DaShTi
08-05-2009, 05:20 PM
http://14masom.com/14masom/02/images/2.jpg
13 جمادي الأول
شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيد نساء العالمين من الأولين والآخرين
على الرواية القائلة بأن شهادة أم الأئمة النجباء الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت بعد رحلة أبيها المصطفى ب خمسة وسبعين يوماً في المدينة ، تكون شهادتها اليوم
وري بسند صحيح عن الصادق عليه السلام أن وفاتها كانت بعد أبيها ب خمسة وسبعين يوماً أن رحلته صلى الله عليه وآله وسلم في 28 صفر فتكون شهادتها في 13 أو 14 أو 15
من جمادي الأول ومن المناسب زيارتها في هذه الأيام
لمشاهدة وقائع استشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام
http://www.shiafilms.com/play.php?vid=2262 (http://www.shiafilms.com/play.php?vid=2262) مقطع كامل
http://www.*******.com/view_play_list?p=D7987F224E0633B2 (http://www.*******.com/view_play_list?p=D7987F224E0633B2) مقاطع (11)
للتحميل مسرحية أحداث ووقائع استشهاد الطاهر المطهرة فاطمة الزهراء :
1
http://www.mediafire.com/?ylhtnjlnydj (http://www.mediafire.com/?ylhtnjlnydj)
2
http://www.mediafire.com/?mbmyjtwqvye (http://www.mediafire.com/?mbmyjtwqvye)
أو
1
http://cid-4c3fa0c12ddaa4fe.skydrive.*********/self.aspx/Public/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9%20%d9%81%d8%a 7%d8%b7%d9%85%d8%a9%201.wmv (http://cid-4c3fa0c12ddaa4fe.skydrive.*********/self.aspx/Public/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9%20%d9%81%d8%a 7%d8%b7%d9%85%d8%a9%201.wmv)
2
http://cid-4c3fa0c12ddaa4fe.skydrive.*********/self.aspx/Public/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9%20%d9%81%d8%a 7%d8%b7%d9%85%d8%a9%202.wmv (http://cid-4c3fa0c12ddaa4fe.skydrive.*********/self.aspx/Public/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9%20%d9%81%d8%a 7%d8%b7%d9%85%d8%a9%202.wmv)
استشهادها
مدة مكثها بعد أبيها (صلى الله عليه وآله)
1ـ قال أبو الفرج الأصفهاني: وكانت وفاة فاطمة عليها السلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بمدة يختلف في مبلغها، فالمكثر يقول بستة أشهر، والمقلل يقول أربعين يوماً، إلا أن الثابت في ذلك ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنها توفيت بعده بثلاثة أشهر(1) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#1).
2ـ ذكر العلامة المجلسي (ره) عين كلامه إلا أنه قال: فالمكثر يقول ثمانية أشهر. وأيضاً قال بعد قوله: (ثلاثة أشهر): حدثني بذلك الحسن بن علي، عن الحارث، عن ابن سعد، عن الواقدي، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام(2) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#2).
3ـ قال ثقة الإسلام الكليني (ره): ولدت فاطمة ـ عليها وعلى بعلها السلام ـ بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله بخمس سنين، وتوفيت عليها السلام ولها ثمان عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً، وبقيت بعد أبيها صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً. وقال (بحذف الإسناد) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرائيل فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك(3) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#3).
4ـ قال العلامة المقرم (ره): اختلف في وفاة الصديقة على أقوال: الأول ـ أنها بقيت بعد أبيها المصطفى صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً، وهو المختار لأنه المشهور بين المؤرخين، وبه جاءت الرواية عن الصادق عليه السلام كما في (الكافي) للكليني، و(الاختصاص) للشيخ المفيد، و(معالم الزلفى) للسيد هاشم البحراني صلى الله عليه وآله وسلم ص 133. الثاني ـ بقيت أربعين يوماً، ذكره في (مروج الذهب) ج1، ص403، و(روضة الواعظين) ص130، و(كتاب سليم) ص203، ونسبه إلى الرواية في (كشف الغمة) ص149، وفي (تاريخ القرماني) هو الأصح. الثالث ـ توفيت لثلاث خلون من جمادى الآخرة، ذكره الكفعمي في (المصباح)، والشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد) ص554، والسيد ابن طاووس في (الإقبال)، ورواه أبو بصير عن الصادق عليه السلام كما في (البحار) ج10، ص1، وإليه يرجع ما في (مقاتل الطالبيين) ص19 من أن الثلاثة أشهر هو الثابت من رواية أبي جعفر الباقر عليه السلام. الرابع ـ العشرون من جمادى الآخرة، ذكره في (دلائل الإمامة) ص46. الخامس ـ اثنان وسبعون، ذكره ابن شهر آشوب في (المناقب) ج2، ص112. السادس ـ مائة يوم، ذكره ابن قتيبة في (المعارف) ص62. السابع ـ ستون يوماً، رواه الشيخ هاشم في (مصباح الأنوار) عن أبي جعفر عليه السلام. الثامن ـ ستة أشهر، ذكره ابن حجر في (الإصابة) ترجمة فاطمة، وذكر فيها حديث الأربعة أشهر والثمانية أشهر. التاسع ـ خمسة وتسعون يوماً، نقله في (البحار) ج10، ص52، و(الإصابة) لابن حجر عن الدولابي في كتاب (الذرية الطاهرة). العاشر ـ ثلاث خلون من شهر رمضان، ذكره في (نور الأبصار) ص42، و(مناقب) الخوارزمي ج1، ص83، و(الإصابة) لابن حجر ج4، ص280(4) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#4).
5ـ قال العلامة المجلسي (ره): لا يمكن التطبيق بين أكثر تواريخ الولادة والوفاة ومدة عمرها الشريف، ولا بين تواريخ الوفاة وبين ما مر في الخبر الصحيح أنها عليها السلام عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً إذ لو كان وفاة الرسول صلى الله عليه وآله في الثامن والعشرين من صفر كان على هذا وفاتها في أواسط جمادى الأولى، وما رواه أبو الفرج عن الباقر عليه السلام من كون مكثها بعده صلى الله عليه وآله ثلاثة أشهر يمكن تطبيقه على ما هو المشهور من كون وفاتها في ثالث جمادى الآخرة، ويدل عليه أيضاً ما مر من خبر أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام برواية الطبري(5) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#5) بأن يكون عليه السلام لم يتعرض للأيام الزائدة لقلتها. والله أعلم(6) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#6).
علة شهادتها وكيفية استشهادها وتجهيزها (سلام الله عليها)
1ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث): وكان سبب وفاتها أن قنفذاً مولى الرجل (أي عمر بن الخطاب) لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها(7) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#7)...
2 ـ وقال المحدث القمي (ره): وكان سبب وفاتها أن قنفذ مولى عمر لكزها بنعل السيف(8) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#8).
3 ـ أخذت فاطمة باب الدار ولزمتها عن ورائها، فمنعتهم عن الدخول، ضرب عمر برجله على الباب فقلعت فوقعت على بطنها سلام الله عليها، فسقط جنينها المحسن(9) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#9).
4 ـ حين ما جروا أمير المؤمنين مع حلس كان مستقراً عليه، لزمت فاطمة مع ما كان عليها من وجع القلب بطرف الحلس تجره ويجر القوم على خلافها... أخذ عمر عن خالد بن وليد سيفاً فجعل يضرب بغمده على كتفها حتى صارت مجروحة(10) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#10).
5ـ علة وفاة فاطمة أن عمر بن الخطاب هجم مع ثلاث مائة رجل على بيتها سلام الله عليها(11) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#11).
تاريخ استشهادها (عليها السلام)
ليس من العجيب أن يختلف المؤرِّخون في تاريخ شهادتها ومقدار عمرها كما اختلفوا في تاريخ ولادتها قبل البعثة أو بعدها، وهكذا الاختلاف في مقدار مكثها في الحياة بعد وفاة أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله).
فاليعقوبي يروي أنها عاشت بعد أبيها ثلاثين أو خمسة وثلاثين يوماً وهذا أقلّ ما قيل في مدة بقائها بعد الرسول وقول آخر: أربعون يوماً وقول ثالث: خمسة وسبعون وهو الأشهر ورابع: خمسة وتسعون يوماً وهو الأقوى وهناك أقوال لا يعبأ بها كالقول بأنها عاشت بعد أبيها ستة أشهر أو ثمانية أشهر وهذا أكثر ما قيل في مكثها بعد أبيها (صلى الله عليه وآله).
وهناك أحاديث واردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كانت ولا تزال مورد الاعتبار والاعتماد.
ففي كتاب (دلائل الإمامة) للطبري الإمامي بإسناده عن الأمام الصادق (عليه السلام): أنها قُبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه، سنة إحدى عشرة من الهجرة.
وفي العاشر من البحار عن جابر بن عبد الله: وقبض النبي ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر.
أيضاً عن الإمام محمد بن عليّ الباقر (عليه السلام): وتوفيت ولها ثمانية عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً.
وروى الكليني هذا القول في الكافي.
وعلى كل تقدير فإن عشرات الآلاف من المجالس والمآتم تقام في البلاد الشيعية بمناسبة وفاة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في المساجد والبيوت والمجامع، ويطعمون الطعام في يوم وفاتها بكل سخاء، وتسمّى تلك الأيام بـ(الفاطمية) فيرقى الخطباء المنابر ويتحدثون عن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وعن حياتها الزاخرة بالفضائل والمناقب والمواقف المشرِّفة، ويختمون كلامهم عن ذكر بعض مصائبها وآلامها.
كيفية استشهادها (سلام الله عليها)
1ـ قالت لأم سلمة: اسكبي لي ماءً أغتسل به، فأتت به، فاغتسلت ولبست ثياباً طاهرة، وأمرتها أن تبسط فراشها بوسط الحجرة، فانضجعت على يمينها مستقبلة القبلة، ووضعت يدها اليمنى تحت خدها(12) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#12).
