المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كلام الإمام الرضا"عليه السلام" في الاصطفاء.


عهد الولاء
24-04-2009, 07:50 AM
بسـ الله الرحمن الرحيم ـمـ
اللهم صلى على محمد وآل محمد
.............................................

لما حضر علي بن موسى"عليه السلام"مجلس المأمون وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخرسان.
فقال المأمون :أخبروني عن معنى هذا الآية {ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا} فقالت العلماء:
أراد الله الأمة كلها.
*فقال المأمون: ماتقول ياأبا الحسن؟
*فقال الرضا"عليه السلام": لا أقول كما قالوا ولكن أقول : أراد الله تبارك وتعالى بذلك العترة الطاهرة"عليهم السلام".
*فقال المأمون:وكيف عنى العترة دون الأمة؟
*فقال الرضا"عليه السلام":لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة ،لقول الله :{فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم
سابق بالخيرت بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير}ثم جعلهم كلهم في الجنة فقال عزوجل{جنت عدن يدخلونها} فصارت
الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم .ثم قال الرضا"عليه السلام"هم الذين وصفهم الله في كتابه فقال{إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}وهم الذين قال الرسول الله "صلى الله عليه وآله" :((إني مخلف فيكم الثقلين
كتاب الله وعترتي -أهل بيتي -لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))انظروا كيف تخلفوني فيهما،ياأيها الناس لا تعلموهم
فإنهم أعلم منكم.
*قالت العلماء:أخبرنا ياأبا الحسن عن العترة هم الآل أو غير الآ ل؟
*فقال الرضا"عليه السلام":هم الآل.
فقالت العلماء:فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال:((أمتي آلي))وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن
دفعه:((آل محمد أمته)).
*فقال الرضا"عليه السلام":أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد؟
*قالوا:نعم. قال"عليه السلام":فتحرم على الأمة ؟ قالوا:لا.
*قال"عليه السلام":هذا فرق بين الآل وبين الأمة. ويحكم أين يذهب بكم {أفنضرب عنكم الذكر صفحاً أن كنتم قوماً مسرفين}.
أما علمتم أنما وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم؟!
*قالوا:من أين قلت ياأبا الحسن؟
*قال"عليه السلام":من قول الله {ولقد أرسلنا نوحاً وإبرهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتب فمنهم مهتد وكثير منهم فسقون}
فصارت وراثة النبوة والكتاب في المهتدين دون الفاسقين ،أما علمتم أن نوحاً سأل ربه؟
{فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق}وذلك أن الله وعده أن ينجيه وأهله ،فقال له ربه تبارك وتعالى:{ إنه ليس من
أهلك إنه عمل غير صلح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجهلين}
*فقال المأمون: فهل فضل الله العترة على سائر الناس؟
*فقال "عليه السلام":إن الله العزيز الجبار فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه.
*قال المأمون :أين ذلك من كتاب الله؟
*قال"عليه السلام":في قوله تعالى :{إن الله اصطفى ءادم ونوحاً وءال إبراهيم وءال عمران على العلمين"33" ذرية بعضها
من بعض}. وقال الله في مواضع آخر{أم يحسدون الناس على مآ ءاتهم الله من فضله فقد ءاتينآ ءال إبرهيم الكتب والحكمة
وءاتينهم ملكاً عظيماً} ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال:{يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى
الأمر منكم} يعني الذين أورثهم الكتاب والحكمة وحسدوا عليهما بقوله{أم يحسدون الناس على مآ ءاتهم الله من فضله فقد ءاتيتآ
ءال أبرهيم الكتب و الحكمة وءاتينهم ملكاً عظيماً}يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين والملك ههنا الطاعة لهم.

