حيــــــــــدرة
11-05-2009, 01:02 AM
_( الذهبي )_
وما أدراك من "الذهبي " ....!
نسبه :
هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الأصل الفارقي ثم الدمشقي شمس الدين الذهبي .
نشأته:
ولد الإمام الذهبي في اليوم الثالث عشر من شهر ربيع الآخر سنة (673)ه- بدمشق وسمع بعد التسعين وستمائة وأكثر عن ابن غدير وابن عساكر ويوسف الغسولي وغيرهم ثم رحل إلى القاهرة وأخذ عن الأبرقوهي والدمياطي وابن الصواف والقرافي وغيرهم وشيوخه في السماع والإجازة في معجمه الكبير أزيد من ألف ومائتي نفس .
ثناء بني قومه عليه :
الإمام الذهبي يعتبر مؤرخ الإسلام وقد لقب بذلك كما أنه أحد أعلام الحفاظ الذين برزوا في علم الحديث رواية ودراية فلا عجب أن يكون محل ثناء الخاص والعام ولا غرو أن تنطلق الألسنة بذكره بالجميل وقد أتى بالجميل الجليل .. وقد قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية:
"الحافظ الكبير مؤرخ الإسلام وشيخ المحدثين وقال: وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه" .. وقال ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات : الشيخ الإمام العلامة الحافظ حافظ لا يجارى ولافظ لا يبارى أتقن الحديث ورجاه ونظر علله وأحواله وعرف تراجم الناس وأبان الإبهام في تواريخهم والإلباس .
جمع الكثير ونفع الجم الغفير وأكثر من التصنيف ووفر بالاختصار مؤنة التطويل في التأليف، وقال أبو المحاسن الحسيني في ذيل تذكرة الحفاظ: "الشيخ الإمام العلامة شيخ المحدثين وقدوة الحفاظ والقراء محدث الشام ومؤرخه ومفيده" .
وقال: "وخرج لجماعة من شيوخه وجرح وعدل وفرع وصحح وعلل واستدرك وأفاد وانتقى واختصر كثيراً من تأليف المتقدمين والمتأخرين وكتب علماً كثيراً وصنف الكتب المفيدة " . وقال ابن السبكي في طبقات الشافعية:
"شيخنا وأستاذنا الإمام الحافظ محدث العصر" ، وقال الشوكاني في البدر الطالع: "الحافظ الكبير المؤرخ صاحب التصانيف السائرة في الأقطار" .
وقال ابن حجر في الدرر الكامنة: "ومهر في الحديث وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفً وجمع تاريخ الإسلام فأربى فيه على من تقدم بتحرير أخبار المحدثين خصوصاً".
وقال البدر النابلسي: "كان علامة زمانه بالرجال وأحوالهم حديد الفهم ثاقب الذهن وشهرته تغني عن الإطناب فيه".
وقال السيوطي في ذيل تذكرة الحفاظ: "الإمام الحافظ محدث العصر خاتمة الحفاظ ومؤرخ الإسلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة" وقال: "والذي أقوله: إن المحدثين عيال الآن على أربعة: المزي والذهبي والعراقي وابن حجر.."
قال أبو المحاسن الحسيني: "وكان أحد الأذكياء المعدودين والحفاظ المبرزين".
آثاره:
وقد خلف الحافظ الذهبي للأمة الإسلامية ثروة هائلة من المصنفات القيمة النفيسة التي هي المرجع في بابها وعظمت الفائدة بهذه المؤلفات ونالت حظاً كبيراً من الثناء وكان لها القبول التام لدى الخاص والعام.
قال الشوكاني في وصفها: وجميع مصنفاته مقبولة مرغوب فيها رحل الناس لأجلها وأخذوها عنه وتداولوها وقرأوها وكتبوها في حياته.. وطارت وقرأوها في جميع بقاع الأرض وله فيها تعبيرات رائعة وألفاظ رشيقة غالباً لم يسلك مسلكه فيها أهل عصره ولا من قبله ولا قبلهم ولا أحد بعدهم .. وبالجملة فالناس في التاريخ من أهل عصره فمن بعدهم عيال عليه ولم يجمع أحد في هذا الفن كجمعه ولا حرره كتحريره، قال الحافظ ابن حجر: ورغب الناس في تواليفه ورحلوا إليه بسببها وتداولوها قراءة ونسخاً وسماعاً.
ومن أشهر مؤلفاته المطبوعة:
كتاب (ميزان الاعتدال في نقد الرجال)
كتاب (المشتبه في الأسماء والأنساب)
كتاب (العبر في خبر من غبر)
كتاب (تذكرة الحفاظ)
كتاب (طبقات القراء).
وفاته:
توفي الحافظ الذهبي ليلة الاثنين ثالث شهر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة .. وصلّي عليه يوم الاثنين صلاة الظهر في جامع دمشق ودفن بباب الصغير أرخ وفاته بهذا ابن كثير في البداية والنهاية وابن السبكي في طبقات الشافعية.
http://www.alnasiha.net/cms/node/286
بصدق هذا العالم الفذ الشهير عند أخواننا المخالفين
والذي يُعد من أعلام عصره في علمه ودقيق بحثه وحرصه لأنتقائه ما صح من رواية وما سلم من دراية - عندهم فقط - ولكن حين يطلع المرء على كتبه ومؤلفاته يرى تخبطه الكبير والذي لا يُغتفر أبداً لهذا العالم الجهبذ ..!!
