غدير_خم
18-04-2009, 06:07 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشكك السنة وخصوصا السلفية في مسألة هامة وهي نشوء علم الأصول لدى الشيعة
وأحيانا يطرح هذا السؤال على كل شيعي مرة من باب الإستفسار ومرة يأتي أحدهم متهكما بأنه لا يوجد إمتداد أصولي لدى الشيعة، ولا أعلم حقيقة متى كان لهؤلاء إدراك بمفهوم ومدارس الأصول الحديثية لدى السنة حتى فهم واقعون في إضطرابات وتضارب في توثيق رجالاتهم .
وحتى نرد هذه القضية ونجيب عليها يتطلب منا هذا الشرح والتقسيمات
لقد تعاقبت عدة مدارس في علم الأصول ولعل أبرزها هي أربعة مدارس تسلسلت
منذ عهد الإمام الباقر والصادق (ع) إلى وقتنا الحاضر وهي كما يلي :
عظماء تتلمذوا على أيدي الأنوار الربانية آل محمد العترة الطاهرة (ع)
المدرسة الأولى :
وكان مركزها في بادئ الأمر المدينة المنورة في زمن الأئمة الباقر والصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) إنطلاقا من مسجد النبي ( ص) وبيوتهم الطاهرة
ومن ثم إنتقلت إلى الكوفة ثم إستقر بها المقام في مدينة قمّ المقدسة في القرن الرابع الهجري وكان من أقطاب ورواد هذه المدرسة أربعة من أصحاب الإئمة (ع)
1 - هشام بن الحكم المتوفي عام (179 هجـ ) وهو أحد أبرز تلامذة الإمام الباقر والصادق (ع) وقد صنّف كتاباً في مباحث الألفاظ وهو أحد فصول علم الأصول
2 – يونس عبد الرحمن من تلامذة الإمام الكاظم والرضا (ع) صنّف كتابا ( إختلاف الحديث ومسائله ) ذكر فيه مبحث تعارض الحديثين ومسائل التعادل
3 - أبو سهل النوبختي إسماعيل بن علي وكان ممن لقي الإمام العسكري (ع) وحضر عند وفاته عام (260 هجـ ) وله كتاب ( الخصوص والعموم ) وهو من أهم مباحث علم الأصول
4 – الحسن بن موسى النوبختي وكان في الفترة ( 300 هجـ) وله كتاب ( خبر الواحد والعمل به )
المدرسة الثانية :
أخذ هذا العلم في التدرج والتطور بعد القرن الرابع الهجري وكان أهم مراكزها مدينة بغداد وكان من أقطابها ستة :
1 – الشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن أبي عقيل النعماني الحذاء ، وكان معاصرا للشيخ الكليني وعلي بن بابويه القمّي وله كتاب ( المستمسك بحبل آل الرسول ) وقد طوّر فيه مسائل علم الأصول
2 – أبو علي محمد بن أحمد بن جنيد الإسكافي ، توفي في مدينة الري عام (381 هجـ ) ، وله عدة مصنفات كثيرة في علوم الشيعة وأما في الأصول فكتابان ( كشف التمويه والإلباس على إغمار الشيعة في أمر القياس ) وكتاب ( إظهار ماستره أهل العباد من الرواية عن أئمة العترة في أمر الإجتهاد )
3 – أبو منصور الصرّام النيسابوري ، مؤلف كتاب ( بيان الدين في الأصول ) ، وكتاب ( إبطال القياس )
4 – محمد بن أحمد بن داود بن علي بن الحسين المعروف بـ (ابن داود ) المتوفي عام ( 368 هجـ ) وله كتاب ( مسائل الحديثين المختلفين )
5 - أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغدادي الملقب بـ ( الشيخ المفيد ) المتوفي عام (413 هجـ ) له كتاب في ( القياس ) وكتاب ( إختلاف الأخبار )
وكتاب ( النكت في مقدمات الأصول ) وكتاب ( كنز الفوائد ) المشتمل على تمام مباحث الأصول .