2ـ في رواية أخرى: قالت لأسماء: اسكبي لي ماءً، واغتسلت به، ثم قالت: ناوليني ثيابي الجدد، فلبستها، ثم قالت: آتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا، فضعيه تحت رأسي، ثم اخرجي عني وانظريني هنيهة، فإني أريد أن أناجي ربي عز وجل. قالت أسماء: فخرجت عنها فسمعتها تناجي ربها، فدخلت عليها وهي لا تشعر بي، فرأيتها رافعة يديها إلى السماء وهي تقول: اللهم إني أسألك بمحمد المصطفى وشوقه إلي، وببعلي علي المرتضى وحزنه علي، وبالحسن المجتبى وبكائه علي، وبالحسين الشهيد وكآبته علي، وببناتي الفاطميات وتحسرهن علي، إنك ترحم وتغفر للعصاة من أمة محمد، وتدخلهم الجنة، إنك أكرم المسؤولين، وأرحم الراحمين(13) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#13).
3 ـ وقالت: انتظريني هنيهة ثم ادعني، فإن أجبتك وإلا فاعلمي أني قد قدمت على أبي. قال الراوي: فانتظرتها أسماء هنيهة ثم نادتها، فلم تجبها، فنادت: يا بنت محمد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصى، يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى، فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا. فوقعت عليها تقبلها وهي تقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله فأقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام. ثم شقت أسماء جيبها وخرجت، فتلقاها الحسن والحسين عليهما السلام فقالا: أين أمنا؟ فسكتت، فدخلا البيت فإذا هي ممدة، فحركها الحسين عليه السلام فإذا هي ميتة، فقال: يا أخاه آجرك الله في الوالدة. فوقع عليها الحسن عليه السلام يقبلها مرة ويقول: يا أماه كلميني قبل أن يفارق روحي بدني. قالت: وأقبل الحسين عليه السلام يقبل رجليها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسين، كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت. قالت لهما أسماء: يا ابني رسول الله صلى الله عليه وآله انطلقا إلى أبيكما علي عليه السلام فأخبراه بموت أمكما. فخرجا يناديان يا محمداه، يا أحمداه، اليوم جدد لنا موتك إذ ماتت أمنا، ثم أخبرا علياً عليه السلام وهو في المسجد، فغشي عليه، حتى رش عليه الماء، ثم أفاق وكان عليه السلام يقول: بمن العزاء يا بنت محمد، كنت بك أتعزى، ففيم العزاء من بعدك؟ قال المسعودي: ولما قبضت عليها السلام جزع علي عليه السلام جزعاً شديداً، واشتد بكاؤه وظهر أنينه وحنينه، وقال في ذلك:
وكـل الذي دون المـمات(14) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#14) قليل
لكـــــل اجتـــماع مـن خـليلين فرقة
دلـيل عـلى أن لا يـدوم خـليل(16) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#16)
وإن افتقادي واحداً بعد واحد(15) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#15)
4ـ قال العلامة المقرم (ره): قالت أم سلمى زوجة أبي رافع: كنت أمرض فاطمة أيام شكاتها، فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها، فقالت لي: يا أماه اسكبي لي غسلاً، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت لي: يا أماه أعطيني ثيابي الجدد، فلبستها وأمرتني أن أقدم فراشها وسط البيت، ففعلت، فنامت عليه مستقبلة القبلة(17) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#17) وقالت: يا أماه إني مقبوضة الآن، فلا يكشفني أحد. تقول أسماء بنت عميس: لما دخلت فاطمة البيت انتظرتها هنيهة ثم ناديتها، فلم تجب، فناديت: يا بنت محمد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصى، يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى، فلم تجب، فدخلت البيت وكشفت الرداء عنها فإذا بها قد قضت نحبها شهيدة، صابرة مظلومة محتسبة ما بين المغرب والعشاء. فوقعت عليها أقبلها وأقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك صلى الله عليه وآله فأقرئيه مني السلام. فبينا هي كذلك وإذا بالحسن والحسين دخلا الدار وعرفا أنها ميتة، فوقع الحسن يقبلها ويقول: يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني، والحسين يقبل رجلها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسين، كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت. ثم خرجا إلى المسجد وأعلما أباهما بشهادة أمهما، فأقبل أمير المؤمنين إلى المنزل وهو يقول: بمن العزاء يا بنت محمد؟ كنت بك أتعزى، ففيم العزاء من بعدك؟ وقال عليه السلام: اللهم إني راض عن ابنة نبيك صلى الله عليه وآله اللهم إنها قد أوحشت فآنسها، وهجرت فصلها، وظلمت فاحكم لها يا أحكم الحاكمين. وخرجت أم كلثوم متجللة برداء وهي تصيح: يا أبتاه يا رسول الله الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده. وكثر الصراخ في المدينة على ابنة رسول الله، واجتمع الناس ينتظرون خروج الجنازة، فخرج إليهم أبو ذر وقال: انصرفوا إن ابنة رسول الله أخر إخراجها هذه العشية. وأخذ أمير المؤمنين في غسلها، وعلله الإمام الصادق عليه السلام بأنها صديقة فلا يغسلها إلا صديق، كما أن مريم لم يغسلها إلا عيسى عليه السلام. وقال عليه السلام: إن علياً أفاض عليها من الماء ثلاثاً وخمساً، وجعل في الخامسة شيئاً من الكافور، وكان يقول: اللهم إنها أمتك، وبنت رسولك، وخيرتك من خلقك، اللهم لقنها حجتها، وأعظم برهانها، وأعل درجتها، واجمع بينها وبين محمد صلى الله عليه وآله. وحنطها من فاضل حنوط رسول الله الذي جاء به جبرائيل، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي ويا فاطمة هذا حنوط من الجنة دفعه إلي جبرائيل، وهو يقرئكما السلام ويقول لكما: اقسماه واعزلا منه لي ولكما، فقالت فاطمة: ثلثه لك، والباقي ينظر فيه علي عليه السلام. فبكى رسول الله وضمها إليه وقال: إنك موفقة رشيدة مهدية ملهمة، يا علي قل في الباقي، فقال: نصف منه لها، والنصف لمن ترى يا رسول الله، قال: هو لك. وكفنها في سبعة أثواب، وقبل أن يعقد الرداء عليها نادى: يا أم كلثوم، يا زينب، يا فضة، يا حسن، يا حسين، هلموا وتزودوا من أمكم الزهراء، فهذا الفراق، واللقاء في الجنة. فأقبل الحسنان عليهما السلام يقولان: وا حسرتا لا تنطفئ من فقد جدنا محمد المصطفى وأمنا الزهراء، إذا لقيت جدنا فأقرئيه منا السلام وقولي له: إنا بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا. فقال أمير المؤمنين عليه السلام أشهد أنها حنت وأنت ومدت يديها وضمتهما إلى صدرها ملياً، وإذا بهاتف من السماء ينادي يا أبا الحسن ارفعهما عنها، فلقد أبكيا والله ملائكة السماء. فرفعهما عنها، وعقد الرداء عليها، وصلى عليها، ومعه الحسن والحسين وعقيل وعمار وسلمان والمقداد وأبو ذر، ودفنها في بيتها. ولما وضعها في اللحد قال: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله، سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك مني، ورضيت لك بما رضي الله لك. ثم قرأ: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)(18) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#18). وفي حديث غيرنا: إن أمير المؤمنين لما أنزلها في القبر وسواه عليها، سألها الملكان من ربك؟ قالت: الله ربي، قالا: ومن نبيك؟ قالت: أبي محمد، قالا: ومن إمامك؟ قالت: هذا القائم على قبري علي. ثم إنه عليه السلام سوى في البقيع سبعة قبور، أو أربعين قبراً، ولما عرف الشيوخ دفنها، وفي البقيع قبور جدد، أشكل عليهم الأمر فقالوا: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور لنخرجها ونصلي عليها. فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام، فخرج مغضباً عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة، وبيده ذو الفقار، وهو يقسم بالله: لئن حول من القبور حجر ليضعن السيف فيهم، فتلقاه عمر ومعه أصحابه فقال له: ما لك والله يا أبا الحسن لننبشن قبرها ونصلي عليها. فأخذ أمير المؤمنين بمجامع ثوبه وضرب به الأرض وقال له: يا ابن السوداء أما حقي فتركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة فو الذي نفسي بيده لئن حول منه حجر لأسقين الأرض من دمائكم. وجاء أبو بكر وأقسم عليه برسول الله أن يتركه، فخلى عنه، وتفرق الناس(19) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#19).
الصلاة عليها
1 ـ روي: أن فاطمة عليها السلام توفيت ولها ثمان عشرة سنة وشهرين، وأقامت بعد النبي صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً وروي: أربعين يوماً، وتولى غسلها وتكفينها أمير المؤمنين عليه السلام، وأخرجها ومعه الحسن والحسين في الليل، وصلوا عليها ولم يعلم بها أحد(20) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#20).
2 ـ فلما توفيت قام أمير المؤمنين عليه السلام بجميع ما وصته، فغسلها في قميصها، وأعانته على غسلها أسماء بنت عميس(21) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#21)، وأمر الحسن والحسين عليهما السلام يدخلان الماء، ولم يحضرها غيره وغير الحسنين وزينب وأم كلثوم وفضة جاريتها وأسماء بنت عميس، وكفنها في سبعة أثواب ثم صلى عليها، وكبر خمساً، ودفنها في جوف الليل، وعفى قبرها، ولم يحضر دفنها والصلاة عليها إلا علي والحسنان ونفر من بني هاشم وخواص علي عليه السلام(22) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#22).
3 ـ عن علي عليه السلام قال: خلقت الأرض لسبعة، بهم يرزقون، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون: أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة وعبد الله بن مسعود، ـقال علي عليه السلامـ وأنا إمامهم وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة عليها السلام(23) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#23).
4 ـ ولما ماتت فاطمة عليها السلام قام عليها أمير المؤمنين عليه السلام وقال: (اللهم إني راض عن ابنة نبيك، اللهم إنها قد أوحشت فآنسها، اللهم إنها قد هجرت فصلها، اللهم إنها قد ظلمت فاحكم لها وأنت خير الحاكمين)(24) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#24).
