زائرة الدنيا
11-05-2009, 12:49 AM
تَغْطِيَة: طامة ستكون سَنَوِيَّة يَسُنُّها "الأكرف" بالمحرَّق !
بسم الله الرحمن الرحيم
في مَنْطِقَةٍ لَمْ تَتَعَوَّد عَلى تَجَعْفُرِ شَوارِعِها، ومَنْطِقَةٍ تَضيقُ ذَرْعاً مِنَ الأيادِي اللاطِمَة، ومَنْطِقَةٍ تَعْتَبِرُ صَوْتَ التَّعْزِيَةِ إزْعاجا، ومَنْطِقَةٍ تُكْسُوها تَحَسُّسَّات السِّيَاسَة، شَهَدَتْ طُرُقاتُ تِلْكَ المَدينةِ أَضْخَمَ مَوْكِبٍ عَزائِيٍّ في تأريخِها، ولكِنْ هذه المَرَّة في حَدَثٍ مُخْتَلِفٍ تَصْنَعُهُ مُبارَكَةَ العُلَماء، إذ يَتَصَدَّرون هذا المَوْكِبِ الأَضْخَم بِوَقارِ العَمائِمِ الحافِّ حَوْلَ العمَّةِ النَّوْراءِ لـ آيَةِ الله الشَّيْخ حسين النجاتي.
طُوفانُ العَزاءِ المَهيبِ كانَ يَجْثُمُ عَلى "شارِعِ الشيخ عيسى بن علي آل خليفة" في مَشْهَدٍ غَصَّتْ بِهِ نَواظِرُ العُيون .. فأيْنَما اتَّجَهْتَ تَرى سَوادَ العَزاء، والأَكْرَفُ يَقودُ السَّلاسِلَ البَشَرِيَّةَ الأَبِيَّة المُوالِيَة وعَلى الجوانِبِ تَفيضُ أَرْصِفَةَ الشّارِعِ بالذّاهِبينَ والغادِينَ والواقِفينَ في تَجَمْهُرٍ لَيْسَ لَهُ نَظيرٌ سابِق، تَكادُ قُلوبُ المُنَظِّمين مِنْهُ أَنْ تُصابَ بالرُّعْبِ حينما تَأخُذُ شَفَتا الأَكْرَفِ بِتَوْجيهِ جَماهيرَ الجوانِبِ بالدُّخولِ للعَزاء، وكأنّي بِقُلوبِ المُنَظِّمين تَهْمِسُ بِطلاقَةٍ "لايبه ماعندنا سماعات حقهم" http://www.malkiyanet.net/vb/images/smilies/clap.gif
لَمْ يَكُنْ اخْتيارُ المُسْتَهل العَزائِي عَبَثاً، فأَظُنُّهُ في هذه الليلةِ كانَ يُحاكِي المَلأ القَريبِ مِنْ مَحَطِّ قَدَمِ الأَكْرَف قَبْلَ المَلأِ البَعيد تأريخِيّاً وجُغْرافِيّاً لِظالِمي "فاطِمَة" عَلَيْها سَلام الله، أَدَعُكُمْ تتأَمَّلونَهُ بِتَرَيُّثٍ وَدِقَّة:
المجهولة قدراً يافاطِمَةَ الزَّهْراء
المخفية قبراً يافاطِمَةَ الزَّهْراء
يامَنْ بُكاها ×-×-× آذى عِداها
× في الملأ البعيد هُوَ تَصْويرٌ لِحالَةِ الزَّهْراء (عَلَيْها سَلامُ الله) المَعْروفة في بُكائِها الذي كانَ يؤذِيهم حَتّى أَبْعَدوها عَنْ مَسْكَنِها كَيْ تُواصِلُ العَويلَ لِوَحْدِها وتنئى بِبُكائِها عَنْهُمْ.
× هَكذا هُوَ الحال في الملأ القَريب أَيْضاً حَيْثُ باتَتْ مُواساة العَويل الفاطِمِيِّ إزْعاجاً ولكِنَّ جُزْءاً مِنَ الثَّأْرِ أَنْ لاتَبْعُد هذه المُواساة والتَّعْزيةِ قَيْدَ أُنْمُلَةٍ عَنْ أَرْضِها وتُدَوّي بِصَدْحها الجَبَرُوتِيِّ في كُلِّ أَنْحائِها.
