الكوفي
07-04-2009, 03:13 PM
الهَـُّم الجَميـل
____________________
إذا النـّهارُ تـولـّى بالـِغَ الأثـَرِ
وأتـبَعَ الليلُ جيشَ الهَمِّ ، في أثري
سَهِرْتُ حتّى انْـسِدالِ الجفْنِ في شُغُلٍ
ورُبَّما نِمْتُ كالأسماكِ في النـّهَرِ
الـهَمُّ هـمِّي وعَزْفُ المَوْجِ أغْنيَتي
لا كالغريقِ يُعـاني موجةَ الخَطَرِ
لا حَلّ عندي فأُفـْتي بالهـوى أبـداً
أو عَقْدَ عندي فأُعطي الحُكمَ بالسّهَرِ
أكافِـحُ الـهَمَّ كَمْ ألقى بشـاشتَهُ
ويُقْبِلُ النّومُ ، كَمْ ألقاهُ ، بالفِكَـرِ
يُعـالِجُ الـحُبُّ قـلبي دونـما غَرَرٍ
وأحْسَبُ الحِبَّ مثلي ليس في غَرَرِ
هو الحبيبُ الذي أشـتاقُ صورتَـهُ
وكَمْ حَوَالـَيَّ في الرّاجينَ مِنْ صُوَرِ
إنْ غِـبْتُ عنهُ يرانِـي في مَجـالِسِهِ
أو غاب عنِّي أراهُ النُّـورَ في البَصَرِ
إنْ مَـرَّ يـُسْـعِدُنِي أنـِّي ألاحِظـُهُ
وكَـمْ أُلاحِظُـهُ يـَنْسَـرُّ بالنَّظـَرِ
يا مَنْ رآنا وغَضَّ الطَّـرْفَ مَعـْذِرَةً
أتِـمَّ إِحْسـانَكَ الأيـّامَ بالعَــذَرِ
عَداكَ شَـوقي ، إذا غنّتْ ملامحُـهُ
وحـارَ بَوْحـاً ، وقبل البوحِ لم يَحِرِ
يا أُخْذةَ الشّـوقِ ، في حُبٍّ بلا أمـلٍ
كأنّـهُ أمـلٌ ، فِـي دارةِ القـمَرِ
لكنَّ وهمـاً ، يَرَى الآمـالَ دانيـةً
يُدْني بِكَفِّي ، من النَّـوَّارِ والـزَّهَـرِ
وأسْـألُ النـَّفْسَ ، عن هَـّمٍ يُكَدِّرُها
ما بالُ حِبِّي ، وهلْ يصفو مع الكَدَرِ؟
مالي أُكابِـرُ ، في لقيـاهُ ؟ واأسفي
مالي أُكَلِّمُـهُ ، في غـايَةِ الحَذَرِ..؟
غداً سأحبسُـهُ ، إن مَرَّ ، في هُـدُبي
وأُعْـلِنُ الحُبَّ ، حتَّى آخِرِ العُـمُرِ
كأنّهـا - حينَ تلقاهُ - تُحَـدّثـُهُ
بالكُحْـلِ والهُدْبِ والأجفانِ والحَوَرِ
لكنّهـا قَطعـتْ من دونِ بيِّـنةٍ
وخَـلَّتِ الحِبَّ ، للأوهامِ والسَّهَـرِ
*
يا آيةَ الحُسْنِ في ظَـبْيٍ ، نَهِيـمُ بِهِ
في كلِّ يومٍ يُرى ، في أبْدَعِ الصُّوَرِ !
