بنت الهدى/النجف
01-05-2009, 10:36 AM
بأملاء السيدة ام علاء
والدة الدكتور الشهيد علاء حمزة البطاط
املت السيدة ام علاء قصتها مع البعث والبعثيين على الهيئة الاعلامية للحركة الشعبية لاجتثاث البعث وطلبت نشرها لتنظم الى مجموعة القصص التي نشرناها سابقا في سلسة ( بعثي ...لم تتلطخ اياديه بدماء عائلتي ) ونحن بدورنا نضعها امام القارئ الكريم وسنقوم لاحقا بطبعها في كتاب يؤرخ المعانات في جمهورية الخوف البعثية .
القصة :
في اليوم العاشر من زواجي توفي زوجي بحادث سيارة وانتهت كل احلامي في العيش الرغيد والعائلة السعيدة , لكن الله تبارك وتعالى اراد ان يعوضني بأن رزقني ولد صار موضع اهتمامي الاول والاخير ورضيت به من الدنيا بأجمعها ورفضت كل من تقدم لي بالزواج وبقيت اعيش على امل ان ارى ابني الوحيد وهو في احسن حال وافضل تعليم , وكان الجميع يرعاه ويحيطونه بعناية خاصة وبالخصوص اعمامه حيث كانوا ينظرون اليه بأنه رائحة المرحوم وبقيته الوحيدة , لذلك كان الكل يحرص على ان ينشأ نشأة صالحة , وفعلا صار الولد ذو شخصية مهيبة بثقافته وتعليمه حيث تخرج من كلية الطب البصرة عام 1985 بدرجة جيد وفوق ذلك كله كان متدين ومتفقه دينيا وكان ملتزم بأداء الفروض الدينية بالرغم من كل المضايقات التي تعرض لها من قبل الامن الجامعي وبعض الاساتذة البعثيين
وفي نفس العام الذي تخرج به تعين طبيب في المستوصف الطبي في مدينة سوق الشيوخ فأنتقلت معه الى مدينة سوق الشيوخ لاكون بقربه حيث لم اعتاد فراقه ابدا وفي يوم من ايام الصيف الحار وبالتحديد يوم 2 / 7 / 1986 ذهبت الى المستوصف الطبي لاحمل له طعام الغداء رأيت عاملة التنظيف تبكي بحرقة وهي تسرد لي كيفية مجيئ الامن وكيف القوا القبض على ابني الوحيد الذي افنيت عمري من اجله وعددت الليالي ليلة ليلة والايام ساعة ساعة وانا انتظر تلك اللحظات التي ارى فيها ابني وقد كون عائلة واطفال وبيت ,
لم اكن اسمع كلام المنظفة وبكائها لاني ذهبت بعيدا عنها حيث مر عليً العمر وكأنه شريط سينمائي تذكرت فيه كل تفاصيل حياة ابني الوحيد من يوم ولادته الى ساعة القوا القبض عليه في مستوصف سوق الشيوخ , خرجت من المستوصف مسرعة ولا اعلم الى اين اذهب او الى من التجئ لم اكن اعرف احدا في سوق الشيوخ لاني غريبة عن المدينة وانا امشي بدون شعور سقطت على وجهي في نهر صغير فأغميً عليً ولم اشعر بشيئ حولي الى بعد يومين انتبهت على نفسي وانا في مستشفى الناصرية وبمجرد ان انتبهت قمت مسرعة الى احد الاطباء في مستشفى الناصرية وهو من اصدقاء ولدي وسردت عليه القصة فقال لي يمكنني ان اعرف القضية الان من خلال احد المعارف وبعد اربعة ساعات جاء لي الطبيب واخبرني بأن ولدي هنا في امن الناصرية فقمت وقبلت قدميه بأن يأخذني الى ولدي فقال الطبيب ماممكن الان لان الوقت قد تأخر ومع هذا سأحاول
وبعد ساعة تقريبا جاء واخبرني بأن ضابط الامن يريد رؤيتك وممكن يساعدنا ان ترين ابنك فذهبت مسرعة الى دائرة الامن بصحبت الطبيب ( صديق ولدي ) وعندما دخلنا على مدير الامن صاح بصوت عال على الطبيب بأن يذهب الى عمله ويترك هذا الموضوع وحذره من التدخل في المستقبل , فخرج الطبيب الشاب وتركني عند مدير الامن فتوسلت به بأن ارى ولدي وان يساعدني على فك اسره لانه انسان نظيف ولا يجرئ ان يضر احدا ونزلت على قدميه وقبلتهما فقال لي اذن اقنعيه بأن يخبرنا عن بعض الامور وسنتركه لك الان وفورا فقلت له خذني اليه وانا سوف اقنعه , بعدها اخذوني الى ولدي فرأيت ولدي ملقى على الارض والدماء تسيل من اطراف اصابعه