تشرين ربيعة
02-05-2009, 05:34 PM
فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك
http://www.dengekan.com/doc/2005/1/taha5_files/image002.jpg
طه معروف *
"الخيانة" هي من اكثر العبارات المتوحشة واللانسانية التي ترددها وتروج لها الطبقات المستغلة لإتهام و معاقبة من تسول له نفسه خرق دائرة وحدود جملة من مقدساتها المصطنعة والمزورة المرتبطة بمصالحها. اسس وجذور هذه العبارة هي التملك وما ينتج عنها من افكار واديان ونظم اخلاقية وتستخدم للحفاظ على الملكية الخاصة والدولة القمعية وسلطة الطبقات المالكة والحاكمة في المجتمع و التي ظهرت مع ظهور اول مجتع طبقي قائم على الملكية الخاصة والاستغلال .
ابان حكم الكنيسة لصقت الخيانة بـ (غاليلو) لإنه خرق وتجاوز خرافات ومقدسات الكنيسة البالية . وعندما اندلعت حروب الطبقات الراسمالية في البلدان المختلفة " في العالم المتمدن" لتقسيم العالم وتوزيع ثرواتها او اعادة توزيعها، نعتوا بالخيانة كل من وقف ضد جرائمهم او اعلن عن طبيعة حربهم الاجرامية وكان هتلر سباقا في هذا المجال حيث اتهم بالخيانة العظمى كل من تردد في تنفيذ جرائمه البشعة بحق الانسانية و لم يشارك في حملات الابادة الجماعية التي عرف بها نظامه .
و خلال تسلط النظام البعثي الدموي في العراق كانت الخيانة جريمة كل من وقف بوجه السياسات التعسفية للنظام واصبحت عبارة "الخونة" نصيب الاكثرية الساحقة من المجتمع لكونها تعارض سياسات النظام وحروبه الرجعية. وحسب الشريعة الاسلامية يصبح الفرد "كافرا" من يحاول تكذيب الخرافات الاسلامية او لايطيع الضوابط وا لالتزامات الدينية وحتى العلاقات الجنسية تعتبر خرقا كبيرا لتلك الشريعة الرجعية والمغلقة. ان استخدام عبارة الخيانة في هذا العصرمن قبل اية جهة كانت هي اضفاء شرعية على الجرائم والقتل تجاه من يتجاوز ويخترق جملة من المقدسات الكاذبة البرجوازية حول الملكية الخاصة والوطن والدستور والدين ما شابه ذلك .
اتهم جلال طالباني مجموعة من الاكراد المتشردين الذين يبحثون عن مأوى آمن لهم ولعائلاتهم لتجنب الصراعات والحروب الطائفية والقومية ،بالخونة، لإنهم لم يرضخوا للسياسات الشوفينية القومية الكردية وهاجروا من مدينة كركوك"قدس كردستان"التي تحولت الى بؤرة سياسية متوترة وخطيرة جراء الممارسات الشوفينية واصبحت هذه المدينة بفعل هذه الاعمال الشوفينية على حافة الحرب الاهلية . ان الطالباني وتياره القومي الشوفيني الذين ساهما الى حد كبير في خلق هذا الوحل العرقي والطائفي ،لا يترددون حتى لو ادت سياستهم الرجعية الى ابادة قطاعات واسعة من الجماهير وبالفعل فقد اشعلوا في مدينة كركوك نار حرب عرقية وطائفية حل فيها الحقد والكراهية بين الناس محل المحبة والسلام والانسانية وبات تصنيف القاطنين في هذه المدينة حسب الهوية العرقية يتخطى حدود العيش والحياة الآمنة وتحولت الجماهير الى فريسة سهلة لهذه السياسات الخطيرة دون رغبتها وارادتها واصبح الشوفينيين في مدينة كركوك وريث فعلي للنظام الدموي البعثي ولا يختلفون عنه إلا في بعض المسائل التكنيكية .
