المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوبة إلى الله


DaShTi
16-04-2009, 10:37 PM
مقدمة الكتاب :

الوجدان الحي والتوبة



لا شك أن التوبة باب من أبواب رجمة الله تعالى ، وكما قال الإمام السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية : << أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك سميته التوبة .

وجعلت على ذلك الباب دليلاً لئلا يضلوا عنط فقلت تبارك اسمك :




بسم الله الرحمن الرحيم

(( توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ))

صدق الله العلي العظيم


فما عذر من أغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب وإقامة الدليل >>


وحقاً ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يفتح الله عز وجل هذا الباب من رحمته مع ما نجد من حالات الغفلة واتباع الشهوات ، وارتكاب المعاصي ومخالفة الأوامر الإلهية واتباع الشهوات ، وارتكاب المعاصي ومخالفة الأوامر الإلهية والنواهي .؟

لا شك كنا من الهالكين جميعاَ ، لكن رحمة الله المطلقة فتحت لنا باباً يدخل منه أصحاب الفطر السليمة ، والضمائر الحية ، مستجيبين لنداء الله عز وجل ونداء رسله بالتوبة عما صدر عنهم من خطايا وذنوب .



مشتاق لعودة المذنبين :


ورد في حديث قدسي أن الله عز وجل قال : (( لو علم المدبرون عني كيف اشتياقي لهم لماتوا شوقاً )) .

وقد ورد في حديث نبوي ما مضمونه أن الله تعالى يفرح بعودة عبده المذنب إليه أكثر من فرح من فقد كل مايملك في مركب وضاع منه هذا المركب ثم وجده .



العبد تائب والله عز وجل تواب :

نعم ، بمجرد أن يتوب الإنسان سيجد الله عز وجل تواباً ، ومن تقدم إلى الله بخطوة أقبل الله عليه بعشر خطوات .

ويعود العبد إلى الله عز وجل مقدماً عذره كما قال الإمام السجاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة الثمالي : (( وقد جعلت الاعتراف إليك وسائل عللي ))

والتوبة في الحقيقة هي إلى الفطرة السليمة ، وررفع لكل آثار التلوث التي حصلت في القلب نتيجة المعاصي والذنوب .

إن فطرة الإنسان لو كانت سليمة وكان ضميره حياً لعاش العذاب عندما يرتكب المعصية ، ولشعر بالندم والأسف عما صدر منه ، أما الله عز وجل فإنه يعود عليه بالتوبة والمغفرة ، وما أكثر قصص المذنبين العائدين إلى ساحة الإيمان والصلاح بتوبة منه جل وعلا ثناؤه .

مراتب التوبه رجوعاً إلى الفطرة :

[/size]

إن توبة كل أحد تكون خاصه به ، فتوبة الناس العاديين تكون من الذنوب ، وتوبة الخواص تكون من المكروهات ، وتوبة

خواص الخواص تكون من الغفلات ومن التوجه إلى النفس وكما قيل : (( التوبة عام وخاص وأخص ))


إن جميع مراتب التوبة هذه هي في الحقيقة تعبر عن عودة الإنسان إلى فطرته السليمة ، فضميره الحي يأمره بأن يقلع عن ا
لذنب وعما يكره الله عز وجل ، ويدعوه إلى ترك هذه المخالفة ، وترك كل ما نهى

الله عنه ، أو الأتيان بكل ما أمر به سواء اكان واجباً أو مستحباً ، أو كان حراماً او مكروهاً .



وعندما يسمو الأنسان في حالته الروحية وتزداد إدراكاته الإيمانية فإنه يعرض

عن غير الله تعالى ، بل ويعرض عن نفسه أيضاً ، ويحل محل ذلك حب الله

تعالي في قلبه ، والتوبة يعبر عنها بتوبة خاص الخاص وهي في الحقيقة رجوع إلى الفطرة أيضا .