وكأنه لم يحط بأبسط أصول العلم وأخلاق العلماء وتقواهم وقوانين التحقيق والبحث ومعرفة علم الرجال والحديث والتواريخ ورجالاته ...!!
فأستمع وأقرأ وما عشت أراك الدهر عجباً
-------------
هذا الملف بالتحديد عن الرواية المشهورة عند جميع الطوائف وقول رسول الله صلى الله عليه وآله في حق سيد الوصيين وإمام المتقين علي أمير المؤمنين عليه السلام :
(( يا عليّ ، لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولاّ يبغضك إلاّ منافق ))
قال الذهبيّ - بعد روايته للحديث من طريق شعبة - :
" ... فمعناه أنّ حبّ عليّ من الإيمان ، وبغضه من النفاق ؛ فالإيمان ذو شُعَب ، وكذلك النفاق يتشعّب ، فلا يقول عاقل : إنّ مجرّد حبّه يصير الرجل به مؤمناً مطلقاً ، ولا بمجرد بغضه يصير به الموحّد منافقاً خالصاً ، فمن أحبّه وأبغض أبا بكر كان في منزلة من أبغضه وأحبّ أبا بكر ، فبغضهما ضلال ونفاق ، وحبّهما هدًى وإيمان ..."
(سير أعلام النبلاء : 12 / 509 - 510 م : 189 ).
هكذا يريد الذهبي أن ينتقص درجة الحديث ؛ فيقيّد إطلاق كلام النبيّ صلى الله عليه وآله من قِبَل نفسه ، من دون أن يكون هناك مقيّد ؛ لا من الكتاب ولا من السنّة .
نعم لابدّ وأن يفعل الذهبيّ ذلك ، لأنّ الحديث بإطلاقه شامل لكلّ من كان يبغض عليّاً ، ويتظاهر أنّه من أهل التوحيد ، من دون أن يعلم أنّ الله تعالى علّق حقيقة التوحيد بحبّ بعض أوليائه بصورة مطلقة ، ومن دون أن يعرف أنّ المرء لا يحصل على الحبّ الحقيقي إلاّ باتّباع النبيّ صلى الله عليه وآله، والسير على نهج عترته عليهم السلام .
وأمّا المقارنة الّتي اصطنعها الذهبيّ من عنده ؛ فهي علامة شدّة تحسّره على عدم ورود الحديث في فضل أبي بكر كوروده في فضل عليّ عليه السلام ، فحاول إشراك أبي بكر في تلك الفضيلة ، بالرغم من عدم وجود دليل على ذلك .
نعم ، قد قوبل هذا الحديث - كجميع ما ورد في فضل عليّ عليه السلام - بالمثل ؛ حيث روى الصيقلي والخطيب وابن عساكر عن جابر : » لا يحبّ أبا بكر وعمر إلاّ مؤمن ، ولا يبغضهما إلاّ منافق« ...
(كنز العمّال : 11 / 572 ح : 32709)
إلاّ أنّ الظاهر من الذهبي أنّه يستحي من أن يقابل ذلك الحديث القويّ في الإسناد والمشهور بين أئمة الحديث بهذه الرواية التي لم يحكم بصحتها أوحُسْنِها أحدٌ من الثقات ، ولم ترد في كتاب معتبر ، مع أنّ الدواعي كانت متوفرة لنقلها وروايتها بصورة متواترة لو كانت صادرة عن النبيّ حقّاً ، ممّا لم يتوفّر ذلك بالنسبة إلى فضائل عليّ عليه السلام ، بسبب منع السلطة الحاكمة الرواة من نقل فضائله ، واتّهامهم من قِبَل علماء القصور .
وهذا بخلافه بالنسبة لما يتعلق بفضائل غيره من الخلفاء الثلاثة ، فعلى العكس من ذلك ، كانت السلطة تحثّ على نشرها ، وتعطي الجوائز على روايتها ، بزعم أنهم يرغمون بذلك أنوف بني هاشم .
وقال الذهبيّ ولاحظوا الطامة الكبرى في قوله من حيث لا يدري :
وقد جعلتُ طرق » حديث الطير« في جزء ، وطرق حديث » من كنت مولاه« ، وهو أصحّ . وأصحّ منهما ما أخرجه مسلم عن عليّ ، قال : إنّه لعهد النّبيّ الأُمّيّ إليّ؛» أنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق« .
وهذا أشكل الثلاثة ؛ فقد أحبّه قوم لاخلاق لهم ، وأبغضه بجهلٍ قومٌ من النواصب . فالله أعلم .
(سير أعلام النبلاء : 17 / 169 م : 100 ).
فيبدو من كلامه أنّه فزع من هذا الحديث وارتعد بشدّة ، حتى كان سبباً لأن يفتقد شعوره ؛ بحيث لا يدري ما يقول ، فهل أراد بكلامه أن ينكر قول النبيّ صلى الله عليه وآله، وأنّه مخالف للواقع بنظره؟!!
أو أراد أن ينكر صحّة الحديث ، ولكن علوّ درجة السّند وقوّته حيّرت الذّهبي ، فلم يجد من بين رجاله مَنْ يجعله هدفاً لسهامه المسمومة ....!!
