محمدي
12-02-2007, 01:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد عن أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام) أنّ الله يخلق لهذه الأرواح أبداناً كأبدانها التي كانت تحلّ بها في الحياة الدنيوية ، وقوالب كقوالبها المادية السابقة ، إلاّ أنها قوالب شفافة غير مادية ، تسكن فيها الأرواح وتتعارف من خلالها ، وتبقى على هذه الهيئة إلى قيام الساعة .
وفي رواية عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال :
فإذا قبضه الله ـ عزَّ وجلَّ ـ صيّر تلك الروح في قالب كقالبه في الدُّنيا ، فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدُّنيا
أيضاً في جوابه عن سؤال عن أرواح المؤمنين قال عليه السلام : في الجنة على صور أبدانهم ، لو رأيته لقلت فلان
وجاء عن الامام الصادق(عليه السلام) أنّه قال :
إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجر في الجنة تعارف وتسأل ، فإذا قدمت الروح على الأرواح يقول : دعوها فإنّها قد أَفْلَتت من هول عظيم ، ثم يسألونها : ما فعل فلان ؟ وما فعل فلان ؟ فإن قالت لهم : تركته حيّاً ، ارتجوه ، وإن قالت لهم : قد هلك ، قالوا : قد هوى! هوى .
وعن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) ، قال : إنَّه ذكر الأرواح ـ أرواحَ المؤمنين ـ فقال(عليه السلام) : يلتقون . قلتُ : يلتقون ؟! قال(عليه السلام) : نعم ، ويتساءلون ، ويتعارفون حتى إذا رأيتَه قلتَ : فلان
ويسلّط العلاّمة الشهيد « دستغيب » الضوء على ماهيّة هذا البدن المثالي في كتابه ( اُصول الدين ) بالقول : وجسدك أيضاً يكون جسداً مثالياً في عالم البرزخ ، يعني أنّه نفس هذا الجسد من حيث الشكل ، لكنه لا يكون ماديّاً ، بل يكون لطيفاً وألطف من الهواء ، بحيث لا يمنعه أي مانع ، فأينما يكون يمكنه أن يرى كلّ شيء فلا يقف الحائط مثلاً حائلاً أمام الرؤية . والإمام الصادق(عليه السلام) يقول :
لو رأيته ـ البدن المثالي ـ لقلت هو هو.
فلو أنَّكَ رأيت أباك في المنام فإنك تراه بنفس ذلك الجسد الدنيوي ، لكنَّ الجسم المادي له في القبر ، فهو الصورة والبدن المثالي له .
والبدن البرزخي له عين تشبه هذه العين أيضاً ، لكن ليس لها شحم ولا يصيبها الألم ، وبإمكانها أن ترى إلى قيام القيامة ، وتشاهد بصورة جيدة ، وليست مثل هذه العين التي تكون ضعيفة في بعض الأحيان ، وتحتاج إلى النظّارات .
وقد شبّه العلماء والمتكلمون البدن المثالي بالصورة التي تظهر في المرآة إلاّ أنه يحتوي على خاصيتين :
إحداهما : هو أنه قائم بذاته ، بحيث يكون مستقلاً في تحققه في الخارج وليس في المرآة .
والأُخرى : الإِدراك والشعور . فالبدن المثالي قائم بنفسه وذو شعور وإدراك .
ومثال ذلك ما نشاهده في المنام حيث نستطيع أن نطوي المسافات البعيدة في لحظة واحدة ، ونكون في مكة أو مشهد مثلاً ، وتوجد في ذلك العالم أنواع المأكولات واالمشروبات والمناظر الجميلة والخلاّبة ، والنغمات البديعة ، بحيث لا يطيقها أحد من أهل الدنيا ، وتعيش الأرواح متنعمة في ذلك البدن المثالي من كلّ تلك النعم
. ومما يرويه ( البرسي ) في ( مشارق أنوار اليقين ) بهذا الشأن :
« إنَّ أمير المؤمنين(عليه السلام) اضطجع في نجف الكوفة على الحصى ، فقال قنبر : يا مولاي ألا أفرش لك ثوبي تحتكَ ؟ فقال(عليه السلام) : لا ، إن هي إلاّ تربة مؤمن ، أو مزاحمته في مجلسه ، فقال الأصبغ بن نباتة : أمّا تربة مؤمن فقد علمنا أنَّها كانت أو ستكون ، فما معنى مزاحمته في مجلسه ؟ فقال(عليه السلام) : يابنَ نباتة إنَّ في هذا الظهر أرواح كلّ مؤمن ومؤمنة في قوالب من النور على منابر من نور»
وورد في بعض الروايات أنَّ أرواح المؤمنين في شجرة من الجنّة ، وأنَّها تجتمع هناك بَعدَ أن تتلبَّس بجسد معنوي لطيف ينسجم مَعَ ذلك العالم المجرَّد .