بداية العبرر والقصص :

التوب والتوبة والمتاب كلها يمعنى الرجوع



ان العبد الذي تعرض لغضب الجبار بارتكابه الذنوب ، وما حصل في قلبه من ندم وحسرة لا أمل له إلا أن يتوجه إلى الباب

الذي فتحه الله له من رحمته ودعاه لوروده آملاً بتبديل سيئاته حسنات ، كما قال جل وعلا

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات }1

صدق الله العلي العظيم

فتطهر القلوب ويتحول ما فيها من ظلمات إلى نور ، كل ذلك برحمته ورأفته وتوبته

بسم الله الرحمن الرحيم

{ ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم }

صدق الله العلي العظيم


وهذه الفرصة باقية ما دام نفس الإنسان يصعد ويهبط ، وعليه أن يستثمرها قبل فوات الأوان وانتقاله إلى العالم الآخر ،

عالم الحسرة والندامة حيث لا فائدة جينها .


وقد روي في الجزء الثاني من كتاب الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه

قال :

( " من تاب قبل موته بسنه قبل الله توبته ، ثم قال : إن السنه لكثيرة ، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته ثم قال : إن الشهر لكثير ، من تاب قبل موته بجمعه تاب الله عليه ، ثم قال ان الجمعه لكثير ، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته ثم قال ان اليوم لكثير ، من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته "2 )


فالويل لي ولأمثالي إن لم نستفد من هذا الباب من أبواب رحمه الله ، فلا يغفر لي وأموت عاصياً حيث لا ينفع التوبة والإيمان :

بسم الله الرحمن الرحيم

{ ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يوا العذاب الأليم }

صدق الله العلي العظيم


حينها لا يقبل منه ان يقول : (( إني تبت الآن )) ولا يبقى أمامه إلا الشفاعة والرحمة الإلهية . أللهم اغفر لعبادك ذنوبهم واشملنا برحمتك الواسعة
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::

(1 سورة الفرقان الآية 70
2) الكافي : 219 الحديث



:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::

DaShTi
16-04-2009, 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(( " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون " ))

صدق الله العلي العظيم


التوبة

:::::::::::::::::::::::

بسم الله الرحمن الرحيم

(( " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا "))

صدق الله العلي العظيم

لا يخفى على ذوي البصائر أن التوبة شعبة من الفضل الإلهي العظيم على الأنسان،وباب من أبواب رحمه الله فحها لعباده،

ولولاها لما نجا أحد من الناس ، فإن الإنسان معرض للتلوث بالمعاصي والآثام بشكل لا يستطيع معه - عادة - التخلص منها

سواء في الأعمال الجوارحية أو القبلية إلا ماشاء الله أن يحفظه منها .



وفي الحقيقة لا يمكننا أن نجد إنساناً حافظاً لفطرته السليمة من التلوث بنبوع من أنواع المعاصي والأخطاء حتى بعض

الأنبياء ( وطبعاً تختلف أخطاء الأنبياء عن أخطاء الآخرين )




ولذا جعل الله عز وجل بحكمته ورحمته التوبة دواء للروح ، وعلاجاً للأمراض القلبية ، وتطهيراً لأنواع التلوثات كي يطهر

الإنسان بعد ارتكابه الذنب ويكون من الناجين




والسعيد من اغتنى بهذا الباب واستفاد منه وأدى شكر هذه الموهبة الإلهية ، أما الشقي فهو من كان هذا الباب فقط

إتماماً للحجة الإلهية علية ، فإذا وقف في عرصات القيامة للحساب واعتذر عن ذنوبه بجهله وعدم مقاومته للشهوة أو

الغضب واتباعه الهوى وعجزه عن مقاومة الوساوس الشيطانية لأجيب عن ذلك : ألم نفتح لك باب التوبة .! وهل كلفت

أكثر من طاقتك .! أم كانت شروط التوبة بعيدة عن قدرتك .!



وهنا نشير إلى بعض المسائل المهمة في موضوع التوبة :



حقيقة التوبة


قال النبي -صلى الله علية وآله وسلم - : (( الندم على الذنب توبة ))
وعن الباقر ( عليه السلام ) قال : (( كفى بالندم توبة ))
وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : (( ما من عبد أذنب ذنباُ فندم عليه إلا غفر الله له قبل أن يستغفر ))


وعلى هذا فإن حقيقة التوبة هو الندم على الذنب لقبحه عند الله عز وجل ومخالفته لرضاه ، كالعبد الذي يعمل عملاً

لا يرضى به مولاه ، وغفل عن إطلاعه عليه ، فلو انتبه إلى أن سيده عارف بما قام به لندم ندماً شديداً

كالتاجر لو أجرى معاملة خسر فيها كل ما يملك وأصبح مديناً فكم هو ندمه على تلك المعاملة الخاسرة وعلى الأخص لو

كان أحد أصدقائه قد نصحه بتركها

وأيضاً كالمريض لو حذره الطبيب من تناول طعام ما فأكل ووقع في المحذور فكم هو ندمه .!