ثمّ إذا ضممنا كلماته الأُخرى إلى كلامه هذا ، نفهم أنّ الذهبي كان متيقّناً بصدور هذا الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله ، لأنّك لاحظت أنّه اعترف بأنّ هذا الحديث أصحّ من حديث » من كنت مولاه« ، وقد قال بالنسبة لهذا : إنّه متواتر ، أتيقّن أنّ رسول الله قاله ...
(سير أعلام النبلاء : 8 / 335 م : 86 ، البداية والنهاية : 5 / 233 وفي طبع : 5 / 188 ).
فإذا كان الذهبي متيقّناً بصدور هذا الحديث عن النبيّ فيكون متيقّناً بصدور ذاك بطريق أولى .
وقد غاب عن الذّهبيّ أنّ الحبّ عمل قلبيّ لا يُعلَم إلاّ بآثاره ، وأن حبّ عليّ عليه السلام لاخلاقية ضدّان لا يجتمعان ، بل نقيضان لايوجدان معاً ; فإذا ثبت أنّ أحداً كان محبّاً لعليّ ، فلا يمكن أن يكون ممّن لا خلاق له ، وإِنْ أنكره الذهبي ، وإن ثبت أَنْ لاخلاق لآخر ، فلا يمكن أن يكون محبّاً لعليّ وإِنْ أظهر محبّته .
وقد نسي الذّهبي أنّ مشركي قريش كانوا جاهلين بحقّيّة النبيّ ، حتى قال رسولهم - سهيل بن عمرو - يوم الحديبيّة : لو كنّا نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك . ومع ذلك لم يسلب جهلُهُم هذا وصفَ الشرك عنهم ، ولم يغيّر من الواقع شيئاً . فكذلك كان الأمر بالنسبة إلى أعداء عليّ عليه السلام ومبغضيه ؛ فإنّ الله تعالى قد وصفهم بالنفاق ، سواء كانوا عالمين بحقّيّته أوجاهلين ، فجهلهم لا يُغيِّر من الواقع شيئاً ، ولا يسلب عنهم وصفَ النفاق . هذا قضاء الله تعالى قضاه ، فانقضى ، وأبرزه على لسان رسوله الّذي لا ينطق عن الهوى ، سواء رضي الذهبي بذلك أم سخط .
ثمّ لو ماشينا الذّهبي وقلنا بجهل هؤلاء ، فلا نقول بجهل الذّهبي نفسه في مواقفه تجاه أمير المؤمنين عليه السلام، بل هو عالم بما يعمل ، وتلك المواقف هي الّتي حملته على الذُّعْر و الانزعاج من الحديث .
فمنها : ما قاله الغماري :
" ذكر الذّهبي في كتاب العلولة حديثاً في فضل عليّ والعبّاس بإسناد رجاله ثقات ، ثمّ قال : هذا موضوع في نقدي ، فلا أدري من آفته ؟ وسفيان بن بشر ثقة مشهور ، ما رأيت فيه جرحاً ، فليضعف بمثل هذا ..."
(فتح الملك العليّ : 68 ).
فعندما يقف القارئ على مثل هذه القضيّة ، يتعجّب من صنيع مَنْ ينسب نفسه إلى العلم والدّين ؛ كيف أخذ بيده طابع جرح يضعه على من أراد من الثقات ، ولا ذنب له سوى روايته مناقب عليّ عليه السلام !!
ويعلم المطّلِع على أمثال هذه المواقف أنّ الآفة حاصلة من نفس الذّهبي ، لا من هؤلاء الأبرياء فلله المشتكى ...!
ومنها : ما أخرجه الطبراني ؛ عن عبد الله بن بسر ، أنّ رسول الله استأذن أبا بكر وعمر في أمر ؛ فقال : »أشيروا عليَّ« ، فقالا : الله ورسوله أعلم ، فقال : » أشيروا عليَّ« ، فقالا : الله ورسوله أعلم ، فقال : » ادعوا لي معاوية« . فقال أبو بكر وعمر : أما كان في رسول الله ورجلين من قريش ؛ما ينفّذون أمرهم ، حتى بعث رسول الله إلى غلام من غلمان قريش !؟ فلمّا وقف بين يديه قال : » احضروه أمركم - أو أشهدوه أمركم - فإنّه قويّ أمين« .
قال الهيثمي : وشيخ الطبراني لم يوثّقه إلاّ الذهبيّ في الميزان ، وليس فيه جرح مفسّر ، ومع ذلك فهو حديث منكر ، والله أعلم .
(مجمع الزوائد : 9 / 356 ).
أقول : كيف يمكن لورع في دينه أن يوثّق من لم يعاشره ولم يجالسه ولم يؤاكله ، وبينهما فاصل زماني أكثر من أربعمائة سنة ، ولم يوثّق من قِبَل أحد ممّن عاصره ؟!!!
نعم ، لا بأس بذلك عند الذّهبي إذا كان ذلك الشخصُ روى الموضوعاتِ في فضل معاوية ، فبذلك يستحقّ التوثيق من قِبَله .
ومنها : أنّه قد رُوي عن النبيّ أنّه قال لمعاوية وعمرو بن العاص : » اللّهمّ اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما في النار دعّاً« .
فعدّ الذّهبي هذا الحديث من فضائل معاوية ، بعد أن ضمّ إليه خبراً موضوعاً على لسان النبيّ ؛ فزعموا أنّه قال : » اللّهمّ من سببته أو لعنته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة« .