ان الانسان يبحث دائما عن حياة افضل وان الحواجز والادعائات القومية الكردية في قدسية الجبال والمياه والسهول والمدن عجزت عن منع آلاف الاكراد عن ترك هذه "المقدسات" البالية والزحف نحو اوروبا والخارج الاكثر أمنا ولا يزال هناك العشرات ينتظرون الفرصة المناسبة للهروب من هذا الجحيم الذي ساهم الطالباني وتياره الشوفيني في إقامته . لعل الطالباني يريد بهذا التهديد والاتهام الذي اطلقه ضد هؤلاء الابرياء الذين قضوا معظم حياتهم مع اطفالهم في المخيمات او الابنية المهجورة في ظل سلطته الفاسدة ، ان يضفي الشرعية على الصراع القومي والطائفي لزج الجماهير فيها ويقول بان من لايلتزم بسياساته الشوفينية او اختار طريق آخر خارج التفاهات القومية يجب ان يعاقب كخائن .ان هذا التهديد اللانساني لايشمل فقط مجموعة من العوائل البائسين الذين يسكنون الخيام في كركوك منذ سقوط النظام والذين هربوا من الجحيم القومي والطائفي بعد ان يئسوا من الحصول على ملاذ امن ، بل هو تلويح وانذار لجماهير كردستان للأستعداد لهذه الحرب القومية الرجعية و اعلانا لقمع المعارضين لحربهم الشوفينية ونداء لإدامة السياسات الشوفينية في المدينة كما فعل صدام، بغية انتزاع الهوية الانسانية منها والتي طالما عاشت الجماهير فيها بمنأى عن الحقد والكراهية و في ظل اجواء المحبة والسلام والانسانية دون الاحساس بالانتماء القومي والطائفي .
ان التنقل واختيار المكان المناسب للعيش هي، على الصعيد القانوني والحقوقي من اولويات حقوق الانسان، وان انكاره، هو خرق فاضح لأبسط حقوق الانسان ،ولذا فان الطالباني متهم في هذا المجال بكونه ينكر علنا هذا الحق وفي سياق سياسة قومية انعزالية بغية تسخين الصراعات تمهيدا لحرب قومية .ان المتشردين الكرد هم ضحايا سياسة شوفينية عربية وصراع قومي في العراق وفي ظل سلطة الاحزاب القومية تعرضوا لإبشع انواع الاستغلال وجوبهت مطالبهم دائما حول المسكن والمقومات المعيشية الاساسية الاخرى اما بالرفض والقمع او بالوعود الكاذبة و ان اراضي كردستان "المقدسة" تحولت بالنسبة للاغلبية الساحقة من جماهير كردستان و بفضل سلطة الاحزاب القومية الكردية الهمجية الى مخيمات بائسة وممزقة او ابنية مهجورة ومدمرة في حين ينعم الساسة الشوفينون بكل الثروات الطائلة والقصور المتبقية من عهد النظام البائد ومن تلك القصور وعلى تلك الثروات الطائلة ومن اجل الحفاظ عليها يوجه هؤلاء مثل هذه الفتاوى والانذارات القومية والطائفية .
______________________________
* طه حمة رش معروف (مواليد 1952): كاتب عراقي كردي من السليمانية مقيم في هولندا
http://www.dengekan.com/doc/2005/1/taha5_files/image002.jpg
طه معروف *
"الخيانة" هي من اكثر العبارات المتوحشة واللانسانية التي ترددها وتروج لها الطبقات المستغلة لإتهام و معاقبة من تسول له نفسه خرق دائرة وحدود جملة من مقدساتها المصطنعة والمزورة المرتبطة بمصالحها. اسس وجذور هذه العبارة هي التملك وما ينتج عنها من افكار واديان ونظم اخلاقية وتستخدم للحفاظ على الملكية الخاصة والدولة القمعية وسلطة الطبقات المالكة والحاكمة في المجتمع و التي ظهرت مع ظهور اول مجتع طبقي قائم على الملكية الخاصة والاستغلال .
ابان حكم الكنيسة لصقت الخيانة بـ (غاليلو) لإنه خرق وتجاوز خرافات ومقدسات الكنيسة البالية . وعندما اندلعت حروب الطبقات الراسمالية في البلدان المختلفة " في العالم المتمدن" لتقسيم العالم وتوزيع ثرواتها او اعادة توزيعها، نعتوا بالخيانة كل من وقف ضد جرائمهم او اعلن عن طبيعة حربهم الاجرامية وكان هتلر سباقا في هذا المجال حيث اتهم بالخيانة العظمى كل من تردد في تنفيذ جرائمه البشعة بحق الانسانية و لم يشارك في حملات الابادة الجماعية التي عرف بها نظامه .
و خلال تسلط النظام البعثي الدموي في العراق كانت الخيانة جريمة كل من وقف بوجه السياسات التعسفية للنظام واصبحت عبارة "الخونة" نصيب الاكثرية الساحقة من المجتمع لكونها تعارض سياسات النظام وحروبه الرجعية. وحسب الشريعة الاسلامية يصبح الفرد "كافرا" من يحاول تكذيب الخرافات الاسلامية او لايطيع الضوابط وا لالتزامات الدينية وحتى العلاقات الجنسية تعتبر خرقا كبيرا لتلك الشريعة الرجعية والمغلقة. ان استخدام عبارة الخيانة في هذا العصرمن قبل اية جهة كانت هي اضفاء شرعية على الجرائم والقتل تجاه من يتجاوز ويخترق جملة من المقدسات الكاذبة البرجوازية حول الملكية الخاصة والوطن والدستور والدين ما شابه ذلك .
