نووورا انا
07-05-2009, 06:30 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
آدابه عليه السلام في العِشرة
إِن الأخلاق الحميدة قد تكون غرائز نفسيّة ، وطبائع فطريّة ، أمثال السماحة والشجاعة والبشاشة والبلاغة ، وقد تكون بالتعلم والاكتساب مثل العبادة والزهادة والمعارف والعلوم والآداب .
وإِن من ينظر إلى سيرة هاشم وبنيه يجدهم قد جمعوا الفضائل بقسميها ، والأخلاق بشطريها ، حتى إذا نبغ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من بينهم وأخذ من كل فضيلة بأسماها كما يقتضيه منصبه الإلهي ، فاتَّبع بنوه ( عليه السلام ) جميل أثره ( صلى الله عليه وآله ) .
ومن يستقص سيرة أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يعرف أنه الشخصيّة المثاليّة لأبيه المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) وما المرء إِلا بعمله ، ولئن سكت عن بيان حاله فأعماله ترجمان ذاته وصفاته .
فقد خرج ( عليه السلام ) يوماً وهو يريد أن يعزي ذا قرابة بفقد مولود له ومعه بعض أصحابه ، فانقطع شسع نعله ، فتناول نعله من رجله ثمّ مشى حافياً ، فنظر إليه ابن أبي يعفور فخلع نعل نفسه من رجله وخله الشسع منها وناولها أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، فأعرض ( عليه السلام ) عنه كهيئة المغضب ثمّ أبى أن يقبله ، وقال ( عليه السلام ) : لا ، صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها ، فمشى حافياً حتّى دخل على الرجل الذي أتاه ليعزّيه .
وكان ( عليه السلام ) إذا بسط المائدة حثهم على الأكل ورغًّبهم فيه ، ولربّما يأتيهم بالشيء بعد الشبع ، فيعتذرون فيقول ( عليه السلام ) ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) مع سلمان والمقداد وأبي ذر ( رضوان الله عليهم ) : إن أشدّكم حبّاً لنا أحسنكم أكلاً عندنا .
ثمّ يروي ( عليه السلام ) لهم عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمثال ذلك لتطيب نفوسهم بالأكل وترغب بالزيادة .
وقد يجيء ( عليه السلام ) بالقصعة من الأرز بعد انتهائهم من الأكل ، فإذا امتنع أحدهم من الأكل قال ( عليه السلام ) له : يعتبر حب الرجل لأخيه بانبساطه في طعامه .
وإذا رآهم يقصرون في الأكل خجلاً قال ( عليه السلام ) لهم : تستبين مودَّة الرجل لأخيه في أكله [ بحار الأنوار : 47 / 40 / 47 ] .
وكان ( عليه السلام ) إذا أطعم أصحابه يأتيهم بأجود الطعام ، قال بعضهم : كان أبو عبد الله ( عليه السلام ) ربّما أطعمنا الفراني والأخبصة ، ثمّ أطعمنا الخبز والزيت فقيل له : لو دبَّرت أمرك حتى يعتدل يوماك ، فقال : إِنما نتدبر بأمر الله إذا وسَّعَ وسَّعنا وإذا قتَّر قتَّرنا .
وقال أبو حمزة : كنا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) جماعة ، فأوتينا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذةً وطيباً ، وأوتينا بتمر ننظر فيه وجوهنا من صفائه وحسنه [ وسائل الشيعة : 3 / 268 ] .
وكان ( عليه السلام ) مع ذلك الشأن والسنّ يمنع ضيفه من القيام لبعض الحوائج فإن لم يجد أحداً قام هو بنفسه ، ويقول : نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن أن يستخدم الضيف [ بحار الأنوار : 47 / 40 / 48 ] .
ولرغبته ( عليه السلام ) في بقاء الضيف عنده كان لا يساعده على الرحيل عنه ، كما صنع ذلك مع قوم من جهينة ، فإنه ( عليه السلام ) أمر غلمانه ألا يعينوهم على الرحلة ، فقالوا له : يا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لقد أضفت فأحسنت الضيافة ، وأعطيت فأجزلت العطية ، ثم أمرت غلمانك ألا يعينونا على الرحلة ، فقال ( عليه السلام ) : إِنًّا أهل بيت لا نعين أضيافنا على الرحلة من عندنا [ مجالس الصدوق رحمه الله ، المجلس / 18 ] .
وكان ( عليه السلام ) من حُبِّه للبر والإطعام والتزاور كان يأمر بها أصحابه تصريحاً وتلويحاً ، ولربّما كان التلويح أجمل في الترغيب بالعمل ، حيث يخبر عن حبّه لتلك الخصال الكريمة ، فيقول : لئن آخذ خمسة دراهم وأدخل إلى سوقكم هذه فأبتاع بها الطعام وأجمع نفراً من المسلمين أحبّ إِليَّ من أعتق نسمة [ الكافي : 2 / 203 / 15 ] .
وكان ( عليه السلام ) يقول : لئن أطعم مؤمناً محتاجاً أحبُّ إِليَّ من أن أزوره ، ولئن أزوره أحبُّ إِليَّ من أن أعتق عشر رقاب [ الكافي : 2 / 203 / 18 ] .
وما أكثر ما جاء عنه ( عليه السلام ) من أمثال هذه الروايات .
هذه بعض أخلاقه ( عليه السلام ) العالية ، التي تمثل لك البر والعاطفة ، وتجسِّم لك الحنان والرأفة ، فكأنما الناس كلّهم عياله وإِخوانه وآله ، وهذا هو شأن الأئمة ( عليهم السلام ) .
