منير العقابي
18-04-2009, 01:32 AM
لماذا نمرض و الحقيقة الغائبة
عن بعض الأسئلة عن صعوبة أو إستحالة علاج بعض الأمراض و شعور أصحابها باليأس و الخسارة أود أن أشاركه معكم.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"الم (1)
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ? فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)"
سورة العنكبوت
فى هذه الصفحة أذكر نفسى و إياكم بأحد الأشياء الهامة و هى سبب و حقيقة وجودنا فى هذه الحياة (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ). كل ما نحن فيه, الحياة كلها , كل ما نتعرص له من فرح و حزن و مرض و قوة و صحة و غنى و ضيق و حتى الجمال و الذكاء كل هذا جزء من حقيقة واحدة نتذكرها أحيانا و نغفلها كثيرا بسبب أعباء و مشاغلنا اليومية وهذه الحقيقة أن كل هذا إختبار من الله فى هذه الحياة القصيرة. كل شىء نتعرض له جزء من الإمتحان مكافأة نجاحه هى الجنة.
"وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"
لقد لاحظت أن الغفلة عن هذه الحقيقة سبب كل المشاكل فى حياتنا , فلو أن كل شخص تذكر أن كل ما يفعله من معاملات و عبادات هو جزء من الإختبار الكبير و أن الله يرى ما يفعله و سوف يحاسبه عليه لراعى كل واحد حقوق ربه و حقوق غيره من الناس.
الحقيقة الثانية و التى يعلمها الجميع و لكن إما ينسونها أو يتناسوها و هى أن "كل نفس ذائقة الموت". كلنا سوف نموت بطريقة أو أخرى و الكثير من الناس يتشائم من ذكر الموت ناسيا قول الله تعالى " لقد خلقنا الإنسان فى كبد" و الحديث "من أحب لقاء الله أحب الله لقائه". الكثير يرى فى الحياة النعيم الأبدى و يرى فى الموت النهاية و الهزيمة و المصيبة و لكن ماذا ننتظر لمن مات منا أكنا نتوقع له الخلود؟! أعتقد أن فى الموت أذى أو إبتلاء لمن حول المتوفى أما من مات فماذا يحدث له؟ هل نتذكر هذا ؟ لقد إنتهت فترة إمتحانه و تم سحب ورقة الإجابة و هو الآن فى ذمة الله. هل نتحدث مع أنفسنا كل يوم و نتسائل ماذا فعلت اليوم فإن نهاية إمتحانى قد إقتربت؟ ماذا فعلت بحياتى ؟ ماذا فعلت بجمالى , بمالى , بصحتى , بعلمى؟ ماذا فعلت فى إبتلائى أو مرضى و هو إمتحان صغير فى جزء من الإمتحان الكبير و أذكر الجميع ثانية أن الحياة بكل ما فيها من جميل و سىء هى ليست سوى إمتحااااااااااااااااااااااااااااااان.
حقيقة المرض:
لنتذكر قول الله تعالى (لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات وبشر الصابرين الذي إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله و إن إليه لراجعون)
صدق الله العظيم
ما هو المرض و لماذا نمرض؟
هل هو عقاب ؟ هل هو إبتلاء أم نعمة من الله؟
لماذا أنا أصابنى هذا المرض؟ و لماذا لم يصيب شخص آخر أقل إيمانا و أقل عملا صالحا منى؟
الأطباء أكدوا على صعوبة أو إستحالة شفائى , هل إنتهت حياتى ؟ هل خسرت كل شىء؟ هل أنا شخص بائس؟
كل هذه الأسئلة تمر علينا لحظة المرض و تدفعنا الى الحزن و اليأس فى بعض الأحيان و لكن لماذا لا نبدأ فى محاولة إجابة هذه الأسئلة سويا؟
- ما هو المرض؟
حاولت جاهدا البحث عن ملخص أو معنى للمرض و هذا أفضل ما وجدت:
أنواع المرض :
أولا : مرض القلوب : وهو نوعان: وكلاهما في القرآن الكريم .1. مرض الشبهة والشك. (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) وقال تعالى(وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا) 2.مرض الشهوة والغَى .قال تعالى(يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ، أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض).