6 – علم الهدى ( السيد المرتضى ) المتوفي عام ( 436 هجـ ) له كتاب ( المسائل والخلاف ) وكتاب ( إبطال القياس ) وأهم ماكتبه في علم الأصول والحديث كتاب
( الذريعة في علوم أصول الشريعة ) في مجلدين وضمّنه أربعة عشر بابا ناقش الأمر والنهي ، والعموم والخصوص ، المجمل والمبين ، النسخ ،الإجماع والقياس ، الإجتهاد والتقليد ، الحظر والإباحة ، الإستصحاب .
وقد إعتبره علماء الشيعة أنه أول كتاب كتب في أصول الفقه للإمامية بشكلها الجامع
وقد لاقى أهمية قصوى في التدريس والشرح والتلخيص على يد كبار الفقهاء من بعده أمثال العلامة الحلّي المتوفي عام ( 726 هجـ ) وأبي الحسن البيهقي ، والشيخ الطبري وغيرهم .
المدرسة الثالثة :
أخذت هذه المدرسة بالتطور من بغداد ومن ثم إنتقلت إلى النجف الأشرف ومن ثم إلى مدينة الحلة ومنها إلى مشهد في خراسان ومن أهم أقطابها :
1 - شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ولد في مدينة طوس عام ( 385هجـ) وأقام ببغداد عام ( 408 هجـ ) وإنتقلت زعامة الطائفة إليه بعد السيد علم الهدى المرتضى عام ( 426 هجـ ) ولم يكن له منافس في تلك الفترة وحاز عليها بجدارة ، وأقام الشيخ الطوسي في بغداد حتى أن حصلت فتنة بين الشيعة والسنة والذي تسبب بها طغرل بيك أول ملوك السلجوقية عام ( 447 هجـ ) حيث شن على الشيعة حملة كبيرة وأمر بإحراق مكتبة الشيعة ومؤلفات الشيخ الطوسي ومجلسه ومنبره ، فهاجر الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) إلى النجف معتصما ولائذا بحرم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأصبحت بهمته مركز للعلم والعلماء وأصبحت تشد إليها الرحال من أفاق العالم لتلك البقعة لطلب العلم وعاد إحياء أمر الشيعة بفضل هذا الشيخ الفخر وأعاد كتابة مؤلفاته التي إلتهمتها النيران
وقد كتب في علم الاصول كتاب معروف ( عدة الأصول) وقسمّه في حياة أستاذه السيد المرتضى إلى قسمين أصول الدين ، وأصول الفقه وفتح باب الإجتهاد على مصراعيه ونظم مناهج الإستنباط ، توفي في شهر محرم الحرام عم ( 460 هجـ )
2 – محمد بن إدريس الحلي المتوفي عام ( 589 هجـ) وأعاد لورة الأفكار وأحيا الجمود الذي حصل بعد غياب العلامة الفخر الطوسي وكان مشهور بتبحره بالعلم
ومعرفته بالقواعد الأصولية وقام بترتيبها وبنى الفروع على الأصول في كثير مباحثه ، وأعاد فتح باب الإجتهاد والتطوير الذي كاد أن ينغلق .
3 – نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن الحلي ( الملقب بالمحقق ) صاحب كتاب شرائع الإسلام والذي إلى الآن تدرس كتبه في حوزاتنا المباركة ، تتلمذ على يد تلامذة ابن إدريس الحلي ونبغ في دروسه نبوغا كبيرا وأثرى حوزة الحلة وكتب في علم الأصول كثيرا ومن كتبه في هذا المضمار ( نهج الوصول إلى معرفة الأصول ) و ( معارج الأصول ) توفي عام (676 هجـ )
4 – العلامة الحلي ، المتوفي عام ( 726 هجـ) وهو من أكابر علماء وفقهاء الشيعة تتلمذ على يد خاله المحقق الحلّي له في علم الأصول عدة كتب منها
تهذيب (الأصول إلى علم الأصول ) و ( مبادئ الوصول إلى علم الأصول ) و( نهاية الأصول ) و ( نهج الوصول إلى علم الأصول ) .
