عاشق الزهراء
16-05-2009, 12:50 PM
قالوا القطيف فقلت جل مصابها أن تنأى عنها أيها الربان
كان المحرم قد سقاها حزنه فأعنته يا أيها الهجان
ماخلت أنك عن سماها راحل ويداك ملؤ صنيعها الإحسان
نشر الزمان على ضفاف أنيسها حلل الرخاء لتنزل الضيفان
ولطالما غذيت فيها مهجة شماء تسمو والإبا إيمان
ومنحتها قلب الوفاء محافظا والحق تسلك نوره الشجعان
أكسبتها العز الكبير محامدا وسمت تسجل مجدها البلدان
يا أيها الثقل الكبير وهذه أحشائها شبت بها النيران
قد هالها منك الفراق وظنها في خاطريك محبة و جنان
قالوا القطيف فقلت ذي آثارها لأمانة ترعى بها الأيمان
بوركتِ يا خطُ إن عطائكم هذا يبارك نهجه القرآن
فعساك في كنف الرسول وآله متنعما يحنو بك الرضوان
يعــود تاريخ القطيف الى 3500 عــام قبــل الميـــلاد
القطيــــــف .. واحة في عمق الربع الخالي تحيط بها (13) قرية
تحولت الى مدن عامرة بعد اكتشاف النفط بكميات كبيرة فيه
» أسمــــاؤها
القَطيف بفتح أوّله وكسر ثانيه « فَعيل » مشتقّ من القَطْف، وهو القَطْع من العنب ونحوه، كما يضبطها ياقوت الحموي في معجمه.
ولعل اسمها في الأصل مُحرّف كيتوس Cateus الاسم القديم الذي ذكره مؤرخو اليونان لهذه المنطقة،
والذي يشير بكل وضوح إلى اسمها الحالي ويطلق على هذه المنطقة التي تمتد من البصرة إلى عُمان أسماء كثيرة،
وتشمل هذه الأسماء كلاًّ من الأحساء وجزيرة الخَطّ لاشتراكهما معها في تاريخ سياسي واحد، وتختص الأحساء الآن باسم هَجَر،
ويطلق اسم الخطّ على القطيف ويُرجِع بعضُهم اشتقاقَ كلمة « الخَطّ » إلى لفظة كتني Chateni، وهو اسم جماعة كانت تسكن هذه
المنطقة في قديم الزمان وقد عُرفت أيضاً مدينة بهذا الاسم بناها أرْدَشِير بن بابك ( 226 ـ 241 م ) في هذه المنطقة واشتهرت به حتى بعد ظهور الإسلام.
على أن كلمة الخطّ اسمٌ يشمل الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية الذي يبتدئ من البصرة وينتهي إلى عُمان،
فهو اسم يطلق على هذه المنطقة كلها تقريبا ويذكر الدكتور عبدالوهاب عزّام أن هذا الساحل كان يسمّى القطيف قبل أن يَغلِب عليه اسم الخَطّ.
ويذكر صاحب التعريفات الشافية أن الخليج كان يسمّى بحر القطيف. أما شبرنكر فينصّ على أنه كان يسمّى خليج القطيف،
قبل أن يعرف بأي اسم آخر. وعلى هذا التحديد يمكننا أن نقول بأن هذه البقاع الواقعة على الضفة الغربية من الخليج كانت كلها من مناطق هذه المدينة.
» موقعها الجغرافي
تقع مدينة القطيف على الساحل الشرقي من شبه جزيرة العرب على بعد 50 ( درجة ) من خطوط الطول شرقاً،
و 26 ( درجة ) و 32 ( دقيقة ) من خطوط العرض شمالاً. وكان يُطلق على هذه المدينة اسم الخَطّ أيضاً،
وإليها نُسب الشاعر جعفر الخطّي وكانت مدينة القطيف القديمة تبعد عن الساحل مسافة ميل كما يذكر المسعودي،
وقد ذكرها ياقوت في معجمه فوصفها بأنها مدينة بالبحرين.. هي اليوم قصبتها وأعظم مدنها.
ووصفها ابن بطوطة في رحلته.. بأنها مدينة حسنة ذات نخل كثير، وقد كانت عاصمة إقليم البحرين في أدوار مختلفة،
ففي القرن الأول والثالث والتاسع الهجري كانت عاصمته وأزهى مدنه، وإليها كانت تُنسب الرماح الخطيّة الشهيرة، وقد تردّد اسمها كثيراً في الشعر العربي.