(فتح الملك العليّ : 62 ) .
ولعل القوم ومنهم الذهبي قد نسي قول الله تعالى لنبيه المصطفى : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيِمٍ ) ...
وكذلك أحاديث صحيحة وصريحة وثابتة عن نبي الهدى صلى الله عليه وآله حيث يقول وفي أكثر من حديث له بأبي وأمي صلى الله عليه وآله :
- (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )
- (ومن لعن مؤمناً فهو كقتله)
- (لايكون اللعّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة)
- (ليس المؤمن بالطّعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء)
- (إنّي لم أُبعث لعّاناً ، وإنّما بعثت رحمة)
ومع هذا كله فنجد العالم الجهبذ "الذهبي" يقول : : " ومعاوية من خيار الملوك الّذين غلب عدلهم على ظلمهم ، وماهو ببرئ من الهنات ، والله يعفو عنه "
( سير أعلام النبلاء : 3 / 159 ).
فكأنّ حضرة الذّهبي صعد إلى ربّ العزّة ، فوقف على اللوح المحفوظ واطّلع فيه على حكم الله بغفران معاوية !
أو كأنّ الله جعله في منصب الوكالة والنيابة عنه ؛ فيحكم من قِبَل نفسه بعفوه !
ولا أدري كيف يستطيع منصف - وهو عالم بجرائم معاوية وجناياته الّتي ترتعد من ذكرها الفرائص والأبدان - أن يتفوّه باحتمال عفوه فضلاً عن البتّ به ، فأيّة جناية من جناياته غير قابلة لأن يعذّب الله الأوّلين والآخرين لو اتّفقوا على ارتكابها ، ولو مرّة واحدة ؟!
فهل جناية سنّه سبّ أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر قابلة لأن يعفو الله عنه ، وهو أخو رسول الله ، وسبّه سبّ لله ولرسوله !؟
أو قتله لسيّد شباب أهل الجنّة السّبط الأكبر للنبيّ الإمام الحسن عليه السلام !؟
أو قتله للصالحين من عباد الله وأوليائه تحت التعذيب ، أمثال : عمرو بن الحمق وحجر بن عديّ وأصحابه ؟!
أو تسليطه لابنه يزيد السّكّير الفاجر على رقاب المسلمين ، ممّا كان سبباً لهدم الإسلام عروةً عروةً ؟!
ولا أدري أيّة جريمة من هذه الجرائم وأمثالها من الجنايات الصادرة عن معاوية كانت قابلة لأن يغفرها الله تبارك وتعالى عمّا يقوله الظالمون علوّاً كبيراً ؟!
فهذه بعض المواقف من الذّهبي تجاه أمير المؤمنين عليه السلام ، ومعاوية بن أبي سفيان حشره الله معه ، أوردناها كأنموذج للقارئ ، كي يكون على معرفة من أعماله ، وعلى حذر من أمثاله .
وإن نسيت ذلك ، فلا تنس : أنّ الذّهبي ذَكَر الإمام الرّضا العلوي عليه السلام في الميزان ، ولم يذكر فيه ابنَ حزم الأموي ، وقد كان على شرطه ، كما نبّه عليه الحافظ في اللّسان .
وفي الأخير أليكم شدة نصب هذا الشخصية وكرهه وحقده لكل فضيلة لأمير المؤمنين علي عليه السلام وحبه الشديد لأبناء الطلقاء معاوية ومن على شاكلته أعداء أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام :
[أبو يعلى] : ثنا أبو هشام ، ثنا ابن فضيل - وساق السند كما تقدّم - عن أُمّ سلمة ، قالت : قال رسول الله لعليّ : » لا يحبّك منافق ، ولا يبغضك مؤمن« .
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي يعلى.(راجع: مسند أبي يعلى : 12 / 331 - 332 ح : 6904 ، تاريخ دمشق : 42 / 279 ).
قال الذهبي معلقاً على هذا الحديث :
"مساور الحميري (وهو من رجال الترمذي وابن ماجة )، عن أُمّه ، عن أُمّ سلمة ، فيه جهالة ، والخبر منكر ، رواه عنه أبو نصر عبد الله الضبّي " ...
(راجع : ميزان الاعتدال : 4 / 95 م : 8447 ).
هكذا قال الذهبي عندما كان في مقابل فضائل عليّ عليه السلام ، وقد أخرج الحاكم في كتاب البرّ والصلة بهذا الإسناد ، عن أُمّ سلمة ، أنّها قالت : سمعت رسول الله يقول : » أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنّة« .
(المستدرك : 4 / 173 ، وفي طبع : 4 / 191 ح : 7328 ، وفي آخر : 5 / 241 ح : 7408 ) .
ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، وأقرّه الذهبي ، من دون أن يقول : فيه جهالة ، لعدم كونه في فضل عليّ بن أبي طالب مع كونه من روايات نفس من ضعفهما العالم الذهبي أعلاه - مساور بن عبدالله عن امه - وهذا يدلّ على أنّ مساور بن عبد الله وأُمّه لم يكونا مجهولين عند الذهبي المخضرم ، كما لم يكونا كذلك عند الترمذي والحاكم ...!!!
وما خُفي أعـــــــــــــــــــــــــــــظم
http://www.shiaee.com/vb/showthread.php?t=13776
فلله المشتكى
__( حيــــــــــــــــــــــــــــدرة )__
وما أدراك من "الذهبي " ....!