الندم سبب لترك الذنب


لا شك أن الإيمان بالله عز وجل بالآخرة والتصديق بما أخبر به النبي - صلى الله علية وآله وسلم - والأئمة الأطهار ( عليهم السلام )


كلما ازداد لدى الإنسان كلما اشتد ندمه على الذنوب ، ويلزم هذه الحسرة والندامة العزم على ترك الذنب وإلا لم يكن ندماً حقيقياً



قال أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) : " إن الندم على الشر يدعو إلى تركه "


وأيضاً ينتج عن الندم الحقيقي على الذنب السعي في الإصلاح لما فسد بسبب ذلك الذنب ، فلو كان ذنباً في حق الله عز وجل

كترك الصلاة والصيام والحج والزكاه فعليه أن يقضي ما فاته منها ، وإن كان في حق الناس كالأمور المالية فعليه إعادتها لأصحابها

وإن كانو أمواتاً فلوريتهم ، وإذا لم يكن يعرفهم فيعطيها للفقراء صدقة نيابة عنهم ، وإن كان حقاً عرضياً فعلية استرضاه صاحبه

وإن كان قصاصاً أو دية فعليه أن يسلم نفسه للقصاص أو لدفع الدية أو العفو عنه ، وإن كان حقاً فيه حد كالقذف فعليه

أن يسلم نفسه لصاحب الحق ، إما ان يقيم عليه الحد أو يعفو عنه.



أما الذنوب التي جعل الله عليها الحد كالزنا مثلاً فلا يجب عليه أن يقر لدي حاكم الشرع ليجري عليه الحد بل يكفيه ندمه عليه ،

وعزمه على عدم العودة للذنب ، واستغفاره منه ، كما يشمل ذلك الكبائر التي لم يعين لها حد كاستماع الغناء والموسيقى ،

ويظهر من الآيات والروايات أن الاستغفار بعد الندم واجب .


التوبة الكاملة



قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) لقاءل بحضرته : أستغفر الله : ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار ؟! الاستغفار درجة

العليين ، وهو اسم واقع على ستة معان :

أولها : الندم على ما مضى .

والثاني : العزم على ترك العود إلية أبداً

والثالث : أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة

والرابع : أن تعمد إلى كل فرسضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها

والخامس : أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم ، وينشأ بينهما لحم جديد

والسادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول : أستغفر الله


::::::::::::::::::::::::::

نهج البلاغة : 253 الحكمة 417

DaShTi
16-04-2009, 10:40 PM
وجوب التوبة وفضلها


إن التوبة من الذنوب الضغيرة والكبيرة واجبة بحكم العقل وباتفاق جميع العلماء ، كما ذكر المحقق الطبرسي في (( تجريد الكلام )) والعلامة الحلي في شرحه أن التوبة دفع للضرر ودفع الضرر واجب عقلاً فالتوبة واجبة عقلاً

قال تعالى في سورة النور الآية 31

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وتوبوا إلى الله جميعاً أيّها المؤمنون لعلّكم تفلحون ))

وفي سورة اللتحريم الآية 8

(( يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً عسى ربكم أن يُكفّر عنكم سيئاتكم))

صدق الله العلي العظيم


ما هي التوبة النصوح

ذكر المجلسي - رحمه الله - في شرحه للكافي عدة وجوه في معتى التوبة التصوح ذكرها المفسرون

1- إن النصوح ما كانت خالصة لوجه الله سبحانه من قولهم : عسل نصوح ، إذا كان خالصا ً من الشمع ، بأن يندم على الذنوب لقبحها أو كونها خلاف رضا الله سبحانه لا لخوف النار مثلاً ، وقد حكم المحقق الطوسي - طاب ثراه - في التجريد بأن الندم على الذنوب خوفاً من النار ليس توبة

