DaShTi
19-04-2009, 06:47 PM
مراجعة عمر إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام في الشاب المقدسي
في البحار 9/488 عن كتاب الروضة قال روي من فضائله عليه السلام في حديث المقدسي ما ينبغي سمامعه عما سواه وهو يحكى لنا انه كان رجل من أهل بيت المقدس ورد إلى مدينة
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو حسن الشباب ، حسن الصورة ، فزار حجرة النبي - صلى الله عليه وآله - وقصد المسجد ولم يزل ملازماً له منشغلاً بالعبادة صائم النهار قائم الليل
في زمان خلافة عمر بن الخطاب حتى كان أعبد الخلق تتمنى ان تكون مثله ، وكان عمر يأتي اليه ويسأله ان يكلفه حاجة فيقول له المقدسي الحاجة إلى الله تعالى ولم يزل على ذلك إلى أن
عزم الناس على الحج فجاء المقدسي إلى عمر وقال يا ابا حفص قد عزمت على الحج ومعي وديعة احب ان تستودعها مني إلي حين عودتي من الحج فقال عمر هات الوديعة قاحضر الشاب
حقاً من عاج عليه قفل من حديد مختوم بخاتم الشاب فتسلمه منه ، وخرج الشاب مع الوفد فخرج عمر إلى مقدم الوفد ، وقال أوصيك بهذا الغلام وجعل عمر يودع الشاب ، قال المقدم على
الوفد ، استوص به خيراً وكان في الوفد امرأة من الانصار فما زالت تلاحظ المقدسي وتنزل بقربه حيث نزل فلما كان في بعض الأيام دنت منه وقالت يا شاب اني ارق لهذا الجسم الناعم
المترف كيف يلبس الصوف ، فقال لها يا هذه جسم يأكله الدود ومصيره التراب هذا له كثير ، فقالت اني أغار على هذا الوجه المضيئ ، تشعه الشمس فقال لها يا هذه اتقي الله وكفي فقد
شغلني كلامك عن عبادة ربي ، فقالت له لي إليك حاجة فإن قضيتها فلا كلام ، وان لم تقضها فما انا بتاركتك حتى تقضيها لي ، فقال لها وما حاجتك ، قالت : حاجتي ان تواقعني فزجرها
وخوفها من الله تعالى فلم يردعها ذلك فقالت والله لئن لم تفعل ما آمرك لأرمينك بداهية من دواهي النساء ومكرهن لا تنجو منها ، فلم يلتفت إليها ولم يعبأ بها ، فلما كان في بعض الليالي وقد
سهر أكثر ليله بالعبادة فرقد في آخر الليل وغلب عليه النوم فأتته ، وتحت رأسه مزادة فيها زاده فانتزعتها من تحت رأسه وطرحت فيها كيساً خمسمائة دينار ثم أعادت المزادة تحت رأسه فلما
ثور الوفد قامت الملعونة من نومها وقالت يا الله يا للوفد يا وفد انا امرأة مسكينة وقد سرقت نفقتي ومالي ، وأنا بالله وبكم فجلس المتقدم على الوفد وأمر رجلاً من المهاجرين والانصار ان
يفتشوا الوفد ففتشوا الوفد فلم يجدوا شيئاً ولم يبق في الوفد الا من فتش رحله فلم يبق الا المقدسي فاحبروا مقدم الوفد بذلك فقالت المرأة يا قوم ما ضركم لو فتشتموا رحله فله أسوة
بالمهاجرين والأنصار وما يدريكم ان ظاهره مليح وباطنه قبيح ، ولم تزل المرأة حتى حملتهم على تفتيش رحله فقصد جماعة من الوفد وهو قائم يصلي فلما رآهم اقبل عليهم وقال لهم ما حاجتكم
فقالوا هذه المرأة الانصارية ذكرت انها سرقت لها نفقة كانت معها وقد فتشنا رحال الوفد بأسرها ولم يبق منهم غيرك ونحن لا نتقدم رحلك الا بإذنك ، لما سبق من وصية عمر فيما يعود اليك