ثانيا : مرض الأبدان: و فيه يمرض جزء أو كل الجسم و يصبح غير قادر على أداء وظيفته على النحو السليم.
نسأل الله أن يكون مرضنا فى أبداننا و ليس فى أنفسنا.
-هل هو عقاب ؟ هل هو إبتلاء أم نعمة من الله؟ لماذا أنا أصابنى هذا المرض؟ و لماذا لم يصيب شخص آخر أقل إيمانا و أقل عملا صالحا منى؟
أعتقد و الله أعلم أنه كل هذا و ذاك. فى بعص الأحيان نمرض كجزء من الإمتحان حيث نصبح ضعفاء لا حول لنا و لا قوة و نتذكر قوة الله تعالى و نحس ب"لا حول و لا قوة إلا بالله" و أكرر نحسها و ليس فقط نقولها. نحس بضعفنا حين نتجبر و نظلم و نحس بمدى إحتياجنا لله سبحانه و تعالى عندما نؤتى أسباب القوة و السلطة و العلم , نحس ساعتها بقيمة و نعمة الصحة التى ننساها كثيرا و لا نستخدمها فى ما يرضاه الله و بذلك نكون قد أخفقنا فى إمتحان الصحة أحيانا. الصحة مثل المال جزء من الإمتحان فماذا نحن فاعلين به. فى بعض الأوقات يعاقبنا الله بالمرض و لكن مع المؤمن هو خير دائما , فإما يكفر الله بالمرض سيئات و يغفر له به ذنب و كثيرا ما تكون هذه فرصه للمؤمن ليراجع و يحاسب نفسه و قد يتذكر ما قد أخطأ فيه و يتوب إلى الله فى فترة المرض. و أحيانا أخرى يذكرنا المرض و الموت بحقيقة وجودنا المؤقت فى الحياة و تكون فرصة للتصحيح أو تغير مسار الشخص و النجاح فى الإمتحان قبل فوات الأوان و هذا الإمتحان بلا ملحق , أكرر هذا الإمتحان لا إعادة فيه.
فمن تذكر و تاب فطوبى له و من رسب فلا أعلم مصيبة أكبر عليه من ذلك.
مهما كان المرض فهو خير للمؤمن , إن صبر فله "البشرى و المكافئة" فى النهاية كما قال تعالى "و بشر الصابرين". ما أجمل أن تنتظر البشرى و أن تنتظر هديتك من الله تعالى. لقد مررت بفترات صعبة فى حياتى و من الجميل أن تحيط نفسك دائما بالصديق الذى يذكرك بالله و قد حدث بالفعل أن جائنى صديق أحسبه عند الله تعالى من المتقين و قال لى " أصبر أخى و إنتظر هديتك من الله تعالى" فسألته عن الهدية فقال لى "عندما كنت صغيرا و كنت تنجح فى إمتحاناتك الدراسية ألم تكن تنتظر هدية من والديك؟ إصبر و إنجح فى إمتحان ربك و إعلم أن هديتك ستكون منه سبحانه و تعالى تصديقا لقوله "و بشر الصابرين" و الحمد لله قد كان و حصلت على هديتى من الله.
أعتقد الآن أن إجابة الأسئلة واضحة و لا تحتاج لمزيد من الكلام.
