خادم مولاي الحسين
27-04-2009, 12:46 AM
ثورةُ تغيير لصلاتنا، ضرورة أم نافلة؟
لوطرحنا سؤال: ما هي موقعية الصلاة في الإسلام؟
لكان الجواب بادياً قبل السؤال،وبعبارة جامعة فالصلاة عمود الدين ..
ولكن السؤال الذي يُطرح ما هي موقعية الصلاة في نفوس المسلمين والمؤمنين؟
للأسف الشديد إن الصلاة في نفوس المسلمين والمؤمنين افتقدت تلك المكانة الكبيرة بالشكل المطلوب .. فلماذا لا نحدث تغير في صلوتنا لنقيم لديننا عموداً لتستقيم حياتنا في شتى الجوانب، حيث يقول أمير المؤمنين عليه السلام : .. وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْء مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلاَتِكَ."، فمشاكلنا النفسية والاجتماعية يكون حلها بدءا من تصحيح علاقتنا بالله تعالى ومن أهم طرقها الصلاة ..
فالصلاة عمود حياة المؤمن كما هي للدين ، وذلك من باب الأهم قبل المهم، ولا شيء أهم من الصلاة والارتباط بالله تعالى على الإطلاق .
وقت الصلاة :
ما حالنا عندما يقول المؤذن " حي على خير العمل" و " حي على الصلاة " ، هل نؤكد فعلاً هذا الكلام من خلال مبادرتنا للصلاة أم ننشغل بنوم أو لهو أو عمل آخر ؟
وكأن النائم يقول لربه نومي خير العمل(طبعاً قد يكون معذوراً)، وكأن اللاهي والمنشغل بلهوه يقول " لهوي خير العمل " ، وقد يكون منشغل بأمر نافع كقراءة أو عمل إسلامي أو اجتماعي ، ولكن هل هذه الأمور مقدَمة على الصلاة؟
أما المؤمن الرسالي الذي يعيش هم إرضاء ربه سبحانه ، فلا يعيش في وقت الصلاة أكبر من هم أداء الصلاة في أفضل صورها ، سواء كانت صلاة الفجر حيث ينشغل الكثير من المؤمنين – وللأسف- بنومهم .. أو صلاة الظهرين حيث الانشغال بالدنيا، وما بقى إلا صلاة العشاءين التي قد تكون فرصة للتعويض عن التقصير فيما مضى من الصلوات.
وسعي المؤمن في الحياة إن كان لغير الله تعالى فقد ضاع سدى ، وإن كان لله عز وجل فلا بد من جعله كما يريده سبحانه ، لا كما يريد الإنسان ، فعلى المؤمن أن يرتب برنامجه ويكون محوره الصلاة وعينه على وقت الصلاة ، لا أن يكون الإنشغال وقت الصلاة بأي أمر آخر ، ولو علم أنه بخروجه لمكان أن ذلك يؤثر على وقت الصلاة أوحتى على صلاة الجماعة ، فليكون التأجيل هو الحل ..
مواعظ المسيح (ع) في الإنجيل وغيره
بحقّ أقول لكم : ليس شيءٌ أبلغ في شرف الآخرة وأعون على حوادث الدنيا من الصلاةالدائمة ، وليس شيءٌ أقرب إلى الرحمن منها ، فدومواعليها ، واستكثروا منها ، وكلّ عمل صالح يقرّب إلى الله فالصلاةأقرب إليه وآثر عنده ....( فالصلاة أقرب من أي عمل اجتماعي وإسلامي ،فعلينا ألا ننشغل بأي شي حتى لو كان في نفسه حسناً)
صلاة الفجر:
المشكلة الكبرى تكمن في هذه الصلاة التي لم نعطها حقها ، كم تمر علينا الأيام ونحن لا نكاد نصلي صلاة فجر في وقتها.. كم نحن محرومون من خيرات وبركات هذه الصلاة..
قد نرى من لا يفوته أي أمر آخر لعذر النوم ، بينما الصلاة تفوته بالأيام وهو لا يكاد يحس بما هو فيه من الخذلان والغضب والإعراض الإلهي ..
الحل يكمن في العزيمة الراسخة لتغير حالنا في صلاة الفجر، وأما من فقد العزيمة والإرادة ولم يرد التغيير فلن يتغير ..
