هبه الله 2
28-04-2009, 03:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصل اللهم على المبعوث رحمة للعالمين أبي الزهراء محمد وآله الأخيار الأطهار أجمعين.
الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف روحي فداه يجيب على أشد النواصب وهو لم يتجاوز الخامسة - على حياة أبيه الحسن عليه الصلاة والسلام-
عن سعد بن عبد الله القمي الأشعري قال: بليت بأشد النواصب منازعة فقال لي يوما بعدما ناظرته: تباً لك ولأصحابك, أنتم معاشر الروافض تقصدون المهاجرين والأنصار بالطعن عليهم وبالجحود لمحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم,
فالصديق هو فوق الصحابة بسبب سبق الاسلام ألا تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما ذهب به ليلة الغار لأنه خاف عليه كما خاف على نفسه! ولما علم أنه يكون الخليفة في أمته, وأراد أن يصون نفسه كما يصون خاصة نفسه, كي لا يختل حال الدين من بعده, ويكون الإسلام منتظما, وقد أقام عليا على فراشه لما كان في علمه أنه لو قتل لا يختل الاسلام بقتله لأنه يكون من الصحابة من يقوم مقامه, لاجرم لم يبال من قتله!!
قال سعد: إني قلت على ذلك أجوبة لكنها غير مسكته, ثم قال: معاشر الروافض تقولون أن الأول والثاني كانا ينافقان, وتستدلون على ذلك بليلة العقبة.
ثم قال لي: أخبرني عن اسلامهما, كان من طوع ورغبة أو كان عن اكراه واجبار؟
فاحتزرت عن جواب ذلك وقلت في نفسي: إن كنت أجبته بأنه كان عن طوع, فيقول: لا يكون على هذا الوجه ايمانهما عن نفاق.
وإن قلت: كان عن اكراه واجبار, لم يكن في ذلك الوقت للإسلام قوة حتى يكون اسلامهما بإكراه وقهر.
فرجعت عن هذا الخصم على حال ينقطع كبدي فأخذت طومارا وكتبت بضعا وأربعين مسألة من المسائل الغامضة التي لم يكن عندي جوابها.
وبعد ذلك في قصة طويلة مفصلة وصل للامام الحسن العسكري عليه الصلاة والسلام وكان عنده غلام - الحجة عجل الله فرجه الشريف - لم يتجاوز الخامسة فثبت له بالاعجاز أنه هو الإمام الثاني عشر من يريدها فليطلبها من كتاب مكيال المكارم للحاج ميرزا محمد تقي الموسوي الاصفهاني.
أما هنا فأورد مقطع الشاهد:-
فنظر الي مولانا أبو محمد العسكري عليه الصلاة والسلام وقال: ما جاء بك يا سعد؟
فقلت : شوقني أحمد ابن اسحاق إلى لقاء مولانا.
قال عليه الصلاة والسلام: المسائل التي أردت أن تسأل عنها؟ قلت : على حالها يا مولاي.
قال: فأسأل قرة عيني - وأومأ الى الغلام - عما بدا لك.
هنا أورد سعد مسائل كثيرة كما قلت نقتصر منها على الشاهد.
فقلت أخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار الإمام لأنفسهم, قال عليه الصلاة والسلام: مصلح أو مفسد؟ قلت: مصلح,
قال: هل يجوز أن يقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟ قلت: بلى, قال: فهي العلة, أيدتها لك ببرهان يقبل ذلك عقلك؟ قلت: نعم.
قال عليه الصلاة والسلام: أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وأنزل عليهم الكتب أيدهم بالوحي والعصم, اذ هم أعلام الأمم, فأهدى الى ثبت الاختيار ومنهم موسى وعيسى, هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذ هما بالإختيار, أن يقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن؟ قلت :لا,
قال عليه الصلاة والسلام: فهذا موسى كليم الله مع وفور عقله, وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من اعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لم يشك في ايمانهم وإخلاصهم فوقعت خيرته على المنافقين.
قال الله عز وجل : " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "
فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله لنبوة واقعا على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد,
علمنا أن لا اختيار لمن لا يعلم ما تخفي الصدور وما تكن الضمائر وينصرف عنه السرائر, وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد, لما أرادوا أهل الصلاح, ثم قال مولانا عليه الصلاة والسلام:
ياسعد من ادعى - وهو خصمك - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذهب بمختار هذه الأمة مع نفسه الى الغار, فإنه خاف عليه كما خاف على نفسه, لما علم أنه الخليفة من بعده على أمته, لأنه لم يكن من حكم الاختفاء أن يذهب بغيره معه, وإنما أقام عليا على مبيته لأنه علم أنه إن قتل لا يكون من الخلل بقتله ما يكون بقتل أبي بكر, لأنه يكون لعلي من يقوم مقامه في الأمور.