-الأطباء أكدوا على صعوبة أو إستحالة شفائى , هل إنتهت حياتى ؟ هل خسرت كل شىء؟ هل أنا شخص بائس؟
كثيرا ما ننسى الحقيقة الأولى التى ذكرتها و هى أن الحياة إمتحان و النتيجة ليست فى الحياة الدنيا الفانية المؤقتة , المنتهية , و لكن النتيجة فى آخرة الله سبحانه و تعالى. و لذلك أعتقد أنه عندما نفكر فى هذه الأسئلة فإننا نسأل الأسئلة الخاطئة. و كما نقول باللغة العامية "انطيني الزبده" أو فى النهاية ما هو تعريف المكسب و الخسارة أو من هو الفائز و من هو الخاسر. كل الناس ماتت سواء كانت صحيحة أو عليلة !! بعضهم كان غنى و البعض الآخر فقير بعضه ذوى سلطة و الآخر بدون و بعضهم قوى و الآخر ضعيف بعضهم كان لديه أطفال أو مال و بعضهم لم يحظى بذلك. فى النهاية كل الناس تساووا فى حقيقة الموت. و لكن من الفائز و من الخاسر؟ هذا هو السؤال. يوم القيامة السؤال هو " To be or not to be "
الإجابة بسيطة:
"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"
"فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ "
"وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً"
هل نحس بهذه الآيات و نتعظ و نعمل بها أم نحفظها فقط و نرددها كأننا نعلمها لنحس أننا مسلمين مؤمنين.
"و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المؤوى"
ماذا بعد ذلك أنه "الفوز العظيم" . أخى أختى إنك دائما و أبدا فائز مع الله فإحرص أن تكون معه دائما فى “The winning team”, و فى كل الأوقات.
?تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ? [القصص:83]
?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ?54? فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ? [القمر:55،54].
ماذا نريد أكثر من ذلك؟ الملائكة معنا فى الحياة الدنيا و فى الآخرة و كلامهم جميل لمن إستقام و إتقى ربه
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. {فصِّلت30-31}
اللهم إجعلنا منهم يا رب العرش العظيم ,نستغفرك اللهم ونتوب إليك من جميع الذنوب ما ظهر منها وما بطن ونسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء حزننا,وأن تكتبنا في عليين وسائر المسلمين والمسلمات وأن تغفر لأمواتنا وتجعل قبورهم روضة من رياض الفردوس وأن تغسلهم بالماء والبرد والثلج ,وأن ترحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه, اللهم يا قدوس يا عفو يا رحيم اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا ,نسألك جنات الفردوس الأعلى وما يقربنا إليها من قول أو فعل أو عمل و نستجيرك من النار يا عفو يا غفار, وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ليوم الدين
منقوول
عن بعض الأسئلة عن صعوبة أو إستحالة علاج بعض الأمراض و شعور أصحابها باليأس و الخسارة أود أن أشاركه معكم.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"الم (1)
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ? فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)"
سورة العنكبوت
فى هذه الصفحة أذكر نفسى و إياكم بأحد الأشياء الهامة و هى سبب و حقيقة وجودنا فى هذه الحياة (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ). كل ما نحن فيه, الحياة كلها , كل ما نتعرص له من فرح و حزن و مرض و قوة و صحة و غنى و ضيق و حتى الجمال و الذكاء كل هذا جزء من حقيقة واحدة نتذكرها أحيانا و نغفلها كثيرا بسبب أعباء و مشاغلنا اليومية وهذه الحقيقة أن كل هذا إختبار من الله فى هذه الحياة القصيرة. كل شىء نتعرض له جزء من الإمتحان مكافأة نجاحه هى الجنة.
"وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"
لقد لاحظت أن الغفلة عن هذه الحقيقة سبب كل المشاكل فى حياتنا , فلو أن كل شخص تذكر أن كل ما يفعله من معاملات و عبادات هو جزء من الإختبار الكبير و أن الله يرى ما يفعله و سوف يحاسبه عليه لراعى كل واحد حقوق ربه و حقوق غيره من الناس.