5 ـ فلما جن الليل غسلها علي، ووضعها على السرير، وقال للحسن: ادع لي أبا ذر فدعاه، فحملاه إلى المصلى، فصلى عليها، ثم صلى ركعتين، ورفع يديه إلى السماء فنادى: هذه بنت نبيك فاطمة، أخرجتها من الظلمات إلى النور، فأضاءت الأرض ميلاً في ميل. فلما أرادوا أن يدفنوها نودوا من بقعة من البقيع: إلي إلي فقد رفع تربتها مني، فنظروا فإذا هي بقبر محفور، فحملوا السرير إليها فدفنوها، فجلس علي على شفير القبر فقال: (يا أرض استودعتك وديعتي، هذه بنت رسول الله)، فنودي منها: (يا علي أنا أرفق بها منك، فارجع ولا تهتم) فرجع وانسد القبر، واستوى بالأرض، فلم يعلم أين كان إلى يوم القيامة(25) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#25).
6 ـ تاريخ الطبري: إن فاطمة دفنت ليلاً، ولم يحضرها إلا العباس وعلي والمقداد والزبير. وفي رواياتنا أنه صلى عليها أمير المؤمنين والحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة. وفي رواية: والعباس وابنه الفضل. وفي رواية: وحذيفة وابن مسعود(26) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#26).
7ـ فلما واراها وألحدها في لحدها أنشأ بهذه الأبيات، يقول:
وصــاحبها حــتى المــمات عــلـيـل
أرى عــلــل الــدنيا عــلـي كثـيــرة
وإن بـقــائـي عــنــدكم لـقــلـــيــــل
لـكــل اجــتماع مــن خـليـلين فرقـة
دليل عــلــى أن لا يدوم خليل(27) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#27)
وإن افتــقـادي فـاطماً بـعــد أحـــمد
أول نعش أحدث في الإسلام نعشها عليها السلام
1ـ في حديث: ثم قالت: أوصيك يا ابن عم أن تتخذ لي نعشاً، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته. فقال لها: صفيه لي، فوصفته، فاتخذه لها. فأول نعش عمل على وجه الأرض ذاك، وما رأى أحد قبله ولا عمل أحد(28) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#28).
2 ـ عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن أول من جعل له النعش، قال: فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.
3 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أول نعش أحدث في الإسلام نعش فاطمة، إنها اشتكت شكاتها التي قبضت فيها قالت لأسماء: إني نحلت فأُذهب لحمي، ألا تجعلين لي شيئاً يسترني؟ فقالت أسماء: إني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئاً، أفلا أصنع لك مثله؟ فإن أعجبك صنعت لك، قالت: نعم، فدعت بسرير، فأكبته لوجهه، ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه، ثم جللته ثوباً فقالت: هكذا رأيتهم يصنعون، فقالت: اصنعي لي مثله، استريني سترك الله من النار.
4 ـ قال الصادق عليه السلام: أول من جعل له النعش فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله.
5 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن أول من جعل له النعش، فقال: فاطمة عليها السلام.
6 ـ عن ابن عباس قال: مرضت فاطمة عليها السلام مرضاً شديداً، فقالت لأسماء بنت عميس: ألا ترين إلى ما بلغت؟ فلا تحمليني على سرير ظاهر، فقالت: لا لعمري، ولكن أصنع نعشاً كما رأيت يصنع بالحبشة. قالت: فأرينيه، فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواق، ثم جعلت على السرير نعشاً، وهو أول ما كان النعش، فتبسمت، وما رأيتها مبتسمة إلا يومئذ، ثم حملناها فدفناها ليلاً.
7ـ عن أسماء بنت عميس: إن فاطمة عليها السلام قالت لها: إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى، فقالت: يا بنت رسول الله أنا أصنع لك شيئاً رأيته بأرض الحبشة، قالت: فدعوت بجريدة رطبة فحبستها(29) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#29)، ثم طرحت عليها ثوباً، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! لا تعرف به المرأة من الرجل، فإذا مت فاغسليني أنت ـإلى أن قالـ فلما ماتت عليها السلام غسلها علي وأسماء(30) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#30).
تذييل
قال محشي البحار: قد كثر في هذا الباب ذكر أسماء بنت عميس وأن فاطمة عليها السلام أوصت إليها بكذا وكذا. لكنه ينافي ما هو الثابت في التاريخ من أنها كانت زوجة جعفر بن أبي طالب، ثم بعد شهادته تزوجها أبي بكر بن أبي قحافة، وبعد وفاته ـ في سنة ثلاث وعشرة من الهجرة بعد رحلة النبي صلى الله عليه وآله بأزيد من سنتين تزوجها علي بن أبي طالب، فكانت عنده مع ابنها محمد بن أبي بكر. فإما أن يكون وفاة فاطمة عليها السلام بعد هذه السنة ولم يقل به أحد، أو كان (أسماء بنت عميس) مصحفاً عن (سلمى) امرأة أبي رافع كما مر عن (أمالي الطوسي ص172)، ويجيء في غيره من المصادر، أو سلمى امرأة حمزة بن عبد المطلب وهي أخت أسماء بنت عميس كما احتمله الإربلي في (كشف الغمة) وقد مر ص 136، وإما أن يكون مصحفاً عن (أسماء بنت يزيد بن السكن) كما مر 132 عن الكنجي الشافعي، وهو الأشبه(31) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#31).
نقول: ويؤيده ما في (الإصابة) بترجمة فاطمة الزهراء عليها السلام: نقل أبو عمر في قصة وفاتها أن فاطمة أوصت علياً أن يغسلها هو وأسماء بنت عميس. واستبعده ابن فتحون فإن أسماء كانت حينئذ زوج أبي بكر (إلى أن قال) وهو محل الاستبعاد(32) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#32).
دفنها عليها السلام
1 ـ روي أنه لما صار بها إلى القبر المبارك خرجت يد فتناولتها وانصرف(33) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#33).
2 ـ في حديث: فلما قضت نحبها صلى الله عليها وهم في ذلك في جوف الليل، أخذ علي عليه السلام في جهازها من ساعته كما أوصته، فلما فرغ من جهازها أخرج علي الجنازة وأشعل النار في جريد النخل، ومشى مع الجنازة بالنار حتى صلى عليها ودفنها ليلاً(34) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#34).
3 ـ وذكر الحاكم: أن فاطمة لما ماتت أنشأ علي عليه السلام:
يــا ليــتها خــرجت مــع الــزفرات
نـفــسي عــلى زفــــراتها محبوسة
أبكـي مخافة أن تطول حياتي(35) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#35)
لا خيــر بـعــدك فـــي الحيـاة وإنما
4 ـ فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا رسول الله ـ الخ(36) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#36).
ومن وصيتها له: إذا أنزلها في القبر وسوى التراب عليها يجلس عند رأسها قبالة وجهها، ويكثر من تلاوة القرآن والدعاء، فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى أنس الأحياء(37) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#37).
الهوامش
1 ـ (مقاتل الطالبيين) ص49، ط بيروت
2 ـ (البحار) ج43، ص215
3 ـ (الكافي) ج1، ص458
4 ـ (وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام) ص114 ـ 115.
5 ـ وهو: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ولدت عليها السلام في جمادى الآخرة في العشرين منه سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله، وأقامت بمكة ثمان سنين، وبالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً (أو تسعين)، وقبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه... (دلائل الإمامة، ص45) أقول: إن نسخة الطبري كانت خمسة وسبعين،، ولعلها صحف والصحيح خمسة وتسعين
6 ـ (البحار) ج43، ص215 ـ216.
7 ـ (دلائل الإمامة) للطبري، ص45
8 ـ (بيت الأحزان) ص160. والكنز: الدفع والضرب، والطعن بطرف سنان الرمح.
9 ـ (ملتقى البحرين) ص81، (الجنة العاصمة) ص251
10 ـ (ملتقى البحرين) ص81، (الجنة العاصمة) ص251
11 ـ المصدر، ص81.
12 ـ (وفاة فاطمة الزهراء) للعلامة البلادي البحراني، ص77 ـ 78
13 ـ (وفاة فاطمة الزهراء) للعلامة البلادي البحراني، ص77 ـ78
14 ـ دون الفراق ـ خ ل.
15 ـ فاطمة بعد أحمد ـ خ ل.
16 ـ (بيت الأحزان) ص150 ـ152
17 ـ ثم توسدت يدها اليمنى واستقبلت القبلة (البحار، 43/188) وجعلت يدها تحت نحرها وقالت: إني مقبوضة (تذكرة الخواص 318). ووضعت يدها اليمنى تحت خدها (وفاة الزهراء للبلادي 79).
18 ـ طه، 55.
19 ـ (وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام) ص106 ـ110.
20 ـ (عوالم المعارف) ج11، ص292.
21 ـ في (تذكرة الخواص) ص319: إن علياً غسلها، وأسماء تصب عليها.
22 ـ (المجالس السنية) ج2، ص122.
23 ـ (الخصال) ص360 و588.
24 ـ (الخصال) ص360 و588.
25 ـ (البحار) ج43، ص215.
26 ـ المصدر، ص183 و180.
27 ـ المصدر، ص183 و180.
28 ـ (البحار) ج43، ص192.
29 ـ في البحار: فحسنتها.
30 ـ (وسائل الشيعة) ج2، ص876 ـ877، الباب 52 من أبواب الدفن.
31 ـ هامش (البحار) ج43، ص181 ـ182.
32 ـ (الإصابة) ج4، ص378.
33 ـ (البحار) ج43، ص184 و204 و213.
34 ـ (البحار) ج43، ص184 و204 و213.
35 ـ (البحار) ج43، ص184 و204 و213.
36 ـ راجع الكلام، ص551 ـ552.
37 ـ (وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام) للعلامة المقرم، ص105، عن (كشف اللثام) للفاضل الهندي عند قول العلامة (ره): يكره المقام عند القبور، رواه عن الصادق عليه السلام.