2- إن المراد توبة تنصح الناس أي تدعوهم إلى أن يأتوا بمثلها لظهور آثارها الجميلة في صاحبها ، أو تنصح صاحبها فيقلع عن الذنوب ثم لا يعود إليها أبداً

3- إن النصوح من النصاحة وهي الخياطة ، لأنها تنصح من الدّين ما مزقته الذنوب ، أو يجمع بين التائب وبين أولياء الله وأحبّائه كما تجمع الخياطة بين قطع الثوب

4- إن النصوح وصف للتائب وإسناده إلى التوبة من قبيل الإسناد المجازي ، أي توبة ينصحون بها أنفسهم بأن يأتوا بها على أكمل ما ينبغي أن تكون عليه حتّى تكون قالعة لآثار الذنوب من القلوب بالكليّة ، وذلك بإذابة النفس بالحسرات ، ومحو ظلمة السيئات بنور الحسنات


إلى أن يقول : وفي كلام بعض الأكابر أنه لا يكفى في جلاء المرآة قطع الأنفاس والأبخرة المسوّدة لوجهها ، بل لا بد من تصقيلها وإزالة ما حصل في جرمها من السواد ، كذلك لا يكفي في جلاء القلب ظلمات المعاصي وكدورتها مجرّد تركها وعدم العود إليها ، بل يجب محو آثار تلك الظلمات بأنوار الطاعات فإنّه كما يرتفع إلى القلب من كل معصية ظلمة وكدورة كذلك يرتفع إليه من كل طاعة نور وضياء ، فالأولى محو ظلمة كل معصية بنور طاعة تضادها بأن ينظر التائب إلى سيئاته مفصّلة ويطلب لكل سيئة منها حسنة تقابلها ، فيأتي بتلك الحسنة على ما قدر ما أتى بتلك السيئة.

فيكفّر استماع الملاهي مثلاً باستماع القرآن والحديث والمسائل الدينية ، ويكفّر مسّ خط المصحف محدثاً بإكرامه وكثرة تقبيله وتلاوته ، ويكفّر المكث في المسجد جنباً بالاعتكاف فيه وكثرة التعبد في زواياه وأمثال ذلك .

وأما في حقوق الناس فيخرج من مظالمهم أولاً بردّها عليهم ، والاستحلال منهم ، ثم يقابل إيذاءه لهم بالإحسان إليهم ، وغضب أموالهم بالتصدق بماله الحلال ، وغيبتهم بالثناء على أصل الدين وإشاعة أوصافهم الحميدة ، وعلى هذا القياس يمحو كل سيئة من حقوق الله أو حقوق الناس بحسنة تقابلها من جنسها ، كما يعالج الطبيب الأمراض بأضدادها
مرآة العقول 11 :295




فضل التوبة

1- المحبوبية لدى الله عز وجل ، قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ) سورة البقرة الآية : 222
وقال الصادق عليه السلام : ( إن الله عز وجل يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالّته إذ وجدها)) الكافي 2:317 الحديث رقم 13

2- إبدال السيئة حسنة ، فإن التوبة لا تزيل الظلمة الناشئة من الذنب فحسب بل تجعل مكانها نور الطاعة ، كما ورد قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) سورة الفرقان الآية 67-69

3- يكون التائب مورد ثناء ودعاء الملائكة ، كما ورد في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) سورة غافر (المؤمن ) الآية 6-8

4- التائب من أهل الجنة ، قال تعالى في قرآنه المجيد : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) آل عمران : 134

5 التوبة تسبب طول العمر وسعه العيش والرفاهية ، قال تعالى : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ) هود : 2

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : (( من يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال)) سفينة البحار 1: 488

وخلاصة القول كما أن الذنوب تقصّر الأعمار فكذلك التوبة تؤدي إلى طولها ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) نوح : 9-11

6 التوبة سبب لأستجابة الدعاء ، كما سيرد في الحكاية الأولى

7- التوبة سبب لرضا الله عز وجل وبشارته ، كما جاء في كلامه المجيد حيث يقول (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى 25