» مناخها
تتراوح درجة الحرارة فيها ما بين 40 ( درجة ) إلى 110 ( درجات ) ف أي ما بين 5 إلى 44 سنتغراد تقريباً،
وتبدأ الحرارة في الارتفاع ابتداءً من أبريل « نيسان » حتى تصل نهايتها في شهر يوليو واغسطس « تموز وآب »،
وتهبط ابتداءً من سبتمبر « أيلول »، وموسم البرد فيها ما بين نوفمبر ومارس « تشرين الثاني ـ أذار
وترتفع أرضها على سطح البحر بضعة أقدام، ويتراوح الجَزْر والمدّ على سواحلها مرتين في اليوم، فإذ
ا كان الجزر انحسر الماء عن شواطئها لمسافة بعيدة واستُعملت المواصلات البرية بينها وبين جزيرة تاروت.
ويبلغ المدُّ مداه مرتين في الشهر في أوّله وفي منتصفه حتّى يحاذي أراضيها الساحلية، لذلك كان هواؤه
ا في الغالب مشبعاً بالرطوبة أما إذا كان مجرى الهواء من الغرب أو الشمال فالطقس فيها يصبح جافاً، لوفوده من الصحراء.
والغريب من أمر هذه المنطقة أن الحرارة ترتفع في فصل الشتاء بعض الأحيان بواسطة الرطوبة حتى إلى استعمال الملابس الصيفية،
وذلك حين تكثر الرطوبة ويهب الهواء البحري، وهو ما اصطلحوا على تسميته بالـكوس.
» واحتها
تحيط قصبتَها واحةٌ عظيمة من أشجار النخيل وأنواع الفاكهة تبلغ مساحتها من الشمال إلى الجنوب تقريباً 18 ميلاً
ومن الشرق إلى الغرب 3 أميال، ويظهر أنها كانت فيما مضى من الزمن أكثر سعة وامتداداً، فقد روى أبو الفداء
المتوفّى 732 هـ في كتابه ( تقويم البلدان ) نقلاً عن بعضهم أنها أكبر من الأحساء. ويرجع السبب ـ كما يظهر ـ
في تقلّص مساحتها إلى زحف رمال الصحراء على بساتينها ومزروعاتها من جهة، وإلى اضطراب حبل الأمن
وارتباك الأوضاع السياسية في الأيام الغابرة من جهة أخرى ويحدث بعض المعمَّرين أنهم كانوا في أيام شبابهم
يقفون قرب النزهة ويرون البر. ويدل على تقلص مساحتها ايضاً ما نجده من أطلال وبقايا أحجار في تلك الصحارى،
مما يدل على أنها بقايا قرى كانت عامرة، وكذلك وجود العيون البرية على مسافات شاسعة من الواحة. ويقال إن
تلك الصحارى التي تفصل الأحساء عن القطيف كانت كلها آهلةً بالسكان وبالقرى والواحات، بل يذهبون إلى أبعد
من ذلك فيقولون إن الماشية السائبة كانت تنتقل من مدينة القطيف بين القرى والواحات حتى تصل إلى مدينة
الأحساء وهذا القول إذا حملناه على المبالغة فمما لا شك فيه أنه يدل إجمالاً على أن هذه المساحة كانت آهلة بالسكان
والمزروعات في الزمن الغابر، وأن جفاف الينابيع التي تسقي سيحاً بالإضافة إلى الأسباب التي ذكرناها آنفاً يرجع
إليها السبب في تسرّب الخراب والدمار إلى هذه المناطق ومما ينهض دليلاً على صحة هذا القول أن رجال شركة
الزيت العربية الأمريكية عثروا أخيراً على صهاريج متصلة بعضها ببعض بأنفاق عليها فتحات في مواضع متعددة
لاستقاء الماء منها.. عثروا عليها في القطيف والأحساء والفلج وأواسط نجد وأماكن أُخرى تعدّ اليوم من المناطق
الصحراوية، كما وُجِدت على مقربة منها آثار قرى كانت عامرة ومزارع واسعة، مما يدل على أنها كانت غير
ما كانت عليه الآن، وأنها كانت عامرة آهلة بالسكان وقد عُثر على آثار مدفونة خلال الحفريات أثناء مدّ خطوط
أنابيب البترول، فكلّما حفروا بقعة في هذه المنطقة وجدوا خرائب مدفونة تحت الرمال، وأحياناً تكون بارزة على
سطح الأرض، كما يشاهد قطع نقود وبقايا أوانٍ فخّارية قديمة منتثرة هناك، يجدها المتجول دون عناء. وإن
هذه المساحات الواقعة جنوبي الخُبَر وبين الدمّام والخُبر، وكذلك الأراضي الصحراوية الواقعة غربي واحة القطيف
وشماليها حتى مدينة الجبيل.. تكاد تمتلئ بالآثار التاريخية وقد دلّت الآثار التي اكتُشفت حديثاً في سواحل هذه
المنطقة في ثاج وجاوان وتارُوت ونواحي القطيف على أنها كانت مهداً لشعوب عريقة في الحضارة، وحين
تتاح لهذه المنطقة بعثة أثرية تقوم بأعمال التنقيب سيُزاح الستار من الناحية العلمية عن الوجه التاريخي القديم لهذه البلاد.