، فقال يا قوم ما يضرني ذلك ففتشوا ما أحببتم ( فقال ذلك ) وهو واثق من نفسه فلما نفضوا المزادة التي فيها زاده وقع منا الهيمان فصاحت الملعونة الله أكبر هذا والله كيسي ومالي وهو كذا
وكذا دينار وفيه عقد لؤلؤ وزنه كذا وكذا مثقالاً فاحضروه فوجدوه كما قالت الملعونة فمالوا عليه بالضرب الموجع والسب والشتم وهو لا يرد جواباً فسلسلوه وقادوه راجلاً إلى مكة فقال لهم يا
وفد بحق هذا البيت إلا تصدقتم علي وتركتموني اقضي الحج وأشهد الله تعالى ورسوله علي بأني اذا قضيت الحج عدت إليكم وتركت يدي في أيديكم فأوقع الله تعالى الرحمة في قلوبهم له
فاطلقوه فلما قضي مناسكه وما وجب عليه من الفرائض عاد إلى القوم وقال لهم أما إني قد عدت إليكم فافعلوا بي ماتريدون فقال بعضهم لبعض لو اراد المفارقة لما عاد اليكم فتركوه ورجع
الوفد طالباً مدينة رسول الله - صلى الله عليه وآله - فاعوزت تلك المرأة الملعونة الزاد في بعض الطريق فوجدت راعياً فسألته الزاد فقال لها عندي ما تريدين عير أني لا ابيعه فان آثرت ان
تمكنيني من نفسك اعتطيتك ففعلت ما طلب وأخذت منه زاداً فلما انحرفت عنه اعترض لها ابليس لعنه الله فقال لها أنت حامل قالت ممن قال من الراعي فصاحت وافضيحتاه فقال لا تخافي إذا
رجعت الى الوفد قولي لهم اني سمعت قرأءة المقدسي فقربت منه قما غلب عليّ النوم دنا مني وواقعني ولم اتمكن من الدفاع عن نفسي بعد القراءة وقد حملت منه وأنا امرأة من الانصار
وخلفي جماعة من الاهل ، ففعلت الملعونة ما اشار به عليها ابليس لعنه الله فلم يشكوا في قولها لما عاينوا من وجود المال في رحلة ، فعكفوا على الشاب المقدسي وقالوا يا هذا ما كفاك السرقة
حتى فسقت فأوجعوه شتماً وضرباً وأعادوه الى السلسلة وهو لا يرد جواباً ، فلما قربوا من المدينة على سكانها أفضل الصلاة والسلام خرج عمر ومعه جماعة من المسلمين للقاء الوفد فلما
قربوا منه لم يكن له همة الا السؤال عن المقدسي فقالوا يا أبا حفص ما أغفلك عن المقدسي فقد سرق وفسق وقصوا عليه القصة ، فأمر باحضاره بين يديه فقال يا ويلك يا مقدسي تظهر بخلاف
ما تبطن حتى فضحك الله تعالى لأتكلن بك أشد النكال ، وهو لا يرد جواباً فاجتمع الخلق وازدحم الناس لينظروا ماذا يفعل به واذا بنور قد سطع وشعاع قد لمع فتأملوه واذا به عيبة علم النبوة
علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال ما هذا الرهج في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقالوا يا أمير المؤمنين ان الشاب المقدسي الزاهد قد سرق وفسق فقال عليه السلام والله ما
سرق ولا فسق ولا حج أحد غيره ، فلما سمع عمر كلامه قام قائماً على قدميه وأجلسه موضعه فنظر الشاب المقدسي وهو مسلسل وهو مطرق الى الأرض والمرأة جالسة فقال لها أمير
المؤمنين عليه السلام : ويلك قصي قصتك فقالت : يا أمير المؤمنين ان هذا الشاب قد سرق مالي وقد شاهد الوفد مالي في مزادته وما كفاه ذلك حتى كانت ليلى من الليالي حيث قربت منه
فاستغرقني بقراءته واستنامني فوثب إلي وواقعني وما تمكنت من المدافعة عن نفسي خوفاً من الفضيحة وقد حملت منه .
فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام : كذبت يا ملعونة فيما ادعيت عليه يا أبا حفص إن هذا الشاب مجبوب ليس معه إحليل واحليلة في حق من عاج ( ثم قال ) يا مقدسي اين الحق فرفع رأسه
وقال يا مولاي من علم بذلك يعلم اين الحق فالتفت إلى عمر وقال له يا أبا حفص قم فاحضر وديعة الشاب فأرسل عمر فأحضر الحق بين يدي أمير المؤمنين ففتحوه وإذا فيه خرقة من حرير
وفيها إحليله عند ذلك قال الإمام عليه السلام قم يا مقدسي فقام فجردوه من ثيابه لينظروه وليتحقق من اتهمهه بالفسق فجردوه من ثيابه فاذا هو مجبوب فعد ذلك صج العالم ، فقال لهم اسكتوا
واسمعوا مني حكومة اخبرني بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
ثم قال يا ملعونة لقد تجرأت على الله تعالى ويلك اما أتيت إليه وقلت كيت كيت فلم يجيبك إلى ذلك ، فقلت له والله لأرمينك بحيلة من حيل النساء لا تنجو منها ،
فقالت بلى يا أمير المؤمنين كان ذلك ، فقال عليه السلام ثم انك استنمتيه وتركت الكيس في مزادته ، اقري فقالت نعم يا أمير المؤمنين ، فقال اشهدوا عليها
ثم قال لها ما حملك هذا من الراعي الذي طلبت منه الزاد فقال لك لا ابيع الزاد ولكن مكنيني من نفسك وخذي حاجتك ففعلت ذلك وأخذت الزاد وهو كذا وكذا قالت صدقت يا أمير المؤمنين
قال قضج العالم فسكتهم علي عليه السلام وقال لها : خرجت من عند الراعي عرض لك شيخ صفته كذا وكذا وقال لك يا فلانة فانك حامل من الراعي فصرخت وقلت يا فضيحتاه فقال لا بأس عليك قولي للوفد استنامني وواقعني ، وقد حملت منه فيصدقوك لما ظهر من سرقته ففعلت ما قال الشيخ فقالت نعم
فقال عليه السلام اتعرفين ذلك الشيخ ؟ قالت لا
قال هو ابليس لعنة الله ، فتعجب القوم من ذلك فقال عمر يا أبا الحسن ما تريد ان تفعل بها قال اصبروا حتى تضع حملها وتجدوا من يرضعه ثم يحفر لها في مقابر اليهود وتدفن إلى نصفها
وترجم بالحجارة ، ففعل بها ما قال أمير المؤمنين عليه السلام وأما المقدسي فلم يزل ملازماً المسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الى أن توفي رضى الله عنه ، فعند ذلك قام عمر
بن الخطاب وهو يقول ( لولا علي لهلك عمر ) قالها ثلاثاً ثم انصرف الناس وقد تعجبوا من حكومة علي بن أبي طالب عليه السلاك
في البحار 9/488 عن كتاب الروضة قال روي من فضائله عليه السلام في حديث المقدسي ما ينبغي سمامعه عما سواه وهو يحكى لنا انه كان رجل من أهل بيت المقدس ورد إلى مدينة
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو حسن الشباب ، حسن الصورة ، فزار حجرة النبي - صلى الله عليه وآله - وقصد المسجد ولم يزل ملازماً له منشغلاً بالعبادة صائم النهار قائم الليل
في زمان خلافة عمر بن الخطاب حتى كان أعبد الخلق تتمنى ان تكون مثله ، وكان عمر يأتي اليه ويسأله ان يكلفه حاجة فيقول له المقدسي الحاجة إلى الله تعالى ولم يزل على ذلك إلى أن
عزم الناس على الحج فجاء المقدسي إلى عمر وقال يا ابا حفص قد عزمت على الحج ومعي وديعة احب ان تستودعها مني إلي حين عودتي من الحج فقال عمر هات الوديعة قاحضر الشاب
حقاً من عاج عليه قفل من حديد مختوم بخاتم الشاب فتسلمه منه ، وخرج الشاب مع الوفد فخرج عمر إلى مقدم الوفد ، وقال أوصيك بهذا الغلام وجعل عمر يودع الشاب ، قال المقدم على
الوفد ، استوص به خيراً وكان في الوفد امرأة من الانصار فما زالت تلاحظ المقدسي وتنزل بقربه حيث نزل فلما كان في بعض الأيام دنت منه وقالت يا شاب اني ارق لهذا الجسم الناعم
