مشاهدة النسخة كاملة : الزهراء ودورها في تصحيح مسار الإسلام
السلامي
26-04-2009, 11:49 PM
الزهراء ودورها في تصحيح مسار الإسلام
تساؤلات:
يتساءل البعض لماذا نقرأ التاريخ؟
ما فائدة ماض لا يعود ولا يتكرر؟
ما الفائدة من قراءة تاريخ الفتن والمصائب التي وقعت في تاريخنا الإسلامي؟
ما الفائدة من قراءة أحداث السقيفة وما جرى بعدها؟
ما الفائدة لقراءة أحداث مقتل عثمان؟
ما الفائدة من قراءة أحداث الجمل وصفين والنهروان وغيرها؟
ومن نقرأ عنهم قد ذهبوا الى ربهم – جل وعلا- وهو الكفيل بحسابهم؟
لماذا التأكيد على مسائل حساسة ربما أثارت التشكيك في بعض الرموز التي يقدسها قسم كبير من المسلمين؟
لماذا التأكيد على مظلومية الزهراء ، والتسليم بها يعني إدانة أكابر الصحابة؟
هذه مجموعة من التساؤلات المطروحة التي يطرحها البعض سواء أكان بحسن نية أم لا؟
دراسة التأريخ
والجواب أننا نقرأ التاريخ لنحدد مواقفنا من الأحداث لنعرف الحق من الباطل ، لنعرف أي الناس كان الحق معه حتى نتولاه.
ولنعرف أي الناس كان على الباطل حتى نتبرأ منه.
كما نقرأ التاريخ لنستلهم منه العبر ونأخذ العظة.
يقول أحد المفكرين :
' إن الذين يقرءون التاريخ ولا يتعلمون منه أناس فقدوا الإحساس بالحياة، وإنهم اختاروا الموت هربًا من محاسبة النفس أو صحوة الضمير والحس' ...!!
يقول أحمد شوقي:
اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر *** ضل قومٌ ليس يدرون الخبر
فهذه دعوة للأمة المسلمة ـ أفرادًا وجماعات ـ لقراءة تاريخها قراءة واعية تستخرج منه الدروس والعبر، وتستخرج منه منهاجًا للحركة والفهم، يفيدها في مسيرة نهضتها واستشراف مستقبلها، حتى يعود للأمة مجدها وتستعيد مكانتها وعزتها أمام الأمم .
أي أن القراءة المطلوبة هي قراءة متدبرة، تقف أمام أحداث التاريخ الإسلامي متفحصة مدققة ، ليست سردًا تاريخيًا للأحداث بقدر ما هي تنقيب بين أسطره على مدلولات هذه الأحداث والوقائع، وعلاقتها بواقعنا المعاصر .
حتى لا نضل
نحن الشيعة نعتقد أن النبي (صلى الله عليه وآله) نص بما لا مزيد عليه على مرجعية أهل بيته (عليهم السلام) حيث جعلهم مقياسا للحق ، والنصوص في ذلك كثيرة يتفق على روايتها المسلمون.
أهمها حديث الثقلين حيث جعلهم النبي (صلى الله عليه وآله) عدلا للقران وأمانا من الضلال .
أخرج الترمذي وغيره عن جابر بن عبد الله، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجّته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ). راجع سنن الترمذي 5|622 كتاب المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وذكر في مشكاة المصابيح 3|1735 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة 4|356 وقال الالباني: الحديث صحيح ).
وأخرج أيضاً عن زيد بن أرقم وأبي سعيد، قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرَّقا حتى يرِدَا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلِّفونّي فيهما) . راجع سنن الترمذي 5|663. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وذكر في مشكاة المصابيح 3|1735، صحيح الجامع الصغير 1|482 حديث 2458 وصحححه الألباني أيضاً)
وأخرج أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، وابن أبي عاصم في كتاب السنة، وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجّة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقُمِمْن ، فقال: كأني دُعِيتُ فأجبـتُ، إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلِّفوني فيهما، فإنهما لن يتفرَّقا حتى يرِدا عليَّ الحوض)... . راجع مسند أحمد حنبل 3|14، 26. المستدرك على الصحيحين بن 3|109، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده حديث سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، وهو أيضاً صحيح على شرطهما. ووافقه الذهبي. كتاب السنة 2|630. البداية والنهاية 5|184، وقال: قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: هذا حديث صحيح).