5 – فخر المحققين ابن العلامة الحلّي الذي نشأ وترعرع تحت رعاية أبيه وعنايته الدقيقة ، كتب في علم الأصول ( غاية السؤول في شرح تهذيب الأصول )
وهو شرح لكتاب أبيه التهذيب .
6 – الشهيد الأول وهو الشيخ أبو عبد الله محمد بن الشيخ جمال الدين مكي الجزيني العاملي ، هاجر من لبنان إلى الحلة في العراق وعمره لم يتجاوز 17 عاما
فدرس عند فخر المحققين حتى نال درجة الإجتهاد في الفقه والأصول وهو شاب كأستاذه ، جمع الفوائد الأصولية في كتاب ( جامع البين من فوائد الشرحين )
وكتاب ( القواعد الكلية الأصولية والفرعية ) حسده أصحاب الضلالة ومثيري الفتن وقتلوه ظلما في دمشق عام ( 786 هجـ )
- الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي الجبعي الشامي العاملي ، منذ نعومة أظفاره بدت عليه علائم النبوغ والذكاء وإنتهزها في سبيل طلب العلوم الدينية ،
حتى بلغ مرتبة الإجتهاد عام ( 944 هجـ ) وعمره يومئذ 33 عام وله كتاب في الأصول يسمى ( تمهيد القواعد الأصولية والعربية لتفريع الأحكام الشرعية )
وعندما نشط في مجتمع يغلبه الطابع التعصب الطائفي بدأت المؤامرات عليه تحاك وترتب له التهم عند رستم باشا الوزير الأعظم للسلطان سليمان ومن هذه التهم :
أ_ أنه شاب يدعي الإجتهاد
ب _ يزوره العلماء في داره
ج_ يقرأون كتب الشيعة
د_ يهدف إلى نشر المذهب الشيعي
فصدر فرمان بجلبه وإحضاره وكان في مكة المكرّمة ، واعتقلوه وأخذوه إلى السلطان في إستنبول ولكن الحقد لم يصبر حتى وصوله فقدموا على قتله وهو في طريقه إلى السلطان سليمان وإستشهد في عام ( 966هجـ)
8 – الحسن بن زين الدين ( أبو منصور ) ابن الشهيد الثاني ، وله كتاب في علم الأصول لا يزال يدرّس في حوزاتنا المباركة إلى اليوم واسمه ( معالم الدين وملاذ المجتهدين )
9– محمد بن الحسن بهاء الدين العاملي ، المشهور بالشيخ البهائي وكان علما من الأعلام الذين لهم دور كبير في علم الأصول له كتاب ( زبدة الأصول )
أصبح موردا ومصدرا للبحث وقام بشرحه العديد من العلماء وبعضهم كتب حواشي عليه ، توفي عام ( 1031 هجـ )
10 – المولى عبد الله بن محمد البشروي المشهور( بالفاضل التوني ) الذي أقام بمدينة مشهد المقدسة وتوفي عام ( 1059 هجـ) وله كتاب في الأصول
اسمه ( وافية ) فقد ترك أثرا عظيما في المجاميع العلمية ودرج العلماء على كتابة شروحات له وتعليقات .
11 – السيد حسن الخونساري المحقق المتوفي عام ( 1089 هجـ ) تابع هذا المحقق نهج تطوير هذا العلم وأمده بصياغات جديدة ومؤلفات ضخمة في كتابه القيم
( مشارق الشموس في شرح الدروس ) وأدخل على هذا العلم اللون الفلسفي وخاض معارك كلامية مع أعلام الفلسفة وكان لهذه الجهود الأثر المغني في في إضفاء الصبغة الفلسفية والمصطلحات الكلامية على هذا العلم ، وقد إعترض عليه العديد من الإخباريين بسبب إتجاهه الفلسفي وعادت المناقشات العلمية بين الإتجاه الإخباري والأصولي ثم عادت وهدأت وإستمر النهج الأصولي في تقدمه وتطوره
يتبع ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشكك السنة وخصوصا السلفية في مسألة هامة وهي نشوء علم الأصول لدى الشيعة
وأحيانا يطرح هذا السؤال على كل شيعي مرة من باب الإستفسار ومرة يأتي أحدهم متهكما بأنه لا يوجد إمتداد أصولي لدى الشيعة، ولا أعلم حقيقة متى كان لهؤلاء إدراك بمفهوم ومدارس الأصول الحديثية لدى السنة حتى فهم واقعون في إضطرابات وتضارب في توثيق رجالاتهم .