المترف كيف يلبس الصوف ، فقال لها يا هذه جسم يأكله الدود ومصيره التراب هذا له كثير ، فقالت اني أغار على هذا الوجه المضيئ ، تشعه الشمس فقال لها يا هذه اتقي الله وكفي فقد
شغلني كلامك عن عبادة ربي ، فقالت له لي إليك حاجة فإن قضيتها فلا كلام ، وان لم تقضها فما انا بتاركتك حتى تقضيها لي ، فقال لها وما حاجتك ، قالت : حاجتي ان تواقعني فزجرها
وخوفها من الله تعالى فلم يردعها ذلك فقالت والله لئن لم تفعل ما آمرك لأرمينك بداهية من دواهي النساء ومكرهن لا تنجو منها ، فلم يلتفت إليها ولم يعبأ بها ، فلما كان في بعض الليالي وقد
سهر أكثر ليله بالعبادة فرقد في آخر الليل وغلب عليه النوم فأتته ، وتحت رأسه مزادة فيها زاده فانتزعتها من تحت رأسه وطرحت فيها كيساً خمسمائة دينار ثم أعادت المزادة تحت رأسه فلما
ثور الوفد قامت الملعونة من نومها وقالت يا الله يا للوفد يا وفد انا امرأة مسكينة وقد سرقت نفقتي ومالي ، وأنا بالله وبكم فجلس المتقدم على الوفد وأمر رجلاً من المهاجرين والانصار ان
يفتشوا الوفد ففتشوا الوفد فلم يجدوا شيئاً ولم يبق في الوفد الا من فتش رحله فلم يبق الا المقدسي فاحبروا مقدم الوفد بذلك فقالت المرأة يا قوم ما ضركم لو فتشتموا رحله فله أسوة
بالمهاجرين والأنصار وما يدريكم ان ظاهره مليح وباطنه قبيح ، ولم تزل المرأة حتى حملتهم على تفتيش رحله فقصد جماعة من الوفد وهو قائم يصلي فلما رآهم اقبل عليهم وقال لهم ما حاجتكم
فقالوا هذه المرأة الانصارية ذكرت انها سرقت لها نفقة كانت معها وقد فتشنا رحال الوفد بأسرها ولم يبق منهم غيرك ونحن لا نتقدم رحلك الا بإذنك ، لما سبق من وصية عمر فيما يعود اليك
، فقال يا قوم ما يضرني ذلك ففتشوا ما أحببتم ( فقال ذلك ) وهو واثق من نفسه فلما نفضوا المزادة التي فيها زاده وقع منا الهيمان فصاحت الملعونة الله أكبر هذا والله كيسي ومالي وهو كذا
وكذا دينار وفيه عقد لؤلؤ وزنه كذا وكذا مثقالاً فاحضروه فوجدوه كما قالت الملعونة فمالوا عليه بالضرب الموجع والسب والشتم وهو لا يرد جواباً فسلسلوه وقادوه راجلاً إلى مكة فقال لهم يا
وفد بحق هذا البيت إلا تصدقتم علي وتركتموني اقضي الحج وأشهد الله تعالى ورسوله علي بأني اذا قضيت الحج عدت إليكم وتركت يدي في أيديكم فأوقع الله تعالى الرحمة في قلوبهم له
فاطلقوه فلما قضي مناسكه وما وجب عليه من الفرائض عاد إلى القوم وقال لهم أما إني قد عدت إليكم فافعلوا بي ماتريدون فقال بعضهم لبعض لو اراد المفارقة لما عاد اليكم فتركوه ورجع
الوفد طالباً مدينة رسول الله - صلى الله عليه وآله - فاعوزت تلك المرأة الملعونة الزاد في بعض الطريق فوجدت راعياً فسألته الزاد فقال لها عندي ما تريدين عير أني لا ابيعه فان آثرت ان
تمكنيني من نفسك اعتطيتك ففعلت ما طلب وأخذت منه زاداً فلما انحرفت عنه اعترض لها ابليس لعنه الله فقال لها أنت حامل قالت ممن قال من الراعي فصاحت وافضيحتاه فقال لا تخافي إذا
رجعت الى الوفد قولي لهم اني سمعت قرأءة المقدسي فقربت منه قما غلب عليّ النوم دنا مني وواقعني ولم اتمكن من الدفاع عن نفسي بعد القراءة وقد حملت منه وأنا امرأة من الانصار
وخلفي جماعة من الاهل ، ففعلت الملعونة ما اشار به عليها ابليس لعنه الله فلم يشكوا في قولها لما عاينوا من وجود المال في رحلة ، فعكفوا على الشاب المقدسي وقالوا يا هذا ما كفاك السرقة
حتى فسقت فأوجعوه شتماً وضرباً وأعادوه الى السلسلة وهو لا يرد جواباً ، فلما قربوا من المدينة على سكانها أفضل الصلاة والسلام خرج عمر ومعه جماعة من المسلمين للقاء الوفد فلما