فقد جاءَ عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) أنَّه قال :
« إنَّ أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنّة يأكلونَ من طعامها ، ويشربونَ من شرابها ، ويقولون : ربَّنا أقم الساعة لنا ، وأنجز لنا ما وعدتنا ، وألحق آخرنا بأوَّلنا)
وفي روايات اُخرى إنَّ أرواح المؤمنين في حجرات الجنّة يتمتعون من نعيمها حتى يقيم الله الساعة ، ويبعث الناس ليوم الحساب الأكبر . ويشير إلى هذا المعنى ما نقله لنا ( أبو بصير ) عن الصادق(عليه السلام) حيث سأله عن أرواح المؤمنين فقال له(عليه السلام) :
« في حجرات في الجنّة ، يأكلون من طعامها ، ويشربون من شرابها ، ويقولون : ربَّنا أقم السّاعة لنا ، وأنجز لنا ما وعدتنا ، وألحق آخرنا بأوَّلنا»
وفي حديث آخر عنه(عليه السلام) أنَّها : في روضة كهيئة الأجساد في الجنّة
من هنا يقول الشيخ ( المفيد ) في ( أجوبة المسائل السرويّة ) :
« وأمّا كيفيَّة عذاب الكافر في قبره ، ونعيم المؤمن فيه ، فإنَّ الأَثر أيضاً قد ورد بأنَّ الله تعالى يجعل روح المؤمن في قالب مثل قالبه في الدنيا في جنّة من جنّاته يُنَعِّمه فيها إلى يوم الساعة ، فإذا نُفخَ في الصور أنشأ جسده الذي بَليَ في التراب وتمزَّق ، ثمَّ أعاده إليه ، وحشره إلى الموقف ، وأمَرَ به إلى جنّة الخُلد ، فلا يزال منعّماً ببقاء الله عزَّ وجلَّ .
غير أنَّ جسده الذي يُعاد فيه لا يكون على تركيبه في الدنيا ، بل يُعَدِّلُ طباعه ، ويُحَسِّنُ صورته ، فلا يهرم مَعَ تعديل الطباع ، ولا يمسّه نصبٌ في الجنّة ولا لغوب ، والكافر يُجعل في قالب كقالبه في الدنيا في محلِّ عذاب يُعاقب فيه ، ونار يعذَّب بها حتى الساعة ، ثم يُنْشَأ جسده الذي فارقه في القبر ، ويُعاد إليه ، ثم يعذّب به في الآخرة عذاب الأبد ، ويُركّب أيضاً جسده تركيباً لا يفنى معه
اعداد محمدي
من كتاب البرزخ
للدكتور الشيخ جعفر الباقري
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد عن أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام) أنّ الله يخلق لهذه الأرواح أبداناً كأبدانها التي كانت تحلّ بها في الحياة الدنيوية ، وقوالب كقوالبها المادية السابقة ، إلاّ أنها قوالب شفافة غير مادية ، تسكن فيها الأرواح وتتعارف من خلالها ، وتبقى على هذه الهيئة إلى قيام الساعة .
وفي رواية عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال :
فإذا قبضه الله ـ عزَّ وجلَّ ـ صيّر تلك الروح في قالب كقالبه في الدُّنيا ، فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدُّنيا
أيضاً في جوابه عن سؤال عن أرواح المؤمنين قال عليه السلام : في الجنة على صور أبدانهم ، لو رأيته لقلت فلان
وجاء عن الامام الصادق(عليه السلام) أنّه قال :
إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجر في الجنة تعارف وتسأل ، فإذا قدمت الروح على الأرواح يقول : دعوها فإنّها قد أَفْلَتت من هول عظيم ، ثم يسألونها : ما فعل فلان ؟ وما فعل فلان ؟ فإن قالت لهم : تركته حيّاً ، ارتجوه ، وإن قالت لهم : قد هلك ، قالوا : قد هوى! هوى .
وعن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) ، قال : إنَّه ذكر الأرواح ـ أرواحَ المؤمنين ـ فقال(عليه السلام) : يلتقون . قلتُ : يلتقون ؟! قال(عليه السلام) : نعم ، ويتساءلون ، ويتعارفون حتى إذا رأيتَه قلتَ : فلان
ويسلّط العلاّمة الشهيد « دستغيب » الضوء على ماهيّة هذا البدن المثالي في كتابه ( اُصول الدين ) بالقول : وجسدك أيضاً يكون جسداً مثالياً في عالم البرزخ ، يعني أنّه نفس هذا الجسد من حيث الشكل ، لكنه لا يكون ماديّاً ، بل يكون لطيفاً وألطف من الهواء ، بحيث لا يمنعه أي مانع ، فأينما يكون يمكنه أن يرى كلّ شيء فلا يقف الحائط مثلاً حائلاً أمام الرؤية . والإمام الصادق(عليه السلام) يقول :
لو رأيته ـ البدن المثالي ـ لقلت هو هو.
فلو أنَّكَ رأيت أباك في المنام فإنك تراه بنفس ذلك الجسد الدنيوي ، لكنَّ الجسم المادي له في القبر ، فهو الصورة والبدن المثالي له .
