المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمثلة من القرآن والروايات على الولاية التكوينية للأنبياء والأوصياء!!


محمدي
11-02-2007, 08:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الولاية على نحوين :.
1 ـ الولاية التشريعية .
2 ـ الولاية التكوينية .
الـمراد من الولاية التشريعية هو الحكم والاشراف القانوني والالهي الذي يكون تارة بشكل محدود كـولايـة الاب والجد على الصغير , وتارة بشكل واسع وشامل كولاية الحاكم الاسلامي على كافة القضايا المتعلقة بـ((الحكومة )) و((ادارة الامة الاسلامية )) , حيث يوجد بحث ذلك بشكل مفصل في ((الجزء العاشر من رسالة القرآن ))
امـا الـمراد من الولاية التكوينية , هو قدرة الانسان على التصرف بصالح الخلق والتكوين بامر اللّه واذنه , والاتيان بافعال خلافا للمعتاد والمسيرة الطبيعية لعالم الاسباب , فمثلا يبري المريض الذي لا عـلاج له باذن اللّه , وذلك من خلال الهيمنة والنفوذ الذي وهبه اللّه تعالى له , او يحيي الموتى , واعـمـال اخـرى من هذا القبيل ,وكل اشكال التصرف المعنوي غير الاعتيادي في ارواح واجسام البشر , وهذا النوع يشمل الطبيعة ايضا.
بعض آيات القرآن في هذا المجال ((الولاية التكوينية )):.
1 ـ ( ويـعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم بية من ربـكـم انـي اخـلـق لـكـم مـن الطين كهيئة الطير فانفخ **فيه فيكون طيرا باذن اللّه وابرئ الاكمه والابـرص واحيي الموتى باذن اللّه وانبئكم بما تاكلون وما تدخرون في بيوتكم ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين ) (آل عمران ـ 48 و49).
2 ـ ( فسخرنا له الريح تجري بامره رخا حيث اصاب ) (ص ـ 36).
3 ـ ( قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ااشكر ام اكفرومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم ) (النمل ـ 40).
فـي الايـة الاولـى يـدور حـديث اولا عن الالطاف الالهية بحق عيسى (ع ) حيث (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ).
ثم بعثه كرسول الى بني اسرائيل , (ورسولا الى بني اسرائيل ) , ومن ثم يشرح كلام المسيح (ع ) في اثبات حقانيته وبيان معاجزه التي تم بيانها في خمس مراحل :.
يـقـول فـي الاولى : (اني قد جئتكم بية من ربكم اني اخلق من الطين كهيئة الطيرفانفخ فيه فيكون طيرا باذن اللّه ).
وفي الثانية والثالثة : ( وابرئ الاكمه والابرص ).
والرابعة : ( واحيي الموتى باذن اللّه ).
والخامسة : ( وانبئكم بما تاكلون وما تدخرون في بيوتكم ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين ).
ان التمعن في مضمون هذه الاية والتفاوت في التعابير المستعملة فيها , يوضح هذه المسالة وهي : ان الـمـسـيـح (ع ) يـنسب خلق الطير الى اللّه تعالى , بينما في الاقسام الثلاثة الاخرى ينسب ( شفا الاعـمـى , والابـرص , واحيا الموتى ) الى نفسه , ولكن باذن اللّه وامره , وهذا هو المقصود من الولاية التكوينية , حيث ان اللّه .
تعالى قد يمنح مثل هذه القدرة للانسان بحيث يؤثر في عالم الخلق والطبيعة بامره , ويخرق الاسباب الطبيعية , فيحيي الميت ويشفي المرضى الذين يستحيل علاجهم .
هذا النموذج من الولاية التكوينية التي وهبها اللّه تبارك وتعالى لعبده المسيح (ع ) , ولامانع او حائل ابدا دون اعطا مثل ذلك لسائر الانبيا او الائمة المعصومين (ع )
واذا قـال قائل : ان مقصود هذه الاية هو ان المسيح (ع ) كان يدعو فيبرئ اللّه المريض , او يحيى الميت , فقد نطق بما يخالف ظاهر الاية , لان الاية تقول بوضوح : ( باذن اللّه ) اي انني افعل ولكن تحقيق الفعل باذن اللّه , وليس هنالك من دليل لترك هذا والبحث عن معنى يخالف الظاهر.
بـل لـيس هنالك مانع ايضا في مرحلة خلق الطير من ان يلقي اللّه تعالى هذا الاثرفي فم عيسى (ع ) فـيـكـون القيام بمثل هذا العمل باذن اللّه , بيد ان بعض المفسرين لم يقتنعوا بهذا المعنى وقالوا : ان خلق الطير مستند الى اللّه مباشرة , ولعل هذا القول ياتي لئلا يدعي الجهلاء الوهية المسيح , لان امر الخلقة متعلق به وحده :.
وورد شـبـيه هذا المعنى ايضا في الاية 110 من سورة المائدة , غاية الامر ان الخطاب كل من قبل اللّه تعالى للمسيح (ع ) لا على لسان المسيح (ع ) , فيقول تعالى :.
( واذ تـخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبرئ الاكمه والابرص باذني واذ تخرج الموتى باذني ).