والأحاديث في فضل أهل البيت (عليهم السلام) والتي تثبت ضرورة الرجوع إليهم دون سواهم كثيرة من شاء الرجوع إلى المؤلفات الخاصة بالإمامة.
فالنبي (صلى الله عليه وآله) قد جعلهم مقياسا نعرف به أهل الحق من غيرهم.
فإذا عرفنا بأن التمسك بهم أمان من الضلال بنص حديث الثقلين نعرف قيمة الذين تمسكوا بغيرهم وكذلك نعرف قيمة الذين لم يتمسكوا بهم بل وقفوا منهم موقف الضد فظلموهم وشردوهم وحاربوهم وقتلوهم.
فهل الظلم والحرب والقتل من التمسك بهم المنجي من الضلال أم هو الضلال بعينه؟
ومن هنا كانت مأساة الزهراء عليها السلام معلما بارزا ومقياسا واضحا لمعرفة من بدل وغير من الصحابة ممن ثبت وأطاع وتمسك بمن أمر الله ونبيه بالتمسك بهم.
فالنبي قد جعل لنا ميزانا نعرف فيه أهل الحق من غيرهم وما تأكيدنا على مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصا مأساة ومظلومية الزهراء إلا تأكيد على صحة الموقف الذي اتخذناه والمذهب الذي اعتنقناه . فنفس إحياء ذكر المأساة هو إقامة دليل على أحقية مذهبنا وصحة طريقتنا.
وقد جرت محاولات كثيرة لتزييف وتغيير الحقائق حتى تنطمس معالم الحقيقة ولكن هيهات يأبى الله إلا أن يتم نوره .
السلامي
26-04-2009, 11:51 PM
التزوير والتدليس
وفي ما يلي نموذج من نماذج التزوير:
ثبت بالروايات الصحيحة التي اتفق على رواياتها الفريقان ودونوها في أهم مصنفاتهم أن الزهراء قد كذبت أبا بكر ولم تقبل روايته لحديث (لا نورث ما تركناه صدقه) وماتت وهي غاضبة على أبي بكر، وسنأتي على تفصيل ذلك فيما بعد.
حاول أهل السنة – وللأسف الشديد – تسطيح القضية وبالتالي إهمالها وعدها مسألة شخصية ليس لها أية قيمة.
ولكن عندما يكون التكذيب لأبي بكر من أفضل أهل البيت بالإضافة إلى سيدة نساء أهل الجنة تكون المسألة أكثر صعوبة فلذا عمد البخاري كما سنرى للتدليس والتزوير بغية إخفاء الحقيقة المرة فقد أخرج مسلم في صحيحه عن مالك بن أوس: إنّ عمر قال مخاطباً لعليّ والعبّـاس:
" فلمّا توفّي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال أبو بكر: أنا وليُّ رسول الله ، فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر: قال رسول الله: ما نورّث ما تركنا صدقة ، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم أنّه لصادق بارّ راشد تابع للحقّ. ثمّ توفّي أبو بكر، وأنا وليّ رسول الله ووليّ أبي بكر، فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم أنّي لصادق بارّ راشد تابع للحقّ ")صحيح مسلم 5 / 152، كتاب الجهاد، باب حكم الفيء)
هذا نصُّ الحديث في صحيح مسلم.
وقد أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه، ولكنّه في كلّ موضع بلفظ يختلف عن غيره!
فأخرجه في باب فرض الخمس باللفظ التالي: "... فقبضها أبو بكر، فعمل فيها بما عمل رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، والله يعلم أنّه فيها لصادق بارّ راشد تابع للحقّ ; ثمّ توفّى الله أبا بكر، فكنت أنا وليّ أبي بكر، فقبضتها سنتين من إمارتي، أعمل فيها بما عمله رسول الله وما عمل فيها أبو بكر، والله يعلم أنّي فيها لصادق بارّ راشد تابع للحقّ "( صحيح البخاري 4 / 180 ضمن ح 3).