زياراتها
زيارتها وتحيتها سلام الله عليها
قال جمال العارفين والزاهدين السيد ابن طاووس (رحمه الله) في (الإقبال): فصل فيما نذكره من وقت انتقال أمنا المعظمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وتجديد السلام عليها. روينا عن جماعة من أصحابنا ذكرناهم في كتاب (التعريف) للمولد الشريف أن وفاة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها كانت يوم ثالث جمادى الآخرة، فينبغي أن يكون أهل الوفاء محزونين في ذلك اليوم على ما جرى عليها من المظالم الباطنة والظاهرة، حتى إنها دفنت ليلاً مظهرة للغضب على من ظلمها وآذاها وآذى أباها صلوات الله عليه وعلى روحها الطاهرة، وتزار بما قدمناه في كتاب (جمال الأسبوع) عند حجرة النبي عليه السلام لمن حضر هناك وإلا تزار من أي مكان كان. وقد ذكر جامع كتاب (المسائل وأجوبتها من الأئمة عليهم السلام) فيها ما سئل عنه مولانا علي بن محمد الهادي عليه السلام، فقال فيه ما هذا لفظه: أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبن إليه: إن رأيت أن تخبرني عن بيت أمك فاطمة عليها السلام أهي في طيبة(1) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/4/1.htm#1)، أو كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب: هي مع جدي صلوات الله عليه وآله. قلت أنا: وهذا النص كاف في أنها عليها السلام مع النبي صلى الله عليه وآله فيقول: السلام عليك يا سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين، السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها. ثم قل اللهم صل على أمتك، وابنة نبيك، وزوجة وصي نبيك صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين من أهل السماوات والأرضين. فقد روي: إن من زارها بهذه الزيارة واستغفر الله، غفر الله له وأدخله الجنة. (وساق الكلام إلى أن قال): وقد فضح الله جل جلاله بدفنها ليلاً على وجه المساترة عيوب من أحوجها إلى ذلك الغضب الموافق لغضب جبار الجبابرة، وغضب أبيها صلوات الله عليه صاحب المقامات الباهرة، إذ كان سخطها سخطه، ورضاها رضاه، وقد نقل العلماء أن أباها عليه السلام قال: (فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها). أقول: ولقد انقطعت أعذار المتعذرين وحيلة المحتالين بدفنها ليلاً ودعواهم أن أهل بيت النبي صلوات الله عليه وآله وعترته الطاهرين كانوا موافقين لمن تقدم عليهم من المتقدمين.
ذكر الزيارة المشار إليها لمولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، تقول: السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت نبي الله، السلام عليك يا بنت حبيب الله، السلام عليك يا بنت خليل الله، السلام عليك يا بنت صفي الله، السلام عليك يا بنت أمين الله، السلام عليك يا بنت خير خلق الله، السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله، السلام عليك يا بنت خير البرية، السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، السلام عليك يا زوجة ولي الله وخير خلقه بعد رسول الله، السلام عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. السلام عليك يا أم المؤمنين، السلام عليك يا أيتها الصديقة الشهيدة، السلام عليك أيتها الرضية المرضية، السلام عليك أيتها الصادقة الرشيدة، السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية، السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية، السلام عليك أيتها التقية النقية، السلام عليك أيتها المحدثة العليمة، السلام عليك أيتها المعصومة المظلومة، السلام عليك أيتها الطاهرة المطهرة، السلام عليك أيتها المضطهدة المغصوبة، السلام عليك أيتها الغراء الزهراء، السلام عليك يا فاطمة بنت محمد رسول الله، ورحمة الله وبركاته. صلى الله عليك يا مولاتي وابنة مولاي، وعلى روحك وبدنك، أشهد أنك مضيت على بينة من ربك، وأن من سرك فقد سر رسول الله، ومن جفاك فقد جفا رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن آذاك فقد آذى رسول الله، ومن وصلك فقد وصل رسول الله، ومن قطعك فقد قطع رسول الله، لأنك بضعة منه، وروحه التي بين جنبيه، كما قال عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام. أشهد الله وملائكته أني راض عمن رضيت عنه، وساخط على من سخطت عليه، ولي لمن والاك، وعدو لمن عاداك، وحرب لمن حاربك، أنا يا مولاتي بك وبأبيك وبعلك والأئمة من ولدك موقن، وبولايتهم مؤمن، وبطاعتهم ملتزم. أشهد أن الدين دينهم، والحكم حكمهم، وأنهم قد بلغوا عن الله عز وجل، ودعوا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا تأخذهم في الله لومة لائم. وصلوات الله عليك وعلى أبيك وبعلك وذريتك الأئمة الطاهرين. اللهم صل على محمد وأهل بيته، وصل على البتول الطاهرة الصديقة المعصومة، التقية النقية الرضية الزكية الرشيدة، المظلومة المقهورة، المغصوبة حقها، الممنوعة إرثها، المكسورة ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها، فاطمة بنت رسولك، وبضعة لحمه، وصميم قلبه، وفلذة كبده، والنخبة منك له، والتحفة خصصت بها وصيه، وحبيبه المصطفى، وقرينه المرتضى، وسيدة النساء، ومبشرة الأولياء، حليفة الورع والزهد، وتفاحة الفردوس والخلد، التي شرفت مولدها بنساء الجنة، وسللت منها أنوار الأئمة، وأرخيت دونها حجاب النبوة. اللهم صل عليها صلاة تزيد في محلها عندك، وشرفها لديك، ومنزلتها من رضاك، وبلغها منا تحية وسلاماً، وآتنا من لدنك في حبها فضلاً وإحساناً ورحمة وغفراناً، إنك ذو العفو الكريم.
ثم تصلي صلاة الزيارة، وإن استطعت أن تصلي صلاتها صلى الله عليها فافعل، وهي ركعتان، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وستين مرة قل هو الله أحد. فإن لم تستطع فصل ركعتين بالحمد وسورة الإخلاص، والحمد وقل يا أيها الكافرون. فإذا سلمت قلت: اللهم إني أتوجه إليك بنبينا محمد، وبأهل بيته صلواتك عليهم، وأسألك بحقك العظيم عليهم الذي لا يعلم كنهه سواك، وأسألك بحق من حقه عندك عظيم، وبأسمائك الحسنى التي أمرتني أن أدعوك بها، وأسألك باسمك الأعظم الذي أمرت به إبراهيم أن يدعو به الطير فأجابته، وباسمك العظيم الذي قلت للنار به كوني برداً وسلاماً على إبراهيم فكانت برداً، وبأحب الأسماء إليك وأشرفها وأعظمها لديك، وأسرعها إجابة، وأنجحها طلبة، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه، وأتوسل إليك، وأرغب إليك، وأتضرع إليك، وألح عليك، وأسألك بكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم من التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم، فإن فيها اسمك الأعظم، وبما فيها من أسمائك العظمى، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفرج عن آل محمد وشيعتهم ومحبيهم وعني، وتفتح أبواب السماء لدعاي، وترفعه في عليين، وتأذن في هذا اليوم وفي هذه الساعة بفرجي وإعطاء أملي وسؤالي في الدنيا والآخرة، يا من لا يعلم أحد كيف هو وقدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، يا من سمى نفسه بالاسم الذي تقضى به حاجة من يدعوه، أسألك بحق ذلك الاسم، فلا شفيع أقوى لي منه، أن تصلي على محمد وآل محمد وتقضي لي حوائجي، وتسمع ـبمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة المنتظر لإذنك صلواتك وسلامك ورحمتك وبركاتك عليهمـ صوتي، ليشفعوا لي إليك، وتشفعهم في، ولا تردني خائباً، بحق لا إله إلا أنت.
وتسأل حوائجك تقضي إن شاء الله تعالى(2) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/4/1.htm#2).
قال الفيروزآبادي: الصميم: العظم الذي به قوام العضو وبُنُك الشيء وخالصه، ورجل صميم: محض. والفلذة، بالكسر: القطعة من الكبد. والنخبة، بالضم وكهمزة: المختار. قوله: (ومبشرة الأولياء) على بناء اسم المفعول أي التي بشر الله الأولياء بها، ويحتمل بناء اسم الفاعل لأنها تبشر أولياءها وأحباءها في الدنيا والآخرة بالنجاة من النار، ولذا سميت عليها السلام بفاطمة. قوله: (حليفة الورع) بالحاء المهملة، الحليف: الصديق يحلف لصاحبه أن لا يغدر به، كناية عن ملازمتها لهما وعدم مفارقتها عنهما. وإرخاء الستر: إسداله، وهي كناية عن نزول الوحي في بيتها وكونها مطلعة على أسرار النبوة. وسد الهواء بالسماء كناية عن إحاطة السماء بها. قوله: (كبس الأرض على الماء) يقال: كبس البئر والنهر أي طمها بالتراب، والمعنى أنه جمعها وحفظها عن التفرق مع كونها على الماء، أو أنه تعالى بها دفع عنا عادية الماء وضررها، فكأن البحر نهر طم بالتراب. أقول: زيارتها عليها السلام في الأوقات والساعات الشريفة والأزمان المختصة بها أفضل وأنسب كيوم ولادتها وهو العشرون من جمادى الثانية، أو العاشر منه على قول، ويوم وفاتها وهو ثالث جمادى الثانية أو الحادي والعشرون من رجب على قول ابن عباس، ويوم تزويجها بأمير المؤمنين عليه السلام وهو نصف رجب أو أول ذي الحجة أو السادس منه، وليلة زفافها وهي تسع عشرة من ذي الحجة، أو الحادية والعشرون من المحرم، وكذا سائر الأيام التي ظهر لها فيها كرامة وفضيلة، كيوم المباهلة، ويوم نزول هل أتى، وهو الخامس والعشرون من ذي الحجة، وغيرهما مما يطول ذكرها(3) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/4/1.htm#3).
الهوامش
1 ـ أي المدينة المنورة.
2 ـ (إقبال الأعمال) ص623 ـ626.