لم لا تنقض عليه بقولك: أولستم تقولون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الخلافة من بعدي ثلاثون سنة وصيرها موقوفة على أعمار هؤلاء الأربعة : أبي بكر وعمر وعثمان وعلي عليه الصلاة والسلام فإنهم كانوا على مذهبكم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فإن خصمك لم يجد بدا من قوله بلى, قلت له: فاذا كان الأمر كذلك فكما كان أبو بكر الخليفة من بعده كان هذه الثلاثة خلفاء أمته من بعده, فلم ذهب بخليفة واحد وهو أبو بكر الى الغار,ولم يذهب بهذه الثلاثة؟
فعلى هذا الأساس يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم مستخفا بهم دون أبي بكر, فانه يجب عليه أن يفعل بهم مافعل بأبي بك, فلما لم يفعل ذلك بهم يكون متهاونا بحقوقهم, وتاركا لشفقة عليهم, بعد أن كان يجب عليه أن يفعل بهم جميعا على ترتيب خلافتهم ما فعل بأبي بكر.
وأما ما قال لك الخصم بأنهما أسلما طوعا أو كرها؟ لِمَ لم تقل: بل انهما أسلما طمعا, وذلك أنهما كانا يخالطان مع اليهود ويخبران بخروج محمد صلى الله عليه وآله وسلم واستيلائه على العرب من التوراة والكتب المقدسة, وملاحم قصة محمد عليه الصلاة والسلام ويقولون لهما: إلا أنه يدعي النبوة ولا يكون من النبوة في شيء.
فلما ظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فساعدا معه على شهادة أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله طمعا أن يجدا من جهة ولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولاية بلد اذا انتظم أمره وحسن باله واستقامت ولايته,
فلما أيسا من ذلك وافقا مع امثالما ليلة العقبة وتلثما مثل من تلثم منهم فنفروا بدابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتسقطه, ويصير هالكا بسقوطه بعد أن صعد العقبة فيمن صعد, فحفظ الله تعالى نبيه من كيدهم ولم يقدروا أن يفعلوا شيئا , وكان حالهما كحال طلحة والزبير إذ جاءا عليا عليه الصلاة والسلام وبايعاه طمعا أن تكون لكل واحد منهما ولاية فلما لم يكن ذلك وأيسا من الولاية نكثا بيعته وخرجا عليه, حتى آل أمر كل واحد منهما الى ما يؤول أمر من ينكث العهود والمواثيق.
صدقت حجة الله
طبعا في تكملة وكما قلت من يريدها عليه بالكتاب.
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم ببقية الله المنصور على العالمين.
ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين
الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف روحي فداه يجيب على أشد النواصب وهو لم يتجاوز الخامسة - على حياة أبيه الحسن عليه الصلاة والسلام-
عن سعد بن عبد الله القمي الأشعري قال: بليت بأشد النواصب منازعة فقال لي يوما بعدما ناظرته: تباً لك ولأصحابك, أنتم معاشر الروافض تقصدون المهاجرين والأنصار بالطعن عليهم وبالجحود لمحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم,
فالصديق هو فوق الصحابة بسبب سبق الاسلام ألا تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما ذهب به ليلة الغار لأنه خاف عليه كما خاف على نفسه! ولما علم أنه يكون الخليفة في أمته, وأراد أن يصون نفسه كما يصون خاصة نفسه, كي لا يختل حال الدين من بعده, ويكون الإسلام منتظما, وقد أقام عليا على فراشه لما كان في علمه أنه لو قتل لا يختل الاسلام بقتله لأنه يكون من الصحابة من يقوم مقامه, لاجرم لم يبال من قتله!!
قال سعد: إني قلت على ذلك أجوبة لكنها غير مسكته, ثم قال: معاشر الروافض تقولون أن الأول والثاني كانا ينافقان, وتستدلون على ذلك بليلة العقبة.
ثم قال لي: أخبرني عن اسلامهما, كان من طوع ورغبة أو كان عن اكراه واجبار؟
فاحتزرت عن جواب ذلك وقلت في نفسي: إن كنت أجبته بأنه كان عن طوع, فيقول: لا يكون على هذا الوجه ايمانهما عن نفاق.
وإن قلت: كان عن اكراه واجبار, لم يكن في ذلك الوقت للإسلام قوة حتى يكون اسلامهما بإكراه وقهر.
فرجعت عن هذا الخصم على حال ينقطع كبدي فأخذت طومارا وكتبت بضعا وأربعين مسألة من المسائل الغامضة التي لم يكن عندي جوابها.
وبعد ذلك في قصة طويلة مفصلة وصل للامام الحسن العسكري عليه الصلاة والسلام وكان عنده غلام - الحجة عجل الله فرجه الشريف - لم يتجاوز الخامسة فثبت له بالاعجاز أنه هو الإمام الثاني عشر من يريدها فليطلبها من كتاب مكيال المكارم للحاج ميرزا محمد تقي الموسوي الاصفهاني.