نسبه :
هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الأصل الفارقي ثم الدمشقي شمس الدين الذهبي .
نشأته:
ولد الإمام الذهبي في اليوم الثالث عشر من شهر ربيع الآخر سنة (673)ه- بدمشق وسمع بعد التسعين وستمائة وأكثر عن ابن غدير وابن عساكر ويوسف الغسولي وغيرهم ثم رحل إلى القاهرة وأخذ عن الأبرقوهي والدمياطي وابن الصواف والقرافي وغيرهم وشيوخه في السماع والإجازة في معجمه الكبير أزيد من ألف ومائتي نفس .
ثناء بني قومه عليه :
الإمام الذهبي يعتبر مؤرخ الإسلام وقد لقب بذلك كما أنه أحد أعلام الحفاظ الذين برزوا في علم الحديث رواية ودراية فلا عجب أن يكون محل ثناء الخاص والعام ولا غرو أن تنطلق الألسنة بذكره بالجميل وقد أتى بالجميل الجليل .. وقد قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية:
"الحافظ الكبير مؤرخ الإسلام وشيخ المحدثين وقال: وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه" .. وقال ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات : الشيخ الإمام العلامة الحافظ حافظ لا يجارى ولافظ لا يبارى أتقن الحديث ورجاه ونظر علله وأحواله وعرف تراجم الناس وأبان الإبهام في تواريخهم والإلباس .
جمع الكثير ونفع الجم الغفير وأكثر من التصنيف ووفر بالاختصار مؤنة التطويل في التأليف، وقال أبو المحاسن الحسيني في ذيل تذكرة الحفاظ: "الشيخ الإمام العلامة شيخ المحدثين وقدوة الحفاظ والقراء محدث الشام ومؤرخه ومفيده" .
وقال: "وخرج لجماعة من شيوخه وجرح وعدل وفرع وصحح وعلل واستدرك وأفاد وانتقى واختصر كثيراً من تأليف المتقدمين والمتأخرين وكتب علماً كثيراً وصنف الكتب المفيدة " . وقال ابن السبكي في طبقات الشافعية:
"شيخنا وأستاذنا الإمام الحافظ محدث العصر" ، وقال الشوكاني في البدر الطالع: "الحافظ الكبير المؤرخ صاحب التصانيف السائرة في الأقطار" .
وقال ابن حجر في الدرر الكامنة: "ومهر في الحديث وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفً وجمع تاريخ الإسلام فأربى فيه على من تقدم بتحرير أخبار المحدثين خصوصاً".
وقال البدر النابلسي: "كان علامة زمانه بالرجال وأحوالهم حديد الفهم ثاقب الذهن وشهرته تغني عن الإطناب فيه".
وقال السيوطي في ذيل تذكرة الحفاظ: "الإمام الحافظ محدث العصر خاتمة الحفاظ ومؤرخ الإسلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة" وقال: "والذي أقوله: إن المحدثين عيال الآن على أربعة: المزي والذهبي والعراقي وابن حجر.."
قال أبو المحاسن الحسيني: "وكان أحد الأذكياء المعدودين والحفاظ المبرزين".
آثاره:
وقد خلف الحافظ الذهبي للأمة الإسلامية ثروة هائلة من المصنفات القيمة النفيسة التي هي المرجع في بابها وعظمت الفائدة بهذه المؤلفات ونالت حظاً كبيراً من الثناء وكان لها القبول التام لدى الخاص والعام.
قال الشوكاني في وصفها: وجميع مصنفاته مقبولة مرغوب فيها رحل الناس لأجلها وأخذوها عنه وتداولوها وقرأوها وكتبوها في حياته.. وطارت وقرأوها في جميع بقاع الأرض وله فيها تعبيرات رائعة وألفاظ رشيقة غالباً لم يسلك مسلكه فيها أهل عصره ولا من قبله ولا قبلهم ولا أحد بعدهم .. وبالجملة فالناس في التاريخ من أهل عصره فمن بعدهم عيال عليه ولم يجمع أحد في هذا الفن كجمعه ولا حرره كتحريره، قال الحافظ ابن حجر: ورغب الناس في تواليفه ورحلوا إليه بسببها وتداولوها قراءة ونسخاً وسماعاً.
ومن أشهر مؤلفاته المطبوعة:
كتاب (ميزان الاعتدال في نقد الرجال)
كتاب (المشتبه في الأسماء والأنساب)
كتاب (العبر في خبر من غبر)
كتاب (تذكرة الحفاظ)
كتاب (طبقات القراء).
وفاته:
توفي الحافظ الذهبي ليلة الاثنين ثالث شهر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة .. وصلّي عليه يوم الاثنين صلاة الظهر في جامع دمشق ودفن بباب الصغير أرخ وفاته بهذا ابن كثير في البداية والنهاية وابن السبكي في طبقات الشافعية.
http://www.alnasiha.net/cms/node/286
بصدق هذا العالم الفذ الشهير عند أخواننا المخالفين
والذي يُعد من أعلام عصره في علمه ودقيق بحثه وحرصه لأنتقائه ما صح من رواية وما سلم من دراية - عندهم فقط - ولكن حين يطلع المرء على كتبه ومؤلفاته يرى تخبطه الكبير والذي لا يُغتفر أبداً لهذا العالم الجهبذ ..!!