وقال الإمام الصادق عليه السلام : قال الله عز وجل لدواد عليه السلام (( يا داود بّشر المذنبين وأنذر الصديقين ، قال : كيف أبشّر المذنبين وأنذر الصديقين ؟ قال : يا داود بشر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب وأنذر الصدقين ألا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك )) الكافي 2: 237 الحديث 8


التوبة تطهر الإنسان من الذنوب مهما عظمت أو كثرت ، قال تعالى في قرآنه الكريم ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ) الزمر 53-54

لقد أكدت الآيات بشدة على التوبة

وسمع الإمام الرضا عليه السلام بعض أصحابه يقول : لعن الله من حارب علياً عليه السلام ، (( قل ، إلا من تاب واصلح )) ثم قال : (( ذنب من تخلّف عنه ولم يتب أعظم من ذنب من قاتله ثم تاب )) الوسائل 11 : 265 الحديث 10

ويُعلم من هذا الحديث أن أعظم الذنوب وهو محاربة الإمام والوصي يُمكن أن يغفر بالتوبة الكافي 2: 314 باب التوبة


لا تبطل التوبة بمخالفتها ، فلو عاد التائب إلى ذنبه فلا تبطل توبته السابقة بل يجب عليه أن يتوب من ذنبه الجديد ، فكلما غلبه الشيطان وغلبه هواه ووقع في ذنب عليه أن يتوب منه

قال الإمام الباقر عليه السلام لمحمد بن مسلم : (( يا محمد بن ملسم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة ، اما والله إنها ليست إلا لأهل الإيمان )) قلت: فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة ؟ قال : ( يا محمد بن مسلم ،أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته ؟؟

قلت : فإن فعل ذلك مراراً ، يذنب ثم يتوب ويستغفر

قال : ( كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة ،وإن الله غفور رحيم ، يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ، فإيّاك أن تقنّط المؤمنين من رحمة الله )) الكافي 2 : 315 الحديث 6


قال أبو بصير : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : (( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً ))

قال : (( هو الذنب الذي لا يعود فيه أبداً ))

قلت وأيّنا لم يعد ؟!

قال : (( يا محمد إن الله يحب عباده المفتّن التوّاب )) الكافي 2 : 314 الحديث 4

وفي حديث اخر قال : (( ومن لم يكن ذلك من كان أفضل )) الكافي 2 : 316 الحديث 9



10- باب التوبة مفتوح حتى آخر لحظة ، قال الإمام الباقر عليه السلام : ( إن آدم قال : يارب سلّطت عليّ الشيطان وأجريته منّي مجرى الدم فاجعل لي شيئاً

فقال عز وجل : يا آدم جعلت لك أن من همّ من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه ، فأن علنها كتبت له عشراً

قال : يا رب زدني

قال : جلعت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفر غفرتُ له

قال : يا رب زدني

قال جلعت لهم التوبة - أو قال : بسطت لهم التوبة - حتى تبلغ النفس هذه

قال ربي حسبي الكافي 2 : 319 الحديث 1

وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : من تاب قبل موته بسنةٍ قبل الله توبته

ثم قال : إن السنة لكثيرة ، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته

ثم قال : إن الشهر لكثير ، من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته

ثم قال : إن الجمعة لكثير ، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته

ثم قال إن يوماً لكثير ، من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته )) الكافي 2 : 319 الحديث 2

واحتمل العلامة المجلسي - رحمه الله - أن يكون هذا التدرج لبيان اختلاف مراتب التوبة في القبول والكمال ، فإن التوبة الكاملة المشتملة على تدارك ما فات وتطهير النفس عن كدورات السيئات وتحليتها بأنوار االتضررعات والحسنات لا يتأتى غالباً في أقل من سنة فإن لم يتيّسر ذلك فلا أقل من شهر لتحصيل بعض تلك الأمور وهكذا مرآة العقول 11: 314

أما المراد من وقت المعاينة الذي ذكر في الأخبار وأن التوبة عندها لا تنفع قال عنه الشيخ البهائي في أربعينه : من تاب قبل أن يعاين ، أي يرى ملك الموت ، كما روي عن ابن عباس ، ويمكن أن يراد بالمعاينة علمه بحلول الموت وقطعه الطمع من الحياة وتيقّنه ذلك كأنه يعاينه ، ويمكن أن يراد بالمعاينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام كما روي في الأخبار