3 ـ (البحار) ج100، ص202.
http://otjoew.blu.livefilestore.com/y1pnA6sQgo7n1xKEcrqVI2F0qzbZO6jUnLJSyas3g1XtXWhWGm NcsKaZpQh_1nyMl1I6YZby6laCcD942kjcQuiKQ/gd.gif
13 جمادي الأول
شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيد نساء العالمين من الأولين والآخرين
على الرواية القائلة بأن شهادة أم الأئمة النجباء الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت بعد رحلة أبيها المصطفى ب خمسة وسبعين يوماً في المدينة ، تكون شهادتها اليوم
وري بسند صحيح عن الصادق عليه السلام أن وفاتها كانت بعد أبيها ب خمسة وسبعين يوماً أن رحلته صلى الله عليه وآله وسلم في 28 صفر فتكون شهادتها في 13 أو 14 أو 15
من جمادي الأول ومن المناسب زيارتها في هذه الأيام
لمشاهدة وقائع استشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام
http://www.shiafilms.com/play.php?vid=2262 (http://www.shiafilms.com/play.php?vid=2262) مقطع كامل
http://www.*******.com/view_play_list?p=D7987F224E0633B2 (http://www.*******.com/view_play_list?p=D7987F224E0633B2) مقاطع (11)
للتحميل مسرحية أحداث ووقائع استشهاد الطاهر المطهرة فاطمة الزهراء :
1
http://www.mediafire.com/?ylhtnjlnydj (http://www.mediafire.com/?ylhtnjlnydj)
2
http://www.mediafire.com/?mbmyjtwqvye (http://www.mediafire.com/?mbmyjtwqvye)
أو
1
http://cid-4c3fa0c12ddaa4fe.skydrive.*********/self.aspx/Public/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9%20%d9%81%d8%a 7%d8%b7%d9%85%d8%a9%201.wmv (http://cid-4c3fa0c12ddaa4fe.skydrive.*********/self.aspx/Public/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9%20%d9%81%d8%a 7%d8%b7%d9%85%d8%a9%201.wmv)
2
http://cid-4c3fa0c12ddaa4fe.skydrive.*********/self.aspx/Public/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9%20%d9%81%d8%a 7%d8%b7%d9%85%d8%a9%202.wmv (http://cid-4c3fa0c12ddaa4fe.skydrive.*********/self.aspx/Public/%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9%20%d9%81%d8%a 7%d8%b7%d9%85%d8%a9%202.wmv)
استشهادها
مدة مكثها بعد أبيها (صلى الله عليه وآله)
1ـ قال أبو الفرج الأصفهاني: وكانت وفاة فاطمة عليها السلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بمدة يختلف في مبلغها، فالمكثر يقول بستة أشهر، والمقلل يقول أربعين يوماً، إلا أن الثابت في ذلك ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنها توفيت بعده بثلاثة أشهر(1) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#1).
2ـ ذكر العلامة المجلسي (ره) عين كلامه إلا أنه قال: فالمكثر يقول ثمانية أشهر. وأيضاً قال بعد قوله: (ثلاثة أشهر): حدثني بذلك الحسن بن علي، عن الحارث، عن ابن سعد، عن الواقدي، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام(2) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#2).
3ـ قال ثقة الإسلام الكليني (ره): ولدت فاطمة ـ عليها وعلى بعلها السلام ـ بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله بخمس سنين، وتوفيت عليها السلام ولها ثمان عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً، وبقيت بعد أبيها صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً. وقال (بحذف الإسناد) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان يأتيها جبرائيل فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك(3) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#3).
4ـ قال العلامة المقرم (ره): اختلف في وفاة الصديقة على أقوال: الأول ـ أنها بقيت بعد أبيها المصطفى صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً، وهو المختار لأنه المشهور بين المؤرخين، وبه جاءت الرواية عن الصادق عليه السلام كما في (الكافي) للكليني، و(الاختصاص) للشيخ المفيد، و(معالم الزلفى) للسيد هاشم البحراني صلى الله عليه وآله وسلم ص 133. الثاني ـ بقيت أربعين يوماً، ذكره في (مروج الذهب) ج1، ص403، و(روضة الواعظين) ص130، و(كتاب سليم) ص203، ونسبه إلى الرواية في (كشف الغمة) ص149، وفي (تاريخ القرماني) هو الأصح. الثالث ـ توفيت لثلاث خلون من جمادى الآخرة، ذكره الكفعمي في (المصباح)، والشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد) ص554، والسيد ابن طاووس في (الإقبال)، ورواه أبو بصير عن الصادق عليه السلام كما في (البحار) ج10، ص1، وإليه يرجع ما في (مقاتل الطالبيين) ص19 من أن الثلاثة أشهر هو الثابت من رواية أبي جعفر الباقر عليه السلام. الرابع ـ العشرون من جمادى الآخرة، ذكره في (دلائل الإمامة) ص46. الخامس ـ اثنان وسبعون، ذكره ابن شهر آشوب في (المناقب) ج2، ص112. السادس ـ مائة يوم، ذكره ابن قتيبة في (المعارف) ص62. السابع ـ ستون يوماً، رواه الشيخ هاشم في (مصباح الأنوار) عن أبي جعفر عليه السلام. الثامن ـ ستة أشهر، ذكره ابن حجر في (الإصابة) ترجمة فاطمة، وذكر فيها حديث الأربعة أشهر والثمانية أشهر. التاسع ـ خمسة وتسعون يوماً، نقله في (البحار) ج10، ص52، و(الإصابة) لابن حجر عن الدولابي في كتاب (الذرية الطاهرة). العاشر ـ ثلاث خلون من شهر رمضان، ذكره في (نور الأبصار) ص42، و(مناقب) الخوارزمي ج1، ص83، و(الإصابة) لابن حجر ج4، ص280(4) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#4).
5ـ قال العلامة المجلسي (ره): لا يمكن التطبيق بين أكثر تواريخ الولادة والوفاة ومدة عمرها الشريف، ولا بين تواريخ الوفاة وبين ما مر في الخبر الصحيح أنها عليها السلام عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً إذ لو كان وفاة الرسول صلى الله عليه وآله في الثامن والعشرين من صفر كان على هذا وفاتها في أواسط جمادى الأولى، وما رواه أبو الفرج عن الباقر عليه السلام من كون مكثها بعده صلى الله عليه وآله ثلاثة أشهر يمكن تطبيقه على ما هو المشهور من كون وفاتها في ثالث جمادى الآخرة، ويدل عليه أيضاً ما مر من خبر أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام برواية الطبري(5) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#5) بأن يكون عليه السلام لم يتعرض للأيام الزائدة لقلتها. والله أعلم(6) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#6).
علة شهادتها وكيفية استشهادها وتجهيزها (سلام الله عليها)
1ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث): وكان سبب وفاتها أن قنفذاً مولى الرجل (أي عمر بن الخطاب) لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها(7) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#7)...
2 ـ وقال المحدث القمي (ره): وكان سبب وفاتها أن قنفذ مولى عمر لكزها بنعل السيف(8) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#8).
3 ـ أخذت فاطمة باب الدار ولزمتها عن ورائها، فمنعتهم عن الدخول، ضرب عمر برجله على الباب فقلعت فوقعت على بطنها سلام الله عليها، فسقط جنينها المحسن(9) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#9).
4 ـ حين ما جروا أمير المؤمنين مع حلس كان مستقراً عليه، لزمت فاطمة مع ما كان عليها من وجع القلب بطرف الحلس تجره ويجر القوم على خلافها... أخذ عمر عن خالد بن وليد سيفاً فجعل يضرب بغمده على كتفها حتى صارت مجروحة(10) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#10).
5ـ علة وفاة فاطمة أن عمر بن الخطاب هجم مع ثلاث مائة رجل على بيتها سلام الله عليها(11) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#11).
تاريخ استشهادها (عليها السلام)
ليس من العجيب أن يختلف المؤرِّخون في تاريخ شهادتها ومقدار عمرها كما اختلفوا في تاريخ ولادتها قبل البعثة أو بعدها، وهكذا الاختلاف في مقدار مكثها في الحياة بعد وفاة أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله).
فاليعقوبي يروي أنها عاشت بعد أبيها ثلاثين أو خمسة وثلاثين يوماً وهذا أقلّ ما قيل في مدة بقائها بعد الرسول وقول آخر: أربعون يوماً وقول ثالث: خمسة وسبعون وهو الأشهر ورابع: خمسة وتسعون يوماً وهو الأقوى وهناك أقوال لا يعبأ بها كالقول بأنها عاشت بعد أبيها ستة أشهر أو ثمانية أشهر وهذا أكثر ما قيل في مكثها بعد أبيها (صلى الله عليه وآله).
وهناك أحاديث واردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كانت ولا تزال مورد الاعتبار والاعتماد.
ففي كتاب (دلائل الإمامة) للطبري الإمامي بإسناده عن الأمام الصادق (عليه السلام): أنها قُبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه، سنة إحدى عشرة من الهجرة.
وفي العاشر من البحار عن جابر بن عبد الله: وقبض النبي ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر.
أيضاً عن الإمام محمد بن عليّ الباقر (عليه السلام): وتوفيت ولها ثمانية عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً.
وروى الكليني هذا القول في الكافي.
وعلى كل تقدير فإن عشرات الآلاف من المجالس والمآتم تقام في البلاد الشيعية بمناسبة وفاة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في المساجد والبيوت والمجامع، ويطعمون الطعام في يوم وفاتها بكل سخاء، وتسمّى تلك الأيام بـ(الفاطمية) فيرقى الخطباء المنابر ويتحدثون عن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وعن حياتها الزاخرة بالفضائل والمناقب والمواقف المشرِّفة، ويختمون كلامهم عن ذكر بعض مصائبها وآلامها.
كيفية استشهادها (سلام الله عليها)
1ـ قالت لأم سلمة: اسكبي لي ماءً أغتسل به، فأتت به، فاغتسلت ولبست ثياباً طاهرة، وأمرتها أن تبسط فراشها بوسط الحجرة، فانضجعت على يمينها مستقبلة القبلة، ووضعت يدها اليمنى تحت خدها(12) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#12).