عهد الولاء
24-04-2009, 07:51 AM
*قالت العلماء:هل فسر الله تعالى الا صطفاء في الكتاب؟
*فقال الرضا"عليه السلام":فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً.
فأول ذلك قول الله:{وأنذر عشيرتك الأقربين} ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي
ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود فلما أمر عثمان زيد بن ثابت أن يجمع القرآن خنس هذه الآية
وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عزوجل بذلك الآل فهذه واحدة.
*والآية الثانية في الاصطفاء قول الله :{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيراً} وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند لأنه فضل بين .
والآية الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه أمر نبيه في آية الابتهال فقال{قل} -يا محمد-{تعالوا
ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكذبين}
فأبرز النبي"صلى الله عليه وآله" علياً والحسن والحسين وفاطمة"عليهم السلام"فقرن أنفسهم بنفسه
فهل تدرون ما معنى قوله:{نفسنا وأنفسكم}?
*قالت العلماء:عنى به نفسه.
*قال"عليه السلام":غلطتم،إنما عنى به علياً"عليه السلام". ومما يدل على ذلك قول النبي"صلى الله عليه وآله"
حين قال:لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلاً كنفسي يعني علياً"عليه السلام". فهذه خصوصية
لا يتقدمها أحد.وفضل لا يختلف فيه بشر.وشرف لا يسبقه إليه خلق ،إذ جعل نفس علي"عليه السلام"
كنفسه فهذه الثالثة.
وأما الرابغة: فإخراجه الناس من المسجده خلا العترة حين تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال:
يارسول الله تركت علياً وأخرجتنا؟ فقال الرسول"صلى الله عليه وآله":ما أنا تركته وأخراجتكم
ولكن الله تركه وأخراجكم . وفي هذا بيان قوله لعلي"عليه السلام":((أنت مني بمنزلة هارون من موسى))
*قالت العلماء:فأين هذا من القرآن؟
*قال أبو الحسن"عليه السلام":أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم،قالوا:هات. قال"عليه السلام":قول
الله:{وآوحينآ إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة}ففي هذه الآية
منزلة هارون من موسى وفيها أيضاً منزلة علي"عليه السلام" عن رسول الله"صلى الله عليه وآله".
ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله"صلى الله عليه وآله"حين قال:((إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا
لحائض إلا لمحمد وآل محمد)).
*فقالت العلماء:هذا الشرح وهذا البيان لايوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله"صلى الله عليه وآله"؟
* قال أبو الحسن"عليه السلام":ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله "صـ الله عليه وآله ـلى"يقول:((أنا مدينة العلم
وعلي بابها فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها)).ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة
والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلا معاند . ولله عزوجل الحمد على ذلك. فهذا الرابعة .

يتبع

نسمات شرقية
24-04-2009, 12:02 PM
غاليتي
يعطيك الف عافيه
حفظكِ الرحمن

عاشق الامام الكاظم
24-04-2009, 02:28 PM
مشكورة اختي عهد الولاء~ ع الطرح الرائع
في انتضار تكملة البحث