» قرى القطيف
1 ـ سِيْهات: قرية كبيرة تقع في أقصى الواحة من الجنوب
وإلى القرب منها موضع بينها وبين قرية الجشّ يُسمّى « الجعبة »
، قيل إنه المكان الذي أقام عليه أبو طاهر القُرمطي بنايةً ووضع فيها الأسود سنة 317 هـ.
2 ـ عَنَك: قرية صغيرة تقع على الساحل إلى الشمال من سِيهات، وكانت لها شهرة تاريخية،
فقد تحدّث عنها المسعودي في كتابه ( التنبيه والإشراف ) فوصفها بأنها من مدن القطيف
وأهلها يعتمدون في معيشتهم على صيد الأسماك، يسكن إلى جوارهم قبيلة بني خالد الذين
سيطروا على القطيف فترة من الزمن، وكانوا يفدون إليها في الصيف هرباً من حرّ الصحراء،
ويرحلون عنها في الخريف، وقد بدأ قسم منهم يتحضرون الآن ويستقرون. وفيها من الآثار
التاريخية برج قديم يرجع بناؤه إلى عهد البرتغاليين.
3 ـ الجشّ: قرية تقع إلى الشمال الغربي من سِيهات، وقد دبّت فيها حركة العمران في الوقت الحاضر.
4 ـ الملاحة: قرية صغيرة تقع إلى ناحية الشرق من الجشّ.
5 ـ أُمّ خمام: تقع إلى الشمال من قرية الجش.
6 ـ الجارودية: تقع هذه القرية إلى الشمال الغربي من أُم خمام قريباً من بر لبدراني الذي كان منطلقاً
للحجاج أيام كانت الجِمال وسائطَ للنقل عبر الصحراء، وتستقر على مرتفع من الجبل الصلد.
7 ـ الخويلدية: تقع إلى الشمال من الجارودية.
8 ـ حلّة محيش: تقع في وسط الواحة إلى الشقّ من الجارودية. والمشهور عن هذه القرية أن حشرة
العقرب لا تعيش فيها، ويرجّح بعضهم هذه الظاهرة إلى رواية خلاصتها أنّ أحد رجالاتها الدينيين دَفن
في أرضها رُقْية ضدّ هذه الحشرة، فانعدم منها منذ ذلك التاريخ
.
9 ـ الشُّوَيكة: تقع بالقرب من الحاضرة من ناحية الجنوب.
10 ـ التُّوبي: تقع في منتصف الواحة بمحاذاة الحاضرة من الغرب،
هي مسقط رأس الشاعر المشهور جعفر الخطّي.
11 ـ البحاري: قرية تقع بالقرب من الحاضرة من ناحية الشمال.
12 ـ القَديح: قرية كبيرة تقع إلى الغرب من البحاري، تخطّى أسوارها العمران فملأ الموضع الذي
يسمونها « الوادي »، وهو متسع من الأرض كان يستعمل لتجفيف التمور فازدحم بالأبنية على غير انتظام.
13 ـ العَوّاميّة:
تقع في نهاية الواحة من ناحية الشمال، وكان أول من عَمّرها العوّامُ بن محمد بن يوسف الزجّاج
في أوائل القرن الخامس الهجري، فنُسبت إليه، ولعلها نُسبت في الأصل إلى أبي الحسن بن العوّام زعيم الأزد وأمير الزاره.