2ـ في رواية أخرى: قالت لأسماء: اسكبي لي ماءً، واغتسلت به، ثم قالت: ناوليني ثيابي الجدد، فلبستها، ثم قالت: آتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا، فضعيه تحت رأسي، ثم اخرجي عني وانظريني هنيهة، فإني أريد أن أناجي ربي عز وجل. قالت أسماء: فخرجت عنها فسمعتها تناجي ربها، فدخلت عليها وهي لا تشعر بي، فرأيتها رافعة يديها إلى السماء وهي تقول: اللهم إني أسألك بمحمد المصطفى وشوقه إلي، وببعلي علي المرتضى وحزنه علي، وبالحسن المجتبى وبكائه علي، وبالحسين الشهيد وكآبته علي، وببناتي الفاطميات وتحسرهن علي، إنك ترحم وتغفر للعصاة من أمة محمد، وتدخلهم الجنة، إنك أكرم المسؤولين، وأرحم الراحمين(13) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#13).
3 ـ وقالت: انتظريني هنيهة ثم ادعني، فإن أجبتك وإلا فاعلمي أني قد قدمت على أبي. قال الراوي: فانتظرتها أسماء هنيهة ثم نادتها، فلم تجبها، فنادت: يا بنت محمد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصى، يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى، فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا. فوقعت عليها تقبلها وهي تقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله فأقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام. ثم شقت أسماء جيبها وخرجت، فتلقاها الحسن والحسين عليهما السلام فقالا: أين أمنا؟ فسكتت، فدخلا البيت فإذا هي ممدة، فحركها الحسين عليه السلام فإذا هي ميتة، فقال: يا أخاه آجرك الله في الوالدة. فوقع عليها الحسن عليه السلام يقبلها مرة ويقول: يا أماه كلميني قبل أن يفارق روحي بدني. قالت: وأقبل الحسين عليه السلام يقبل رجليها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسين، كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت. قالت لهما أسماء: يا ابني رسول الله صلى الله عليه وآله انطلقا إلى أبيكما علي عليه السلام فأخبراه بموت أمكما. فخرجا يناديان يا محمداه، يا أحمداه، اليوم جدد لنا موتك إذ ماتت أمنا، ثم أخبرا علياً عليه السلام وهو في المسجد، فغشي عليه، حتى رش عليه الماء، ثم أفاق وكان عليه السلام يقول: بمن العزاء يا بنت محمد، كنت بك أتعزى، ففيم العزاء من بعدك؟ قال المسعودي: ولما قبضت عليها السلام جزع علي عليه السلام جزعاً شديداً، واشتد بكاؤه وظهر أنينه وحنينه، وقال في ذلك:
وكـل الذي دون المـمات(14) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#14) قليل
لكـــــل اجتـــماع مـن خـليلين فرقة
دلـيل عـلى أن لا يـدوم خـليل(16) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#16)
وإن افتقادي واحداً بعد واحد(15) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#15)
4ـ قال العلامة المقرم (ره): قالت أم سلمى زوجة أبي رافع: كنت أمرض فاطمة أيام شكاتها، فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها، فقالت لي: يا أماه اسكبي لي غسلاً، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت لي: يا أماه أعطيني ثيابي الجدد، فلبستها وأمرتني أن أقدم فراشها وسط البيت، ففعلت، فنامت عليه مستقبلة القبلة(17) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#17) وقالت: يا أماه إني مقبوضة الآن، فلا يكشفني أحد. تقول أسماء بنت عميس: لما دخلت فاطمة البيت انتظرتها هنيهة ثم ناديتها، فلم تجب، فناديت: يا بنت محمد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصى، يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى، فلم تجب، فدخلت البيت وكشفت الرداء عنها فإذا بها قد قضت نحبها شهيدة، صابرة مظلومة محتسبة ما بين المغرب والعشاء. فوقعت عليها أقبلها وأقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك صلى الله عليه وآله فأقرئيه مني السلام. فبينا هي كذلك وإذا بالحسن والحسين دخلا الدار وعرفا أنها ميتة، فوقع الحسن يقبلها ويقول: يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني، والحسين يقبل رجلها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسين، كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت. ثم خرجا إلى المسجد وأعلما أباهما بشهادة أمهما، فأقبل أمير المؤمنين إلى المنزل وهو يقول: بمن العزاء يا بنت محمد؟ كنت بك أتعزى، ففيم العزاء من بعدك؟ وقال عليه السلام: اللهم إني راض عن ابنة نبيك صلى الله عليه وآله اللهم إنها قد أوحشت فآنسها، وهجرت فصلها، وظلمت فاحكم لها يا أحكم الحاكمين. وخرجت أم كلثوم متجللة برداء وهي تصيح: يا أبتاه يا رسول الله الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده. وكثر الصراخ في المدينة على ابنة رسول الله، واجتمع الناس ينتظرون خروج الجنازة، فخرج إليهم أبو ذر وقال: انصرفوا إن ابنة رسول الله أخر إخراجها هذه العشية. وأخذ أمير المؤمنين في غسلها، وعلله الإمام الصادق عليه السلام بأنها صديقة فلا يغسلها إلا صديق، كما أن مريم لم يغسلها إلا عيسى عليه السلام. وقال عليه السلام: إن علياً أفاض عليها من الماء ثلاثاً وخمساً، وجعل في الخامسة شيئاً من الكافور، وكان يقول: اللهم إنها أمتك، وبنت رسولك، وخيرتك من خلقك، اللهم لقنها حجتها، وأعظم برهانها، وأعل درجتها، واجمع بينها وبين محمد صلى الله عليه وآله. وحنطها من فاضل حنوط رسول الله الذي جاء به جبرائيل، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي ويا فاطمة هذا حنوط من الجنة دفعه إلي جبرائيل، وهو يقرئكما السلام ويقول لكما: اقسماه واعزلا منه لي ولكما، فقالت فاطمة: ثلثه لك، والباقي ينظر فيه علي عليه السلام. فبكى رسول الله وضمها إليه وقال: إنك موفقة رشيدة مهدية ملهمة، يا علي قل في الباقي، فقال: نصف منه لها، والنصف لمن ترى يا رسول الله، قال: هو لك. وكفنها في سبعة أثواب، وقبل أن يعقد الرداء عليها نادى: يا أم كلثوم، يا زينب، يا فضة، يا حسن، يا حسين، هلموا وتزودوا من أمكم الزهراء، فهذا الفراق، واللقاء في الجنة. فأقبل الحسنان عليهما السلام يقولان: وا حسرتا لا تنطفئ من فقد جدنا محمد المصطفى وأمنا الزهراء، إذا لقيت جدنا فأقرئيه منا السلام وقولي له: إنا بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا. فقال أمير المؤمنين عليه السلام أشهد أنها حنت وأنت ومدت يديها وضمتهما إلى صدرها ملياً، وإذا بهاتف من السماء ينادي يا أبا الحسن ارفعهما عنها، فلقد أبكيا والله ملائكة السماء. فرفعهما عنها، وعقد الرداء عليها، وصلى عليها، ومعه الحسن والحسين وعقيل وعمار وسلمان والمقداد وأبو ذر، ودفنها في بيتها. ولما وضعها في اللحد قال: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله، سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك مني، ورضيت لك بما رضي الله لك. ثم قرأ: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)(18) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#18). وفي حديث غيرنا: إن أمير المؤمنين لما أنزلها في القبر وسواه عليها، سألها الملكان من ربك؟ قالت: الله ربي، قالا: ومن نبيك؟ قالت: أبي محمد، قالا: ومن إمامك؟ قالت: هذا القائم على قبري علي. ثم إنه عليه السلام سوى في البقيع سبعة قبور، أو أربعين قبراً، ولما عرف الشيوخ دفنها، وفي البقيع قبور جدد، أشكل عليهم الأمر فقالوا: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور لنخرجها ونصلي عليها. فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام، فخرج مغضباً عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة، وبيده ذو الفقار، وهو يقسم بالله: لئن حول من القبور حجر ليضعن السيف فيهم، فتلقاه عمر ومعه أصحابه فقال له: ما لك والله يا أبا الحسن لننبشن قبرها ونصلي عليها. فأخذ أمير المؤمنين بمجامع ثوبه وضرب به الأرض وقال له: يا ابن السوداء أما حقي فتركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة فو الذي نفسي بيده لئن حول منه حجر لأسقين الأرض من دمائكم. وجاء أبو بكر وأقسم عليه برسول الله أن يتركه، فخلى عنه، وتفرق الناس(19) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#19).
الصلاة عليها
1 ـ روي: أن فاطمة عليها السلام توفيت ولها ثمان عشرة سنة وشهرين، وأقامت بعد النبي صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً وروي: أربعين يوماً، وتولى غسلها وتكفينها أمير المؤمنين عليه السلام، وأخرجها ومعه الحسن والحسين في الليل، وصلوا عليها ولم يعلم بها أحد(20) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#20).
2 ـ فلما توفيت قام أمير المؤمنين عليه السلام بجميع ما وصته، فغسلها في قميصها، وأعانته على غسلها أسماء بنت عميس(21) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#21)، وأمر الحسن والحسين عليهما السلام يدخلان الماء، ولم يحضرها غيره وغير الحسنين وزينب وأم كلثوم وفضة جاريتها وأسماء بنت عميس، وكفنها في سبعة أثواب ثم صلى عليها، وكبر خمساً، ودفنها في جوف الليل، وعفى قبرها، ولم يحضر دفنها والصلاة عليها إلا علي والحسنان ونفر من بني هاشم وخواص علي عليه السلام(22) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#22).
3 ـ عن علي عليه السلام قال: خلقت الأرض لسبعة، بهم يرزقون، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون: أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة وعبد الله بن مسعود، ـقال علي عليه السلامـ وأنا إمامهم وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة عليها السلام(23) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#23).
4 ـ ولما ماتت فاطمة عليها السلام قام عليها أمير المؤمنين عليه السلام وقال: (اللهم إني راض عن ابنة نبيك، اللهم إنها قد أوحشت فآنسها، اللهم إنها قد هجرت فصلها، اللهم إنها قد ظلمت فاحكم لها وأنت خير الحاكمين)(24) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#24).