وطبعاً كل ذلك مع الأخذ بالأسباب بوضع منبه والنوم مبكرأ لمن يخشى عدم القيام ، وكذلك النية الصادقة للقيام، فرب العالمين يوفق المؤمن إن كانت نيته صادقة.
ومن أسباب عدم التوفيق لصلاة الفجر – لا على سبيل الحصر- ولا بد من الإشارة له وهو مراقبة الطعام الذي نتناوله ، فربما والله العالم من الأسباب التي تعيق القيام لفريضة الفجر وللعبادات عموماً هو الطعام الحرام .. فمن أراد تحسين وضع صلاته ، فعليه بمراقبة طعامه والاحتياط في مأكله أكثر ، فهذا الطعام يدخل ويمتزج مع البدن الذي نريد به استقبال رب العالمين في صلاة أو عبادة ، ومن هنا ينشأ الثقل في العبادات ..
ولا بد عند فوات صلاة الفجر أن يعيش المؤمن حالة الندامة كما فاته أمر مهم من أمور الدنيا ، بل أكثر من ذلك ، فأين صلاة الفجر في وقتها من كنور الدنيا بأسرها ؟
ومن المناسب كما ينصح العلماء أن يصوم ذلك اليوم عقاباً لنفسه حتى بدون سحور ، ليثبت لربه أنه صادق في نيته ، ولو استمرت هذه الحالة مع شيء من مغالبة النفس في مسألة الصيام فسيصبح بتوفيق من الله تعالى الاستيقاظ أمراً عادياً.
صلاة الظهرين:
هي وقفة مع رب العالمين في زحمة الحياة اليومية وعودة إليه بعد غفلة وعصيان النهار، فلا ينبغي التساهل فيها وتأخيرها مع الإمكان من إتيانها في وقتها ، ولا ينبغي تضييعها جماعة مع القدرة على إتيانها ولو استلزم الأمر شيئاً من الصعوبة.
صلاة العشاءين:
هي صلاة وداع ، برجوع أو بدونه ، فالنوم هو الموت الأصغر والإنسان بعد صلاة العشاءين لا وقفة مع رب العالمين في صلاة واجبة إلا صلاة الفجر وبينهما موت أصغر.
النوافل:
ما هو موقع النوافل في حياة المؤمن؟ فالبعض قد يمر عليه يوم كامل بساعاته وأوقاته الضائعة هنا وهناك ، وهو لم يصلِ لله تعالى ركعتين نافلة .. ما أكبره من خسران..!!
قال العسكري (ع): علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرَّحمن الرَّحيم.
هل صلينا في يوم من الأيام هذه الصلاة الإحدى وخمسين التي هي من علامات المؤمن .. قد يكون الأمر صعباً ولكن إليك الحل في ذلك ..
يُقال بأن النوافل بالإمكان إتيانها في غير الاستقرار ودون التوجه للقِبلة ، كأن يكون الإنسان ماشياً أو في السيارة فيأتي بالنوافل مختصرة بالاقتصار على الفاتحة دون السورة والتسبيحات السريعة وغيرها ..ويأتيها قضاءً غن لم يوفق لها في وقتها ..
وما المانع عندما يُحرم المؤمن من كل النوافل أن يأتي بما أمكنه منها .. فما لا يُدرك كله لا يُترك كله ..
ولكن لا ننسى وصية الرسول صلى الله عليه وآله : يا أبا ذرّ !.. ركعتان مقتصدتان في تفكّر ، خير من قيام ليلة والقلب ساه.
صلاة الليل:
هذه النافلة العظيمة التي يٌؤكد عليها أهل البيت عليهم السلام في أحاديثهم ..
قال الرضا (ع) : حافظوا على صلاة اللّيل !.. فإنّها حرمة الربّ ، تدرّ الرزق وتحسّن الوجه ، وتضمن رزق النهار . وطوّلوا الوقوف في الوتر !.. فإنّه رُوي أنّ من طوّل الوقوف في الوتر ، قلّ وقوفه يوم القيامة .
صلاة الليل وقفة مع رب العالمين ، في محضر الله تعالى حيث لا أحد سواه وعبده ، وقفة بعد سعي المؤمن في نهاره ، ليؤكد لربه أنه لم ينساه في انشغاله ..
