الأمير الموعود
27-04-2009, 02:17 PM
العقل والجهل 1................... العقل لغة هو تعقل الأشياء و فهمها ، و اصطلاحا إطلق على أمور:
الأول: هو قوة إدراك الخير و الشر و التميز بينهما، و التمكن من معرفة أسباب الأمور ذوات الأسباب، و ما يؤدي إليها و ما يمنع منها، و العقل بهذا المعنى مناط التكليف و الثواب و العقاب.
الثاني: ملكة و حالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات و المنافع، و اجتناب الشرور و المضار، و بها تقوى النفس على زجر الدواعي الشهوانية و الغضبية، و الوساوس الشيطانية، و هل هذا هو الكامل من الأول أم هو صفة أخرى و حالة مغايرة للأولى، كل منهما محتمل، و ما يشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الأمور، مع عدم إتيانهم بها، و بشرية بعض الأمور مع كونهم مولعين بها، يدل على أن هذه الحالة غير العلم بالخير و الشر، و الذي ظهر لنا من تتبع الأخبار المنتهية إلى الأئمة الأبرار سلام الله عليهم، هو أن الله خلق في كل شخص من أشخاص المكلفين قوة و استعدادا لإدراك الأمور من المضار و المنافع و غيرها على اختلاف كثير بينهم فيها، و أقل درجاتها مناط التكاليف و بها يتميز عن المجانين و باختلاف درجاتها تتفاوت التكاليف، فكلما كانت هذه القوة أكمل، كانت التكاليف أشق و أكثر، و تكمل هذه القوة في كل شخص بحسب استعداده بالعلم و العمل، فكلما سعى في تحصيل ما ينفعه من العلوم الحقة، و عمل بها تقوى تلك القوة، ثم العلوم تتفاوت في مراتب النقص و الكمال، و كلما ازدادت قوة تكثر آثارها، و تحث صاحبها بحسب قوتها على العمل بها، فأكثر الناس علمهم بالمبدء و المعاد و سائر أركان الإيمان علم تصوري يسمونه تصديقا، و في بعضهم تصديق ظني، و في بعضهم تصديق اضطراري، فلذا لا يعملون بما يدعون، فإذا كمل العلم و بلغ درجة اليقين تظهر آثاره على صاحبه كل حين .
الثالث: القوة التي يستعملها الناس في نظام أمور معاشهم، فإن وافقت قانون الشرع، و استعملت فيما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش، و هو ممدوح في الأخبار و مغايرته لما قد مر بنوع من الاعتبار و إذا استعملت في الأمور الباطلة و الحيل الفاسدة تسمى بالنكراء و الشيطنة في لسان الشرع .
الرابع: مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات و قربها و بعدها من ذلك و أثبتوا لها مراتب أربعا سموها بالعقل الهيولاني و العقل بالملكة، و العقل بالفعل، و العقل المستفاد، و قد تطلق هذه الأسامي على النفس في تلك المراتب، والظاهر أنها قوة واحدة، تختلف أسماؤها بحسب متعلقاتها و ما تستعمل فيه.
الخامس: النفس الناطقة الإنسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.
السادس: ما ذهب إليه الفلاسفة و أثبتوه بزعمهم من ان العقل جوهر مجرد قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا و لا فعلا، و القول به كما ذكروه مستلزم لإنكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم و غيره، مما لا يسع المقام ذكره، و بعض المنتحلين منهم للإسلام أثبتوا عقولا حادثة و هي أيضا على ما أثبتوها مستلزمة لإنكار كثير من الأصول المقررة الإسلامية، مع أنه لا يظهر من الأخبار وجود مجرد سوى الله تعالى، و قال بعض محققيهم: إن نسبة العقل العاشر الذي يسمونه بالعقل الفعال إلى النفس كنسبة النفس إلى البدن، فكما أن النفس صورة للبدن، و البدن مادتها، فكذلك العقل صورة للنفس و النفس مادته، و هو مشرق عليها، و علومها مقتبسة منه، و يكمل هذا الارتباط إلى حد تطالع العلوم فيه، و تتصل به، و ليس لهم على هذه الأمور دليل إلا مموهات شبهات، أو خيالات غريبة، زينوها بلطائف عبارات.................. وللحديث بقية
الأول: هو قوة إدراك الخير و الشر و التميز بينهما، و التمكن من معرفة أسباب الأمور ذوات الأسباب، و ما يؤدي إليها و ما يمنع منها، و العقل بهذا المعنى مناط التكليف و الثواب و العقاب.