وكأنه لم يحط بأبسط أصول العلم وأخلاق العلماء وتقواهم وقوانين التحقيق والبحث ومعرفة علم الرجال والحديث والتواريخ ورجالاته ...!!
فأستمع وأقرأ وما عشت أراك الدهر عجباً
-------------
هذا الملف بالتحديد عن الرواية المشهورة عند جميع الطوائف وقول رسول الله صلى الله عليه وآله في حق سيد الوصيين وإمام المتقين علي أمير المؤمنين عليه السلام :
(( يا عليّ ، لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولاّ يبغضك إلاّ منافق ))
قال الذهبيّ - بعد روايته للحديث من طريق شعبة - :
" ... فمعناه أنّ حبّ عليّ من الإيمان ، وبغضه من النفاق ؛ فالإيمان ذو شُعَب ، وكذلك النفاق يتشعّب ، فلا يقول عاقل : إنّ مجرّد حبّه يصير الرجل به مؤمناً مطلقاً ، ولا بمجرد بغضه يصير به الموحّد منافقاً خالصاً ، فمن أحبّه وأبغض أبا بكر كان في منزلة من أبغضه وأحبّ أبا بكر ، فبغضهما ضلال ونفاق ، وحبّهما هدًى وإيمان ..."
(سير أعلام النبلاء : 12 / 509 - 510 م : 189 ).
هكذا يريد الذهبي أن ينتقص درجة الحديث ؛ فيقيّد إطلاق كلام النبيّ صلى الله عليه وآله من قِبَل نفسه ، من دون أن يكون هناك مقيّد ؛ لا من الكتاب ولا من السنّة .
نعم لابدّ وأن يفعل الذهبيّ ذلك ، لأنّ الحديث بإطلاقه شامل لكلّ من كان يبغض عليّاً ، ويتظاهر أنّه من أهل التوحيد ، من دون أن يعلم أنّ الله تعالى علّق حقيقة التوحيد بحبّ بعض أوليائه بصورة مطلقة ، ومن دون أن يعرف أنّ المرء لا يحصل على الحبّ الحقيقي إلاّ باتّباع النبيّ صلى الله عليه وآله، والسير على نهج عترته عليهم السلام .
وأمّا المقارنة الّتي اصطنعها الذهبيّ من عنده ؛ فهي علامة شدّة تحسّره على عدم ورود الحديث في فضل أبي بكر كوروده في فضل عليّ عليه السلام ، فحاول إشراك أبي بكر في تلك الفضيلة ، بالرغم من عدم وجود دليل على ذلك .
نعم ، قد قوبل هذا الحديث - كجميع ما ورد في فضل عليّ عليه السلام - بالمثل ؛ حيث روى الصيقلي والخطيب وابن عساكر عن جابر : » لا يحبّ أبا بكر وعمر إلاّ مؤمن ، ولا يبغضهما إلاّ منافق« ...
(كنز العمّال : 11 / 572 ح : 32709)
إلاّ أنّ الظاهر من الذهبي أنّه يستحي من أن يقابل ذلك الحديث القويّ في الإسناد والمشهور بين أئمة الحديث بهذه الرواية التي لم يحكم بصحتها أوحُسْنِها أحدٌ من الثقات ، ولم ترد في كتاب معتبر ، مع أنّ الدواعي كانت متوفرة لنقلها وروايتها بصورة متواترة لو كانت صادرة عن النبيّ حقّاً ، ممّا لم يتوفّر ذلك بالنسبة إلى فضائل عليّ عليه السلام ، بسبب منع السلطة الحاكمة الرواة من نقل فضائله ، واتّهامهم من قِبَل علماء القصور .
وهذا بخلافه بالنسبة لما يتعلق بفضائل غيره من الخلفاء الثلاثة ، فعلى العكس من ذلك ، كانت السلطة تحثّ على نشرها ، وتعطي الجوائز على روايتها ، بزعم أنهم يرغمون بذلك أنوف بني هاشم .
وقال الذهبيّ ولاحظوا الطامة الكبرى في قوله من حيث لا يدري :
وقد جعلتُ طرق » حديث الطير« في جزء ، وطرق حديث » من كنت مولاه« ، وهو أصحّ . وأصحّ منهما ما أخرجه مسلم عن عليّ ، قال : إنّه لعهد النّبيّ الأُمّيّ إليّ؛» أنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق« .
وهذا أشكل الثلاثة ؛ فقد أحبّه قوم لاخلاق لهم ، وأبغضه بجهلٍ قومٌ من النواصب . فالله أعلم .
(سير أعلام النبلاء : 17 / 169 م : 100 ).
فيبدو من كلامه أنّه فزع من هذا الحديث وارتعد بشدّة ، حتى كان سبباً لأن يفتقد شعوره ؛ بحيث لا يدري ما يقول ، فهل أراد بكلامه أن ينكر قول النبيّ صلى الله عليه وآله، وأنّه مخالف للواقع بنظره؟!!
أو أراد أن ينكر صحّة الحديث ، ولكن علوّ درجة السّند وقوّته حيّرت الذّهبي ، فلم يجد من بين رجاله مَنْ يجعله هدفاً لسهامه المسمومة ....!!