فحـذف البخـاري مـن الحـديـث كلـتا الـفـقرتيـن: " فـرأيتمـاه... " و " فرأيتماني... ".
وأخرجه في كتاب المغازي في حديث بني النضير: " فقبضه أبو بكر، فعمل فيه بما عمل رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وأنتم حينئذ ـ فأقبل على عليّ وعبّـاس وقال: ـ تذكران أنّ أبا بكر فيه كما تقولان، والله يعلم أنّه فيه لصادق بارّ راشد تابع للحقّ. ثمّ توفّى اللهُ أبا بكر، فقلت: أنا وليّ رسول الله وأبي بكر، فقبضته سنتين من إمارتي، أعمل فيه بما عمل فيه رسول الله وأبو بكر، والله يعلم أنّي فيه صادق بارّ راشد تابع للحقّ... ") صحيح البخاري 5 / 207 ضمن ح 78)
فأسقط فقرة: " فرأيتماه... " وجعل مكانها " تذكران أنّ أبا بكر فيه كما تقولان "، وحذف الفقرة الثانية.
وأخرجه في كتاب النفقات، باب حبس نفقة الرجل قوت سـنته:
" فقبضها أبو بكر يعمل فيها بما عمل به فيها رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وأنتما حينئذ ـ وأقبل على عليّ وعبّـاس ـ تزعمان أنّ أبا بكر كذا وكذا ; والله يعلم أنّه فيها صادق بارّ راشد تابع للحقّ ; ثمّ توفّى الله أبا بكر فقلتُ: أنا وليّ رسول الله وأبي بكر، فقبضتها سنتين أعمل فيها بماعمل رسول الله وأبو بكر... ") صحيح البخاري 7 / 114 ضمن ح 93(.
فأسقط الفقرة الأُولى وجعل مكانها: " تزعمان أنّ أبا بكر كذا وكذا " وأسقط الفقرة الثانية.
وأخرجه في كتاب الفرائض، باب قول النبيّ: لا نورّث ما تركنا صدقة:
" فتوفّى الله نبيّه فقال أبو بكر: أنا وليّ رسول الله، فقبضها فعمل بما عمل به رسول الله، ثمّ توفّى الله أبا بكر فقلت: أنا وليّ وليّ رسول الله، فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله وأبو بكر... ") صحيح البخاري 8 / 267 ضمن ح 5)
فحذف الفقرتين معاً، ولم يجعل شيئاً مكانهما!
وأخرجه في كتاب الاعتصام، باب ما يكره من التعمّق والتنازع:
" ثمّ توفّى الله نبيّه فقال أبو بكر: أنا وليّ رسول الله، فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله، وأنتما حينئذ ـ وأقبل على عليّ وعبّـاس فقال: ـ تزعمان أنّ أبا بكر فيها كذا، والله يعلم أنّه فيها صادق بارّ راشد تابع للحقّ ; ثمّ توفّى الله أبا بكر فقلت: أنا وليّ رسول الله وأبي بكر، فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل به رسول الله وأبو بكر... ") صحيح البخاري 9 / 178 ضمن ح 76(.
فحذف الفقرة الأُولى، ووضع مكانها " تزعمان أنّ أبا بكر فيها كذا "، أمّا الفقرة الثانية فقد حذفها!
التزوير والتشكيك
هذا مثال واحد على محاولات التزوير الكثيرة التي تهدف الى إخفاء الحقيقية وتغييبها.
وقد يحاول البعض التشكيك من خلال الطعن في أسانيد الروايات الناقلة لتفاصيل الوقائع التي تثبت مظلومية أهل البيت (عليهم السلام).
أي يكون التشكيك بالطعن في سند الروايات وقد يكون الطعن في متون الروايات.