http://www.hejrh.com/images/smilies/2.gif

(رقية بنت الحسين)
25-04-2009, 08:34 AM
جعله الله بميزان اعمالك

عهد الولاء
26-04-2009, 04:33 AM
وأما الخامسة:فقول الله عزوجل :{واءت ذا القربى حقه}خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها
واصطفاهم على الأمة . فلما نزلت هذه الآيه على رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"قال:ادعوا لي
فاطمة فدعوها له.فقال:يا فاطمة، قالت:لبيك يارسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى".فقال:إن فدك لم يوجف عليها بخيل
ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين . وقد جعلتها لك لما أمرني الله به فخدذيها لك ولولدك. فهذه الخامسة.
وأما السادسة:فقول الله عزوجل:{قل لا أسئلكم عليه أجر إلا المودة في القربى}فهذا خصوصية للنبي"صلـ الله عليه وآله ـى"
دون الأنبياء وخصوصية للآل دون غيرهم. وذلك أن الله حكى عن الأنبياء في ذكر نوح"عليه السلام"{ويقوم لآ أسئلكم عليه
مالا إن أجرى إلا على الله ومآ أنا بطارد الذين ءامنوا إنهم ملقوا ربهم ولكنى أركم قوماً تجهلون}وحكى عن هود"عليه السلام"
قال:{لآ أسئلكم عليه أجراً إن أجرى إلا على الذي فطرنى أفلا تعقلون}
----- ************* ----
وقال لنبيه"صلـ الله عليه وآله ـى":{قل لا أسئلكم عليه إلا المودة في القربى}.لم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون
عن الدين أبداً ولا يرجعون إلى ضلالة أبداً . وأخرى أن يكون الرجل واداص للرجل فيكون بعض أهل بيته عدواً له فلا يسلم
قلب فأحب الله أن لا يكون في قلب رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى" على المؤمنين شيء. إذ فرض عليهم مودة ذي القربى
فمن أخذ بها وأحب رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"وأحب أهل بيته"عليهم السلام"لم يستطع رسول الله أ، يبغضه.ومن تركها
ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيت نبيه"صلـ الله عليه وآله ـى"فعلى رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"أن يبغضه،لأنه قد ترك
فريضة من فرائض الله. وأي فضيله وأي شرف يتقدم هذا. ولما أنزل الله هذه الآية على نبيه"صلـ الله عليه وآله ـى"{قل لا أسئلكم
عليه أجراً إلا المودة في القربى}قام رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"في أصحابه ,فحمد الله وأثنى عليه وقال(إيها الناس إن الله قد فرض عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدوه)) فلم يجبه أحد. فقام فيهم يوماً ثانياً ،فقال مثل ذلك.فلم يجبه أحد .فقام فيهم يوم الثالث ،فقال(أيها الناس إنه ليس ذهباً ولا فضة ولا مأكولاً ولا مشروباً)). قالوا: فهات إذا؟ فتلا عليهم هذه الآية . فقالوا:أما هذا فنعم. فما وفى به أكثرهم.
ثم قال أبو الحسن"عليه السلام": حدثني أبي عن جدي عم آبائه عن الحسين بن علي"عليه السلام"قال(اجتمع المهاجون والأنصار إلى رسول الله"صلـ الله عليه وآله ـى"فقالوا:إن لك يارسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها
باراً مأجوراً،أعط ما شئت وأمسك ماشئت من غير حرج.فأنزل الله عزوجل عليه الروح الأمين فقال:يا محمد{قل لا أسئلكم عليه أجراً
إلا المودة في القربى}لا تؤذوا قرابتي من بعدي ،فخرجوا .فقال أناس منهم:ماحمل رسول الله على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده أن هو إلا شيء افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيماً.فأنزل الله هذه الآية {أم يقولون افتراه قل افتريته فلا تملكون لى من الله شيئاً هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم}فبعث إليهم النبي"صلى الله على وآله"فقال:هل
من حدث؟ فقالوا:إي والله يارسول الله ،لقد تكلم بعضنا كلاماً عظيماً فكرهناه،فتلا عليهم رسول الله فبكوا واشتد بكاؤهم ،فأنزل الله تعالى
{وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون} فهذا السادسة.
يتبع

عهد الولاء
27-04-2009, 12:13 AM
اشكر مروركم في صفحة "نسمات شرقية -الحب احساس مو كلمة - بنت رقية الحسين"
وفقكم الله بحق محمد وآل محمد.