14 ـ جزيرة تارُوت: تقع هذه الجزيرة في قلب خليج كيبوس، على بعد 6 كم إلى الجهة الشرقية من الحاضرة،
واسمها الأصلي تيروس Tarrus الذي هو قريب من اسمها الحالي. وقد تردّد ذكرها كثيراً في الشعر العربي
والتاريخ الإسلامي وقد وصفها ياقوت بأنها فرضة بالبحرين يُجلب إليها المسك من الهند
وإلى جانب هذه البلدة مرتفع على شكل هضبة، يقال إنه من بقايا تلك المدينة التاريخية.
وترجع أهميتها في ذلك الوقت إلى كون أغلب سواحل هذه المنطقة ضحلة قليلة العمق لا تصلح للملاحة،
أما حين أُنشئت الموانئ في المدن الساحلية، فقد فقدت دارِين أهميتها، لانعزالها في جزيرة ليس لها طريق بري يصلها ببقية المدن.
15ـ صَفْوي: قرية كبيرة تنفصل عن الواحة بمسافة 4 كم تقريباً، وتبعد عن الحاضرة بـ 12 كم، واسمها التاريخي ـ كما يذكره المسعودي
ـ صَفوان، كان يسكنها بنو حفص بن عبدالقيس. ولعل اسمها في الأصل مقتبس من نهر الصفا الذي يتخلج من عين محلّم ـ كما أشار إليه ياقوت
وإلى القرب منها يقع مقلع جاوان الشهير، وهو من المواضع التي تزخر بالآثار التاريخية وقد اكتسبت هذه القرية أهمية خاصة لوقوعها مباشرة
على خط الشارع الرئيسي الذي يصل الظهران بمنطقة رأس تَنّورة. ولقربها أيضاً من هذه المنطقة التي تتركز فيها أعمال مصافي البترول
والميناء، والتي تبعد عنها مسافة 24 كم.
16 ـ الجبيل: بلدة قديمة تبعد عن الحاضرة بـ ( 35 ) كم، وتبعد عن صفوي إلى الشمال بـ ( 23 ) كم، وتقع على الساحل بالقرب
من خليج المسلمية. وأغلب الظن أن تأريخها يرجع إلى عهود الفينيقيين، كما يدل على ذلك اسمُها. ويبدو أنهم نقلوا هذا الاسم
ذاته حين هاجروا إلى لبنان، وأطلقوه على بلدة أسسوها هناك تقع شمالي بيروت والتي هي من أقدم مدنهم في السواحل اللبنانية
ويذهب بعضهم إلى أنها بلدة أم عينين الشهيرة التي تردّد ذكرها في التاريخ العربي، وهي في حاضرها بلدة صغيرة قليلة السكان،
وقد هاجر كثير من أهلها إلى أنحاء هذه المنطقة.
17ـ الآجام: ضيعة تقع في قلب الصحراء إلى الجهة الغربية من الواحة على بعد 5 كم، وفيها مسجد أثري
لأحد الأولياء ولعل لاسم هذه القرية صلة بالآجاميين الذين رحلوا مع سليمان القرمطي عند رجوعه من هِيت سنة 317 هـ، وقد انتظموا في جيشه فعُرِفوا بالآجاميين.
18 ـ أُمّ الساهك: ضيعة تقع بالقرب من صَفْوي إلى جهة الغرب.