قال الصادق (ع) : صلاةاللّيلكفّارة لما اجترح بالنهار
وما قيل في الأحاديث كافٍ لتحريك الأنفس الغافلة عن هذه النافلة العظيمة ..
ومن لم يقدر على الإحدى عشرة ركعة ، فلا يحرم نفسه من ركعتي الشفع وركعة الوتر أي ما مجموعه ثلاث ركعات لا تأخذ من الوقت الكثير ..
ومن خاف عدم الاستيقاظ للصلاة فليصليها قبل نومه عند منتصف الليل الشرعي والذي عادة ما يكون الكثير من الناس مستيقظين في هذا الوقت ..
ومن فاتته نافلة الليل ، فلا يحرم نفسه من أن يُكتب من قائمي الليل بقضاءه النافلة في بقية يومه أي وقت شاء .. وليقضِ الإحدى عشرة ركعة أو حتى الثلاث ركعات ..أو لا بأس بقضاء ركعة الوتر ..!
فالعرض مغري جداً والتسهيلات كبيرة جداً .. فلا نحرم أنفسنا ولو الشيء القليل من بركات هذه الصلاة التي لها دور كبير في تكامل المؤمن ..
صلاة الجماعة :
صلاة الجماعة .. ما أعظمها من صلاة .. جمع من المؤمنين اجتمعوا في بيت من بيوت الله عز وجل ، متوجهين إلى الله سبحانه ، لا طلباً لمال أو جاه أو دنيا ، إنما كلامهم : إياك نعبد وإياك نستعين ، وطلبهم : اهدنا الصراط المستقيم ..
وهل يُشك بعد أداء الصلاة في جماعة أن لا يستجيب الله تعالى دعاء المؤمنين ، وقد قال رسول الله (ص) : إنَّ اللهيستحيمن عبده إذا صلّىفي جماعة ، ثمَّ سأله حاجة أن ينصرف حتى يقضيها
فهؤلاء المؤمنين تحت رحمة الله تعالى ، ورحمته تعم الجميع دون استثناء ..فلا نحرم أنفسنا من ذلك ..
وصلاة الجماعة مكملة لصلاتنا إضافة للثواب الهائل الذي تذكره الروايات ..
ومن لم يعّود نفسه على الالتزام بصلاة الجماعة في أوقات فراغه ، لن يستطيع ذلك عندما تتزاحم الأعمال عليه ، بل ربما حتى في فراغه لا يصلي جماعة لعدم اعتياده عليها .. فهذا قمة الخذلان الإلهي الذي جلبه العبد بسوء اختياره .. فليبدأ في التغيير ..
والالتزام بصلاة الجماعة مع الإمكان دليل ارتباط العبد الوثيق بالصلاة التي هي قمة اللقاء بالله سبحانه ، وما المانع أن يسعى المؤمن للإلتزام بصلاة الجماعة في الفرائض الخمس ما أمكنه ذلك .. وبالنية والعزيمة الصادقة يٌوفق لذلك ..
صلاة الجمعة :
في يوم الجمعة يتوجه المسلمون في كل بقاع العالم إلى أداء هذه الصلاة ، حتى لربما منهم من لا يصلي إلا في هذا اليوم ..
فالمتخلف عن صلاة الجمعة متخلف عن ركب المسلمين في هذا المجال ..
فكيف بالمؤمن ؟ وكيف بالمنتظِر لإمام زمانه ؟ .. فيوم الجمعة هو اليوم المتوقع فيه ظهوره كما في الزيارة ..
لا أعلم كيف المؤمن في هذا اليوم لا يسعى لصلاة الجمعة ما أمكنه حيث تأمرنا الآية القرآنية بذلك .. وإن لم يوفق فصلاة الجماعة ..
كيف المؤمن في هذه الساعة المباركة لا يكون في بيت الله تعالى متوجهاً إليه في هذا اليوم الذي هو عيد من أعياد المسلمين؟ .. كيف يحتمل أن يصلي في بيته تاركاً الجماعة والجمعة؟ ، وهو ربما نادى إمامه في صباح الجمعة بدعاء الندبة وما فيه من مضامين وتوجه لصاحب الزمان ..
وصاحب الزمان عليه السلام يحتاج أنصاراً قولاً وعملاً .. لا مجرد عواطف ومشاعر خالية من العمل ..