وبفضل الله ونعمته وإحقاقا للحق قد وصلنا من الروايات الصحيحة التي لا يستطيع المخالفون إنكارها لأنها موجودة في أصح كتبهم ومتونها واضحة لا تقبل التشكيك.
منهج البحث
وسيكون بحثنا عن مظلومية الزهراء (سلام الله عليها) يشمل المحاور الآتية:
أولا:هل للزهراء (عليها السلام) ميزة خاصة تجعلها تختلف عن غيرها من النساء ، وهل لغضبها أو عدمه خصوصية في الحكم على من غضبت عليه أو رضيت عنه ؟
ثانيا :ما هي حقيقة ما جرى مع الزهراء (عليها السلام)؟
هل ظلمت ؟
هل غصبت حقها؟
هل هوجمت دارها؟
هل ضربت؟
هل أسقطت محسنا؟
هل ماتت بسبب ذلك؟
وسنفصل القول في ذلك فيما يأتي إن شاء الله تعالى مع التأكيد على ما سبق أن ذكرناه وهو أننا نكتفي بأقل المخالفات لأهل البيت (عليهم السلام) الذين جعلهم النبي (صلى الله عليه وآله) ميزانا للحق الذين بالتمسك بهم يؤمن من الضلال.
ومن الواضح أن أقل مخالفة هي ضد التمسك بهم فهي في كفة الضلال فضلا عن ما هو أكبر من ذلك.
السلامي
26-04-2009, 11:53 PM
لغضب الزهراء يغضب الله ورسوله
حظيت الزهراء (عليها السَّلام) بمقام رفيع عند الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، حتّى قال صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم في حقّها: «فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني» صحيح البخاري:4/210
إنّ إغضاب النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يستعقب إيذاءه، و من آذاه فقد حكم عليه بالعذاب الأليم، قال سبحانه: (وَالّذينَ يُؤْذُونَ رَسُول اللّه لَهُمْ عَذابٌ أَليم) .
وفي رواية أُخرى، بيّن انّ غضب الزهراء (عليها السَّلام) ورضاها يوجب غضب اللّه سبحانه ورضاه، فقال:«يا فاطمة إنّ اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك» مستدرك الحاكم:3/154; مجمع الزوائد:9/203.
فأية مكانة شامخة للزهراء (عليها السَّلام) حتّى صار غضبها ورضاها ملاكاً لغضبه سبحانه ورضاه، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على عصمتها، فهو سبحانه بما انّه عادل و حكيم لا يغضب إلاّ على الكافر والعاصي، ولا يرضى إلاّ على المؤمن والمطيع.
وفي ظل تلك الكرامة أصبحت في لسان النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) سيدة نساء العالمين، فقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين، وسيّدة نساء هذه الأُمّة، وسيدة نساء المؤمنين» مستدرك للحاكم:3/156
مظلومية الزهراء
http://ba7rain.net/forum/files/FiLeS/fatema_127.jpg
نكتفي بذكر نماذج من الروايات التي تثبت مظلومية الزهراء (عليها السلام).ولنقسمها إلى أقسام :
أولا : روايات تذكر التهديد بحرق بيت الزهراء ومنها:
أخرج عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي (المتوفّى سنة 235) في كتابه «المصنف» المطبوع، في الجزء الثاني في باب «ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة» أخرج، وقال: حدّثنا محمد بن بشر، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، حدّثنا زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم، انّه حين بويع لأبي بكر بعد رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتّى دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)! واللّه ما من أحد أحبّ إلينا من أبيك، وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وأيم اللّه ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت، قال: فلما خرج عمر جاءوها، فقالت: تعلمون أنّ عمر قد جاءني وقد حلف باللّه لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت، وأيم اللّه ليمضين لما حلف عليه.المصنف:8/572.
والرواية صحيحة سند لا مطعن في أي من رجال سندها لأنهم من رجال البخاري ومسلم.