وهناك بعض القرى الصغيرة الشبيهة بها والتي يغلب عليها طابع البداوة، منتثرة في الصحارى المجاورة كأبي معن،
ودريدي، وشعاب، والرويحة، والنابية، والعباء، وهي ضئيلة الأهمية قليلة السكان ومن الملاحظ أن جميع قرى
القطيف كانت محاطة بأسوار ذات أبراج على شاكلة القلعة، تقي سكانَها من سطو البدو وغاراتهم المتتالية في
الأيام السالفة. أمّا الآن فقد أُهمل شأنها، فتداعى بناؤها، لاستتباب الأمن في ربوع هذه المنطقة
ومن الجدير بالذكر أن نشير إلى أنّ الغالبية العظمى من سكان القرى الفلاحين يسكنون البساتين، بعضهم بصورة دائمة، والبعض الآخر
يتخذها مصيفاً حيث يرحل عنها في الشتاء إلى القرية
إن أغلبية سكان القطيف الساحقة من الشيعة الذين يؤلفون 96%. وإذا استثنينا أهالي قرية دارِين والجبيل وأمّ الساهك وقرى البادية المنتثرة
في صحاريها والقبائل الرحّل، فإن جميع أهالي القطيف وقراها كلهم من الشيعة، وليس بينهم من ينتمي إلى مذهب آخر
كان المحرم قد سقاها حزنه فأعنته يا أيها الهجان
ماخلت أنك عن سماها راحل ويداك ملؤ صنيعها الإحسان
نشر الزمان على ضفاف أنيسها حلل الرخاء لتنزل الضيفان
ولطالما غذيت فيها مهجة شماء تسمو والإبا إيمان
ومنحتها قلب الوفاء محافظا والحق تسلك نوره الشجعان
أكسبتها العز الكبير محامدا وسمت تسجل مجدها البلدان
يا أيها الثقل الكبير وهذه أحشائها شبت بها النيران
قد هالها منك الفراق وظنها في خاطريك محبة و جنان
قالوا القطيف فقلت ذي آثارها لأمانة ترعى بها الأيمان
بوركتِ يا خطُ إن عطائكم هذا يبارك نهجه القرآن
فعساك في كنف الرسول وآله متنعما يحنو بك الرضوان
يعــود تاريخ القطيف الى 3500 عــام قبــل الميـــلاد
القطيــــــف .. واحة في عمق الربع الخالي تحيط بها (13) قرية
تحولت الى مدن عامرة بعد اكتشاف النفط بكميات كبيرة فيه
» أسمــــاؤها
القَطيف بفتح أوّله وكسر ثانيه « فَعيل » مشتقّ من القَطْف، وهو القَطْع من العنب ونحوه، كما يضبطها ياقوت الحموي في معجمه.
ولعل اسمها في الأصل مُحرّف كيتوس Cateus الاسم القديم الذي ذكره مؤرخو اليونان لهذه المنطقة،
والذي يشير بكل وضوح إلى اسمها الحالي ويطلق على هذه المنطقة التي تمتد من البصرة إلى عُمان أسماء كثيرة،
وتشمل هذه الأسماء كلاًّ من الأحساء وجزيرة الخَطّ لاشتراكهما معها في تاريخ سياسي واحد، وتختص الأحساء الآن باسم هَجَر،
ويطلق اسم الخطّ على القطيف ويُرجِع بعضُهم اشتقاقَ كلمة « الخَطّ » إلى لفظة كتني Chateni، وهو اسم جماعة كانت تسكن هذه
المنطقة في قديم الزمان وقد عُرفت أيضاً مدينة بهذا الاسم بناها أرْدَشِير بن بابك ( 226 ـ 241 م ) في هذه المنطقة واشتهرت به حتى بعد ظهور الإسلام.
على أن كلمة الخطّ اسمٌ يشمل الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية الذي يبتدئ من البصرة وينتهي إلى عُمان،
فهو اسم يطلق على هذه المنطقة كلها تقريبا ويذكر الدكتور عبدالوهاب عزّام أن هذا الساحل كان يسمّى القطيف قبل أن يَغلِب عليه اسم الخَطّ.
ويذكر صاحب التعريفات الشافية أن الخليج كان يسمّى بحر القطيف. أما شبرنكر فينصّ على أنه كان يسمّى خليج القطيف،
قبل أن يعرف بأي اسم آخر. وعلى هذا التحديد يمكننا أن نقول بأن هذه البقاع الواقعة على الضفة الغربية من الخليج كانت كلها من مناطق هذه المدينة.
» موقعها الجغرافي
تقع مدينة القطيف على الساحل الشرقي من شبه جزيرة العرب على بعد 50 ( درجة ) من خطوط الطول شرقاً،
و 26 ( درجة ) و 32 ( دقيقة ) من خطوط العرض شمالاً. وكان يُطلق على هذه المدينة اسم الخَطّ أيضاً،
وإليها نُسب الشاعر جعفر الخطّي وكانت مدينة القطيف القديمة تبعد عن الساحل مسافة ميل كما يذكر المسعودي،
وقد ذكرها ياقوت في معجمه فوصفها بأنها مدينة بالبحرين.. هي اليوم قصبتها وأعظم مدنها.
ووصفها ابن بطوطة في رحلته.. بأنها مدينة حسنة ذات نخل كثير، وقد كانت عاصمة إقليم البحرين في أدوار مختلفة،
ففي القرن الأول والثالث والتاسع الهجري كانت عاصمته وأزهى مدنه، وإليها كانت تُنسب الرماح الخطيّة الشهيرة، وقد تردّد اسمها كثيراً في الشعر العربي.