وحتى نرد هذه القضية ونجيب عليها يتطلب منا هذا الشرح والتقسيمات
لقد تعاقبت عدة مدارس في علم الأصول ولعل أبرزها هي أربعة مدارس تسلسلت
منذ عهد الإمام الباقر والصادق (ع) إلى وقتنا الحاضر وهي كما يلي :
عظماء تتلمذوا على أيدي الأنوار الربانية آل محمد العترة الطاهرة (ع)
المدرسة الأولى :
وكان مركزها في بادئ الأمر المدينة المنورة في زمن الأئمة الباقر والصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) إنطلاقا من مسجد النبي ( ص) وبيوتهم الطاهرة
ومن ثم إنتقلت إلى الكوفة ثم إستقر بها المقام في مدينة قمّ المقدسة في القرن الرابع الهجري وكان من أقطاب ورواد هذه المدرسة أربعة من أصحاب الإئمة (ع)
1 - هشام بن الحكم المتوفي عام (179 هجـ ) وهو أحد أبرز تلامذة الإمام الباقر والصادق (ع) وقد صنّف كتاباً في مباحث الألفاظ وهو أحد فصول علم الأصول
2 – يونس عبد الرحمن من تلامذة الإمام الكاظم والرضا (ع) صنّف كتابا ( إختلاف الحديث ومسائله ) ذكر فيه مبحث تعارض الحديثين ومسائل التعادل
3 - أبو سهل النوبختي إسماعيل بن علي وكان ممن لقي الإمام العسكري (ع) وحضر عند وفاته عام (260 هجـ ) وله كتاب ( الخصوص والعموم ) وهو من أهم مباحث علم الأصول
4 – الحسن بن موسى النوبختي وكان في الفترة ( 300 هجـ) وله كتاب ( خبر الواحد والعمل به )
المدرسة الثانية :
أخذ هذا العلم في التدرج والتطور بعد القرن الرابع الهجري وكان أهم مراكزها مدينة بغداد وكان من أقطابها ستة :
1 – الشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن أبي عقيل النعماني الحذاء ، وكان معاصرا للشيخ الكليني وعلي بن بابويه القمّي وله كتاب ( المستمسك بحبل آل الرسول ) وقد طوّر فيه مسائل علم الأصول
2 – أبو علي محمد بن أحمد بن جنيد الإسكافي ، توفي في مدينة الري عام (381 هجـ ) ، وله عدة مصنفات كثيرة في علوم الشيعة وأما في الأصول فكتابان ( كشف التمويه والإلباس على إغمار الشيعة في أمر القياس ) وكتاب ( إظهار ماستره أهل العباد من الرواية عن أئمة العترة في أمر الإجتهاد )
3 – أبو منصور الصرّام النيسابوري ، مؤلف كتاب ( بيان الدين في الأصول ) ، وكتاب ( إبطال القياس )
4 – محمد بن أحمد بن داود بن علي بن الحسين المعروف بـ (ابن داود ) المتوفي عام ( 368 هجـ ) وله كتاب ( مسائل الحديثين المختلفين )
5 - أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغدادي الملقب بـ ( الشيخ المفيد ) المتوفي عام (413 هجـ ) له كتاب في ( القياس ) وكتاب ( إختلاف الأخبار )
وكتاب ( النكت في مقدمات الأصول ) وكتاب ( كنز الفوائد ) المشتمل على تمام مباحث الأصول .