الثاني: ملكة و حالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات و المنافع، و اجتناب الشرور و المضار، و بها تقوى النفس على زجر الدواعي الشهوانية و الغضبية، و الوساوس الشيطانية، و هل هذا هو الكامل من الأول أم هو صفة أخرى و حالة مغايرة للأولى، كل منهما محتمل، و ما يشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الأمور، مع عدم إتيانهم بها، و بشرية بعض الأمور مع كونهم مولعين بها، يدل على أن هذه الحالة غير العلم بالخير و الشر، و الذي ظهر لنا من تتبع الأخبار المنتهية إلى الأئمة الأبرار سلام الله عليهم، هو أن الله خلق في كل شخص من أشخاص المكلفين قوة و استعدادا لإدراك الأمور من المضار و المنافع و غيرها على اختلاف كثير بينهم فيها، و أقل درجاتها مناط التكاليف و بها يتميز عن المجانين و باختلاف درجاتها تتفاوت التكاليف، فكلما كانت هذه القوة أكمل، كانت التكاليف أشق و أكثر، و تكمل هذه القوة في كل شخص بحسب استعداده بالعلم و العمل، فكلما سعى في تحصيل ما ينفعه من العلوم الحقة، و عمل بها تقوى تلك القوة، ثم العلوم تتفاوت في مراتب النقص و الكمال، و كلما ازدادت قوة تكثر آثارها، و تحث صاحبها بحسب قوتها على العمل بها، فأكثر الناس علمهم بالمبدء و المعاد و سائر أركان الإيمان علم تصوري يسمونه تصديقا، و في بعضهم تصديق ظني، و في بعضهم تصديق اضطراري، فلذا لا يعملون بما يدعون، فإذا كمل العلم و بلغ درجة اليقين تظهر آثاره على صاحبه كل حين .
الثالث: القوة التي يستعملها الناس في نظام أمور معاشهم، فإن وافقت قانون الشرع، و استعملت فيما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش، و هو ممدوح في الأخبار و مغايرته لما قد مر بنوع من الاعتبار و إذا استعملت في الأمور الباطلة و الحيل الفاسدة تسمى بالنكراء و الشيطنة في لسان الشرع .
الرابع: مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات و قربها و بعدها من ذلك و أثبتوا لها مراتب أربعا سموها بالعقل الهيولاني و العقل بالملكة، و العقل بالفعل، و العقل المستفاد، و قد تطلق هذه الأسامي على النفس في تلك المراتب، والظاهر أنها قوة واحدة، تختلف أسماؤها بحسب متعلقاتها و ما تستعمل فيه.
الخامس: النفس الناطقة الإنسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.
السادس: ما ذهب إليه الفلاسفة و أثبتوه بزعمهم من ان العقل جوهر مجرد قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا و لا فعلا، و القول به كما ذكروه مستلزم لإنكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم و غيره، مما لا يسع المقام ذكره، و بعض المنتحلين منهم للإسلام أثبتوا عقولا حادثة و هي أيضا على ما أثبتوها مستلزمة لإنكار كثير من الأصول المقررة الإسلامية، مع أنه لا يظهر من الأخبار وجود مجرد سوى الله تعالى، و قال بعض محققيهم: إن نسبة العقل العاشر الذي يسمونه بالعقل الفعال إلى النفس كنسبة النفس إلى البدن، فكما أن النفس صورة للبدن، و البدن مادتها، فكذلك العقل صورة للنفس و النفس مادته، و هو مشرق عليها، و علومها مقتبسة منه، و يكمل هذا الارتباط إلى حد تطالع العلوم فيه، و تتصل به، و ليس لهم على هذه الأمور دليل إلا مموهات شبهات، أو خيالات غريبة، زينوها بلطائف عبارات.................. وللحديث بقية