أما هنا فأورد مقطع الشاهد:-
فنظر الي مولانا أبو محمد العسكري عليه الصلاة والسلام وقال: ما جاء بك يا سعد؟
فقلت : شوقني أحمد ابن اسحاق إلى لقاء مولانا.
قال عليه الصلاة والسلام: المسائل التي أردت أن تسأل عنها؟ قلت : على حالها يا مولاي.
قال: فأسأل قرة عيني - وأومأ الى الغلام - عما بدا لك.
هنا أورد سعد مسائل كثيرة كما قلت نقتصر منها على الشاهد.
فقلت أخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار الإمام لأنفسهم, قال عليه الصلاة والسلام: مصلح أو مفسد؟ قلت: مصلح,
قال: هل يجوز أن يقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟ قلت: بلى, قال: فهي العلة, أيدتها لك ببرهان يقبل ذلك عقلك؟ قلت: نعم.
قال عليه الصلاة والسلام: أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وأنزل عليهم الكتب أيدهم بالوحي والعصم, اذ هم أعلام الأمم, فأهدى الى ثبت الاختيار ومنهم موسى وعيسى, هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذ هما بالإختيار, أن يقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن؟ قلت :لا,
قال عليه الصلاة والسلام: فهذا موسى كليم الله مع وفور عقله, وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من اعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لم يشك في ايمانهم وإخلاصهم فوقعت خيرته على المنافقين.
قال الله عز وجل : " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "
فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله لنبوة واقعا على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد,
علمنا أن لا اختيار لمن لا يعلم ما تخفي الصدور وما تكن الضمائر وينصرف عنه السرائر, وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد, لما أرادوا أهل الصلاح, ثم قال مولانا عليه الصلاة والسلام:
ياسعد من ادعى - وهو خصمك - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذهب بمختار هذه الأمة مع نفسه الى الغار, فإنه خاف عليه كما خاف على نفسه, لما علم أنه الخليفة من بعده على أمته, لأنه لم يكن من حكم الاختفاء أن يذهب بغيره معه, وإنما أقام عليا على مبيته لأنه علم أنه إن قتل لا يكون من الخلل بقتله ما يكون بقتل أبي بكر, لأنه يكون لعلي من يقوم مقامه في الأمور.
لم لا تنقض عليه بقولك: أولستم تقولون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الخلافة من بعدي ثلاثون سنة وصيرها موقوفة على أعمار هؤلاء الأربعة : أبي بكر وعمر وعثمان وعلي عليه الصلاة والسلام فإنهم كانوا على مذهبكم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فإن خصمك لم يجد بدا من قوله بلى, قلت له: فاذا كان الأمر كذلك فكما كان أبو بكر الخليفة من بعده كان هذه الثلاثة خلفاء أمته من بعده, فلم ذهب بخليفة واحد وهو أبو بكر الى الغار,ولم يذهب بهذه الثلاثة؟
فعلى هذا الأساس يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم مستخفا بهم دون أبي بكر, فانه يجب عليه أن يفعل بهم مافعل بأبي بك, فلما لم يفعل ذلك بهم يكون متهاونا بحقوقهم, وتاركا لشفقة عليهم, بعد أن كان يجب عليه أن يفعل بهم جميعا على ترتيب خلافتهم ما فعل بأبي بكر.
وأما ما قال لك الخصم بأنهما أسلما طوعا أو كرها؟ لِمَ لم تقل: بل انهما أسلما طمعا, وذلك أنهما كانا يخالطان مع اليهود ويخبران بخروج محمد صلى الله عليه وآله وسلم واستيلائه على العرب من التوراة والكتب المقدسة, وملاحم قصة محمد عليه الصلاة والسلام ويقولون لهما: إلا أنه يدعي النبوة ولا يكون من النبوة في شيء.
فلما ظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فساعدا معه على شهادة أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله طمعا أن يجدا من جهة ولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولاية بلد اذا انتظم أمره وحسن باله واستقامت ولايته,
فلما أيسا من ذلك وافقا مع امثالما ليلة العقبة وتلثما مثل من تلثم منهم فنفروا بدابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتسقطه, ويصير هالكا بسقوطه بعد أن صعد العقبة فيمن صعد, فحفظ الله تعالى نبيه من كيدهم ولم يقدروا أن يفعلوا شيئا , وكان حالهما كحال طلحة والزبير إذ جاءا عليا عليه الصلاة والسلام وبايعاه طمعا أن تكون لكل واحد منهما ولاية فلما لم يكن ذلك وأيسا من الولاية نكثا بيعته وخرجا عليه, حتى آل أمر كل واحد منهما الى ما يؤول أمر من ينكث العهود والمواثيق.
صدقت حجة الله
طبعا في تكملة وكما قلت من يريدها عليه بالكتاب.
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم ببقية الله المنصور على العالمين.
ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين