السياسي العراقي
08-05-2009, 02:11 AM
مؤتمر اسطنبول .. ما هو جديد التيار الصدري ؟
كثرت قراءات المراقبين للمؤتمر الذي عقده في تركيا التيار الصدري و حضره مقتدى الصدر بعد غياب دام زهاء العامين ، المؤتمر ضم حوالي سبعين من قيادات التيارفي الداخل و الخارج و أغلبهم مسؤولون في مكاتب الصدر في دول الجوار و بعض الدول الأوروبية التي يكثر فيها اللاجئون العراقيون .
من القراءات ما ذهب إلى القول إنالمؤتمر بعقده في اسطنبول سعى لتوصيل رسالة أن مقتدى الصدر قد نفض العباءةالإيرانية و كأنه قد وجد في تركيا بديلا اختاره لانطلاق حراك سياسي و حضور في المشهد بعد غياب وسكون استمر منذ عدة أشهر ، وهذه القراءة التي جاد لنا بها البعض هي محض تخمين في أحسن الفروض و لا تخلو من أغراض وأهداف سياسية ، فالواقع إن المؤتمر نفسه يعد أقرب لمؤتمر تمهيدي يسبق انعقاد مؤتمر آخر خلال الشهرين القادمين سوف يتم في مدينة قم الإيرانية حيث سيناقش جملة مواضيع تهم التيار و النظر فيطبيعة التحالفات التي سيدخلها للانتخابات القادمة و بعد أن يستمع الحاضرون لوجهة النظر الإيرانية التي تضغط باتجاه التحالف مع المالكي لسببين
الأول : الخشية من اضطرار السيد المالكي للبحث عن تحالفات مع أطراف أخرى لا سيما الواجهات السياسية للبعثيين و القوميين
و الثاني : إيجاد كتلة قوية ترتكن عليها الحسابات الإيرانية مستقبلا و هذه الكتلة حين تضم الصدريين فإنها تفسح المجال لإمكانية أن تمارس إيران ضغوطها على المتحالفين ضمن إطارها .
التصريحات التي أدلى بها بهاءالأعرجي من أن التيار لا ينوي التصالح مع حكومة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي تثير الضحك ، فالتيار أصبح جزءا من الحكومات المحلية و تحالف مع قائمة ائتلاف دولةالقانون و إن كان هذا التحالف ذا شكل رخو . أما الهدف من هذه التصريحات فهي بلا شك الضغط على المالكي و لا تعدو كونها مناورة سياسية لاستحصال المزيد من المكاسب والتنازلات .
ظهور مقتدى الصدر يؤشر إلى قرب عودته للعراق و إعلان حصوله على الاجتهاد ، و هناك أكثر من طرف في إيران ككاظم الحائري مستعد لإعطائه إجازة بالاجتهاد وهو في الواقع سيكون اجتهادا سياسيا و ليس اجتهادا فقهيا لو صح الوصف . هذه العودة من المتوقع أن تؤجج الوضع سياسيا و ربما أمنيا مادامت قد استبقتهاتصريحات صدرية منها الدعوة الاحتضان ما يعرف بالعصائب و هي جزء من المجاميع الخاصة و التي قامت بتنشيط عملياتها خلال فترة انعقاد المؤتمر و بعده منها إطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء و على القواعد العسكرية في كل من الديوانية و العمارة والناصرية يوم أمس . و يبدو أن الحكومة من جانبها بادرت لحركة بغية قطع الطريق على دعوة كهذه حين أعلن عبود قنبر قائد عمليات بغداد للبرلمانيين بأن المسؤول عن تفجيرات مدينة الصدر هي المجاميع الخاصة و أن السيارات تم تفخيخها في داخل المدينة و ليس خارجها .
و عودة إلى المؤتمر الصدري فالجدير بالذكر أن البحوث التي قدمهاالحاضرون لا جديد فيها حسب اعترافات أحد الحاضرين الذي بان من حديثه عن أجواءالمؤتمر و بحوثه و نقاشاته أنها إصرار على النظرة القاصرة للتيار و عدم القدرة علىتعديل وضعه و التفكير بطريقة مختلفة تناسب الأوضاع و مستجداتها و لم يلح جديد يذكرعلى هذا الصعيد . على سبيل المثال هاجم أحد المشايخ الصدريين في ما يسمى ورقتهالبحثية المراجع الدينية و بيان موقفها الخلافي مع السيد محمد صادق الصدر و أعادلوك الحديث المأثور عن أتباع مقتدى و الذي يصر على إثارة مشاكل الماضي و اصطحابها نحو الراهن و المستقبل و طرح أهمية البحث عن مرجعية أخرى تكون على غرار مرجعية الصدر واصفا المراجع الأجلاء بالصامتين بمقام العملاء و الخونة !
و يبدو أن هذه الورقة و الآراء التي طرحت من هذا النوع قد راقت لمزاج مقتدى الصدر الذي ألح في بيان أصدره بعد المؤتمر على تقديس والده حد المبالغة بالقول إن رضا الصدر هو رضاالله .