5 ـ فلما جن الليل غسلها علي، ووضعها على السرير، وقال للحسن: ادع لي أبا ذر فدعاه، فحملاه إلى المصلى، فصلى عليها، ثم صلى ركعتين، ورفع يديه إلى السماء فنادى: هذه بنت نبيك فاطمة، أخرجتها من الظلمات إلى النور، فأضاءت الأرض ميلاً في ميل. فلما أرادوا أن يدفنوها نودوا من بقعة من البقيع: إلي إلي فقد رفع تربتها مني، فنظروا فإذا هي بقبر محفور، فحملوا السرير إليها فدفنوها، فجلس علي على شفير القبر فقال: (يا أرض استودعتك وديعتي، هذه بنت رسول الله)، فنودي منها: (يا علي أنا أرفق بها منك، فارجع ولا تهتم) فرجع وانسد القبر، واستوى بالأرض، فلم يعلم أين كان إلى يوم القيامة(25) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#25).
6 ـ تاريخ الطبري: إن فاطمة دفنت ليلاً، ولم يحضرها إلا العباس وعلي والمقداد والزبير. وفي رواياتنا أنه صلى عليها أمير المؤمنين والحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة. وفي رواية: والعباس وابنه الفضل. وفي رواية: وحذيفة وابن مسعود(26) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#26).
7ـ فلما واراها وألحدها في لحدها أنشأ بهذه الأبيات، يقول:
وصــاحبها حــتى المــمات عــلـيـل
أرى عــلــل الــدنيا عــلـي كثـيــرة
وإن بـقــائـي عــنــدكم لـقــلـــيــــل
لـكــل اجــتماع مــن خـليـلين فرقـة
دليل عــلــى أن لا يدوم خليل(27) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#27)
وإن افتــقـادي فـاطماً بـعــد أحـــمد
أول نعش أحدث في الإسلام نعشها عليها السلام
1ـ في حديث: ثم قالت: أوصيك يا ابن عم أن تتخذ لي نعشاً، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته. فقال لها: صفيه لي، فوصفته، فاتخذه لها. فأول نعش عمل على وجه الأرض ذاك، وما رأى أحد قبله ولا عمل أحد(28) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#28).
2 ـ عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن أول من جعل له النعش، قال: فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.
3 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أول نعش أحدث في الإسلام نعش فاطمة، إنها اشتكت شكاتها التي قبضت فيها قالت لأسماء: إني نحلت فأُذهب لحمي، ألا تجعلين لي شيئاً يسترني؟ فقالت أسماء: إني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئاً، أفلا أصنع لك مثله؟ فإن أعجبك صنعت لك، قالت: نعم، فدعت بسرير، فأكبته لوجهه، ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه، ثم جللته ثوباً فقالت: هكذا رأيتهم يصنعون، فقالت: اصنعي لي مثله، استريني سترك الله من النار.
4 ـ قال الصادق عليه السلام: أول من جعل له النعش فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله.
5 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن أول من جعل له النعش، فقال: فاطمة عليها السلام.
6 ـ عن ابن عباس قال: مرضت فاطمة عليها السلام مرضاً شديداً، فقالت لأسماء بنت عميس: ألا ترين إلى ما بلغت؟ فلا تحمليني على سرير ظاهر، فقالت: لا لعمري، ولكن أصنع نعشاً كما رأيت يصنع بالحبشة. قالت: فأرينيه، فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواق، ثم جعلت على السرير نعشاً، وهو أول ما كان النعش، فتبسمت، وما رأيتها مبتسمة إلا يومئذ، ثم حملناها فدفناها ليلاً.
7ـ عن أسماء بنت عميس: إن فاطمة عليها السلام قالت لها: إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى، فقالت: يا بنت رسول الله أنا أصنع لك شيئاً رأيته بأرض الحبشة، قالت: فدعوت بجريدة رطبة فحبستها(29) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#29)، ثم طرحت عليها ثوباً، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! لا تعرف به المرأة من الرجل، فإذا مت فاغسليني أنت ـإلى أن قالـ فلما ماتت عليها السلام غسلها علي وأسماء(30) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#30).
تذييل
قال محشي البحار: قد كثر في هذا الباب ذكر أسماء بنت عميس وأن فاطمة عليها السلام أوصت إليها بكذا وكذا. لكنه ينافي ما هو الثابت في التاريخ من أنها كانت زوجة جعفر بن أبي طالب، ثم بعد شهادته تزوجها أبي بكر بن أبي قحافة، وبعد وفاته ـ في سنة ثلاث وعشرة من الهجرة بعد رحلة النبي صلى الله عليه وآله بأزيد من سنتين تزوجها علي بن أبي طالب، فكانت عنده مع ابنها محمد بن أبي بكر. فإما أن يكون وفاة فاطمة عليها السلام بعد هذه السنة ولم يقل به أحد، أو كان (أسماء بنت عميس) مصحفاً عن (سلمى) امرأة أبي رافع كما مر عن (أمالي الطوسي ص172)، ويجيء في غيره من المصادر، أو سلمى امرأة حمزة بن عبد المطلب وهي أخت أسماء بنت عميس كما احتمله الإربلي في (كشف الغمة) وقد مر ص 136، وإما أن يكون مصحفاً عن (أسماء بنت يزيد بن السكن) كما مر 132 عن الكنجي الشافعي، وهو الأشبه(31) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#31).
نقول: ويؤيده ما في (الإصابة) بترجمة فاطمة الزهراء عليها السلام: نقل أبو عمر في قصة وفاتها أن فاطمة أوصت علياً أن يغسلها هو وأسماء بنت عميس. واستبعده ابن فتحون فإن أسماء كانت حينئذ زوج أبي بكر (إلى أن قال) وهو محل الاستبعاد(32) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#32).
دفنها عليها السلام
1 ـ روي أنه لما صار بها إلى القبر المبارك خرجت يد فتناولتها وانصرف(33) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#33).
2 ـ في حديث: فلما قضت نحبها صلى الله عليها وهم في ذلك في جوف الليل، أخذ علي عليه السلام في جهازها من ساعته كما أوصته، فلما فرغ من جهازها أخرج علي الجنازة وأشعل النار في جريد النخل، ومشى مع الجنازة بالنار حتى صلى عليها ودفنها ليلاً(34) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#34).
3 ـ وذكر الحاكم: أن فاطمة لما ماتت أنشأ علي عليه السلام:
يــا ليــتها خــرجت مــع الــزفرات
نـفــسي عــلى زفــــراتها محبوسة
أبكـي مخافة أن تطول حياتي(35) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#35)
لا خيــر بـعــدك فـــي الحيـاة وإنما
4 ـ فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا رسول الله ـ الخ(36) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#36).
ومن وصيتها له: إذا أنزلها في القبر وسوى التراب عليها يجلس عند رأسها قبالة وجهها، ويكثر من تلاوة القرآن والدعاء، فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى أنس الأحياء(37) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#37).
الهوامش
1 ـ (مقاتل الطالبيين) ص49، ط بيروت
2 ـ (البحار) ج43، ص215
3 ـ (الكافي) ج1، ص458
4 ـ (وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام) ص114 ـ 115.
5 ـ وهو: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ولدت عليها السلام في جمادى الآخرة في العشرين منه سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله، وأقامت بمكة ثمان سنين، وبالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً (أو تسعين)، وقبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه... (دلائل الإمامة، ص45) أقول: إن نسخة الطبري كانت خمسة وسبعين،، ولعلها صحف والصحيح خمسة وتسعين
6 ـ (البحار) ج43، ص215 ـ216.
7 ـ (دلائل الإمامة) للطبري، ص45
8 ـ (بيت الأحزان) ص160. والكنز: الدفع والضرب، والطعن بطرف سنان الرمح.
9 ـ (ملتقى البحرين) ص81، (الجنة العاصمة) ص251
10 ـ (ملتقى البحرين) ص81، (الجنة العاصمة) ص251
11 ـ المصدر، ص81.
12 ـ (وفاة فاطمة الزهراء) للعلامة البلادي البحراني، ص77 ـ 78
13 ـ (وفاة فاطمة الزهراء) للعلامة البلادي البحراني، ص77 ـ78
14 ـ دون الفراق ـ خ ل.
15 ـ فاطمة بعد أحمد ـ خ ل.
16 ـ (بيت الأحزان) ص150 ـ152
17 ـ ثم توسدت يدها اليمنى واستقبلت القبلة (البحار، 43/188) وجعلت يدها تحت نحرها وقالت: إني مقبوضة (تذكرة الخواص 318). ووضعت يدها اليمنى تحت خدها (وفاة الزهراء للبلادي 79).
18 ـ طه، 55.
19 ـ (وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام) ص106 ـ110.
20 ـ (عوالم المعارف) ج11، ص292.
21 ـ في (تذكرة الخواص) ص319: إن علياً غسلها، وأسماء تصب عليها.
22 ـ (المجالس السنية) ج2، ص122.
23 ـ (الخصال) ص360 و588.
24 ـ (الخصال) ص360 و588.
25 ـ (البحار) ج43، ص215.
26 ـ المصدر، ص183 و180.
27 ـ المصدر، ص183 و180.
28 ـ (البحار) ج43، ص192.
29 ـ في البحار: فحسنتها.
30 ـ (وسائل الشيعة) ج2، ص876 ـ877، الباب 52 من أبواب الدفن.
31 ـ هامش (البحار) ج43، ص181 ـ182.
32 ـ (الإصابة) ج4، ص378.
33 ـ (البحار) ج43، ص184 و204 و213.
34 ـ (البحار) ج43، ص184 و204 و213.
35 ـ (البحار) ج43، ص184 و204 و213.
36 ـ راجع الكلام، ص551 ـ552.
37 ـ (وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام) للعلامة المقرم، ص105، عن (كشف اللثام) للفاضل الهندي عند قول العلامة (ره): يكره المقام عند القبور، رواه عن الصادق عليه السلام.
