المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علة خلق الخلق واختلاف أحوالهم


DaShTi
19-04-2009, 03:26 AM
علة خلق الخلق واختلاف أحوالهم



-1-


حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب ، وحدثنا أبي رحمه الله قال : حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني قال :

سمعت أبا جفعر عليه السلام يقول : إن الله عز وجل لما أخرج ذرية آدم عليه السلام من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية ، وبالنبوة لكل نبي ، كان أول من أخذ عليهم الميثاق نبوة محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم قال الله جلّ جلاله لآدم : انظر ماذا ترى قال : فنظر آدم إلى ذريته وهم ( ذر) قد ملأوا السماء ، فقال آدم : يارب ما أكثر ذريتي ولأمر ما خلقتهم ؟
فما تديد منهم بأخذ الميثاق عليهم ؟

قال الله عز وجل : يعبدونني ولا يشركون بي شيئاً ، ويؤمنون برسلي ويتبعونهم .

قال آدم : يارب ، فما لي أرى بعض الذر أعظم من بعض وبعضهم له نور كثير وبعضهم له نور قليل وبعضهم ليس له نور ؟

قال الله عز وجل : كذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم

قال آدم : يا رب أفتأذن لي في الكلام فأتكلم ؟

قال الله عز وجل : تكلم فإن روحك من روحي وطبيعتك من خلاف كينونتي

قال آدم : يارب ، لو كنت خلقتهم على مثال واحد وقدر واحد وطبيعة واحدة وألوان واحدة وأعمار واحدة وأرزاق سواء لم يبغ بعضهم على بعض ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغضولا اختلاف في شيء من الأشياء !

قال الله عز جلَ جلاله : يا آدم ، بروحي نطفت وبضعف طبعك تكلفت ما لاعلم لك به ، وأنا الله الخالق العليم بعلمي خالفت بين خلقهم وبمشيئتي يمضي فيهم أمري وإلى تدبيري وتقديري هم صائرون لا تبديل لخلقي ، وإنما خلقت الجن والإنس ليعبدوني ، وخلقت الجنّة ولمن عبدني وأطاعني منهم ، واتبع رسلي ولا أبالي

وخلقت النار لمن كفر بي وعصاني ، ولم يتبع رسلي ولا أبالي ، وخلقتك وخلقت ذريتك من غير فاقه لي إليك وإليهم ، وأنا خلقتك وخلقتهم لأبلوك وأبلوهم أيُّكم أحسن عملاً في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم ، وكذلك خلقت الدنيا والآخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والحنة والنار ، وكذلك أردت في تقديري وتدبيري وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم وألوانهم وأعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم ، فجلعت منهم السعيد والشقي ، والبصير والأعمى ، والقصير والطويل ، والجميل والذميم ،والعالم والجاهل ، والغني والفقير ، والمطيع والعاصي ، والصحيح والسقيم ، ومن به الزمانة ومن لا عاهة به ، فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة فيحمدني على عافيته ، وينظر الذي به عاهة إلى الصحيح ويسألني أن أعافيه ويصبر على بلائي فأثيبه جزيل عطائي ، وينظر الغني إلى الفقير فيحمدني ويشكرني ، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني

وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته فلذلك خلقتهم لأبلوهم في السرّاء والضرّاء وفيما عافيتهم وفيما ابتليتهم وفيما أعطيتهم وفيما أمنعهم


وأنا الله الملك القادر ، ولي أن أمضي جميع ما قدّرت على ما دبّرت ولي أن أُغيّرْ من ذلك ما شئت إلى ما شئت فأقدم من ذلك ما أخرت وأؤخر ما قدمت ، وأنا الله الفعّال لما أريد لا أُسأل عمّا أفعل وأنا أسأل خلقي عمّا هم فاعلون
حدثنا أبي رحمه الله قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد قال : قال رجل لجعفر بن محمد :


يا أبا عبد الله ، إنا خلقنا للعجب !

قال: وما ذاك لله أنت ؟

قال : خلقنا للفناء !

