اوريا
08-05-2009, 05:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد الزهراء(عليها السلام )
فاطمة الزهراء بنت رسول الله، من الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، مودتها فرض على كل مسلم، يغضب الله ورسوله لغضبها، وهي سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين.
أخرج مسلم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة(1) ". وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني(2) " . وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنما فاطمة مضغة مني فمن آذاها فقد آذاني(3) " ).
هذه وديعة رسول الله، التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، ماتت غاضبة على أبي بكر!
أخرج البخاري بسنده عن عروة بن الزبير " إن عائشة أم المؤمنين أخبرته إن فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سألت ابا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مما أفاء الله عليه فقال لها ابو بكر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا نورث، ما تركناه صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر. قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خيبروفدك وصدقة بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك...(4)"
وفي رواية قالت الزهراء (عليها السلام) لأبي بكر: (أفي الله أن ترث أباك، ولا أرث أبي؟ أما قال رسول الله: المرء يحفظ في ولده(5) ).
وذكر ابن قتيبة أن أبا بكر وعمر جاءا يوما يلتمسان رضاها فقالت لهما:
(نشدتكما الله، ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني). قالا: نعم سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: (فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه(6) لقد رحل رسول الله عن هذه الدنيا حزينا على أمته، حين كتبت على نفسها الضلال على يد الصحابة، وها هم الصحابة بالرغم من أمر الله لهم بمودة قربى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أنهم عملوا العكس فأغضبوا الزهراء حين حرموها من ميراثها وأخذوا منها فدكا - قطعة أرض في خيبر - التي منحها إياها رسول الله.
وفي النصوص السابقة نرى أن الله ورسوله يغضبان لغضب الزهراء.
وفاطمة ماتت غاضبة على أبي بكر، والنتيجة نتركها للقارئ!
لقد ثبت أن فاطمة (عليها السلام) ماتت غاضبة على أبي بكر، ومتى ما غضبت، غضب الله ورسوله لغضبها. فلو كان حديث أبي بكر صحيحا لكان غضب فاطمة بغير حق، وبالتالي يكون غضب الله ورسوله بغير حق، ولذلك، يكون حديث أبي بكر غير صحيح!!
وهناك سؤال مثير للحيرة، وهو: كيف علم أبو بكر بأن الأنبياء لا يورثون ولم
تعلم فاطمة بذلك وهي صاحبة الشأن المتميز عنده (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! وهل يعقل أن رسول الله أخبر أبا بكر بهذا الأمر، ولم يخبر فاطمة به؟!
والعجب أن أبا بكر يرد شهادة سيدة النساء، وعلي باب مدينة علم رسول الله، والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وأم أيمن التي شهد لها الرسول بالجنة، يرد شهادة هؤلاء جميعا، ويقبل بشهادة رجل من المسلمين في قضية مشابهة لهذه!
عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: " لما مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي، فقال أبو بكر: من كان له على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دين أو كانت له قبله عدة فليأتنا "، قال جابر: في رواية اخرى: " فقمت فقلت: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لو قد جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا " فحثى أبو بكر مرة، ثم قال لي: عدها.
فعددتها فإذا هي خمسمائة. فقال: خذ مثليها " (7)، فلماذا لم يطلب أبو بكر من جابر شاهدين ويطلب من فاطمة؟!!
وقبل عمر برواية الضحاك بن سفيان عن " أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتب إليه أن ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها " ولم يطلب منه بينه على ذلك (8)).
ففي عقيدة عمر: تجوز شهادة شخص عادي، فلماذا لم نره يدافع عن عقيدته هذه في قضية الزهراء (عليها السلام)؟!
والذي يدهش المرء أن أبا بكر نفسه قال: " لا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه(9) " يقول هذا ويتحدث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بقول انفرد هو بروايته عن دون باقي الصحابة!
لقد احتجت الزهراء (عليها السلام) على أبي بكر بكتاب الله، فقالت: " أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: (وورث سليمان داود) وقال فيما اختص من خبر يحيى بن زكريا (عليهما السلام) إذ قال (فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب) ... ". بهذه الآيات وغيرها احتجت الزهراء على أبي بكر فلماذا لم يجعل كتاب الله حكما بينه وبينها مع قوله "... فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله... "؟!
أجل، لقد غضب الله ورسوله لغضب فاطمة. والمؤمن الغيور على دين الله يغضب لغضب الله ورسوله، لا أن يقف قبالهما. فمن وافق أبا بكر على فعله فهو شريكه في إغضاب الزهراء ويكون عرضة لغضب الله ورسوله
ولأي الأمور تدفن ليلا * بضعة المصطفى ويعفى ثراها؟!
________المصادر ___________
1 - كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
2 - صحيح البخاري: كتاب المناقب، باب مناقب قرابة الرسول ومنقبة فاطمة (عليها السلام).
3 - مستدرك الحاكم: 3 / 158 و 159، وصححه وكذا الذهبي.
4 - (كتاب الخمس) باب الفرائض.
5 - تاريخ اليعقوبي: 2 / 12.
6 - الإمامة والسياسة: 1 / 13. أعلام النساء: 4 / 123 - 124.
7 - صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا قط فقال لا، وكثرة عطائه.
8 - رواه ابن ماجة: 2 / 883، الترمذي: 4 / 27، وقال حديث حسن صحيح.
9 - تذكرة الحفاظ: 1 / 3.
