مرتضى العاملي
05-05-2009, 02:48 AM
الفارسُ الذهبيّ
منذ ارتفاع الراية الخضراءِ
في أفق الرمالْ
الفارسُ الذهبيُّ
كان هناكَ
**
يزدحم المدى بحضوره المطريِّ
كان يسابق الضوء الحثيث إلى النهارِ
لتسكن القممُ العليةُ فوق أعناق الجبالْ
فرغتْ من الضَغَنِ اللظى
صحراؤهم
**
نورٌ تبلّل بالنجوم وبالكمالْ
جعل القلوبَ حقولَ قطنٍ
ثمّ عاد محمّلاً بعهودهم
ترك المطيةَ والدلاء ونوره وسحابه
للفارس الذهبيِّ وارتفع الغداة مع الضحى
وجثا وراء سحابةٍ
يرنو إلى البستانِ
والقطن ِ الذي بدأ الدجى يغريه بالضوء المسافرِ
في شرايين الخيالْ
سرعان ما فرغتْ من القطنِ الحقولُ
وعادت الصحراءُ تفترسُ الوداعةَ والجمالْ
رفضتْ علوّ الفارس الذهبيِّ
واشتاقتْ لأثداء الحضيضْ
قلبتْ له ظهر المِجَنِّ
وأشعلتْ
كي تستردّ جفافها ونكاية بسحابهِ
حطبَ الرجالْ
**
غصبوا المطيّة _ ويلهم _
لكنّهم لم يستطيعوا غصب هاتيك الدلاءَ و لا السحابْ
مدّوا عباءات الضبابِ على المدى
و تلوّنت صحراؤهم بالوهم و اجترّوا الترابْ
غصبوا من اليوم الجديد ضحاه و اعتقلوا الكتابْ
للفارس الذهبيِّ تاجٌ درّه اتخذ القلوب محارا
للفارس الذهبيّ عرش تحته السُحبُ انحنتْ
وله المطيةُ
إنّها الفرس المضيئة في الضبابْ
كانت لهُ
فكما لأصل وجودها الأشياء مذْ بدأتْ لهُ
وكما لشمس سطوعه هذا الضياءْ
و زمامها مذْ كان منعقدٌ على كفيهِ
منجذبٌ إليهِ و ركابُها عشقَ امتطاءهُ
وهو ذاك الممتطي ظهر السحابْ
والروحُ أجنحة لهيكلها الترابْ
والعينُ واحدة بدون فؤادها
والحقّ ينزلُ من هناك وليس يُصنَع كالثيابْ
ولشدّ ما شُطرتْ ضروعْ
ولشدّ ما هبطتْ نفوسٌ أيّها العلْويّ
ولشدّ ما ابيضّ الغرابْ !
الفارس الذهبيّ يلمع في الظلامْ
إبريقُه غيمٌ
و حسامُه أُفقُ الصباحْ
وخُطاهُ رمحٌ أبيضٌ
و لسانُه يدُه المدى
وفؤادُه سِرْبُ الحَمامْ
* * * *
الفارسُ الذهبيّ ينظرُ من بعيدْ
ويرى النّهارَ يئنّ في قيد الحديدْ
والهيكلُ الفحميّ يحمل صولجانا من حُطامْ
و العرشُ تلّ جماجم صرختْ
وظلّ صراخها في العينِ
أقوى منه في أُذنِ الزمانْ
الفارس الذهبيّ يعبرُ ذلك النهرَ المسجّى
فوق خارطة الهوانْ
ويهامسُ القصبَ المشظّى:
أيها المنذور للحن المعتّق في حناجرنا الجريحة
منذ أن عرفتْ خلايانا الجراحْ
ما عاد جوفك يستطيع تحمّل النفخ العواءََ
ورقصة النزف القُراحْ
( رحلَ الذين يُعاشُ في أكنافهم)
و تسيّد الظلّ الطريدْ
و علتْ ظهورَ خيولنا كتلُ الجليدْ
في عرصةِ الدارِ شهيدٌ
في رحمها وطنٌ شهيدْ
والفارس الذهبيّ ينظرُ من بعيدْ
و نزيف ذاك الجرح مغرور بليدْ
وجثا يلملمُ عن صعيد بيوتها
أشلاء أفئدةٍ تيبّس خفقها
والدمع نقشٌ في الجفونْ
فركَ الترابَ فما رأى عظما و لا لحماً
رأى صدأ العذابْ
وبكت على الجرح الذي صاغته هاتيك الحرابْ !