وما أعظم هذا الحديث الذي يعطينا الأمل في يوم الجمعة ، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربعة يستأنفون العمل : المريض إذا بريء ، والمشرك إذا أسلم ،والحاج إذا فرغ ، والمنصرف منالجمعةإيماناً واحتساباً
اي يرجع وقد غُفر له ذنوبه ويستأنف العمل من جديد ، فصلاة الجمعة إعادة لبرمجة الأسبوع فلا ينغي تفويت هذه الفرصة ..
فقه الصلاة :
لا يمكن أن تكون الصلاة مقربة لله تعالى إلا إذا كانت شروطها الفقهية صحيحة، فمن لا يعلم الجهر والإخفات في الصلاة ، ومن لا يعلم المساجد السبعة ، وغيرها الكثير من أحكام الصلاة الأساسية .. هذا بعيد كل البعد عن أداء الصلاة في مستوى يرضاه الله سبحانه وتعالى ..
فالخطوة الأولى لمن يريد تغيير صلاته أن يراجع ولو إجمالاً في باب الصلاة في الرسائل العملية ، ويراجع باب الطهارة الذي ربما اكتشف الكثير بعد حين من أداءهم الصلاة أن وضوءهم باطل بالشكل الذي يتطلب إعادة الصلاة ..
لنكن كذلك ..:
وفي هذا الزمان ما أحوجنا للتمسك بالصلاة حيث أنها أول مشروع للحكومة الإلهية : (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ ..) سورة الحج
لنكن علويين حيث أمير المؤمنين عليه السلام الذي يٌفضل الجلوس في المسجد على الجلوس في الجنة ، ولنكن حسينيين حيث الإمام الحسين عليه السلام الذي لم يترك صلاة الجماعة وهو في يوم عاشوراء والسهام تتجه نحوه ، ولنكن كاظميين حيث الإمام الكاظم عليه السلام وصلواته في السجن ، ولنكن من أنصار إمام زماننا ، فنبدأ بتغيير صلاتنا والاهتمام بها أكثر ونرضي إمامنا الحجة عجل الله فرجه ، ونرضي أهل البيت عليهم السلام وقبلهم الرسول صلى الله عليه وآله .. وقبلهم رب العالمين عز شأنه ..
لوطرحنا سؤال: ما هي موقعية الصلاة في الإسلام؟
لكان الجواب بادياً قبل السؤال،وبعبارة جامعة فالصلاة عمود الدين ..
ولكن السؤال الذي يُطرح ما هي موقعية الصلاة في نفوس المسلمين والمؤمنين؟
للأسف الشديد إن الصلاة في نفوس المسلمين والمؤمنين افتقدت تلك المكانة الكبيرة بالشكل المطلوب .. فلماذا لا نحدث تغير في صلوتنا لنقيم لديننا عموداً لتستقيم حياتنا في شتى الجوانب، حيث يقول أمير المؤمنين عليه السلام : .. وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْء مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلاَتِكَ."، فمشاكلنا النفسية والاجتماعية يكون حلها بدءا من تصحيح علاقتنا بالله تعالى ومن أهم طرقها الصلاة ..
فالصلاة عمود حياة المؤمن كما هي للدين ، وذلك من باب الأهم قبل المهم، ولا شيء أهم من الصلاة والارتباط بالله تعالى على الإطلاق .
وقت الصلاة :
ما حالنا عندما يقول المؤذن " حي على خير العمل" و " حي على الصلاة " ، هل نؤكد فعلاً هذا الكلام من خلال مبادرتنا للصلاة أم ننشغل بنوم أو لهو أو عمل آخر ؟
وكأن النائم يقول لربه نومي خير العمل(طبعاً قد يكون معذوراً)، وكأن اللاهي والمنشغل بلهوه يقول " لهوي خير العمل " ، وقد يكون منشغل بأمر نافع كقراءة أو عمل إسلامي أو اجتماعي ، ولكن هل هذه الأمور مقدَمة على الصلاة؟
أما المؤمن الرسالي الذي يعيش هم إرضاء ربه سبحانه ، فلا يعيش في وقت الصلاة أكبر من هم أداء الصلاة في أفضل صورها ، سواء كانت صلاة الفجر حيث ينشغل الكثير من المؤمنين – وللأسف- بنومهم .. أو صلاة الظهرين حيث الانشغال بالدنيا، وما بقى إلا صلاة العشاءين التي قد تكون فرصة للتعويض عن التقصير فيما مضى من الصلوات.