اتهم جلال طالباني مجموعة من الاكراد المتشردين الذين يبحثون عن مأوى آمن لهم ولعائلاتهم لتجنب الصراعات والحروب الطائفية والقومية ،بالخونة، لإنهم لم يرضخوا للسياسات الشوفينية القومية الكردية وهاجروا من مدينة كركوك"قدس كردستان"التي تحولت الى بؤرة سياسية متوترة وخطيرة جراء الممارسات الشوفينية واصبحت هذه المدينة بفعل هذه الاعمال الشوفينية على حافة الحرب الاهلية . ان الطالباني وتياره القومي الشوفيني الذين ساهما الى حد كبير في خلق هذا الوحل العرقي والطائفي ،لا يترددون حتى لو ادت سياستهم الرجعية الى ابادة قطاعات واسعة من الجماهير وبالفعل فقد اشعلوا في مدينة كركوك نار حرب عرقية وطائفية حل فيها الحقد والكراهية بين الناس محل المحبة والسلام والانسانية وبات تصنيف القاطنين في هذه المدينة حسب الهوية العرقية يتخطى حدود العيش والحياة الآمنة وتحولت الجماهير الى فريسة سهلة لهذه السياسات الخطيرة دون رغبتها وارادتها واصبح الشوفينيين في مدينة كركوك وريث فعلي للنظام الدموي البعثي ولا يختلفون عنه إلا في بعض المسائل التكنيكية .
ان الانسان يبحث دائما عن حياة افضل وان الحواجز والادعائات القومية الكردية في قدسية الجبال والمياه والسهول والمدن عجزت عن منع آلاف الاكراد عن ترك هذه "المقدسات" البالية والزحف نحو اوروبا والخارج الاكثر أمنا ولا يزال هناك العشرات ينتظرون الفرصة المناسبة للهروب من هذا الجحيم الذي ساهم الطالباني وتياره الشوفيني في إقامته . لعل الطالباني يريد بهذا التهديد والاتهام الذي اطلقه ضد هؤلاء الابرياء الذين قضوا معظم حياتهم مع اطفالهم في المخيمات او الابنية المهجورة في ظل سلطته الفاسدة ، ان يضفي الشرعية على الصراع القومي والطائفي لزج الجماهير فيها ويقول بان من لايلتزم بسياساته الشوفينية او اختار طريق آخر خارج التفاهات القومية يجب ان يعاقب كخائن .ان هذا التهديد اللانساني لايشمل فقط مجموعة من العوائل البائسين الذين يسكنون الخيام في كركوك منذ سقوط النظام والذين هربوا من الجحيم القومي والطائفي بعد ان يئسوا من الحصول على ملاذ امن ، بل هو تلويح وانذار لجماهير كردستان للأستعداد لهذه الحرب القومية الرجعية و اعلانا لقمع المعارضين لحربهم الشوفينية ونداء لإدامة السياسات الشوفينية في المدينة كما فعل صدام، بغية انتزاع الهوية الانسانية منها والتي طالما عاشت الجماهير فيها بمنأى عن الحقد والكراهية و في ظل اجواء المحبة والسلام والانسانية دون الاحساس بالانتماء القومي والطائفي .
ان التنقل واختيار المكان المناسب للعيش هي، على الصعيد القانوني والحقوقي من اولويات حقوق الانسان، وان انكاره، هو خرق فاضح لأبسط حقوق الانسان ،ولذا فان الطالباني متهم في هذا المجال بكونه ينكر علنا هذا الحق وفي سياق سياسة قومية انعزالية بغية تسخين الصراعات تمهيدا لحرب قومية .ان المتشردين الكرد هم ضحايا سياسة شوفينية عربية وصراع قومي في العراق وفي ظل سلطة الاحزاب القومية تعرضوا لإبشع انواع الاستغلال وجوبهت مطالبهم دائما حول المسكن والمقومات المعيشية الاساسية الاخرى اما بالرفض والقمع او بالوعود الكاذبة و ان اراضي كردستان "المقدسة" تحولت بالنسبة للاغلبية الساحقة من جماهير كردستان و بفضل سلطة الاحزاب القومية الكردية الهمجية الى مخيمات بائسة وممزقة او ابنية مهجورة ومدمرة في حين ينعم الساسة الشوفينون بكل الثروات الطائلة والقصور المتبقية من عهد النظام البائد ومن تلك القصور وعلى تلك الثروات الطائلة ومن اجل الحفاظ عليها يوجه هؤلاء مثل هذه الفتاوى والانذارات القومية والطائفية .
______________________________
* طه حمة رش معروف (مواليد 1952): كاتب عراقي كردي من السليمانية مقيم في هولندا