زياراتها
زيارتها وتحيتها سلام الله عليها
قال جمال العارفين والزاهدين السيد ابن طاووس (رحمه الله) في (الإقبال): فصل فيما نذكره من وقت انتقال أمنا المعظمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وتجديد السلام عليها. روينا عن جماعة من أصحابنا ذكرناهم في كتاب (التعريف) للمولد الشريف أن وفاة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها كانت يوم ثالث جمادى الآخرة، فينبغي أن يكون أهل الوفاء محزونين في ذلك اليوم على ما جرى عليها من المظالم الباطنة والظاهرة، حتى إنها دفنت ليلاً مظهرة للغضب على من ظلمها وآذاها وآذى أباها صلوات الله عليه وعلى روحها الطاهرة، وتزار بما قدمناه في كتاب (جمال الأسبوع) عند حجرة النبي عليه السلام لمن حضر هناك وإلا تزار من أي مكان كان. وقد ذكر جامع كتاب (المسائل وأجوبتها من الأئمة عليهم السلام) فيها ما سئل عنه مولانا علي بن محمد الهادي عليه السلام، فقال فيه ما هذا لفظه: أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبن إليه: إن رأيت أن تخبرني عن بيت أمك فاطمة عليها السلام أهي في طيبة(1) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/4/1.htm#1)، أو كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب: هي مع جدي صلوات الله عليه وآله. قلت أنا: وهذا النص كاف في أنها عليها السلام مع النبي صلى الله عليه وآله فيقول: السلام عليك يا سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين، السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها. ثم قل اللهم صل على أمتك، وابنة نبيك، وزوجة وصي نبيك صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين من أهل السماوات والأرضين. فقد روي: إن من زارها بهذه الزيارة واستغفر الله، غفر الله له وأدخله الجنة. (وساق الكلام إلى أن قال): وقد فضح الله جل جلاله بدفنها ليلاً على وجه المساترة عيوب من أحوجها إلى ذلك الغضب الموافق لغضب جبار الجبابرة، وغضب أبيها صلوات الله عليه صاحب المقامات الباهرة، إذ كان سخطها سخطه، ورضاها رضاه، وقد نقل العلماء أن أباها عليه السلام قال: (فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها). أقول: ولقد انقطعت أعذار المتعذرين وحيلة المحتالين بدفنها ليلاً ودعواهم أن أهل بيت النبي صلوات الله عليه وآله وعترته الطاهرين كانوا موافقين لمن تقدم عليهم من المتقدمين.
ذكر الزيارة المشار إليها لمولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، تقول: السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت نبي الله، السلام عليك يا بنت حبيب الله، السلام عليك يا بنت خليل الله، السلام عليك يا بنت صفي الله، السلام عليك يا بنت أمين الله، السلام عليك يا بنت خير خلق الله، السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله، السلام عليك يا بنت خير البرية، السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، السلام عليك يا زوجة ولي الله وخير خلقه بعد رسول الله، السلام عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. السلام عليك يا أم المؤمنين، السلام عليك يا أيتها الصديقة الشهيدة، السلام عليك أيتها الرضية المرضية، السلام عليك أيتها الصادقة الرشيدة، السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية، السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية، السلام عليك أيتها التقية النقية، السلام عليك أيتها المحدثة العليمة، السلام عليك أيتها المعصومة المظلومة، السلام عليك أيتها الطاهرة المطهرة، السلام عليك أيتها المضطهدة المغصوبة، السلام عليك أيتها الغراء الزهراء، السلام عليك يا فاطمة بنت محمد رسول الله، ورحمة الله وبركاته. صلى الله عليك يا مولاتي وابنة مولاي، وعلى روحك وبدنك، أشهد أنك مضيت على بينة من ربك، وأن من سرك فقد سر رسول الله، ومن جفاك فقد جفا رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن آذاك فقد آذى رسول الله، ومن وصلك فقد وصل رسول الله، ومن قطعك فقد قطع رسول الله، لأنك بضعة منه، وروحه التي بين جنبيه، كما قال عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام. أشهد الله وملائكته أني راض عمن رضيت عنه، وساخط على من سخطت عليه، ولي لمن والاك، وعدو لمن عاداك، وحرب لمن حاربك، أنا يا مولاتي بك وبأبيك وبعلك والأئمة من ولدك موقن، وبولايتهم مؤمن، وبطاعتهم ملتزم. أشهد أن الدين دينهم، والحكم حكمهم، وأنهم قد بلغوا عن الله عز وجل، ودعوا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا تأخذهم في الله لومة لائم. وصلوات الله عليك وعلى أبيك وبعلك وذريتك الأئمة الطاهرين. اللهم صل على محمد وأهل بيته، وصل على البتول الطاهرة الصديقة المعصومة، التقية النقية الرضية الزكية الرشيدة، المظلومة المقهورة، المغصوبة حقها، الممنوعة إرثها، المكسورة ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها، فاطمة بنت رسولك، وبضعة لحمه، وصميم قلبه، وفلذة كبده، والنخبة منك له، والتحفة خصصت بها وصيه، وحبيبه المصطفى، وقرينه المرتضى، وسيدة النساء، ومبشرة الأولياء، حليفة الورع والزهد، وتفاحة الفردوس والخلد، التي شرفت مولدها بنساء الجنة، وسللت منها أنوار الأئمة، وأرخيت دونها حجاب النبوة. اللهم صل عليها صلاة تزيد في محلها عندك، وشرفها لديك، ومنزلتها من رضاك، وبلغها منا تحية وسلاماً، وآتنا من لدنك في حبها فضلاً وإحساناً ورحمة وغفراناً، إنك ذو العفو الكريم.
ثم تصلي صلاة الزيارة، وإن استطعت أن تصلي صلاتها صلى الله عليها فافعل، وهي ركعتان، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وستين مرة قل هو الله أحد. فإن لم تستطع فصل ركعتين بالحمد وسورة الإخلاص، والحمد وقل يا أيها الكافرون. فإذا سلمت قلت: اللهم إني أتوجه إليك بنبينا محمد، وبأهل بيته صلواتك عليهم، وأسألك بحقك العظيم عليهم الذي لا يعلم كنهه سواك، وأسألك بحق من حقه عندك عظيم، وبأسمائك الحسنى التي أمرتني أن أدعوك بها، وأسألك باسمك الأعظم الذي أمرت به إبراهيم أن يدعو به الطير فأجابته، وباسمك العظيم الذي قلت للنار به كوني برداً وسلاماً على إبراهيم فكانت برداً، وبأحب الأسماء إليك وأشرفها وأعظمها لديك، وأسرعها إجابة، وأنجحها طلبة، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه، وأتوسل إليك، وأرغب إليك، وأتضرع إليك، وألح عليك، وأسألك بكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم من التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم، فإن فيها اسمك الأعظم، وبما فيها من أسمائك العظمى، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفرج عن آل محمد وشيعتهم ومحبيهم وعني، وتفتح أبواب السماء لدعاي، وترفعه في عليين، وتأذن في هذا اليوم وفي هذه الساعة بفرجي وإعطاء أملي وسؤالي في الدنيا والآخرة، يا من لا يعلم أحد كيف هو وقدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، يا من سمى نفسه بالاسم الذي تقضى به حاجة من يدعوه، أسألك بحق ذلك الاسم، فلا شفيع أقوى لي منه، أن تصلي على محمد وآل محمد وتقضي لي حوائجي، وتسمع ـبمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة المنتظر لإذنك صلواتك وسلامك ورحمتك وبركاتك عليهمـ صوتي، ليشفعوا لي إليك، وتشفعهم في، ولا تردني خائباً، بحق لا إله إلا أنت.
وتسأل حوائجك تقضي إن شاء الله تعالى(2) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/4/1.htm#2).
قال الفيروزآبادي: الصميم: العظم الذي به قوام العضو وبُنُك الشيء وخالصه، ورجل صميم: محض. والفلذة، بالكسر: القطعة من الكبد. والنخبة، بالضم وكهمزة: المختار. قوله: (ومبشرة الأولياء) على بناء اسم المفعول أي التي بشر الله الأولياء بها، ويحتمل بناء اسم الفاعل لأنها تبشر أولياءها وأحباءها في الدنيا والآخرة بالنجاة من النار، ولذا سميت عليها السلام بفاطمة. قوله: (حليفة الورع) بالحاء المهملة، الحليف: الصديق يحلف لصاحبه أن لا يغدر به، كناية عن ملازمتها لهما وعدم مفارقتها عنهما. وإرخاء الستر: إسداله، وهي كناية عن نزول الوحي في بيتها وكونها مطلعة على أسرار النبوة. وسد الهواء بالسماء كناية عن إحاطة السماء بها. قوله: (كبس الأرض على الماء) يقال: كبس البئر والنهر أي طمها بالتراب، والمعنى أنه جمعها وحفظها عن التفرق مع كونها على الماء، أو أنه تعالى بها دفع عنا عادية الماء وضررها، فكأن البحر نهر طم بالتراب. أقول: زيارتها عليها السلام في الأوقات والساعات الشريفة والأزمان المختصة بها أفضل وأنسب كيوم ولادتها وهو العشرون من جمادى الثانية، أو العاشر منه على قول، ويوم وفاتها وهو ثالث جمادى الثانية أو الحادي والعشرون من رجب على قول ابن عباس، ويوم تزويجها بأمير المؤمنين عليه السلام وهو نصف رجب أو أول ذي الحجة أو السادس منه، وليلة زفافها وهي تسع عشرة من ذي الحجة، أو الحادية والعشرون من المحرم، وكذا سائر الأيام التي ظهر لها فيها كرامة وفضيلة، كيوم المباهلة، ويوم نزول هل أتى، وهو الخامس والعشرون من ذي الحجة، وغيرهما مما يطول ذكرها(3) (http://14masom.com/14masom/02/mo-kho/4/1.htm#3).
الهوامش
1 ـ أي المدينة المنورة.
2 ـ (إقبال الأعمال) ص623 ـ626.
3 ـ (البحار) ج100، ص202.
http://otjoew.blu.livefilestore.com/y1pnA6sQgo7n1xKEcrqVI2F0qzbZO6jUnLJSyas3g1XtXWhWGm NcsKaZpQh_1nyMl1I6YZby6laCcD942kjcQuiKQ/gd.gif