وإجمالاً أجمع العلماء على بطلان التوبة حال التيقن من الموت وأنها غير ذات فائدة كما وهو صريح الآية (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * ) النساء : 17

( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) 16

DaShTi
16-04-2009, 10:42 PM
التوبة واجب فوري



قال الشيخ البهائي -عليه الرحمة - في شرح الأربعين : لا ريب في وجوب التوبة على الفور فإن الذنوب بمنزلة السموم المضرّة بالبدن ، وكما يجب على شارب السمّ المبادرة إلى الاستفراغ تلافياً لبدنه المشرف على الهلاك كذلك يجب على صاحب الذنوب المبادرة إلى تركها والتوببة منها تلافياً لدينه المشرف على التهافت والاضمحلال ، ومن أهمل المبادرة إلى التوبة وسوّفها من وقت إلى وقت فهو بين خطرين عظيمين إن سلم من واحد فلعلّه لا يسلم من الآخر .

أحدهما أن يعاجله الأجل فلا يتنبّه من غفلته إلا وقد حضره الموت وفات وقت التدارك وانسدّت أبواب التلافي ، وجاء الوقت الذي أشار إليه
سبحانه بقوله < وحيل بينهم وبين ما يشتهون > سورة سبأ 54

وصار يطلب المهلة والتأخير يوماً أو ساعة فيقال لا مهلة لك كما

قال سبحانة < من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخّرتني إلى أجل قريب > المنافقون 10

قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية أن المحتضر يقول عند كشف الغطاء:
يا ملك الموت أخبرني يوماً أعتذر فيه إلى ربّي وأتوب إليه وأتزوّد عملاً صالحاً
فيقول : فنيت الأيام
فيقول : أخرّني ساعة
فيقول : فنيت الساعات
فيغلق عنه باب التوبة ويغرغر بروحه إلى النار ويجرع غصّة اليأس وحسرة الندامة على تضييع العمر وربما اضطرب أصل إيمانه في صدمات تلك الأهوال نعوذ بالله من ذلك

وثانيهما أن تتراكم ظلمة المعاصي على قلبه إلى أن تصير ريناً وطبعاً فلا تقبل المحو ، فإن كل معصية يفعلها الإنسان ظلمة في المرآة ، فإذا تراكمت ظلمة الذنوب صارت ريناً كما يصير بخار النَفَس عند تراكمه على المرآة ، وإذا تراكم الرين صار طبعاً يطبع على قلبه كالخبث على وجه المرآة إذا تراكم بعضه فوق بعض وطال مكثه وغاص في جرمها وأفسدها فصارت لا تقبل الصقيل أبداً وقد يُعبرعن هذا القلب المنكوس والقلب الأسود كما في الأخبار


فعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال : (( ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة ، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله )) الكافي 2 : 206 حديث 1

وفي خبر آخر : (( إن تمادى في الذنوب زاد السواء حتى يغطي البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً وهو قول الله عز وجل < كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون > فقوله : ( لم يرجع صاحبه إلى خيرِ أبداً ) يدل على أن صاحب هذا القلب لا يرجع عن المعاصي ولا يتوب منها أبداً ، ولو قال بلسانه أتيت إلى الله ، يكون هذا القول مجرّد تحريك اللسان من دون موافقة القلب ، فلا أثر له أصلاً كما أن قول القصّار : غسلت الثوب ، لا يصيّر الثوب نقيّاً من الأوساخ ، وربما يؤول حال صاحب هذا القلب إلى عدم المبالاة بأوامر الشريعة ونواهيها فيسهل أمر الدين في نظره ويزول وقع الأحكام الإلهية من قلبه ، وينفر عن قبولها طبعه ، وينجرّ ذلك إلى اختلاف عقيدته وزوال إيمانه ، فيموت على غير الملّة وهو المُعبر عنه بسوء الخاتمة راجع مرآة العقول 11 : 329