» مناخها
تتراوح درجة الحرارة فيها ما بين 40 ( درجة ) إلى 110 ( درجات ) ف أي ما بين 5 إلى 44 سنتغراد تقريباً،
وتبدأ الحرارة في الارتفاع ابتداءً من أبريل « نيسان » حتى تصل نهايتها في شهر يوليو واغسطس « تموز وآب »،
وتهبط ابتداءً من سبتمبر « أيلول »، وموسم البرد فيها ما بين نوفمبر ومارس « تشرين الثاني ـ أذار
وترتفع أرضها على سطح البحر بضعة أقدام، ويتراوح الجَزْر والمدّ على سواحلها مرتين في اليوم، فإذ
ا كان الجزر انحسر الماء عن شواطئها لمسافة بعيدة واستُعملت المواصلات البرية بينها وبين جزيرة تاروت.
ويبلغ المدُّ مداه مرتين في الشهر في أوّله وفي منتصفه حتّى يحاذي أراضيها الساحلية، لذلك كان هواؤه
ا في الغالب مشبعاً بالرطوبة أما إذا كان مجرى الهواء من الغرب أو الشمال فالطقس فيها يصبح جافاً، لوفوده من الصحراء.
والغريب من أمر هذه المنطقة أن الحرارة ترتفع في فصل الشتاء بعض الأحيان بواسطة الرطوبة حتى إلى استعمال الملابس الصيفية،
وذلك حين تكثر الرطوبة ويهب الهواء البحري، وهو ما اصطلحوا على تسميته بالـكوس.
» واحتها
تحيط قصبتَها واحةٌ عظيمة من أشجار النخيل وأنواع الفاكهة تبلغ مساحتها من الشمال إلى الجنوب تقريباً 18 ميلاً
ومن الشرق إلى الغرب 3 أميال، ويظهر أنها كانت فيما مضى من الزمن أكثر سعة وامتداداً، فقد روى أبو الفداء
المتوفّى 732 هـ في كتابه ( تقويم البلدان ) نقلاً عن بعضهم أنها أكبر من الأحساء. ويرجع السبب ـ كما يظهر ـ
في تقلّص مساحتها إلى زحف رمال الصحراء على بساتينها ومزروعاتها من جهة، وإلى اضطراب حبل الأمن
وارتباك الأوضاع السياسية في الأيام الغابرة من جهة أخرى ويحدث بعض المعمَّرين أنهم كانوا في أيام شبابهم
يقفون قرب النزهة ويرون البر. ويدل على تقلص مساحتها ايضاً ما نجده من أطلال وبقايا أحجار في تلك الصحارى،
مما يدل على أنها بقايا قرى كانت عامرة، وكذلك وجود العيون البرية على مسافات شاسعة من الواحة. ويقال إن
تلك الصحارى التي تفصل الأحساء عن القطيف كانت كلها آهلةً بالسكان وبالقرى والواحات، بل يذهبون إلى أبعد
من ذلك فيقولون إن الماشية السائبة كانت تنتقل من مدينة القطيف بين القرى والواحات حتى تصل إلى مدينة
الأحساء وهذا القول إذا حملناه على المبالغة فمما لا شك فيه أنه يدل إجمالاً على أن هذه المساحة كانت آهلة بالسكان
والمزروعات في الزمن الغابر، وأن جفاف الينابيع التي تسقي سيحاً بالإضافة إلى الأسباب التي ذكرناها آنفاً يرجع
إليها السبب في تسرّب الخراب والدمار إلى هذه المناطق ومما ينهض دليلاً على صحة هذا القول أن رجال شركة
الزيت العربية الأمريكية عثروا أخيراً على صهاريج متصلة بعضها ببعض بأنفاق عليها فتحات في مواضع متعددة
لاستقاء الماء منها.. عثروا عليها في القطيف والأحساء والفلج وأواسط نجد وأماكن أُخرى تعدّ اليوم من المناطق
الصحراوية، كما وُجِدت على مقربة منها آثار قرى كانت عامرة ومزارع واسعة، مما يدل على أنها كانت غير
ما كانت عليه الآن، وأنها كانت عامرة آهلة بالسكان وقد عُثر على آثار مدفونة خلال الحفريات أثناء مدّ خطوط
أنابيب البترول، فكلّما حفروا بقعة في هذه المنطقة وجدوا خرائب مدفونة تحت الرمال، وأحياناً تكون بارزة على
سطح الأرض، كما يشاهد قطع نقود وبقايا أوانٍ فخّارية قديمة منتثرة هناك، يجدها المتجول دون عناء. وإن
هذه المساحات الواقعة جنوبي الخُبَر وبين الدمّام والخُبر، وكذلك الأراضي الصحراوية الواقعة غربي واحة القطيف
وشماليها حتى مدينة الجبيل.. تكاد تمتلئ بالآثار التاريخية وقد دلّت الآثار التي اكتُشفت حديثاً في سواحل هذه
المنطقة في ثاج وجاوان وتارُوت ونواحي القطيف على أنها كانت مهداً لشعوب عريقة في الحضارة، وحين
تتاح لهذه المنطقة بعثة أثرية تقوم بأعمال التنقيب سيُزاح الستار من الناحية العلمية عن الوجه التاريخي القديم لهذه البلاد.