هذا ماحصل بالفِعْل، ولله الحَمْد والمِنَّة إذْ بهذه الضَّخامَة الرَّهيبة في الأرْض هذه عُرِفَ جُزْءٌ مِنْ قَدْرِ تِلْكَ السَّيِّدَة "المَجْهولة قَدْراً" ، فـ بارَكَ الله كُلَّ السَّواعِد الطَّاهِرَة الَّتي تألَّقَتْ خِدْمَةً في هذا المَوْكِبِ الجَرّار، وساعد الله قَلْبَ مَنْ تَزَمَّلَ خَوْفاً في هذه اللَّيْلَة مِنَ النَّظَر لِثَمَرَةِ الكِلْمَة العُلمائِيَّة بأرْضِ المُحَرَّق، ولا أنْسى كَلِمَة الخِتام للشَّيْخ النَّجاتي التي كانت طَلَّة أَقْصَرَ من القصيرة استُقبلت بهتاف "معكم معكم ياعلماء"، وعَبَّرَ فيها أنَّ أَحد الإخوة طلب منه توجيه الشُّكر لجميع المُعزين ولكنَّهُ احْتار مَنْ وعَنْ ماذا يَشْكُر ؟! فالمُعَزّاة فاطِمَة الزَّهْراء والعَزاءُ لَها والمُطاعَةُ هي، ولَيْسَ هُوَ مَنْ يَمْلِكُ المَوْقِعَ للشُّكْرِ وإنَّما أَجْرُكُمْ عِنْدَ الله بِحَقِّها، وأتى لَنا هذهِ المَرّة بتَهانٍ على غَيْر العادَة، هَنّأ الجميع على هذا التَّوْفيق الذي لَيْسَ لَهُ مَثيل وشكر الله سبحانه وتعالى وختم بالصلاة على مُحمَّدٍ وآلِ مُحَمِّد !
باخْتِصارٍ .. أرى هذه اللَّيْلَةَ كابوساً لأُناسٍ، وحُلُماً وَرْدِياً مُحَقَّقاً لأُناسٍ آخَرُين يُردِّدونَ مَعَ العُنوان "إن شاء الله" !!
محمد جعفر النايم
8/5/2009م
http://www.malkiyanet.net/cover/laila/TT/1.jpg
http://www.malkiyanet.net/cover/laila/TT/2.jpg
http://www.malkiyanet.net/cover/laila/TT/3.jpg
http://www.malkiyanet.net/cover/laila/TT/4.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
في مَنْطِقَةٍ لَمْ تَتَعَوَّد عَلى تَجَعْفُرِ شَوارِعِها، ومَنْطِقَةٍ تَضيقُ ذَرْعاً مِنَ الأيادِي اللاطِمَة، ومَنْطِقَةٍ تَعْتَبِرُ صَوْتَ التَّعْزِيَةِ إزْعاجا، ومَنْطِقَةٍ تُكْسُوها تَحَسُّسَّات السِّيَاسَة، شَهَدَتْ طُرُقاتُ تِلْكَ المَدينةِ أَضْخَمَ مَوْكِبٍ عَزائِيٍّ في تأريخِها، ولكِنْ هذه المَرَّة في حَدَثٍ مُخْتَلِفٍ تَصْنَعُهُ مُبارَكَةَ العُلَماء، إذ يَتَصَدَّرون هذا المَوْكِبِ الأَضْخَم بِوَقارِ العَمائِمِ الحافِّ حَوْلَ العمَّةِ النَّوْراءِ لـ آيَةِ الله الشَّيْخ حسين النجاتي.