ثمّ إذا ضممنا كلماته الأُخرى إلى كلامه هذا ، نفهم أنّ الذهبي كان متيقّناً بصدور هذا الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله ، لأنّك لاحظت أنّه اعترف بأنّ هذا الحديث أصحّ من حديث » من كنت مولاه« ، وقد قال بالنسبة لهذا : إنّه متواتر ، أتيقّن أنّ رسول الله قاله ...
(سير أعلام النبلاء : 8 / 335 م : 86 ، البداية والنهاية : 5 / 233 وفي طبع : 5 / 188 ).
فإذا كان الذهبي متيقّناً بصدور هذا الحديث عن النبيّ فيكون متيقّناً بصدور ذاك بطريق أولى .
وقد غاب عن الذّهبيّ أنّ الحبّ عمل قلبيّ لا يُعلَم إلاّ بآثاره ، وأن حبّ عليّ عليه السلام لاخلاقية ضدّان لا يجتمعان ، بل نقيضان لايوجدان معاً ; فإذا ثبت أنّ أحداً كان محبّاً لعليّ ، فلا يمكن أن يكون ممّن لا خلاق له ، وإِنْ أنكره الذهبي ، وإن ثبت أَنْ لاخلاق لآخر ، فلا يمكن أن يكون محبّاً لعليّ وإِنْ أظهر محبّته .
وقد نسي الذّهبي أنّ مشركي قريش كانوا جاهلين بحقّيّة النبيّ ، حتى قال رسولهم - سهيل بن عمرو - يوم الحديبيّة : لو كنّا نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك . ومع ذلك لم يسلب جهلُهُم هذا وصفَ الشرك عنهم ، ولم يغيّر من الواقع شيئاً . فكذلك كان الأمر بالنسبة إلى أعداء عليّ عليه السلام ومبغضيه ؛ فإنّ الله تعالى قد وصفهم بالنفاق ، سواء كانوا عالمين بحقّيّته أوجاهلين ، فجهلهم لا يُغيِّر من الواقع شيئاً ، ولا يسلب عنهم وصفَ النفاق . هذا قضاء الله تعالى قضاه ، فانقضى ، وأبرزه على لسان رسوله الّذي لا ينطق عن الهوى ، سواء رضي الذهبي بذلك أم سخط .
ثمّ لو ماشينا الذّهبي وقلنا بجهل هؤلاء ، فلا نقول بجهل الذّهبي نفسه في مواقفه تجاه أمير المؤمنين عليه السلام، بل هو عالم بما يعمل ، وتلك المواقف هي الّتي حملته على الذُّعْر و الانزعاج من الحديث .
فمنها : ما قاله الغماري :
" ذكر الذّهبي في كتاب العلولة حديثاً في فضل عليّ والعبّاس بإسناد رجاله ثقات ، ثمّ قال : هذا موضوع في نقدي ، فلا أدري من آفته ؟ وسفيان بن بشر ثقة مشهور ، ما رأيت فيه جرحاً ، فليضعف بمثل هذا ..."
(فتح الملك العليّ : 68 ).
فعندما يقف القارئ على مثل هذه القضيّة ، يتعجّب من صنيع مَنْ ينسب نفسه إلى العلم والدّين ؛ كيف أخذ بيده طابع جرح يضعه على من أراد من الثقات ، ولا ذنب له سوى روايته مناقب عليّ عليه السلام !!
ويعلم المطّلِع على أمثال هذه المواقف أنّ الآفة حاصلة من نفس الذّهبي ، لا من هؤلاء الأبرياء فلله المشتكى ...!
ومنها : ما أخرجه الطبراني ؛ عن عبد الله بن بسر ، أنّ رسول الله استأذن أبا بكر وعمر في أمر ؛ فقال : »أشيروا عليَّ« ، فقالا : الله ورسوله أعلم ، فقال : » أشيروا عليَّ« ، فقالا : الله ورسوله أعلم ، فقال : » ادعوا لي معاوية« . فقال أبو بكر وعمر : أما كان في رسول الله ورجلين من قريش ؛ما ينفّذون أمرهم ، حتى بعث رسول الله إلى غلام من غلمان قريش !؟ فلمّا وقف بين يديه قال : » احضروه أمركم - أو أشهدوه أمركم - فإنّه قويّ أمين« .
قال الهيثمي : وشيخ الطبراني لم يوثّقه إلاّ الذهبيّ في الميزان ، وليس فيه جرح مفسّر ، ومع ذلك فهو حديث منكر ، والله أعلم .
(مجمع الزوائد : 9 / 356 ).
أقول : كيف يمكن لورع في دينه أن يوثّق من لم يعاشره ولم يجالسه ولم يؤاكله ، وبينهما فاصل زماني أكثر من أربعمائة سنة ، ولم يوثّق من قِبَل أحد ممّن عاصره ؟!!!
نعم ، لا بأس بذلك عند الذّهبي إذا كان ذلك الشخصُ روى الموضوعاتِ في فضل معاوية ، فبذلك يستحقّ التوثيق من قِبَله .
ومنها : أنّه قد رُوي عن النبيّ أنّه قال لمعاوية وعمرو بن العاص : » اللّهمّ اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما في النار دعّاً« .
فعدّ الذّهبي هذا الحديث من فضائل معاوية ، بعد أن ضمّ إليه خبراً موضوعاً على لسان النبيّ ؛ فزعموا أنّه قال : » اللّهمّ من سببته أو لعنته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة« .