» قرى القطيف
1 ـ سِيْهات: قرية كبيرة تقع في أقصى الواحة من الجنوب
وإلى القرب منها موضع بينها وبين قرية الجشّ يُسمّى « الجعبة »
، قيل إنه المكان الذي أقام عليه أبو طاهر القُرمطي بنايةً ووضع فيها الأسود سنة 317 هـ.
2 ـ عَنَك: قرية صغيرة تقع على الساحل إلى الشمال من سِيهات، وكانت لها شهرة تاريخية،
فقد تحدّث عنها المسعودي في كتابه ( التنبيه والإشراف ) فوصفها بأنها من مدن القطيف
وأهلها يعتمدون في معيشتهم على صيد الأسماك، يسكن إلى جوارهم قبيلة بني خالد الذين
سيطروا على القطيف فترة من الزمن، وكانوا يفدون إليها في الصيف هرباً من حرّ الصحراء،
ويرحلون عنها في الخريف، وقد بدأ قسم منهم يتحضرون الآن ويستقرون. وفيها من الآثار
التاريخية برج قديم يرجع بناؤه إلى عهد البرتغاليين.
3 ـ الجشّ: قرية تقع إلى الشمال الغربي من سِيهات، وقد دبّت فيها حركة العمران في الوقت الحاضر.
4 ـ الملاحة: قرية صغيرة تقع إلى ناحية الشرق من الجشّ.
5 ـ أُمّ خمام: تقع إلى الشمال من قرية الجش.
6 ـ الجارودية: تقع هذه القرية إلى الشمال الغربي من أُم خمام قريباً من بر لبدراني الذي كان منطلقاً
للحجاج أيام كانت الجِمال وسائطَ للنقل عبر الصحراء، وتستقر على مرتفع من الجبل الصلد.
7 ـ الخويلدية: تقع إلى الشمال من الجارودية.
8 ـ حلّة محيش: تقع في وسط الواحة إلى الشقّ من الجارودية. والمشهور عن هذه القرية أن حشرة
العقرب لا تعيش فيها، ويرجّح بعضهم هذه الظاهرة إلى رواية خلاصتها أنّ أحد رجالاتها الدينيين دَفن
في أرضها رُقْية ضدّ هذه الحشرة، فانعدم منها منذ ذلك التاريخ
.
9 ـ الشُّوَيكة: تقع بالقرب من الحاضرة من ناحية الجنوب.
10 ـ التُّوبي: تقع في منتصف الواحة بمحاذاة الحاضرة من الغرب،
هي مسقط رأس الشاعر المشهور جعفر الخطّي.
11 ـ البحاري: قرية تقع بالقرب من الحاضرة من ناحية الشمال.
12 ـ القَديح: قرية كبيرة تقع إلى الغرب من البحاري، تخطّى أسوارها العمران فملأ الموضع الذي
يسمونها « الوادي »، وهو متسع من الأرض كان يستعمل لتجفيف التمور فازدحم بالأبنية على غير انتظام.
13 ـ العَوّاميّة:
تقع في نهاية الواحة من ناحية الشمال، وكان أول من عَمّرها العوّامُ بن محمد بن يوسف الزجّاج
في أوائل القرن الخامس الهجري، فنُسبت إليه، ولعلها نُسبت في الأصل إلى أبي الحسن بن العوّام زعيم الأزد وأمير الزاره.