آدابه عليه السلام في العِشرة
إِن الأخلاق الحميدة قد تكون غرائز نفسيّة ، وطبائع فطريّة ، أمثال السماحة والشجاعة والبشاشة والبلاغة ، وقد تكون بالتعلم والاكتساب مثل العبادة والزهادة والمعارف والعلوم والآداب .
وإِن من ينظر إلى سيرة هاشم وبنيه يجدهم قد جمعوا الفضائل بقسميها ، والأخلاق بشطريها ، حتى إذا نبغ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من بينهم وأخذ من كل فضيلة بأسماها كما يقتضيه منصبه الإلهي ، فاتَّبع بنوه ( عليه السلام ) جميل أثره ( صلى الله عليه وآله ) .
ومن يستقص سيرة أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يعرف أنه الشخصيّة المثاليّة لأبيه المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) وما المرء إِلا بعمله ، ولئن سكت عن بيان حاله فأعماله ترجمان ذاته وصفاته .
فقد خرج ( عليه السلام ) يوماً وهو يريد أن يعزي ذا قرابة بفقد مولود له ومعه بعض أصحابه ، فانقطع شسع نعله ، فتناول نعله من رجله ثمّ مشى حافياً ، فنظر إليه ابن أبي يعفور فخلع نعل نفسه من رجله وخله الشسع منها وناولها أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، فأعرض ( عليه السلام ) عنه كهيئة المغضب ثمّ أبى أن يقبله ، وقال ( عليه السلام ) : لا ، صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها ، فمشى حافياً حتّى دخل على الرجل الذي أتاه ليعزّيه .
وكان ( عليه السلام ) إذا بسط المائدة حثهم على الأكل ورغًّبهم فيه ، ولربّما يأتيهم بالشيء بعد الشبع ، فيعتذرون فيقول ( عليه السلام ) ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) مع سلمان والمقداد وأبي ذر ( رضوان الله عليهم ) : إن أشدّكم حبّاً لنا أحسنكم أكلاً عندنا .
ثمّ يروي ( عليه السلام ) لهم عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمثال ذلك لتطيب نفوسهم بالأكل وترغب بالزيادة .
وقد يجيء ( عليه السلام ) بالقصعة من الأرز بعد انتهائهم من الأكل ، فإذا امتنع أحدهم من الأكل قال ( عليه السلام ) له : يعتبر حب الرجل لأخيه بانبساطه في طعامه .
وإذا رآهم يقصرون في الأكل خجلاً قال ( عليه السلام ) لهم : تستبين مودَّة الرجل لأخيه في أكله [ بحار الأنوار : 47 / 40 / 47 ] .
وكان ( عليه السلام ) إذا أطعم أصحابه يأتيهم بأجود الطعام ، قال بعضهم : كان أبو عبد الله ( عليه السلام ) ربّما أطعمنا الفراني والأخبصة ، ثمّ أطعمنا الخبز والزيت فقيل له : لو دبَّرت أمرك حتى يعتدل يوماك ، فقال : إِنما نتدبر بأمر الله إذا وسَّعَ وسَّعنا وإذا قتَّر قتَّرنا .
وقال أبو حمزة : كنا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) جماعة ، فأوتينا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذةً وطيباً ، وأوتينا بتمر ننظر فيه وجوهنا من صفائه وحسنه [ وسائل الشيعة : 3 / 268 ] .
وكان ( عليه السلام ) مع ذلك الشأن والسنّ يمنع ضيفه من القيام لبعض الحوائج فإن لم يجد أحداً قام هو بنفسه ، ويقول : نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن أن يستخدم الضيف [ بحار الأنوار : 47 / 40 / 48 ] .
ولرغبته ( عليه السلام ) في بقاء الضيف عنده كان لا يساعده على الرحيل عنه ، كما صنع ذلك مع قوم من جهينة ، فإنه ( عليه السلام ) أمر غلمانه ألا يعينوهم على الرحلة ، فقالوا له : يا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لقد أضفت فأحسنت الضيافة ، وأعطيت فأجزلت العطية ، ثم أمرت غلمانك ألا يعينونا على الرحلة ، فقال ( عليه السلام ) : إِنًّا أهل بيت لا نعين أضيافنا على الرحلة من عندنا [ مجالس الصدوق رحمه الله ، المجلس / 18 ] .
وكان ( عليه السلام ) من حُبِّه للبر والإطعام والتزاور كان يأمر بها أصحابه تصريحاً وتلويحاً ، ولربّما كان التلويح أجمل في الترغيب بالعمل ، حيث يخبر عن حبّه لتلك الخصال الكريمة ، فيقول : لئن آخذ خمسة دراهم وأدخل إلى سوقكم هذه فأبتاع بها الطعام وأجمع نفراً من المسلمين أحبّ إِليَّ من أعتق نسمة [ الكافي : 2 / 203 / 15 ] .
وكان ( عليه السلام ) يقول : لئن أطعم مؤمناً محتاجاً أحبُّ إِليَّ من أن أزوره ، ولئن أزوره أحبُّ إِليَّ من أن أعتق عشر رقاب [ الكافي : 2 / 203 / 18 ] .
وما أكثر ما جاء عنه ( عليه السلام ) من أمثال هذه الروايات .
هذه بعض أخلاقه ( عليه السلام ) العالية ، التي تمثل لك البر والعاطفة ، وتجسِّم لك الحنان والرأفة ، فكأنما الناس كلّهم عياله وإِخوانه وآله ، وهذا هو شأن الأئمة ( عليهم السلام ) .