</i>
كثرت قراءات المراقبين للمؤتمر الذي عقده في تركيا التيار الصدري و حضره مقتدى الصدر بعد غياب دام زهاء العامين ، المؤتمر ضم حوالي سبعين من قيادات التيارفي الداخل و الخارج و أغلبهم مسؤولون في مكاتب الصدر في دول الجوار و بعض الدول الأوروبية التي يكثر فيها اللاجئون العراقيون .
من القراءات ما ذهب إلى القول إنالمؤتمر بعقده في اسطنبول سعى لتوصيل رسالة أن مقتدى الصدر قد نفض العباءةالإيرانية و كأنه قد وجد في تركيا بديلا اختاره لانطلاق حراك سياسي و حضور في المشهد بعد غياب وسكون استمر منذ عدة أشهر ، وهذه القراءة التي جاد لنا بها البعض هي محض تخمين في أحسن الفروض و لا تخلو من أغراض وأهداف سياسية ، فالواقع إن المؤتمر نفسه يعد أقرب لمؤتمر تمهيدي يسبق انعقاد مؤتمر آخر خلال الشهرين القادمين سوف يتم في مدينة قم الإيرانية حيث سيناقش جملة مواضيع تهم التيار و النظر فيطبيعة التحالفات التي سيدخلها للانتخابات القادمة و بعد أن يستمع الحاضرون لوجهة النظر الإيرانية التي تضغط باتجاه التحالف مع المالكي لسببين
الأول : الخشية من اضطرار السيد المالكي للبحث عن تحالفات مع أطراف أخرى لا سيما الواجهات السياسية للبعثيين و القوميين
و الثاني : إيجاد كتلة قوية ترتكن عليها الحسابات الإيرانية مستقبلا و هذه الكتلة حين تضم الصدريين فإنها تفسح المجال لإمكانية أن تمارس إيران ضغوطها على المتحالفين ضمن إطارها .
التصريحات التي أدلى بها بهاءالأعرجي من أن التيار لا ينوي التصالح مع حكومة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي تثير الضحك ، فالتيار أصبح جزءا من الحكومات المحلية و تحالف مع قائمة ائتلاف دولةالقانون و إن كان هذا التحالف ذا شكل رخو . أما الهدف من هذه التصريحات فهي بلا شك الضغط على المالكي و لا تعدو كونها مناورة سياسية لاستحصال المزيد من المكاسب والتنازلات .
ظهور مقتدى الصدر يؤشر إلى قرب عودته للعراق و إعلان حصوله على الاجتهاد ، و هناك أكثر من طرف في إيران ككاظم الحائري مستعد لإعطائه إجازة بالاجتهاد وهو في الواقع سيكون اجتهادا سياسيا و ليس اجتهادا فقهيا لو صح الوصف . هذه العودة من المتوقع أن تؤجج الوضع سياسيا و ربما أمنيا مادامت قد استبقتهاتصريحات صدرية منها الدعوة الاحتضان ما يعرف بالعصائب و هي جزء من المجاميع الخاصة و التي قامت بتنشيط عملياتها خلال فترة انعقاد المؤتمر و بعده منها إطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء و على القواعد العسكرية في كل من الديوانية و العمارة والناصرية يوم أمس . و يبدو أن الحكومة من جانبها بادرت لحركة بغية قطع الطريق على دعوة كهذه حين أعلن عبود قنبر قائد عمليات بغداد للبرلمانيين بأن المسؤول عن تفجيرات مدينة الصدر هي المجاميع الخاصة و أن السيارات تم تفخيخها في داخل المدينة و ليس خارجها .
و عودة إلى المؤتمر الصدري فالجدير بالذكر أن البحوث التي قدمهاالحاضرون لا جديد فيها حسب اعترافات أحد الحاضرين الذي بان من حديثه عن أجواءالمؤتمر و بحوثه و نقاشاته أنها إصرار على النظرة القاصرة للتيار و عدم القدرة علىتعديل وضعه و التفكير بطريقة مختلفة تناسب الأوضاع و مستجداتها و لم يلح جديد يذكرعلى هذا الصعيد . على سبيل المثال هاجم أحد المشايخ الصدريين في ما يسمى ورقتهالبحثية المراجع الدينية و بيان موقفها الخلافي مع السيد محمد صادق الصدر و أعادلوك الحديث المأثور عن أتباع مقتدى و الذي يصر على إثارة مشاكل الماضي و اصطحابها نحو الراهن و المستقبل و طرح أهمية البحث عن مرجعية أخرى تكون على غرار مرجعية الصدر واصفا المراجع الأجلاء بالصامتين بمقام العملاء و الخونة !
و يبدو أن هذه الورقة و الآراء التي طرحت من هذا النوع قد راقت لمزاج مقتدى الصدر الذي ألح في بيان أصدره بعد المؤتمر على تقديس والده حد المبالغة بالقول إن رضا الصدر هو رضاالله .
</i>