المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقص منسوب مياه الفرات يهدد غذاء العراقيين


النوبختي313
06-05-2009, 12:09 AM
http://iraq-lights.com/newsm/434.jpg


يعاني نهر الفرات من نقص كبير في منسوب المياه، بشكل بات يمثل تهديدا للزراعة في العراق، وهو الأمر ‏الذي يستدعي تقنين استخدام المياه وتوعية المواطنين، وتدخل الحكومة لدى دول الجوار لزيادة حصة العراق ‎‏.‏وقال أياد الراوي مدير دائرة الري في محافظة الانبار غربي العراق "إن شحة المياه في نهر الفرات التي ‏وصلت إلى حد كبير هذه الأيام اثرت على الزراعة ومشاريع الري وحتى مشاريع ماء الشرب، من أعالي ‏الفرات غربي البلاد وحتى محافظة الناصرية جنوبيها"، داعيا الى تقنين استخدام المياه والتوعية والارشاد ‏ ‎‏.وأضاف "أن أساليب التقنين في استخدام المياه تتمثل بإتباع أساليب الري الحديثة مثل الرش أو التنقيط ‏اللجوء إلى الري القديم السيحي الذي يهدر كميات كبيرة من المياه، وزيادة عن استخدام المطلوب‎عدم ‎‏.‏وطالب وطالب الراوي بتدخل الحكومة لدى الدول المجاورة التي ينبع ويمر بها نهر الفرات لزيادة حصة ‏العراق المائية، قائلا "على الحكومة المركزية التنسيق مع دول الجوار تركيا وسوريا لإعطاء العراق حصته ‏المطلوبة من المياه ضمن حوض نهري الفرات ودجلة "، مبينا ان مياه نهر الفرات انخفضت خلال السنتين ‏الماضيتين باكثر من 30 بالمائة.‏وكان نهر الفرات شهد في عام 1975 انخفاضا حادا في منسوبه، مما أدى إلى توقف مشاريع ضخ مياه ‏الشرب نتيجة لإقدام سوريا على توجيه مياه النهر لملء بحيرة "سد الطبقة" الذي أقيم على النهر في تلك ‏السنة‎.‎‏ ‏وأكد الراوي ان العراق يتلقى مياه اقل من حصته المقررة في نهر الفرات، موضحا "المفروض أنها لا تقل ‏عن 500 متر مكعب/ ثانية، لكن الوارد الآن بحدود 200 متر مكعب/ثانية‎"‎‏.‏وتابع "أن المياه الموجودة كالمسطحات المائية المرتبطة بنهري دجلة والفرات في بحيرتي الثرثار والحبانية، ‏قليلة ولا تكفي للمناورة لذا يستوجب التقنين في استخدام المياه‎".‎‏ ‏ويجري نهر الفرات داخل أراضي محافظة الانبار فقط، مسافة تبلغ قرابة 500 كم ، ثم يدخل محافظة بابل ‏وبعدها الى محافظة النجف ثم محافظة المثنى واخيرا محافظة ذي قار ويلتقي عند كرمة علي بمحافظة ‏البصرة ليشكل شط العرب‎. ‎من جانبه، رأى المهندس مؤيد حسين مدير الري في مدينة هيت أن الحل لمعالجة ‏أزمة انخفاض منسوب مياه الفرات يمكن عن طريق الاستمرار بإيقاف إبرام العقود الزراعية الخاصة ‏بتوسعات الأراضي الجديدة، واتباع أسلوب "المراشنة" وهو توزيع المياه للأراضي الواقعة على جانب النهر ‏في يوم وتوزيعها إلى الجانب الآخر في اليوم التالي.فضلا عن إتباع أساليب الري الحديثة مثل الرش ‏والتنقيط التي توفر مياه بكمية 90 بالمائة عن المستخدمة في الري السيحي‎.‎‏ ‏وفي السياق ذاته، قال خلف الدليمي صاحب مزرعة من اهالي الحقلانية "100 كم" غرب الرمادي مركز ‏المحافظة "نعاني من خسائر كبيرة نتيجة انخفاض منسوب المياه، فالى جانب قلة المنتج لعدم توفر الماء ‏الكافي، فاننا نضطر بين فترة واخرى لشراء انابيب ومدها في النهر عندما تنخفض المياه، وهذه العملية ‏تتكرر عدة مرات في الموسم الواحد، خاصة في الصيف، وكل هذا يحتاج الى اموال ا، مما يشكل عبئا ‏جديدا على ميزانيتنا المتعبة اصلا‎"‎‏.‏وتابع "انا لا استطيع ان اغير مهنتي لاني احب اشجاري التي غرستها، واشعر بوجود علاقة خاصة بيني ‏وبينها، فهي كاطفالي اشعر بالالم عندما اراها بحاجة الى الماء ولا يمكنني ايصاله لها"، لافتا الى ان شقيقه ‏حمود اضطر الى ترك مهنة صيد الاسماك التي كان يزاولها منذ سنوات لانحسار المياه وقلة الاسماك، مبينا ‏ان شقيقه الان عاطل عن العمل بعد ان كان يربح الكثير من وراء مهنة صيد الاسماك.‏وأضاف ان العراق الذي كان يعرف بأرض السواد لكثرة اشجاره وبساتينه سيتحول الى اراضي جرداء نتيجة ‏انخفاض مناسيب المياه، متسائلا "اذا كنا في محافظة الانبار في اعالي النهر نعاني من شحة ونقص كبير في ‏المياه، فكيف سيكون حال اخواننا في المحافظات الجنوبية؟‎"‎‏.‏وأشار إلى ان العديد من القرى لا تجد حتى مياه صالحة للشرب، مشددا على ان هذه المشكلة ستؤدي الى ‏الحاق خسائر مادية كبيرة بالاقتصاد العراقي والى هجرة العديد من الفلاحين بحثا عن عمل اخر.
نقص منسوب مياه الفرات يهدد غذاء العراقيين