قربوا منه لم يكن له همة الا السؤال عن المقدسي فقالوا يا أبا حفص ما أغفلك عن المقدسي فقد سرق وفسق وقصوا عليه القصة ، فأمر باحضاره بين يديه فقال يا ويلك يا مقدسي تظهر بخلاف
ما تبطن حتى فضحك الله تعالى لأتكلن بك أشد النكال ، وهو لا يرد جواباً فاجتمع الخلق وازدحم الناس لينظروا ماذا يفعل به واذا بنور قد سطع وشعاع قد لمع فتأملوه واذا به عيبة علم النبوة
علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال ما هذا الرهج في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقالوا يا أمير المؤمنين ان الشاب المقدسي الزاهد قد سرق وفسق فقال عليه السلام والله ما
سرق ولا فسق ولا حج أحد غيره ، فلما سمع عمر كلامه قام قائماً على قدميه وأجلسه موضعه فنظر الشاب المقدسي وهو مسلسل وهو مطرق الى الأرض والمرأة جالسة فقال لها أمير
المؤمنين عليه السلام : ويلك قصي قصتك فقالت : يا أمير المؤمنين ان هذا الشاب قد سرق مالي وقد شاهد الوفد مالي في مزادته وما كفاه ذلك حتى كانت ليلى من الليالي حيث قربت منه
فاستغرقني بقراءته واستنامني فوثب إلي وواقعني وما تمكنت من المدافعة عن نفسي خوفاً من الفضيحة وقد حملت منه .
فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام : كذبت يا ملعونة فيما ادعيت عليه يا أبا حفص إن هذا الشاب مجبوب ليس معه إحليل واحليلة في حق من عاج ( ثم قال ) يا مقدسي اين الحق فرفع رأسه
وقال يا مولاي من علم بذلك يعلم اين الحق فالتفت إلى عمر وقال له يا أبا حفص قم فاحضر وديعة الشاب فأرسل عمر فأحضر الحق بين يدي أمير المؤمنين ففتحوه وإذا فيه خرقة من حرير
وفيها إحليله عند ذلك قال الإمام عليه السلام قم يا مقدسي فقام فجردوه من ثيابه لينظروه وليتحقق من اتهمهه بالفسق فجردوه من ثيابه فاذا هو مجبوب فعد ذلك صج العالم ، فقال لهم اسكتوا
واسمعوا مني حكومة اخبرني بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
ثم قال يا ملعونة لقد تجرأت على الله تعالى ويلك اما أتيت إليه وقلت كيت كيت فلم يجيبك إلى ذلك ، فقلت له والله لأرمينك بحيلة من حيل النساء لا تنجو منها ،
فقالت بلى يا أمير المؤمنين كان ذلك ، فقال عليه السلام ثم انك استنمتيه وتركت الكيس في مزادته ، اقري فقالت نعم يا أمير المؤمنين ، فقال اشهدوا عليها
ثم قال لها ما حملك هذا من الراعي الذي طلبت منه الزاد فقال لك لا ابيع الزاد ولكن مكنيني من نفسك وخذي حاجتك ففعلت ذلك وأخذت الزاد وهو كذا وكذا قالت صدقت يا أمير المؤمنين
قال قضج العالم فسكتهم علي عليه السلام وقال لها : خرجت من عند الراعي عرض لك شيخ صفته كذا وكذا وقال لك يا فلانة فانك حامل من الراعي فصرخت وقلت يا فضيحتاه فقال لا بأس عليك قولي للوفد استنامني وواقعني ، وقد حملت منه فيصدقوك لما ظهر من سرقته ففعلت ما قال الشيخ فقالت نعم
فقال عليه السلام اتعرفين ذلك الشيخ ؟ قالت لا
قال هو ابليس لعنة الله ، فتعجب القوم من ذلك فقال عمر يا أبا الحسن ما تريد ان تفعل بها قال اصبروا حتى تضع حملها وتجدوا من يرضعه ثم يحفر لها في مقابر اليهود وتدفن إلى نصفها
وترجم بالحجارة ، ففعل بها ما قال أمير المؤمنين عليه السلام وأما المقدسي فلم يزل ملازماً المسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الى أن توفي رضى الله عنه ، فعند ذلك قام عمر
بن الخطاب وهو يقول ( لولا علي لهلك عمر ) قالها ثلاثاً ثم انصرف الناس وقد تعجبوا من حكومة علي بن أبي طالب عليه السلاك