والـملفت للنظر هو ان اختلاف التعبير الذي كان في سورة آل عمران ظاهر بدقة هنا ايضا , اي لم تـنـسـب مـسالة الخلق وخلق الطير الى المسيح (ع ) , ولكن نسب اليه احيا الموتى وشفا المرضى والعمي الذين يستحيل علاجهم , وان جا التعبيرباذن اللّه في كل ذلك .
ومـلـخص الكلام ان هذه الايات تثبت بان الولاية التكوينية لعيسى (ع ) هي في نطاق خاص , وليس هـنـالـك دليل على اختصاصها المطلق بالمسيح (ع ) , ويمكن ان تصدق بحق سائر الانبيا او الائمة المعصومين بمقتضى ان : ((حكم الامثال في مايجوز وما لايجوز واحد)).
وآية أخرى قوله تعالى: ( فاوحينا الـى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) (الشعرا / 63) , وكل ذلك كان من قبيل الولاية التكوينية ايضا.
وفي آية أخرى :( وقال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك ).وهوآصف بن برخيا
وقد ورد في بعض الرويات عن الامام الباقر (ع ) :.
((ان اسـم اللّه الاعـظـم على ثلاثة وسبعين حرفا وانما كان عند آصف منها حرف واحدفتكلم به فـخـسـف بـالارض مابينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الارض كما كانت اسـرع مـن طرفة عين ونحن عندنا من الاسم الاعظم اثنان وسبعون حرفاوحرف واحد عند اللّه تعالى استاثر به في علم الغيب عنده , ولاحول ولاقوة الا باللّه العلي العظيم ))
ونـقـل هذا المعنى ايضا في روايات اخرى عن الامام الباقر (ع ) والامام الصادق (ع ) وبعض ائمة اهل البيت (ع ).
ـ وجـا فـي تـاريـخ امير المؤمنين (ع ) ايضا ((مد الفرات في عهد علي (ع ) فاقبل اليه الناس , فـقـالـوا : يا امير المؤمنين نحن نخاف الغرق لان في الفرات قد جا من المامالم يرمثله وقد امتلات جنبتاه فاللّه اللّه , فركب امير المؤمنين (ع ) والناس معه وحوله يمينا وشمالا 0000 حتى انتهى الى الفرات وهو يزخر بامواجه , فوقف والناس ينظرون فتكلم كلاما فنقص الفرات ذراعا , فقال : حسبكم ؟ قالوا : زدنا))
فهل هذا الفعل سوى تصرف تكويني باذن اللّه ؟.
5 ـ ونقرا في تاريخه (ع ) ايضا انه واثناء مروره قرب الكوفه جاه قوم من اليهود ,وقالوا : ((انت علي بن ابي طالب الامام ؟ فقال : اناذا , قالوا : لنا صخرة مذكورة في كتبناعليها اسم ستة من الانبيا , وهـو ذا نـطـلب الصخرة فلا نجدها فان كنت اماما اوجدناالصخرة فسار القوم خلف امير المؤمنين (ع ) الـى ان اسـتـبطن فيهم البر فاذا بجبل من رمل عظيم فقال (ع ) : ايتها الريح انسفي الرمل عن الـصـخـرة بـحـق اسـم اللّه الاعـظـم فما كان الا ساعة حتى نسفت الرمل وظهرت الصخرة )) وهذا نموذج آخر من النفوذ والتاثيرعلى عالم التكوين .
وردت هذه الرواية ايضا في الكتب المشهورة لدى الشيعة والسنة وهي لما لم يات النصر عـلـى يـد بعض امرا الجيش في معركة خيبر , قال رسول اللّه (ص ) : ((ساعطي الراية غدا الى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله , يفتح اللّه على يديه , ثم ارسل على علي وكان ارمدا , فحضر فبصق في عينية فبرات , ثم سلمه الراية وفتح خيبر
والـخـلاصة هو انه في جميع الحالات التي يمنح فيها اللّه تعالى لاحد عباده الخاصين القدرة والقوة للنفوذ في عالم الخلق والطبيعة , يحصل لذلك العبد نوع من الولاية التكوينية .
وبـطـبـيعة الحال , فان الولاية التكوينية لها تفرعات اخرى ايضا , منها التاثير في القلوب المستعدة لـقـبـول الحق عن طريق الالطاف المعنوية والروحية , وتربية وهداية النفوس المؤهلة من خلال التاثير الروحي فيها , حيث تتوفر امثلة كثيرة لذلك في التاريخ الاسلامي .
وغـالـبـا مـاكـان يـحصل لكثير من الاشخاص تحول وتغير مفاجي , بنحو لاينسجم مع الموازين والمعايير الطبيعية , وذلك بمجرد وجودهم في محضر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) او الامام المعصوم (عليه السلام ) , وبالتالي يستقيم سلوكهم في الحياة على اثره
اعداد محمدي
المصدر نفحات قرآنية
الجزء التاسع
لسماحة آية الله الشيخ
مكارم الشيرازي00

bestfriend
11-02-2007, 09:00 AM
مشكور اخوي محمدي على الموضوع الرائع جدا

جزاك الله الف خير

عاشقة النجف
11-02-2007, 12:02 PM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وال محمد

اخي الفاضل
بوركت على مشاركتك القيمه
واختيارك الموفق
لاعدمنا التميز
ننتظر جديدكم

ربيبة الزهـراء
11-02-2007, 08:26 PM
السلام عليكم
حشرك يوم القيامة مع امير المؤمنين ع

ثوار المهدي
11-02-2007, 10:09 PM
بوركت اخوي محمدي على الموضوع الرائع جدا

جزاك الله الف خير