كالبدْرِ حيناً يُرى ، بالغَيْـمِ مُنْتَـقِباً
وقد يُرى كاملاً ، في أوْسَطِ الشَّـهَرِ
عينـاهُ سُبْحانَ مَنْ سوّاهُما ، فهُمـا
شيءٌ مِنَ الصَّحْوِ في شيْءٍ مِنَ السَّكَرِ
ورُبَّ خالٍ بمَجْرى الدَّمْع ِمُرْتَسـمٍ
بَيْنَ الخُدَيـْدِ ، وبَيْنَ الأنفِ ، مُعْـتَجِرِ
كأنَّ جونـاً على جونٍ ، يُحـاوِرُهُ
كأنَّـهُ رَاهِبٌ ، في مَعْـبَـدٍ نَضِـرِ
يَرُدُّ حَرَّ الهوى ، بالبَرْدِ ، مخْتَبـلاً
ويتْرُكُ الهـائمَ الولهانَ ، في السُّـعُرِ
عانَيْتُ فيه الهوى سِحْراً يُطَلْسِمُني
وذُقـْتُ فيه الجَوى ، ليلاً على سَحَرِ
والثَّغْرُ وَرْدٌ ، وعِقْدُ الياسمينِ ، بِهِ
كأنَّ مَنْـطِقَـهُ ، فَيْـضٌ ، مِنَ الدُّرَرِ
و نُونَـةٍ لمْ تَزَلْ ، في البالِ مُشرِقةً
منْـذُ التَـقـيْنا وعيني كذّبتْ بصري
يا مَنْ سبانا ، بطرْفٍ مِنْ لواحِظِهِ
ماذا لوانَّـكَ قدْ أنْعَـمْتَ بالنَّظَـرِ ؟!
*
يا أجملَ الناسِ فيمنْ قد رأى بصري
في الشرق والغرب أوفي البدو والحضرِ
عيناك أغلى مِنَ الدنيا ، وما طلعتْ
عليه شمسٌ ، وملءُ السّمْعِ ، والبصـر
ها أنتِ ، في البالِ ، ألحانٌ وأغنيـةٌ
سحريّـَةٌ ، غَزَلتْ حُلمي ، على وتري
حتَّى تَغَـيَّـرْتِ غارَ الشعرُ في خبرٍ
وعُـدْتُ مُبْتَـدأً ، يـلوي ، على خبرِ
قد كان وهمـًًا على قـدِّي أخيِّـطهُ
حتّى صحوتُ ، على الآلام ، والإبرِ
____________________
إذا النـّهارُ تـولـّى بالـِغَ الأثـَرِ
وأتـبَعَ الليلُ جيشَ الهَمِّ ، في أثري
سَهِرْتُ حتّى انْـسِدالِ الجفْنِ في شُغُلٍ
ورُبَّما نِمْتُ كالأسماكِ في النـّهَرِ
الـهَمُّ هـمِّي وعَزْفُ المَوْجِ أغْنيَتي
لا كالغريقِ يُعـاني موجةَ الخَطَرِ
لا حَلّ عندي فأُفـْتي بالهـوى أبـداً
أو عَقْدَ عندي فأُعطي الحُكمَ بالسّهَرِ
أكافِـحُ الـهَمَّ كَمْ ألقى بشـاشتَهُ
ويُقْبِلُ النّومُ ، كَمْ ألقاهُ ، بالفِكَـرِ
يُعـالِجُ الـحُبُّ قـلبي دونـما غَرَرٍ
وأحْسَبُ الحِبَّ مثلي ليس في غَرَرِ
هو الحبيبُ الذي أشـتاقُ صورتَـهُ
وكَمْ حَوَالـَيَّ في الرّاجينَ مِنْ صُوَرِ
إنْ غِـبْتُ عنهُ يرانِـي في مَجـالِسِهِ
أو غاب عنِّي أراهُ النُّـورَ في البَصَرِ
إنْ مَـرَّ يـُسْـعِدُنِي أنـِّي ألاحِظـُهُ
وكَـمْ أُلاحِظُـهُ يـَنْسَـرُّ بالنَّظـَرِ
يا مَنْ رآنا وغَضَّ الطَّـرْفَ مَعـْذِرَةً