فقال : مه يابن أخ ، خلقنا للبقاء وكيف تفنى جنة لا تبيد ونار لا تخمد ولكن قل : إنما نتحرك من دار إلى دار

-2-

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء ، عمّن ذكره ، عن بعضهم


قال : ما من يوم إلاّ وملك ينادي من المشرق : لو يعلم الخلق لماذا خلقوا

قال : فيجيبه ملك آخر من المغرب : لعملوا لما خلقوا .


-3-

أ خبرني أبو الحسن طاهر بن محمد بن يونس بن حياة الفقيه فيما أجازه لي ببلخ قال : حدثنا محمد بن عثمان الهروي قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن مهاجر قال : حدثنا هشام بن خالد قال : حدثنال الحسن بن يحيى قال : حدثنا صدقة بن عبد الله ، عن هشام ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن جبرائيل عليه السلام

قال الله تبارك وتعالى : من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة ، وما ترددت في شيء أنا فاعله مثل ترددي في قبض نفس المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه ، وما يتقرَّب إليَّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يبتهل إليَّ حتى أُحبه ومن أحببته كنت له سمعاً وبصراً ويداً وموئلاً إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته ، وإن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفّه عنه لئلاً يدخله عجب فيفسده ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلاَّ بالغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلاّ بالسقم ولو صححت جسمه لأفسده ذلك ، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك ، إني أُدبر عبادي بعلمي بقلوبهم فإني عليم خبير .



نقل الكلام أعلاه من كتاب علل الشرائع

للشيخ الأقدم والمحدث الأكبر أبي جعفر الصدوق

المتوفي سنة 381هـ

الجزء الأول

صفحة

18
19
20

قدم وعلق عليه

الشيخ حسين الأعلمي

نسمات شرقية
19-04-2009, 05:34 AM
http://www.kawakb.com/gal/0/72b3bc9189.gif

DaShTi
19-04-2009, 05:57 AM
ثانكس على المروور : )

عاشق الامام الكاظم
19-04-2009, 11:54 AM
http://fsfs.jeeran.com/5.gif

DaShTi
19-04-2009, 06:23 PM
: ) شكرا على مرورك : )

Dr.Zahra
22-04-2009, 12:30 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ

بعث الله النبيّين، وأنزل كتبهُ منذرةً ومبشّرةً، وهاديةً وداعيةً، ولم تنطلق دعوة الهداية دونما هناك قيّمٌ عليها، متبصّرٌ بشؤونها، مسدّدٌ من قِبل الله تعالى في بيانها، وكلّ ذلك من لدن رسل الله وأوصيائهم حتّى يختمه الله بنبيّه محمّد صلى الله عليه وآله ليتوارثه أوصياؤه واحداً بعد واحد مبلّغين، منذرين، داعين إلى الله وحده، وتركِ كلّ وليجةٍ دونه... ولم يئل الأمر إلى ذلك حتّى يتزايد الصراع بين الحقّ والباطل، ويسود الظلم ويعمّ الجور.
أحسنتم اخينا الكريم وبارك الله بكم
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
الراحله الى ربها في وقت غير معلوم: خادمة السيد الفالي

DaShTi
22-04-2009, 12:38 AM
ألف شكر على المرور والمشاركة الجميلة جدا ^^

أسعدني مرورج .. شكرا لج

(رقية بنت الحسين)
22-04-2009, 10:13 AM
بارك الله فيك
سلمت يداك

DaShTi
22-04-2009, 05:10 PM
الله يسلمج : )

شكرا على التواصل : )

ahmed114
22-04-2009, 05:16 PM
بارك الله فيك اخي الكريم
في ميزان حسناتك
تحياتي.....

DaShTi
22-04-2009, 05:44 PM
: ) شكرا على المرور والمشاركة : )

ايمان حسيني
22-04-2009, 06:25 PM
يعافيك الله اخي عاشت ايدك

DaShTi
22-04-2009, 06:28 PM
:) عاش من قال .. شكرا على المرور والمشاركة والمتابعه : )