حيث كانوا قد قلعوا اظافر يديه كلها فألقيت بنفسي على ولدي وانا اصيح ورفعت رأسه ونظرت الى وجهه فلم اعرفه حتى ان جسمي اقشعر خوفا من ان يكون الذي في حجري انسان غريب ومحرم عليً وبعد ان دققت النظر اليه عرفته حيث كانت عيناه منتفختان وقد اسودتا وشفته السفلى مشقوقه نصفين وقوادم اسنانه قد سقطت جميعها , قمت الطم على وجهي وولدي لايحرك ساكنا قمت اصيح بأعلى صوتي ثم ضممت رأسه الى صدري وقمت ادندن بأشعار ال ( دللول دللول يالولد يبني كوم وردلي ارباي يالولد يبني ) ولم افلح بأن ينهض ولدي من نومه
بعدها سحبني ضابط الامن واخرجني الى خارج الغرفة ثم امر بأخراجي الى خارج دائرة الامن فقام احد رجال الامن بتوصيلي الى كراج الناصرية وانزلني هناك حيث لم يكن في الكراج غير مجموعة من الجنود فطلبت منهم ان يحجزوا لي مكان لاسافر الى البصرة واخبرتهم بأني لا املك اجرة السيارة فدفعوا لي اجرة السيارة ونزلت في ساحة سعد في الساعة الثالثة ليلا فبقيت جالسة قرب احدى النساء بائعات الشاي لاني خفت ان استأجر تكسي لاذهب الى بيت اعمام ولدي الى ان طر الفجر ذهبت مشي فدخلت عليهم واخبرتهم بالحال ...ومنذ ذلك التأريخ وانا انتظر ولدي ...بحثت في كل المقابر التي يخبرني الناس عن اكتشافها فلم افلح بالعثور على وحيدي الذي تركني لأرى رجال الامن والبعثيين يعاد تعينهم ويرد لهم اعتبارهم وترضخ الدولة التي تأملنا بها خيرا لمطاليبهم رغم كل مأرتكبوه من جرائم
الشكوى الى الله ....اولا واخيرا .....واطلب من مجلس النواب ان يقتصوا ممن قتل ولدي فأنا ولله الحمد لااحتاج مال ولا تعويض لان كنوز الارض لاتساوي اظفر من اظافر ولدي وانشاء الله في هذا العام سوف اذهب الى قبر جدي رسول الله وسأشكيكم هناك عند قبر جدتي فاطمة الزهراء لانكم قبلتم اعادة البعثيين
والدة الدكتور الشهيد علاء حمزة البطاط
املت السيدة ام علاء قصتها مع البعث والبعثيين على الهيئة الاعلامية للحركة الشعبية لاجتثاث البعث وطلبت نشرها لتنظم الى مجموعة القصص التي نشرناها سابقا في سلسة ( بعثي ...لم تتلطخ اياديه بدماء عائلتي ) ونحن بدورنا نضعها امام القارئ الكريم وسنقوم لاحقا بطبعها في كتاب يؤرخ المعانات في جمهورية الخوف البعثية .
القصة :
في اليوم العاشر من زواجي توفي زوجي بحادث سيارة وانتهت كل احلامي في العيش الرغيد والعائلة السعيدة , لكن الله تبارك وتعالى اراد ان يعوضني بأن رزقني ولد صار موضع اهتمامي الاول والاخير ورضيت به من الدنيا بأجمعها ورفضت كل من تقدم لي بالزواج وبقيت اعيش على امل ان ارى ابني الوحيد وهو في احسن حال وافضل تعليم , وكان الجميع يرعاه ويحيطونه بعناية خاصة وبالخصوص اعمامه حيث كانوا ينظرون اليه بأنه رائحة المرحوم وبقيته الوحيدة , لذلك كان الكل يحرص على ان ينشأ نشأة صالحة , وفعلا صار الولد ذو شخصية مهيبة بثقافته وتعليمه حيث تخرج من كلية الطب البصرة عام 1985 بدرجة جيد وفوق ذلك كله كان متدين ومتفقه دينيا وكان ملتزم بأداء الفروض الدينية بالرغم من كل المضايقات التي تعرض لها من قبل الامن الجامعي وبعض الاساتذة البعثيين
وفي نفس العام الذي تخرج به تعين طبيب في المستوصف الطبي في مدينة سوق الشيوخ فأنتقلت معه الى مدينة سوق الشيوخ لاكون بقربه حيث لم اعتاد فراقه ابدا وفي يوم من ايام الصيف الحار وبالتحديد يوم 2 / 7 / 1986 ذهبت الى المستوصف الطبي لاحمل له طعام الغداء رأيت عاملة التنظيف تبكي بحرقة وهي تسرد لي كيفية مجيئ الامن وكيف القوا القبض على ابني الوحيد الذي افنيت عمري من اجله وعددت الليالي ليلة ليلة والايام ساعة ساعة وانا انتظر تلك اللحظات التي ارى فيها ابني وقد كون عائلة واطفال وبيت ,