6 – علم الهدى ( السيد المرتضى ) المتوفي عام ( 436 هجـ ) له كتاب ( المسائل والخلاف ) وكتاب ( إبطال القياس ) وأهم ماكتبه في علم الأصول والحديث كتاب
( الذريعة في علوم أصول الشريعة ) في مجلدين وضمّنه أربعة عشر بابا ناقش الأمر والنهي ، والعموم والخصوص ، المجمل والمبين ، النسخ ،الإجماع والقياس ، الإجتهاد والتقليد ، الحظر والإباحة ، الإستصحاب .
وقد إعتبره علماء الشيعة أنه أول كتاب كتب في أصول الفقه للإمامية بشكلها الجامع
وقد لاقى أهمية قصوى في التدريس والشرح والتلخيص على يد كبار الفقهاء من بعده أمثال العلامة الحلّي المتوفي عام ( 726 هجـ ) وأبي الحسن البيهقي ، والشيخ الطبري وغيرهم .
المدرسة الثالثة :
أخذت هذه المدرسة بالتطور من بغداد ومن ثم إنتقلت إلى النجف الأشرف ومن ثم إلى مدينة الحلة ومنها إلى مشهد في خراسان ومن أهم أقطابها :
1 - شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ولد في مدينة طوس عام ( 385هجـ) وأقام ببغداد عام ( 408 هجـ ) وإنتقلت زعامة الطائفة إليه بعد السيد علم الهدى المرتضى عام ( 426 هجـ ) ولم يكن له منافس في تلك الفترة وحاز عليها بجدارة ، وأقام الشيخ الطوسي في بغداد حتى أن حصلت فتنة بين الشيعة والسنة والذي تسبب بها طغرل بيك أول ملوك السلجوقية عام ( 447 هجـ ) حيث شن على الشيعة حملة كبيرة وأمر بإحراق مكتبة الشيعة ومؤلفات الشيخ الطوسي ومجلسه ومنبره ، فهاجر الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) إلى النجف معتصما ولائذا بحرم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأصبحت بهمته مركز للعلم والعلماء وأصبحت تشد إليها الرحال من أفاق العالم لتلك البقعة لطلب العلم وعاد إحياء أمر الشيعة بفضل هذا الشيخ الفخر وأعاد كتابة مؤلفاته التي إلتهمتها النيران
وقد كتب في علم الاصول كتاب معروف ( عدة الأصول) وقسمّه في حياة أستاذه السيد المرتضى إلى قسمين أصول الدين ، وأصول الفقه وفتح باب الإجتهاد على مصراعيه ونظم مناهج الإستنباط ، توفي في شهر محرم الحرام عم ( 460 هجـ )
2 – محمد بن إدريس الحلي المتوفي عام ( 589 هجـ) وأعاد لورة الأفكار وأحيا الجمود الذي حصل بعد غياب العلامة الفخر الطوسي وكان مشهور بتبحره بالعلم
ومعرفته بالقواعد الأصولية وقام بترتيبها وبنى الفروع على الأصول في كثير مباحثه ، وأعاد فتح باب الإجتهاد والتطوير الذي كاد أن ينغلق .
3 – نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن الحلي ( الملقب بالمحقق ) صاحب كتاب شرائع الإسلام والذي إلى الآن تدرس كتبه في حوزاتنا المباركة ، تتلمذ على يد تلامذة ابن إدريس الحلي ونبغ في دروسه نبوغا كبيرا وأثرى حوزة الحلة وكتب في علم الأصول كثيرا ومن كتبه في هذا المضمار ( نهج الوصول إلى معرفة الأصول ) و ( معارج الأصول ) توفي عام (676 هجـ )
4 – العلامة الحلي ، المتوفي عام ( 726 هجـ) وهو من أكابر علماء وفقهاء الشيعة تتلمذ على يد خاله المحقق الحلّي له في علم الأصول عدة كتب منها
تهذيب (الأصول إلى علم الأصول ) و ( مبادئ الوصول إلى علم الأصول ) و( نهاية الأصول ) و ( نهج الوصول إلى علم الأصول ) .