وسعي المؤمن في الحياة إن كان لغير الله تعالى فقد ضاع سدى ، وإن كان لله عز وجل فلا بد من جعله كما يريده سبحانه ، لا كما يريد الإنسان ، فعلى المؤمن أن يرتب برنامجه ويكون محوره الصلاة وعينه على وقت الصلاة ، لا أن يكون الإنشغال وقت الصلاة بأي أمر آخر ، ولو علم أنه بخروجه لمكان أن ذلك يؤثر على وقت الصلاة أوحتى على صلاة الجماعة ، فليكون التأجيل هو الحل ..
مواعظ المسيح (ع) في الإنجيل وغيره
بحقّ أقول لكم : ليس شيءٌ أبلغ في شرف الآخرة وأعون على حوادث الدنيا من الصلاةالدائمة ، وليس شيءٌ أقرب إلى الرحمن منها ، فدومواعليها ، واستكثروا منها ، وكلّ عمل صالح يقرّب إلى الله فالصلاةأقرب إليه وآثر عنده ....( فالصلاة أقرب من أي عمل اجتماعي وإسلامي ،فعلينا ألا ننشغل بأي شي حتى لو كان في نفسه حسناً)
صلاة الفجر:
المشكلة الكبرى تكمن في هذه الصلاة التي لم نعطها حقها ، كم تمر علينا الأيام ونحن لا نكاد نصلي صلاة فجر في وقتها.. كم نحن محرومون من خيرات وبركات هذه الصلاة..
قد نرى من لا يفوته أي أمر آخر لعذر النوم ، بينما الصلاة تفوته بالأيام وهو لا يكاد يحس بما هو فيه من الخذلان والغضب والإعراض الإلهي ..
الحل يكمن في العزيمة الراسخة لتغير حالنا في صلاة الفجر، وأما من فقد العزيمة والإرادة ولم يرد التغيير فلن يتغير ..
وطبعاً كل ذلك مع الأخذ بالأسباب بوضع منبه والنوم مبكرأ لمن يخشى عدم القيام ، وكذلك النية الصادقة للقيام، فرب العالمين يوفق المؤمن إن كانت نيته صادقة.
ومن أسباب عدم التوفيق لصلاة الفجر – لا على سبيل الحصر- ولا بد من الإشارة له وهو مراقبة الطعام الذي نتناوله ، فربما والله العالم من الأسباب التي تعيق القيام لفريضة الفجر وللعبادات عموماً هو الطعام الحرام .. فمن أراد تحسين وضع صلاته ، فعليه بمراقبة طعامه والاحتياط في مأكله أكثر ، فهذا الطعام يدخل ويمتزج مع البدن الذي نريد به استقبال رب العالمين في صلاة أو عبادة ، ومن هنا ينشأ الثقل في العبادات ..
ولا بد عند فوات صلاة الفجر أن يعيش المؤمن حالة الندامة كما فاته أمر مهم من أمور الدنيا ، بل أكثر من ذلك ، فأين صلاة الفجر في وقتها من كنور الدنيا بأسرها ؟
ومن المناسب كما ينصح العلماء أن يصوم ذلك اليوم عقاباً لنفسه حتى بدون سحور ، ليثبت لربه أنه صادق في نيته ، ولو استمرت هذه الحالة مع شيء من مغالبة النفس في مسألة الصيام فسيصبح بتوفيق من الله تعالى الاستيقاظ أمراً عادياً.
صلاة الظهرين:
هي وقفة مع رب العالمين في زحمة الحياة اليومية وعودة إليه بعد غفلة وعصيان النهار، فلا ينبغي التساهل فيها وتأخيرها مع الإمكان من إتيانها في وقتها ، ولا ينبغي تضييعها جماعة مع القدرة على إتيانها ولو استلزم الأمر شيئاً من الصعوبة.
صلاة العشاءين:
هي صلاة وداع ، برجوع أو بدونه ، فالنوم هو الموت الأصغر والإنسان بعد صلاة العشاءين لا وقفة مع رب العالمين في صلاة واجبة إلا صلاة الفجر وبينهما موت أصغر.