القسم الثاني : روايات تذكر الهجوم على الدار
منها ما رواه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني(260 ـ 360هـ) صاحب «المعجم الكبير» يعرفه الذهبي في ميزانه، ويقول: حافظ، ثبت. ميزان الاعتدال:2/195
فقد نقل في فصل أسماه «مما اسند أبو بكر عن رسول اللّه» فجاء في ذلك الفصل حديث عبد الرحمن بن عوف أبا بكر في مرضه الذي توفّي فيه، فقال أبو بكر له: أمّا انّي لا آسى على شيء إلاّ على ثلاث فعلتهن ووددت انّي لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن وددت انّي فعلتهن،وثلاث وددت انّي سألت رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عنها، فأمّا الثلاث اللاتي وددت انّي لم أفعلهن، فوددت انّي لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وان أُغلق على الحرب، ووددت انّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر، فكان أميراً وكنت وزيراً...الخ.المعجم الكبير:1/62، برقم 43.
القسم الثالث: روايات تاريخية ذكرت فيها مظلومية الزهراء عرضا منها :
روى المسعودي «انّ ابن الزبير عمد إلى مكة من بني هاشم، فحصرهم في الشعب، وجمع لهم حطباً عظيماً لو وقعت فيه شرارة من نار لم يسلم من الموت أحد، وفي القوم محمد بن الحنفية.
ثمّ قال وحدّث النوفلي في كتابه في الاخبار، عن ابن عائشة، عن أبيه، عن حماد بن سلمة، قال: كان عروة بن الزبير يعذِّر أخاه إذا جرى ذكرُ بني هاشم وحصره إياهم في الشعب وجمعه لهم الحطب لتحريقهم، ويقول: إنّما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته إذا هم أبوا البيعة فيما سلف، وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا،وقد أتينا على ذكره في كتابنا في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتاب «حدائق الأذهان». مروج الذهب:3/77
ونقله ابن أبي الحديد أيضاً وقال: وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد اللّه في حصر بني هاشم في الشعب، وجمعه الحطب ليحرقهم ويقول: إنّما أراد بذلك ألا تنتشر الكلمة، ولا يختلف المسلمون، وأن يدخلوا في الطاعة، فتكون الكلمة واحدة، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لمّا تأخروا عن بيعة أبي بكر، فانّه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار. شرح نهج البلاغة:20/147.
والروايات في كل قسم كثيرة اكتفينا بذكر نموذج من كل قسم، أما ما عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) فأكثر من ذلك بكثير.
السلامي
26-04-2009, 11:55 PM
قرائن تثبت مظلومية الزهراء
لنفرض أننا لم نجد رواية صحيحة تثبت أن الزهراء (عليها السلام) قد ظلمت فهناك مجموعة من القرائن تثبت ذلك.
إنّ هناك قرائن وشواهد تدل بوضوح على أنّ سيدة نساء العالمين استقبلت بعد رحيل أبيها حوادثَ مريرة من قبل من تسنّم منصة الخلافة، ويدل على ذلك الأُمور التالية:
أ. انّ فاطمة هجرت أبا بكر ولم تكلمه إلى أن ماتت:
أخرج البخاري في كتاب الخمس «فغضبت فاطمة بنت رسول اللّه فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت»( صحيح البخاري:4/42)
وأخرج في كتاب الفرائض وقال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت(صحيح البخاري:8/30)
وذكر في كتاب المغازي في باب غزوة خيبر قوله: فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت(صحيح البخاري:5/82)
فما ظنك بروايات يرويها الإمام البخاري، وما هذا إلاّ لأنّها انتهكت حرمتها حتى لاذت بقبر أبيها، و قالت:
ماذا على من شمّ تربة أحمد* * لاّ يـشـم مـدى الزمان غواليا
صُبَّت عليَّ مصائب لو أنّها * * صُبَّت على الأيّام صرن ليالياً وفاء الوفا:2/444
ب. انّ عليّاً لما جهز فاطمة الزهراء وأودعها في قبرها، هاج به الحزن، وخاطب الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وقال:
«ستنبّئك ابنتك بتضافر أُمّتك على هضمها، فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر»( نهج البلاغة:الخطبة 202)
كلّ ذلك يعرب عن أنّها (عليها السَّلام) ماتت مظلومة، مقهورة، مغصوبة الحقّ.