5 – فخر المحققين ابن العلامة الحلّي الذي نشأ وترعرع تحت رعاية أبيه وعنايته الدقيقة ، كتب في علم الأصول ( غاية السؤول في شرح تهذيب الأصول )
وهو شرح لكتاب أبيه التهذيب .
6 – الشهيد الأول وهو الشيخ أبو عبد الله محمد بن الشيخ جمال الدين مكي الجزيني العاملي ، هاجر من لبنان إلى الحلة في العراق وعمره لم يتجاوز 17 عاما
فدرس عند فخر المحققين حتى نال درجة الإجتهاد في الفقه والأصول وهو شاب كأستاذه ، جمع الفوائد الأصولية في كتاب ( جامع البين من فوائد الشرحين )
وكتاب ( القواعد الكلية الأصولية والفرعية ) حسده أصحاب الضلالة ومثيري الفتن وقتلوه ظلما في دمشق عام ( 786 هجـ )
- الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي الجبعي الشامي العاملي ، منذ نعومة أظفاره بدت عليه علائم النبوغ والذكاء وإنتهزها في سبيل طلب العلوم الدينية ،
حتى بلغ مرتبة الإجتهاد عام ( 944 هجـ ) وعمره يومئذ 33 عام وله كتاب في الأصول يسمى ( تمهيد القواعد الأصولية والعربية لتفريع الأحكام الشرعية )
وعندما نشط في مجتمع يغلبه الطابع التعصب الطائفي بدأت المؤامرات عليه تحاك وترتب له التهم عند رستم باشا الوزير الأعظم للسلطان سليمان ومن هذه التهم :
أ_ أنه شاب يدعي الإجتهاد
ب _ يزوره العلماء في داره
ج_ يقرأون كتب الشيعة
د_ يهدف إلى نشر المذهب الشيعي
فصدر فرمان بجلبه وإحضاره وكان في مكة المكرّمة ، واعتقلوه وأخذوه إلى السلطان في إستنبول ولكن الحقد لم يصبر حتى وصوله فقدموا على قتله وهو في طريقه إلى السلطان سليمان وإستشهد في عام ( 966هجـ)
8 – الحسن بن زين الدين ( أبو منصور ) ابن الشهيد الثاني ، وله كتاب في علم الأصول لا يزال يدرّس في حوزاتنا المباركة إلى اليوم واسمه ( معالم الدين وملاذ المجتهدين )
9– محمد بن الحسن بهاء الدين العاملي ، المشهور بالشيخ البهائي وكان علما من الأعلام الذين لهم دور كبير في علم الأصول له كتاب ( زبدة الأصول )
أصبح موردا ومصدرا للبحث وقام بشرحه العديد من العلماء وبعضهم كتب حواشي عليه ، توفي عام ( 1031 هجـ )
10 – المولى عبد الله بن محمد البشروي المشهور( بالفاضل التوني ) الذي أقام بمدينة مشهد المقدسة وتوفي عام ( 1059 هجـ) وله كتاب في الأصول
اسمه ( وافية ) فقد ترك أثرا عظيما في المجاميع العلمية ودرج العلماء على كتابة شروحات له وتعليقات .
11 – السيد حسن الخونساري المحقق المتوفي عام ( 1089 هجـ ) تابع هذا المحقق نهج تطوير هذا العلم وأمده بصياغات جديدة ومؤلفات ضخمة في كتابه القيم
( مشارق الشموس في شرح الدروس ) وأدخل على هذا العلم اللون الفلسفي وخاض معارك كلامية مع أعلام الفلسفة وكان لهذه الجهود الأثر المغني في في إضفاء الصبغة الفلسفية والمصطلحات الكلامية على هذا العلم ، وقد إعترض عليه العديد من الإخباريين بسبب إتجاهه الفلسفي وعادت المناقشات العلمية بين الإتجاه الإخباري والأصولي ثم عادت وهدأت وإستمر النهج الأصولي في تقدمه وتطوره
يتبع ...