عهد الولاء
27-04-2009, 12:16 AM
إما السابعة فقول الله:{إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا
تسليماً}وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآيه قيل:يارسول الله قد عرفنا التسليم عليك
فكيف الصلاة عليك؟
فقال:تقولون:"اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد
مجيد"وهل بينكم معاشر الناس! في هذا اختلاف؟قالوا: لا. فقال المأمون:هذا ما لا اختلاف فيه أصلاً
وعليه الإجماع فهل عندك في الآل شيءأوضح من هذا في القرآن؟ققال أبو الحسن"عليه السلام":
أخبروني عن قول الله:{يس(1)والقرءان الحكيم(2)إنك لمن المرسلين(3)على صرط مستقيم(4)}
فمن عنى بقوله:يس؟قال العلماء:يس محمد ليس فيه شك قال أبو الحسن "عليه السلام":أعطى الله
محمداً وآل محمد من ذلك فضلاً لم يبلغ أحد كنه وصفه لمن عقله وذلك أن الله لم يسلم على أحد
إلا على الأنبياء فقال تبارك وتعالى:{سلم على نوح فى العلمين} وقال:{سلم على إبرهيمـ} وقال:
{سلم على موسى وهرون}ولم يقل:سلام على آل نوح ولم يقل :سلام على آل إبراهيم ولا قال:سلام
على آل موسى وهارون،وقال عز وجل:{سلم على آل ياسين} يعني آل محمد . فقال المأمون: لقد
علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه. فهذه السابعة .
*وإما الثامنة فقول الله عزوجل:{اعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى}
فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسوله"صلى الله عليه وآله"فهذا فصل بين ىلآل والأمة،لأن
الله جعلهم في حيز الناس كلهم في حيز دون ذلك ورضي لهم مارضي لنفسه واصطفاهم فيه،وابتدأ
بنفسه ثم برسوله ثم بذي القربى في كل من كان الفيء،والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عزوجل لنفسه
ورضيه لهم فقال-وقوله الحق{اعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى}فهذا
توكيد مؤكد وأمر دائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي{لا يأتيه البطل من بين يديه
ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}وأما قوله:{واليتمى والمسكين}فإن إليتيم إذا انقطع يتمه خرج من
المغانم ولم يكن له نصيب وكذلك المسكين إذا انتقطع مسكنته لم يكن له نصيب في المغنم ولا يحل له
أخذه وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم فيهم للغني والفقير،لأنه لا أحد أغنى من الله لولا من رسوله
"صلى الله عليه وآله"فجعل لنفسه منها سهماً ولرسوله سهماً،فما رضي لنفسه ولرسوله رضيه لهم
وكذلك الفيء،ما رضيه لذي القربى كما جاز لهم في الغنيمة فبدأ بنفسه،ثم برسوله،ثم بهم وقرن سهمهم
بسهم الله وسهم رسوله"صلى الله عليه وآله"وكذلك في الطاعة قال عزوجل:{يأيها الذين ءامنوا أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم}فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته وكذلك آية الولاية{إنما
وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا} فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سعمه مع
سهم الرسول مقرونً بأسهمهم في الغنية والفيء فتبارك الله ماأعظم نعمته على أهل هذا البيت،فلما
جاءت قصة الصدقة نزه نفسه عز ذكره ونزه رسوله ونزه أهل بيته عنها{إنما الصدقت للفقراء والمسكين
والعملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغرمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله}
فهل تجد في شيء من ذلك أنه جعل لنفسه سهماً،أولرسوله أولذي القربى لأنه لما نزههم عن الصدقة
ونزه نفسه ونزه رسوله ونزه أهل البيت لا بل حرم عليهم لأن الصدقة محرمة على محمد وأهل بيته
وهي أوساخ الناس لا تحل لهم لأنهم طهروا من كل دنس ووسخ ،فلما طهرهم واصطفاهم رضي لهم
وكره لهم ما كره لنفسه.
*وإما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه:{فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}
فقال العلماء:إنما عنى بذلك إليهود والنصارى .
قال أبو الحسن"عليه السلام"وهل يجوز ذلك؟ إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون:إنهم أفضل من دين
الإسلام .
فقال المأمون:فهل عندك في ذلك شرح يخالف ما قالوا ياأبا الحسن؟
قال"عليه السلام":نعم الذكر رسول الله ونحن أهله وذلك بين في كتاب الله بقوله في سورة الطلاق:
{فاتقوا الله يأولى الألبب الذين ءامنوا قد أنزل الله إليكم ذكراً(10)رسولاً يتلوا عليكم ءايات الله
مبينت}فالذكر رسول الله ونحن أهله. فهذا التاسعة.
*وأما العاشرة فقول الله عزوجل في آية التحريم:{حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخوتكم}-إلى آخرها
أخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني أو ما تناسل من صلبي لرسول الله أن يتزوجها لو كان حياً؟
قالوا: بلى .قال"عليه السلام":ففي هذا بيان أنا من آله ولستم من آله ولو كنتم من آله لحرمت عليه بناتكم كما
حرمت عليه بناتي ،لأنا من آله وأنتم من أمته ،فهذا العاشرة.
*وإما الحادية عشر فقوله في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل:{وقال رجل مؤمن من آل فرعون
يكتم إيمنه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينت من ربكم}-الآية- وكان ابن خال فرعون
فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه.فهذا فرق مابين الآل والأمة.فهذا الحادية عشر.
*وإما الثانية عشر فقوله:{وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها}فخصنا بهذه الخصوصية إذ امرنا مع
أمره،ثم خصنا دون الأمة،فكان رسول الله"صلى الله عليه وآله"يجيء،إلى باب علي وفاطمة"عليهما
السلام"بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر في كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول(الصلاة
يرحمكم الله)وما أكرم الله أحداً من ذراري الأنبياء بهذه الكرامة التي أكومنا الله بها وخصنا من
جميع أهل بيته فهذا فرق ما بين الآل والأمة .و الحمد الله رب العالمين وصلى الله على محمد نبيه.

تمت بحمد لله وصلوات على محمد وآل محمد .