ج. انّها دفنت ليلاً بإيصاء منها، فما هو السرّ في هذا الإيصاء.
قال البلاذري بعد ذكره السند: انّ علياً دفن فاطمة (عليها السَّلام) ليلاً، إلى أن قال: وأوصت فاطمة (عليها السَّلام) أن تحمل على سرير طاهر، فقالت لها أسماء بنت عميس: اصنع لك نعشاً كما رأيت أهل الحبشة يصنعون فأرسلت إلى جريد رطب فقطعته، ثمّ جعلت لها نعشاً، فتبسمت ولم تر متبسمة بعد وفاة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إلاّ ساعتها تيك، وغسلها عليّ، وأسماء، وبذلك أوصت ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها.أنساب الأشراف:1/405.
http://www.geocities.com/sajedz/photo/z08.jpg
اخوتي الأعزاء اخواتي المؤمنات ننتظر مشاركاتكم البناءة لإثراء الموضوع
البحرانية
27-04-2009, 11:38 PM
http://up111.arabsh.com/s/0pixl46o7a.gif
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
تسلم يااخي السلامي على الطرح المبارك لمولاتي وسدتي فاطمة الزهراء البتول الزكية الانسية الطاهرة المطهرة
إن الزهراء عليها السلام لها مكانة عظيمة الشأن عندالله ورسولة لم تكن لغيرها من نساء المؤمنين من الاولين والاخيرين
قيل عن الرسول صلى الله علية واله وسلم
(لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه ، ثم أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة ثلث النور ، وأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور .)
قال رسول الله لعلي: إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين .
قال رسول الله : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله .
وما وقع عليها من ظلم وبكائها وحزنها فيقره كتب السنة قبل الشيعة
والموسوعة الفاطمية تقر للقاصي والدني وتفصل الاحداث التي حصلت في بيت علي وفاطمة عليهماالسلام عندمت مرضت وزارها عمر وابوا بكر ,,
وهذه مقتطفات من الموسوعة
(فلما مرضت فاطمة ( عليها السلام ) مرضها الذي ماتت فيه أتياها عائدين و استأذنا عليها فأبت أن تأذن لهما فلما رأى ذلك أبو بكر أعطى الله عهدا لا يظله سقف بيت حتى يدخل على فاطمة ( عليها السلام ) ويتراضاها .)
(
فقالت : أنشدكما بالله أتذكر ان أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) استخرجكما في جوف الليل بشئ كان حدث من أمر علي ؟ فقالا : اللهم نعم ، فقالت : أنشدكما بالله هل سمعتما النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : فاطمة بضعة مني وأنا منها من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي ؟ قالا : اللهم نعم فقالت : الحمد لله .
ثم قالت : اللهم إني أشهدك فاشهدوا يا من حضرني أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي ، والله لا أكلمكما من رأسي كلمة حتى ألقى ربي فأشكوكما إليه بما صنعتما [ به و ] بي وارتكبتما مني ، فدعا أبو بكر بالويل والثبور وقال : ليت أمي لم تلدني ، فقال عمر : عجبا للناس كيف ولوك أمورهم وأنت شيخ قد خرفت تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها وما لمن أغضب امرأة ، وقاما وخرجا .)
جعلنا الله وإياكم من محبي فاطمه وممن تلتقطهم فاطمه عليها السلام يوم الحشر
ودمتم بحفظ الله ورعايتة
السلامي
28-04-2009, 03:29 AM
شكرا لك ايتها المعلمة على ردك الجميل والرائع واسال الله ان يحشرك مع الزهراء عليها السلام
خادم السيدة نرجس
29-04-2009, 03:36 AM
تسلم يااخي السلامي على الطرح المبارك لمولاتي وسدتي فاطمة الزهراء البتول الزكية الانسية الطاهرة المطهرة
السلامي
30-04-2009, 12:24 PM
شكرا لك اخي الغالي على مرورك الكريم
وننتظر مشاركاتكم البناءة لإثراء الموضوع
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024