الفارس الذهبي عن فرَسٍ بلون القطن يبحثُ في العيونْ
بصدورهم تعدو
و تصهلُ في العروقْ
لكنْ حوافرها جمارْ
و الذئب إذْ يعوي ثلاثا في الأصيلْ
تخلو العروقُ من الصهيلْ
والّليل ينكر مارأتْ عينُ النهارْ
الفارس الذهبيّ يبحثُ يمتطي ظهر الإرادةْ
والموت ساعتها يكون ألذّ أنواع الشهادةْ
***
مع خالص دعائي
مرتضى العاملي
منذ ارتفاع الراية الخضراءِ
في أفق الرمالْ
الفارسُ الذهبيُّ
كان هناكَ
**
يزدحم المدى بحضوره المطريِّ
كان يسابق الضوء الحثيث إلى النهارِ
لتسكن القممُ العليةُ فوق أعناق الجبالْ
فرغتْ من الضَغَنِ اللظى
صحراؤهم
**
نورٌ تبلّل بالنجوم وبالكمالْ
جعل القلوبَ حقولَ قطنٍ
ثمّ عاد محمّلاً بعهودهم
ترك المطيةَ والدلاء ونوره وسحابه
للفارس الذهبيِّ وارتفع الغداة مع الضحى
وجثا وراء سحابةٍ
يرنو إلى البستانِ
والقطن ِ الذي بدأ الدجى يغريه بالضوء المسافرِ
في شرايين الخيالْ
سرعان ما فرغتْ من القطنِ الحقولُ
وعادت الصحراءُ تفترسُ الوداعةَ والجمالْ
رفضتْ علوّ الفارس الذهبيِّ
واشتاقتْ لأثداء الحضيضْ
قلبتْ له ظهر المِجَنِّ
وأشعلتْ
كي تستردّ جفافها ونكاية بسحابهِ
حطبَ الرجالْ
**
غصبوا المطيّة _ ويلهم _
لكنّهم لم يستطيعوا غصب هاتيك الدلاءَ و لا السحابْ
مدّوا عباءات الضبابِ على المدى
و تلوّنت صحراؤهم بالوهم و اجترّوا الترابْ
غصبوا من اليوم الجديد ضحاه و اعتقلوا الكتابْ
للفارس الذهبيِّ تاجٌ درّه اتخذ القلوب محارا
للفارس الذهبيّ عرش تحته السُحبُ انحنتْ
وله المطيةُ
إنّها الفرس المضيئة في الضبابْ
كانت لهُ
فكما لأصل وجودها الأشياء مذْ بدأتْ لهُ
وكما لشمس سطوعه هذا الضياءْ
و زمامها مذْ كان منعقدٌ على كفيهِ
منجذبٌ إليهِ و ركابُها عشقَ امتطاءهُ
وهو ذاك الممتطي ظهر السحابْ
والروحُ أجنحة لهيكلها الترابْ
والعينُ واحدة بدون فؤادها
والحقّ ينزلُ من هناك وليس يُصنَع كالثيابْ
ولشدّ ما شُطرتْ ضروعْ
ولشدّ ما هبطتْ نفوسٌ أيّها العلْويّ
ولشدّ ما ابيضّ الغرابْ !
الفارس الذهبيّ يلمع في الظلامْ
إبريقُه غيمٌ
و حسامُه أُفقُ الصباحْ
وخُطاهُ رمحٌ أبيضٌ
و لسانُه يدُه المدى
وفؤادُه سِرْبُ الحَمامْ
* * * *
الفارسُ الذهبيّ ينظرُ من بعيدْ
ويرى النّهارَ يئنّ في قيد الحديدْ
والهيكلُ الفحميّ يحمل صولجانا من حُطامْ
و العرشُ تلّ جماجم صرختْ
وظلّ صراخها في العينِ
أقوى منه في أُذنِ الزمانْ
الفارس الذهبيّ يعبرُ ذلك النهرَ المسجّى
فوق خارطة الهوانْ
ويهامسُ القصبَ المشظّى:
أيها المنذور للحن المعتّق في حناجرنا الجريحة
منذ أن عرفتْ خلايانا الجراحْ
ما عاد جوفك يستطيع تحمّل النفخ العواءََ
ورقصة النزف القُراحْ
( رحلَ الذين يُعاشُ في أكنافهم)
و تسيّد الظلّ الطريدْ
و علتْ ظهورَ خيولنا كتلُ الجليدْ
في عرصةِ الدارِ شهيدٌ
في رحمها وطنٌ شهيدْ
والفارس الذهبيّ ينظرُ من بعيدْ
و نزيف ذاك الجرح مغرور بليدْ
وجثا يلملمُ عن صعيد بيوتها
أشلاء أفئدةٍ تيبّس خفقها
والدمع نقشٌ في الجفونْ
فركَ الترابَ فما رأى عظما و لا لحماً
رأى صدأ العذابْ
وبكت على الجرح الذي صاغته هاتيك الحرابْ !
الفارس الذهبي عن فرَسٍ بلون القطن يبحثُ في العيونْ
بصدورهم تعدو
و تصهلُ في العروقْ
لكنْ حوافرها جمارْ
و الذئب إذْ يعوي ثلاثا في الأصيلْ
تخلو العروقُ من الصهيلْ
والّليل ينكر مارأتْ عينُ النهارْ
الفارس الذهبيّ يبحثُ يمتطي ظهر الإرادةْ
والموت ساعتها يكون ألذّ أنواع الشهادةْ
***
مع خالص دعائي
مرتضى العاملي