مراتب التوبة

تقسم التوبة - وهي العودة إلى الله عز وجل - إلى عدة أقسام وفق أنواع التائبين :
1- العودة من الكفر إلى الإيمان ومن الشك والتررد إلى اليقين والاطمئنان ، وكذلك الرجوع من أي عقيدة باطلة إلى الحق

2- العودة إلى المعصية سواءً كانت كبيرة أم صغيرة إلى الطاعة ، ومن المخالفة إلى الموافقة

3- العودة من القصور أو التقصير في معرفة الله عز وجل والقيام بوظائف العبودية له كما ينبغي له إلى السعي فيها

4- العودة من الغفلة عن ذكر الله إلى كثرة ذكره والعودة من النفور والتمرد الوفاء

وتوبة المعصومين عليه السلام أي الأنبياء والأئمة هي من القسم الثالث والرابع

يتضح من هذا البيان أن التوبة لازمة لجميع البشر حتى الصالحين والمعصومين منهم لأنهم وإن لم يتلوثوا بالمعاصي وكانوا في درجة من المعرفة والعبادة إلا أن من اليقين أن هناك درجات ومراتب أعلى من تلك الدرجة والرتبة التي هم فيها فتكون بالنسبة لها ذنب

وكذلك لو كانوا في أي حال من الذكر وأي حدٍّ من القرب لله عز وجل فإن هناك مقاماً أعلى عليهم أن يسعوا للوصول إليه

ويمكن القول بشكل عام أن أي معرفة أو عبادة أو شكر لا يمكن أن يؤدي حق الله عز وجل على عباده كما ينبغي لشأنه جل وعلا وكما قال سيد الكائنات وأول من خلق الله النبي صلى الله عليه وآله : (( ما عرفناك حق معرفتك ، وماعبدناك حق عبادتك ))

ولذا علينا أن ندرك ضآلة ما نحن عليه من معرفة وعبادة وشكر ونسعى للوصول إلى أعلى من ذلك ، وعلى الأخص حين استغرقنا في ضروريات عالم الطبيعة والالتذاذ باللذات المادية المباحة التي يصعب معها الاستغراق في ذكر الله

إن الهدف من هذا الموضوع هو تفسير استعفار وتوبة المعصومين عليهم السلام كي لا يظن أحد عندما يقرأ أن النبي صلى الله عليه وآله كان يستغفر في كل يوم سبعين مرة إن ذلك عن ذنب فتوبته من القسم الرابع وليس من الذنب أو ترك الأولى لأنه طاهر معصوم صلى الله عليه وآله

كيفية التوبة الكاملة ومستحباتها


كما قلنا أن التوبة في الحقيقة هي الحسرة والندم القلبي على ارتكاب المعصية ، وكلما كان الندم أقوى كانت توبته أقرب إلى القبول ، وذلك يتبع عظم الذنب ، فكلما كان بنظره أعظم كان ندمه أكثر ، كالذي يفرّط في حفظ رأس ماله حتى يخسره فلكما كان المال أكثر كان ندمه على التفريط أشد ، وكالذي لا يحفظ منزله حتى تشب في النار فلكما توجه الخطر إلى حرق منزله وممتلكاته أكثر كلما كان ندمه أشد وخضوصاً إذا كانت النار صعبة الإطفاء أو تعرض بنفسه إلى الاحتراق دون وجود طريق للخلاص

فكذلك المذنب عليه أن يعلم أنه أشعل النار لنفسه بشكل لا يمكن الفرار منه ، ولا يستطيع أي مخلوق أن يطفئها لأنها نار غضب الله القهار جل وعلا التي يقول عنها امير المؤمنين علي عليه السلام في دعاء كميل : " فكيف احتمالي لبلاء الآخرة وجليل وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه ولا يخفف عن أهله لأنه لا يكون إلا عن غضبك وانتقامك وسخطك وهذا ما لا تقوم له السماوات والأرض " وروي النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - أن الإنسان لو أخرج من نار جهنم ووضع في " تنور " أرضي مشتعل لنام نومة هانئة

فنعوذ بالله من نار تكون نار الدنيا محل استراحة منها !

أرجوان
17-04-2009, 03:09 AM
أحسنتم
غفر الله لنا ولكم..

DaShTi
17-04-2009, 06:03 AM
شكرا لكم وان شاء االله البقية تأتي قريبا