اللهم صل على محمد وال محمد
عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد الزهراء(عليها السلام )
فاطمة الزهراء بنت رسول الله، من الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، مودتها فرض على كل مسلم، يغضب الله ورسوله لغضبها، وهي سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين.
أخرج مسلم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة(1) ". وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني(2) " . وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنما فاطمة مضغة مني فمن آذاها فقد آذاني(3) " ).
هذه وديعة رسول الله، التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، ماتت غاضبة على أبي بكر!
أخرج البخاري بسنده عن عروة بن الزبير " إن عائشة أم المؤمنين أخبرته إن فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سألت ابا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مما أفاء الله عليه فقال لها ابو بكر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا نورث، ما تركناه صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر. قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خيبروفدك وصدقة بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك...(4)"
وفي رواية قالت الزهراء (عليها السلام) لأبي بكر: (أفي الله أن ترث أباك، ولا أرث أبي؟ أما قال رسول الله: المرء يحفظ في ولده(5) ).
وذكر ابن قتيبة أن أبا بكر وعمر جاءا يوما يلتمسان رضاها فقالت لهما:
(نشدتكما الله، ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني). قالا: نعم سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: (فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه(6) لقد رحل رسول الله عن هذه الدنيا حزينا على أمته، حين كتبت على نفسها الضلال على يد الصحابة، وها هم الصحابة بالرغم من أمر الله لهم بمودة قربى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أنهم عملوا العكس فأغضبوا الزهراء حين حرموها من ميراثها وأخذوا منها فدكا - قطعة أرض في خيبر - التي منحها إياها رسول الله.
وفي النصوص السابقة نرى أن الله ورسوله يغضبان لغضب الزهراء.
وفاطمة ماتت غاضبة على أبي بكر، والنتيجة نتركها للقارئ!
لقد ثبت أن فاطمة (عليها السلام) ماتت غاضبة على أبي بكر، ومتى ما غضبت، غضب الله ورسوله لغضبها. فلو كان حديث أبي بكر صحيحا لكان غضب فاطمة بغير حق، وبالتالي يكون غضب الله ورسوله بغير حق، ولذلك، يكون حديث أبي بكر غير صحيح!!
وهناك سؤال مثير للحيرة، وهو: كيف علم أبو بكر بأن الأنبياء لا يورثون ولم
تعلم فاطمة بذلك وهي صاحبة الشأن المتميز عنده (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! وهل يعقل أن رسول الله أخبر أبا بكر بهذا الأمر، ولم يخبر فاطمة به؟!
والعجب أن أبا بكر يرد شهادة سيدة النساء، وعلي باب مدينة علم رسول الله، والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وأم أيمن التي شهد لها الرسول بالجنة، يرد شهادة هؤلاء جميعا، ويقبل بشهادة رجل من المسلمين في قضية مشابهة لهذه!
عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: " لما مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء أبا بكر مال من قبل العلاء بن الحضرمي، فقال أبو بكر: من كان له على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دين أو كانت له قبله عدة فليأتنا "، قال جابر: في رواية اخرى: " فقمت فقلت: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لو قد جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا " فحثى أبو بكر مرة، ثم قال لي: عدها.
فعددتها فإذا هي خمسمائة. فقال: خذ مثليها " (7)، فلماذا لم يطلب أبو بكر من جابر شاهدين ويطلب من فاطمة؟!!
وقبل عمر برواية الضحاك بن سفيان عن " أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتب إليه أن ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها " ولم يطلب منه بينه على ذلك (8)).
ففي عقيدة عمر: تجوز شهادة شخص عادي، فلماذا لم نره يدافع عن عقيدته هذه في قضية الزهراء (عليها السلام)؟!
والذي يدهش المرء أن أبا بكر نفسه قال: " لا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه(9) " يقول هذا ويتحدث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بقول انفرد هو بروايته عن دون باقي الصحابة!
لقد احتجت الزهراء (عليها السلام) على أبي بكر بكتاب الله، فقالت: " أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: (وورث سليمان داود) وقال فيما اختص من خبر يحيى بن زكريا (عليهما السلام) إذ قال (فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب) ... ". بهذه الآيات وغيرها احتجت الزهراء على أبي بكر فلماذا لم يجعل كتاب الله حكما بينه وبينها مع قوله "... فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله... "؟!
أجل، لقد غضب الله ورسوله لغضب فاطمة. والمؤمن الغيور على دين الله يغضب لغضب الله ورسوله، لا أن يقف قبالهما. فمن وافق أبا بكر على فعله فهو شريكه في إغضاب الزهراء ويكون عرضة لغضب الله ورسوله
ولأي الأمور تدفن ليلا * بضعة المصطفى ويعفى ثراها؟!
________المصادر ___________
1 - كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
2 - صحيح البخاري: كتاب المناقب، باب مناقب قرابة الرسول ومنقبة فاطمة (عليها السلام).
3 - مستدرك الحاكم: 3 / 158 و 159، وصححه وكذا الذهبي.
4 - (كتاب الخمس) باب الفرائض.
5 - تاريخ اليعقوبي: 2 / 12.
6 - الإمامة والسياسة: 1 / 13. أعلام النساء: 4 / 123 - 124.
7 - صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا قط فقال لا، وكثرة عطائه.
8 - رواه ابن ماجة: 2 / 883، الترمذي: 4 / 27، وقال حديث حسن صحيح.
9 - تذكرة الحفاظ: 1 / 3.