النوافل:
ما هو موقع النوافل في حياة المؤمن؟ فالبعض قد يمر عليه يوم كامل بساعاته وأوقاته الضائعة هنا وهناك ، وهو لم يصلِ لله تعالى ركعتين نافلة .. ما أكبره من خسران..!!
قال العسكري (ع): علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرَّحمن الرَّحيم.
هل صلينا في يوم من الأيام هذه الصلاة الإحدى وخمسين التي هي من علامات المؤمن .. قد يكون الأمر صعباً ولكن إليك الحل في ذلك ..
يُقال بأن النوافل بالإمكان إتيانها في غير الاستقرار ودون التوجه للقِبلة ، كأن يكون الإنسان ماشياً أو في السيارة فيأتي بالنوافل مختصرة بالاقتصار على الفاتحة دون السورة والتسبيحات السريعة وغيرها ..ويأتيها قضاءً غن لم يوفق لها في وقتها ..
وما المانع عندما يُحرم المؤمن من كل النوافل أن يأتي بما أمكنه منها .. فما لا يُدرك كله لا يُترك كله ..
ولكن لا ننسى وصية الرسول صلى الله عليه وآله : يا أبا ذرّ !.. ركعتان مقتصدتان في تفكّر ، خير من قيام ليلة والقلب ساه.
صلاة الليل:
هذه النافلة العظيمة التي يٌؤكد عليها أهل البيت عليهم السلام في أحاديثهم ..
قال الرضا (ع) : حافظوا على صلاة اللّيل !.. فإنّها حرمة الربّ ، تدرّ الرزق وتحسّن الوجه ، وتضمن رزق النهار . وطوّلوا الوقوف في الوتر !.. فإنّه رُوي أنّ من طوّل الوقوف في الوتر ، قلّ وقوفه يوم القيامة .
صلاة الليل وقفة مع رب العالمين ، في محضر الله تعالى حيث لا أحد سواه وعبده ، وقفة بعد سعي المؤمن في نهاره ، ليؤكد لربه أنه لم ينساه في انشغاله ..
قال الصادق (ع) : صلاةاللّيلكفّارة لما اجترح بالنهار
وما قيل في الأحاديث كافٍ لتحريك الأنفس الغافلة عن هذه النافلة العظيمة ..
ومن لم يقدر على الإحدى عشرة ركعة ، فلا يحرم نفسه من ركعتي الشفع وركعة الوتر أي ما مجموعه ثلاث ركعات لا تأخذ من الوقت الكثير ..
ومن خاف عدم الاستيقاظ للصلاة فليصليها قبل نومه عند منتصف الليل الشرعي والذي عادة ما يكون الكثير من الناس مستيقظين في هذا الوقت ..
ومن فاتته نافلة الليل ، فلا يحرم نفسه من أن يُكتب من قائمي الليل بقضاءه النافلة في بقية يومه أي وقت شاء .. وليقضِ الإحدى عشرة ركعة أو حتى الثلاث ركعات ..أو لا بأس بقضاء ركعة الوتر ..!
فالعرض مغري جداً والتسهيلات كبيرة جداً .. فلا نحرم أنفسنا ولو الشيء القليل من بركات هذه الصلاة التي لها دور كبير في تكامل المؤمن ..
صلاة الجماعة :
صلاة الجماعة .. ما أعظمها من صلاة .. جمع من المؤمنين اجتمعوا في بيت من بيوت الله عز وجل ، متوجهين إلى الله سبحانه ، لا طلباً لمال أو جاه أو دنيا ، إنما كلامهم : إياك نعبد وإياك نستعين ، وطلبهم : اهدنا الصراط المستقيم ..
وهل يُشك بعد أداء الصلاة في جماعة أن لا يستجيب الله تعالى دعاء المؤمنين ، وقد قال رسول الله (ص) : إنَّ اللهيستحيمن عبده إذا صلّىفي جماعة ، ثمَّ سأله حاجة أن ينصرف حتى يقضيها
فهؤلاء المؤمنين تحت رحمة الله تعالى ، ورحمته تعم الجميع دون استثناء ..فلا نحرم أنفسنا من ذلك ..
وصلاة الجماعة مكملة لصلاتنا إضافة للثواب الهائل الذي تذكره الروايات ..
