة أساس فى الأحاديث، تراه لدى المؤلف الواحد من البخارى وغيره ، بل ربما تجده فى الصفحة الواحدة ، بل والحديث الواحد. وهذا موضوع شرحه يطول به المقام هنا وليس محله فيراد له مجلدات وعقول واعية ، ونقتصر منه هنا على ما جاء فى مقدمة صحيح مسلم ...:
يقول :
( و وَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ قَالَ لِي شُعْبَةُ ايتِ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ فَقُلْ لَهُ لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَرْوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ فَإِنَّهُ يَكْذِبُ . قَالَ أَبُو دَاوُدَ قُلْتُ لِشُعْبَةَ وَكَيْفَ ذَاكَ فَقَالَ حَدَّثَنَا عَنِ الْحَكَمِ بِأَشْيَاءَ لَمْ أَجِدْ لَهَا أَصْلاً . قَالَ قُلْتُ لَهُ بِأَىِّ شَىْءٍ قَالَ قُلْتُ لِلْحَكَمِ أَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ فَقَالَ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ . فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَيْهِمْ وَدَفَنَهُمْ . قُلْتُ لِلْحَكَمِ مَا تَقُولُ فِي أَوْلاَدِ الزِّنَا قَالَ يُصَلَّى عَلَيْهِمْ . قُلْتُ مِنْ حَدِيثِ مَنْ يُرْوَى قَالَ يُرْوَى عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ . فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ عَنْ عَلِيٍّ .)
فهنا حديثان متناقضان أحدهما يقول ان النبى لم يصلّ على قتلى أحد ، والآخر يقول انه صلى عليهم ودفنهم . ....!!!
بل يأتى التناقض فى رواية منسوبة ليست للنبى وأنما لأحد التابعين القريبين زمنا من الرواة ، يقول مسلم :
(وَحَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ، - يَعْنِي حَمَّادًا - قَالَ قِيلَ لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ رَوَى عَنِ الْحَسَنِ قَالَ لاَ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ . فَقَالَ كَذَبَ أَنَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ . )
الحسن هنا هو الحسن البصرى من أشهر التابعين فى البصرة فى العهد الأموى ، وقد نسبوا له قولين متناقضين فى جلد السكران ، أحدهما يثبته والاخر ينفيه.
على أن أكبر التناقض والاختلاف ياتى فى الميزان الذى وضعوه بأنفسهم فى بحث حال الرواة والحكم عليهم بالثقة من عدمها ، وهو ما يعرف بالجرح و التعديل .
ونلتقى مع تناقضهم فى الجرح و التعديل فى الحلقة القادمة بعونه جل وعلا..
فهنيئا للقوم كذب الصالحين واكثر الكذب منه
فماذا أبقى الصالحين بكذبهم على رسول الله لغير الصالحين ....!!!!
___ أنتهى البحث ___
والسلام على من أتبع الهدى وآله
_( حيـــــــــــــــدرة )_