طال التصبر
04-05-2009, 02:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخاق محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
معروف أن المرأة تمتاز برقة المشاعر ، وشفافية العواطف ، مما يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية ، لذلك يكون تأثيرها العاطفي أسرع وأعمق من الرجل غالباً .
واذا كانت تلك الحالة تمثل الأستعداد الأولي في نفس المرأة فلا يعني ذلك انها تأسر المراة وتقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية .
فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوة الأرادة ونفاذ الوعي وسمو الهدف أن تضرب أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة أمام المواقف الصعبة القاسية .
وهذا ما أثبتته السيدة زينب في مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة التي صدمتها في باكر حياتها وكانت هي الختم لسنوات عمرها .
لقد ابدت السيدة زينب تجلداً وصبراً قياسياً في واقعة كربلاء وما أعقبها من مصائب .
والا فكيف استطاعت أن تنظر الى أخيها الحسين ممزق الأشلاء يسبح في بركة من الدماء ، وحوله بقية رجالات وشباب أسرتها من أخوتها وأبناء اخوتها وأبناء
عمومتها وأبنائها ، ثم تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها ، لتقول كلمة لا يقولها الأنسان الا في حالة التأني والثبات والأطمئنان ، وهي قولها :
« اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان » (33) .
وأكثر من ذلك فهي تصبر ابن أخيها الإمام زين العابدين حينما رأته مضطرباً بالغ التأثر عند مروره على جثث القتلى ـ كما مر علينا سابقاً ـ .
ويعبر الشيخ النقدي عن فظيع مصائب السيدة زينب وعظيم تحملها لها بقوله : وبالجملة فإن مصائب هذه الحرة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد اضعافاً مضاعفة ، فانها شاركته في جميع مصائبه ، وانفردت عنه ( عليها السلام ) بالمصائب التي رأتها بعد قتله من النهب والسلب والضرب وحرق الخيام ، والأسر ، وشماتة الأعداء .
أما القتل فان الحسين قتل ومضى شهيداً الى روح وريحان ، وجنة ورضوان ، وكانت زينب في كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً معنوياً بين أولئك الظالمين ، وتذري دماء القلب من جفونها القريحة (34) .
وأي مستوى من الصبر عند السيدة زينب حينما تصف ما رأته من مصائب بأنه شيء جميل : « والله ما رأيت إلا جميلاً » رداً على سؤال ابن زياد لها : كيف رأيت صنع الله بأخيك ؟ ! .
____________
(33) ( زينب الكبرى ) النقدي ص 75 . (34) ( زينب الكبرى ) النقدي ص 97 .
والصلاة والسلام على اشرف الخاق محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
معروف أن المرأة تمتاز برقة المشاعر ، وشفافية العواطف ، مما يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية ، لذلك يكون تأثيرها العاطفي أسرع وأعمق من الرجل غالباً .
واذا كانت تلك الحالة تمثل الأستعداد الأولي في نفس المرأة فلا يعني ذلك انها تأسر المراة وتقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية .
فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوة الأرادة ونفاذ الوعي وسمو الهدف أن تضرب أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة أمام المواقف الصعبة القاسية .
وهذا ما أثبتته السيدة زينب في مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة التي صدمتها في باكر حياتها وكانت هي الختم لسنوات عمرها .
لقد ابدت السيدة زينب تجلداً وصبراً قياسياً في واقعة كربلاء وما أعقبها من مصائب .
والا فكيف استطاعت أن تنظر الى أخيها الحسين ممزق الأشلاء يسبح في بركة من الدماء ، وحوله بقية رجالات وشباب أسرتها من أخوتها وأبناء اخوتها وأبناء
عمومتها وأبنائها ، ثم تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها ، لتقول كلمة لا يقولها الأنسان الا في حالة التأني والثبات والأطمئنان ، وهي قولها :
« اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان » (33) .
وأكثر من ذلك فهي تصبر ابن أخيها الإمام زين العابدين حينما رأته مضطرباً بالغ التأثر عند مروره على جثث القتلى ـ كما مر علينا سابقاً ـ .
ويعبر الشيخ النقدي عن فظيع مصائب السيدة زينب وعظيم تحملها لها بقوله : وبالجملة فإن مصائب هذه الحرة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد اضعافاً مضاعفة ، فانها شاركته في جميع مصائبه ، وانفردت عنه ( عليها السلام ) بالمصائب التي رأتها بعد قتله من النهب والسلب والضرب وحرق الخيام ، والأسر ، وشماتة الأعداء .
أما القتل فان الحسين قتل ومضى شهيداً الى روح وريحان ، وجنة ورضوان ، وكانت زينب في كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً معنوياً بين أولئك الظالمين ، وتذري دماء القلب من جفونها القريحة (34) .
وأي مستوى من الصبر عند السيدة زينب حينما تصف ما رأته من مصائب بأنه شيء جميل : « والله ما رأيت إلا جميلاً » رداً على سؤال ابن زياد لها : كيف رأيت صنع الله بأخيك ؟ ! .
____________
(33) ( زينب الكبرى ) النقدي ص 75 . (34) ( زينب الكبرى ) النقدي ص 97 .