ومن لم يعّود نفسه على الالتزام بصلاة الجماعة في أوقات فراغه ، لن يستطيع ذلك عندما تتزاحم الأعمال عليه ، بل ربما حتى في فراغه لا يصلي جماعة لعدم اعتياده عليها .. فهذا قمة الخذلان الإلهي الذي جلبه العبد بسوء اختياره .. فليبدأ في التغيير ..
والالتزام بصلاة الجماعة مع الإمكان دليل ارتباط العبد الوثيق بالصلاة التي هي قمة اللقاء بالله سبحانه ، وما المانع أن يسعى المؤمن للإلتزام بصلاة الجماعة في الفرائض الخمس ما أمكنه ذلك .. وبالنية والعزيمة الصادقة يٌوفق لذلك ..
صلاة الجمعة :
في يوم الجمعة يتوجه المسلمون في كل بقاع العالم إلى أداء هذه الصلاة ، حتى لربما منهم من لا يصلي إلا في هذا اليوم ..
فالمتخلف عن صلاة الجمعة متخلف عن ركب المسلمين في هذا المجال ..
فكيف بالمؤمن ؟ وكيف بالمنتظِر لإمام زمانه ؟ .. فيوم الجمعة هو اليوم المتوقع فيه ظهوره كما في الزيارة ..
لا أعلم كيف المؤمن في هذا اليوم لا يسعى لصلاة الجمعة ما أمكنه حيث تأمرنا الآية القرآنية بذلك .. وإن لم يوفق فصلاة الجماعة ..
كيف المؤمن في هذه الساعة المباركة لا يكون في بيت الله تعالى متوجهاً إليه في هذا اليوم الذي هو عيد من أعياد المسلمين؟ .. كيف يحتمل أن يصلي في بيته تاركاً الجماعة والجمعة؟ ، وهو ربما نادى إمامه في صباح الجمعة بدعاء الندبة وما فيه من مضامين وتوجه لصاحب الزمان ..
وصاحب الزمان عليه السلام يحتاج أنصاراً قولاً وعملاً .. لا مجرد عواطف ومشاعر خالية من العمل ..
وما أعظم هذا الحديث الذي يعطينا الأمل في يوم الجمعة ، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربعة يستأنفون العمل : المريض إذا بريء ، والمشرك إذا أسلم ،والحاج إذا فرغ ، والمنصرف منالجمعةإيماناً واحتساباً
اي يرجع وقد غُفر له ذنوبه ويستأنف العمل من جديد ، فصلاة الجمعة إعادة لبرمجة الأسبوع فلا ينغي تفويت هذه الفرصة ..
فقه الصلاة :
لا يمكن أن تكون الصلاة مقربة لله تعالى إلا إذا كانت شروطها الفقهية صحيحة، فمن لا يعلم الجهر والإخفات في الصلاة ، ومن لا يعلم المساجد السبعة ، وغيرها الكثير من أحكام الصلاة الأساسية .. هذا بعيد كل البعد عن أداء الصلاة في مستوى يرضاه الله سبحانه وتعالى ..
فالخطوة الأولى لمن يريد تغيير صلاته أن يراجع ولو إجمالاً في باب الصلاة في الرسائل العملية ، ويراجع باب الطهارة الذي ربما اكتشف الكثير بعد حين من أداءهم الصلاة أن وضوءهم باطل بالشكل الذي يتطلب إعادة الصلاة ..
لنكن كذلك ..:
وفي هذا الزمان ما أحوجنا للتمسك بالصلاة حيث أنها أول مشروع للحكومة الإلهية : (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ ..) سورة الحج
لنكن علويين حيث أمير المؤمنين عليه السلام الذي يٌفضل الجلوس في المسجد على الجلوس في الجنة ، ولنكن حسينيين حيث الإمام الحسين عليه السلام الذي لم يترك صلاة الجماعة وهو في يوم عاشوراء والسهام تتجه نحوه ، ولنكن كاظميين حيث الإمام الكاظم عليه السلام وصلواته في السجن ، ولنكن من أنصار إمام زماننا ، فنبدأ بتغيير صلاتنا والاهتمام بها أكثر ونرضي إمامنا الحجة عجل الله فرجه ، ونرضي أهل البيت عليهم السلام وقبلهم الرسول صلى الله عليه وآله .. وقبلهم رب العالمين عز شأنه ..