14 ـ جزيرة تارُوت: تقع هذه الجزيرة في قلب خليج كيبوس، على بعد 6 كم إلى الجهة الشرقية من الحاضرة،
واسمها الأصلي تيروس Tarrus الذي هو قريب من اسمها الحالي. وقد تردّد ذكرها كثيراً في الشعر العربي
والتاريخ الإسلامي وقد وصفها ياقوت بأنها فرضة بالبحرين يُجلب إليها المسك من الهند
وإلى جانب هذه البلدة مرتفع على شكل هضبة، يقال إنه من بقايا تلك المدينة التاريخية.
وترجع أهميتها في ذلك الوقت إلى كون أغلب سواحل هذه المنطقة ضحلة قليلة العمق لا تصلح للملاحة،
أما حين أُنشئت الموانئ في المدن الساحلية، فقد فقدت دارِين أهميتها، لانعزالها في جزيرة ليس لها طريق بري يصلها ببقية المدن.
15ـ صَفْوي: قرية كبيرة تنفصل عن الواحة بمسافة 4 كم تقريباً، وتبعد عن الحاضرة بـ 12 كم، واسمها التاريخي ـ كما يذكره المسعودي
ـ صَفوان، كان يسكنها بنو حفص بن عبدالقيس. ولعل اسمها في الأصل مقتبس من نهر الصفا الذي يتخلج من عين محلّم ـ كما أشار إليه ياقوت
وإلى القرب منها يقع مقلع جاوان الشهير، وهو من المواضع التي تزخر بالآثار التاريخية وقد اكتسبت هذه القرية أهمية خاصة لوقوعها مباشرة
على خط الشارع الرئيسي الذي يصل الظهران بمنطقة رأس تَنّورة. ولقربها أيضاً من هذه المنطقة التي تتركز فيها أعمال مصافي البترول
والميناء، والتي تبعد عنها مسافة 24 كم.
16 ـ الجبيل: بلدة قديمة تبعد عن الحاضرة بـ ( 35 ) كم، وتبعد عن صفوي إلى الشمال بـ ( 23 ) كم، وتقع على الساحل بالقرب
من خليج المسلمية. وأغلب الظن أن تأريخها يرجع إلى عهود الفينيقيين، كما يدل على ذلك اسمُها. ويبدو أنهم نقلوا هذا الاسم
ذاته حين هاجروا إلى لبنان، وأطلقوه على بلدة أسسوها هناك تقع شمالي بيروت والتي هي من أقدم مدنهم في السواحل اللبنانية
ويذهب بعضهم إلى أنها بلدة أم عينين الشهيرة التي تردّد ذكرها في التاريخ العربي، وهي في حاضرها بلدة صغيرة قليلة السكان،
وقد هاجر كثير من أهلها إلى أنحاء هذه المنطقة.
17ـ الآجام: ضيعة تقع في قلب الصحراء إلى الجهة الغربية من الواحة على بعد 5 كم، وفيها مسجد أثري
لأحد الأولياء ولعل لاسم هذه القرية صلة بالآجاميين الذين رحلوا مع سليمان القرمطي عند رجوعه من هِيت سنة 317 هـ، وقد انتظموا في جيشه فعُرِفوا بالآجاميين.
18 ـ أُمّ الساهك: ضيعة تقع بالقرب من صَفْوي إلى جهة الغرب.
وهناك بعض القرى الصغيرة الشبيهة بها والتي يغلب عليها طابع البداوة، منتثرة في الصحارى المجاورة كأبي معن،
ودريدي، وشعاب، والرويحة، والنابية، والعباء، وهي ضئيلة الأهمية قليلة السكان ومن الملاحظ أن جميع قرى
القطيف كانت محاطة بأسوار ذات أبراج على شاكلة القلعة، تقي سكانَها من سطو البدو وغاراتهم المتتالية في
الأيام السالفة. أمّا الآن فقد أُهمل شأنها، فتداعى بناؤها، لاستتباب الأمن في ربوع هذه المنطقة
ومن الجدير بالذكر أن نشير إلى أنّ الغالبية العظمى من سكان القرى الفلاحين يسكنون البساتين، بعضهم بصورة دائمة، والبعض الآخر
يتخذها مصيفاً حيث يرحل عنها في الشتاء إلى القرية
إن أغلبية سكان القطيف الساحقة من الشيعة الذين يؤلفون 96%. وإذا استثنينا أهالي قرية دارِين والجبيل وأمّ الساهك وقرى البادية المنتثرة
في صحاريها والقبائل الرحّل، فإن جميع أهالي القطيف وقراها كلهم من الشيعة، وليس بينهم من ينتمي إلى مذهب آخر