أتِـمَّ إِحْسـانَكَ الأيـّامَ بالعَــذَرِ
عَداكَ شَـوقي ، إذا غنّتْ ملامحُـهُ
وحـارَ بَوْحـاً ، وقبل البوحِ لم يَحِرِ
يا أُخْذةَ الشّـوقِ ، في حُبٍّ بلا أمـلٍ
كأنّـهُ أمـلٌ ، فِـي دارةِ القـمَرِ
لكنَّ وهمـاً ، يَرَى الآمـالَ دانيـةً
يُدْني بِكَفِّي ، من النَّـوَّارِ والـزَّهَـرِ
وأسْـألُ النـَّفْسَ ، عن هَـّمٍ يُكَدِّرُها
ما بالُ حِبِّي ، وهلْ يصفو مع الكَدَرِ؟
مالي أُكابِـرُ ، في لقيـاهُ ؟ واأسفي
مالي أُكَلِّمُـهُ ، في غـايَةِ الحَذَرِ..؟
غداً سأحبسُـهُ ، إن مَرَّ ، في هُـدُبي
وأُعْـلِنُ الحُبَّ ، حتَّى آخِرِ العُـمُرِ
كأنّهـا - حينَ تلقاهُ - تُحَـدّثـُهُ
بالكُحْـلِ والهُدْبِ والأجفانِ والحَوَرِ
لكنّهـا قَطعـتْ من دونِ بيِّـنةٍ
وخَـلَّتِ الحِبَّ ، للأوهامِ والسَّهَـرِ
*
يا آيةَ الحُسْنِ في ظَـبْيٍ ، نَهِيـمُ بِهِ
في كلِّ يومٍ يُرى ، في أبْدَعِ الصُّوَرِ !
كالبدْرِ حيناً يُرى ، بالغَيْـمِ مُنْتَـقِباً
وقد يُرى كاملاً ، في أوْسَطِ الشَّـهَرِ
عينـاهُ سُبْحانَ مَنْ سوّاهُما ، فهُمـا
شيءٌ مِنَ الصَّحْوِ في شيْءٍ مِنَ السَّكَرِ
ورُبَّ خالٍ بمَجْرى الدَّمْع ِمُرْتَسـمٍ
بَيْنَ الخُدَيـْدِ ، وبَيْنَ الأنفِ ، مُعْـتَجِرِ
كأنَّ جونـاً على جونٍ ، يُحـاوِرُهُ
كأنَّـهُ رَاهِبٌ ، في مَعْـبَـدٍ نَضِـرِ
يَرُدُّ حَرَّ الهوى ، بالبَرْدِ ، مخْتَبـلاً
ويتْرُكُ الهـائمَ الولهانَ ، في السُّـعُرِ
عانَيْتُ فيه الهوى سِحْراً يُطَلْسِمُني
وذُقـْتُ فيه الجَوى ، ليلاً على سَحَرِ
والثَّغْرُ وَرْدٌ ، وعِقْدُ الياسمينِ ، بِهِ
كأنَّ مَنْـطِقَـهُ ، فَيْـضٌ ، مِنَ الدُّرَرِ
و نُونَـةٍ لمْ تَزَلْ ، في البالِ مُشرِقةً
منْـذُ التَـقـيْنا وعيني كذّبتْ بصري
يا مَنْ سبانا ، بطرْفٍ مِنْ لواحِظِهِ
ماذا لوانَّـكَ قدْ أنْعَـمْتَ بالنَّظَـرِ ؟!
*
يا أجملَ الناسِ فيمنْ قد رأى بصري
في الشرق والغرب أوفي البدو والحضرِ
عيناك أغلى مِنَ الدنيا ، وما طلعتْ
عليه شمسٌ ، وملءُ السّمْعِ ، والبصـر
ها أنتِ ، في البالِ ، ألحانٌ وأغنيـةٌ
سحريّـَةٌ ، غَزَلتْ حُلمي ، على وتري
حتَّى تَغَـيَّـرْتِ غارَ الشعرُ في خبرٍ
وعُـدْتُ مُبْتَـدأً ، يـلوي ، على خبرِ
قد كان وهمـًًا على قـدِّي أخيِّـطهُ
حتّى صحوتُ ، على الآلام ، والإبرِ