الحقيقة الثانية و التى يعلمها الجميع و لكن إما ينسونها أو يتناسوها و هى أن "كل نفس ذائقة الموت". كلنا سوف نموت بطريقة أو أخرى و الكثير من الناس يتشائم من ذكر الموت ناسيا قول الله تعالى " لقد خلقنا الإنسان فى كبد" و الحديث "من أحب لقاء الله أحب الله لقائه". الكثير يرى فى الحياة النعيم الأبدى و يرى فى الموت النهاية و الهزيمة و المصيبة و لكن ماذا ننتظر لمن مات منا أكنا نتوقع له الخلود؟! أعتقد أن فى الموت أذى أو إبتلاء لمن حول المتوفى أما من مات فماذا يحدث له؟ هل نتذكر هذا ؟ لقد إنتهت فترة إمتحانه و تم سحب ورقة الإجابة و هو الآن فى ذمة الله. هل نتحدث مع أنفسنا كل يوم و نتسائل ماذا فعلت اليوم فإن نهاية إمتحانى قد إقتربت؟ ماذا فعلت بحياتى ؟ ماذا فعلت بجمالى , بمالى , بصحتى , بعلمى؟ ماذا فعلت فى إبتلائى أو مرضى و هو إمتحان صغير فى جزء من الإمتحان الكبير و أذكر الجميع ثانية أن الحياة بكل ما فيها من جميل و سىء هى ليست سوى إمتحااااااااااااااااااااااااااااااان.
حقيقة المرض:
لنتذكر قول الله تعالى (لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات وبشر الصابرين الذي إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله و إن إليه لراجعون)
صدق الله العظيم
ما هو المرض و لماذا نمرض؟
هل هو عقاب ؟ هل هو إبتلاء أم نعمة من الله؟
لماذا أنا أصابنى هذا المرض؟ و لماذا لم يصيب شخص آخر أقل إيمانا و أقل عملا صالحا منى؟
الأطباء أكدوا على صعوبة أو إستحالة شفائى , هل إنتهت حياتى ؟ هل خسرت كل شىء؟ هل أنا شخص بائس؟
كل هذه الأسئلة تمر علينا لحظة المرض و تدفعنا الى الحزن و اليأس فى بعض الأحيان و لكن لماذا لا نبدأ فى محاولة إجابة هذه الأسئلة سويا؟
- ما هو المرض؟
حاولت جاهدا البحث عن ملخص أو معنى للمرض و هذا أفضل ما وجدت:
أنواع المرض :
أولا : مرض القلوب : وهو نوعان: وكلاهما في القرآن الكريم .1. مرض الشبهة والشك. (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) وقال تعالى(وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا) 2.مرض الشهوة والغَى .قال تعالى(يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ، أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض).
ثانيا : مرض الأبدان: و فيه يمرض جزء أو كل الجسم و يصبح غير قادر على أداء وظيفته على النحو السليم.
نسأل الله أن يكون مرضنا فى أبداننا و ليس فى أنفسنا.
-هل هو عقاب ؟ هل هو إبتلاء أم نعمة من الله؟ لماذا أنا أصابنى هذا المرض؟ و لماذا لم يصيب شخص آخر أقل إيمانا و أقل عملا صالحا منى؟
أعتقد و الله أعلم أنه كل هذا و ذاك. فى بعص الأحيان نمرض كجزء من الإمتحان حيث نصبح ضعفاء لا حول لنا و لا قوة و نتذكر قوة الله تعالى و نحس ب"لا حول و لا قوة إلا بالله" و أكرر نحسها و ليس فقط نقولها. نحس بضعفنا حين نتجبر و نظلم و نحس بمدى إحتياجنا لله سبحانه و تعالى عندما نؤتى أسباب القوة و السلطة و العلم , نحس ساعتها بقيمة و نعمة الصحة التى ننساها كثيرا و لا نستخدمها فى ما يرضاه الله و بذلك نكون قد أخفقنا فى إمتحان الصحة أحيانا. الصحة مثل المال جزء من الإمتحان فماذا نحن فاعلين به. فى بعض الأوقات يعاقبنا الله بالمرض و لكن مع المؤمن هو خير دائما , فإما يكفر الله بالمرض سيئات و يغفر له به ذنب و كثيرا ما تكون هذه فرصه للمؤمن ليراجع و يحاسب نفسه و قد يتذكر ما قد أخطأ فيه و يتوب إلى الله فى فترة المرض. و أحيانا أخرى يذكرنا المرض و الموت بحقيقة وجودنا المؤقت فى الحياة و تكون فرصة للتصحيح أو تغير مسار الشخص و النجاح فى الإمتحان قبل فوات الأوان و هذا الإمتحان بلا ملحق , أكرر هذا الإمتحان لا إعادة فيه.