والبدن البرزخي له عين تشبه هذه العين أيضاً ، لكن ليس لها شحم ولا يصيبها الألم ، وبإمكانها أن ترى إلى قيام القيامة ، وتشاهد بصورة جيدة ، وليست مثل هذه العين التي تكون ضعيفة في بعض الأحيان ، وتحتاج إلى النظّارات .
وقد شبّه العلماء والمتكلمون البدن المثالي بالصورة التي تظهر في المرآة إلاّ أنه يحتوي على خاصيتين :
إحداهما : هو أنه قائم بذاته ، بحيث يكون مستقلاً في تحققه في الخارج وليس في المرآة .
والأُخرى : الإِدراك والشعور . فالبدن المثالي قائم بنفسه وذو شعور وإدراك .
ومثال ذلك ما نشاهده في المنام حيث نستطيع أن نطوي المسافات البعيدة في لحظة واحدة ، ونكون في مكة أو مشهد مثلاً ، وتوجد في ذلك العالم أنواع المأكولات واالمشروبات والمناظر الجميلة والخلاّبة ، والنغمات البديعة ، بحيث لا يطيقها أحد من أهل الدنيا ، وتعيش الأرواح متنعمة في ذلك البدن المثالي من كلّ تلك النعم
. ومما يرويه ( البرسي ) في ( مشارق أنوار اليقين ) بهذا الشأن :
« إنَّ أمير المؤمنين(عليه السلام) اضطجع في نجف الكوفة على الحصى ، فقال قنبر : يا مولاي ألا أفرش لك ثوبي تحتكَ ؟ فقال(عليه السلام) : لا ، إن هي إلاّ تربة مؤمن ، أو مزاحمته في مجلسه ، فقال الأصبغ بن نباتة : أمّا تربة مؤمن فقد علمنا أنَّها كانت أو ستكون ، فما معنى مزاحمته في مجلسه ؟ فقال(عليه السلام) : يابنَ نباتة إنَّ في هذا الظهر أرواح كلّ مؤمن ومؤمنة في قوالب من النور على منابر من نور»
وورد في بعض الروايات أنَّ أرواح المؤمنين في شجرة من الجنّة ، وأنَّها تجتمع هناك بَعدَ أن تتلبَّس بجسد معنوي لطيف ينسجم مَعَ ذلك العالم المجرَّد .
فقد جاءَ عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) أنَّه قال :
« إنَّ أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنّة يأكلونَ من طعامها ، ويشربونَ من شرابها ، ويقولون : ربَّنا أقم الساعة لنا ، وأنجز لنا ما وعدتنا ، وألحق آخرنا بأوَّلنا)
وفي روايات اُخرى إنَّ أرواح المؤمنين في حجرات الجنّة يتمتعون من نعيمها حتى يقيم الله الساعة ، ويبعث الناس ليوم الحساب الأكبر . ويشير إلى هذا المعنى ما نقله لنا ( أبو بصير ) عن الصادق(عليه السلام) حيث سأله عن أرواح المؤمنين فقال له(عليه السلام) :
« في حجرات في الجنّة ، يأكلون من طعامها ، ويشربون من شرابها ، ويقولون : ربَّنا أقم السّاعة لنا ، وأنجز لنا ما وعدتنا ، وألحق آخرنا بأوَّلنا»
وفي حديث آخر عنه(عليه السلام) أنَّها : في روضة كهيئة الأجساد في الجنّة
من هنا يقول الشيخ ( المفيد ) في ( أجوبة المسائل السرويّة ) :
« وأمّا كيفيَّة عذاب الكافر في قبره ، ونعيم المؤمن فيه ، فإنَّ الأَثر أيضاً قد ورد بأنَّ الله تعالى يجعل روح المؤمن في قالب مثل قالبه في الدنيا في جنّة من جنّاته يُنَعِّمه فيها إلى يوم الساعة ، فإذا نُفخَ في الصور أنشأ جسده الذي بَليَ في التراب وتمزَّق ، ثمَّ أعاده إليه ، وحشره إلى الموقف ، وأمَرَ به إلى جنّة الخُلد ، فلا يزال منعّماً ببقاء الله عزَّ وجلَّ .
غير أنَّ جسده الذي يُعاد فيه لا يكون على تركيبه في الدنيا ، بل يُعَدِّلُ طباعه ، ويُحَسِّنُ صورته ، فلا يهرم مَعَ تعديل الطباع ، ولا يمسّه نصبٌ في الجنّة ولا لغوب ، والكافر يُجعل في قالب كقالبه في الدنيا في محلِّ عذاب يُعاقب فيه ، ونار يعذَّب بها حتى الساعة ، ثم يُنْشَأ جسده الذي فارقه في القبر ، ويُعاد إليه ، ثم يعذّب به في الآخرة عذاب الأبد ، ويُركّب أيضاً جسده تركيباً لا يفنى معه
اعداد محمدي
من كتاب البرزخ
للدكتور الشيخ جعفر الباقري