طُوفانُ العَزاءِ المَهيبِ كانَ يَجْثُمُ عَلى "شارِعِ الشيخ عيسى بن علي آل خليفة" في مَشْهَدٍ غَصَّتْ بِهِ نَواظِرُ العُيون .. فأيْنَما اتَّجَهْتَ تَرى سَوادَ العَزاء، والأَكْرَفُ يَقودُ السَّلاسِلَ البَشَرِيَّةَ الأَبِيَّة المُوالِيَة وعَلى الجوانِبِ تَفيضُ أَرْصِفَةَ الشّارِعِ بالذّاهِبينَ والغادِينَ والواقِفينَ في تَجَمْهُرٍ لَيْسَ لَهُ نَظيرٌ سابِق، تَكادُ قُلوبُ المُنَظِّمين مِنْهُ أَنْ تُصابَ بالرُّعْبِ حينما تَأخُذُ شَفَتا الأَكْرَفِ بِتَوْجيهِ جَماهيرَ الجوانِبِ بالدُّخولِ للعَزاء، وكأنّي بِقُلوبِ المُنَظِّمين تَهْمِسُ بِطلاقَةٍ "لايبه ماعندنا سماعات حقهم" http://www.malkiyanet.net/vb/images/smilies/clap.gif
لَمْ يَكُنْ اخْتيارُ المُسْتَهل العَزائِي عَبَثاً، فأَظُنُّهُ في هذه الليلةِ كانَ يُحاكِي المَلأ القَريبِ مِنْ مَحَطِّ قَدَمِ الأَكْرَف قَبْلَ المَلأِ البَعيد تأريخِيّاً وجُغْرافِيّاً لِظالِمي "فاطِمَة" عَلَيْها سَلام الله، أَدَعُكُمْ تتأَمَّلونَهُ بِتَرَيُّثٍ وَدِقَّة:
المجهولة قدراً يافاطِمَةَ الزَّهْراء
المخفية قبراً يافاطِمَةَ الزَّهْراء
يامَنْ بُكاها ×-×-× آذى عِداها
× في الملأ البعيد هُوَ تَصْويرٌ لِحالَةِ الزَّهْراء (عَلَيْها سَلامُ الله) المَعْروفة في بُكائِها الذي كانَ يؤذِيهم حَتّى أَبْعَدوها عَنْ مَسْكَنِها كَيْ تُواصِلُ العَويلَ لِوَحْدِها وتنئى بِبُكائِها عَنْهُمْ.
× هَكذا هُوَ الحال في الملأ القَريب أَيْضاً حَيْثُ باتَتْ مُواساة العَويل الفاطِمِيِّ إزْعاجاً ولكِنَّ جُزْءاً مِنَ الثَّأْرِ أَنْ لاتَبْعُد هذه المُواساة والتَّعْزيةِ قَيْدَ أُنْمُلَةٍ عَنْ أَرْضِها وتُدَوّي بِصَدْحها الجَبَرُوتِيِّ في كُلِّ أَنْحائِها.
هذا ماحصل بالفِعْل، ولله الحَمْد والمِنَّة إذْ بهذه الضَّخامَة الرَّهيبة في الأرْض هذه عُرِفَ جُزْءٌ مِنْ قَدْرِ تِلْكَ السَّيِّدَة "المَجْهولة قَدْراً" ، فـ بارَكَ الله كُلَّ السَّواعِد الطَّاهِرَة الَّتي تألَّقَتْ خِدْمَةً في هذا المَوْكِبِ الجَرّار، وساعد الله قَلْبَ مَنْ تَزَمَّلَ خَوْفاً في هذه اللَّيْلَة مِنَ النَّظَر لِثَمَرَةِ الكِلْمَة العُلمائِيَّة بأرْضِ المُحَرَّق، ولا أنْسى كَلِمَة الخِتام للشَّيْخ النَّجاتي التي كانت طَلَّة أَقْصَرَ من القصيرة استُقبلت بهتاف "معكم معكم ياعلماء"، وعَبَّرَ فيها أنَّ أَحد الإخوة طلب منه توجيه الشُّكر لجميع المُعزين ولكنَّهُ احْتار مَنْ وعَنْ ماذا يَشْكُر ؟! فالمُعَزّاة فاطِمَة الزَّهْراء والعَزاءُ لَها والمُطاعَةُ هي، ولَيْسَ هُوَ مَنْ يَمْلِكُ المَوْقِعَ للشُّكْرِ وإنَّما أَجْرُكُمْ عِنْدَ الله بِحَقِّها، وأتى لَنا هذهِ المَرّة بتَهانٍ على غَيْر العادَة، هَنّأ الجميع على هذا التَّوْفيق الذي لَيْسَ لَهُ مَثيل وشكر الله سبحانه وتعالى وختم بالصلاة على مُحمَّدٍ وآلِ مُحَمِّد !
باخْتِصارٍ .. أرى هذه اللَّيْلَةَ كابوساً لأُناسٍ، وحُلُماً وَرْدِياً مُحَقَّقاً لأُناسٍ آخَرُين يُردِّدونَ مَعَ العُنوان "إن شاء الله" !!
محمد جعفر النايم
8/5/2009م
http://www.malkiyanet.net/cover/laila/TT/1.jpg
http://www.malkiyanet.net/cover/laila/TT/2.jpg
http://www.malkiyanet.net/cover/laila/TT/3.jpg
http://www.malkiyanet.net/cover/laila/TT/4.jpg