(فتح الملك العليّ : 62 ) .
ولعل القوم ومنهم الذهبي قد نسي قول الله تعالى لنبيه المصطفى : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيِمٍ ) ...
وكذلك أحاديث صحيحة وصريحة وثابتة عن نبي الهدى صلى الله عليه وآله حيث يقول وفي أكثر من حديث له بأبي وأمي صلى الله عليه وآله :
- (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )
- (ومن لعن مؤمناً فهو كقتله)
- (لايكون اللعّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة)
- (ليس المؤمن بالطّعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء)
- (إنّي لم أُبعث لعّاناً ، وإنّما بعثت رحمة)
ومع هذا كله فنجد العالم الجهبذ "الذهبي" يقول : : " ومعاوية من خيار الملوك الّذين غلب عدلهم على ظلمهم ، وماهو ببرئ من الهنات ، والله يعفو عنه "
( سير أعلام النبلاء : 3 / 159 ).
فكأنّ حضرة الذّهبي صعد إلى ربّ العزّة ، فوقف على اللوح المحفوظ واطّلع فيه على حكم الله بغفران معاوية !
أو كأنّ الله جعله في منصب الوكالة والنيابة عنه ؛ فيحكم من قِبَل نفسه بعفوه !
ولا أدري كيف يستطيع منصف - وهو عالم بجرائم معاوية وجناياته الّتي ترتعد من ذكرها الفرائص والأبدان - أن يتفوّه باحتمال عفوه فضلاً عن البتّ به ، فأيّة جناية من جناياته غير قابلة لأن يعذّب الله الأوّلين والآخرين لو اتّفقوا على ارتكابها ، ولو مرّة واحدة ؟!
فهل جناية سنّه سبّ أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر قابلة لأن يعفو الله عنه ، وهو أخو رسول الله ، وسبّه سبّ لله ولرسوله !؟
أو قتله لسيّد شباب أهل الجنّة السّبط الأكبر للنبيّ الإمام الحسن عليه السلام !؟
أو قتله للصالحين من عباد الله وأوليائه تحت التعذيب ، أمثال : عمرو بن الحمق وحجر بن عديّ وأصحابه ؟!
أو تسليطه لابنه يزيد السّكّير الفاجر على رقاب المسلمين ، ممّا كان سبباً لهدم الإسلام عروةً عروةً ؟!
ولا أدري أيّة جريمة من هذه الجرائم وأمثالها من الجنايات الصادرة عن معاوية كانت قابلة لأن يغفرها الله تبارك وتعالى عمّا يقوله الظالمون علوّاً كبيراً ؟!
فهذه بعض المواقف من الذّهبي تجاه أمير المؤمنين عليه السلام ، ومعاوية بن أبي سفيان حشره الله معه ، أوردناها كأنموذج للقارئ ، كي يكون على معرفة من أعماله ، وعلى حذر من أمثاله .
وإن نسيت ذلك ، فلا تنس : أنّ الذّهبي ذَكَر الإمام الرّضا العلوي عليه السلام في الميزان ، ولم يذكر فيه ابنَ حزم الأموي ، وقد كان على شرطه ، كما نبّه عليه الحافظ في اللّسان .
وفي الأخير أليكم شدة نصب هذا الشخصية وكرهه وحقده لكل فضيلة لأمير المؤمنين علي عليه السلام وحبه الشديد لأبناء الطلقاء معاوية ومن على شاكلته أعداء أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام :
[أبو يعلى] : ثنا أبو هشام ، ثنا ابن فضيل - وساق السند كما تقدّم - عن أُمّ سلمة ، قالت : قال رسول الله لعليّ : » لا يحبّك منافق ، ولا يبغضك مؤمن« .
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي يعلى.(راجع: مسند أبي يعلى : 12 / 331 - 332 ح : 6904 ، تاريخ دمشق : 42 / 279 ).
قال الذهبي معلقاً على هذا الحديث :
"مساور الحميري (وهو من رجال الترمذي وابن ماجة )، عن أُمّه ، عن أُمّ سلمة ، فيه جهالة ، والخبر منكر ، رواه عنه أبو نصر عبد الله الضبّي " ...
(راجع : ميزان الاعتدال : 4 / 95 م : 8447 ).
هكذا قال الذهبي عندما كان في مقابل فضائل عليّ عليه السلام ، وقد أخرج الحاكم في كتاب البرّ والصلة بهذا الإسناد ، عن أُمّ سلمة ، أنّها قالت : سمعت رسول الله يقول : » أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنّة« .
(المستدرك : 4 / 173 ، وفي طبع : 4 / 191 ح : 7328 ، وفي آخر : 5 / 241 ح : 7408 ) .
ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، وأقرّه الذهبي ، من دون أن يقول : فيه جهالة ، لعدم كونه في فضل عليّ بن أبي طالب مع كونه من روايات نفس من ضعفهما العالم الذهبي أعلاه - مساور بن عبدالله عن امه - وهذا يدلّ على أنّ مساور بن عبد الله وأُمّه لم يكونا مجهولين عند الذهبي المخضرم ، كما لم يكونا كذلك عند الترمذي والحاكم ...!!!
وما خُفي أعـــــــــــــــــــــــــــــظم
http://www.shiaee.com/vb/showthread.php?t=13776
فلله المشتكى
__( حيــــــــــــــــــــــــــــدرة )__