فمن تذكر و تاب فطوبى له و من رسب فلا أعلم مصيبة أكبر عليه من ذلك.
مهما كان المرض فهو خير للمؤمن , إن صبر فله "البشرى و المكافئة" فى النهاية كما قال تعالى "و بشر الصابرين". ما أجمل أن تنتظر البشرى و أن تنتظر هديتك من الله تعالى. لقد مررت بفترات صعبة فى حياتى و من الجميل أن تحيط نفسك دائما بالصديق الذى يذكرك بالله و قد حدث بالفعل أن جائنى صديق أحسبه عند الله تعالى من المتقين و قال لى " أصبر أخى و إنتظر هديتك من الله تعالى" فسألته عن الهدية فقال لى "عندما كنت صغيرا و كنت تنجح فى إمتحاناتك الدراسية ألم تكن تنتظر هدية من والديك؟ إصبر و إنجح فى إمتحان ربك و إعلم أن هديتك ستكون منه سبحانه و تعالى تصديقا لقوله "و بشر الصابرين" و الحمد لله قد كان و حصلت على هديتى من الله.
أعتقد الآن أن إجابة الأسئلة واضحة و لا تحتاج لمزيد من الكلام.
-الأطباء أكدوا على صعوبة أو إستحالة شفائى , هل إنتهت حياتى ؟ هل خسرت كل شىء؟ هل أنا شخص بائس؟
كثيرا ما ننسى الحقيقة الأولى التى ذكرتها و هى أن الحياة إمتحان و النتيجة ليست فى الحياة الدنيا الفانية المؤقتة , المنتهية , و لكن النتيجة فى آخرة الله سبحانه و تعالى. و لذلك أعتقد أنه عندما نفكر فى هذه الأسئلة فإننا نسأل الأسئلة الخاطئة. و كما نقول باللغة العامية "انطيني الزبده" أو فى النهاية ما هو تعريف المكسب و الخسارة أو من هو الفائز و من هو الخاسر. كل الناس ماتت سواء كانت صحيحة أو عليلة !! بعضهم كان غنى و البعض الآخر فقير بعضه ذوى سلطة و الآخر بدون و بعضهم قوى و الآخر ضعيف بعضهم كان لديه أطفال أو مال و بعضهم لم يحظى بذلك. فى النهاية كل الناس تساووا فى حقيقة الموت. و لكن من الفائز و من الخاسر؟ هذا هو السؤال. يوم القيامة السؤال هو " To be or not to be "
الإجابة بسيطة:
"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"
"فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ "
"وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً"
هل نحس بهذه الآيات و نتعظ و نعمل بها أم نحفظها فقط و نرددها كأننا نعلمها لنحس أننا مسلمين مؤمنين.
"و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المؤوى"
ماذا بعد ذلك أنه "الفوز العظيم" . أخى أختى إنك دائما و أبدا فائز مع الله فإحرص أن تكون معه دائما فى “The winning team”, و فى كل الأوقات.
?تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ? [القصص:83]
?إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ?54? فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ? [القمر:55،54].
ماذا نريد أكثر من ذلك؟ الملائكة معنا فى الحياة الدنيا و فى الآخرة و كلامهم جميل لمن إستقام و إتقى ربه
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. {فصِّلت30-31}
اللهم إجعلنا منهم يا رب العرش العظيم ,نستغفرك اللهم ونتوب إليك من جميع الذنوب ما ظهر منها وما بطن ونسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء حزننا,وأن تكتبنا في عليين وسائر المسلمين والمسلمات وأن تغفر لأمواتنا وتجعل قبورهم روضة من رياض الفردوس وأن تغسلهم بالماء والبرد والثلج ,وأن ترحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه, اللهم يا قدوس يا عفو يا رحيم اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا ,نسألك جنات الفردوس الأعلى وما يقربنا إليها من قول أو فعل أو عمل و نستجيرك من النار يا عفو يا غفار, وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ليوم الدين
منقوول