لم اكن اسمع كلام المنظفة وبكائها لاني ذهبت بعيدا عنها حيث مر عليً العمر وكأنه شريط سينمائي تذكرت فيه كل تفاصيل حياة ابني الوحيد من يوم ولادته الى ساعة القوا القبض عليه في مستوصف سوق الشيوخ , خرجت من المستوصف مسرعة ولا اعلم الى اين اذهب او الى من التجئ لم اكن اعرف احدا في سوق الشيوخ لاني غريبة عن المدينة وانا امشي بدون شعور سقطت على وجهي في نهر صغير فأغميً عليً ولم اشعر بشيئ حولي الى بعد يومين انتبهت على نفسي وانا في مستشفى الناصرية وبمجرد ان انتبهت قمت مسرعة الى احد الاطباء في مستشفى الناصرية وهو من اصدقاء ولدي وسردت عليه القصة فقال لي يمكنني ان اعرف القضية الان من خلال احد المعارف وبعد اربعة ساعات جاء لي الطبيب واخبرني بأن ولدي هنا في امن الناصرية فقمت وقبلت قدميه بأن يأخذني الى ولدي فقال الطبيب ماممكن الان لان الوقت قد تأخر ومع هذا سأحاول
وبعد ساعة تقريبا جاء واخبرني بأن ضابط الامن يريد رؤيتك وممكن يساعدنا ان ترين ابنك فذهبت مسرعة الى دائرة الامن بصحبت الطبيب ( صديق ولدي ) وعندما دخلنا على مدير الامن صاح بصوت عال على الطبيب بأن يذهب الى عمله ويترك هذا الموضوع وحذره من التدخل في المستقبل , فخرج الطبيب الشاب وتركني عند مدير الامن فتوسلت به بأن ارى ولدي وان يساعدني على فك اسره لانه انسان نظيف ولا يجرئ ان يضر احدا ونزلت على قدميه وقبلتهما فقال لي اذن اقنعيه بأن يخبرنا عن بعض الامور وسنتركه لك الان وفورا فقلت له خذني اليه وانا سوف اقنعه , بعدها اخذوني الى ولدي فرأيت ولدي ملقى على الارض والدماء تسيل من اطراف اصابعه حيث كانوا قد قلعوا اظافر يديه كلها فألقيت بنفسي على ولدي وانا اصيح ورفعت رأسه ونظرت الى وجهه فلم اعرفه حتى ان جسمي اقشعر خوفا من ان يكون الذي في حجري انسان غريب ومحرم عليً وبعد ان دققت النظر اليه عرفته حيث كانت عيناه منتفختان وقد اسودتا وشفته السفلى مشقوقه نصفين وقوادم اسنانه قد سقطت جميعها , قمت الطم على وجهي وولدي لايحرك ساكنا قمت اصيح بأعلى صوتي ثم ضممت رأسه الى صدري وقمت ادندن بأشعار ال ( دللول دللول يالولد يبني كوم وردلي ارباي يالولد يبني ) ولم افلح بأن ينهض ولدي من نومه
بعدها سحبني ضابط الامن واخرجني الى خارج الغرفة ثم امر بأخراجي الى خارج دائرة الامن فقام احد رجال الامن بتوصيلي الى كراج الناصرية وانزلني هناك حيث لم يكن في الكراج غير مجموعة من الجنود فطلبت منهم ان يحجزوا لي مكان لاسافر الى البصرة واخبرتهم بأني لا املك اجرة السيارة فدفعوا لي اجرة السيارة ونزلت في ساحة سعد في الساعة الثالثة ليلا فبقيت جالسة قرب احدى النساء بائعات الشاي لاني خفت ان استأجر تكسي لاذهب الى بيت اعمام ولدي الى ان طر الفجر ذهبت مشي فدخلت عليهم واخبرتهم بالحال ...ومنذ ذلك التأريخ وانا انتظر ولدي ...بحثت في كل المقابر التي يخبرني الناس عن اكتشافها فلم افلح بالعثور على وحيدي الذي تركني لأرى رجال الامن والبعثيين يعاد تعينهم ويرد لهم اعتبارهم وترضخ الدولة التي تأملنا بها خيرا لمطاليبهم رغم كل مأرتكبوه من جرائم
الشكوى الى الله ....اولا واخيرا .....واطلب من مجلس النواب ان يقتصوا ممن قتل ولدي فأنا ولله الحمد لااحتاج مال ولا تعويض لان كنوز الارض لاتساوي اظفر من اظافر ولدي وانشاء الله في هذا العام سوف اذهب الى قبر جدي رسول الله وسأشكيكم هناك عند قبر جدتي فاطمة الزهراء لانكم قبلتم اعادة البعثيين